بارت 30

تلك المطاردة انتهت فور سحب آلفين لهنري إلى إحدى الفنادق ، حمايته مقابل المعلومات التي يملكها هذه هي الصفقة ! لذا هو سجل الغرفة باسمه و مبدئياً لمدة شهر قابل للتجديد .

و فور استقرار كلاهما بالداخل آل أستلقى على السرير متعباً من طول هذا اليوم ، حيث شعر أنه سار بشكل بطيء للغاية حتى وصل لهذه اللحظة و بلا أي تخطيط مُسبق !.

و هنري رمقه مُتأملاً ملامح من أمامه ، هو عليه التأكد إن كان بإمكانه الثقة بهذا الفتى أم لا ؟

رغم هذا هو نطق بنوع من السخرية :" متعب بهذه السرعة ؟ لن تستطيع الإمساك به إن كان ما حدث الآن قد أتعبك فقط ! "

أجابه آلفين بنوع من البرود و التهكم :" أرى أن تقلق على نفسك بدل القلق بشأني فلست من هرب تواً منهم ، سلمني المعلومات و أنا سأتكفل بالتتمة "

حدق هنري به بسخرية بينما يخبره :" وهل أبدو وكأني قلق عليك ؟ لا تحلم بهذا كل ما هناك أن إيجاد شخص يملك من الجرأة ما يكفي ليحاول التخلص من سام أمر نادر نسبياً لذا فكرت أنه من السيء خسارتك سريعاً قبل الإنتفاع منك لكن إفعل ما تشاء "

آمال آلفين رأسه قليلاً دون أن يُبعد هو الآخر ابتسامته الساخرة ، تلك المحادثة بالنسبة له ربما لم تكن لتنتهي لو أنه أجابه بأول رد دار بعقله لذا هو فقط نهض يقف من موقعه يحدق به قليلاً :" أتمنى أن تستحق المعلومات التي لديك كل هذا الغرور ! "
ما تبع ذلك هو صمت مطبق أحدهما جلس على السرير يرتاح قليلاً من التوتر الذي عصف به خلال فترة هربه بينما الأمر وقف أمام النافذة يحدق بالخارج بعد أن أبعد جزء من الستارة بيده والأخرى استقرت بجيبه ، لم يكسر اي منهما الصمت حتى نطق هنري بعد أن استعاد توازن مشاعره وهدوء اعصابه ناطقاً بجدية
" اذا ، ماذا الآن ؟ "

التفت الفين إليه يحدق به بنظرات هادئة مركزا على ملامحه ثم سرعان ما تقدم ساحباً كرسياً وجلس عليه بعد أن وضع قدم فوق الآخرى وصوته ما قل جدية عن هنري
" سبق وقلت لك ، انقاذي لك مقابل كل ما تعرفه ، بما اني انقذتك حان دورك "

حدق به هنري لثواني بصمت ثم سرعان ما رسم ابتسامة تهكم وهو ينهض من السرير واقفاً مقابلاً لآل
"انقذتني؟ هل تظن أن الأمر انتهى ؟ إن كنت تظن انهم سيتوقفون عن البحث قائلا ( لقد هرب لنستسلم وحسب ) فأنت مجرد هاوٍ لا يعرف شيئاً عنهم !"

الفين ثبت بصره عليه بهدوء ليجيبه بسؤال قصد الإستنكار به
" وهل يفترض بي أن أصبح حارسك الشخصي مثلا؟ الاتفاق كان أن انقذك منهم بتلك اللحظة وليس أن أجالسك أيها الطفل !"

صدمة ظهرت على ملامح هنري وهو يكرر الكلمة بإستنكار تام
"ط..طفل ؟! أنت اتعلم كم عمري حتى ؟! ثم انت نفسك لا تبدو بذاك الكبر "
أجابه الفين بينما ابتسم بتهكم
" أصغر مني بكل حال هذا يجعلك طفلاً !"

شعر بالغضب يشتعل فيه من هذه المعاملة وهو من اعتاد أن يعامل كبالغ لم يحصل أن عامله أحد بهذا الشكل فاجابه بوقاحة متعمدة رغم أن عقله يخبره أنه لا يجب أن يتركه يستفزه
" لا علاقة لي بهذا الهراء انت لم تحدد نوع الحماية وإلى متى تمتد ، أن كنت ستبدأ شيء اكمله للنهاية ، أعطيت كلمة فكيف تتراجع عنها الآن ، ولا تجرأ وتناديني بالطفل مجددا أيها العجوز "

ركز على كلمة العجوز عمداً ورغم أن ال شعر بشيء من الاستفزاز ابتسم مخفياً غضبه بينما نهض واقفاً يقترب من هنري
" اذا تريد أن اعتني بك أيها الطفل حتى إشعار آخر مقابل معلوماتك؟"

أجابه هنري وهو يحدق به بتحدي
" بل قلت أن تحافظ على كلمتك وتبقي وجودي سراً مقابل أن أعطيك ما أعرفه بينما انت تكون عيني على العالم الخارجي حتى أستطيع الخروج لست بحاجة لعنايتك التعيسة اساساً جدي ! "

وجه ركلة لال بصورة مفاجئة تخطاها الفين سريعا بينما يحدق به بضيق أما هنري اردف بتهديد
" ولا تقل طفل مجددا حتى لا احطم عظامك ! "

ابتسم الفين بسخرية بينما عاد للجلوس
" لسانك طويل هل سبق واخبرك أحد هذا ؟"

أجابه هنري بتهكم
" لم اقابل شخصاً مغفل مثلك لا يعرف كيف يعامل الآخرين كما يجب ويرى الكل اطفال وهو ليس سوى طفل هو الآخر ! ان لم تحترم من أمامك لن تحصل على الاحترام "

تنهد الفين بياس ثم عاد الجد على ملامحه
" يمكنني جعلك تبقى هنا وبسرية تامة واخبرك بما أعرفه من الخارج لكن ماذا يثبت لي انك لن تهرب خلال هذا ؟ لا شيء قد يجعلني أثق بك !"

أجابه هنري بضيق سريعاً
" تتحدث وكأني لدي دليل انك لن تقتلني بالنهاية بعد أن تحصل على ما تريد ! هي مجازفة كما هو العبث مع سامويل بقدرات ضعيفة كهذه أن شئت كن شجاعاً وخذ الأمر أو أن شئت لا تفعل ويمكن أن نتقاتل هنا والآن ونرى من سيقتل من أولا !"

نهض مقترباً من هنري والذي وضع يده على سلاحه بحذر إلا أن الفين طمانه حين اقترب ووضع يده على كتفه
"لا بأس ، سأخذ المجازفة "

اردف بصوت مخيف
" لكن لو رأيت منك أي خيانة أو محاولة للهرب سيكون سامويل أقل مشاكلك أيها الصغير ! ولنامل أن تكون معلوماتك تستحق المخاطرة !"

اخفض هنري يده عن سلاحه مجيباً بهدوء
" لا مانع لدي لست شخص يتراجع عن كلمته بأي حال ، وأن فشلت انت بحمايتي لن أتردد باخبارهم عنك أيضاً لذا ابذل جهدك ! ولست صغير "

ابتسم الفين بخفة فرفع يده واستقرت على شعر هنري وهو يبعثر شعره
" يمكنك الاعتماد علي أيها الصغير "

وهنري أبعد يده بعصبية وهو يستنكر بتذمر
" جديا ما مشكلتك؟!لست طفلاً وارفض ان اعامل كواحد لذا قم بهذا مرة أخرى ويدك ستقطع !"

ابتسم الفين لردة فعله بينما يتجه للخارج
" لست ظريفاً أيها الصغير ، ساراك لاحقاً اذا اتوقع العودة وايجادك هنا !"

وقبل مغادرته التفت مجدداً محدقاً بهنري
"صحيح أحتاج رقم هاتفك بحال حصل شيء واحتجنا للاتصال "

زفر هنري الهواء بعنف ومد يديه بغير اهتمام
" اعطني هاتفك سأدخل الرقم "

تردد الفين قليلا بمنحه إلا أنه فعل بالنهاية ليسلمه الهاتف ثم احتفظ كل منهما بالرقم .
فور خروجه من الغرفة تنهد الفين ، سارع بخطواته نحو الخارج بعد أن ارجع قلنسوته على رأسه ، أخرج هاتفه من جيبه وبعد ضغط عدة أزرار رسم ابتسامة ماكرة على شفتيه، لم يكن سبب هذا سوى أنه نجح بتفعيل جهاز التعقب الذي وضعه على هنري ، خلال وضع يديه على رأسه استغل ذلك لوضعه ليضمن أنه سيجده لو هرب

خلال هذا هنري كان بالغرفة بعد رحيل الفين فجلس على السرير بينما يخرج هاتفه ولم يختلف حاله عن ال فهو الآخر استغل أخذه لهاتف الفين ومستعملاً قدراته على استعمال الحواسيب ليشكل جهاز تنصت على هاتف الفين ليضمن أن الآخر لن يخونه أو ربما يعمل اساسا لصالح سامويل !

****
الأيام كانت تمضي ببطء شديد ، لكن عقارب الساعة بالنسبة له هي ما كان يتحرك فقط ! حياته كانت متوقفة تماماً !

كالدُمى هو يُحرك بخيط رقيق شفاف لا يُرى إلا أنه حاد كالسيف ، مؤلم و بلا رحمة ، و لا وقت لديه لتفقد آثاره بل عليه أن يمضي قُدماً دائماً مُتجاهلاً نزيفه و رغم ذلك ألا يتم استبدال الدُمى دائماً ؟

يوماً ما ستصبح قديمة و مملة ، هنالك ما هو أفضل منها ، أكثر تطوراً و ربما أقل تكلفة !

و هذا ما دفع ابتسامة ساخرة لترتسم على ملامحه رغم دموعه المُنهمرة ، هو يمكنه رؤية هذا الانعكاس بالمرآة منذ هذه اللحظة و حتى ظهور الشمس ربما لكنه لن يتمكن من التعرف على صاحبه .

و كيف يفعل و هو ربما لو طُلب منه الحديث عن نفسه سيعجز ؟! بل ماذا عليه أن يقول ؟ و هو من حُرم عليه حتى أن يخطو دون إذن ؟

دموعه تلك اختلطت مع الدماء النازفة من كِلا معصميه و عيناه تراقبان ذاك القرمزي يغادر جسده بلا أي ردة فعل !

هي ما كانت محاولة انتحار بل عادة اكتسبها منذ طفولته إن شعر بالتوتر أو القلق لذا معصميه كلاهما مليئان بتلك الخدوش و الندبات التي تتركها عادته شاكية لمن يراها وحشيته ربما ؟

لكن أهناك حقاً من قد يلاحظها ؟ و ضحكة ساخرة صدرت من جوفه فوراً ينطق بتهكم :" لا السؤال هو أهناك من قد يهتم ؟ "

بالنهاية هو أنهى تلك الطقوس كما يطلق عليها جداه ليمسح دموعه و دمائه قبل أن يبدأ بالاستعداد للذهاب للجامعة !

و هناك سيكون عليه الابتسام مجدداً و كأنه أكثر مخلوق سعيد بهذا العالم ، التصرف كوغد و بلطف بذات واحد ثم الذهاب للشركة و العودة و تكرار هذا الروتين ثم النوم و هكذا إلى الأبد ربما ؟

بالنهاية هو ارتدى ساعته ذات الماركة العالمية ، يضع واحداً من أغلى العطور المعروفة يغادر القصر بسيارته الفارهة ذات اللون البرتقالي الصارخ و التي طُبع عليها أول حرف من اسمه ...

و كعادته ما اهتم حقاً بالحارس الواقف بل غادر القصر الذي خط عليه ' أسرة سوين '

****
أشرقت شمس يوم جديد على سكان المدينة وغطت اشعتها الذهبيه الجميع لتمنحهم دفئها مع جرعة من النشاط لبدء يومهم وترك الكسل رغم هذا بدء معها ليو بكسله المعتاد إلا انه اليوم كان أكثر تململاً وكسلاً وعبوساً بل بدى كمن يتم جره جراً للجامعة وملامحه أظهرت تذمراً شديداً انتهى به يهتف بعبارة "تباً" لنفسه قبل أن يدخل الجامعة ومن حسن حظه أو سوءه كان ما خطط له اليوم والذي كان هو الراعي الرسمي لمزاجه المميز لذلك اليوم قد ظهر أمامه دون أي جهد يذكر مما جعل تذمره يتحول لابتسامة ساخرة يلعن فيها حظه على عبثه معه !

تنهد وابعد تلك الابتسامة وحاول تنظيم انفاسه بعدة انفاس عميقة من شهيق وزفير متتابع حتى هدأ قليلاً فتقدم نحو مصدر إنزعاجه ببطئ وبدون سابق إنذار اسند نفسه على ظهر سيتو الذي كان يجلس قبالة صديقه وحولهم البقية يتابعون تلك المباراة الودية بينهما إلا أن ظهور ليو و إسناد ظهره بتلك الطريقة جعل سيتو يخرج من حالة التفكير العميق التي كان يخطط فيها لحركته التالية ونظر للخلف بصورة جانبية واتسعت عيناه قليلاً حتى سمع صوت ليو يسأل بمرح " اريد مشاركتكم اللعب لانني لم افعل ذلك منذ دخولي للسجن هل هناك مانع؟"

التفت سيتو له محدقاً بتقطيبة يحاول ان يعرف ما يحاول ليو فعله قبل ان يبتسم كعادته بشكل ودود ظاهرياً :" أوه ليو ! كم هذا عرض نادر لتلقيه منك ! بالطبع يمكنك من انا لأقول لا ؟ "

خصم سيتو نهض ببساطة ليفسح المجال لليو والذي جلس أمامه بينما أصابع سيتو كانت تتحرك بخفة تعيد ترتيب القطع بكل دقة رغم أن بصره كان مثبتاً على ليو يحاول قراءة ملامحه علها تساعده على فهم نيته وتوقف عن التحديق حين انتبه ليو لهذا وابتسم له بابتسامة مرحة و صارت الرقعة جاهزة للعب ، تسائل سيتو بينما يبتسم بابتسامته المعهودة " اذا هل تتذكر القواعد أم اذكرك بها ؟"
بادله ليو ذات الابتسامة وهو يجيبه بينما يحدق بالرقعة
" لا تقلق أتذكر الأساسيات التي أحتاجها "

أومأ سيتو وأشار للرقعة
"اذا ابدا أنت أولا "

باشر الأثنان اللعب وملامح الجد ارتسمت على الاثنين كما لو كانا بحرب خاسرها ستكتب النهاية لحياته فيها ، استمر الأمر طويلا حتى رن الهاتف فجأءة ليقطع تركيز ليو والذي كان قد غرق سلفاً بالتفكير بخطوته التالية إلا أن صوت الهاتف كان مصدر حيرة أكبر بالنسبة له فهو ليس لديه شخص قد يتصل به سوى الفين أو والده وهو بخصام مع كليهما بأي حال ، لم يترك الحيرة تتملكه أكثر فقد أخرج الهاتف يتفقد الاسم فكان رقماً غريباً قد أرسل له رسالة فزادت حيرته أكثر حين فتحها فكانت عبارة عن بضع كلمات مفادها
" أنت أيها اللص من الأفضل أن تتواجد اليوم بالمنزل أو ساجعلك تندم ! لن أسمح بأن تقلق أخي أكثر ستاكل ما ساعده اليوم ولو تجرات وقمت بغلق الباب ساكسره فوق راسك !"

قطب حاجبيه وهمس لنفسه " ذلك المتنمر أعطاها رقمي ؟!"

سيتو حدق بملامحه لثواني قبل أن يتسائل بابتسامة ودودة
"ما الأمر ليو ؟ هل من مشكلة ؟!"

والمعنى ارجع هاتفه لجيبه وهو يجيبه رغم بقاء عبوسه "لا "

قام بحركة عشوائية بسبب انشغال عقله ثم سرعان ما حان دور سيتو ليختم الأمر بعبارة " كش ملك !"

ازداد عبوس ليو أكثر لتتعالا الضحكات من أصدقاء سيتو بينما تقدم أحدهم ووضع يده على كتف ليو "كنت قريباً من الفوز بالفعل "

اما سيتو وقف ينطق بانزعاج معترضاً على تعليق ليو بالبداية :" الكذب ليس لطيفا ليو ! يفترض انك لم تلعب منذ كنت بالعاشرة تقريباً صحيح ؟ اذا لو لم يشتت انتباهك لكنت الفائز فهل هذه رسالة من نوع ما ؟ "

ابتسم ليو ووقف هو الآخر مقابله :" انت مذهل كالعادة ! لكنني لم أكذب أنا لم العبها منذ تلك الفترة ! فقط بعض المهارات لا تنسى ، و بأي حال لقد راقبت حركاتك قبلاً "

رد ليو جعله يضحك بخفة و مال برأسه وهو يمد يده له للمصافحة :' راقبت حركاتي ها ؟ اهلا بعودتك للعبة سوين ، لكن لا شأن لي ان سقطت مجددا صحيح ؟ "

مد ليو يده له واجابه بمرح :' قطعا لا شأن لك ! هي لعبة ودية فقط "

أبعد ليو يده وابتسم بخفة بينما يلتفت للمغادرو" اذا سانصرف الآن "

يد سيتو امتدت لتجر ليو ويمنعه من الرحيل وجعله يجلس بجانبه بينما ليو يحدق بسيتو ينتظر تبريره :' لا تعد مملا ليو وتعود للجلوس للخلف ! انت قلت انك تنوي العودة للعبة و المشتركون دائما بالمقدمة"

لم تكن لدى ليو رغبة بالجدال فجلس بهدوء وحسب بينما عقله يرسم الخطوة التالية لخطته بعد نجاح الجزء الأول نسبيا أو كونه خطى اول خطوة نحو الخطة !

****

خطواته كانت هادئة بينما عيناه إرتكزت على ما حوله !

وضع رفيقه لا يُعجبه ، هو فقد عمله و أصيب خلال يومين ربما !؟ و لا يبدوا له أنه سيفعل و يبحث عن عمل آخر و لا يدرك ما يخطط له أم يتكاسل فقط لذا سيبحث له عن واحد و ثم سيرى النتيجة ربما ؟

هو لم يبتعد هذه المرة عن المكان الذي يسكن رفيقه به ، وجد عدة أعمال منوعة لكن أي منها لا يبدو و كأنه قد يجذب شقيقه له

بالنهاية خطواته قادته لمكان كبير نوعاً ما رُسم على اللافتة الخاصة به صورة لسيارة ما مع اسم المحل و الذي على ما يبدوا هو مكان لتصليح السيارات و بشكل شامل حيث تواجدت عِدة أقسام به .

هو تجول بالمكان بهدوء يحدق بالمكان قبل أن يظهر له رجل بدى بنهاية عقده الثاني تقريباً بابتسامة لطيفة على مُحياه يميل برأسه :" مرحباً بك أيها الشاب ، لسبب ما أفترض أنك لست هنا كزبون صحيح ؟أو أنك جئت دون سيارتك ! إذاً كيف أخدمك ؟ "

حدق آلفين بمن أمامه بنوع من الجد و نظرات مُتفحصة يهمه حقاً معرفة أن من أمامه شخص جيد

لا يمكنه فقط أن يسلم ليو لأي أحد بعد الآن صحيح ؟ هو يريد الاطمئنان على رفيقه فقط لذا و بعد عدة ثوان هو نطق بهدوء مع ابتسامة صغيرة :" أهلاً بك ، الحقيقة أجل رأيت الإعلان بالخارج لكنني أبحث عن عمل لصديق "

رمش عدة مرات دون أن يفوته تقلب نظرات من أمامه و كأنه يدرس بتصرفاته ؟

بالنهاية هو نطق دون أن تختفي ابتسامته :" إذاً لما لم تحضر صديقك معك ؟ الأمر أشبه بأنك تفعل هذا دون علمه و حينها قد لا يجتهد بل يجبر ربما ؟"

أومأ الأصغر سريعاً ينفي ذلك لينطق بذات نبرته السابقة مضيفا لها شيء من الرجاء :" هو شخص جيد لكنه مهمل بعض الشيء ، إلا أنه أثناء العمل يبذل كل ما لديه مهما كان الأمر ! لذا من فضلك أعطه فرصة للعمل هنا "

أغمض المعني عيناه قليلاً قبل أن يبتسم مُجدداً بلطف :"دعه يأتي لي قبل نهاية اليوم لنقرر هذا موافق ؟ "

و المعني ابتسم له و هو يجيبه بهدوء :" بالطبع سيكون هنا

****

منذ استيقظ ارنيست كان قد قرر زيارة الصغير اليوم فكان هذا سبب لتبسمه منذ الصباح متجاهلاً كون شقيقه كان بالمنزل ذلك اليوم وكم هو يثير سخريته كم أنه كان سابقاً يتمنى رؤيته بأي ثمن والآن صار وجوده مصدر قلق لا يتمناه !

تجاهل الضيق والقلق الذي شعر به وقرر الخروج بعد أن أخذ معه بعض المال لشراء بعض الحلويات للصغير مع كتاب ما كان قد قرر شرائه بعد أن أخذ ما يفضله الصغير بالحسبان فلم يجد أفضل منه لاسعاد الصغير ومحاولة جعله يثق به قليلاً

قبل أن يصل للخارج توقفت خطواته حين ظهر أمامه فجأءة شقيقه من بعيد وهو يتحدث لمساعدة ليرتسم الضيق على ملامحه بقوة ، لم يكن سامويل قد لاحظ وجوده بعد فاغمض ارنيست عينيه وهدأ نفسه ثم مر بصمت متجاهلاً وجود شقيقه ومساعده وهنا نظرات سامويل كانت قد استقرت على شقيقه بشك حين رآه ، كان الشك يكبر بقلبه منذ بعض الوقت من دورات تقوية الشخصية تلك التي طلبها وبدأ يلاحظ تغير ما لكنه لم يكن التغير الذي يرجوه ، شعور داخله كان يخبره أن هناك خطأ ما ولم يترك نفسه ضحية للشك ففور رحيل شقيقه أمر مساعده دون أن يكلف نفسه عناء الالتفات للنظر له
"ارسل شخص خلفه ليراقبه وأخبرني بما يقوم به في الخارج !"

أومأ الرجل من فوره من دون تردد وأخرج هاتفه يأمر أحدهم باللحاق بارنيست والذي خلال هذا كان قد وصل للخارج واستقل سيارة أجرة

لم يمضي الكثير من الوقت حتى توقف أمام محل الكتب الذي قرره ومن حسن حظه كان محل الحلوى لا يبعد كثيراً فاشترى مختلف الأنواع حين لم يدرك ما يفضله الصغير وفكر أنه يمكنه مشاركتها ربما مع من معه بالميتم أن لم يحبها ، ابتسم بهدوء وهو يأمل بداخله أن يحبها ألكسندر ولم يتأخر أكثر فقط انصرف متجهاً للميتم دون تأخير

فور وصول دلف للداخل لتستقبله مديرة الميتم بابتسامة مرحبة ليبادلها بابتسامة صغيرة لتاخذه معها للداخل ، دخل نحو غرفة اللعب حين يجلس الصغار ليجول بصره بالغرفة إلا أنه لم يجد لالكسندر أثر يذكر ، التفت يحدق بالإرجاء ليقع بصره للخارج عبر النافذة الكبيرة التي توسطت ذلك الممر فانفرجت اسارير وجهه وابتسم براحة حين رآه يقرأ كتابه هناك كما العادة فتوجه نحوه بخطوات سريعة عابراً ذلك الممر حتى صار أمامه بالخارج

فور أن خيم ظله على الصغير وهو يميل بجسده قليلاً نحو الصغير ويرسم ابتسامة دافئة رفع الصغير رأسه يحدق بمن حجب عنه أشعة الشمس بهدوء حتى استطاع تميز أن الواقف هناك هو ارنيست ، قطب حاجبيه بضيق وهو يتذكر آخر لقاء لهما حين كان مريضاً والكلام الذي سمعه من الأطفال بعد شفائه عن الفتى الذي لازمه طوال مرضه واشترى له أفضل الأدوية وقضى الوقت بقربه والذي كان سبب انشغال باله لمدة طويلة فأغلق الكتاب بحركة عفوية منه كما لو كان يدرك أن قرائته الآن وهو شارد هكذا مضيعة تامة للوقت ، ابتسامة ارنيست اتسعت فور رؤيته ليدنو منه أكثر ويجثو على ركبته مبعثراً شعره
" مرحبا ألكسندر ، كيف حالك ؟ تبدو أفضل من آخر مرة رأيتك فيها"

الصغير ظل يحدق بارنيست بذات التقطيب بينما يجيبه
"بخير "

كتم ارنيست ضحكة كادت تفلت منه على ملامح الصغير واردف بدفء أكبر " يسعدني سماع هذا "

تذكر ما احظره فمد الكيس للصغير فاتجهت حدقتا الصغير نحو الكيس ثم عادت لارنيست بنظرات متسائلة فوضح له ارنيست الأمر مجيباً
" رأيته بالمحل وتذكرت انك تحب الكتب لذا فكرت أن أعطيه لك لتراه"

تردد بأخذه منه لكنه رفع يده لتسلمه ببطئ ونظراته ما تزال تتجه صوب ارنيست والذي كان يراقبه بهدوء تام

قُوطعت هذه الاجواء بصوت حاد مخيف ارتفع يزمجر ليفزع الصغير الذي شهق من دون شعور منه وكاد يوقع الكتاب لولا تمسكه به وارنيست فعل المثل حيث فور سماع صوت شقيقه شهق ونهض من فوره بحركة سريعة يقف امام الصغير وهذا ارعب الكسندر أكثر فملامح ارنيست شحبت فور سماع الصوت ووضع يده أمامه مما يعني انه شخص يعرفه ارنيست وهو قطعاً ليس خيراً ، لم يحب أن يرى شقيقه غاضبا يوما لكن الان كل ما كان يفكر به هو كيف يحمي الصغير منه ، لماذا هو هنا وماذا لو أخذه لمكان آخر ؟! ماذا لو ارعبه وتسبب يجعله ينسحب مجددا وينكمش على نفسه ؟ ماذا لو كان يحاول جعله يقتل شخص ما لهذا جاء ؟! أفكاره كلها كانت ترعبه أكثر من شقيقه لذا أخفى رجفة كادت تظهر عليه من شدة الخوف وضيق عينيه وحاول عدم إظهار خوفه وهو ينطق بهدوء غير معهود محدقا بسامويل بتحدي " ما الذي تريده سامويل !"

الصغير شعر بثقل الجو فتوتر ونهض بتردد يقف خلف ارنيست ويحدق بسامويل بخوف

سامويل ابتسم بسخرية وبصورة مفاجئة رفع يده من فوره لتهوي يده على خد شقيقه بقوة حتى جعله يقع ارضاً من قوة ضربته وخيط رفيع من الدم خرج من بينما أسنانه وفور حدوث هذا صرخ ألكسندر برعب ينادي بينما حاول الذهاب إليه
" ارنيست !"

وقبل أن يصل إليه يد حراس سامويل امتدت لتمسك بالصغير بعنف بينما سامويل اتجه يقف أمام شقيقه الذي بدأ يحاول النهوض بينما يمسح طرف فمه وقد احتدت ملامحه دون شعور منه وهو يحدق بشقيقه خصوصا حين شعر برعب الصغير وردة فعله جعله هذا ينهض محدقاً بسامويل بحدة موجهاً حديثه له بعصبية غير معهودة
" يفترض انك والده ! ان كانت لديك مشكلة معي فلا داعي لاخافته بهذه الطريقة !"

و سامويل تقدم منه ينطق بحدة أكبر وشيء من السخرية بعد أن تقدم وشد على شعره بقوة
"يبدو أن شقيقي الأصغر بدأ يحاول التمرد ، من الجيد أن تصبح أكثر شجاعة لكن الأفضل أن تدرك أين يجب أن توجه هذه الشجاعة أو حينها تعلم أني لن اتردد بقتلك "

الصغير كان مرتعباً مما كان يسمعه إلا أن أكثر ما كان يهمه حاليا هو ارنيست والذي قام سامويل برميه على الأرض مجدداً معطياً امراً لرجاله بالتحرك واحذه
"واضح اني تساهلت معك مؤخرا ، عقاب واحد سيكفي ليجعلك تتذكر مكانتك يا أخي الصغير !"

تقدم الرجلان يمسكانه كل منهما من يد فرفع رأسه يحدق بسام بنظرات عميقة جعلت سام يحدق به هو الآخر حتى تحدث ارنيست نبرة هادئة حملت الكثير من التوعد واليأس
" أعدك يا سامويل سأكون سبب بدمارك ونهاية هذه المهزلة !"

ابتسم سامويل بسخرية ولم يعلق بينما ألكسندر راهم يأخذون ارنيست بعيدا فنبض قلبه الصغير خوفاً والماً وخشي أنه لن يراه مجددا ، أدرك اخيرا سبب ظهور هذا الشاب وأدرك أيضا أن والده شخص سيء لا يرحم حتى شقيقه وان مستقبله لن يرى النور طالما والده موجود ، رأسه تحرك تلقائياً يحدق بوالده بحقد وكراهية ممزوجة بخوف فالتفت سام مغادراً دون اكتراث لهذا بينما يخبره بغير اهتمام
" أنت اقلق على نفسك فلا تعلم متى يأتي شخص ويقرر تعذيبك "

اتسعت عيناه ذات لون البحر بينما ابتعد رجال سام عنه بهدوء مغادرين بعد أن اثاروا عاصفة بالمكان لن تزول بنفس سهولة اثارتها

~~~~~~
الجميع هناك كان يتحرك بسرعة سواء كان متجهاً لعمله الذي أوكل إليه أو من كان يتسامر مع رفاقه ويفخر بقتله هدف ما أو سرقة شيء ما أو من قضى وقته بكسل ينتظر مهمة جديدة عدى عن ذلك الشاب ذو الشعر الأحمر القاني والذي كانت خطواته بطيئة وثقيلة وملامحه لا تبشر بخير وهالته تنذر أي من يفكر بالاقتراب منه بأنه سيكون أسوء قرار يتخذه بحياته فلم يتعب أحد نفسه بالاقتراب حقا ،
فور خروجه من المقر سمع صوت هاتفه يرن فامسكه من فوره ليضغط على زر الرد ويجيب بتجهم بدون أي مقدمات
" ماذا هناك ؟!"

ضحك مارسيلنو بخفة على نبرة صوته ليسأل بابتسامة خافتة بينما يقوم بترتيب الأوراق أمام مكتبه خلال هذا
" ماذا جرى ؟ لما انت متجهم هكذا "

أجاب بتذمر من فوره وكأنه كان ينتظر سماع هذا بعد أن اضطر لكبح نفسه بصعوبة بالغة
" الاوغاد حين علموا بهرب هنري كل منهم طال لسانه وبدأ يتحدث بكلام سخيف عنه وكم انه كان شخص سيء "

اردف بابتسامة شر على ملامحه ونبرة عابثة غلفت جملته حين اردف بأستمتاع
" لحظة يمكنني ببساطة قطع السنتهم واحداً واحداً صحيح ؟ هي زائدة عن حاجتهم لذا سأقدم لهم خدمة واقطعها وقد اقطع رأسهم بالخطأ أيضا !"

مارسيلينو أجاب بكل هدوء مع ابتسامة يائسة بعد أن جلس على كرسيه مجدداً
" افعل هذا وسارسل الفيديو لهنري حتى يفخر بك جيداً "

ارتفع حاجب هاري وتوقف عن السير لثواني كردة فعل لما سمعه " أنت ! اتحاول جعلي أغضب أكثر أم ماذا ؟! "

ابتسم مارسيل بخفة وابتسم بابتسامة ماكرة لم يحتج هاري لرؤيتها لمعرفة عبث من أمامه
" لا ابداً فقط اذكرك برأي هنري لو سمعك تقول هذا فما بالك بلو فعلتها ! أظنه سيعيد التفكير بعبارة أخي لطيف "

نفخ وجنتيه بعبوس شديد وهو يسرع بخطواته بغضب " مارسيل انت أحمق مزعج !"

سمع ضحكة الطرف الآخر ليزداد عبوساً إلا أن ملامحه لانت وتحولت للجدية حين اردف بقلق
" هل هو بخير ؟ هل وجد مكاناً امناً؟ العصابة لن تتوانى عن البحث عنه انا حقاً قلق عليه !"

ملامح مارسيلينو أظهرت ملامحه هادئة وهو يجيبه محاولاً منحه بعض الطمأنينة فأي اضطراب بمشاعره قد يجعل يرتكب كارثة وقد أثبت هاري هذا لعدة مرات لذا حرص أن يهدأ غضبه قدر الإمكان رغم أنه غير متأكد مما يقوله حتى
" شقيقك قوي يمكنه تدبر أمره طالما انت بخير سيكون كذلك لذا لا تقلق "

أجاب هاري باعتراض بذات النبرة القلقة
" ليس هذا ما انتظر سماعه أريد معرفة أين ذهب وكيف هو !"

كان على وشك الرد حتى دخل عليه أحد الرجال فالتفت إليه بينما يجيب هاري بهدوء "هو بخير لذا لا تفكر بالأمر والآن لدي عمل لا تقلق عليه هو وجد مكان يبقى فيه الآن وداعاً"

فور إغلاق الخط هاري حدق بالهاتف بينما يرمش لثواني قبل أن يعبس مجدداً وهو يهتف بغيظ
" أحمق ! زدت مزاجي سوءا لا أكثر ! "

أسرع بخطواته يتجه للمنزل بعبوس وهو يتمنى أن لا يندم على هذه الخطة بل إنه قد قرر بالفعل لو أذى احد شقيقه هو سيتولى تقطيعهم احياءاً دون تردد !

~~~~~~~
بتلك الغرفة الواسعة بمنزلها الصغير ، جلست وحدها بالغرفة بعد أن تأكدت ان لا احد بالمنزل وقلبها ينبض بقوة ، كانت تسعى جاهدة لعدم إثارة أي شبهات حولها وذلك بتأكيد من شقيقتها ايضاً ،جلست زوجة عم ال تمسك الهاتف بيدها تضعه على اذنها تستمع للطرف الآخر بشيء من التوتر وملامحها أبدت ضيق وتردد ، شقيقتها اردفت بعد حوار طويل بينهما دام لساعات تولت فيه شقيقتها أخذ مبادرة شرح ما ستفعله وما يجب على شقيقتها فعله " لا تكوني جبانة هكذا هل ستنتظرين ان تتمرد ابنتك أو يعرف زوجك ويساعدها؟! هي طفلة ولا تفهم وزوجك مخدوع به بسبب كونه قريبه هو لا يرى كم هو سيء وجوده اساساً ! "

نهضت من السرير بضيق وهي تتحرك بتوتر بينما تبعثر شعرها وتدور بالغرفة بحركات دائرية
" أعلم هذا وهذا ما يزعجني لكن أليس الذهاب لهذا الحد مبالغ به ؟ هكذا سيتحطم مستقبله كلياً ! علينا فقط طرده وحسب وليس الذهاب لهذه الدرجة "

ضحكت شقيقتها بعصبية وهي تسخر منها" اذا الأفضل أن تخسري ابنتك؟ هو لا مستقبل له اساسا شخص قتل طفل بريء أي مستقبل تريدين له ؟ لن يردعه شيء سوى هذا وزوجك لن يطرده ما لم تريه الى أي حد هو سيء ! دعي الأمر لي ساتصرف انا وستشكرينني على تخليصك منه ! لقد حذرته ولم يسمع كلامك لا لوم عليك بعد الأن !"

زفرت الهواء بعنف وجلست على السرير من جديد بعد أن كانت تسير كحيوان تم سلب حريته يحاول التحرر من قفصه واستسلمت حينها للأمر دون مقاومة ، فكرة أن تساير أختها بهذا تشعرها بالذنب لكنها بالوقت ذاته تريد التخلص منه فما كان منها سوى إسكات صوت ضميرها مؤقتا ثم ستحاول بعدها إيجاد حل مؤقت !

~~~~~~~

خطواته كانت هادئة بينما يرسم ابتسامة هادئة على شفتيه رغم علمه تماماً أن ما يوشك على فعله سيجعله قطعاً يخفي مثل هذه الابتسامة و ربما يغيظ من يذهب إليه !

رغم ذلك هو تقدم للمكتب بهدوء يطرق الباب بينما يتسائل أصاحب المكان متواجد هنا حتى ؟!

لذا أخذ نفسا عميقا يتسائل عن لما هو حتى يطرق الباب فآخر مرة دخل للمكتب ينام و كأنه بمنزله ؟

ومن داخل المكتب أعطى جين موافقته بكل هدوء لمن طرق بالدخول بينما يكمل كتابة ما كان يكتبه و كل ظنه أن القادم هو مساعده غالباً
"تفضل "

فور وصول صوت جين له هو فتح الباب يطل برأسه أولاً يحلل ربما مزاجه ؟

و عندما لاحظ انشغاله بما بين يديه فتح الباب اكثر يخطو للأمام قليلاً ينطق بابتسامة مرحة :" أرجو المعذرة لكن أأنت مشغول ؟ "

رفع جين رأسه فوراً بتفاجأ ليبتسم من فوره بمودة وهو ينهض ليستقبل الصغير بنفسه رغم بعض التفاجأ الذي أخفاه لوقت قصير " لا ابداً تفضل ليو"

هو آمال برأسه قليلاً يعبس بينما ينطق :" أنت لا تحاول التنمر و اخباري بلا فقط لأجل قلق أو شيء كهذا صحيح ؟ "

ابتسم بعدها مردفاً :" كما ترى رغم انني لازلت ملفوف كمومياء فأنا بخير الان "

ابتسم جين أكثر وهو يتقدم منه ويجره للداخل " وانت لا تحاول فقط الخروج من هنا بعد أن جئت صحيح ؟ لا تقلق ليس لدي الكثير تعال للجلوس "

عبس اكثر و هو يجيب بتذمر :" لا مطلقا أحاول أن اكون مهذبا ربما ؟ ، اذا من فضلك تابع عملك و سأجلس فحسب ! "

ابتسم مطمئناً من جديد يؤكد له كلامه " لا تقلق قلت لك ليس لدي انت أخبرني كيف إصابتك ؟ هل تعتني بها ؟! كيف اوضاعك؟"

جلس بهدوء على الكرسي المقابل للمكتب :" حسناً ، و بخير ! أتناول الأدوية و هذا جيد صحيح ؟ و المتنمر عندما ذهبت لرؤيته جعل أحدهم يضع طعام لعشرة أشخاص ربما أمامي دون ظهوره حتى بكل تنمر ! بل و رسم سكين ايضا ! "

اختتم جملته بعبوس قبل ان يردف :" ثم أرسل ايزابيلا صباحاً ! بجدية هما يتنمران علي ! "

ابتسم للأمر بخفة وهو يتنهد براحة " كما توقعت هو لا يمكنه تركك وحدك مهما حدث ! و للحق معاندة ايزا لن تكون سهلة لذا يمكنني الإطمئنان عليك! "

شهق بقوة :" أنت تقف لصفهما ؟ ألا ترى انه تنمر بجدية ؟! و قطعا سيد متنمر لن يفعل ! هو فقط سيبقى غاضباً لفترة قد تطول "

عبس بعدها مردفاً :" بأي حال لا بأس بذلك فتقريباً هو لن يعجبه ما أفعله الآن "

ابتسم بخفة " لست ممن قد يعتني بنفسه تحتاج من يتنمر عليك وبالفعل أظنه كذلك"

اردف بهدوء وتركيز تام " هل لديك استعداد لقول سبب الشجار بينكما؟

مال برأسه يستمع لسؤاله يجيبه بهدوء :" ترغب بأن تبدأ بالتوبيخ قبل دعوتي لشرب فنجان قهوة حتى ؟"

أومأ من فوره بتفهم" معك حق هذه قلة ذوق "

نطق سريعا :" لم اقصد ! فظيع ! "
عبس و حدق به سريعاً يهمس :" متنمرون "
ضحك جين بخفة ونهض ليتجه للهاتف الذي يربطه مع هاتف مساعده ليحمل السماعة ويطلب من فوره القهوة مع بعض الضيافة ثم سرعان ما أعاد السماعة لمكانها ليعود للجلوس قرب ليو بينما دقائق مرت ليأتي مساعده بالقهوة التي يتصاعد منها البخار مع بعض البسكويت بابتسامة هادئة ليضعها على الطاولة امامهما ويغادر
جين التفت يحدق بليو وهو ينطق بهدوء " تفضل الآن كلي أذان مصغية"

هو أمسك بكوب القهوة خاصته بين يديه يتنهد بتعب :" جدياً أنت لا تستسلم رغم أنني أتيت لك لأجل ذات السبب ! "

اردف بعدها بجد :" أخبرتك من قبل عن شخص يدعى سامويل صحيح ؟ هل بحثت بأمره ؟ "

حدق بليو بهدوء وجدية هو يجيبه بينما يمسك بالكوب "أجل فعلت وأذكر كلياً اني قلت لك لا تبحث عنه لاجل سلامتك"

ابتسم بخفة :" اجل فعلت ! سؤالي كان ابحثت انت بشأنه ؟ "

أومأ جيباً وعيناه ترتكز على ليو " أجل فعلت لكن ما علاقة هذا بما نتحدث عنه ؟

دفن احدى يداه بين خصلاته الزرقاء الداكنة ينطق بنوع من الهدوء :" الكثير ! و بما أنك بحثت عنه إذا ايمكنني معرفة لأي حد وجدت معلومات عنه ؟ "

ارتشف من قهوته ببطئ وهو يحدق بليو بعد أن تنهد " تدرك اني لن أقول ليو فأنا احاول اخراجك لا ادخالك بالأمر ! هل عرف الفين بشانه ؟

تنفس بعمق تام :" عمي تدرك ان وجودي هنا يعني انني امتلك ما يكفي صحيح ؟ و أخي ، لا اعلم جدياً ! لكنه ليس احمق و لا اظنه مرر رسالة التهديد و محاولته لخطف انجيلا "

اردف بعدها باستياء :" اتمنى انه لم يدرك اي شيء لكن ان بحث ربما فهو سيعلم لا محالة و لن يأتي قطعا لاخباري "

ظهر القلق على جين مفكراً بمدى سوء الوضع ! اجاب بعد أن ارجع كوبه مكانه " اذا أخبرني ماذا تعرف انت عنه ؟ وهل هو كان سبب الشجار اذاً؟

ابتسم بعد ارتشف القليل مما لديه :" ليس تماماً هو لا يدرك للان ماذا كنت افعل !؟ انظر سأخبرك للقصة من البداية موافق ؟ عن كيف علمت بشأن سام "

أومأ بهدوء وهو يتابع الاستماع بتركيز يستمع لكل كلمة كعادته بأي تحقيق يجريه " موافق انا استمع"

تنفس بعمق يغمض عيناه و هو ينطق :" بذلك اليوم أنا كنت قد تشاجرت مع سيتو و أبي ! لذا غادرت الجامعة مبكراً ذهبت حينها للتجوال بالمنطقة و أظن كنت مصاب بالحمى ، هناك أوقفتني عصابة ما افرادها يعلمون أنني كنت بالسجن لفترة ! و رغبوا ان انضم لهم "

حدق به باهتمام تام مع قلق ظاهر بملامحه وهو يجيب بدل طرح السؤال " وانت فعلت صحيح ؟ لاجل سامويل ، لتجد معلومات عنه !

اجابه بخفة :" ليس مباشرة ! لم اعلم من هو سامويل وقتها ، و تشاجرت معهم لكن جسدي كان ضعيفا و كنت قد ألقيت هاتفي من وادي لذا لم استطع استدعاء اخي ! "

اردف بعدها بعبوس :" لذا سقطت ارضا لكن ليس بسهولة و سمعتهم وقتها احدهم بالذات قال انه سمع اشاعة من عصابة سامويل حول أنني لم اقم بقتل احدهم حقا بل كانت خدعة ، و ايضا لوقتها لم اكن مهتما ايضا بالانضمام لسبب كهذا "

تركيزه ازداد عند هذا الجزء ليرد على محدثه " وبعدها؟"

ابتسم بخفة :" ثم أتت رسائل التهديد و أدرك كيف ان احدهم سيستعد للتورط لذا اردت استكشاف الامر و هذا اعادني لذات النقطة ! "

ارجع جسده للخلف بينما يطرح سؤاله بكل جدية "انضممت لأنك قلقت أن الفين سيبحث عنه اذا ؟ وبالنهاية عرف انك فعلت وغضب ؟"

عبس :" بل غضب لأنني انضممت للعصابة ! و لم اخبره عن السبب و القى مفتاح الشقة لي بتنمر

الكلمات أنسابت بهدوء وسلاسة وكأنها أمر متوقع لا يحتاج للتفكير حتى " لا تتوقع منه شيء آخر صحيح ليو ؟"

مال برأسه بابتسامة :" بالطبع لا ! خاصة ان علم بهذا من عدة اشخاص بمعنى ان هنالك من يعلم بهذا ! و سمع بمحادثة ما بيني و بين احدهم قبلها مشبوهة ! لكن اللطيف انه تسائل عن لما قد أحاول القاء مستقبلي هكذا !

طرح تسائله بتوجس بينما يشبك يديه " اذا ماذا عرفت عن سام؟ أو لنقل ما نتيجة كل هذا ؟ عدا عن غصب الفين والذي سيحتاج وقت حتى يزول أو لنقل هو يحاول تلقينك درس على السلامة غالبا أكثر من كونه غضب ! متى ستخبره عن أسبابك؟

شهق سريعا :" أخبره ؟ أأنت جاد ؟ ثم لدي سؤال أأنت رأيت رسالة التهديد تلك ؟ التي ارسلت لعمه ؟ اذكر بها اي شيء حول سبب حدوث كل هذا او شيء يخصه ؟ "

أومأ بهدوء " سيعرف بطريقة او أخرى صحيح ؟ وان لم يعرف وقمت بشي آخر انت فقط ستؤلمه ولا اظنك تريد هذا وقد يكون بالفعل يبحث بنفسه ! ضع فكرة أخباره بالحسبان قبل أن يسمع من الخارج !

اردف بضيق شديد
"أما بخصوص الرسالة فأجل قرأته ماذا بشانه ؟"

وقف ليو سريعا بصورة لا ارادية :" لا أريد اخبارك أنك لا تدرك كيفية تفكيره ! أجل هو سيفعل و يتألم بالطبع لكن هذا ليس دافعا لجعله يعلم "

اشاح بوجهه عنه وعاد للجلوس :" بالليلة التي قرأ بها آل الرسالة هو يومها استيقظ بفعل كابوس ما ! تجاهل كل ما قلته لك بالأعلى بكوني اعرف انه سيتألم لكن ذلك الكابوس بالذات يجعلني ادرك اي نوع من ردود الفعل سيمتلكها هو ان علم انني اعرف بالامر

اجابة مجددا " فهمت الآن ، هكذا اذا ،لا استغرب هذا ، رغم أنه ضحية أيضا لكن أظن أستطيع فهم كيف يفكر ولما يلقي باللوم على نفسه "
ابتسم بحزن باخر كلامه ثم اردف" اذا ماذا تخطط الآن ؟ وعدتني ان لا تتهور ليو لم تنسى صحيح ؟

تنهد بأرهاق وهو يضع قدم فوق الاخرى " قرر بنفسك فالامر ينعكس عليك وعليه وانا أدرك أن لم تهتم بنفسك على الأقل ستهتم به لذا اختر بحكمة

اجاب بحدة و حنق :" لأنه أحمق ! و أثق أنه لم يتعلم درساً من آخر مرة قرر بها الشعور بهذا ! سيعود للتصرف كوغد و يتركني خارج الأمر بحجة حمايتي و قطعاً عقله لن يستوعب ان كل تلك السنوات التي قضيتها معه تعني شيئا و عليه الوثوق بي اكثر ! "

جلس بعدها و هو يتنفس بعمق :" لكن لا كابوس واحد بعد تلك الرسالة جعله يعتذر مني و طلب وعداً بالبقاء معه ! لم اكن افهم السبب وقتها و الا لحطمت رأسه اقسم "

نظر له بعدها بجدية :" انا خططت بالفعل ، تهور أم لا ذلك اللعين لا ينوي ترك أخي و شأنه اذا هو عدو ! لقد بدأت اللعبة بالنسبة لي "

جين نطق بقلق أشد وشيء من الصرامة " ليو انت وعدت بترك الأمر لي ! أخبرني ماذا تنوي أن تفعل بالضبط ؟! وانظر هذا سبب عدم قوله شيء لأنه يدرك أن أول شيء ستفعله هو التهور كما يفعل هو تماما ! انتم الشباب جميعا هكذا ! هو أحمق ربما لكنك لا تقل حماقة عنه !دع الأمر لي وعد لحياتك وحسب !

تلك الكلمات لسبب ما أغضبت قبل أن تجعله يرسم ابتسامة ساخرة نوعاً ما ! ، الا انه وقف مجددا يخرج مغلف ما من معطفه :" لن آتي بأي خطوة حاليا ! لدي ما علي فعله قبل أن أصل للقطعة الاساسية لذا تفضل هذه هي المعلومات التي جمعتها اتطلع عليها و اتمنى ان تساعدك ربما قبل ان انهي التحضير "

أخذ المعلومات بحذر وهو يتسائل بجدية " هل يعلم سام ببحثك عنه ؟!

ابتسم بمرح :" اجل اظن ! ارسل لي رسالة قبل فترة طالبا مني ايقاف ما افعله قبل أن يغضب و حسنا انا سأتوقف مؤقتا اي سأكون بخير هذه الفترة "

اتسعت عيناه برعب وهو ينهض بإستنكار" رسالة ؟!اتدرك مدة خطورة الوضع ليو ؟!هو يعرف هاتفك ويعرف انك تبحث عنه لذا هذا يعني أنه يراقبك منذ زمن !

ابتسم بنوع من الثقة و الجد :" عمي ألا تظنه يراقبنا منذ عودتنا للبلاد ؟ أوه أنت تعلم أننا كنا بالخارج ربما ؟ عدنا لأجل الدراسة بالجامعة فقط لذا أجل و على الأغلب هو يعلم ان ال بمنزل شقيقك و بموعد ارساله للرسالة و المنزل فارغ الا منه و من انجيلا الا تظن ؟ "

ضيق عينيه وهو يجيب بضيق " توقعت شيء كهذا لكن هذا يفترض به أن يجعلك حذرا ليو لو بلغ عن وجودك بتلك العصابة مثلا لقضى على مستقبلك، ابتعد عنه حتى أتأكد من كل شيء وتفقد الفين هو الآخر لاني لدي إحساس قوي يقول لي أنه يفعل مثل ما تفعله تماما فهو لن يمرر أمر انضمامك دون معرفة السبب ! والأهم لو حاولت التحرك محددا ولو قليلا عليك ابلاغي فورا ! هو ليس شخص يجب العبث معه وحسب ، هل تعدني ليو ؟!

بعثر شعره :" يبلغ عني ؟ هو شخص عابث سيفضل ان يتسلى من خلف الظلال ان شعر بأنني اتحداه ! و بأي حال الفين ربما بدأ البحث قبلي ! لكنه سيبقى بعيدا عن التهور ان لم يقع امر آخر يفقده ذلك ! ، و حسنا بنهاية الشهر يوجد احتفال ما حسب مخططي رغم انني غير واثق لكن ان وصلتك دعوة و نجحت يمكنك القدوم هي ستكون نقطة اعلان الحرب "

رفع حاجبه مستنكرا " حرب ؟! حفلة ؟!أي لديك مخطط صحيح ؟ أعطني التفاصيل ليو "

شهق و هو يبتعد :" لا ! هي سر ، انا اخبرك فقط انني سأصمت حتى نهاية الشهر و فظيع منذ متى ليو سوين يسير بلا مخطط ! تجاهل رجاءا شخصيتي الجديدة لكن عقلي لم يمت بعد

حدق به بشكل عميق وعيناه الزرقاوتان لا تفارقان خاصة ليو " اذا هو مخطط لن اقبل به لو عرفته صحيح ؟

بعثر شعره :" لست واثق بهذا ! ابي قد يود طردي حينها لكن لا بأس "

اجلس ليو ستخبرني بالتفاصيل بعد كل شيء لن تحمل الأمر وحدك مفهوم ؟ "ألقاها بهدوء وهو يزيد من ضغط نظرته على من امامه

اكملا الحديث بعدها وجين ظل يستمع له لوقت طويل ويعلق على بعض كلامه
أخفى المه على كل ما سمعه رغم انقباض قلبه وابتسم بخفة ظاهرياً " ما رأيك لو أضع لك حارس شخصي ؟

شهق ليو سريعا برفض :" و ما حاجتي لواحد ! فظيع ضع لآل احدهم يراقبه من بعيد فهو المتنمر هنا "

أجابه بكل هدوء " أنت من تلقى رسالة تهديد هنا وليس هو !

عبس مصححاً :" بل رسالة لطيفة ! انظر لكرم اخلاقه و هو يطلب مني بكل لطف التوقف ! بجدية رغبت بزيارته و شكره شخصياً

ضحك بشيء من السخرية وهو يحدق بليو " أجل كان سيضيفك ويريك كرمه الحقيقي كما تعلم"

ضحك ليو مجددا وهو ينطق بود :" لن يلوث سمعة شركته باستضافة غير ودودة جديا"

اجاب جين بارهاق "ما بعد الزيارة ليو ليس وكانه يصعب أن يحظر لك الضيافة بعد خروجك !

مال براسه مجددا بعبث :" ربما ! ليس و كأنني ذهبت حقا لا تتصرف كمتنمر الان لأجل مزحة

ضحك جين بخفة" كما قلت ليو هذا بالجينات كما ال يريد أن يريك خطاك احاول ان اريك مدى خطورة الأمر حتى لا يتحول المزاح حقيقة

ضحك فورا واردف بتذمر " مذهل بجدية ! و تعلم صباحا بلا ارادة هددت ابنتك بأن اتصل بك لأخبرك عن مدى تنمرها ! و هي شهقت دون إدراك الخلل بالجملة بل بدأت تعترض فورا !

ابتسم بخفة " من حسن الحظ والا لكنت ما تزال تحت الاستجواب أو لكانت جاءت هنا تقلب المكان فوق راسينا

أومأ مؤكداً :" اظن هي كانت تحمل سكين ما و هذا مريع ! جديا ال لم يطلب من اي احد القدوم للتأكد من انني بخير سوى منها و ترسل له التقارير حتى

اجاب بذات الابتسامة " اظنه أراد شخص يوازيه بالتنمر لكي يسيطر عليك

استنكر ليو متذمراً بياس :' يوازيه ؟ هي تتفوق عليه ! اتدرك انها تمتلك نسخة من مفاتيح شقتي حتى الغرف بها ! تخيل ان تصحو و ان تعلم ان منزلك مغلق لتجده مفتوح و احدهم داخله ! لاسيما ان لدي نسخة و نسخة ال وضعتها عند المدخل تحت اناء الزهور و هي بات لديها واحدة مع نسخ لغرفة النوم خاصتي و خاصة ال

ضحك بقوة وهو يحدق به بقلة حيلة " متوقع منها انت لا تعلم كيف هي بالبيت فقط لا تستغرب من اي شيء هي تعتبرك منافسها ربما أو من يعلم ماذا لكن هي ستتفوق على كل توقعاتك على الأغلب !

اجاب ليو بهدوء :" هي فعلت لكن قد اضطر لطردها مستقبلا بقوة ، ان حدث و بدأت بتجاهل التحذير علي عدم السماح لأحد بالتواجد معي

أجابه بهدوء مماثل " ولما قد لا ترغب بتواجد أحد ؟ لاجل سام ؟

اوما بهدوء

أجابه بجدية " سابذل جهدي لعدم الوصول لهذا وان لم أفلح ساحرص أن أكون بقربك فأنا مصدر كل المشكلة بعد كل شيء وفوق ذلك انت متورط، فشلت مرة لن أتحمل فشل آخر بحمايتكما"

تنهد بملل شديد موبخاً:" مذهل ! لما علي الغضب من آل حقاً ؟ ثم تذكر عرض علي الخروج من تلك المشكلة و انا رفضته ! ، لذا لست بحاجة لسماع جملة كهذه "

ابتسم جين فور سماع هذا " لا تقلق لنعمل على انهاء الامر دون الكثير من المصائب هذه المرة !،"

ابتسم بخفة ووضع يده على كتفه " لننهه مرة واحدة وللابد"

اومأ له سريعا

حمل ليو أغراضه مستئذناً بالرحيل وقبل خروجه حذر جين بمرح :" حاول ان تكون بمزاج جيد عندما ترى ما بالملف خاصة الصور ! "

أجابه جين مطمئناً بابتسامة " لن تكون أسوء مما مر فلا تقلق وانشغل بنفسك

انحنى له بخفة :" اتمنى ان لا تغير رأيك لاحقا ، وداعا الآن !"

*****

كان العمل بالمطعم قليل نسبياً فقد كان يوماً مليئا بالمشاغل للجميع لذا قلّة من كانوا بالمطعم ،كان الفين يقف بمكان ما وحده يرتاح بعد العمل لوقت طويل يمسك بيده قنينة ماء ويشرب منها ببطئ ، عيناه اتجهت للباب حين لمح ذلك الشخص يقبل اخيراً ، فور أن لمحه ضيق عينيه وهو يراقبه يقبل وفور رؤيته لنظرات الفين عبس ليو بحيرة وهو يبادله التحديق فكتم الفين ضحكة كادت تهرب منه ، تقدم ليو نحو الطاولة المعتادة بينما الفين توجه نحو المطبخ كعادته يحظر بعض الاطباق لليو ثم أخذها وتقدم نحو الطاولة التي اتخذها ليو لنفسه ليقف أمامه باستقامة ، رأسه ليو كان مرتفعاً يحدق بالفين بذات الحيرة حتى تسائل من فوره بتذمر وعبوس
" ماذا!؟ لما تنظر إلي وكأني قمت بجريمة ما ؟! ثم لما هناك طبقان؟ لن أتناول كليهما قطعاً"

الفين حافظ على هدوء ملامحه ثم سرعان ما وضع الطبقين امام ليو واجابه بغير اهتمام وكان ما قاله ليو لا يعني له شيء
"ستاكل هذا وستكون بمشكلة حقيقية ان لم تكمله "

اخرج ورقة من جيبه ليضعها براحة يده ثم وضع يده على الطاولة أمام ليو وترك الورقة أمامه فاتجهت حدقتا ليو نحوها وامتدت يده لأخذها بفضول ، فور فتحها قرا عنوان ما مكتوب على الورقة فأعاد بصره لالفين متسائلاً بحيرة أكبر
"ما هذا ؟!"

أجاب الفين بجدية " عنوان ستذهب انت إليه !"

قطب ليو حاجبيه وثبت بصره على الفين
"عنوان ماذا ؟ ولما اذهب إليه ؟"

أجابه الفين بتوبيخ بعد أن استدار بنية الاتجاه لاستقبال زبائن آخرين
"فقط لأننا بشجار لا يعني أنك يسمح لك بالتكاسل، هذا عنوان عمل ما عليك بالذهاب إليه اليوم ولن اقبل بأي رفض ! ولا جدال !"

شهق ليو باعتراض وهو يحدق به بلوم" فظيع لا يحق لك التنمر وانت في شجار معي هذا تنمر مريع ! "

حدق به الفين بتهديد وهو يتوعد بنظراته
" ستذهب اليوم بعد إنهاء الطبق ولن اسمع لأي كلمة أخرى واضح ؟! ومن الأفضل أن تنجح بالمقابلة حتى لا افكر انك تتكاسل عمداً "

انصرف حينها ليزداد عبوس ليو لكنه حدق بالعنوان ثم سرعان ما تنهد وابتسم بخفة ونهض للمغادرة، هو ممتن لهذا رغم كل شيء فهذا يعني أن الفين رغم غضبه يحاول ترتيب أموره له كعادته وهذا فقط جعله يشجع نفسه على النشاط والذهاب للمكان أياً كان ، غادر المطعم من فوره ليعود ال ويجد أنه قد غادر بالفعل فتقدم لتفقد الأطباق ثم حملها وهو يرجو ان ينجح بإيجاد العمل فاسوء ما قد يحدث هو أن يكون لديه وقت فراغ كثير هذا قد يجعله يورط نفسه بعصابة أخرى ربما أو أمور أسوء !

*******
وصل ليو بعد بعض الوقت للمكان فنظر من فوره للمحل بشيء من التفاجأ حين أدرك أن العنوان هو محل تصليح سيارات، شعور مريع انتابه حين تذكر ما أصاب صغيرته بسببه فتراجع خطوتين للخلف وهو يحدق بالارض بضيق ، كان متردداً بين ترك المكان والذهاب وحسب وإقناع الفين بحجة ما أو الدخول وتجربة العمل رغم كل شيء ولم يخرجه من هذه الأفكار سوى صوت رجل بالغ اقبل نحوه يتسائل عارضاً خدماته
" ايمكنني مساعدتك بشيء ؟ "

خرج ليو من أفكاره وحدق بالرجل أمامه ولم يكن من الصعوبة معرفة أنه صاحب المحل من ثيابه المتسخة بزيوت السيارت والأدوات التي بيده فما كان منه سوى أن ضغط على يده يستجمع شجاعته لينطق بصوت خافت
" ابحث عن عمل وشخص أعرفه أخبرني انك تبحث عن عامل معك وأنك أخبرته أن علي المجيء اليوم "

حدق الرجل بليو لثواني قبل أن يبتسم بخفة داعياً ليو للداخل
" تذكرته ، تفضل للداخل ، من حسن الحظ يوجد زبون بالفعل لذا يمكنك أن تريني مهاراتك بالأمر "

أومأ ليو بهدوء قبل أن يأخذ نفساً عميقاً ويتجه للداخل خلف الرجل

وقف أمام السيارة المعطلة بينما صاحبها كان يناقش الرجل بشأن ما حل بها ثم غادر ليتركها بعهدة الرجل والذي تقدم من ليو يقف قربه ويمد له إداة التصليح
" مستعد ؟"

أومأ ليو بهدوء واخذها منه ليباشر العمل

******
انتهى العمل ذلك اليوم بخروج ليو من المكان متجهاً للمنزل بأرهاق ، تنهد للمرة الألف بطريق العودة رغم أنه لاقى استحسان الرجل بشدة بل وحصل على الوظيفة ايضاً رسمياً لكن شعور الذنب الذي كان يتملكه بشأن صغيرته كان يضايقه معظم الوقت لكنه قرر البقاء بالعمل بأي حال وربما بطريقة ما يقرر إصلاحها بعد أن يتقبل ما جرى ؟

وصل لمنزله بعد بعض الوقت وأخرج المفتاح من جيب بنطاله ثم توجه نحو الداخل وقبل أن يغلق الباب سمع صوت ضجيج خلفه جعله يلتفت بحيرة وما أن فعل حتى اتسعت عيناه بتفاجأ شديد من رؤية ذلك الشاب أمامه بشعره المبعثر وعينيه العسليتين اللتان بدتا بفضاء آخر بتلك اللحظة ، شعره الأشقر متناثر كما لو إصابته عاصفة ، يسير بترنح وبالكاد يحافظ على توازنه ويتمتم بكلمات مبعثرة

ارتفع حاجب ليو مستنكرا وهو يراقبه وابتسامة سخرية تربعت عل ثغره وهو يوجه له استنكاره بتسائل
" هل فقدت عقلك سيتو ؟ "

و المعني رفع رأسه يحدق بليو بعيونه المحمرة وعقله أعلن رحيله عنه ليغيب الحذر والتمثيل من تصرفاته فلا تبقى سوى المشاعر الصادقة التي تمثلت بالمقت والغيرة التامة فكانت كلماته ممزوجة بمشاعر الغضب وبالكاد حافظت على اتزانها
" أنت لعنة إصابة حياتي ، يجب أن تختفي وحسب والا لن ارتاح يوماً ، مهما فعلت ومهما بذلت جهدي ستظل انت المفضل واسمك اللعين يجب أن يذكر أمامي ،اختفي وحسب من الحياة !"

ابتسم ليو بسخرية من تلك الكلمات وكل مشاعره تستنكر هذا فإن كان يحق لأحد منهما قول أن الآخر لعنة أليس هو أحق بهذا ؟! وجد أن الحوار معه لن ينفع مطلقاً فهو الذي لم تصل كلمات ليو طريقها إليه وهو واعٍ فيكف به وهو بعالم آخر لا يدرك شيء مما يفعله ؟! لم يكن واثقاً حتى أن من أمامه يعرف ما يفعله أو قد يتذكر شيء منه لذا تنهد بضجر وبعثر شعره بقوة والتفت متجاهلاً وجود سيتو قاصداً الدخول لشقته بعد ان اخبره باجابته بشيء من الجدية والتي كانت نابعة من داخله لنفسه أكثر من كونها لسيتو ذاته
" أن أردت الحديث حقاً فلن امانع لكن عد بعد أن تصبح قادراً على السير باتزان على الأقل ، ساستمع لما لديك حينها أما الآن لن اضيع الوقت على شخص لا يدرك ما يفعله حتى !"

سيتو لم يكن مدركاً لمعنى تلك الكلمات بتلك اللحظة كل ما شعر به هو الغيظ سواء كان ذلك بسبب معنى الكلمات أم ببساطة بسبب قائلها الذي كان يمثل العقدة الدائمة بحياته والتي لم تختفي يوماً حتى وهو بالسجن !

وقبل أن يغلق ليو الباب سمع صوت سيتو خلفه فالتفت يحدق به بجدية وضيق هذه المرة لينقض سيتو عليه بلكمة مفاجئة على خده الأيمن دفعت ليو بقوة للخلف والتفت راسه جانباً فتاوه بألم شديد و مازاد سوء الوضع هو وجود الحائط خلفه فارتطم جسده به مُسبباً باهتزاز رأسه بشكل قوي حتى انتهى به يصطدم هو الآخر بالحائط بقوة مؤلمة ، حاول فتح عينيه ففتك به ألم شديد مع صداع شديد جعله يرفع يده ليمسك بمكان الأصابة فشعر بسائل بلل يده قبل أن تغلق عينيه دون شعور ويغمض عيناه قليلاً عله يريح رأسه و لو قليلاً بينما آخر ما لمحه هو سيتو الذي تراجع للخلف بفزع فور رؤية ما فعله والتفت راحلاً من فوره بخوف راكضاً لمكان بعيد وقلبه ينبض برعب شديد !

عدة ثوان مرت قبل ان يتمتم باستياء و صوت مُتألم :" تباً له ذلك المختل الأحمق ! "

هو بعدها حاول النهوض عن طريق تثبيت جسده للحائط و السير ببطء شديد خاصة مع الألم الذي يحتل رأسه و جسده بسبب استعادته لجزء من الألم فجسده لم يكد يشفى بفعل ذاك الحادث بعد !

هو أغلق الباب ثم بالكاد وصل للصالة ليجلس بصعوبة على الاريكة يمسك برأسه بكلتا يديه و هو يشعر أن وعيه يسحب منه تدريجياً و هي اشارة سيئة و دون أن يدرك بل هو نسي تماما أمر الشجار ربما ليمسك بهاتفه و يطلب رقم الوحيد الذي قد يأتيه الان رغم تأخر الوقت بالفعل

رنين هاتفه وهو بطريقه للخارج جعله يتوقف عن السير فجأءة بحيرة وهو يرى رقم ليو ، أجاب من فوره ظناً منه أن الأمر ربما يخص مقابلة العمل تلك

ليو و فور شعوره بأن الطرف الآخر أجاب أغمض عيناه بينما ينطق بصوت ضعيف يوضح لمن عاش معه طوال حياته تقريبا انه يوشك على ان يفقد وعيه ربما ؟ :" آل أنا سقطت بالمنزل و رأسي يؤلمني هو أصيب و فقط أظن سأفقد الوعي قريبا لذا أيمكنك القدوم قليلا الباب مفتوح بحال لم اجب "

شهق من فوره برعب وقلبه بدا يتسارع كعادته لدرجة مؤلمة وهو يستمع لهذا وأسرع بخطواته حتى صار يركض نحو منزله والذي صادف أنه قريب ومعها جواب سريع بنبرته القلقة " اصمد انا قادم ! لا تتحرك من مكانك ! ساصل يعد قليل واضح ؟!

و هو أومأ له بنوع من الهدوء قبل أن يسند جسده للخلف بهدوء :" حسناً أخي "

بعدها هو أغلق الهاتف ليغمض عيناه بتعب

لم يستغرق الكثير حتى وصوله وهو كان يفكر بداخله طوال الطريق بأنه كم مرة بحق الإله سيمر بهذا الرعب ؟!يشعر أن المشاكل تلاحق شقيقه وخصوصا منذ تخاصما وكانه عقاب الهي له على الشجار معه ! فور وصوله هو ركض نحو الشقة ليجد الباب مفتوح حقا فلم يتأخر بل توجه نحو الداخل من فوره ينادي باسم شقيقه بصوت مرتفع بالإرجاء " ليو ، أين أنت ؟! "

فور دخوله للصالة وجده مستلقي هناك ممسكا برأسه فأسرع بخطواته نحوه ليمسكه بين يديه لتتسع عيناه من فوره حين ابتلت يده بذلك السائل الاحمر ليشهق بقوة وخصوصا بعد رؤية تلك الدماء التي غطت الاريكة ، ارتفعت صوته برعب ينادي على شقيقه بقلق تام محاولا إيقاظه" أخي ،اتسمعني ؟!اجبني !

مترنح هو ما بين الظلام و الواقع ! يصارع للحفاظ على وعيه لأطول فترة ممكنة فكما يقال فقدان الوعي بعد ضربة بالرأس أمر فظيع و هو ما حقق بعد ما يصبو إليه !

و صوت آل كان منقذ له من تلك الظلمة ! رغم أنه كان بعيداً و بشدة ، بذل الكثير حقا لينطق بتعب :" أجل رغم أن صوتك بعيد للغاية ككائن فضائي ! "

هو بعدها ضغط على يده عله يفرغ جزء من الألم او تعبه بها محاولا فتح عيناه دون القدرة حقا على ذلك .

و المعني تشبث به بقوة شديدة دون فتح عيناه فور شعوره بجسده ينهار ليبقى واقفا مستندا على رفيقه هو بالكاد فتح إحدى عيناه ليهمس بنبرة تمنى ربما ان لا يسمعها من هو بجواره تماماً رغم انه قالها لتنبيه رفيقه ايضا:" فقر الدم يجعل الوقوف أصعب ثم ظهري يؤلم أيضاً فهو لم يشفى تماما من الحادث ! "

آلفين حدق به بقلق أكبر ولم يتمكن من كبح نفسه عن توبيخ من معه من شدة قلقه " حظر نفسك للعقاب اذا ! أحمق حتى الأطفال لا يتاذون لهذا الحد ! تباً ! "

هو لم يعلق على كلمات ال لم تكن له القدرة حاليا لذا بالكاد تمكن من السير معه بخطوات شبه مبعثرة كطفل

أسرع الفين بخطواته يسنده بخفة ويحافظ على توازنه بكل جهده حتى نزل ببطئ للشارع العام لياخذ سيارة أجرة من فوره ويتجها للمشفى، فور جلوسه هو اسند رأس شقيقه واخرج منديل من جيبه ليضعه على مكان الجرح وطلب من السائق إيصاله بأسرع وقت مع مضاعفة الأجر له

و ما ان ركب بسيارة الأجرة أرخى جفنيه و اخيرا ليعم الهدوء برأسه الذي كان يشعر انه يوشك على الانفجار و ربما حركات يد آل عليه هي ما جعلته يهدأ ؟

لم يستغرقا الكثير حتى وصلا هناك ، خلال الطريق ليو كان قد استغرق بالنوم على كتف ال الذي ظل يمسح العرق عن جبينه ويتاكد من أنه يتنفس ليطمان قلبه أنه بخير للان، لذا وفور وصوله حرك شقيقه بخفة ليوقظه وفور ان فتح المعنى عينيه الفين تحرك للنزول بينما يخبره بهدوء وهو يسحبه من السيارة " هيا بنا وصلنا !

بالنهاية هو عبس عندما عاد الألم دفعة واحدة بينما يسير للداخل بالكاد ينطق بضيق :" كان عليك ان تضمد جرحي و انام بالمنزل فقط ! لا يمكنني التحرك و لو لخطوة واحدة ! "

التفت يحدق به بينما يستمر بأسناده" وصلنا بالفعل وبما أن راسك يؤلمك وفر تذمرك فهو يزيد الصداع ! "

هو كان بمزاج فظيع لاسيما مع الطبول برأسه و الدوار لذا لم يجب على الجملة الأولى محافظا على صمته و كأنه يؤيد كلامه ؟

فور وصولهما أخبر الفين الطبيب أن شقيقه أصيب برأسه وفقد وعيه معانيا من صداع فطلب منه أن ينتظر بغرفة الجلوس بينما يقوم بإجراء فحوصات له فما كان منه سوى وضعه على السرير وهمس له مطمئنا " لا تقلق ستكون بخير ، سأكون بانتظارك لذا ارتح قليلا بينما يقوم الطبيب بعمله !

و فور استلقائه على السرير هو أغمض عيناه يهمس بتعب :" سأكون بخير عندما أفجر المشفى ! "

حدق به ال بحاجبين مقطبين وهو يخبره بتوبيخ" اغمض عينيك ونم وحسب حتى لا يظنوا انك فقدت عقلك بسبب الضربة وبدأت تهلوس!

اراد ان يجيبه الا أن الطبيب نطق بدلا منه بابتسامة ما :" لا داعي للقلق فأنا أعرف مزاج السيد سوين الهارب جيداً "

و المعني شهق يحدق به بتهديد قبل ان يأن بألم و هو ينطق بخفوت :" سترى ما افعله عندما اصبح بخير أنت أيها الثرثار و ذلك الوغد ! "

ابتسم الفين بخفة وشعر براحة أكبر حين سمع رد شقيقه سماعه يتذمر يطمأنه نسبياً ورؤية طبيب يعرفه كانت مصدر راحة آخر له فأوما وهو يعبر عن امتنانه" ارجو ان تعتني به إذا ، سأكون بانتظاره هنا !

ولم يغب عن الفين عبارة ذلك الوغد لكنه أجل ذلك لحين تحسن شقيقه حينها سيساله عن ما جرى بالتفصيل وأياً كان الوغد الذي قصده سيندم أشد ندم !

و الطبيب بدأ بتنظيف الجرح و تفقده :" لا تقلق ، و هناك ما علينا الحديث به عندما انتهي بشأن صحته "

و ليو لو لم يكن وعيه مشتتاً ما بين الغرق بالنوم و الاستيقاظ لانقض عليه لقطع لسانه ؟ هو يرغب بفضحه منذ أن تواجد هنا بالحادث مع عمه جين ! أليس هذا فظيعا ؟ و الان يريد اخبار ال بهربه على الأغلب !

أومأ الفين بقلق تام وهو يحدق بشقيقه وهو يفكر جديا بمدة صحة قراره بشأن الشجار حاليا !

أكمل الطبيب عمله بتعقيم الجرح مع تعليق مغذي له وايقاف النزف ثم أرسله لعمل اشعة مقطعية ليتاكد من أن لا ضرر أصاب دماغه بفعل الاصطدام وأكمل بقية التحاليل الأخرى ليعيده للسرير بغرفة الطوارئ للاحتياط ثم اتجه نحو الفين الجالس بأرهاق تام ينتظر سماع أي أخبر وابتسم له بخفة " لا تقلق هو بخير بقيت فقط تحاليل قليلة لم تظهر لكم لا شيء خطير بأي حال لكن سيبقى هنا إلى صباح الغد أن كنت ترغب يمكنك البقاء معه !"

نهض الفين من الكرسي ليبتسم بأمتنان " أجل سأبقى شكرا لك على كل شيء "

اردف بحيرة " قلت أن هناك شيء ما بشأن صحته ، ما هو ؟

ابتسم الطبيب له بهدوء :" قبل شهر و نصف تقريباً رفيقك أتى إلى المشفى لأنه مصاب بالدوار ! و بعد الفحص تبين أنه يعاني من فقر دم حاد ، حسناً وجدت بملفه أن هذه ثالث مرة و المرة السابقة هو بالكاد شفي منه لذا قد يتحول لمزمن ان استمر الأمر ! "

هو تنهد قبل ان يكمل :" طلبت منه أن يعود باليوم التالي بعد ظهور النتائج بأكملها لكنه لم يفعل ! ثم بعدها بفترة طويلة نسبيا عاد مع رجل ما مُصاباً بحادث سير ! "

هو عقد يديه لصدره :" بجدية هو تجاهل جروحه حتى جفت تماماً ! و أظن انه اجبر على القدوم رغم علمه بوجود فقر دم لكنه ببساطة تجاهل النزيف ! و لم يسمح لي بالحديث أمام الرجل رغم أنه بدى قلقا عليه حقاً ، فقط أنت رفيقه و بذات عمره لذا ربما الحديث معك أفضل ! "

هو أسدل جفنيه قليلاً :" ثم هو أقل توترا معك لأنه كان يوشك على قتلي بالمرة الماضية عندما كدت اقول شيء ما ! لذا اظن الشباب لا يستمعون الا لمن بعمرهم ! اعتمد عليك بجعله يلتزم بالدواء فهو لمصلحته "

الفين كان يستمع لكل شيء بهدوء تام رغم أن داخله عكس ذلك تماما ، تسائل وحيرة وبركان والكثير من التوبيخ مع تحقيق ينتظر رفيقه هذا مؤكد له ، ابتسم بشر وهو يجيب الطبيب مطمئنا " اعتمد علي لن يخرج من هنا إلا وانا متأكد أنه سيلتزم بالعلاج ! "

ابتسم الطبيب بخفة وتركه ليذهب لليو وال فور وصوله قرب سرير ليو حدق به بعبوس تام راغبا حقا وبشدة أن يوقظه لكي يوبخه وفورا لكنه كبح نفسه وحسب وهمس بضيق " تبا لك طفل متهور ! ستجلطني" وجلس قرب السرير وحسب ينتظر استيقاظه ليفعل ، حدق بملامحه الساكنة فتنهد براحة وقد شعر اخيرا ببعض الاستقرار الآن وجلس على حافة السرير يعبث بهاتفه منتظرا استيقاظ شقيقه

****
يتبع
ارجو أن يعجبكم😍😍

الفصل مشترك بيني وبين Coldsnow5

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top