هواجِس العِشق • 30 •

هواجِس العِشق || جُيون جونغكوك

اهلاً بِكُم في الجُزء الثَلاثون مِن مَخاوِف الحُب ✨🪐

كَمُكافَئَة على جُهودي ضَع تصويتًا و تَعليقًا لطيفًا 🤍

لِنبدأ 💋

•••

" إذًا .. هي حامِل مِنك ..؟ "

إعتلَّت الصَدمة مَلامِح وَجه غَديز و تجرَّدت بشرتهُ من الدّّم ، ايليزا رَفعت رأسِها من الأرض بِبُطئ و تَوسعّّت مُقلتيها على مِصراعيهما حينَما عَلِمت انهُ أساء الفَهم " لااااا ! " صاحَت بِصوتٍ إخترَق طبلة اُذن الجَميع لِعُلوِه

جُيون قَرن حواجِبُه و أدار رأسُه صَوب التي نَهضت بِمُساعَدة أندرو ، تَقدمت منهُ بِخُطوات رَزينة تُطالِعه بِعُيونٍ تكدَّست فيها خَيبات من الأمَل " ألِهذه الدرَجة أستصغرت شَرفي ..؟ " هَمِسَت مُلفِتَة إنتباه عاطِفته بِشهليتيها الدامِعَتين

غَديز إنتهَز فُرصة تشتت جونغكوك عنهُ و رَكل يد القائِد بِقوة لِيتطاير السيف مِن قَبضتِه و يَسقط بينَ يد الصَبي ، تأوه الأول تأوهًا طَفيفًا و إلتف بِنسريتيه الحادَة يُناظِر الذي وَجه عليه السَيف " ليسَ على أرضِنا تُوجه بسيفك كَما يَحلو لك ! " هسهس

إرتَفع حاجِب جُيون الذي تبسََم ساخِرًا و لَم يُعِرهُ انتباهًا عَدا انهُ إلتفَّ صوَب ايليزا و مَسكها من عِضدها " لَديك خَمس دقائِق تُنقذين فيها نَفسك قَبل ان تَسقُطي من أعماقي .. " هَمس و بَحلق بِمُنتصف شَهليتيها المَكسورَتين

تَبسّّمت ساخِرَّة و تكدسََت المدامِع في جُحورِها " دَعني أرتِفع لأعماقِك أولاً ثُمَّ لاحِقًا اُفكر بِطريقَة للسُقوط .. " أشاحَت بِمُقلَتيها عَنهُ و مَسكت بَطنها بتألم " إطعني في شَرفي ، إستمِّر بِطعن روحي و تَمزيق قَلبي أكثَر جونغكوك هيا " هَمست لهُ

غَديز أحسََ بِحَركة يَتِّم إحداثُها مِن وَسط مَنزِله ، تَوسعَّت مُقلتيه و أشر بِكلتا يداهُ " تَحركا بِسُرعّّة ابي قادِم " صاح و ناظرهُ جونغكوك الذي قَرن حواجِبه " و لِما عَلي ان اهرُب من والِدُك ..؟ " إسترَسل بِعدم رِضى قَبل ان يَتِّم سَحبه من عِضده مِن طَرف أندرو

جَذبهُ أندرو مِن ذِراعه حَتى يُهروِّل به لَكِّن يَد ناعِمَة تَملِكُ انامِلَ نَحيلةٌ ناعِمَة تَمسكت بأطراف أصابِعهُ مَنعتهُ مِن التَحرُك ، حَوَّل جونغكوك مُقلتيه من المُلازِم الي سُموِّها فَوجدها تَصُّب بإهتمامٍ مُشبَّع بِعاطِفَة وَسط ثنايا بُؤبؤ عَينيها عَليه مِما تَسببت بإذابَة جَليد قَلبِه

خَطف نَظرَّة غاصَت بِه لأعماقِ فُؤادِها الذي إرتَجف تَلهفًا لِرؤيتِه " انهُ إبنُك " كَـ الحالُ مَع اُذنِه التي سَرقَت أربعُ أحرُف تَلتها شَفتيها بِنَبرٍ خافِت مُتسبَبة بإهتزاز كَيانِه و غيابِ صِحَّة ذِهنه

قَبَّل ان تَسنحُ لهُ فُرصّّة التَعبير و لو حَتى بِمَلمَحٍ واحِد جُذِب بِقوَّة من قِبل أندرو و رَكض بِه بَعيدًا عن أنظار كُلٍ مِن ايليزا و الصَبي الذي رَمى السيف وَسط كَمٍ من القَش و تظاهَر بملئ دِلاء الطَعام للحَيوانات

قَبضت ايليزا عَلى أصابِع يَدِها التي بَقت مُعلَّقة في الهَواء بَعد ان فارَقتها أنامِلُ مَعشوقِها ، لَم يَكف خِنجَر كَلِمات مِن التَجول بَين عُروق نابِضها و تَمزيقِه لاجزاءٍ مُفتتَّة تَسببت بالكَثير مِن الأذِيَّة " لَن اُسامِحك عَلى هَذا جُيون " هَمِست

خَرج لُويس والِد غَديز من المَنزِل بعد إستراقِه لِحس الفَوضى بالرُدهَّة ، رأى ابنهُ الذي يملئ دِلاء الطَعام و عَروسهُ المُستقبلية الواقِفَة بالقُرب من الحَضيرَة تُطالِع الجِبال حَيثُ إختَفى شَقيقُ رُوحِها

تَقدم بإتجاه سُموِّها و إنتشلها من ذراعها لِيُديرها اليه و يَنظُر في عَينيها بِإمتِعاض قائِلاً " مالذي تَفعلينه في الخارِج خِلال هَذا الوَقت من الليل ..؟ "

حَولَّت ايليزا شَهليتيها اليه و نَظرت نحوهُ بِغَضب ، جَذبت عضدها منهُ بِقوَّة و دفعتهُ من صَدره بِقوَّة بيدِها الثانيَة " لا دَخل لك " هسهست و أشرّّت عليه بسبابتها لِتسير الي داخِل المَنزِل و فُؤادِها يشتِعل بِألم

بَعثر لُويس خُصيلاتِه السَوداء تُخالِطُها بُقع مُبيضَّة تَدلُ على تَقدمهِ بالعُمر عَلى الرُغم انهُ ليسَ بِذلك الكُبر حَقًا ، يَكبُر جُيون بثلاثة سَنوات أو اربَع

إستدار الي ابنه و أشرًّ عليه بِغضب " ان لم تَجِد لي حَلاً مع تِلك الحَمقاء سأقتلها قَبل ان اَكتب كتابي عَليها" هسهس ليركل دَلو الماء أمامَه ، تَحمحم غَديز بِتوتر و نَظر نَحو الجِبال يَتفقد وجود القائِد " انها سَليطة اللسان مع الجَميع ابي ، لا تَحترم أحد "

" سأقطعهُ لَها " إسترَسل بِحدَّة و ترجََل داخِل البَيت

•••

" جونغكوك هل فقدَت صَوابك ..؟ ماذا لو رآك لويس ..؟ سَينتهي أمرك " نَطق أندرو بإنفعال بَعد ان خَبئ جُيون خَلف أحد الهَضبات الضَخمََة

أخَذ يَهزُه مِن أكتافَهُ لَعلََهُ يَستجيب الي تَوبيخاتِه و لَكِّن عَلى عَكس رَغبتهُ تمامًا فالقائِد كأنَّ روحَه سُلِبت منهُ و بَقيىَ جَسدُه المُتحجِّر امامَه

" انا اُحدِثك مالذي جَرى لَك ..؟ " يُحاول الأمير ألا يَصيح بصوتٍ عالٍ كي لا يفضحهُ صَدى الصَوت و عُتمََة الليَل فَرغُم ظَالِمها ألا انها لا تَحمي مَن يَنتهِك حُرمتها بصوتِه المُرتفِع

قانون الظَالَم ، إفتعِل غايتِك و إلتزَم الصَمت و إلا تُفضَح

جُيون كانَ شارِد الذِهن ، عُيونِه مُعلَّقة في اللاشَئ ، يَتتبع ذَرات الفَراغ التي نَحتت لهُ كَيان مَعشوقَة القَلب و هي تَهتِفُ لهُ بِتلك الشَفتين مَع تِلك العَينين اللامِعتين قَد كَانت تَشِّعُ صِدقًا " انهُ إبنُك "

هي تَعنيها ، تَعني أنَّ ما يَمكُث بينَ أحشاءِها نُقطَّة حيَّة تَخصُه

هو مَن صَنعها في الداخِل ، مِن نَسيجِه

بَعد ان أخذَ وَقتهُ بالتراقُص وَسط ذِكرى تِلك اللحظَة بدأت عُيونِه تَرمِش فإذ بِها تُحوَّل عَلى المُلازِم الذي يُحادِثهُ منذُ ساعَة لَكِنه لَم يَكُن يُنصَت ولا لِحرفٍ واحِد

شِبهُ بَسمَة إسترَقت حًرمَة شَفته و نسريتيه تَتفحصُ المُلازِم الذي مَسك برأسِه قائِلاً بِدراميَة " إلهي لَقد جُنََ هذا الجُيون ، فَقد صوابه على الأخِر "

" هَل سَمعت ما قالتهُ ..؟ " أخيرًا خَرجت كَلِماتٌ بِنبرتِه الآجِشَة لِتُغلف سَمع ليو الذي قال مُتعجبًا " مالذي قالته ..؟ " نَبس و تَتبع بزرقاوَتيه القائِد الذي سار بإتجاه صَخرة و جَلس عَليها ماسِكًا وَجنتيه بِكلتا يَديه

" قالَت انهُ إبنك " هَتف جُيون و إعتَصر خَديه حَتى بَرزت شَفتيه الكرزيَة يَكاد يُصاب بِنوبة مِن الهَلوسَة ، بدأ يُهلوِس بدون أيةُ مُخدرَّات

" هل ايليزا حَقًا حامِل ..؟ " تَجمََد أندرو في مَطرحِه و تَبرقََت عَينيه التي تُصوََب عَلى الآسيوي ، جُيون رَفع رأسِه نَحوهُ و كانت كُحليتاه تتلألأ بِبريقٍ عَجِز ليو عن إدراك او تَصديق أنها دُموع ، لِوهلَة كان يَظن ان عُيون الآسيوي تفتقِر لذاك السائِل المالِح ، ظنََ انهُ صَخرَّة يَحملُ صفات البَشر

" انهُ إبني .. " تَصدحََ صَوتهُ المُرتَّج الذي هزَّ كيان اللورد حيثُ بدورِه إستنَد على الحَجرة وراءَه ، لا يُنكِر انَّ جُزءًا من قَلبه إعتَصرَه ، تشَتت عَينيه عن الآسيوي و رَفعهما الي السَماء مُتمتمًا " كَيف أمكنك فِعل ذَلِك بِها ..؟ "

" ا..انا لا اُصدِق انهُ و لثانِ مَرَّة يَنبِض شَيئًا بي بَكونُ مًفعمًا بالحَياة ، تِلك الأحرُف الأربَع انت لَن تُصدِق انها كانت كَبُذورِ الوَرد زُرعِت في أرضي اليابِسَة ، شئ ما تَحرك لأول مَرََة ، انهُ شُعور مُختلف عن الحُب لَكِن يَجعل قَلبي يَخفِق ، ا..انا لا أفهم ماهو هَذا لَكِن ما أفهمهُ ان لِـ ايليزا دَخل عَميق "

عَبَّر جُيون و كُحليتيه تُراقِب إرتجاج يَديه التي لَم تُخفِق يَومًا بِحمل السِلاح فَبمُجرد تَخمينهُ انها سَتنتشِل قِطعَة أنجبتها مَعشوقتِه الي الحَياة إرتَجفت دونَ تَوقف ، قَبض عَلى أصابِعه بِقوََة و عَضَّ على شَفته تَحت نَظرات ليو الهادِئَة له

" انا اُحِبُها ، حَقًا اُحبها " تَطوََعت تِلك الكَلمة لِلعبُور مِن مَخرج شَفتيه دونَ اِذنِه حَتَّى ، إختنَق الحُب داخِل حُنجرتِه بَعد طَلبِه مِليون مَرََة للتَحليق في سَماء صَدر شَريكتهُ في العِشق لَكِّن الأكبَرُ سِنًا كانَ يَستمَِرُ في دَفنه طيلَة الوَقت

" لَكِنها لَن تكونَ لَك " نَطق أندرو بِصَوتٍ خافِت و قَد إستند بِمُؤخرتِه عَلى يَديه اللتان لَفهما الي الوراء ، نَظر جُيون نَحوه و نَهض مُتقدِمًا منهُ " سَتكون ، سأجلِبُها و نَهرب سَويًا الي كوريا ، سَنعيشُ بعيدًا عن كُل هَذا ، نُربي ابننا معًا و أعترِف لها اني لم أقتل عائلتها ، ساخبرها بالحَقيقة و اني اُعجبت بها منذ اول يوم رأتها فيها عَيني ، اني لم اتعمد يومًا ايذاِءها بَل حَرِصت دومًا على حمايتِها و الحِفاظ عَليها لي ، لَقد مللت جَشع السُلطة الذي بداخلي ، أصبَح شَجعي بايليزا أكبَر "

عَبَّر جونغكوك بِكُلِّ حَماسٍ عن ما يَغمرُه مِن مَشاعِر ، بَريقُ عَينيه لَم يَخِف لِلحظََة بَل كان يَزداد كُلَّما غمرهُ دِفئ تَخيل لَحظاتهما مَعًا ، كانَ تأثير ذاك الخَبر عَليه كالسِّحر لِلدرجة التي تَوقف فيها أندرو عن التَعرف عليه

انهُ يَرى إنسان مُفعهم بالحَياة ، كأنََ ذاك الرَجُل المُتصلِّب تَلاشى

" جونغكوك تَوقف انت تُخيفني " إستطرد أندرو و وكزهُ على كَتفه " إنسَى ايليزا لَن تكون مَعك ، انت عَليك ان تُركِز عَلى استعادَة الدَولة ، عَلينا إنقاذ الملك قَبل ان يَقتلونه العَسكر " تَحدث لافِتًا إنتباه مَن حرَّك رأسِه مُعارِضًا

" لا ، لَم يَعد يَهمني ، لا دَولة و لا سُلطة و لا مَنصب ، ايليزا مَن تَهمني الان ، صَغيرتي تِلك أودُّ فقط إنتشالُها بين أحضاني " هَمِس و أرَجع شعرُه الغُرابي الي الوراء لِيسحب أكبَر قَدر من الهَواء داخِل رِئيتيه فَتضخَّم حَجم ثَدييه

" لَم احصُل بِحياتي عَلى قَدر أكبر مِن هَذٍه النَشوة "

" هل يُمكنك التَوقف ..؟ لَقد اصبَحت لا أتعرف عَليك " رَدف أندرو بإنفعال و دَنى ماسِكًا جُيون من ياقتِه " اُنظر الي ، ايليزا سَتتزوج لُويس ، سَتُصبح زوجتهُ قَريبًا و انت لَن يُمكنك أخذها " رَدف بِصُراخ و هَزه " عليك تَركها وشأنها فانتَ تستمِّر فقط بإيذاءِها "

قَرن جُونغكوك حواجِبه بِخفََة و بَحلق بِداخِل عَينين اللورد " ماذا ..؟ "

" كَما قُلت لك .. هي سَتتزوج " أفلتهُ و نَفض يَديه عنهُ لِيلكم الصَخر بِقبضته بِغضب و يشتِم " اللعنَة فَقط ، اللعنة عليك و عَليها " صَرخ ليشعُر بِقبضَة خَشِنَة تُمسِك بِكتفه " ليو .. انت قُلت ان لويس سَيقوم بحمايتِها فَقط ، مالذي تَقصده الان ؟ لا تُفقدني صَوابي كي لا اُريك جانبي القَذر "

كَمََش اللورد مَلامِحه بتألم ما إن اعتصَر جُيون عَظمة كَتِفه بِقوَّة ، لَهِث و إستدار نَحو جُيون يُناظِره بِمُقلتيه الدامِعتين " ا..انا ايضًا اُحِبُها ، لَكِنها لَم تَلتفِت لي يَومًا ، كانت فَقط تراك انت عَلى الرُغم بإقتناعِها بِفكرة انك من قتلت عائلتها لَكِنك كُنت تَجذبها نَحوك كالمغناطيس دونَ تَوقف ، كنتَ تُؤذيها و على الرُغم من ذَلِك هي أحبَتك "

إهتَزت يَد جونغكوك عنهُ و تَجوَّلت تلك الُكحليَّة بِوجه الأمير الباكي " ا..انت إستعمرتها تَمامًا كَما إستعمرت أرضَها ، لَكن ها انت دا كما تَرى .. هي لن تكون لا لي و لا لَك ، و كَونها بَعيدَة عن هَذِه الساحَة الدَموية أفضل بكثير لَها " تَحدث مُتِّما و قَبل ان يُقبل عَلى الحَديث مِن جَديد اُغلِق حَديثه بِلكمة تَسببت بِتَمزُق شَفته السُفلى

" حَقير ! و تَقولها أمامي ..؟ من أين لك بِكل هذه الجُرأة ..؟ " هسهَس و لَم يسنَح للأصغر سِنًا ان يَتفقد دَم شَفته بَل أسرَع و إنتشلهُ من رقبتهُ فَيصدمهُ بِعنفٍ ضِدَّ الصُخور و يَلكمهُ دونَ تَوقف بِيده الثانيَة

" هي لي ، و إن إنشقَت السَماء أتسَمع ، لا أحد يَحِق لهُ بأخذها عَداي و عَدا الرَب " أنَصت ليو تِلك الحُروف و هو يَتلقى الضَرب بِهمجيَة حَتى إنتزَعت وسامَة وَجهه و حَصل بَدالُها على الكَثير من النُدوب و الدِماء

كانَ مُستسلِمًا تَمامًا و لَم تَقوَى يَداهُ حَتى على المُقاومَة ، سَمح لهُ ان يُواصِل ضَربه و أغمَض جُفنيه بِبُطئ يَتنفسً بِصُعوبَة " ه..هي ل..لم تُخلق ل..لك "

جُملتهُ أثارَت جُنون الآسيوي كَما لَو أنهُ أشَعل كِبريتًا في كَومةٍ من القَش ، إلتَهب قَلبه و جرَّاء ذَلِك حَمل بِجَسد اللورد عاليًا ثُمََ رَماهُ بِعنفٍ على الأرض لِيدعس عَلى مَعدتِه بِقدمِه مُخرِجًا خِنجرِه مِن خلفِ ظَهرِه " أقتلك و لا أسأل "

بينَ كَمٍّ مِن إنقِطاع النَفس و اللُهاث نَظر اللورد بإتجاه الثَور الهائِج أعلاه فإبتسَم من بين تِلك البُقع الحَمراء التي تَكتَسِح مِساحَة وَجهه " إقُتلني ، انا بِحاجَة للموت حُبًا لله " هَمِس بِصوتٍ مُنخفَض و أخفض جُفناه يُغطي بها زرقاوَتيه

جونغكوك حَاول تَمالك أعصابَه و مَسك نَفسه جيدًا كي لا يَغرِس السكين في مُنتصف صَدر الماكِث أسفله ، إنحنى نَحوه و مَسكهُ من ملابٍسه المُلطخَة بالدَم جراء جريمته المُتوحشَّة " لَن أقتلك فأنا بِحاجتك الان " أسندهُ على الصخرََة و خَبئ الخِنجَر

" هل سَتبكي كالمرأة الأن ..؟ " نَبس بَعد لَحظات حينَما رأى الدُموع في مُنتصف عُيون اللورد الصَغير " هَل من يَبكي لأجل الحُب إمراة ..؟ ألم تَبكي قبل قَليل لانك سَعيد ..؟ " ردََ عليه أندرو و مَسح بوِجع الدَم عن وَجنته المُتضرِرَّة " كُل لَيلة أبكي و هَذا ليسَ عَيبًا حسنًا "

ناظَرهُ جونغكوك لِفترَة و لَوى شَفتيه بِعدم رِضى " و لازال يَقول لي حُب ما حُب ! إسمَع ايها الأحمق ، من بين كُل تلك النِساء لَم تَجِد سِواها ..؟ "

نَظر الآسيوي حَولَة و قد لَفت إنتباهه مِياهٌ جارِيَة ، حَمل جَسد اللورد و أسندهُ عَليه ليأخذه بإتجاهها ثُمََ مَلئ كَفيه بالمياه لِيمسح لهُ وجهه بِرفق مُتحدِثًا " سأدعك هُنا و أذهب لاجلب ايليزا و أعود "

" لا يمكنك " هَمِس ليو بنبرَّة ضَئيلَّة تَختبئ داخِل جُدران الألَم ، غَضِب جونغكوك أكثَر و صَرخ بِه " و لازال يَقول لا يُمكنك ، أتصمُت و إلا تَكون انت و حاجتي بِك " أخرج خِنجره مُجددًا و قَبض عليه بِقوَّة

عايَن اللورد جُرح شَفته بيدِه و أنَّ بوجع " ان رآك لويس سَيقتلونَك رِجاله ، انهُ زَعيم القَرية التي يَعيشُ فيها ، غَدًا سيُسافِر هو و عائلتهُ الي قصرِه " نَطق و رَفع زرقاوَتيه المُتورِمََة نَحو جُيون " سَيعقد زِفافه مِن زفاف ابنه هُناك "

" ماذا ..؟ زِفاف من ..؟ ايليزا ؟ " هَتف جونغكوك بِصدمََة فاومئ له أندرو بِتَعب و اتكئ على الصَخرَّة التي خَلفه " ان ذَهبت سيُمسك بك و يُسلمِّك للعساكِر ، ابنهُ ايضًا عَسكري "

" ها انت ذا قُلتها ، ابنه ، سَتزوجون لي الفتاة لِرجل بِعُمر أبيها !! " تَحدث جونغكوك بإنفعال و صَفق بيديه بعدَما خَبئ الخِنجر لِيقف مُتخصِرًا " ذَلِك لن يَحدُث إلا على جُثتي ، اضافَةً ان الصَبي الحَيوان رآني! حتمًا سيقولُ لوالدِه "

" لَن يقول ، غديز صَديق ايليزا .. و يعرِف بقصتكما "

" ماهذا الأن ..؟ تَستمر بِفعل الصداقات مَع الشباب ، غَدًا يَقع في حُبها هو الأخر و أضطَّر بدل ان اقتل إثنين ، اقطَع ثلاثةُ رِقاب " تكلَّم جُيون بِضيق و أخَذ يسير ذهابًا و إيابًا بينَما يُفكَِر بِورطَته التي سَقط فيها

•••

" غَديز هل انت بِخَير ..؟ " سَألت ايليزا بِقلق بَعد أن وَقفت قُرب صَديقها الذي يُعالِج تَورُّم أنفه أمام المِرآه " دَعني اساعِدك " بادَرت بِطلب العَون بَعد ان رَمقها الصَبي بِغَضب ، هي تَعلّّم انها سَتكون السبب في هُطول اامَشاكل عليه

أخذت منهُ القُطن و المُعقم و بدأت تُداوي لهُ جُروحِه " لَقد غَضب حينَما ساء الظَن بِنا .. انهُ لا يُسيطر عَلى قبضته حينَما يَغضب " هَمست لهُ بِتروٍ تُحاول تَبرير المَوقف الذي حَدث ، ثوانٍ و اذ بالفَتى يَزفر مومئًا " ليسَ لكِ ذَنب لاغضب منك ايليزا " رَبت على رأسها

" ا..انت لَن تُخبر احد صَحيح ..؟ " نَظرت نَحوه بتأمل فميََل هو رأسه دافِعًا بحاجبه الي الأعلى " بِماذا ..؟ " إستطرد قائِلاً و نَظر الي شَكله في المِرآه

" ا..انك رأيت جونغكوك .. " هَمِست لهُ كَي لا يسترِق احد السَمع لٍذلك الإسم المُقرّّب لِنابِضُها " ايليزا ! انهُ عدو بَلدي حَسنًا ! " تَحدث غديز بإنزعاج فرأى توهُج عَينين صَديقتِه بِحُزن ، لَم يَدعها تَلفظ كَلمة التَرجي و سُرعان ما اومئ لَها بالايجاب " لَن اُخبر أحد ، عُيونك وَحدها تَشفع له "

إبتسَمت لهُ بإمتنان و رَبتت بِرفق عَلى كَتفه " شُكرًا لَك بِصدق " هَمِسَت و إلتفتت تَسيرُ نحو حُجرتها أينما جَلست تُناظِر النافِذَة بِشرود

تَذكرت حُضنها القَوي لهُ و تَسلل رائحته لِثقوب أنفها ، أغمَضت جُفنيها مُسندَة رأسها على الجِدار " إلهي ، حُبه كَالمَرض إن لَم يُداوى بِترياق وجودِه يَقتل " هَمِست و مَسكت خافِقها الذي فَقد صوابَه و إستمََر بالنبض بِجنون

" اُحِبه " تَسربت دُموعها عَلى خَديها و تَكوََرت حَول نَفسِها لِتدفن رأسِها بين ساقيها فأجهشت بالبُكاء مُعتصرَّة قَبضتيها ، عَبر لويس مِن امام باب حُجرتها و لَمح طيفها تَجلس في الرُكن تُعانِق روحِها المَجروحَة تُداويها بمُلوحَة تلك الدُموع

سَكن للحظات في مكانِه يتأملُها تَحترِق بين غَصة بُكاءِها ، هَزََ أكتافه بِلامبالاة و أكمَل سيرِه نَحو حُجرته مع زوجتِه المَريضة

أشرقَت شَمس يَومٍ تالٍ ، تَحركت عَربة السيد لويس مع عائلته صَوب قريتِه التي يترأسُها هو فَكانت ايليزا مِن ضِمن رُكابه ، تَحتضِن كَومة القِش التي تُغلف بِغطاء قُرمزي و تَنظُر صَوب الفَراغ بُعيونٍ فارِغَة

الي جانِبها تَجلِس سوسَن و بالقُرب منهما والدِتها ، غديز كانَ بِمُحذاة أبيه يَقودان الأحصنَة التي تَجُّر العَربة

دَلفت سُموِّها الي تِلك الغُرفَة الفاخِرَة داخِل ذلك القَصر المُتواضِع ، لَم يَكُن كَحجم قُصور المُلوك ، لَكِن لا يُستهان بِحجمه إطلاقًا ، لَفت عَدستيها حَول الحُجرَّة ذات السَرير الأبيض بالمُنتَصف

سَرير الي جانِبيه مائدتين كُل منهما يَحملُ فانوسًا للاضاءَة ، قُبالة السرير تتواجُد خِزانةُ المَلابس و عَلى جانِبه الأيمن توجد مِنضدَة التَزيُن و المرآه ، دَنت من إنعكاسُ صورتِها و بَحلقت في نَفسها لِوقتٍ قَصير

أخفَضت بَصرها الي بَطنها الصَغير ، وَضعت كِلتا يَديها فوقها بِلُطف و إبتسَمت بِخُفوت " هل تَشعُر بأمِك ..؟ " هَمِست و صَوت إنفتاح الباب عَلى عَجل أربكها و نَفض جَسدِها فَنظرت بتفاجئ نَحو سوسَن " مابِك خِفت ..؟ "

حَركت رأسها نافيَة ثُمَّ سارت نَحو السَرير لِتجلس عَليه و تُطالعها بِفُضول " ما الخَطب ..؟ " بَحلقت في صينية الطَعام التي تَحملها الصبيَة " أبي قال انهُ علينا تَغذيتك جيدًا قَبل موعِد الزفاف " نَطقت بتمعض و لاحظَت الأميرَة مَدى إنزعاجها من نبرتها

" كيف اُقنعك اني حقًا لا اُريد هذا الزَواج ..؟ " نَطقت ايليزا و تَنهدت مُخفضَة رأسِها " تقولين انكِ لا تُريدينه لَكنك لا تَفعلين أي شَئ لِمنعه ! " تَحدثت سَوسن بإنفعال و حَطت بصينية الطَعام بالقُرب من سُموِّها

" ماذا عَساي ان أفعل اخبريني ..؟ ليس بِوسعي شَئ انا فَقط .. لا أعلم انا مُشتَتة " أسندَت يَديها على وَجهها الرَطِب بِفعل الدُموع " انا أتالم .. اودُ الهَرب و ان فَعلت اينَ أذهب ..؟ ليسَ لي مكان ستأكلني الوحوش التي بالخارِج و يَنتهي أمري .. لازلتُ ارغب بالعَيش من أجله "

عَضت سوسن شَفتها السُفليَة بأسى ، تَقدمت منها و مَسكتها من كتفها " لا تَبكي حسنًا انا أسِفَة .. " إقتربت مِنها الأميرَة و إحتضنتها اليها لِتشد عَليها و تُسند رأسها على كَتفها مُطالِعَة الفَراغ " لا اُريد ان أتزوج غَيره " هَمِست بِحُزن

" لَكِن اين هو الان ..؟ لِما لا يأتي و ياخذك ؟ " سألت الصبيَة بعدما بادَلتها العِناق لِتمسَح عليها بِلُطف " لا يَستطيع أن يأتي .. هُنالك كَثير من الامور تَمنعهُ من المَجيئ " تَنحت عنها و ناظَرتها " مَتى حدد مَوعد العِرس ..؟ "

لَوت سوسن شَفتيها و نَهضت مُتجهًَة صَوب النافِذَة ، فَتحتها تارِكَة للهواء فُرصة لِلعُبور بداخِل الحُجرَّة " بَعد ثلاثَة أيام " نَطقت و إلتفت نَحو ايليزا

" ماذا ..؟ هَذا سَريع جِدًا ! " صَرخت بإنفعال و إستقامت تَفرك شَعرها بِتوتُر " يسَتحيل ان أجد حَلاً خِلال هذا الوَقت القَصير ، هل أهرُب حَقًا ..؟ " تَمتمت و ما إن رَفعت رأسها حَتى رأت لويس يَقتحم الغُرفَة و يَقترب منها مُسرِعًا

" اي هُروب تَتحدثين عنهُ ..؟ " مَسكها من ذراعها و إعتصرَها بِقوََة " لَن تهربي الي مَحل أسمعتِ ..؟ انتِ عَروستي و سَتكونين زَوجتي سَواء بِرضاك او بِغَيره ، أفهمتِ ؟ " رَمقتهُ الأميرًَة بِكُره و دَفعتهُ بِعنف عنها

" عَلى جُثتي أيها الحُثالَة " ردَّت بصرامَة بِدورها و حاوَلت سَحب عِضدها عن قَبضتهُ لَكِنهُ كانَ يُحكِم عَليها جَيدًا بين أصابِعه رافِضًا تَحريرِها " هِشش ، انا سأمنحك كُل ما تَشتهينه ، لَن اُنقص عنكِ شَئ و سَتكونين مَلِكَة هذا البيت " هَمس لها و هو يَسيرُ بِها نَحو الجِدار حَتى ألصقها ضِده

سوسن بِمُجرد دُخول أبيها هَربت الي الخارِج و تَركتهما بِمفردِهما

" مالذي تَقوله ؟ ألا تستحي على نَفسك أبنك اكبر مني ! " قالَت ايليزا بتقرف لِتلكمه بيدِها بِضعف " فقط اُتركني بِحق الجَحيم انا لا اُريدك ، لَن تكون راضيًا عن رجولِتك ان تَزوجت فتاة تَقرف مِنك " همست بِحُزن و حاولت إستعطافه

" عَلى أساس جُيون الذي أحببته ذاك صَغير في العُمر ..؟ انهُ من ابناء جيلي يا هَته ! " نَفضها بِقوََة و تَذكََر انها قَد تستفرغ عَليه مجددًا ، ارتَعش بدنه و تَوقف عن رَجِّها مُبتلعًا ريقه " حسنًا اذهبي لِتأكلي الان نَتحدث لاحِقًا "

تَركها و غادَر مُسرِعًا تَحت تعجُّب الاميرَة التي تَمشت نَحو السرير و جَلست تُبحلِق في الطَعام " و لا حَتى الحُزن يَمنعني من الأكَل " تَربعت فوق الفِراش و حَملت الطَبق لِتبدأ بسد جوعِها و تَلبية إحتياج مَعدتها

•••

" هَل يُمكنك ان تُفكِّر قَليلاً بالذي سَيحدُث ان اقتحمت مَنزل السيد لويس و خَطفتها ..؟ سَيعلم الجَميع مكانك و ستقتل انت .. و تقتل ايليزا .. " شَرح أندرو بيديِه يُحاول ان يُفهِّم صاحِب العُيون الكُحلية خُطورَة ما سيقدم عَليه

" حديثك مَعي عَبثًا ، المُهِّم لا أتركُها لِغَيري " نَطق جونغكوك بِهدوء بينَما يقومُ بتمضيَة سيفِه جيدًا و بَردِه بالقُرب مِن مِشعلة النيران تِلك التي يَجلسان حَولها احتماءًا من البَرد

" جونغكوك ما رأيك ان تَتوقف عن كَونك أنانيًا .. فَكِّر بٍها ايضًا ، انت لا تَضمن نجاتِك هذه المرَّة ككل مَرّّة فقد تم الاستلاء على اليونان بالفِعل و المَلك تحت احتجاز العساكِر و كُل شَئ في فوضى عارِمَة ، اين ستأخذها ..؟ "

سَكت جونغكوك لِلحظات يُناظٍر تلك النيران بينَما يُنصِت لحديث الصَبي

" انا أعلم انكَ تُحبها و هي تُحِبُك ، و لَكِن لا تُغامِر بِحياتِها على حِساب هَذا الحُب ، لا تَنسى أنها حامِل و أنت لا تملِك مكانًا آمِنًا تَضعها فيه " وَضع الامير يَدِه على فِخذ القائِد الذي غَضِب و شَعر بالعَجز لاول مرََة يَكتسحه

" مَعك حَق ، لستُ بوضع يَسمحُ لي بالتَحرُك ، لَكن لا يُمكن ان اُعطيها لاحد ، ايليزا ستموت ألف موتة باليَوم ان تزوجته ، انا أعرِفها ، صغيرتي لا تَحتمل أن يَضع احد يدَه عليها غَيري " هَمِس و توهََج وَجعُ قَلبه من بين كَلِماتِه

" ليو انا لا أستطيع تَركها ، هي كُل ما املِك "

" لَكِن ذلك لِمصلحتها ، ستكونُ بِخَير ارجوك ثِق بي " كانَ اللورد مُصِّرًا و يَستمر بإقناع عَنيد الرأسِ جُيون ، حرََك رأسُه بالنَفي و إعتَصر قبضته " لا أستطيع اُقسم بأني لا استطيع " هَمِس لهُ و نَهض ليسير بَعيدًا عنهُ

•••

ثاني يَوم قَضتهُ الأميرَة في ذلك القَصر جَعلها تَتعرفُ جيدًا عَلى والِدَة غديز المَريضَة ، عَلِمت انها على وَشك المَوت بأية لَحظة ما جَعلها تزداد كُرهًا للذي يُدعى لويس ، زوجتهُ تُفارِق الحياة و هو يَبحث عن زوجة بَديلَة

" ايليزا ، سأخرِجك مَعي لنتسوق " دَوا صَوت غديز من خارِج المَطبخ أينما كانت الأميرَة تَقضم من التُفاحَة هُناك بِجوار سوسن و الخَدم " لِما تأخذني انا ، خُذ سَوسن لا رَغبة لي بالخُروج " تَحدثت و هي تسيرُ بتململ اليه جارّّة قدميها بِثقل " أشعُر بالكَسل " أضافَت

لَم تسنح لها فُرصَّة بالرفض أكثَر حينَما تقدَّم منها و مَسكها من يدِها يَجرُّها وراءِها " هيا مَعي سَتُحبين سوق البَقالَّة ، سَأشتري لك الكَثير من الفراولَة التي تشتهينها " نَبس و هو يَلبس مُعطفه عند المَخرج

" غديز انا حَقًا لا رَغبة لي بالتحرُّك ، اذهب بِمفردك " نَطقت بِإنزعاج و عزِمَت على العَودة للداخِل ، تَنهد الصَبي بملل و مَسكها مُجددًا ليضع امامِها خَفيها " هيا لا تَجعليني أجرك غصبًا عنك "

إرتدت خَفيها و تمتمت بينما تسحب معصمها عن قبضته " لَكِنك تَفعل عَلى أيةُ حال " غادَرت معهُ المَنزِل و خَبئت يديها في جُيوب المِعطف الذي ألبسها اياه

" ألم تُعجبك بَلدنا ..؟ "

تَفتلت بشهليتيها حَول مَناظِر الطَبيعة الخلابََة التي تُحيط حدود القَريَة ، اومأت مؤيدَّة لِتقضم من التفاحَة " جَميلَة لَكني فضلََت اليونان أكثَر " رَمقها غديز بطرف عَين و إستطرد " هل لانها جَمعتك بِحبيب القَلب ..؟ "

ضَحِكت سُموِّها على ما قال و طالعته بإبتسامَة دافئَة " رُبما ..؟ "

" انتظري هُنا .. سأذهب لاجلب المال من ذلك الرجل ، سبق و اقرضته " قالَ و إستوقفها عن السير في مُنتصف الطريق ، اومأت لهُ بالايجاب و أتمََت تناول التفاحَة حَتى أنهتها و طالَعت ما تبقى منها ، بَحثت بعينيها عن مَكب للنفايات و وجدَت واحِدًا بالقُرب من مُستودعٍ بدا مَهجورًا

سارت بإتجاهه و رَمت مابيدِها بداخِله ، لِتلعق إصبعها الإبهام من ماء التُفاح لِتغمض عينيها " أشتهي المَوز ..! " هَمست و إنتَفضت لِتُوسَّع جُفنيها عَلى مِصراعيهما حينَما مُسِكَت من عِضدِها بيد و غُلِّف فَمِها بأخرى فَحُمل جَسدِها النَحيل و سُحب الي داخِل ذاك المُستودع

أصدرَت صَرخة مَكتومَة و بدأت بِتحريك قَدميها في الهَواء لِعدم قدُرتها على إلتماس الأرض فَقد تَمَّ حَملها بالفِعل ، اُحطِّت على الأرضيَّة و اُفلتت بِبُطئ لِتستدير نَحو مُختطفها و تبدأ بِضربه بمنتصف وَجهه المُغطى بِوشاح أسود

" أيها الحُثالة القَدر ؟ من تَعتقد نَفسك لِتحملني بِتلك الطريقَة " صَرخت و لا تَزال تُغلق عُيونِها و هي تَخبُط وجهه بيديها غَير راغِبَة بِرؤيَة مُختطِفها

خَمنت ان صَوتها العالي و ضَربها المًتواصِل لهُ سيجعلهُ يَهرب لَكن حَدث العَكس فإذ بأذرع قَويَة تَحتوي ضئالَة جَسدِها الصَغير و تُجذَب بِدفئ بِمُنتَصف مَن يَفوقها أضعاف حَجمها

" هِشششش ، اهدئي انهُ أنا " تَليها هَمسةٌ حَنونَة تُخيَّم على ظِلِّ سَمعها فتخترِق طَبلة قَلبِها مُفقدِها اياه السيطرَّة عَلى دقاتِه ، إرتَجف كيانُها و رَفعت رأسِها بتروٍ بَعد ان ضَمت كِلتا يديها الي صَدره الذي يَحتويها

" ه..هذا انت ..؟ " هَمِست و نَظرت بِسماءِ لَيل مُظلِم انارَت عُتمتهُ كَنجمةٍ لَم تَتوقف عن التَوهُّج ، أخفَض الوِشاح عَن نِصف وَجهه فَكشف عَن وَسامتِه الآسرَة للعُيون " انهُ انا اتيتُ من أجلِك " هَمِس لها

عادَت لإسناد رأسها على صَدرِه و إنكمشَت كَما لو أنها تَطلب منهُ تشديد ضيق العِناق ، أحكَمت إغلاق جُفنيها و إعتصرت عَينيها بِقوَّة بَعد أن لفها جيدًا بيديه غارِسًا رأسُه داخِل خُصيلاتها العَسليَة

تَنفس بِراحَة و هو يَستنشق عِطر شَعرِها " إشتقتُ بِشدَّة " أوّّل ما إسترسل بِه طارِدًا الصَمت الذي خيَّم بينهما ، تَنحت عنهُ سُموِّها بِرفق و هَزت رأسِها اليه تُبحلِق داخِل عَينيه " ل..لِما ..؟ فعلت بي ذَلِك "

مَسك بِوجنتيها الدافئتين بِكفيه الباردين فأخذ يَمسح بأناملِه بِرفق على خَدِها " فَقدتُ صَوابي حالَما شَعرت لِوهلَة انك قَد تَحملين من غَيري .. لم أعي ما فَعلت ، اعلم اني جَرحتك لَكِن إشفعي لي "

إستشعَرت الصِدق يَشِّع داخِل مُقلتيه لَكِن ذلك لم يَكُن كَفيلاً بِعلاج الألم الذي سَببهُ لها " ا..انت شَككت بي ، ا..انت تَعتقد اني حَقًا ق..قد أسمَح لأحد ان يَعتليني غَيرك ..؟ هل تعتقد اني سأفعل ..؟ ا..انا ل..لستِ عاهرة " هَمِست لهُ و قَضمت شَفتيها بِحُزن

ضَغط جونغكوك على أسفل عينِها بِلُطفِ فإنسدلت دَمعةٌ على إبهامِه ، تَنهد بِضيق و اومئ لها " أعلم لَكن لَم اف..افكر بشئ ، حسنًا انا أحمق أعلَم ، لكن قُلت انك لا تُحبيني و فقط تَنوين التَلاعُب و الانتقام و أسهل طريقَة لقتلي حَيًا هي التَظاهر بِحُبي و جَعلي اقع لك مِن ثُمَّ .... "

فوجِئ ما إن تُوقَت شَفتيه بِشفتيها بَعد ان وَقفت على أطرافِ أصابِعها و إحتَضنت بِدفئ كَفيها بُرودَة وَجنتيه ، لَم تَكُن بالقُبلَة الجامِحَة بَل كانتَ احَنُّ من الأم على طِفلها ، لَثمتهُ بُليونَة تُعبِّر فيها عَن خِطئ حَديثِه

مَصََت شَفتيه مَعًا بِتروٍ و تَجرعََت من ريقِه ، تَنحت قَليلاً عنهُ و قَبل ان تَكسِر ما بدأتهُ تَركت قُبلَة سَطحيَة طَويلَة المَدى عَليهما ثُمََ انزاحَت تُناظِر مُقلتيه

" لا يُمكنك ان تُخطئ مُجددًا و تَنعت حُبي لَك انهُ مُجرد تَلاعُب "

لَم يَتمكَّن جُيون السيطرَة على جانِبه الخَبيث إذ بِه يُطوق خَصرِها النَحيل و يبتسِم على جَنب قائِلاً " اذًا تقولين انكِ تُحبيني ..؟ "

لَعِقت ايليزا شَفتيها و حاوَطت كَتفيه لِتنفي " لا انا أتلاعَب " قالَت بِمُكر تُجاريه في خُبثِه ، لَكِّن ما لَم تَضعهُ في الحِسبان البتَّة ما نَطق بِه من بَعد أن سَرقها بِرفقته في جَولَّة عميقَة في مُحيط عُيونِها الشهليَّة

" لَكِن ، الآسيوي واقِع في غَرام الإيطالِيَّة حَد قُعرِ الجَحيم "

•••

سلام سَلام ♥️✨

جيت في المَوعد ولا ما جيت ..؟ 😃
يلا قلتم الموعد مناسب وروني تفاعلكم يا مُزز عشان يجيكم التشابتر الجاي حريقَة

شرايكم بتشابتر اليوم ..؟

توقعتم رد الفعل التي جَرت ..؟

ايليزا ..؟ جونغكوك؟

الاحداث ..؟

التوقعات للجاي ..؟

اريد اقلكم ان الرواية لسه فاضل عليها شهر و تخلص 🥺
يلا خليكم قويين في اخر تشابترز من الرواية

اعتنوا بانفسكم ياحِلوين ♥️✨

نلتقي يوم الخَميس ان شاء الله

دُمتم في حفظ الله و رعايته



,
.







لويس ♥️

غَديز ♥️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top