05

____

But I can't help
Falling in love with you

..لأول مرة

تشعر بالمقت تجاه هذه الأغنية

قلبها المجروح صار يكرهُ سماعَ سيرة الحب

وصارت هي تكره هذا الشعور البائس الذي يهبطُ على صدرها

كلما مرت عليها أغنية..أو لقطة من فلم

أو مشهد تراه أمام عينيها في الشارع

..أو نص تقرأه في أي مكان

أي شيء يخص الحب يبدو مؤلمًا لها

لكنهم يقولون أن ألم الحب بقدر أذيته لنا فهو لذيذ

لكن ألم حبها ليوقيوم لا يبدو لذيذًا أبدًا

..هو مر

!أمر حتى من الاسبريسو التي تكرهها

مر لدرجة أنك تود بصقه في الشارع

ثم تلقي عليه نظرة مُحقَّرة قبل رحيلك عنه

" هو لا يستحقكِ أبدًا "

لم تكن سانا مجرد عارضة تروج لمنتجات شركة مينا

..بل كانت صديقة مقربة منها 

لذا عندما يفيضُ قلبُ مينا بالأتراح هي تلجأ إليها كي تواسيها

 لا أعرف ما الذي ينبغي علي فعله"
"أشعر بأنه محق..وأشعر كذلك أنه لا ينبغي علي حضور ذلك الحفل

..تجرع الكأس وراء الأخر

لكنها لم تثمل كليًا بعد

أمسى جسدها يتثاقل حتى أنها بالكاد تسندُ جذعها بكوعها المرتكز على الطاولة

لكن عقلها وقلبها واعيين كفاية ليجعلانها تتذكر وتتألم باستمرار بسبب كلماتِ يوقيوم عنها

آه تبًا له حتمًا أود قتله"
"!اسمعي انتِ صديقتي ولن أسمح لرجل مثل هذا أن يُدمرك

لفظت بغلاظة ثم جرت كف مينا واستلت ذلك الخاتم من اصبعها

"! ياه ما الذي تفعلينه؟"

جزعت مينا جراء حركة سانا السريعة

وقد استغلت الأخرى ترنح جسد مينا لتهرع راكضة إلى الخارج

لم تستطع مينا لحاقها بسبب الصداع الذي شج رأسها

حينها اسندت رأسها الذي يتألم فيما كان لسانها يستمر بالنداء على سانا

عادت سانا بعد وهلة من الغياب

وعندما رأت صديقتها بهذه الحالة انتابها الهلع وأخذت تسألها عن حالها

في تلك الحين..وكصدفةٍ وقع القدرُ على أوراق ثبوتية حدوثها

جاء سيهون ليتمتع بسهرة هادئة في هذا المكان الذي صارَ مُحببًا إليه

كانت تحملهُ رجليه غصبًا إلى هنا كل ليلة

..  على الرغم من أنهُ لم يعد يلتقيها

وقد افترض أن سبب توقفها عن المجيء هو انغماسها في العمل خصوصًا بعد اطلاق البضاعة الجديدة

بكل الأحوال لم يكن مهتمًا بتلك اللقاءات الصغيرة القليلة التي لا تُشبع جشِعًا مثله

يرتقب شيئًا أكبر..شيئًا يستحق الانتظار

!هو على قدرِ عجلهِ يتمهل لاستحقاق ما هو أفضل

.ويعمل بمبدأ التأني الذي يُجنبكَ الوصول للندامة

..هو الأن يقفُ في صالة شقتها

يتأمل أرجاءها ويحلل شخصها وفكرها من خلال انعكاسِها على كل شيء يحط بصره عليه

..بصمت

بصمت يخالفهُ صوت سانا التي تتحدث مع مينا داخل غرفتها

سابقًا، قام هو بتأدية دوره بكل نبل في الحانة، عندما لاحظت عينيه الشابة المُرهقة والمترنحة برفقةِ الأخرى والتي تحاول سندها وجعلها تقف على قدميها

تقدم نحوهما مباشرةً وقد اندهشت سانا لدى رؤيتها له، فلم ترفض عرض مساعدته أبدًا لأن حالة مينا كانت متدهورة بالفعل

أعياها سقم الحب حتى فترَ جسدها تمامًا، لا بسبب الشراب فقط بل بسبب السموم التي شربتها بأقداح يوقيوم

حملها بذراعيه بكل خفة وسهولة..وقد تدلت كما تدلى عناقيدُ العنب الشهية في تلك الحين

احتبسَ رغباته في طياتِ صدره وأتم مهمته على أكمل وجه

فهو يعلم أن واحدة مثلها لن تكون سهلة المنال

كانَ قد درسَ النساء بعناية، وعمومًا..كان حذقًا جدًا بخصوص كيفية استدراج الناس بمختلف شخصياتهم

وضعها في الكرسي الخلفي لسيارته ثم سارع بالقيادة

وكانت صديقتها تلكَ تشكرهُ باستمرار على الجميل الذي قدمهُ لهما

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل كذلك أدخلها لشقتها التي تعلم سانا رمز دخولها

وعندها استلمتها سانا منه وشرعت تنض سترتها عنها مما جعله ينسحب إلى الصالةِ بكل هدوء

وهكذا انتهى به الأمر يقف في صالةِ شقتها يستمع إلى صوتِ سانا الهلع الذي صدحَ من داخل الغرفة

وكما يبدو أن مينا قد أنهكَ الشراب معدتها حتى أفرغت كل مافيها في دورة المياه

:اقترب قليلًا وقال

" هل تحتجن إلى أي مساعدة؟"

صرحت سانا بالرفض فقد تمكنت من التعامل مع الموقف بالفعل، وكما يبدو أن الأخرى قد وعت قليلًا بعدما كانت غافلة تمامًا عن الدنيا

:سمعها تلفظُ أنفاسها كأنها تحتضر بينما تقول بكلماتٍ متقطعة

 الـ..الخاتم"
"إلى أين أخذتِ الخاتم؟

استرق السمعَ إلى حديثهما باهتمام شديد

:وقد ردت سانا عليها مُوضحة بصوتٍ يملأه القلق

" آسفة..لقد ألقيته في القمامة"

" !!ماذا"

صاحت الأخرى..وهبت كذلك لتفعل شيئًا مجنونًا مثل البحث عنه، لكنها كانت هزيلة كفاية لتسقط في السرير اثر دفع سانا الخفيف لجسدها

حينها قرر اختلاس نظرة لهما

وقد بدت مينا مُبعثرة للغاية في سريرها

كلا لن تذهبي لقد انتهى الأمر"
انتِ لا تستحقين أن تتلقي معاملة سيئة من واحد مثله ولن ترجعي إليه ثانيةً!، يمكنكِ ارجاع ثمن الخانم له بكل سهولة ..كلا بل 
سأتخلى أنا عن راتبي لأسدد له ثمن خاتمه السخيف مثله

"لكن ارجوكِ لا تربطي نفسكِ به مجددًا

ما كان بوسعها الرد..كل ما فعلته هو البكاء حتى الخمود

راقبها وهي تسكن وتخبت وتخفت

!لقد استغرب كثيرًا من حقيقة تبذير خطيبها لهذا الكنز القيم الذي كانَ يمتلكه

هي وعلى الرغم من سوء حالتها كانت تبدو في عينيه أحلَى بكثير

وعندما سكنت نائمة توجهت سانا إليه شاكرة ولم يستطع حينها اخفاء تعابير فخره بما فعله

هي بكل تأكيد ستخبر مينا بكل ما حدث عندما تستيقظ..وستصفهُ بالفارس المغوار كما هو جلي من نظرةِ عينيها المتوهجة إليه

كانَ اعجابها به واضحًا

وكان يدري أن اعجابها الذي توهج في عينيها لن تختص نفسها به، بل هي ستفضل تمريره لصديقتها

لتعلم أن هناك أخر..رائع

مذهل! قد أبدلها القدر به

!..يالهُ من ماكر

كل خطوة يقوم بها يحسبُ نتائجها بتمعن

لذا نادرًا ما يخطئ ..وعادةً ما يصيب

.!وكأنما الأمور أصبحت تمشي على هواه كما توقع

~

أدركت مينا كل ما حدث صباحَ اليوم التالي

عندما قصت عليها سانا مجريات الأمس

شعرت بالحرج الشديد مما حدث، خصوصًا لأن ذاكرتها لم تدعمها بالكثير

ولم تقصر الأخرى بإضافة عناصر الاثارة والتشويق

ثم جعلت تُبالغ في وصفِ اهتمامهِ بها بينما ترسمُ تعابيرَ حالمة

وفي المقابل، لم تكن مينا مهتمة بكل هذه التأثيرات البصرية والسمعية التي أبدعت بها سانا أبدًا

ولا بغلوها في وصفِه كما لو أنهُ شخصٌ مقدس
أو ملاكٌ كريم

انما هو بشر..محض بشر

وقد علمت مسبقًا بعضًا من سماته التي جعلتها حريصة جدًا في التعامل معه، لذا ..لم تحبذ كثيرًا فكرة أنهُ قد جلبها بنفسه إلى شقتها

شعرت بالاحراج..والقلق

و قد كانت مضطرة لأن تشكره بكل الأحوال

لذا ومن دون أي سابق انذار أخذتها قدميها إلى مكتبه داخل مبنى شركته العملاق

فغرَ فاهها دهشةً من عظمته..ثم تداركت نفسها عندما رأت الموظفين ينظرون بغرابةٍ إليها

وفي جهةٍ أخرى تلقى هو مكالمة من مساعدته الشخصية

تركها معلقة بين الدخول أو الذهاب

وقرر في النهاية أن يتذرع باجتماع وهمي حتى يمنع مقابلتها له

وفيما كان يرسمُ على شفتيه بسمةً رذيلة

كانت هي في المقابل مدهوشة من رد ' سكرتيرته ' بعدما تناقشت معه بخفوت عبر الهاتف

..بدا لها الأمر مُصطنعًا

لم تستطع فهم المقصد من فعلته هذه

وربما كان بالفعل مشغولًا كما تزعم هذه المساعدة الشخصية!، وربما لا

..زفرت عميقًا وأدبرت راحلة

وقررت في صميمها أن لن تعاود كرة زيارته مرةً أخرى

ولا حتى لأجل العمل، بينهما مندوب يؤدي دوره في العمل المشترك بينهما وهذا يكفي

وبالنسبة لشكره فهي ستفعل..لكن من خلال رسالة نصية مجردة من صوتها

ما كانت تدري أنهُ أحب لعب هذه اللعبة معها..' الغميضة' فقط حتى يفاجئها بحضورٍ أخر

!أكثر تميزًا 

 وقد ينتجُ عنه صيدٍ ثمين هذه المرة

هو طموح بطبعه، لا بعمله فقط
..بل بكل شيء يستهويه 

.كل شيء يندرج لخانة مُراده يعمل بكد ليحصل عليه؛ لأن فرحة تحصيل المراد تجعلهُ أكثر ثقة..واغترارًا بنفسه

______

كل الطرق تؤدي إلى روما..أو أن كل الطرق تؤدي إلى سيهون

لم تتحدث مع يوقيوم منذ ذلك اليوم المشؤوم حتى حل اليوم المُنتظر بالنسبةِ إليها

كادت تتخلى عن الفستان الجميل لأجل الحفل، لكن سانا قد ردعتها عن ذلك بل وأضافت لها كل مستلزمات التجميل الأخرى حتى تبدو في أحلى حُلة

هي ما زالت لا تشعر بتلك الثقة الكافية حتى تتخلى عن مظهرها الرسمي خصوصًا بعدَ الكلماتِ التي سكبها يوقيوم فوقَ رأسها

هي الان تتجه إلى مرفأ السفن بحماس شديد..بينما تقود سيارتها التي أخذتها للورشة بنفسها بدلًا من الاعتماد على عديم الفائدة يوقيوم

من الجيد أن موضوعهما ما زال معلقًا في حبال المصير..فلو حلت المشكلة بينهما، لكانت سيارتها الأن ضحيةً لعادات يوقيوم السيئة في استخدامها

!كانت ستضطر لأخذ سيارة أجرة لتذهب إلى المرفأ

"! استمتعي كثيرًا ولا تفكري أبدًا بأي شيء غير اللحظة التي تعيشينها"

كانت هذه نصيحة سانا التي رافقتها إلى هناك، وقد أودعت السيارة في أمانتها قبل ذهابها إلى اليخت الفاخر

حيثُ رأت عددًا من الأشخاص المهمين يلجونهُ بمظاهرهم التي تُبين مستواهم المادي

وقارنت نفسها بهم مستاءة، بينما تجر حقيبتها الصغيرة إلى ذلك المعبر الخشبي الذي أثار ذعرها عندما أخذت تسيرُ فوقه

كان وعلى الرغم من سماكته يبدو هشًا وقابلًا للتهشم في أي لحظة

..وقد كان أخر ما توقعته في تلك اللحظة 

أن يهب أحدٌ لمساعدتها، فالكل هنا يبدو مشغولًا بنفسه وبالتباهي بمظهره الذي تكلف عليه

امتدت لها يدٌ من السماء..تبدو بهية

لكنها تعودُ بأصلها لرجل بسرابيلَ داجية

رفعت عينيها ببطء..كمن يصعدُ الدرجَ خطوة خطوة

ولا تعلم لماذا قد شعرت بكل هذه الدهشة الغامرة عندما استقبلها وجهه

.فقط لو لم تُستر عينيه بعدستي نظارته الشمسية، لكانت قد تمكنت من رؤيةِ غايته بكل وضوح


---



.♡ ولنلتقي 

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top