*لما انت تحديدا*
اووهايووو
5490 كلمة لاجل انتظاركم
استمتعوا
*****************
حل صباح جديد بعد ليلة ممطرة، فتح عينيه ليكون اخاه اول ما يخطر بباله، خرج من غرفته اغتسل و ارتدى معطفه مباشرة ليستأذن والدته بالخروج رغم ان الشمس لم تشرق بعد ففصل الشتاء قد حل سريعا ليصبح وقت النهار اقصر
اسرع ليدق باب المنزل المجاور بحماس لتفتح خالته كالعادة فابتسم معتذرا لترحب له : اهلا بك بهاء مازال نائما
قد جاء ليوقظه اصلا فيعرف ان وقت استيقاظه سيكون بعد دقائق، اكمل طريقه للغرفة بالطابق الثاني، فتح الباب بهدوء لينير الغرفة
جلس على السرير قربه محدقا بوجهه و تعابيره الهادئة، لحظات لياخذ يده جانب وجهه و يهمس :بهاء استيقظ .. بهاء
ابتسم وجهه تلقائيا فيعرف من يكون و تكتمل المفاجأة بفتح عينيه ليرى كل تلك التعابير المتفائلة تقابله : هااا مابك
كتم كل ما يشعر به ليسأل اولا : لا شيء .. هل نمت جيدا
جلس مكانه و الراحة تعلو وجهه، هز رأسه موافقا و كما كان يفعل طول العطله اخذ يده الى صدره و اليد الاخرى لصدر ضياء الجالس بجانبه ليراقب نبض قلبه فقد عرف ان نبضه احياناً يتزايد او يتناقص لدرجة ان لايشعر به
بعد لحظات ابتسم : جيد نبضك منتظم الان
كان كفحص ليطمئن نفسه فوقف ضياء بسعادة : حسنا ساسرع .. لنفطر ونغير ملابسنا والى المدرسة
_اااه تريد رؤيتها لهذه الدرجة .. قابلنا امل في المكتبة العامة قبل ايام
قابله ضياء بوجه خال من التعابير ليرد : مازلت لا تعرف كيف تجعل كلامك مضحكا .. اصمت
فرد ضاحكا : حااضر
عاد ضياء للمنزل، اما بهاء نهض ليجهز نفسه، افطر مع والديه و خرج ينتظر ضياء فحتى لو استيقظ اولا سيتاخر
طرق الباب فخرجت صاحبة التسع اعوام ذات عيون عسلية و شعر بني منسدل، كانت اخت ضياء التي لم يستطع بهاء الحديث معها طول العطلة فابتسم ليقول كبداية : صباح الخير
اقفلت الباب بوجهه و تجاهلته تماما فسمعها بعدها : هل اشبه ضياء مثلا ليخلط بيننا
ببساطة اكملت طريقة لتخبر ضياء بانزعاج : ضياء صديقك بالخارج ينتظر كالعادة
مازالت لا تطيقه بل حظرته من قائمة البشر التي يمكن ان تعاملهم، لطالمة تجاهلته كما كان يفعل و مازالت تواصل
خرج ضياء ليجد بهاء تائه بافكاره بعيدا ليعيده للواقع : مابك .. انت بخير؟
_تقريبا لاشيء
بعد كل ذلك التفكير لم يجد حلا غير ان يسأل : ضياء لمَ لا توصل اختك للمدرسة؟
ضياء باستغراب : مدرستها ليست بعيدة .. لم اوصلها من وقت طوييل
_هاا هي اختك صحيح ؟
وبسعادة رد :نعم اختي
_وسعيد بهذا نادها لنوصلها
لم يكن طلبا من اي احد بل من بهاء فاضاف : لمَ عليها الذهاب وحدها و نحن هنا .. اين كان عقلك ؟
الجواب بسيط كان بعالم بهاء طول الوقت وافق لذلك و عاد ادراجه للمنزل مناديا على اخته و تقريبا لم تصدق طلبه بان يوصلها
حملت حقيبتها المدرسية بعدما انهت فطورها لتتجه للخارج رفقة اخيها لكن كل ذلك التجاهل الذي تلقته من بهاء لن يمر ببساطة فاول ما فعلته عندما رأته قرب الباب مجددا، هو الالتفات لاخيها لتسأل بطفولة : ضياء متى اخر مرة اوصلتني فيها لمدرستي ؟
فرد مبتسما بضحكة : لا اذكر
اما هي اشارت لبهاء لتجيب نفسها : قل قبل ان يعود ذلك البهاء
عندما قال ضياء من قبل ان ريم تشبه بهاء، فقصد قصفه ايضا
شعور انه غير مرغوب بتواجده اكثر مايزعجه فانزل رأسه بحزن، تلك التعابير البريئة التي كلما نظر لها ضياء ينسى كل شيء سيء فليس اي جار يحدث اخته بل بهاء، بهاء الذي يبحث عن كلمات مناسبة ليحل مشكلة اخت ضياء
و بما ان ضياء اخبره ان يسأل اي شيء مهما كان بسيطاً او تافها ليظهر اهتمامه بالاشخاص حوله، قرر فعل ذلك بعدما باشروا السير و ضياء يتوسطهما
التفت بهاء لها قائلاً بتوتر : اذا .. كيف حالكِ اليوم ؟
ضحك ضياء لذلك فالتفتت اخته له : لمَ تضحك هو يحدثك ؟!
ضياء : هو يقصدكِ انتِ الفتاة الوحيدة هنا
ريم :اذا هكذا .. لايهم
تم تجاهله لكن بهاء لن يتوقف لينتقل للخطة تانية : ريم اسف .. لو ضايقتكِ من قبل
اعتذار مع ذكر اسم الشخص الذي تحدثه كان هذا تاني درس، فبهاء لا ينادي باسماء من حوله الا نادرا
اختبأت خلف اخيها لتمسك ذراعه و تهمس : ناداني باسمي او انا اتخيل .. ضياء صديقك يحدثني حقا
فرد هامسا ايضا : نعم واين المشكلة
ريم:الن تقتله ؟
اي شخص سيزعج اخته يموت هذا اول شيء مكتوب بقاموس ضياء للقتل، ضحك لذلك فقطْعًا بهاء محظور من تلك القائما
لم يجبها لتهمس مجددا : ظننته لايحدث غيرك
ضياء: لا تهتمي لذلك الان
ضرب الاحباط وجهه كليا فلو كانت اخت ضياء هكذا فكيف سيحسن تعامله مع الاخرين، مع ذلك لم يستسلم بعد : على ماذا تتهامسان ؟
ابتعدت ريم عن اخيها ضاحكة لتلتفت لبهاء و تغير هذا التوتر قليلا فرغم عنادها ستسامحه : الجو جميل اليوم صحيح؟
ابتسم قليلا ليوافقها الرأي لكن ردت باندهاش : تعرف كيف تبتسم اخر ماتوقعته
فضحك على صراحتها متذكراً نفسه لتضيف باستغراب : ضياء هو يضحك ايضا
وقت ان تصمت قليلا فحدق بها ضياء لتفعل ذلك و مع ضحكات بهاء قررت ان تصالحه ايضا : اسفة بهاء لا اقصد الاساءة لكن كنت اظنك الشخص الذي لايهمه شيء غير ضياء طبعا
بحدة قال ضياء : ريم هو من طلب ان نوصلكِ فتوقفي
اعادت اعتذارها لبهاء فابتسم براحة اخيرا : وانا اسف لتجاهلكِ من قبل يمكننا ايصالك كل يوم ان اردتِ
كان واضحا انه بدأ يهتم لكن ريم لا تفهم شيئا : حقا ضياء لقد اعتذر كثيرا بدأت اخاف
حتى طلب بهاء المباشر لم يزعجه لكن اخته بدأت تثير اعصابه ليقول بصرامة : ريم الافضل ان تصمتي او نغير رأينا
لكن مهما بلغت عصبيته في النهاية هي اخته الوحيدة و هي حقا تعرفه و رغم الوضع الغريب قالت بمرح : لا من الممل الذهاب وحدي معكما احسن
بما انه اصبح يتحدث مثل البشر سألت بأدب : بهاء يمكنني ان اسأل شيئا؟
هز برأسه مبتسما لتقول : اتحب الذهاب للمدرسة او انك تتهرب منها كضياء؟
بانزعاج رد ضياء : ماذا لم اهرب منذ بداية السنة
ريم بضحك : نعم لم تعاقب من وقتها
اجاب بهاء بصراحة : كنت اكرهها قبل بداية هذا العام
فاخدوا يتبادلون اطراف الحديث ثلاثتهم
ريم: هاا ظننتك افضل من اخي ولو قليلا
ضياء : كم مرة علي قول اصمتي
ريم: ان كنت ستقول هذا فلمَ تريد مني الذهاب معكما؟
هكذا كانت بداية صباحه، اكملا طريقهما ليوصلا ريم للمدرسة التي كانت قريبة إنها تقع بطريق مدرستهما
ودعاها بابتسامة كلاهما لتترك التعليق لنفسها
مازال يبتسم كانه خرج من العالم الذي يحتوي ضياء فقط جيد .. لا اعرف متى حدث هذا لكن اخي مازال بخير معه
........
لا تفصلهما سوى مسافة الطريق للوصول لتلك المدرسة فتنهد بهاء بتثاقل فلأول مرة يتمنى من الطريق ان تطول اكثر
لاحظ ضياء ذلك ليسأل عن ما اصابه فكان الجواب : ضياء لا تتشاجر والاستاذ موجود فقط هذا واضح
_اتشاجر على ماذا؟
_مازلت احمقا احيانا
لحظات ليعود إلى موضوع ريم ليصارحه بهاء : تجاهلتها كثيرا كلامها ليس مفاجئاً .. كلما فتحت الباب اخبرها بان تناديك لا اكثر
طبعا ضياء لم ينتبه، كما لم ينتبه لاي شيء اخر من قبل فتقبله لطبيعة بهاء اعماه ربما
اكمل بهاء كلامه : لدرجة انها اصبحت لا تنتظر ان اقول شيئا فتذهب لتناديك فورا
_اها اها اذا تستحق ذلك .. قلت من قبل انها لطيفة وتسمع كلامي كثيرا .. لذلك لا تقلق
هكذا اكملا طريق و هما يتحدثان عن ريم حتى انتبها لرائد و امجد قرب المدرسة فتجها عندهما ليدخلوها معا
كان صعب عليه ان يبدأ الحديث و الجيد انهما لم يمدا يديهما لمصافحتهما او شيء كهذا فاكتفوا بالحديث و ضياء يساعده الا ان امجد مازال يلاحظ غرابة علاقتهما : انتما معا مجددا
حدق ضياء بعينيه مجيبا : ألديك اعتراض مثلا ؟!
قرر تجاهله رغم انه من يحاول افتعال شجار فسأل رائد ليغير الجو : حسنا كيف كانت العطلة؟
فرد امجد مكانهما ساخرا : كانا معا طول الوقت
و قبل ان يعلو جنون ضياء ابتسم بهاء مجيبا ليدخل الحديث : نعم كنا كذلك
فهم ضياء محاولته ليبدأ الحديث رغم انه لم يفهم قصد امجد : ذهبنا بداية لقمة جبل قريب
فاستراح بهاء قليلا : استمتعنا جدا .. عليكما مرافقتنا المرة القادمة
وافق رائد بسعادة لكن قُلب وجه امجد كليا : حقا الا تمانع ؟
بصراحة رد بهاء رغم انه يعرف قصده :الجبل ليس ملكا لي
معه حق لكن ضياء كذلك!
كان رد أمجاد بنفسه اما رائد بادلهم الحديث بسعادة : اعجبتني الفكرة لنخطط لفعل هذا العطلة القادمة
ضياء : سيكون الجو ربيعا متشوق لذلك
التفت بهاء لضياء ضاحكا : لقد امطرت ونحن هناك .. جيد اننا لم نمرض .. رغم انه لم يحضر مظلة
ضياء: خطتي كانت ناجحة لكن لابأس ببعض الاخطاء
بهاء: نعم من الجيد ان تفكر احيانا
ببساطة ضحك رائد : قصفك مازال مضحكا خصوصا عندما لا اكون الهدف
بهاء: اسف
رائد: لم اقصد ان تعتذر
ضياء: حسنا .. ماذا عن عطلتكما
رائد: لا تذكرني بذلك الملل .. لاشيء مميز
هكذا وصول لاخر طابق حيث حجراتهم و مع رد بهاء العادي و توقفهم قرب اول حجرة قال امجد : لا افهم تقريبا مايحدث
بهاء: ماذا ؟
و فوق استغرابه بهاء يسأل، فهم رائد صديقه تماما ليجره للحجرة مودعا اياهما فاوقفه امجد بعدما وصلا لاول مقعدين بالصف في المنتصف : لقد كان يتحدث .. كان يتحدث بشكل عادي اتصدق رغم تقطع جمله .. ام اني الوحيد الذي كان يسمعه
بابتسامة رد رائد: اوليس هذا جيدا
اراد الاخر شرحا لكن من اين قد يعرف رائد ما حدث فقط متأكد ان ضياء فعل شيئاً ما له : لا تهتم كثيرا المهم انه يتحدث
..........
برواق بين الحجرات حيث واصلا سيرهما لحجرتهما سئل ضياء عن ذلك الطلب فاجابه : لنعتبرها مكافئتا لتدريسهما لك العام الماضي وتحملك
_سنذهب حقا
_امم .. العطلة القادمة .. هما من اصدقائنا في النهاية
لكن ~تنقص امل ليقول كل اصدقائنا~ ضحك ضياء لتلك الفكر ليوقفه بهاء قرب الباب قائلا : ضياء اريد تغيير مقاعدنا
تنهد ضياء قليلا ليرد بثقة : حسنا اين تريد الجلوس
_مكان قريب من اللوح
ديق من عينيه فقد وعده ان لا يزعجها مجددا : هااا تقصد امل
و قبل ان يجيب سمعا ضحكةً لطيفةً من اول مقعد بمنتصف الحجرة حيث تجلس صاحبة العيون العشبية ذات الشعر البندقي التي رفعته كذيل حصان : مابكما امام الباب .. صدقان يمكنكما الدخول
و من غير امل تحدثهما بتلك الحجرة، دخلا يضحكان لترحيبها متسائلين عن حالها ثم التفت ضياء لبهاء ليكملا حديثهما تحت مسامع امل : اختر اي مكان يعجبك لتجلس فيه
بضحكة رد بهاء : متى اصبح الصف احد ممتلكاتك؟
فأجابته امل : من وقت طويل جدا
رغم استغراب بهاء اصر عليه ضياء ليختار اخيرا : امل هنا .. اذا إجلس باول طاولة بالصف الذي امام المكتب و انا خلفك
حدق به ضياء لثوان ليشرح بهاء كلامه بلهفة : امل لا اقصد انا فقط اريد ان نكون قرب الاستاذ .. لا اكثر
بطريقة ما كلامه لم يكن محرجا كما كان فضحكت : لا عليك
تركهما ضياء ليتجه للمقاعد المطلوبة تحت انظارهما، حمل الاغراض الموضوعة هناك لياخدها لمقعديهما في الخلف من الفصل الماضي
اندهش بهاء تماما فالاخر لم يفعل هذا من قبل : ماذا يفعل ؟
ببساطة ردت امل : مازال توجد تكملة .. شاهد
اتى اصحاب الاغراض عنده كانا فتى و فتاة ليشاجروه مثلا !!
فقال الفتى بنزعاج و الفتاة خلفه بنفس المزاج : ماذا تفعل باغراضي ؟
_واغراضي ايضا؟
التفت لهما بعدما انهى ترتيب اغراضهم كما كانت ! فقال: سنجلس هناك فقط
مازال الفتى منزعجا ليرد : ومن سمح لك
التفت ضياء حوله ساخرا ثم اشار لنفسه : انا الا اكفي
عارضت صاحبة المقعد الاول : لكنه مكاني من الفصل الماضي
مازال ضياء هادئا ليجيب : كما قلتي الفصل الماضي هو مكاني الان
وبكل جرأة قال الاخر : اذا كنت تريد المقعد الاول فلما اخدت مكاني ايضا
بدأ صبر ضياء بالنفاد : لادخل لك وانا لا اطلب هذا سأجلس هناك وحسب
ثم حدق بالفتاة : و أنتِ الاحسن ان لاتقتربِ من امل مجددا تتذكرين كلامنا
ان كانت قصة مضاهر فالجميع يعرف من يكون ضياء خصوصا بعدما امال رأسه لتنطلق هالة شره مع نظرته الحادة : مفهوم
تم اخافتهما ليتجمدا مكانهما فاكمل : وحللنا القصة يمكنكما الجلوس هنا أليس كذلك
وافقا دون رد ليعود عند بهاء اما هما همسا لبعض : لما لم نقل شيئا؟
فرد : ضياء ظننته تغير
..........
أخد حقيبة بهاء ليضعها باول مقعد ضاحكا : بهاء يمكننا الجلوس هنا حتى نهاية الفصل و إذ اردت أن تغيره اخبرني
امل تضحك لكن مازال بهاء لا يفهم شيئا مما يحدث : امل هو فعل شيئا سيئا لما تضحكين؟
امل : اجلس فقط ولا تهتم
كاد ان يرد الا ان ضياء اخده ليجلسه باول مقعد و يبرر موقفه مبتسما : هما بعمرنا لا تهتم أنظر هناك هما سعيدين بجلوسهم في الخلف
لم يكن ليصدق لكن استدار ضياء ليحدثهما : المكان جيد اليس كذلك
هزا راسيهما موافين فلم يجد بهاء ما يقول
شيء من الحنين اصابه حين نظر للوح و مكتب الاستاذ القريبين، المقعد الاول لم يجلس فيه من سنتين، التفت لامل بالمقعد الذي بجانبه بنظرة لم تفهمها
انها الافضل هنا .. حسنا
امل انتبهت له : مابال هذه النظرَ
بهاء: لاشيء لنستمتع
دخل الاستاذ بلهفة معتذرا عن تاخره طابا من امل ان تفتح الكتاب و تقرأ صفحة معين، لحضات من وقوفه لينتبه لطالب الجالس قربه فاوقف امل محدقا به بحيرة : لحظة .. تلميذ جديد لم اعرف هذا
بهدوء رد بهاء: جديد بأول السنة
رد الاستاذ متوتر فكيف ينسى طالبا درسه طول الفصل الماضي حتى شكله بدى غريبا عليه : اسف ادرس الكثير من التلاميذ لذلك
فصدر صوت منزعج من خلف بهاء :كنت اول استاذ رحب به ولا تتذكر
عاد الاستاذ بذاكرته فابتسم : تذكرت اه اكنت تحضر كل الحصص حقا
مازال ضياء منزعجا ليجيب مكانه : غاب مرتين فقط
فرد الاستاذ ضاحكا من هذا الوضع : ضياء انت هنا ايضا .. لا تريد ان تخرج صحيح
توتر تماما فمؤكد ان بهاء سيقتله وقتها : لا شكرا سأدرس
بهاء صمت تماما ليبدأ بعد اخطاء ضياء فببساطة اخبره ان لا يشاجر احد ليبدأ بالاستاذ!
مضى الوقت بهدوء و امل تقرأ النص بملل و الجميع ينصت حتى طلب الاستاذ ان يكمل شخص اخر
فتحدث المفاجأة التي جعت عيني ضياء تتسع بعدها تدارك نفسه ليبتسم فبهاء رفع يده ليقرأ بعد امل
باشر بقراءته لينطق شخص ما من الخلف
_هاا ارفع صوتك نحن لا نسمع
رفع صوته قليلا ليبتسم ضياء فقط اعتاد حديثه الهادئ لكن يوجد من بدأ يعكر مزاجه
_هاا مع من تتحدث نحن لا نسمع
حاول بهاء رفع صوته اكثر لكن كانت اخر فرصة يملكونها ليقول احدهم بانزعاج : ياا انت اسمعُكَ ضعيف كصوتك
ضرب ضياء الطاولة ليقف مستديرا لهم دون ان يعرف من المتكلم : يا أنت تملك كتاب ايجب ان يقرأ من اجلك مثلا
توتر كل من بالصف فعلّق الأستاذ مباشرة بعد وقوفه : ضياء اغيرت رأيك من اجل الخروج
فرفع يده حاملا كتابه ليرد : لا .. انا اريد ان اقرأ الآن
وافق الاستاذ فعتذر ضياء لبهاء فلم يفهم الاخير سبب اعتذار
رفع ضياء صوته لاعلى ما يمكنه قارئاً كتابه
حاول الأستاذ منعه لكنه مقتنع بما يفعل أشار للخلف محدقا للاستاذ : لايمكنهم ان يسمعو لهذا ..
عاد لقراءة الكتاب صارخًا تحت ضحكات بهاء و امل أمّا الاستاذ قد انزعج حقا : ضياء اخفض صوتك واجلس مكانك
كان كتحذير فقط ليتجرأ احد على ازعاج بهاء و سيراه واقفا بوجهه فقال بغضب رادا على الاساتذ : لم اجد حلا اما ان اصرخ
ولتفت محدقًا بالجميع : او اصرخ
رعشة خوف انتابت الجميع لحظتها، فعاد بنظره لبهاء مبتسما : بهاء يمكنك ان تكمل الان
الاستاذ بحيرة : لا افهم مايجب ان افعله لك
ابتسم ضياء له فالمشكلة ليست مع الأستاذ : اسف لم أقصد .. يمكنه ان يكمل صحيح
تنهد من تصرفاته ليطلب من الطالب الهادئ ان يكمل في حين ضياء جلس مكانه بالمقعد الثاني حيث لم يجلس من قبل
اكتمل المشهد برفع بهاء يده ليحل على اللوح، صعد بهدوء رغم انه لم يقل شيئاً لكن بدى واثقا بكل ما كتب فعاد مكانه بعدما انتهى
_احسنت
قالها الأستاذ بابتسامة ليعلو صوت امل : استاذ هل أحل ما بعده ؟
فرفع ضياء يده ايضا : هااا وانا اريد
ابتسم الأستاذ برضى لسير الحصة، قد اشتاق لفوضى ضياء : جيد الصف نشيط نوعا ما اليوم
انتهت الحصة و اول ما خرج الاستاذ التفتت امل لبهاء الذي يمكنه سماعها من مقعده : بهاء ماذا تحاول ان تفعل؟
لم يفهم ما تحاول قوله لتشرح مبتسمة : كنت ترفع يدك طول الوقت
توتر قليلا ليجيب بحيرة : و ماذا افعل اذا اردت ان اجيب ؟
لم تستطع امل كتم ضحكها من هذا الجواب خصوصا انها فهمت ان بهاء ينافسها على مركزها الان، لم تمر ثواني لتتجمد تلقائيا من كلام ضياء الذي قرر الدخول بهذا الحديث : على ماذا تضحكين؟
حاولت تبرير موقفها : ضياء .. لا اقصد
امل كانت تحدثهما لكن ليس بهذا القرب، الشيء الوحيد الذي فهمه بهاء انها خائفة كالبقية من ضياء فاستدار له ضاربا رأسه : اعتذر !!
ضياء : اسف أمل أنا لم أقل شيئا اصلا اردت ان اضحك معكما فقط
فردت مع اندهاشها مما يحدث بينهما : لابأس
امل خارج دائرة الجميع حقا، اول مرة تلاحظ ذلك اخفت ابتسامتها فضياء لم يضعها معهم طول الوقت ثم التفتت للاستاذ الذي دخل لتبدأ حصة اخرى
كان استاذ الرياضيات و مند دخوله الصف يحدّق ببهاء و كأنه اتى من كوكب اخر، لهذه الدرجة كان يخفي نفسه!
سار الدرس بشكل عادي حتى طلب الأستاذ حلا لمسألة ما فعاد بهاء لرفع يده
صعد اللوح و أخذ يحل بهدوء صامتا، ببساطة لاحظه الأستاذ ليسأل : اه جيد انت..
قاطعه ضياء و هو متأكد مما سيسأله : طول الفصل هنا ليس جديدا
ضحك الأستاذ لذلك بخفة ثم عاد بنظره للطالب الهادئ الذي يجيب : حسنا ما اسمك؟
لم يسأله احد عن ذلك منذ وقت طويل بل لم يكن يجيب اصلا اما الان و قبل ان يجيب علا همس مسموع من اخر الحجرة
_صديق ضياء المجهول
ليتبعه شخص اخر ساخرا : شخص ما يحاول الظهور
_كائن غريب
رفع الأستاذ صوته يطالب بالهدوء لكن يوجد شخص على وشك ان يثور خصوصا بعدما قلب وجه بهاء لتعابير تعيسة غير مفهومة، الجالس بالمقعد الثاني مقابل الأستاذ عبارة عن بركان سينفجر قريبا، اجبر نفسه على الابتسام ليقول للأستاذ : ليس مجرد صديق هو اخ لي
اندهش الأستاذ من ذلك الوصف ليبتسم بهاء مجيبا : كما قال و اسمي بهاء
لم ينتهي الامر هنا بل استدار للجميع ليسمعوا ثاني انذار لهم و بغضب جامح و نظرة شملت الجميع قال ضياء : كان صديقي وكنتم ستموتون والان اخي احفروا قبوركم
صمت الجميع تماما رغم انهم لم يحدثوه بل لم يفهمو ما اصابه اليوم لكن من الواضح ان ضياء قد عاد !!
_ضياء مازلتُ هنا
قالها الأستاذ ليلتفت له معتذرا، فما كان منه سوى التنهد : تفعل ماتريد و تعتذر
تصرفات كهذه غير مقبولة مهما كان السبب
عندما اقول لا تتشاجر فيعني لا تهدد الاخرين ايضا
ابتسم بهاء ليقترب و يعطي القلم لضياء تحت استغراب الاستاذ : ضياء حل ما بعدها
ان فكرنا بالموضوع فانا لا اصعد للوح اصلا بما ان بهاء يريد ذلك فحسنا
صعد ليحل او لنقل ليعاقَب ليكتشف ذلك متأخر
هل تم خداعي مثلا يعرف اني ساحل اقل من نصفها .. هذا صعب
رد على بهاء الذي يضحك على عقابه : اه اكمل ضحكك بعد توريطي
لحظات ليتوقف عائدا لمقعده و يثني الأستاذ على مجهوده : فاجِئنا بصعودك مجددا ضياء .. احسنت
..........
أتى وقت الراحة ليستريح من كل ما يحدث فوضع بهاء رأسه على الطاولة باستياء ليسأل ضياء : هاا مابك؟
حرك رأسه نافيا : لا شيئ مهم
_هذا ليس جوابا انت منزعج
_لا
_بسببهم لحظة وأعود
تركه ضياء بعدها مباشرة فقد اصبح مجهولا ايضا، ذهب لآخر الحجرة ليمنع شخصين من الخروج : انتما احتاجكما قليلا
مازال بهاء يلوم نفسه لكن ما يشغل باله الان شيئ مختلف. التفت لامل حيث مازال رأسه على الطاولة قائلا : امل هل تشرحين لي .. مايحدث
بحيرة ردت امل : هاا ماذا اشرح انا التي لا تفهم
_لكن ضياء درس معك من قبل
فهمت قصده لترد : وكأنك لا تعرف هو عصبي طول الوقت
ضياء عصبي
لم تفهم امل سبب كل ذلك العجب الذي اصابه، ألم يكن ضياء رفقته طول الوقت فاكملت ببساطة لتعرفه على ضياء ربما : و اذا ازعجه احد يموت
كأنها تتحدث عن شخص لم يقابله من قبل و رغم انه لم يفهم ما تقول الا انه اكمل اسئلته :لايعقل ان الجميع ازعجوه ليخافوا هكذا
_حسنا العام الماضي درس معنا ذلك الفتى الذي حاول ازعاجك من قبل والجميع يخافه ولا يقترب منه يتصرف وكأن المدرسة ملكه .. حين وصل لحدود ضياء توقف .. لم يسمح له بازعاجه و كان كل مرة يشاجره
اخد يستوعب الامر شيئا فشيئا فضياء دائما ما يجعله يهدأ بعبارة ~سأقتل الجميع~ لم يكن مجرد كلام!
فأضافت امل لقصتها : حتى كبرت مشاجرتهما في احد الايام وقلبا القسم وطردا لاسبوع و اكثر من المدرسة .. ضياء كان الفائز فأصبح الجميع يخافه بعد عودتهما
بهاء لم يلاحظ هذا على ضياء من قبل : كأننا في ساحة حرب !
_ألم يحدث شيء مشابه في مدارسك من قبل
_كنت ادرس فقط لم اهتم لقصص من حولي
_هكذا اذاً
عاد ضياء لمقدمة الحجرة مبتسما ليدخل حديثهما مباشرة : انتهيت
رفع بهاء رأسه ليلتفت للخلف و يبدو انه قد ضرب شخصين او شاجرهما المهم يبدو الانزعاج واضحا جدا على ملامحهما و هما ينظران بحقد ناحية ضياء، ضياء الذي اكمل بثقة كلامه لبهاء : لن يزعجك احد لا تقلق
_انت لا تمزح
ربما توقع شيئاً من هذا عندما حلل كل تصرفاته السابقة، يطرد من الحصص، يهرب منها، يعاقب طول الوقت، و نتائجه سيئة بالكاد ينجح، كأن بهاء كان مع اسوء شخص بالمدرسة و قد فهم هذا اخيرا
وقف بهاء بوجهه منزعجا فضياء ببساطة يفعل عكس كل ما كان يوصه لؤي : توقف عن ضرب الاخرين من اجل اشياء تافهة
انزل رأسه باسف ليقول : حاضر لكن من قال ان ازعاجك شيء تافه
انفجرت امل بجانبهما لتعيد الكلمة التي لم تسمعها من قبل على لسان ضياء : حاضر .. من الصعب رؤيتك هكذا
هي فعلا لا تفهم ما يحدث فايٌّ منهما ضياء الحقيقي من امامها الان او ضياء من العام الماضي
فهم قصدها ليوضح ضياء : انا لم اطلب ان يخافوا مني لكن من الجيد ان تكون سيئا بنظر الجميع احيانا
لكن عند بهاء الامر معاكس تماما : لست سيئا .. اتفهم
فما كان من امل سوى الابتسام فهيَ اصبحت تعرفه حقا، ليس مجرد كلام سمعته من شخص ما!
عادوا لجوِّ الحصص و بهاء مازال يرفع يده و يجيب حتى بالمواد الادبية اما امل لم يفهما ان كانت سعيدة او منزعجة
اخيرا أتت أستاذة الفزياء التي قالت لحظة رؤيتهما : بهاء و ضياء في المقدمة كيف ؟
فاجاب ضياء من مقعده مبتسما لها اخيرا يوجد استاذ يعرف بهاء : نحاول ان ندرس بجد
اما جواب بهاء كان مختلفا : لقد وعدته
كان هذا مفاجئاً لضياء الذي من الواضح انه يعنيه : وعد .. بهاء اهذا بسبب ما قلته من قبل
استدار له مبتسما ليذكره بذلك حقا : امم .. امل لن تتجاوزني بأي طريقة ولا اي احد اخر
فوقفت امل بحماس : واخيرا قلتها اذا حقا ستنافسنا
رد بهاء ضاحكا على موقفها : لم تكن مزحة .. لندرس فقط
بالكاد صدق ضياء انه فعل شيئاً كهذا و غير قناعة الاخر، سيبهر الجميع بعقله الخارق و اي فخر سيشير ضياء به وقتها
حتى امنيات الأستاذ التي باتت تعرف مستواه حقا قد زادت بعد كلامه فقالت : بعض النشاط .. جييد .. لنبدأ درسنا
ابتسم ضياء للجو براحة فأمل تستمتع بمنافسة بهاء و بهاء مرتاح مع الاساتذة و لا احد يعلق بعد تهديده و اذا وجد سؤال بهاء يرفع يده
الاستاذة بابتسامة خفيفة : تريد الاجابة على اللوح بدل الاوراق الان
بهاء : نعم .. هل يمكنني حلها
الاستاذة : طبعاا
.........
وصل وقت الغداء حيث تعود امل لمنزلها في حين يبقى كلاهما بالمدرسة، فاوقفها بهاء طالبا ان تنتظر نزول الجميع
ضياء لم يفهم لحد الان سبب هذه العادة الجديدة لبهاء فقد كان يتحدث و رأسه على الطاولة اقترب منه لينخفض ارضا و يقابل تلك التعابير التي لا تفسر و الجميع قد خرج : بهاء حقا مابك .. اخبرني؟
مازال يبتسم دون ان يغير رأيه : لاشيء
ضحك ضياء و هو حقا لا يفهمه : كيف لابتسامة ان تكون هادئة هكذا ؟
ضحكة رادا عليه : لا اعرف
امل لاحظت حديث بهاء اكثر من العادة و فوقها كان يشارك في الحصص فلم تستطع منع نفسها من السؤال : هل حدث شيء ما في العطلة معكما ؟
_لاشيء
طبعا لن يخبر احد بذلك فنفيا كلامها بضحكة بينهما بعدها جلس ضياء على مكتب الأستاذ بانتظار ما سيقوله بهاء الذي وقف ليقابل امل مخفضا رأسه : امل انا اسف لاي شيء قد آذيتك به من قبل .. انا حقا اسف
هذا كان مفاجئا اكثر من اي شيئ اخر : ماذا؟ ألم تعتذر من قبل لم يحدث شيء
بهاء : لن ازعجك مجددا بالحديث عن ضياء
بهاء لم يكن يعتذر لانه اخطأ بل كانت خطة لتبقى امل معهما بما ان ضياء يريد قربها اما الان ضياء متأكد ان ندمه خارق ايضا
بهاء : لم اقصد ان اجبرك على شيء انت حرة في النهاية ان اردتي البقاء معنا فنحن هنا ليس من اجل اي اتفاق
امل : انا نسيت ذلك اصلا صدقني
بهاء : حسنا اريد ان نكون اصدقاء فقط هذا كل شيء
المهم ان تبقى معهما و ليعتذر الف مرة ان لزم الامر اما هي ابتسمت ببساطة لصدقه : نعم نحن كذلك
............
عادا لحصص المساء والجميع مستغرب من وجود بهاء في كل شيء لكن شعور السوء لا يفارقه انه كشخص مجهول وظهر فجأةً
عند انتهاء الحصة لم يحتمل ضياء وضعه : لمَ تضع رأسك على الطاولة هكذا كل مرة
_لا ..
_لا تقل لاشيء مابك
حتى امل لاحظت ذلك : حقا بهاء مابك
فرد بهاء بهدوء حيث لم يرفع رأسه من الطاولة بعد : اسف امل لا يمكنني اخبارك
ضياء : هااا وانا
يمكنه قول اي شيء لضياء و مع ذلك قصد الابتعاد عن الموضوع محدقا بحدة لضياء :لا توجد اسف لك .. عد مكانك
ضحك لمزاحه : لم اطلب ذلك .. حسنا سأحرق المدرسة و من فيها
_هاااا امك ستقتلني
مازالت امل تضحك على حديثهما ليبتسم بهاء : لاتقلق انا حقا بخير
عاد ضياء للمكان لتأتي إستراحة المساء و كأنه لم يحدث شيء، بهاء عاد لوضع رأسه على الطاولة
خرج الجميع فاقترب ضياء منه ليلامس شعره و يناديه بستياء : بهاء
فرد بهاء بوضعيته تلك مباشرة : اريد ان آكل شيئاً ما انا متعب
ابعد ضياء يده مرتبك : حقاا !! وضعك اسوء بكثير
عادت امل لتضحك في حين بهاء يكمل طلباته : اريد ان اشرب عصيرا ايضا
زاد توتر ضياء اما امل ارادت ان تعرف رده حقا : مابك؟ .. لايمكنه ان يطلب منك
الامر لم يكن كذلك فرد ضياء : بل بهاء لم يطلب أيّ شيء مني من قبل
بهاء: حسنا انا اطلب الان
ضياء بحماس قاتل : سأشتري المحل باكمله واعود
بهاء: لا تأكله في الطريق فقط
ضحكا الآخران لذلك ليعقد بهاء حاجبيه بعدها قائلا : امل اخبريني أكان يتنمر على الاخرين لينفذوا طلباته
عبس وجه ضياء تلقائيا فقد افسد اول طلب من بهاء : يعني عقاب من اجل هذا
ما لا يجوز لا يجوز و لؤي شرح فعلا ان التنمر شيء سيء و اخر ما قد يتوقع ان يكون ضياء كذلك
ابتسمت لا تعرف كيف تشرح الامر فضياء كان يجلس وحده طول الوقت دون الحديث لاحد : ليس تنمرا لكنه يفعل مايريد دائما .. يرد على من يزعجه فقط
ربما فهم شيئاً اضافة لعبوس اخيه فضحك بهاء ليغير مزاجه : خذ كل مصروفي اشتري اي شيء لك ولامل ايضا
التفت لها ليكمل : ارجو ان تذهب معه .. لا يمكنني تركه لوحده
وافقت ليعود ضياء لسعادته : ليس عقابا اذا
ضحك بهاء : اسرع فقط سأموت .. مصروفي في حقيبتي
تجادلا قليلا عن بقاء بهاء لوحده لكنه فاز في النهاية لينزل ضياء و امل وحدهما لمحل صغير داخل المدرسة و في الطريق عادت امل لتسأل : ضياء حقا لا تعرف مابه هو غريب كليا اليوم
_ليس غريبا هذا هو بهاء
_اذا حدث الكثير في العطلة
فهم حقا انها تحاول ان تطمئن و ليس مجرد فضول فقال : لنقل حللنا تقريبا كل شيء لاتقلقي هو يريد البقاء وحده بعض الوقت فقط
_يبقى بدونك هاا هذا اغرب شيء سمعته
ضحك مطمئنا لها مجددا ليعود للاهم فماذا سيشتري لبهاء فكل ما يقوله اذا دخلا المحل ~اي شيء مناسب~ اشتري كما تريد~
فأخذ يديه لرأسه يحاول تذكر شيء واحد على الاقل : لا اعرف ما اختار .. لا يوجد شيء محدد يحبه
ضحكت امل من كلامه فجواب سؤاله بسيط : يوجد ضياء
بضحكة : حسنا لستُ صالحا للاكل و ماذا عنكِ
_لا داعي
_هااا الم تسمعي ماقال واعطانا كل مصروفه اغتنمي الفرصة
ابتسمت لكلامه : يبدو كأكبرنا حقا .. حسنا عصير فواكه يكفني
وصلا للمحل ليجداه مزدحما كليا
طلب من امل انتظاره خارجا في حين أخذ يتغلغل بين الجميع ليشتري
جلست بأحد المقاعد و رغم تأخره قليلا بقت مبتسمة
اظنني اصبحت اقرب لهما الان خصوصا ان لا احد حولي
انتابها شعور غريب و كأن أعين ما تراقبها من بعيد ، التفتت حولها بحيرة ليقع بصرها على شخص ينظر لها مباشرة من الدرج لكن سرعان ما أكمل طريقه و غادر
بهاء وحده الآن أسيذهب عنده ؟ ، سأنادي ضياء إنه أفضل حل رغم أني لا أريد منه التشاجر مع أحد
...............
مازال يضع رأسه على الطاولة لكن وجهه لجهة النافذة حيث بقي يحدق بالسماء يفكر في حل لما يحدث
لؤي .. آسف لاني توقفت وافسدت كل شيء لكن ضياء يبدو شريرا حقا امام الجميع لم يزعجه احد في غيابنا .. يجب ان يبقى ضياء سعيدا فقط .. انه معها الان
فجأة قطع شروده صوت قد مر عليه من قبل : لا تقل لي انك تبكي لان ضياء تركك وحدك
رفع رأسه ليلتفت له فعاد وجهه الامبالي تلقائيا : انت مجددا
اقترب ليجلس بعجرفة على طاولة امل ليقابله صاحب العيون الصفراء بنظرة حادة تطاير الشر منها، شامة على جانب عينه اليمنى مع شعر محمَّر يبدو طبيعيا مرفوع للاعلى و مازاد منظره غرابةً بنطاله الممزق و قرط اسود بأحد أذنيه، بطول ضياء او اطول بقليل كان نفس الشخص الذي حاول ازعاج بهاء من قبل فعاد لنفس التعليق السابق ساخرا : هذا التعبير لم يتغير بعد ايها الغريب
و بنفس التعبير رد بهاء : ماذا تريد ؟
_اخبرني ماعلاقتك بضياء؟
_هل يجب ان اجيبك؟
_طبعا ليس لديك مهرب ستنفذ ما اقول فقط
تنهد بهاء مما يحدث ليرد بهدوء : حسنا اسف لتجاهلك من قبل
ضحك بسخرية : مطيع جدا .. لن افعل شيئا لكن كيف من بين الجميع اختارك لمَ أنت تحديدا ؟
ورغم استغراب بهاء اسئلته اكمل : ماعلاقتك به ؟ .. من اين أتيت حتى تدخل حياته هكذا؟ .. من تكون اصلا ؟
انزل بهاء رأسه ليحدق بالارض قليلا و بكلمات باردة : لم اكن في مزاج جيد من قبل .. آسف لذهابك ببساطة .. لا تخلط الامور
مازال ساخرا من تعابيره فإن كان تهديدا فكان على بهاء ان يقول ذلك بغضب محدقا بعينيه و ليس بهدوء تائها فقال : اليس واضحا انه تركك وحيدا هنا لمَ تستمر بملاحقته ؟
ضيّق بهاء من عينيه ملتفتا له : وما دخلك بيننا؟
نهض الاخر مباشرة ليأخذ ياقة بهاء و يوقفه مكانه فرفع صوته غاضبا، إنه يريد جوابا مهما كانت الطريقة : ماذا فعلت له او لمَ قد يشاجر الاخرين لأجلك؟
حاول جعل صوته مخيفا قدر ما يمكن فقد وجد ضحية ضعيفة امامه ليلعب بها كما يريد فأضاف صارخا : هو لم يأتِ .. افهم انه يحب تلك الامل وهو معها الان لكن انت يجب ان تجيب
كل ما فعله بهاء هو ابعاد وجهه ليحدق بالفراغ بجانبه و بهدوء : هل اعلمك اول قاعدة .. ان اردت ان تتعامل معي؟
مازالت كل تصرفاته غريبة بنظره ليجيب ساخرا بنفس هدوئه : اتعامل معك من يريد هذا مازلت صنما ..
حتى قبل ان يكمل وجد يدي بهاء تعصر معصمه حتى ارخى قبضته دون ارادته
ابعد يد هذا المتعجرف عن رقبته ليديرها خلف ظهره بحركة خاطفة، لم يستوعب مايحدث حتى همس بهاء قائلا من خلفه : اول شيء انا اسمع فلا داعي لترفع صوتك في حضوري
ثوان ليجد نفسه أرضاً بعد ركلة على ركبته من الخلف
قبض على الجهة الخلفية من عنقه بأقصى ما يمكنه كما يشد على معصمه باليد الأخرة
كان بهاء اقوى مما يبدو عليه فقد جعله عاجزا تماما عن فعل اي شيء سوى محاولة الإفلات من قبضته بلا جدوى
كل ذلك الازعاج سكن عيونه لتبدو زرقتها اغمق من العادة عقد حاجبيه، أنبس بنبرة مخيفة : ثانيا اسمع جوابي ضياء وامل اقترب منهما و سأحرص على ان تعرفني حقا
لم يستطع التحرك و لا ادارة رأسه ليرد بصوت مخنوق رد : لاتعرف مع من تلعب ... هذا لايغير شيئا
و كأنه يهتم بمعرفته : مهما كان ستبقَ مجرد احمق
لحظات من ذلك ليتركه مبتعدا للخلف : ضياء ليس وحده اتفهم
ابتعد ليقف بسرعة و يلامس رقبته من الخلف ليدير رأسه قليلا محملقا ببهاء : هاا ليس وحده .. سنرى ذلك
خرج من الحجرة ضاحكا بهدوء مريب يفكر بصنع مشكلة قريبا
...............
و بسرعة توجها نحو الحجرة المقابلة تجنباً لشجار مع الشخص الذي خرج
علّقت أمل على ما حدث فقد راقبا الحدث كاملاً : بهاء في أوج غضبه
تذكر ضياء كلامه عن رده للحمقى الذين ازعجوه من قبل فقال بابتسامة : تقريبا لم اصدقه من قبل لكنه حقا مخيف
ضحكت امل من تعابيره لتسأل ممازحة : من سيفوز اذا تشاجرتما ؟
ضحك من الفكرة رادا : لا احد لن نتشاجر ابدا
_ماذا لو حدث؟
_لن يحدث
اقتنعت من اصراره لتقول : كنت اظن صداقتكما بدأت بعد شجار بينكما
ضياء : هااا هل انا سيء لهذه الدرجة؟
مازالت ضحكاتها اللطيفة ردا على كل شيء فماذا قد تقول و الجميع حقا يعتقدون ذلك لكنهم لايعرفونه حقا و الاهم : لمَ لمْ تتدخل
ضياء: ماذا لو غبت .. اردت ان اعرف ما يمكنه فعله
امل : استرح اذا حتى هو شرير
قالتها بضحكة ليبتسم : لا بل شخص يعتمد عليه حقا
........
وضع ضياء ما اشتراه على طاولة بهاء محدقا بعينيه ليشرق وجهه بلطف : لنأكل بسرعة قبل أن تبدأ الحصة
إنه مدرك انهما راقباه اما ضياء فبالكاد صدق انه جائع فكان واضحا انه يريد منهما البقاء معا
لحظات من تلك النظرات لينفجرا ضحكا فكلاهما اصبحا يعرفان بعض من اول نظرة
اما عند امل لم تجد ما تفعل غير الابتسام و هي تشرب عصيرها في تلك اللحظات أخذ ضياء مقعده بجانب اخيه ليمسك يده المرتجفة و يخفيها بينهما بعيدا عن انظار امل فابتسم بوجهه ليسأل : و الان ستجيبني .. اي نكهة تفضل ..
مع ضحك ضياء و مزاحه استراح ذلك الخوف الذي بداخله، فشخص ما صرخ بوجهه مباشرة و مع ذلك تماسك
.......
انتهى هذا اليوم الغريب لياخذا طريق العودة مشيا كالعادة، اقترب ضياء ليلف دراعه حول عنق بهاء : انا فقط .. اياك ان يرى احد اخر خوفك
ابتسم بوجهه ليخبره : لؤي قال هذا من قبل .. لقد علمني ما افعل
مجددا لؤي ينتصر على ضياء فقط بقت اشياء قليلة جدا لم يعلمه اياها و على ضياء اكتشافها فاكمل : لن يزعجك احد ادرس كما تريد
ابتعد قليلا متأسفا لعدم تدخله ليضيف : بهاء لم يؤلمك صحيح لاني ساقتل..
قاطعه تماما : الشجار ممنوع هدد شخصاً اخر و انا من سيقتلك
تنهد مستاءاً فكيف له ان يحتمل ما يفعلون اما بهاء اخذ يفكر بعمق : المهم الان لايجب ان نترك امل وحدها
_معك حق ربما يتجرأ و يؤذيها بسببي
_بل بسببنا .. ضياء لا تتشاجر وحدك اذا حدث أي شيء
ضحك من قلقه فمن يتجرأ على اذيته : لا تقلق علي
بابتسامة مرحة رد : اها شرير الصف اخي
_بهاء انا حقا لا ازعج احد هم من كانوا يفعلون لكن المذهل حقا .. عبقري الصف اخي
_ لااعرف هذا
_صــدقتك
فاكملا طريقهما يضحكان و يخططان لما سيدرسان بعد العشاء
...............
من جهة اخرى هناك بأحد زوايا المدرسة الخارجية، حيث كان يجلس و السجائر بيده تائها يحدق بهما
و يعودان للمنزل معا ايضا .. ضياء يجيد الضحك كالاحمق حقا .. ليس فقط من أجل الغباء الذي تفعلانه في الطريق الان .. بل لما كنت تعانقه بسعادة يوم تلك النتائج؟
قد مر ذلك المتنمر يومها صدفة ليعرف بعدها ان مجموع ضياء ارتفع بشكل ملحوظ
هل اصدق انك كنت تدرس معه طول الفصل حتى انساك ما انت عليه?!
قصد ضياء بكلامه فأمسك معصمه الذي لازال يؤلمه محدقا ببهاء و الخبث يملأ عينيه
ضياء سأهتم بذلك الغريب من اجلك
لحظات لتظهر من خلفه فتاة بعمره و تعانقه سريعا، انتصب بقامته و وقف بمحاذاتها، جعلت عينيها تلمع و بدأت بسرد مشاعرها الجياشة عن افتقاده و ما إلى ذلك، فحبهمت المزعوم هكذا، لقد قاطعته لكنه مازال يفكر بأمرهما
من الطبيعي ان تضمني لكن ضياء كان يضم ذلك الغريب بسعادة.. أيمكن أن أفهم ؟
ضحك تحت استغراب الفتاة ليكمل سلسلة أفكاره
وجدت ما افعل .. ارخي دفاعك لحظة و سيموت على يدي
طُبع الخبث على ملامحه، ابتسام بمكر ثم أخذ يلامس وجهها و يلاطفها : إني سعيد الآن .. سنذهب إلى مطعم جديد لنجربه سويا
حدقت بعينيه قليلا لتوافق بسعادة بعدها اخذا يسيران و أيديهما متشابكة
************
اسفة على التاخير لكني عدت اخيرا
رأيكم بما يحدث؟
هل لاحظتم ضياء من قبل او تفاجاتم كبهاء؟
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top