وادي الأكاذيب
4.
غربت الشمس ولفّ الظلام الغابة غير سامح لضياء القمر بالعبور. جلس هيدان على غصن شجرة واتكأ على الجذع ليستريح. فجأة سمع صوتًا يناديه. فرك عينيه متثائباً وقال بصوتٍ نعس:
– ماذا هناك؟
قفز كاكوزو إلى الشجرة التي كان عليها هيدان ووضع يده على فمه ثم أشار إلى مكان في الغابة. لاحظ هيدان عدة أضواء وسمع محادثة.
– لا بد أن شيئا حدث له ما لم يعد حتى الآن...
– لا تتحدث عن أشياء ليست سعيدة. فلنبحث جميعًا معًا.
– هذا صحيح. ما الذي قد يحدث غير هذا في جنة الأرض؟
أبعد هيدان بعنف يد كاكوزو وتمعن فيهم مرة أخرى. على ما يبدو، فقد كانوا يبحثون عن شيء ما وهم يحملون مشاعلاً في أيديهم.
– هم بلا شك أقارب ذلك الرجل الذي على رأسه مكافأة.
– أقارب ذلك الرجل؟ أأنت واثق؟
كان ضوء المشاعل ينير وجوههم واحداً تلو الأخرى.
– لكن مظهرهم مختلف.
– سأقتلهم هنا.
خلع كاكوزو معطف الأكاتسكي فظهرت أربعة أقنعة على ظهره.
– أوه، هناك! يوجد شخص ملقى على جذور تلك الشجرة...
– كلا، مستحيل! حبيبي!
عثر القرويون على الجثة الملقاة بجانب الجذع فتوالت الصرخات في الغابة. انخلع أحد الأقنعة عن جسد كاكوزو مع عدد لا يحصى من الخيوط السوداء.
– ما هذه التشاكرا؟!
قبل أن يتمكّن القرويون الذين شعروا بتشاكرا مشؤومة من النظر إلى الشجرة التي يقف فيها عضوا الأكاتسكي، شكّل كاكوزو أختامًا يدوية.
– رايتون (عنصر البرق).
انطلق وميض في جميع أنحاء الغابة المظلمة. تلقّى القرويون ضربة مباشرة من التيار الكهربائي وانهاروا غير قادرين على فعل شيء.
– قتل فوري؟ استغرب هيدان.
– أنت الوحيد الذي يضيِّع الوقت دائمًا...
نزل هيدان من الشجرة وتفحّص وجوه القرويين.
– أيعقل أن مظهرهم قد تغير؟
تذكّر الوجوه التي أضاءتها المشاعل، فبدا له أنّ كل من انهار هناك قد غيّر مظهره. نظر كاكوزو مرة أخرى إلى وجه المرأة التي اندفعت نحو الرجل الذي على رأسه مكافأة.
– أنا متأكد أنهم عائلة ذاك الرجل.
– أوي، ماذا تقصد؟ أليس هذا غريبا نوعا ما؟
نظر كاكوزو أيضًا إلى وجوه الآخرين الذين رافقوا المرأة متجاهلًا سؤال هيدان.
– كما توقعت... وادي الأكاذيب... إنه اسم لائق.
– أوي، كاكوزو! اشرح بشكل صحيح! صرخ هيدان الذي نفد صبره.
استدار كاكوزو أخيرًا نحوه.
– هيدان، كل هؤلاء الأشخاص كانوا يعيشون مستخدمين تقنية التحول على أنفسهم طوال الوقت.
– تقنية التحول؟ لماذا؟
– لأنّ كل الذين ماتوا هنا على رؤوسهم مكافأة.
– إيه؟
لم يتذكّر هيدان وجوه أولئك الذين على رؤوسهم مكافأة، لكنه نظر ثانية إلى وجه الجثة الأخرى.
– كانوا بلا شك خائفين لأنّ حياتهم مستهدفة، فبنوا قرية في أعماق هذه الغابة لتفادي الأنظار.
استوعب كاكوزو بسهولة الموقف، لكن هيدان لم يفهم شيئا مما يقوله. أشار إلى الرجل الذي قتله أولاً.
– لكننا تعرفنا على وجه هذا الرجل، أليس كذلك؟
فور ما ظهر ذلك الرجل، أدرك هيدان أنه الرجل الذي كانوا يستهدفونه. ما يعني أنه لم يكن يستخدم تقنية التحوّل.
– تذكر كلمات ذلك الفتى.
– قال: أعتقد أن هناك الكثير من الناس في القرية، لكن... لا أتذكّره.
– بل قال: لو كان هذا الرجل في القرية فسأعرفه. على الأرجح، حرّر هذا الرجل تقنية التحول عندما خرج من القرية وحدث أن اصطدم بنا.
– لماذا حرّر التقنية؟
– ربما لأنه ضجر من العيش وهو يكذب على نفسه. في النهاية، لم يستطع الهروب من ماضيه.
– هممم؟
حتى بعد أن استمع إلى القصة، لم يتمكّن هيدان من استيعاب الموقف جيدًا. الشيء الوحيد الذي فهمه بوضوح هو أنّ جميع سكان تلك القرية لديهم مكافأة على رؤوسهم.
– إذن، تلك القرية...
– إنها جبل من الذهب.
ذهب هيدان وكاكوزو إلى حافة الجرف المضاء بضوء القمر. حمل هيدان قلادة الجاشينية إلى شفتيه وتلا صلاة مبتسماً.
– كل من هناك من المجرمين الذين على رؤوسهم مكافأة. لا تتهوّر وإلاّ ستموت.
– ها؟ هذا إن تمكنوا من قتلي. أنا أريدهم أن يقتلوني يا كاكوزو.
قفز الاثنان من الجرف.
– جاشين-ساما! سأقتلهم! سأقتلهم كلهم!
عند رؤية هيدان الذي حلّ في القرية وهو يصرخ، صُدم الشينوبي الذين كانوا يستخدمون الغنجوتسو لإخفاء القرية واستعدوا للقتال.
– ما الذي يحدث؟!
قطع هيدان بمنجله ذو الثلاث شفرات رقابهم دون حتى البدء في الطقوس. مع موتهم، تغيرت وجوههم. خمّن هيدان أنّ كاكوزو الذي يعرف وجوه أولئك الذين على رؤوسهم مكافأة عن ظهر قلب، كان يستمتع بمشهد تحرير تقنية التحول أكثر منه.
– هيدان، استهدف رئيس القرية... فاحتمال كبير أن تكون المكافأة أكبر على الأشخاص الذين يشغلون منصبًا مهمًا.
– لكنني أريد أن أقتلهم أيضًا!
– ربما هناك خصم ملائم أكثر لك.
– إيه؟
ظهرت علامة استفهام على وجه هيدان وهو يتساءل ما الذي يعنيه زميله، وحينها ظهر وجه مألوف أمام عينيه.
– هيدان-سان.
برز هوهوزوكي من بين القرويين الذين كانوا يركضون محاولين الهرب في حيرة من أمرهم. وقد كان أميوكي، الذي لم يره هيدان قطُّ من قبل، بجواره أيضاً.
– انتظر أيها الوغد، دعني أقوم بالطقوس بشكل صحيح!
أمسك هيدان بالمنجل بسرعة واستهدف أميوكي الواقف خلف هوهوزوكي بقليل، فاخترق النصل رأسه. كان يفترض أن تنكسر الجمجمة وتخرج منها أنسجة الدماغ والدم. لكن لم يحدث ذلك. شعر هيدان كما لو أنه اخترق أرضاً ليّنة.
– هل هي تقنية نسخ؟
تحول جسد أميوكي إلى كتلة من الأرض وانهار كالطين.
– تقنية دوتون (عنصر الأرض)؟
خمّن أنه يشبه تقنية نسخة الأرض التي يستخدمها شينوبي إيواغاكوري (قرية الصخرة المخفية) لكن نسخة أميوكي لم تتجاوب كنسخ الأرض، وكان من غير المعقول أن تكون نسخة من الرمال.
– تحليل هذه الخدع ليس نقطة قوتي...
عندما نظر إلى هوهوزوكي، كان مظهره يتغيّر ليشبه أميوكي الذي سحقه للتو.
– ما هذا أيها الوغد؟!
نظر الصبي الذي كان ينبغي أن يكون هوهوزوكي إلى يديه بعينين خاويتين. وببطء، أخذت الحياة تدبّ في عينيه، وشعر بالتشاكرا تفيض في داخله.
– جدياً؟
لقد كانت تشاكرا غريبة لم يشعر بها قط حتى ذلك الحين.
– أنا... أميوكي...
الصبي الذي كان هوهوزوكي قال أنه أميوكي.
– منذ ذلك اليوم... أعيش باسم هوهوزوكي... لأنني فارغ...
– إيه؟
– هيدان-سان... حتى الآن، كنت أعيش في هذه القرية وتحولت إلى هوهوزوكي، صديقي... بجواري...
في هذه الحالة، الشخص الذي استمع إلى قصته عن الجاشينية بعيون برّاقة كان أميوكي.
– بينما كنت أنا، الكائن المزيف الذي لم يكن أنا... هذه نسخة أميوكي... لقد قتلتها... لهذا السبب أصبحت أميوكي الحقيقي الآن...
عصر أميوكي قبضتيه.
– لقد جعلتني حراً طليقاً!
ضمّ أميوكي يديه وشكّل أختامًا يدوية ثم هاجم هيدان دون إخفاء نيته في القتل.
– أوي! أوي! أليس ذلك ممتعًا ومدهشًا؟
رفع هيدان منجله فوق رأسه ووجّهه نحو أميوكي. وضع هذا الأخير يديه على الأرض وصرخ:
– دايتون (عنصر الطين): جدار المياه الموحلة!
– دايتون؟!
كانت تلك المرة الأولى التي يسمع فيها هيدان عن تقنية كهذه، أو بالأحرى عن عنصر الطين. تحوّلت قاعدة الأرض التي لمسها أميوكي إلى طين رخو. انفجر جدار الطين وانقلب على هيدان متحولاً إلى مياه موحلة.
– مقزّز!
صار هيدان مغطى بالطين الذي سرعان التف حول جسده وتصلب.
– لقد تحررت أخيرًا! لذا... سأقتلك يا من أحترمه أكثر من أي شخص آخر، أنت الذي أصبحت جاري! دايتون: حفرة الطين بلا قاع!
شنّ أميوكي هجومًا آخر على هيدان الذي صارت تحركاته مقيّدة. شعر هيدان بجسده يغرق، وعندما نظر إلى قدميه أدرك أنّ البقعة التي كان يقف عليها تحولت إلى مستنقع لا قاع له. امتدت أيدي طينية لا حصر لها من هذا المستنقع، وأمسكت بجسد هيدان محاولة جره إلى الأعماق. مدّ هيدان حبلًا من كُمِّ ردائه ولفه حول نتوء منزل قريب محاولاً انتشال جسده بصعوبة.
– أنت تستخدم عنصراً لم أره من قبل أيها الوغد!
قفز إلى سقف المنزل ونظر أسفله إلى المستنقع الذي كان ينتشر بثبات. كان أشبه بمدخل للجحيم، إن صحّ التعبير. لو كان كاكوزو مكانه، لكان قد فهم الموقف فوراً على الأرجح، لكن هذه كانت نقطة ضعف هيدان. ومع ذلك، فقد فهم شيئًا واحدًا.
– كيكّي غنكاي... هذا كيكّي غنكاي.
وهي قدرة متوارثة لا يمكن الحصول عليها دون وجود الدم المتناقل في العشيرة الواحدة. قدرة فريدة يمكنها جعل حاملها عرضة للتطرف والحسد والتمييز العنصري. الكثير من الناس عاشوا حياة غير عادية لمجرد حملهم لقدرة كهذه. شارينغان أوتشيها إيتاتشي من كونوها، عضو آخر في الأكاتسكي، أيضاً كيكّي غنكاي. وقد سمع هيدان أنه قتل جميع أفراد عشيرة أوتشيها.
– صحيح... أنا أدمج عنصري الماء والأرض لإنشاء الطين... إن كنت تسميها كيكّي غنكاي، فما قولك في سنجو هاشيراما الذي عرف كأقوى شينوبي على الإطلاق؟ بدمج نفس العنصرين كان يستطيع إنشاء الخشب، تلك أسمى درجة من هذه التقنية. لكن بسبب الطين الذي تلطّخت به، كل من حولي سخر من عشيرتي...
نظر أميوكي إلى يديه الملطّختين بالطين.
– الشخص الوحيد الذي عاملني بلطف كان هوهوزوكي!
تضخّمت تشاكرا أميوكي مرة أخرى.
– دايتون: دمى الطين!
ظهر عدد لا يحصى من دمى الطين على شكل بشري من المستنقع الموحل، صعدت وهي تزحف على حائط البيت مستهدفة هيدان. اقتربت منه وهي تمد ذراعيها على نطاق واسع.
– سحقاً!
قطع دمية طينية بمنجله. لكن الدمية التي انقسمت إلى نصفين، نما لها ذراعين وساقين وتشبّثت بجسد هيدان دون توقف.
– آه، ما هؤلاء؟ صاح هيدان مذعورا.
لمست دمى الطين جسده وتشبثت به كما لو كانت تكسوه. توغلت فيه بالقوة إلى أنفه وفمه. سد الطين المثير للاشمئزاز فمه محاولاً اختراق جهازه التنفسي. كان هيدان يختنق بالطين الذي ملأ جسده كله.
سحب رمحًا حادًا واخترق به رئتيه. دفع إلى الخارج بالطين الذي سدّ مجاريه التنفسية مع الدم الذي كان يملأ رئتيه وبصقه.
– عليك اللعنة! لقد كان هذا مؤلمًا بشكل مخيف أيها الوغد! الألم يختلف عن الوجع!
حتى عندما قال ذلك، ظهرت دمى الطين من المستنقع الواحدة تلو الأخرى، وجاءت تستهدفه. ركل هيدان السقف واستهدف أميوكي بالرمح الذي طعن به رئتيه.
حاول أميوكي تشكيل أختام يدوية مرة أخرى، لكن طرف الرمح الحاد وصل إلى خده أسرع، ممزقاً جلده ما جعل الدم يتطاير حوله قبل أن ينتهي من تنفيذ تقنيته.
لعق هيدان ذلك الدم فتغير لون جسده إلى الأسود على الفور وظهر رسم هيكل عظمي عليه. بصق الدم الذي ملأ رئتيه على الأرض ورسم رمز الجاشينية مطلقاً ضحكة هيستيرية.
– الترتيبات جاهزة!
في اللحظة التي اعتقد فيها هيدان أنّ أمر الفتى قد قضي، أطلق أميوكي تقنيته.
– دايتون: حفرة الطين بلا قاع.
لقد فات الأوان مهما فعل، هذا ما ظنّه هيدان. لكن رمز الجاشينية الذي رسمه على الأرض انهار وتحول إلى طين. خرج من المستنقع ورسم الرمز مرة أخرى، لكنّه اضمحل في الطين ثانية.
– إيه؟! ما هذا الهراء؟!
حينها أدرك هيدان أنّ هذا مستخدم الطين هذا كان أسوأ خصم أمام تقنيته. مدّ أميوكي ذراعيه وارفعت ببطء زوايا فمه.
– من فضلك، أرني مرّة أخرى كيف تصلي لجاشين-ساما!
مدركًا لنية القتل في هجمة أميوكي، تجنبها هيدان بالقفز في الاتجاه المعاكس. في ومضة، سقطت دمية طينية على المكان الذي كان وقف فيه هيدان. كانت القرية مبنية في حفرة جرف، لذا كل شيء فيها من أسقف وجدران كان مصنوعاً من الصخر والتراب. بدأ السقف يتحول إلى طين وسقطت منه دمى طينية بفعل الجاذبية.
– أنت موحل يا ابن العاهرة!
فجأة سمع هيدان صوتًا يناديه باسمه. عندما نظر ناحية الصوت، رأى كاكوزو على السطح يحمل على ظهره رجلا مجهول الهوية.
– كاكوزو! ساعدني!
– لقد ألقيت القبض على رئيس القرية. لكن كان هناك الكثيرين بجانبه... عدد الناس هنا أكثر مما كنت أتصور. لقد قتلتهم جميعاً لذا استغرق الأمر وقتاً.
خمّن هيدان أنّ الشخص الذي كان يحمله هو رئيس القرية.
– إذن من الأفضل أن تدمّر القرية بتقنيتك، أيها الوغد!
– أأنت أحمق أم ماذا؟ لن أمكن من التمييز بينهم إذا ألحقت ضرراً بجثثهم.
– ألا تهتم سوى بالمال أيها الوغد؟!
بينما كان هيدان يشتكي، قفز كاكوزو كما لو كان يفكر في شيء ما وهبط بجواره.
– لا فائدة من القتال هنا، عد إلى الغابة وإلاّ ستموت.
بدلاً من مساعدته، قال كاكوزو ذلك وعاد لاستهداف قرويين آخرين. ضحك هيدان مرتعباً، وصرخ عليه وهو يبتعد مديراً ظهره له:
– أتقول هذا لي أنا، يا كاكوزو؟!
تخطى هيدان دمى الطين واندفع نحو مدخل القرية، ثمّ قفز إلى الغابة على الجانب الآخر.
لحقه أميوكي إلى الغابة وأطلق تقنية حفرة الطين بلا قاع مرة أخرى. تحولت الأرض حول الأشجار إلى طين وبرزت جذورها، فانهارت الواحدة تلو الأخرى.
– لا يوجد مكان لتهرب إليه، هيدان-سان! كل الأرض تتحول إلى طين... ما دمت على اليابسة، فلا يمكنك الهروب مني!
قفز هيدان فوق المستنقع متجنباً الأشجار المتساقطة وركض مسرعاً. كان في ورطة، ومع ذلك، رصدت أعينه شيئًا. استدار وتحقّق من وجود مسافة جيّدة بينه وبين أميوكي، ثم طعن يده بالرمح.
– هيدان-سان، دعني ننهي الأمر هنا!
شكّل أميوكي أختاما بيديه. وعندئذ، شعر بألم حاد في ساقه. انثنت ركبتيه وسقط على الأرض الموحلة. رفع رأسه فلمح هيدان واقفاً على جذع كبير مقطوع والرمح مغروز في فخذه.
– تم ضبط الترتيبات!
على الجذع كان رمز الجاشينية وهيدان يقف وسطه.
– التحدّث بشكل غير مباشر سخيف جداً يا كاكوزو!
"لا فائدة من القتال هنا، عُد إلى الغابة." كان تلميحا قصد به أن يرسم الرمز على الجذع. سحب هيدان الرمح وطعن نقطة في الجزء الأيسر من صدره. لقد فاز.
– كما هو متوقع منك يا هيدان-سان...
ابتسم أميوكي بلطف وهو يحدق في هيدان.
– أيها الوغد ستعاني كثيراً وستموت!
– هذا ما أتمناه...
نهض أميوكي متحملاً الألم في ساقه وجلس مستقيما.
– الشخص الذي ساعدني عندما كنت محتقرًا من قبل الناس من حولي، هو هوهوزوكي... ولكن ذات يوم، جاءت مجموعة من الشينوبي الذين كانوا يعيشون على تجارة العبيد حول القرية التي كنت أعيش فيها، واختطفوا النساء والأطفال... كان هوهوزوكي من بينهم... (يقصد الأطفال المختطفين).
حدّق أميوكي في الفراغ متذكرًا حقائق ذلك اليوم.
– لقد استخدمت الدايتون لإنقاذه... كدت أقضي على العدو... مع ذلك كبداية، أصبحت مطلوباً مع مكافأة على رأسي... ولكن لم يكن هناك فقط هؤلاء الرجال الذين حاولوا الحصول على رأسي.
أردف أميوكي وعيناه تنظران بعيدًا.
– بعد استخدامي تلك التقنية أمام أعينهم، خاف القرويون وحاولوا قتلي أيضاً...
كانت قصة تتكرّر كثيرًا. إحدى الأمور اللاعقلانية التي تتفشى في هذا العالم. أن يحاول الضعفاء القضاء على الأقوياء متخذين الخوف على حياتهم من خطرهم كذريعة.
– سمع هوهوزوكي عن الجنة على الأرض وقال لنهرب إلى هناك... انسى الماضي، انفصل عن كل شيء وحاول العيش بسعادة... لكن في الليلة التي قرّرنا فيها الهرب، قُتل هوهوزوكي على يد القرويين الذين اشتموا رائحة الخطر...
انهمرت الدموع من عيني أميوكي.
– كنت أرغب في الموت معه، لكن هوهوزوكي أخبرني أن أعيش متطلعاً للمستقبل. لذا ذهبت إلى الجنة على الأرض بمفردي... ومع ذلك، لم أستطع نسيان هوهوزوكي الذي مات من أجلي... أصبحت سعيدًا في وادي الأكاذيب هذا...
ابتسم أميوكي بينما تهاطلت دموعه.
– هوهوزوكي الذي علّمني النور، مات بسببي. لكن... سأقتلك، هيدان-سان، أنت الذي أريتني النور. سأكون قادرًا على أن أصبح تضحية من أجل جاشين-ساما.
كان أميوكي يتقبل موته بامتنان. حتى هيدان فهم ذلك.
– هيدان-سان، أيمكنك أن تسدي لي معروفًا؟ هناك شيء أريد تكريسه لجاشين-ساما.
– شيء تريد أن تكرّسه؟
– أجل...
أغمض أميوكي عينيه قبل سماع الإجابة وبدأ في يشكّل أختام اليدين.
– يجب أن تذبح جارك...
كانت أختامًا معقّدة مختلفة تمامًا عن تلك التي رآها هيدان من قبل، وقد لفّت التشاكرا جسده بالكامل.
– أول شيء عليك أن تستهدفه... هو هذا الجار! دايتون: الانهيار الأرضي!
وقف أميوكي ومد يده باتجاه القرية. فقز هيدان على شجرة وهو يتساءل عما يفعله. من هناك رأى قرية الجنة على الأرض. تحول الجرف الذي كانت فيه إلى طين دفعة واحدة، وتحولت قطعة التراب التي كانت تدعم القرية إلى طين فانهارت على الفور ليبتلعها النهر العميق.
– أوي، هل كاكوزو بخير؟!
لقد قلق بشأنه بشكل غريزي، ولكن لأنه "كاكوزو" قبل كل شيء، فالأرجح أنه على ما يرام. سخر هيدان من نفسه وقفز من الشجرة. عندما هبط على الجذع، اخترق قلبه بقوة
– ابتهج يا جاشين-ساما! صرخ هيدان بينما طفت على وجهه تعابير نشوة ألم الموت.
– جيد.
بسماع ذلك، ابتسم أميوكي بسعادة وبصق كمية كبيرة من الدماء.
– يبدو أنك قتلته...
لقد تورّط كاكوزو هذه المرّة أكثر من أي وقت مضى، لكنه نجا من القرية دون مشاكل. لقد قضى أيضًا على الأشخاص الذين على رؤوسهم مكافأة كبيرة. ومع ذلك، فإن الشخص الذي يحمل أكبر مكافأة على رأسه في القرية كان أميوكي. فلم يقتل مجموعة الشينوبي الذين هاجموا قريته فحسب، بل قتل أيضًا القرويين الذين قتلوا هوهوزوكي. كانت هناك مكافأة ضخمة على رأسه في السوق السوداء، وكان أيضًا مجرمًا مطلوبًا وضع اسمه في البينغو بوك.
– بالحديث عن نسخ الظل، حقيقة أنه ترك شخصيته الحقيقية في القرية ربما تعني أنه كان يريد أن يتم العثور عليه بطريقة ما...
نظر كاكوزو إلى هيدان الذي كان مستلقيًا على الجذع يتلو صلاة، وأيوكي الذي كان جثة هامدة. أثناء قيادته له في القرية، كانت تعابيره جافية، لكنه يبدو راضٍ الآن.
بالنسبة لأميوكي، الذي قتل كلاً من مجموعة شينوبي التي هاجمت قريته وأهل القرية التي ولد ونشأ فيها، كان وجود الجاشينية التي سمحت بالتضحيات، بالنسبة له خلاصه الإلهي.
– متى تنتهي من هذه الصلوات؟ أريد الذهاب إلى مركز استلام المكافآت.
بخلاف تذمره المعتاد، ابتسم هيدان مستمتعًا، رغم إزعاج كاكوزو له أثناء صلاته.
– اليوم مات شهيد، لذا ستكون أطول من المعتاد.
ملاحظة المترجمة: هنا تنتهي قصة هيدان وكاكوزو. أعتذر عن تأخري في تحديث هذه الرواية لكن ترجمتها لم تكن سهلة بالنسبة لي، لقد اضطريت على العمل بالنسخة اليابانية الأصلية. فعلت ما بوسعي لإيصال المعنى الدقيق دون أن تكون الترجمة حرفية. أتمنى أن تنال إعجابكم. لا تنسوا التصويت كي تدعموا هذه الترجمة وتصل إلى قراء آخرين من محبي ناروتو. إن كانت لكم أي آراء عن القصة أو شخصياتها فشاركوها معي في التعليقات، أكثر ما يسعدني على الواتباد هو التفاعل معكم. القصة التالية في الكتاب تخص ديدارا وساسوري لكن من المحتمل أن أترجم قصة كونان قبلها. سأشرع فيها هذه الأيام لكن لا أعلم متى سأنشرها، هذا يعتمد على انشغالاتي الأخرى وأيضاً عملي على روايتي ناروتو - ما قبل القصة. أرجو تفهمكم. دمتم في رعاية الله وحفظه.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top