20. SASUKE
كونوها، يونيو 2018.
1.
جلست هانابي تبكي بجانب سرير هيناتا، الموضوعة تحت المراقبة في وحدة العناية المركزة. في البداية والدتها ثم والدها والآن شقيقتها الكبرى... شجاعة هذه الشابة مثيرة للإعجاب. غادرت الغرفة، ومسحت دموعها.
— ساسكي... ماذا حدث لوجهك؟
— لا شيء يدعو للقلق.
دعوتها للجلوس في غرفة المناوبة خاصتي وأعددت لها شاي البابونج.
— أعتقد أنّ أختي لا تحبني.
هذه الكلمات، التي سبق أن قلتها عن أخي الأكبر، أصابتني بالقشعريرة. نظرت إلى صورتي مع إيتاتشي على المكتب وابتسمت لتلك الذكرى.
— لقد تشاجرنا قبل بضعة أيام.
وجهها عابس. ناولتها كوب الشاي فأخذته شاكرةً.
— لم تكن طبيعية. من الواضح أنها كانت مكتئبة، لكنني لم أتخيل أنها قد تصل إلى هذا الحد.
— لقد فعلت ذلك من قبل، كان عليّ أن أنتبه أكثر. لا أعلم ما كان بوسعي فعله لإيقافها... لا يسعني إلا أن أكون ممتنًا لناروتو لإنقاذها في الوقت المناسب. بفضله، لديها فرصة أكبر للتعافي...
هل أنا أعطي نفسي أملًا زائفًا؟ أجد لنفسي حججًا لأصدّق بأنها ستعود... حتى وأنا أجهل حتى إن كانت ستستيقظ من غيبوبتها؟
— كلّا يا ساسكي، لم يكن خطأك... هيناتا لا تهتم إن كنا نقلق بشأنها أم لا، هي لا تفعل سوى ما يحلو لها.
أرفض تصديق ذلك... رسالتها تقول العكس. هيناتا أرادت العيش، أرادت أن تكون سعيدة... معنا. شعرت بذنبٍ ظنت أنه لن يُغفر لها أبدًا. قالت أنه عليّ أن أكرهها وأن أنساها... ظنّت أنها تسدي لي معروفًا بمغادرتها حياتي، لكن في صميم قلبها، أرادت مني أن أسامحها، أن أحبها، أن أهب لنجدتها، أن آخذ بيدها وأسير معها في الطريق المتعرج الذي نسميه الحياة. هيناتا لم ترغب في الموت. بل ظنّت أنها تفعل شيئًا من أجلي.
— هيناتا تحبكِ كثيرًا يا هانابي. لقد كانت تمر بوقتٍ عصيب، هذا كل شيء. إنها أختكِ، لا تقسي عليها...
— أود تصديق ذلك، ولكن...
تردَّدَت في إعطاء أسبابها وخمّنتُ على الفور أنها تقصد ناروتو. لا يمكنني إقناعها بالعدول عن رأيها، فلو لم أقرأ تلك الرسالة، ولو لم تحاول هيناتا قتل نفسها، لكان من الصعب عليّ تصديق أنها نادمة والأصعب أن أسامحها. تصوّر نفسي في مثل هذا الموقف يزعجني، لذا طردت تلك الفكرة من ذهني.
طُرِق الباب فقمت لأفتحه. مازحتني كارين وهي تدخل:
— ويحك! أأنت عائدٌ من معركة؟
— شيء من هذا القبيل.
— أردتَ التحدث إلي... إيه، أنت لست وحدك؟
— هذه أخت هيناتا الصغرى.
قدمت نفسها وهي تمد ذراعها:
— سررت بلقائك، أنا الدكتورة كارين أوزوماكي.
عبست هانابي لوهلة، لكن سرعان ما صححت تعبيرها بابتسامة دبلوماسية. قالت وهي تصافحها:
— سررت بمعرفتك، أنا هانابي هيوغا.
— كارين طبيبة أخصائية في التخدير والإنعاش. ستشرح لكِ كل شيء عن حالة هيناتا. إن كانت لديك أي أسئلة، لا تترددي في طرحها عليها، ستكون سعيدة بالإجابة عليها، أليس كذلك يا كارين؟
ردّت زميلتي وهي تعدّل نظارتها:
— نعم، طبعًا.
لدي انطباع بأنّ هانابي أكثر اطمئنانًا الآن وهذا يطمئنني أيضًا. ليس هناك الكثير مما يسعني فعله من أجلها، لكن أظن أنّ مشاركتها في عمليات تحفيز أختها وحضورها حصص إعادة التأهيل الحركي يمكن أن يساعدها على إعادة بناء وتقوية علاقتهما.
كونوها، 23 يوليو 2018.
2.
خلعت قفازاتي وردائي وغادرت غرفة العمليات. انتظرت أمام المصعد، كل ما أريده الآن هو العودة لغرفة المناوبة، لأرتاح قليلًا وأحتسي القهوة قبل أن تطرأ عملية مستعجلة أخرى.
— ساسكي!
ركضت كارين نحوي، من فرط التعب لم أميّز سوى زي غرفة العمليات البنفسجي خاصتها وسط الرواق الأزرق الشاسع. فُتح المصعد ودخله كلانا. سوف تسألني عن حالة هيناتا مرة أخرى، الآن وقد استيقظت من غيبوبتها، وهي تتابع جلسات إعادة التأهيل الحركي وتراجع طبيبها النفسي. أشعر بالخجل من إعطائها هذه الإجابة النموذجية دائمًا. يمكننا مناقشة حالتها الصحية لساعات، من وجهة نظر طبية. لكن كيف حالها حقًا؟ أنا بنفسي لا أعرف. لا أستطيع سؤالها عن شيء آخر غير ما فعلته في يومها. ينفطر قلبي لمجرد التفكير في أنها مريضة. أرى المرضى كل يوم، لكن عندما يتعلق الأمر بها فهو مختلف.
— بالمناسبة، عيد ميلاد سعيد!
— شكرًا.
— اشتريتُ لكَ كعكة.
— تعلمين أنني لا أحب الحلويات.
— المهم أنني تذكرتك، سوف ألتهمها وحدي!
مشينا على طول الرواق نحو غرفنا الخاصة، حين كسرت الصمت ثانية:
— ذهبتُ لرؤية هيناتا اليوم.
— حقًا؟
— أجل. أعلم أنه يزعجك أن أسألك في كل مرة عن حالتها. دردشت معها. تخيّل... لقد سألتني إن كان هناك شيء بيننا.
شيء بيني وبين كارين؟ فيما تفكرين يا هيناتا؟
— لماذا طرحت عليكِ مثل هذا السؤال؟
— واضح جدًا، ساسكي... حتى أنا لاحظت بأنك تبقى في المستشفى لتتجنبها. إلى متى ستستمر في الهروب؟
— أنا لا أهرب، أنا فقط... لا أريد أن أذكّرها بما حدث، هذا كل شيء. أريدها أن تركز على علاجها... ولا أريد أن أتحدث عنها أيضًا.
فتحتُ الباب لأغلق الموضوع، لكن كارين اقتحمت غرفتي.
— أتعلم ما الذي أكرهه فيك يا ساسكي؟ ولماذا لم أرغب في البقاء معك؟ أنت بارد جدًا! أنا أفهم هيناتا تمامًا. لا يمكنها تخمين ما في رأسك وفي قلبك. تبًا، أخبرها بأنك تحبها! أظهر لها ذلك! أخبرها بما تفكر فيه حقًا! هذا سيساعدها أكثر من أي علاج تافه!
جلستُ على السرير أفكر في كلمات كارين. كانت علاقتي معها تكاد تخلو من الرومانسية على حسب قولها، لأنّ كل حواراتنا تدور حول الطب! كنت أستمتع بذلك، ولا أصدّق أنها انفصلت عني لهذا السبب. أيًا كان السبب... فأنا لم أفهمها أو لم أعطها ما كانت تنتظره مني. ولأنّ هيناتا تعرفني وتعرف طبعي، أردتها أن تتقبلني كما أنا... بالرغم من النصائح التي أسداها لي أوروتشيمارو في طرق التعامل مع النساء والتي لم ألجأ إليها إلا عندما شعرت أنها بدأت تنفر مني. لا يمكنني أن أكون لها شخصًا لست عليه، لكن لا ضرر من تحسين طرقنا في التواصل... إن كان هذا ما تقصده.
— أنتِ محقة... شكرًا لكِ يا كارين.
— لا تشكرني أيها الأحمق، بل تحرك واذهب إلى زوجتك، تثير أعصابي عندما أراك هكذا!
— لكن عليكِ مساعدتي.
أطلقت تنهيدة وشبكت ذراعيها.
— لا يبدو أنني أملك خيارًا، لكن يجب أن آكل كعكتي أولًا، أنا أتضور جوعًا!
— تلك كعكتي!
— ظننت أنك لا تحب الحلويات!
تيتسو، يناير 2019.
3.
معصوبة العينين، حاولت رفع رأسها لترى.
— لا تغشي!
فتحتُ باب البيت الخشبي، وأخذت بيد هيناتا أوجه خطواتها. نزعت الوشاح عن عينيها ففتحت شفتيها وهي تستكشف المكان. تجولت أعينها من النوافذ التي تعطي منظرًا منعشًا على الثلج في الخارج، إلى النار الموقودة بالخشب التي تدفئ المنزل.
قفزت بين ذراعيّ صارخة:
— أحببت هذا المكان! سيكون من الرائع العيش هنا.
قلت وأنا أقبل أنفها المُحمر:
— سوف نعود كلما أردتِ ذلك.
هذا البيت يعود في الأصل لإيتاتشي، وقد صممه بنفسه. اعتاد أن يأتي إلى هنا في العطل مع خطيبته إيزومي. أتساءل ماذا حلّ بها الآن. على الرغم من أنّ أمي قد أعطتني المفاتيح منذ سنوات، إلّا أنني لم أجرؤ على وضع قدمي هنا من قبل.
4.
جلسنا نستمتع بالدفء المنبعث من المدفأة ونحتسي الشوكولاتة الساخنة. داعبت وجهها المبتسم تعلوه أعينها المتلألئة أمام النيران فأراحت رأسها على كتفي.
— أشعر... بالسكينة والرضا... والامتنان... لأنني حية أرزق، لأنني معك، زوجتك وصديقتك... أنت رجل رائع وأنا أقدّر كل ما تفعله من أجلي، رغم كل شيء...
قبّلت شفتيها بحنان. لا أريدها أن تشعر بأنها عبء ثقيل عليّ، فأنا سعيد بوجودي معها، ولأنها على قيد الحياة. هذه صفحة جديدة في قصتنا. الماضي درس من دروس الحياة. أغمضت عيني أبحث عن الكلمات التي تعبر عن مشاعري... ما زلت أجد صعوبة في ذلك، لكنني أبذل قصارى جهدي.
— أنا ممتن... وسعيد... أنك على قيد الحياة، وأنك بجانبي، وأنني زوجك وصديقك.
أطلقت ضحكة ظريفة رقّ لها قلبي. أشعر أنني محظوظ لتمكني من سماع صوتها مرة أخرى.
— أنتِ امرأة جميلة... وموهوبة و... ماذا أيضًا؟ صحيح، أنتِ طباخة ماهرة! أنتِ... قوية وصبورة وشجاعة.
سألتني بنبرة حزينة:
— أتظن ذلك حقًا؟
— بلى. ما مررتِ به ليس سهلًا... حقيقة أنكِ ما زلتِ تضحكين علامة على الشجاعة.
وضعت كأسها جانبًا وقبّلت شفتيّ. أرحتها على السجادة أحدّق في عينيها. انهمرت الدموع منهما فسارعت إلى مسحها. قالت وهي تداعب خدي:
— أحبك.
— وأنا أحبك أيضًا...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top