Chapter •17•

°°

Jongdae pov:

أشعر أن الهواء قد توقف عن الدخول إلى فُتحاتِ أنفي، إنه يحاول الظهور من جديد، في المواقف التي أكون على وشكِ الفرار منه بِها.

أصدقاء؟

هل ستكونين قادرة على تحمُّلي حقا؟ حتى لو قمتُ بإيذائِك عن غير قصد؟

أود سؤالها حتى تُغير رأيها، الدخول معي في دائرة الصداقة غير آمن البثة، و أتمنى أن تكون تحاول التخفيف عني و حسب و ليست راغبة في أن نصبح أصدقاء.

أتمنى أن أكون آمناً كفاية لحتى أجيبها بموافقتي دون تردد، لكن ها أنا أقف أمامها هنا كالعاجز عن التحرك أو النطق بكلمة واحدة.

للأسف لن أستطيع قبول عرض كهذا، لا أريد أن أتسبب في أذية أحد و أفضل الإنعزال عن العالم بين أحضان الظلام.

إدخال أحدهم للدوامة التي أهيمُ بها لهو خطأ شنيع و ذنبٌ قبيح، و أنا لن أرضى بذلك.

"راين أنا..-"

أردفت بتردد لكنها قاطعتني قائلة و كأنها تعلم عن العاصفة التي تدور داخل رأسي

"أعلمُ أن هذا سيبدو غريبا بالنسبة لك خاصة و أنا هو الطرف الذي عرض ذلك، لكنني أعلم أن لا أحد لك هنا، ربما كنت مخطئة عندما ألقيت الحكم عليك دون معرفتك جيداً و أظن أننا لو إلتقينا بظروف أفضل كان سيكون الأمر جيدا"

معرفتي جيداً؟ أنت حقاً لا تعرفينني جيداً و لن تعرفيني أيضاً!

أعني، أعلم أنها تقول هذا الكلام لأنها تريد التخفيف عني و حسب، وجنتيها مَحمرّة بعض الشيء لانها متوترة و مُحرجة و مضطرة لأن تفعل هذا.

قضمتُ شفتاي التي كانتا مُنفرجتان و رفعت يدي حتى أضعها على كتِفها ثم أجبتُ بإبتسامة خفيفة مُسبباً الدهشة على معالِم وجهها

"الوقتُ متأخّر، و المكانُ يُصبح أكثر خطورة، عودي للمنزل"

نظرت نحوي بغير فهمٍ فإستدرت أكملُ طريق العودة إلى منزلي لوحدي، أعلم أنني كنت قاسياً قليلا لكنني أظن أن هذا هو الحل الوحيد!..

بالنهاية هي من ستُجرح، و أنا لا أريد أن أتسبب بالأذى لها و لا لهاجيمي، من الغريب أن هذا ما كنت أريده منذ البداية، تكوين صداقات.

لكن من الأفضل أن لا أبدأ حتى لا تكون، كل يوم لي هنا يمر إلا و أتأكد أنني أغوص في بحر من الأخطاء لا غير.

"إنتظر"

شعرت بيدِها تُمسك طرف قميصي من الذراع و هذا جعلني أتوقف مكاني، أنا متأكد أنها ستقول كلاماً حتى تُفرغ غضبها بي لأنها تواضعت و طلبت الصداقة من شخص نكِرة مِثلي!

هي بالتأكيد ستقوم بشتمي كونها لم تكن تُريد ذلك منذ البداية و أنها أرادت التعاطف معي لأنها أشفقت علي.

"هل ترفُض بسبب معاملتي معك عند لقائِنا الأول؟ أنت تقوم بردّ المثِل لي لأنني كنتُ سيئة معك"

إستدرت بسرعة دون أن أدرك أن شفتاي إنفرجتا بسبب الصدمة، الشيء الوحيد الذي لم أكن أتوقعه هو أن تتمسك بي بخصوص قرارِها.

أنا لا أحلُم صحيح؟ على أحدهم أن يقوم بقرصي حتى أتأكد من الأمر.

لم أستطع الرد على كلامِها و أكملت التحديق بعيناها أحاول إلتماس الصدق من الكذِب بِهما.

أستطيعُ معرفة الأشخاص من أعيُنهم، قراءة ما يهيمون بِه و حتى لدي حِدس بقدرتي على توقع ما يدور في بالِهم و ما مروا من متاعب طوال يومِهم.

لكن الآن، راين تبدو لي و كأنها غير مقروءة، لا أستطيعُ معرفة ما تريدِه بالضبط، تعابير وجهها تُحيّرُني و بشدة!

"إن كان كل ما ذكرته هو ما يجعلك ترفض طلبي، فأنا أعتذر عن كل ما سبق، عن جرحِك و شتمك و ضربك أيضاً، لم أكن لأفعل ذلك لو لم أكُن خائفة من الغرباء و ما أسمعه من أخبار عن ما يفعلون"

لدي شعور أنها تكذِب، و أنها تتعاطف معي، لكنني مُحتار بشأن ذلك، إن كانت تريد أن نصبح أصدقاء سأوافق، لكنني لن أتقدم خطوة واحدة و لنرى مفهوم الصداقة لديها كيف يبدو.

"إن كان هذا ما تُريدينه، فأنا مُوافق"

End pov.


إتسعت عينيها بشكل كبير نتيجة دهشتِها، هل هو موافق حقاً أم أنه فقط يساير أمرها.

و على ما يبدو، أن كِلاهما يُساير الآخر في رأيه.

الوضع كان غريباً و صامِتا، كِلاهُما يمشيان في الطريق بصمت، الأمر مُربك لها بعض الشيء فهي لا تعرف ما عليها فعله و هو منغمس في أفكاره.

لم يسبق لها و أن حصلت على صديق طوال حياتها غير كينجي لكنها تعتبره الشخص المُعجبة بِه و لا تستطيع التحدث عنه أمامه!

لذا جونغداي من المُمكن أن يكون صديقاً يُعتمد عليه، هي فكرت أن هاجيمي أخبرها أن تحصل على صديق تحدثه عن أمورِها.

و أيضاً وجدت هذه فُرصة لا تُعوض، لكن كيف عليها التصرف؟ راين بدأت تفكر أن عليها البحث بمحرك البحث عن كيفية التعامل كصديق أو مع صديق ما و قررت أن هذا هو أول شيء ستفعله عندما تصل للمنزل.

"إلى أين أنتِ ذاهبة؟ لقد وصلنا للحي بالفعل"

أردف بهدوء يقف مكانه فإستدارت بتساؤل لتجد أنها كانت تمشي و على وشكِ دخول حي آخر.

إبتسمت و عادت ركضاً ناحيته لتقف أمامه، هي مدت يدها حتى تُصافحه و هو إستمر بالنظر ليدها دون أن يتحرك مكانه.

و هاهو جانبه المُظلِم بدأ بالظهور مُغرِقاً جونغداي في بحر أسود لا يسطيع الخروج منه بإرادته.

طرف شفتيه إرتفع في إبتسامة جانبية، نظرةُ عيناه تغيرت لتنقلِب لأخرى غير موثوقَ بِها.

"دعنا نصنعُ مصافحة لنا كما يفعلُ الأصدقاء"

أردفت و هي ترفع نظرها حتى تحدق بِه لكن إبتسامتها المتحمسة تِلك بدأت تتلاشى

لِمَ هو يبدو هكذا؟ هذا مُخيفٌ جداً و اللعنة.

"تُريدين مُصافحة؟"

سأل بأكثر نبرة هادئة بينما يميل برأسه قليلا و يرفع عدسة عيناه حتى يصنع معها تواصُلا بصرياً يخترق الجسد و الروح.

هو تحدث بنبرة قام بتلحينها و هذا جعلها تعقد حاجبيها بسبب التغيير الذي حدث قبل قليل، و كأنه شخص آخر!

مدّ يدهُ حتى يُمسك يدها الممدودة نحوه و جذبها بسرعة حتى أخرجت شهقة لا إرادية كانت مُتفاجئة، و بالفعل هي شعرت بالألم على طول ذِراعها.

لم تستطع التحرك بسبب الصدمة، و جسدها إرتطم بصدرِه حتى وضع شفتيه بالقُرب من أذنها و بدأ بالهمس بكلامٍ غير مفهوم.

"نستطيع أن نتصافح، إن كُنتِ تريدين ذلك على طريقتي، لدي بعض الـ-"

ضغطت يده على أصابع يدها لأنه بدأ يبتعد عنها لكنه بدا و كأنه يحاول إكمال ما لديه من كلام.

هي كانت تمسك ذراعها المتألم و تحدق به بعيناها المتوسعة، عند إبتعاده إرتفعت يده لتستقر على جبينه بصعوبة مِما تسبب في بعثرة شعره.

رُكبتيه بدأتا تهتزان قليلا و كأنه يقاوم جاذبية الأرض و يحاول البقاء واقِفاً، لكنه جثى على رُكبتيه و هو يصدر أصواتاً متألمة.

"جونغداي هل أنتَ بخير؟"

أردفت بتردد و هي تحاول الإقتراب منه لكنه صرخ بوجهها

"غادري!"

توقفت مكانها تنظر له بخوفٍ و هي بالفعل لم تعلم ما يحصل هنا! لكنها لم تغادر و إقتربت أكثر و هذا جعله يشعر بالغضب.

"جونغداي.."

أردفت تمد يدها حتى تضعها على كتفه لأنه كان يهتز مكانه لكنه قام بدفع يدها بعيداً و وقف بصعوبة ثم ركض بعيداً عنها بأسرع ما يمكنه تارِكاً إياها تقفُ دون حِراك.


..

لم تستطع النومَ تِلك الليلة، لم تتوقف عن التفكير بشأنه طوال الوقت فصورته و هو بتلك الحالة لم تُغادر خيالها لوهلة واحدة!

كانت تُخرج رأسها لتنظر من النافدة نحو باب منزله ما إن عاد أم لا، لكنها لا تجد شيئاً، العديد من الأفكار تتداخل مع الأسئلة في صراعٍ حاد.

لقد كان بخير، هل رُبما يعاني من مُشكلة ما؟ عقلها بدأ يحلل ما حصل، لكن لا نتيجة تُذكر.

زفرت الهواء و عادت لترتمي على سريرها تُحدق في السقف المزين بالنجومِ البلاستيكية المضيئة.

"جونغداي خلفه سر ما و أنا عليّ معرفته"

خاطبت نفسها تستديرٌ مراتٍ عدة بسريرها إلى أن باغثها النوم.

في الصباح هي جهزت الفطور و الغداء حتى تذهب للمدرسة و هاجيمي كان لا يحادثها منذ آخر محادثة لها معه.

"إذهب لركوبِ السيارة ساتو ينتظر"

أردفت بينما تضع علب الطعام بحقيبة ظهره ثم وضعت الحقيبة على كتفيه و دفعته بخفة لكنه لم يتحرك من مكانه.

"أنا أتحدث معك يا فتى هيا تحرك"

أعادت التحدث إليه بنبرة أعلى قليلا لكنه هز كتفيه و أردف

"سأذهبُ مشياً"

هل هو يمزح؟ يستغرق الذهاب لمدرسته أربعين دقيقة بالسيارة و هو الآن يريد الذهاب على قدميه؟

عقدت حاجبيها و تقدمت أمامه لترفع ذِقنه نحوها و أجابت في جدية

"لقد قلت تحرك للسيارة لا أريد أن أعيد كلامي"

أبعد يدها ثم رمى المحفظة التي على كتفيه أرضاً بقوة حتى سقطت علب الطعام و جلس على الأرضية ليردف في عِناد.

"لن أذهب للمدرسة إذن"

لِم هو يتصرف هكذا الآن؟ و كأنه يتمادى في ردة فعله و تصرفه، فهي لم تقل شيئاً خاطئا يستحق كل هذا العناد و الغضب!

"هاجيمي لا تجعلني أقوم بضربِك!"

صرخت بوجهه و هي ترفع يدفها فرفع نظره يحدق بِها بتحدٍ و كأن عيناه تُخبرانها بالتقدم لضربه إن كانت تستطيع.

إهتزت يدها المرتفعة في الهواء و أغرورِقت عيناها بالدموع، هذا الفتى الذي قامت بتربيته طوال طفولته و تغيير حفاظاته و البقاء مستيقظة معه طوال الليل بسبب الألم لأن أسنانه تنمو ثم تحضير الطعام من أجله في الصباح الباكر يتصرف معها بطريقة لا تستحقها!

إستدارت بسرعة لتخرج بعد أن حملت حقيبتها على كتفيها و أغلقت الباب خلفها بقوة لتركب سيارتها و تطلب من ساتو التحرك بغصة محاولة بلع الشهقة التي على وشكِ الخروج.

..

تقدم هو من النافدة بينما يرتدي روب الحمام ذلك و يضع يداه بجيبِه ليُقهقه بخفة و يردف و هو يتبعُ بنظراتِه سيارتها التي تُغادر المنزل دون أخيها.

"رائع، ها قد فرقنا الأخ عن أُختِه، التالي!"

إستدار و قد صرخ بآخر كلمة قالها ليبدأ بالضحك بينما يُجفف شعره المُبلل.




يُتبع...💚

هيهيهييههيهيهي التالي!👹

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top