•٧• إعيدوا قلبي
الساعة الثانية ظهرًا كان الجو غائمًا ممطرًا بغزارة وكانت زخات المياه تضرب زجاج نافذتي بقسوة تحاول تحطيمه والولوج إلى داخل غرفتي المتوسطة الحجم.
وعلى الرغم أنها زهرية اللون ألا أن كل شيء فيها قاتمًا وحزينا وربما هكذا بدأتُ أشعر بها في الأوان الأخيرة قبل يومان أو ثلاثة لا أذكر بالتحديد الوقت بسبب..
الآلام العنيفة التي تعصف بخاصرتي كنت ممددة على السرير الذي يقبع في وسط حجرتي ويحيطه من كل جانب دولاب صغير يتربع فيه ضوء صغير ( تيبلام)
كان جسدي هزيلًا خاويا لا طاقة فيه، عيناي نصف مغلقة بينما لا يهدئ ثغري من إصدار الأنين الذي بدا مزعجا لي في الأواني الأخيرة فلا أبرح أمسك بطني وأصدر أهات بينما والدتي بجانبي تتلو بعض الصلوات .
إلى أمست الساعة الثالثة ظهرًا قدم أبي وقرر اصطحابي إلى المشفى فحالتي لم تعدّ تستحمل التأجيل كانت السيارة تسير بنّا وهي تجاهد زخات المطر التي تضربنا كأنها تحاول ردعنا من المسير.
وصلنا إلى المشفى بشق الأنفس، قاموا بأخذي بواسطة النقالة إلى غرفة واسعة ثم نقلوني إلى سرير أخر غريب وسط تلك الصالة
استلقيت عليه بينما فتحت أجفاني بصعوبة بالغة ورأيت كم الغرفة كبيرة! لا تحتوي على نوافذ، مطليةٌ جدرانها وسقوفها باللون الأبيض ورائحة المعقم تفوح منها، بينما فوقي مباشرةٌ مسلط عليّ ثلاث أضواء دائرية ضخمة الحجم
ثم توافدت الممرضات من اليمين والشمال كذلك طبيبة كبيرة في السّن التي كانت توجههم، وضعت أحدى المساعدات جهاز ضغط الدم وقامت بقياس ضغطي بينما الأخرى بحثت عن وريدي وقامت بدخال الابرة (الكانونة) ووضعوا لي مصلًا.
بدأ قلبي بالخفقان والارتجاف وأنا بنت ذو تسعة أعوام ألاحظ الطاقم وهو يرتدي زيّه المهيب الأخضر القاتم مع أكمام الوجه الزرقاء التي تحجب عليّ تميّز ملامحهم بوضوح!
شعرت برغبة شديدة بالبكاء فقد كان منظرهم كأنهم عصابة تتاجر ببيع الأعضاء! ولكن لم أقدر على النحيب ثم باغتني رجل من الخلف، أعلى رأسي وأخاله طبيبا أخر وضع شيء على أنفي أعاق تنفسي حاولت ردعه فلم أستطع
أحكم تثبيته عليّ، مرت دقائق أو ربما أكثر حتى سألت الدكتورة تخاطب الطبيب
« هل تم تخدير المريضة؟»
أجبها الطبيب الذي فوق رأسي
« نعم ونستطيع أن نباشر العملية»
أرتعش قلبي لهذه الجملة وعرفت أنني في غرفة العمليات عندها أضطرب قلبي أكثر فأنا أرهب زيارة المشفى فكيف بغرفة العمليات!
رأيت الدكتورة تحضر المشرط تحاول شق صدري!
حاولت الصراخ بكل قوتي بأنني لا أزال واعية ولم أخدر بعد
ولكن للأسف صوتي لم يخرج عاودت الصراخ مرة أخرى بأنني لا أزال مُستيقظة ولكن هيهات لم يكن هناك أي صوت
شعرت بالسكين وهو يقص جلدي الناعم وربما تخيلت الدماء التي تتدفق ورأيت لونها القاتم
حاولت البكاء، ولكن دون دموع أو عويل أو اصدار أي صوت فقط كنت أراقب كيف تتم العملية على جسدي الهزيل بصمت حزين، عقبها رأيت الطبيبة تدخل يدّها داخل أحشائي! شلّت أطرافي من الخوف وأنا أحدق كيف تغرس أناملها داخل قفصي الصدري ثم شاهدتها تستخرج قلبي كان لزجٌ ولازال ينبض بالحياة!
بدأت بالنحيب وأيضا دون صوت
« أعيدوا لي قلبي.. أريد قلبي.. لا تأخذوه مني..
أنا أريده.. أنظروا إليه هو لا زال ينبض!»
جميع توسلاتي ذهبت هباءً منثورا أكملت مناشدتهم بأن يعيدوا قلبي ولا يأخذوه مني، فأنا أريده ولكن هيهات بينما أنا أتوسل بهم برعب قد نهش دواخلي
هل يعقل أنني سأموت الآن!
هل هذه هي النهاية؟
استفقت على هزات الطبيب التخدير ثم نقلوني إلى خارج صالة العمليات حاولت أن أفتح أجفاني ولكن لم أستطع حيث كنت أشعر بصداع شديد عقبها انتقلت إلى ردهة أخرى هتفت أمي بسعادة التي كانت في أنتظاري في الغرفة
« حبيبتي، قرة عيني، أبشري العملية نجحت، وقد أزالوا الزائدة الدودية وجميع الآمكِ قد زالت نهائيا»
عندها أدركت جميع مما مررت به هو هلوسات نتيجة التخدير
-النهاية-
💀💀💀💀💀💀💀💀💀💀💀
تقيمكم للقصة 😍
أشعر أن القصة غير مخيفة ولكن فعلا من يدخل صالة العمليات كمية الرعب التي تجتاحه لا توصف
أما عن هلوسة التخدير فهذا بحث أخر، الله لا يبليكم بها😅
نشرت في يوم الأثنين
12- 7- 2021
( ملاحظة ممنوع السرقة او الاقتباس دون أذاً مني تذكر الله موجود ^__^ )
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top