[CHAPTER04]

في لحظة ضعف حبُّـك تسلل قلبـي دون اِستئذان.🍁

•••

تتفاقم المشاعر وتملىء دواخلك  وفراغك بشكل مفاجىء تجعلك مرآة لما يقبل بين طيّات روحك وخافك ، وفي بعض الأحيـان قد لا تتعرف حتى على ذاتك وما بنيته من حواجز ومبادىء مرصوصة سيهدم لأسفل السافلين.

ميني للآن لم تستوعب المعنـى الخفي خلف حديثه لكنّ سرعان ما  المعنى طرق طيّات دماغها لتوسع عينبها على مصرعيها وتناظر بتفاجىء ، ولم تلبث حتّى عادت للخلف بخطوة لتنساب خصيلاتها الملوية بسلاسة من بين بنانه.

"لا أنا لم أقصد ذلك يا إلهي!"

لم ينبس ببنت شفة وقد بدى لها محتفظا بوجهة نظره اِتجاهها وقد رأت نفسها الفتاة اللّعوب بين حدقتيه الداكنة  وذلك قد أزعجها وأشعرها بالإحراج لما قامت بسؤاله عن الموضوع أصلا هي لم تجني إلاّ ثمـار الحرج لنفسها لا أكـثر.

"صدّقنـي لقد كان مجرّد سؤال يتيم ونيّتي ليست كما تظنّ أنا فقط شعرت بالقليل من..."

في نهاية حديثها هي قبضت على فستانها ثمّ نظرت إليه بعبوس خفيف تطالع ملامحه  عن كثب منتظرة إجابته بفضول ، نظر لجانبـه الأيمـن للحظة عندما أحسّ بحركة هناك لكنّه أعاد نظره لليافعة قبالته  رفع إحدى حاجبيه بإستنكار غير مقتنع البتّة بتصريحها الناقص.

"شعرتِ بقليل من؟"

صمتت بلرهة ثم نبست بهمس محرج قليلا

"ربّـما الفضـول."
جوابها اليتيم في نظره جعله يبتسم بسخرية بحتّة لكن اِبتسامته اِختفت لتقلب سحنته لأخرى مستعرة وقد أقسـمت ميني برؤية نفسها ميتة أمام حدقتيه.

شخص كـبيكهيون لن تقنعه تصريحات واهية كخاصّتها وقد شعر وكأنّـها تحاول التلاعب وتزييف ملامحها وحرجها هذا وقد كانت كالدفعة الأخيرة التّي ستجعله يظهر ربّما طبعه اللئيم.

" إستمعي إلي جيّدا أيّتها الشابّة لايهمني سـببك أو حتّـى بما تشعرين الآن من المستحسن لكِ تفادي طريقي ، أحديثي مفهوم! "

لم تتوقع ميني ردًا قاسيا وباردا كخاصّته وهذا أزعجها للغاية من يظنّ نفسه حتّي يخاطبها بهذا الأسلوب.

" هاي أخبرتك أنّها محض صدفة فقط وإنتهى الأمـر فكرتك الفاسدة تلك اِحذفها من مخيلتك نهائيا؛ ثمّ من أنت يا سيّد حتّى تخاطبني بنبر كهذا."

اِندفاعها الجريء هذا وأسلوبها الفض في الحديث جعله يعكر ما بين حاجبيه اللقاء الأوّل بينهما كان مجرّد كارثة وكادت تودي بحياتها وها هي ذي تبرهن له أنها أكثر اِزعاجا ووقاحة.

" ما لدي قلته إن لم يعجبك حديثي تلك ليست مشكلتي أسلوبك الوقح هذا اِستخدميه مع من هم في سنّك ؛وقحة."

رده البارد اِستفزّها وكذا تركه لها لوحدها جعلها تشتعل غيضا نظرت لكأس المشروب التي بيدها لتتّضح لها الصورة ، مؤكد هو لمحه بين أناملها لهذا كان رده وقحا وعنيفا مغلف بالقسوة، شتمت تحت أنفاسها  لترمي الكأس متهشما بالأرض.

"من يظن نفسـه هذا ؛تشه."

عادة لقاعة الحفلة المملّة بنظرها وعند طريقها لطاولة والديها هي اِرتطمت بشاب فارع الطول أشقر الشعر بملامح رجولية منمقة.

شهقت لتنظر إليه وتعتذر بخفوة.

"أعتـذر!"

نظر لها المعني من رأسها لأخمص قدميها وكأنّـه يعاين مظهرها ثمّ اِبتسم بجانبيه نابسا.

" لابأس ما دامت الآنسـة فاتنة."

رفعت حاجبها بعدم رضى كون الرجل قبالتها مجرد لعوب لا أكثر لذا هي فقط اِكتفت بقلب جفنيها بملل وتركه وحيدا يبتسم بغباء.

"ربّـاه هذا ماكان ينـقصني منحرف آخر؛ تلك اللعينة سأقتلها لم تحضر كنت على الأقل جلست رفقتها."

كانت تتحدّث مع نفسها وبالصدفة هي لمحت ذاك الشاب يقف رفقة بيكهيون وقد بدت على ملامحه الضجر عكس صديقه الذّي يتحدّث وفي نفس الوقت يكاد يثقب كل شابّة مرّت على طاولتهما بنظراته المتفحصـة.

كانت تنظر لبيكهيون ولم تنتـبه كونها شردة بملامحه وتصرفاته الفطرية وقد دققت في أقل تفاصيله ،وجدته ينظر لساعة يده كل هنية من الوقت وكأنّه ينتظر اِنتهاء هذه الأمسيـة بفارغ الصبر وفي نقطة ما من الزمن هي وجدته ينظر لعمق عينيها وكذا روحها  كثقب أسـود إبتلعها.

وكقطعة مغناطيس جذبتها لمجالها دون مفر ، لم تستطع اِبعاد نظرها ولا حتّى أخذ نفسها كالبشر العاديّين  هالته غير معقولة هما اِلتقيا فقط لمرتين وهاهو ذا يكبلها بأغلاله جعلها أسيرة عيناه.

وهاهي ذي علامات الرضى تتجلّى محياه فقد بدى لها وكأنّـه ضفر بفريسته وجعلها تشعر بالإضطراب مبعدة نظرها بسرعة.

هذا ما كان ينقصها أن تعلق مع شخص مثله، نظرت لكفيها المتشابكين بجمود قبل أن تىفع نظرها لوالدتها التّـي اِنضّمت للجلوس معها وها هي ذي الآن سترغم نفسها على الإبتسام والتصرف كأي فتاة عاديّة رفقة والدتها هذا مرهق لروحها الجريحة كثيرا.

"على حسب ما لاحظته أنت تعرفين السيّـد بيكهيون أليس كذلك."

لم تتحدّث ميني بأي حرف وقد لعنت والدتها في سرّها ولملاحظتها الدقيقة لكن في نهاية المطاف هي نظرت إليها وقد أجابتها بما لم تتوقعه والدتها.

"ما تطمحين له لن يحصل إطلاقـا..أمّـي."

اِبتسمت لوالدتها بهدوء فقط لغرض اِستفزازها ليس إلاّ وها قد أفلحت في ذلك فقد لاحظت اِنزعاجها وصرفها لنظرها عنها بعيدا بغضب.

نظرت للحضور ببرود وقد لاحظت اِختفاء شخصين لطالما شكّـت بعلاقتهما الحقيقيّـة ، وللمرة التالية شعرت أنّ هذه الأمسية لن تنتهي على ما يرام اِستأذنت والدتها لتغادر القاعة نحو الحمامات.

كانت قد اِغتسلت وها هي ذي عائدة للقاعة  وفي تلك الاثناء هي كانت تحدّث يوكي عن كم أنّ الحفلة مملّة وأنّها أحرجت نفسها ثانية أمام عمّها اليافع.

فجأة توقف بها الزمن  لتشعر وكأنّ روحها قد سلبت من جسدها لما ألفته عيناها الآن ، منظر جعلها تستمع لأعماق روحها تتصدع محدثة اِنكسارات ورضوض عميقة قطر عيناها توسع ليلجم لسانها.

يوكي من الجهة الأخرى شعرت بالقلق لصمتها المفاجىء وراحت تنادي عليها مرارا وتكرارا علّـها تجيبها وتطفىء نيران القلق التّي نشبت بدواخلها.

"ه..هذا..غير..معقول."

لم تستطع التحمل أكثر لذا هي فقط تراجعت للخلف بخطوات غير منتظمة ونظرها لازال معلق بما كانت تنظر إليه وضعت يدها فوق ثغرها لتحبس شهفة قد عبرت فجأة.

جرت للأسفل مستخدمة الدرج غير آبهة بألم قدميها ولا حتّى جسدها ليس كألم خافقها وبهوت روحها ، الآن اِتّضحت لها الصورة بوضوح ولم يـعد هناك   داعٍ للشّـك الآن.

والدها بنظرها الآن مجرّد خَــائـــن..

هربت للحديقة الخلفيّـة للفندق أين ستجد راحتها وتفرغ حزنها وصدمتها المكبــوتة لم تشعر بذاتها كيف بكت كل هذه المـدّة حتّـى تورمت جفنيها وغدت تشعر بالحرق بأطرافها.

كانت تجلس بالقرب من شجرة للورد الأحمـر المخملي  تستشعر ملمس العشب الندي والبارد ضدّ قدميها العاريتين ، وكذا شعرت بنسيمات الليل الباردة تلاطف أطرافها مسببة قشعريرة طفيفة لكامل جسدها.

رفعت نظرها للسماء لتتجلّـى لها النجوم بلمعانها وسط ظلمـة اللـيل وبريق البـدر المنير نوره قد اِنعكس ضدّ حدقتيها  مترجما وجعها وحزنها.

تنهدت بعمق قبل أن تبتسم بسخرية بحتّة لما رأته قبل قليل كرهها قد إزداد لها وقد أقسمت أنّها ستجعلها تندم وستكره كلّ دقيقة تقضيها رفقتها تحت سقف واحد الشيء الوحيد الذّي تيقنت منه هو أنّ مفهوم العائلة اللطيف الذّي كانت تضعه بمخيّلتها  هُــدِم بالكامل...

"محض سافلة لن أمررها لها إطلاقا.."

تحدّثت بحقد غلّف نبرتها غير آبهة أنّها تحدّث نفسها أو أنّها شبيهة لمجنونة الآن ، اِستجمعت قواها  لتستقيم على قدمها.

اِستدارت للخلف بغية الرجوع للداخل فقد يلاحظ والديها اِختفاءها لكنّـها توقفت عن الحركة فقد لمحت بيون بيكهيون وصديقه ذو الشعر الأشقر يتقدمان ناحيتها لتعلن تحت أنفاسها.

زيّـفت بهجتها حالما صار الرجلين أمامها لتحمحم وعندما طال صمتهما، نظر سيهون لصديقه ثابت الملامح ثمّ للشابّة قبالتهما وقد شعر بالجـوّ المشحون بينهما لذا هو فقط ربّـت على كتفه مستطردا.

"أراك غدا.."

لم يجبه بيون بأي حرف غير نظره المعلق على الفتاة ، خلا المكان من أيّة روح غيرهما صبيّـة في فتوّة عمرها ورجـل كان قد سار على درب عمره ليصل لعقده الثالث متكامل ورزين.

"نسيم بارد..ضوء القمـر..وحزن ظاهر.."

نبس بهدوء وعمق صوته جعلها تنظر إليه دون اِستحياء لتظهر له ملامحها ذات الحسن البهي، أمعن النظر بعينيها المحتقنتين ولم يلبث حتّى تقدم خطوة وبهدوء هذه الليلة نبس.

"روحكِ تلك..باكية أرى مأتما بمحجريكِ."

عكرت ما بين حاجبيها وقد أجابته بشيء من الإستنكار متجاهلة نبرتها المبحوحة وبالرغم من حزنها الظاهر من عينيها إلاّ أنّها أبت إخراج صوتها يتيما منكسرا وخصوصا بمحضره هو من تظنّـه متلذذ بإنكسارها.

"أرى السخرية بادية من ملامحك سيّدي ؛ أليس تصرفا بذيئا من رجـل رزيـن."

اِبتسم بتكلّف لمن سولت لها نفسها أن تتحدّاه وتتلاعب بالكلـم وضدّه ، رأى فيها الجرأة وكذا التردد وما خفى عن الأنظار كان أعظم.

وخطوة أخرى عُدمت من عريض المناكب الذّي جذب جذيلة من خصل البنفسج خاصتها وقد أعاد كرّته في السطح لاويا إيّـاها بين بنانه النحيلة ، نظرته كانت حادّة مغلّفة بصقيع الشتاء المتجمد ذاك الإنطفاء الظاهر منهما دوما ما يجعلها تبتلع بتوتر.

هو فقط سيعطيك اِنطباعا عن الخوف وكأنك محتجز بحجرة مظلمة وضيّقـة، لذا هي وللمرّات الضئيلة والمعدودة بينهما تجد نفسـها غارقة وغائرة.

"فقـط كونكِ ممتعضـة سأتغاضى وأنا نادرا ما أفعل ذلك لذا اِعتبري نفسكِ محظوظة كوني في مزاج هادىء هذه الأمسيـة."

توقف عن الحديث عندما لاحظ شرودها بملامحه وذلك جعل اِبتسامته الباردة تلك تزداد اِتساعا تزامنا مع تجعد ملامحها للألم كونه شدّ على خصلها التيّ سبق واِحتجزها.

"توقف رجاءا هذا مؤلم."

"منذ متّى والوقحة تطلب بتهذيب."

زفرت بغضب وبحنق أجابته مندفعة غير آبهة بالقرب الشديد الذّي أصبحا عليه الآن.

"يا أتريد أن أتواقح معك حسنا لك."
قد يظن أي أحد أنّه سيعتق خصلتها لكن العكس تماما بل زاد من قوّة شدّه لتغلق جفنيها بألم وقد حاولت إبعاد يده عن شعرها لكنّه عنيد ورأيه هو الذّي ينفذ.

"أسلوب الشوارع هذا لايستعمـل معي، اِعتذري وسأعتقكِ."

وسعت جفنيها عندما وصلها همسه الحار لتجفل محدقة بصدره الذّي يقابلها ثمّ نظرت لكفّـها التّي تكمش سترته الباهضة وكذا شعرت بيدها تقبض على خاصته التّي تشدّ شعرها أحسّـت بالحرارة تتصاعد جسدها وكذا وجنتيها كانت على وشك الإنفجار.

هي واللعنة كادت تختفي بين أحضانـه ،عبقه الرجولي جعلها تحبس أنفاسها وبتوتر لم تستطع اِخفاءه هي تحدّثت.

"أنا..أعتذ..ر"

حلما اِعتذرت هو أبعد يده عن شعرها وكذا جسده عن خاصتها لتشعر بالدفىء الذي كان يحتويها قد بدأ في التلاشي إلى أن اِختفى وهذا ما مقتته.

تداركت نفسها لتنظر إلى من كان ينظر إليها بتفحص مسببا لها التوّتـر.

"لما تنظر إلي بهذا الشكـل."

تجاهل نبرتها القلقة وكذا ملامحها الغبيّة ثمّ حرّك قدميه اِتجاهها هي تفاجأت عندما تقدم  نحوها وقد ظنّت أنه مقبل على فعل ما لكنّها لعنته عندما تخطاها بإبتسامة ساخرة للغاية.

هو فقط تلاعب بها ليس إلاّ..

"لعين ووغد أيضا كيف يفعل هذا بي."

نبست بحقد بينما تلاحقه بعبنيها إلى أن تلاشى لتتلاشى معه ملامحها وكذا تجهمها ويحل محلّـه الشرود.

"لكن هو اِستطاع قراءتي بسهولة ؛ رأى مأتـم روحي وجرح كياني.''

تحدّثت بشرود بينما تناظر السماء لكنّها سرعان ما عادت للداخل لتجد والدتها ووالدها وكذا خالتها ينتظرونها.

" أين كنت لقد بحثنا عليك طويلا."

نظرت لوالدها وقد شعرت بالإشمئزاز وكذا الحقد الشديد اِتجاهه لكنّها أجابته ببرود.

"كنت بالحديقة شعرت بالإختناق."

أومىء بعدم اِهتمام ليخبرهم أنّه موعد الذهاب وهكذا اِنتهت أمسيتهم التافهة والمملّة بنظرها لتعود للمنزل أخيرا.







•••

يوم جديد قد أعلن حضوره كان الجو بالخارج لطيف للغاية وبالرغم من جنالية هذا الفصل إلاّ أنّ ميني كانت تحتضر داخليا ، هي اِبتدأت روتينها الممل والمجحف بحقها كما ترى  ثمّ توجهت لثانويّتها.

كعادتها هي ستصل للثانوية وتجد يوكـي ولوكاس بإنتظارها ، حيّتهما بإشراق بعد أن زيّـفت ملامحها وما يقبع بقلبها لتظهر لهم بصورة فتاة البنفسج المتفائلة.

تحدّثت الفتاتين كثيرا وثرثرتا كثيرا عن ما حدث في الأمسية الليلة الماضية ، وقد تفاجأت ميني من ردود صديقتها هي فقط بدت كالمختلّة عندما اِحتضنتها حالما أخبرتها أنّها تحدّثت مع عهما مرة أخرى.

الفصول الأولى مرّت بشكـل عادي وهاقد أعلن اليوم عن اِنتصافه وقد ولج الجميع لتناول وجبة طعامه  وحسنا وقت الغذاء مع ميني لا يخلو من الضحك وكذا السخرية فيما بينهم.

اِنتهت فترة الإستراحة وكانت الفتاتين متجهتين لدروس مادة الإنجليزيّة لكن التجمهر الكبير للطلاّب أمام لوحة الإعلانات وحسنا تلك ليست باللوحات العادية بل هي مخصصة فقط للفضائح..

"ما الذّي يحدث هنا يبدو أنّها فضيحة جديدة تعالي لنرى ما الخطب."

تجاهلت ميني حديث يوكي وكذا نظرات التفاجىء والإستنكار التّي تلقتها من الطلاّب لتتقدّم وتدفعهم.  وتصبح اللوحات الإلكترونية مقابلة لها بصورها من حفلة أمـس بالحديقة رفقت بيون بيكهيون..

بوضعيات كانت حميمية لكن الحقيقة التّي لا يألفها الجميع أن الصور قد عُدّل عليها لتصبح مقنعة للعلن.

بقت تطالع الصور بجمود وقد شعرت بالغضب يتصاعد بداخلها كيف أتتهم الجرأة ووضعوا صورا لها مع بيون بيكهيون وسط حرم الثانويّـة ومن هي!


نظرت يوكي للوكاس بتوتر ليبادلها الآخر وقد وجها نظرهما لميني والتّي للآن لازالت هادئة بشكل غدى مرعبا فقد لمحت صديقتها قبضتيها التّي تشكلتا وكذا تعكيرة حاجبيها الشديدة.

أغلقت ميني جفنيها في محاولة لها لتمالك نفسها وقد اِستدارت للطلاّب المتجمعين حولها لتنظر إليهم بحدّة وببرود تحدّثت.

"من اللّعين الذّي وضع هذا الهراء."

لم يتحدّث أحد لتبتسم بسخرية عاقدة ذراعيها ضدّ صدرها ولازالت نظرات الإستنكار ترشق من حدقتيها وقد كانت على وشك الرحيل إلاّ أنّ صوت شابّة ما أثبط حركتها.

ومن غيرها تلك اللعينة يوجين..

أوشكت يوكي على التقدم لتحطم لها وجهها لكن لوكاس أمسكها لينفي بعينيه كون الأمر صار بينهما الآن.

"ما الذّي سنتوقعه من فتاة مثلك ميني! غير الفضائـح.."

تمـالكت ميني أعصابها وكضمت غيضها وإلاّ هي ستحطم عضامها وتريها كيف تتباهى بنفسها هنا كعاهرة.

اِبتسمت المعنية بسخرية ولم تكف عن قول الهراء واِستدراجها بحديثها بل زادت من سوء الموقف.

"بصمتك هذا أنت تبرهنين لنا أنّـك محض عاهرة ياذات خصل الأرجوان."

"يوجين! أتردين الموت حقا ، هراءك هذا لن أجيبك عليه والسخافة التّي قمت بوضعها فقط أزيليها قبل أن أنتهج معك أسلوبا آخر."

مثلت يوجين التفاجىء قبل أن تجيبها.

"حسنا إذا إجعلي كل مدونات الميديا تحذف هذه السخافة التّي ترينها."

وهنا لعنت ميني تحت أنفاسها كون الخبر قد إنتشر بين العامة أيضا ليس فقط بين أسوار الثانويّة كما كانت تزعم.

حسنا هي من عائلة تايلندية مشهورة ومـعروفة بين العامّة وبيون بيكهيون غني عن التعريف هو فقط كالبدر وسط السماء لذا هي قد وقعت في ورطة مع نفسها ،أهلها، ومذا مع بيون بيكهيون بذات نفسـه.

"إن لم تخرسي الآن سأجعلك تفعلين بطريقتي."

هددتها ميني واِبتسامتها الساخرة تزيّن ثغرها وقد شعرت بتوتر الأخرى لذا هي تجاهلتها واِستدارت ليوكي ولوكاس وكانت على وشك الذهاب فقط لو لم تشعر بالبيض الذّي رُشقت به على ظهرها فجأة.

وسعت يوكي جفنيها  لينظر لوكاس للفاعلة بغضب لكن ميني كانت قد كبحت غضبها كثيرا ولم تستطتع التحمل أكثر وقد قامت بخطف مضرب البيسبول من ذراع أحد الطلاب لتضرب يوجين به بقوّة مسببة فزع الطلاّب الواقفين.

وهنا نشب شجار عنيف بين يوجين وميني لينتهي بهما الأمر بمكتب المدير  يوجين بملامح مشوهة وملابس رثّـة وخدوش عميقة بوجهها أما ميني فقد كانت تقف برضوض بسيطة على يدها وجرح بركبتها وكذا خدش أسفل جفنعا الأيسر.

ميني لم تتأذى كثيرا كونها بطلة في فنون الدفاع عن النفس لذا يوجين ليست بالشابّة الرائعة ذات الحظ الجيّد لأنّها علقت مع شابّة حائزة على الحزام الأسود بالتيكواندو.

كانت تقف بملامح ممتعضة وإن رآها أحد الآن سيشعر بوقاحتها وكذا تغطرسها لكنّها فقط غاضبة كالجحيم فأوّلاً الفضيحة وثانيا والدها العزيز سيحضر وسيراها بصورة المتنمرة وثالثا تلك اللعينة يوجين لا تنفّك عن النحيب والتمثيل المبتذل لتكسب عاطفة المدير ومستشاره.

"ميني أنت في ورطة كبيرة الآن."

تحدّث المدير بصرامة لتتجاهلن المعنية وتنظر ليوكي التّي ويتبقى لها القليل وتذرف الدموع من شدّة هلعها كون الشخص الذّي سيحضر ليس والدها إنّما بيون بيكهيون لذا فالتتجهز للعاصفة.

ثوان ليفتح باب المكتب ويلج كل من بيون بيكهيون وشخص تمنت لو أحرق حيا على ان بحضر هنا تلك اللعينة خالتها ما الذّي جاء بها الآن أين والدها.

نظرت لبيكهيون والذّي كان يبدو في أوّج غضبه نو الآخر كون الفضيحة تعنيه أيضا لم يبخل بتصويب نظرت جحيميّة لكل من يوكي وحتّى ميني لم تسلم من نظرته الحادّة والمميتة.

اِستقام المدير ليحمحم بتوتر حالما صار بيكهيون مقابلا له وبشيء من الفزع هو تحدّث.

"سيد بيون تفضل بالجلوس والراحة رجاء."

رمقه بيكهيون بحدّة ليحبس المدير أنفاسه وبحنق تحدّث.

"أي راحة تتحدّث عنها يا سيّـد ، أهذه ثانوية أم ملهى ليلي."

زفر الهواء بقوّة ثمّ ما لبث حتّى خاطب المدير بإستنكار.

"يجدر بك القول ما لديك بإختصار لأنّي لا أمتلك اليوم بطوله للهـراء."

"إبنة أختي الصغيرة ليس بهراء سيّد بيون هي أيضا متضررة من فضيحتك لذا حبذا لو تلاحظ كيف تلقي كلامك."

أغمضت ميني جفنيها بيأس للسان خالتها السليط هي لا تعلم مع من تتحدّث أو حتّى تتعامل هي فقط تزيد من الأنور سوءا وبالنسبة للفضيحة هي كانت ستتحدّث مع بيكهيون وجها لوجه لتفهم منه ما القصّـة.

نظر بيكهيون لمن تحدّثت ليجدها خالة ميني وقد تذكر أنّه رآها في أمسية البارحة تجلس رفقة ميني التّي تراقبهم بصمت وترقب.

"عندما تفهمين أوّلا سياق حديثي هناك يمكنك التباهي بثقتك يا سيّدة."

أجابها بسخرية وحاجب مرفوع جاعلا إيّـاها تصمت وتحفظ ما تبقى من ماء وجهها وتضع ألف حساب قبل أن تنبس بحرف المرّة التالية.

وفي الثواني المقبلة وصل ولي أمر يوجين يستشيط غضبا لما حدث لإبنته وقد عمّـت الفوضى بالمكتب وتعالت الأصوات والهتافات إلى أن خرج الطلبة وبقي فقط أولياء الأمور.

كانت ميني تقف أمام الباب وقد كان نظرها معلق بالأرض أسفلها  يوكي ولوكاس قد غادرا بعد أن ألّحت عليهما ذلك لتبقى وحيدة أفكارها وتخيلاتها.

ماذا سيحدث لها الآن؟

فُتح الباب لتظهر خالتها بملامح متجهمة وقد اِزدادت عندما لمحتها تقدمت نحوها لترمقها بغضب وبحنق حدّثتها.

"أين كان عقلك أيّتها الفاسقة والدك غاضب كالجحيم."

ابتسمت ميني بسخرية لتجيبها بإستنكار.

"لما لم يأتي ويحرق لعنتـي بجحيمه إذا خالتي العزيزة العفيفة."

شعرت الحالة بشيء خاطىء وأن الفتاة هنا على معرفة بأمر لايجدر بها ذلك لكنّها تجاهلت الأمر وبغضب مزيف تحدّثت.

"تعودين للمنزل وليكن بيننا حديث آخر ؛اِحمدي خالقكِ أنّـهما سافرا هذا الصباح وقبل أن تظهـر هذه الشائعـات لكن مؤكد سيصلهما الخبر عاجلا أم آجلا."

"بلغي سلامي لهما إذا.."

حملت خالتها نفسها لتغادر بخطوات غاضبة ترجمها صوت كعبها ضد الأرضية القاسية، تنهدت بتعب وقد كانت على وشك الذهاب لكن ظهور بيون بيكهيون قد أثبط حركتها لتنظر إليه مكتفة ذراعيها وبجديّة تحدثت.

"هناك الكثير لتشرحه لي سيد بيكهيون."

•••

إنتهى...

إشتقت للقياكنّ صغيراتي😭💛

رمضان كريم وصيامكن مقبول 🙆

..

رأيكن بالفصل؟
بيكهيون ؟
ميني؟
ماذا رأت ومن التي رأتها مع والدها؟
كيف ستجري الأمور ؟
توقعاتكن💆

قد أتاخر ثانية في التنزيل للأسف  شبكة الانترنت لدي سيئة ولن أستطيع الشحن المهم ألى ذاك الوقت لا تنسوني ورواياتي..😭💔

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top