الفصل الثالث
بالرغم من أنهم يعيشون بقرية مرتفعة إلا أن الأجواء كانت شديدة الحرارة ! سار يوشي بخطوات متثاقلة للمدرسة وهو يعرض بعقله مئات الأفكار مما قد يحدث له اليوم بالمدرسة !
ليس وكأنه يتوقع حدوث معجزة ما تنقذه من التنمر وغيرها , لكنه فقط يتخيل بعض المواقف ليتمكن من السيطرة على أعصابه وضبط نفسه جيداً حتى لا يتهور مجدداً ويتسبب بإيذاء والدته .
ذلك اليوم الدراسي إنتهى كما المعتاد وهو تمكن حقاً من تجاهله , وإحتماله كالمعتاد لكن عند نهاية الدوام وبتلك الدورة المعتادة أتى ذلك الثري وأفرغ حقيبته وهذه المرة بالطين ليلقي بالحقيبة بعدها , وبصعوبة شديدة تمكن يوشي من الحفاظ على أعصابه فهو حقاً وضع أغلب كتبه ودفاتره بالفصل بعد نهايته من كتابة معظم واجباته بوقت الإستراحة ,لكن ذلك الصمت تبدد عندما ضربه على معدته بينما ينطق بسخرية :" هل تعلم ؟ بالأمس رأيت والدتك بالعمل وأظن أنها مغفلة مثلك ! لهذا السبب .."
لم يتمكن أن يكمل لإن يوشي لم يتمكن من منع نفسه من لكمه , فهو أساء لوالدته للتو , أسرته الوحيدة والتي يرفض أن تتم إهانتها مهما حدث ! .
إندلع شجار بينهما إنتهى بقدوم المدرسين لإبعادهم وورقة لحضور أولياء أمورهم بعد عطلة نهاية الأسبوع .
وبمساء ذلك اليوم أعطى يوشي ورقة الإستدعاء لوالدته بصمت ودون أن ينطق بأي حرف نظرت هانا لصغيرها بشيء من الدهشة وهي تتحدث :" لماذا يريدني المدير ؟ "
أخفض يوشي بصره و توجه لغرفته لينام , هو لم يقم يوماً بجعل والدته تتعرض لموقف كهذا , يشعر بالندم الشديد لكن لا ينكر أن هنالك جزء منه يشعر بالسعادة لإنه ضربه بقوة ولم يتح له المجال للرد عليه !
هو أغمض عيناه بينما يتذكر ما حدث معه صباحاً بالمدرسة بعد أن تم أخذهم لغرفة الإدارة :
حدق المدير بيوشي الذي كان يخفض رأسه قليلاً لينطق بحده :" هذه هي المرة الأولى التي أراك بها هنا ! "
تقدم معلم فصله ليتحدث :" هو الطالب الأول لدي , وحقاً لم أتوقع منه أن يتشاجر مع أحدهم وبهذا العنف !"
نطق المدير بعد أن تنفس بعمق :" من الواضح على ملامح وجهك أنك طفل مهذب , لكن لماذا تشاجرت مع ذلك الفتى بالذات ؟ أنت تعلم ما هي مكانته بالقرية يا صغير ؟ قد تسبب لنفسك بالفصل هكذا "
عض يوشي على شفتيه بقوة ليمنع نفسه من البكاء , لماذا عليهم إيذائه هكذا ؟ هو دافع عن حقه فقط ! أين كانوا عندما يتم التنمر عليه ؟ أو عندما يضرب بقوة من قبله ومجموعة من أصدقائه ؟ هل عليه البقاء كالدمية فقط لإن ذلك الفتى أكثر ثراء منه ؟!
تنهد المدير بيأس ليتحدث :" لا أظن أنك ستفهم ما أقوله لذا أتوقع من ولي أمرك القدوم لهنا بعد إنتهاء العطلة موافق ؟ "
خرج يوشي بعد أن إنحنى للمدير ومعلمه بأدب وغادر وهو يشعر بأنه حقاً ما عاد قادرعلى إحتمال الذل أكثر , هو يتوق للحرية بعيداً عن هذه القيود التي تمنعه من التصرف , لماذا عليه أن يخشى من هو أغنى منه ؟ لماذا عليه أن يتصرف كشخص بالغ وهو مجرد طفل صغير ؟ لا يريد أن يفكر بمنطقية هو فقط أصبح يتمنى لو كان قادر على التصرف بشيء من الأنانية دون التفكير بأحد ولا حتى والدته , ليوم واحد على الأقل ! .
أثناء سيره هو لمح طفل يقوم بحمل بعض الأكياس وآخر يتبعه وهو يجر عربة ما , إستوقفه منظرهما قليلاً قبل أن يقرر أن يتبعهما من باب الفضول وربما الأمل بأن يجد عملاً ما بعد المدرسة حتى لا يهتم لا هو ولا والدته إن طردت من العمل .
خرج من ذكرياته وهنالك إبتسامة هادئة على وجهه فهو عثر بالفعل على عمل ما بنقل الحجارة من المنجم ! هو يدرك أنه عمل لا قانوني لكن هناك الكثير من الأطفال وصاحب العمل شخص ثري لذا لن تحاول الشرطة عرقلتهم بالتحقيق , إذاً هو لن يهتم بما سيحدث لاحقاً وإن كان ما سيتقضاه يومياً لن يكفي كثيراً كراتب والدته لكنه لا يهتم يمكنه أن يتحمل ظروف أسوء مقابل تحرره من ذلك الفتى .
*****************
أما بالعاصمة وتحديداً بقصر أسرة تداشي حيث كان آيكو يوقع على بعض من الأوراق المهمة بمنزله عندما تهادى لمسامعه صوت صراخ طفله لينهض بفزع متوجهاً للمكان الذي ظن أن الصوت آتٍ منه !
لكن هو لم يجده لذا إتجه لغرفته وهو ينطق بقلق :" هوشي أين أنت ؟"
هو بحث عنه بكل الغرف بالطابق دون فائدة ! إبتلع رمقه بتوتر وهو يقف بمنتصف الرواق ويحدق بالأرجاء بتفكير , إقترب أحد الخدم منه ليتحدث بشيء من الحيرة :" ما الأمر سيدي ؟ أهنالك مشكلة ما ؟"
نظر آيكو له وهو يتحدث بسرعة :" هل رأيت هوشي ؟"
لم يتمكن الخادم من كبح إبتسامة وهو يجيب :" سيدي هو كان يتسلل قبل عدة ثوان لغرفة الألعاب الإلكترونية ! "
تويعت حدقتا آيكو بغضب وهو ينطق بكل حده :" أقسم إن كان ما أفكر به صحيح سأجعله يندم "
إنحنى الخادم له وهو يتأم سيد المنزل بشيء من الشفقة فصغيره حقاً قد يقوده للجنون , أما آيكو فقد إتجه لعرفة الألعاب الإلكترونية وشاهد صغيره يجلس أمام إحداها وهو يهتف بمرح :" رائع ! لقد إنتصرت بالمعركة "
أتاه صوت والده الحانق ليفسد سعادته بالإنتصار :" وفشلت بمعركتك الحقيقية يا صغيري ! "
إبتلع هوشي رمقه بخوف وتوتر قبل أن يلتفت ويرسم إبتسامة تعكس خوفه على وجهه وهو يتحدث :" مرحباً أبي "
ضرب بقبضة يده على إحدى المقاعد عله يخفف القليل من غضبه الذي نجم من قلقه عليه وهو ينطق بحده أخافت الصغير أكثر :" ماذا تظن نفسك فاعلاً ؟"
أجابه ببرائة شديدة لم تخلوا من الخوف :" كنت ألعب فقط ! "
هو أمسك به من ذراعه ليجعله يقف بقوة بينما يصرخ :" لماذا صرخت قبل قليل إذاً ؟ "
هو لم يتمكن من الرد بسبب شعوره بالخوف لكن هذا أغضب من أمامه أكثر ليتحدث :" أجبني عندما أنحدث إليك هوشي ! "
هو أجابه بعبوس طفولي :" أردت اللعب و أنت كنت ستمنعني من ذلك لإنني معاقب "
أجبر نفسه على الهدوء وترك ذراع صغيره ليتحدث بنبرة أقل حده من سابقاتها :" وهل تظن أنك إن جعلتني أقلق عليك فإن عقوبتك ستقل ؟"
أعاد رسم إبتسامة على وجهه وهو يتحدث :" لا , لكن على الأقل سأكون قد لعبت قبل أن تمسك بي ! نحن بالإجازة الأسبوعية لماذا لا يمكنني اللعب هذا ليس عدلاً وكل ما هذا بسبب لعبة عنكبوت تافهة ! "
تنفس بعمق وهو ينطق بإستياء :" إلى غرفتك حالاً ولا يسمح لك بمغادرتها حتى نهاية العطلة ! "
شهق برعب ولكن عينا والده المحذرة أجبرته على الإمتثال لأمره فهو أيضاً لا يريد جعل والده يغضب عليه أكثر .
***************
ومع بداية أسبوع جديد دخلت هانا لغرفة المدير حيث تواجد طفلها و الطفل الآخر مع والدته وهي تقريباً تمكنت من وضع بعض الإحتمالات لما حدث حقاً وأفقد صغيرها صبره .
تحدث المدير بعد أن اشار لها بالجلوس :" سيدة هيتومي لقد قام إبنك بنهاية الأسبوع الماضي بالإعتداء على هذا الطفل وضربه ضرباً مُبرحاً "
نطقت تلك السيدة التي كانت تجلس أمام هانا بكل ترفع وهي تضع مئات الإكسسوارات الذهبية بإحتقار :" إبنك هذا ضرب صغيري كالوحوش تماماً ! "
أغمضت هانا عيناها قبل أن تفتحهما وهي تنطق بحزم :" إذاً لابد أن إبنك كيجي قد فعل ما أزعج إبني وإلا لما تعرض له بأي سوء "
وقفت من مكانها وهي تنطق بحده وغضب :" كيف تتهمين إبني بذلك ؟ هو مهذب وهادئ للغاية و لا يمكنه التعرض لأحد "
رفع يوشي أحد حاجباه بإستنكار بينما نظرت هانا له بهدوء لينطق المدير :" أريد تعهد من كلتاكما الآن أن لا يترب أي منهما للآخر مطلقاً "
نطقت والدة كيجي بكل تكبر :" أولاً دع هذا الفتى يعتذر لصغيري حالاً "
تحدث المدير بكل هدوء :" يوشي هيتومي إعتذر منه حالاً ومن ثم كيجي إفعل ذات الشيء له ! "
عض يوشي على شفتيه بإنزعاج وقهر قبل أن يتحدث بعناد :" لا , لن أفعل "
تحدثت هانا بعتاب :" يوشي ! "
هو أمئ سلباً بكل إصرار بينما ينطق بإستياء :" أجبريني على فعلها ولن أعود للمدرسة بعد اليوم مطلقاً ! "
توسعت عيناها بصدمة فإلى أي أحد تأثر صغيرها ليصبح عنيداً هكذا ؟ هي تشعر الآن أنه كان تحت ضغط كبير وخانق للغاية وما عاد بإمكانه التحمل .
قاطع ذلك الصمت صوت معلم الفصل وهو يتحدث :" أنا لست مُستعد لخسارة طالب مثلك بعد ! سيدي المدير لما لا يتم نقل كيجي لفصل مختلف ؟ "
رفع يوشي نظراته لمعلمه الذي إبتسم له بخفة لينظر المدير للسيدة أمامه والتي نطقت بغيظ :" ولماذا لا ؟ هذا أفضل من بقائه مع مجرد حثالة عديمي الأخلاق ! "
لتنهض وتغادر هي وصغيرها الغرفة , وجه المدير نظراته لهانا بينما يتحدث :" أرجوا المعذرة على تصرفها لكنكِ تعلمين لا يمكنني حقاً فعل شيء وإلا لأغلقوا المدرسة من فورهم ! "
إبتسمت هانا له بهدوء لتومئ إيجاباً بينما عقلها منشغل بملامح وجه صغيرها الغاضبة , هي لم تره هكذا مطلقاً , ولطالما علمت أنه يضغط على نفسه حتى لا يزعجها ويبدوا أنه فقط مل من كل ما يحدث حوله وهنا تعود للتفكير بمدى سوء ما تعرض له ليصل لهذه المرحلة ؟
نهضت لتبعثر شعره الأشقر قليلاً فهو لم ينظر لها ولو لثانية واحدة , لذا نطقت هي بنبرة هادئة مطمئنة :" لا بأس , لا تهتم بما حدث حسناً ؟ لا تبقى عابساً طوال الوقت "
أومئ لها بالإيجاب لينطلق مع معلمه إلى الفصل .
**********
كان يحدق بالنافذة بشرود تام بينما يفكر بالعقوبة التي سيوجهها والده له هذه المرة , هل سيجعله ينظف المنزل مرة أخرى ؟ هو بالفعل بدى غاضباً جداً حتى أن هوشي توقع منه أن يضربه لا أن يصرخ بوجهه فقط وإن كان يعلم أن والده لم يرفع يوماً يده عليه !
إستيقظ من أفكاره على صوت معلمه ناو والذي نطق :" هوشي , أيمكنك الإستيقاظ من أحلام اليقظة ؟"
صمت قليلاً ليكمل بشيء من الإستهزاء :" هذا بالطبع إن رغبت بذلك ! "
ضحك بقية الطلاب عليه ليهمس هو بصوت منخفض لنفسه:" تبا لا ينقصني المزيد من المشاكل اليوم , لكن أنتم من أجبرني على ذلك ."
تنفس ناو بعمق وهو يتحدث مرة أخرى : هوشي , أنت في المدرسة أتذكر ؟"
نطق الأول على الفصل:" إنه مجرد ضيف شرف هنا لا أكثر ولا أقل ."
نظر هوشي إلىه بحقد وهو لا ينوي على خير أبداً, كاد المعلم أن يقول شيئاً ما ولكن جرس الفسحة قد أوقفه ولا أحد يعلم أي حظ إمتلكه هوشي ليمر من جوار من أزعجه ويجده يغط بالنوم ! هو إبتسم بشيء من الشقاوة بينما يهز رأسه إيجاباً وكأنه يحث ذاته على تنفيذ الخطة التي إلتمعت بعقله .
إنتهى موعد الإستراحة وعاد هوشي للفصل بكل هدوء , بينما الأول على الفصل دخل قبل المعلم بكل ثقة دون الإهتمام أو الإلتفات حتى لهم ولضحكهم , هو جلس بمقعده بهدوء ليدخل ناو للفصل وينظر له بدهشة قبل أن ينطق وهو يحاول كبح ضحكة صغيرة :" ماذا حدث لك ؟"
أجابه الصغير بشيء من عدم الفهم :" ماذا تقصد يا معلمي ؟"
نطق ناو بإبتسامة خافتة :" إذهب وإغسل وجهك الآن "
غادر الفتى لحمامات المدرسة ليصدم بأن هنالك من قد رسم على وجهه نظارات طبية وشارب عريض بينما كُتب على جبينه بخط سيء " طالب معقد " !
هو سمح وجهه وغسله بصعوبة ليعود للفصل بخطوات غاضبة بينما كل ذرة لديه تخبره من الفاعل , وما إن دخل للفصل حتى نهض هوشي ليغادره وتوجه نحو جهاز الأطفاء لحالات الطوارئ وقام بتشغيله يدوياً على فصله فقط بينما عاد لتأملهم وهو ينطق :" لو لم تغسل وجهك لساعدتك الآن بذلك ! "
نظر ناو لنفسه بينما قطرات الماء تنساب من خصل شعره البنية الداكنة وهو ينطق :" هوشي تداشي أسبقني لغرفة المدير حالاً ! "
نظر هوشي له بلا مبالاة فهو معاقب من والده بكل حال ولن يسوء الأمر أكثر , ومن ثم رؤية وجوههم المصدومة بسبب المياه كانت ممتعة للغاية !
وبغرفة الإدارة حدق المدير بهوشي بملل قبل أن ينظر للأستاذ الذي دخل للتو وهو ينطق :" أستاذ ناو هل إستحممت للتو ؟"
أجابه ناو بإبتسامة خافتة يحاول إخفاء غضبه خلفها حتى لا يفجره بالطفل أمامه :" أجل و الفضل لتداشي الذي حمم الفصل بأكمله ! "
نظر المدير لهوشي الذي إبتسم له بطفولية كالعادة بينما أردف ناو :" وليس هذا فقط بل هو إتخذ من وجه زميله ورقة ما ليرسم عليها ! "
نطق هوشي بإستياء طفولي :" لكنه إستهزء بي أمام كل الطلاب بالفصل و الجميع ضحك علي دون أن يتدخل المعلم لإسكاته ! "
وجه المدير نظراته لناو الذي تحدث :" هذا حدث بالفعل لكنني أردت أن أجعله يصمت لولا أن موعد الحصة قد إنتهى وبدأ موعد الإستراحة ! "
نظر هوشي لمعلمه بشيء من السعادة وهو يتحدث :" حقاً ! لو علمت بذلك لنبهتك قبل أن أفتح نظان الطوارئ ! "
نظر المدير له لينطق بسخرية :" يا لها من شهامة ! "
تنهد ناو قبل أن يتحدث :" أظن أن السيد تداشي قد مل حقاً من الحضور ! لذا يتوجب علينا إيجاد حل آخر "
نظر المدير له بإهتمام فهو حقاً يتمنى أن يطرده لولا مكانة والده بالمجتمع , بينما هتف هوشي بمرح :" أياً كان الحل بما أنه لا يتضمن أبي فهو مذهل قبل سماعه حتى ! "
تحدث ناو بشيء من المكر :" رحلة المخيم التي سنقوم بها بالعطلة , نحن لن نجعل هوشي يدفع ثمنها بل سيذهب كمعاقب للخدمة ! "
شهق هوشي بقوة قبل أن يتحدث :" مهلاً لحظة أظن أن أبي ليس مشغولاً اليوم ! "
إبتسم المدير بإعجاب بينما يعطي هوشي ورقة ما ليتحدث :" أريد توقيع والدك عليها بالغد مفهوم ؟"
أجابه هوشي بإستياء :" مفهوم ! "
وبداخله هو كان يتوعدهم برحلة لا تنسى مطلقاً دون أن يعلم أنها ستكون مميزة للغاية وسيحدث معه مالم يكن ليخطر بباله مطلقاً .
*************
عاد يوشي من المدرسة وكغير العادة كانت هانا في المنزل إلا أنه قد دخل إلى المكتبة بدون أن ينطق بأي كلمة لكن والدته تبعته إلى الداخل لتتحدث بهدوء :" عزيزي يوشي "
أجابها دون أن ينظر لها :" أمرك ."
تنهدت وهي تتحدث:" ألا زلت منزعجاً مما حدث صباحاً؟ "
أجابها بشيء من الإنفعال :" لماذا لم تقومي بلكمها على وجهها ؟ "
أجابته والدته بتعب :" حتى لا نصبح من الهمج الذين يحلون مشاكلهم بمشكلة أكبر"
أجابها صغيرها بمرارة :" لا ولكن ليس علينا أن نصمت أمامهم لمجرد أنهم .."
قاطعته بهدوء :"أنا لم أصمت أمامها لإنها غنية فقط لكن أمثالها لن تتمكن من التفاهم معهم أبداً ! "
قطب حاجباه بضيق وهو ينطق :" أنا لم أفهم"
إبتسمت بخفة له وهي تجيبه :" سوف تفهم ذلك في أحد الأيام بكل حال أترغب بتناول الطعام ؟"
يوشي نظر لها بإستياء قبل أن يومئ سلباً هو يجيب :" لا , هنالك مكان أريد الذهاب له الآن "
عقدت حاجباها بحيرة ليردف هو :" لا تقلقي أنا بخير , سأعود بعد خمس ساعات من الآن ! "
تنهدت بتعجب لكنها لم ترغب بأن تضغط عليه أكثر لذا تحدث :" هل حدث شيء ما بعد رحيلي ؟ "
نظر لها بينما يتحدث :" فقط لقد أعطوني موافقة لذهاب إلى معسكر صيفي بعد إنتهاء المدرسة لإنني الطالب الأول في الفصل "
إبتسمت وهي تتحدث :" أحسنت صنعاً , يمكنك الإستمتاع بوقتك حينها ! "
هو لم يجب بل غادر المنزل ليتجه لذلك المنجم , هو لا يرغب بالذهاب حتى ويعلم أن وجود والدته بالمنزل مبكراً يعني أنها فقدت عملها , تماماً كما يدرك أن وجهها شاحب للغاية بسبب قلقها ! سيعمل بجد وكثيراً لأجلها , هو لا يريد أن يفقدها أبداً .
**************
نظر آيكو للورقة التي يمدها صغيره له ليتحدث بحده :" هوشي ما هذه الآن ! ؟"
أجابه الصغير بإرتباك فهوالده غاضب وبشدة هذه الفترة :" ليست ورقة إستدعاء أقسم لك ! "
أجابه بذات نبرته السابقة :" أتمنى ذلك لإنني سئمت بالفعل من تدليلك هوشي وقريباً سأغير كل تصرفاتي معك "
هو أخفض رأسه لينطق بهمس :" أنا آسف "
ضحك آيكو بخفة ليرفع الصغير رأسه بحنق بينما تحدث الأول :" تستحق ! هم كان عليهم فعلها منذ زمن , حظ موفق بخدمتك لهم "
هو نطق بإستياء وصوت شب ه مرتفع :" لكن هذا ظلم ! لما علي خدمة الجميع ؟ هم من بدؤوا أولاً يا أبي ومن ثم لم يكن الأمر مهماً هي مجرد مقلبين لا يستحقان كل ذلك , وكل من شملهما مجرد أوغاد "
ضرب آيكو الطاولة أمامه ليتراجع هوشي خطوة للخلف بينما ينطق والده :" لا ترفع صوتك بوجهي أولاً ! و ثانياً متى تكف عن القيام بهذه المقالب المزعجة ! جد لنفسك بعض الأصدقاء وإقضي وقتك باللعب معهم بدلاً من جعل الجميع يبتعد عنك بمقالبك السخيفة "
هو أجابه وعيناه الزمريدتان أغرورقتا بالدموع :" لا أريد , أنت مثلهم فقط لا يمكنك أن تفهم أي شيء ! "
رفع آيكو يده ليصفعه ولكن يد أخرى مدت لإيقافه , نظر آيكو لوالده الذي كان ينظر له بحده قبل أن يبعد يد إبنه وينتقل لحفيده الذي أغمض عيناه بخوووف ليتحدث بمرح وهو يمسح دموعه :" مقلبين فقط ! أي نوع من الأحفاد هو أنت ؟ أهذا ما علمتك فعله ؟"
إبتسم هوشي بمرح شديد وإحتضن جده بقوة بينما أردف جده بعتاب :" لم تجب بعد فقط مقلبين ؟ كيف سأفخر بك حينها ؟"
تنفس آيكو بعمق وهو يمرر يداه بين خصل شعره وبداخله هو حقاً ممتن لإن والده ظهر بالوقت المناسب فهو لم يضرب طفله يوماً ولاينوي أن يبدأ بفعلها !
إلا أنه نطق بتذمر :" هذا ما كان ينقصني ! "
نهض والده ليضربه على رأسه بخفة وهو ينطق :" أهكذا تستقبل والداك ؟ وكأنه لم يكفي أنك كنت ترفع يدك على حفيدي العزيز "
مسح آيكو على مكان الضربة بخفة ليتحدث :" آسف يا أبي , تفضل رجاءاً أهلاً أمي "
تقدمت والدته منهم وهي تتحدث بينما تنظر لزوجها :"وأنت لتوك ضربت طفلي الوحيد "
تحدث آيكو بإبتسامة هادئة :" لا بأس أمي , تفضلا بكل حال "
بدء الجد بالحديث مع حفيده عن المقالب وغيرها من الأمور أما والدته فقد إستغلت إنشغال زوجها والصغير بالحديث عن الأمر الذي لطالما تحدثت فيه , بحيث نطقت بصوت هامس :" إذن بني ماذا قررت ؟ "
نظر آيكو لها بضجر وهو يجيب:" بشأن ماذا يا أمي ؟"
أجابته بهدوء :" أنت تعلم بشأن يوشي "
أغمض عيناه وهو ينطق بشبه توسل :" أمي من فضلك هوشي هنا ."
هي الأخرى تحدثت بشيء من الحده:" هوشي لن ينتبه لنا أنا أتحدث بصوت منخفض وحتى لو كنت أصرخ فهو مشغول بالحديث مع جده ."
كز على أسنانه بينما ينطق :" لا أريد الخوض في هذا النقاش أرجوكي ."
تحدثت بحده شديدة : ولماذا لا ؟ هل تعلم أنك تظلمه بإبقائه معها ؟حاول أن تقارن بين الشقيقان لترى الفرق ولترى أنه مظلوم معها"
أغمض عيناه ليجيبها :" أمي يوشي ليس مظلوما فهو يحظى بما لم يمتلكه هوشي قط ألا وهو حنان الأم , أنتي والدة أتذكرين هل كنتي لتوافقين على ذلك ؟"
أجابته بإمتعاض :" أوافق على ماذا ؟ إن كان الأمر لسعادة طفلي وأنا فقيرة لا أمتلك قوت يومي إلا بالكاد بالطبع سأوافق على إعطاء صغيري لطليقي "
أجابها بعدم إقتناع :" أنتي غير صادقة مع نفسك أمي ! "
أجابته بترفع :" وضعي مختلف عنها فأنا ثرية منذ البداية "
أجابها بمرارة وألم :" المال ليس كل شيء ! أنا أخبرتها بأنني مستعد لأعطيها كل النقود التي أمتلكها إن كان هذا يعني عودتها "
توسعت عيناها بصدمة وهي تنطق :" أتعني أنك حاولت إعادتها !"
إبتسم بذات المرارة وهو ينطق :" أجل وأنوي فعلها مجدداً و مجدداً حتى تقتنع ! "
هي تحدثت بحده شديدة :" تلك المتشردة لن تعود لهذا المنزل ! "
نهض من مقعده بغضب وهو يصرخ :" هذا منزلي أنا ! أنا من سيحدد من يدخله أو لا ! "
ثم غادر لمكتبه بالأعلى وتردد صوت إغلاقه للباب حتى وصل لمسامعهم , نظر زوجها لها بعتاب شديد فهو لديه فكرة عن الموضوع الذي تحدثت به معه لينقلب هكذا , هوشي نظر لمكان جلوس والده بشرود قبل أن ينطق بخوف :" ماذا حدث له ؟"
حضنه جده بهدوء وهو يجيبه :" لا تقلق يا صغيري هيا تعال إلى هنا ! "
رفض هوشي ذلك وقرر الصعود للحاق بوالده على أن يتركه لوحده .
~ نهاية الفصل الثالث ~
رأيكم ؟ توقعات ؟
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top