الفصل الخامس
الفصل الخامس||دُلَّـــنِي!
_يا شيخ محمد أريد منك جوابا شافيا فيما يخص الأغاني
طلب بادر خليل بطرحه، فأدرك جمال أنه المقصود منه، فضل أن يبقى صامتا مستمعا، فقال الشيخ مجيبا عليه:
_هذه المسألة فيها تفصيل يا بني، ولا يمكنك أن تقول أنه حلال أو حرام على إطلاقه، ما يجب أن تعرفه هو أن الغناء له تقسيم: الكلمات، وما يصاحبها، ومن يؤديها، فأما الكلمات فإذا كانت ليس فيها ما يخدش الحياء، أو يناقض الدين، أو ما شابه فلا بأس بها، وأما ما يصاحبها: فهو آلات العزف، ولم يُحَل لنا منها إلا الدف، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) فبين هذا الحديث أن الأصل في المعازف الحرمة، ولمْ يَجُزْ استخدام شيء منها سوى الدف، وهو يستخدم في الأعراس عادة، وقد قال الله سبحانه وتعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} وقال جمع من المفسرون وعلى رأسهم عدد من الصحابة أنه الغناء، وقد سئل ابن مسعود رضي الله عنه عن معنى هذه الآية فقال: (والله الذي لا إله غيره هو الغناء، والله الذي لا إله غيره هو الغناء، والله الذي لا إله إلا غيره هو الغناء) وهو عبد الله بن مسعود الذي قال عن نفسه: (والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين نزلت، ولا أُنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أُنزلت) فهل نحن أعلم منه بمعنى هذه الآية، هو وغيره من الصحابة رضوان الله عليهم؟ وأما بالنسبة لمؤدي الكلمات فإن كان رجلا يتغنج في أدائه، أو يغني ما فحش من الكلام، أو ما صادم دين الله -فلا يجوز سماعه، وإن كانت امرأة بين الرجال أو يسمع صوتها الرجال فلا يجوز ذلك أيضا، وباختصار فإن الغناء الذي يجوز سماعه هو الشعر الذي يُلقى بدون أن يكون خادشا للحياء وما شابه، وبدون أن يكون مؤديه متغنجا به، ولا يصحبه آلة عزف عدا الدف إن وجد، وأن يكون غناء امرأة بين النساء، ما عداه فلا يجوز والله أعلم!
ظل جمال على صمته بعد أن تكلم الشيخ؛ لم يرغب بأن يعلم الشيخ أنه يستمع إلى الأغاني، لكن خليل لم يصمت بل سأل سؤالا آخر فقال:
_ولكن يا شيخ ظهرت طائفة اليوم تقول أنه لم يرد دليل صحيح صريح على تحريم الغناء، وأن معنى قول الله في الآية (يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ) أنه عام وليس خاص، ويقولون أن الأصل في كل شيء الحِل ما لم يرد دليل على تحريمه، وبذلك هم يردون الحديث السابق بدعوى عدم صحته، فما ردك على ذلك؟
أخذ الشيخ نفسا عميقا ثم قال:
_أما الحديث فقد ثبتت صحته، ولكنهم أكسل من أن يبحثوا في إسناده، أو ربما هم لا يرغبون بذلك كي لا تقوم عليهم الحجة، يا بني من يريد الهروب من قيود الشرع إلى فسحة هواه فسيصنع ألف وسيلة وحيلة لذلك، فإن كانوا سيخالفون قول ابن مسعود رضي الله عنه فأين هم من قول ابن عباس رضي الله عنه حينما سأله رجل قائلا: ما تقول في الغناء؟ أحلال أم حرام؟ فقال ابن عباس رضي الله عنه: لا أقول حراما إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حرام. فقال الرجل: أحلال هو؟ فقال ابن عباس: ولا أقول حلالاً إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حلال. فنظر ابن عباس إلى الرجل، فرأى على وجهه علامات الحيرة. فقال له: أرأيت الحق والباطل إذا جاءا يوم القيامة، فأين يكون الغناء؟ فقال الرجل: يكون مع الباطل. وهنا قال ابن عباس: اذهب فقد أفتيت نفسك!
إن كنا سنبتعد عن الأدلة الموجودة بين أيدينا فلنسأل أنفسنا أسئلة كسؤال ابن عباس رضي الله عنه، لنسأل أنفسنا هل نرضى أن نموت ونحن نسمع الأغاني؟ هل نرضى أن نلقى الله بهكذا خاتمة؟ وكيف كانت حال من مات وهو يستمع الغناء؟ وهل تؤجر بسماعك للغناء؟ وهل تكون حياة من يستمع إلى الأغاني سعيدة؟ والله يا بني إن الغناء يطفئ نور الإيمان في القلب فيترك صاحبه هائما في عتمات الحياة، وماذا ترجو من قلب انطفأ نور الإيمان فيه؟ ولك في التاريخ خير عبرة، انظر إلى حال المسلمين حينما كان الأمر السائد بينهم أنهم لا يسمعون الأغاني ولا يلقوا لها بالا، وانظر إلى حالهم بعد أن أفسدتهم الأغاني، يكفيك قول أحد أعداء الإسلام حين قال (كأس وغانية يفعلان بالأمة المحمدية ما لا يفعله ألف مدفع) فالغناء أقل ما به أنه يلهو عن ذكر، وذا ليس بالأمر الهين، فقد جعل الله طمأنينة القلوب بذكره فقال ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ وقال سبحانه ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا﴾ نسأل الله الهداية لنا ولجميع المسلمين
بإنصات وتفكير عميقين ظل جمال يستمع إليه، يسأل نفسه تلك الأسئلة التي طرحها الشيخ آنفا، حينها نطق دون وعي منه:
_وكيف السبيل إلى نجاة قلب قد أُشْرِبَ حب الأغاني؟
حدق به الشيخ ثوانٍ وهو يتمعن سؤاله جيدا، ثم قال بقلب ناصح:
_أولا لابد أن تُخلص نيتك لله في تركها، وأن تسأله دائما أن يطهر قلبك منها، ثم تذكر أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، فإذا علم الله صدق نيتك أعانك وسدد خطاك، كما أنه يمكنك أن تسمع إلى شيء آخر غير الأغاني، الأناشيد مثلا، ولكن حذارِ أن تكثر من سماعها، فهي أيضا مضرة إن كثرت، أشغِل قلبك بذكر الله وقراءة كتابه، كيلا يبحث عن شيء آخر يسد به فراغه، وتذكر يا بني أن الشيطان حريص على أن يضلنا معه، هو لن يتركك وشأنك، فإما أن تشغل نفسك بذكر ربك فتطرده، وإما أن تبقى بلا شيء فيشغلك هو بما يضرك، ونحن يا بني خلقنا للعبادة، ومصيرنا إلى جنة أو نار، فإذا كنا نريد الجنة فلنبذل لها ما تستحق، فكما قال صلى الله عليه وسلم (ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة) واعلم أيضا أن الجنة حفت بالمكاره، والنار حفت بالشهوات، فطوبى لمن قدم رضى ربه على رضى نفسه، وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى
لم يعلق جمال بشيء بعد انتهاء الشيخ من طرح نصيحته، بدا واضحا من كلام الشيخ أنه أدرك أن جمال يسأل عن نفسه فأجابه بخطاب مباشر له، كان جمال يحدث نفسه: لا يعقل أن يستمر بهذا الطريق وقلبه لم يعد مرتاحا له، لم يهده عقله إلى حل سوى واحد، لكنه صعب، صعب وثقيل، إن أخل به فسيكون وزره أكبر من عدم لجوئه إليه، فهل سيلجأ إليه مهما كان؟
أخذ خليل يتحدث مع الشيخ من شيء لآخر وجمال يستمع فحسب، إنه الآن يدرك حقا معنى أن يكون لك صديق صالح، لو لم يكن كسبه من مجالسته إلا الشعور بالراحة، والإقبال على الطاعة بسهولة لكفى به كسبا
أنهى خليل حواره مع الشيخ وتركه ليغادر إلى منزله، وحان دورهم بالعودة إلى منازلهم هم أيضا، وحين غادروا كان في نفس جمال رغبة وحيدة قد عزم على تنفيذها بخصوص سماعه للأغاني
**********
تحلقت عائلة خليل حول عشائهم تلك الليلة، يجلس الرجال وحدهم، والنساء وحدهن أيضا، محمد متزوج وبالطبع زوجته لا تظهر على إخوته، عادة ما يتناولون طعامهم بهذا الشكل
أخذ خليل يأكل بنهم، ربما لسعادته بما حدث فجر هذا اليوم مع جمال، ولكن فجأة تحدث والده قائلا:
_سيعود يوسف مع عائلته قريبا وهذا يريحني كثيرا
نظر إليه أولاده متفهمين قصده عدا خليل الذي لا يعرف شيئا، غير أن الشكوك ساورته فقال:
_عودته تريحنا جميعا، أعتقد أنه ما مناسبة لذكر هذا، إلا إن كان هناك ما لا أعلمه
أطرق الآخرون برؤوسهم نحو طعامهم رغبة في عدم مشاهدة ما سيحدث في حين رد عليه والده:
_بالطبع سأرتاح لأنه سيشغلك عن جمال الذي صدعت رأسي به، لن أسمح لك بالبقاء معه مرة أخرى مهما حدث
أرخى خليل يده التي كادت ترتفع إلى فمه بلقمة من الطبق الذي أمامه، أخذ يفكر ويحلل ولم يسعفه تفكيره إلا إلى توقع السيء، تحدث بنبرة عالية بعض الشيء بعد أن استفزته كلمات والده:
_لقد أخبرتكم ألف مرة أن ما أرسله لي ذلك اليوم كان مزاحا فحسب، وأخبرتكم أيضا أنه لم يسمع إلى الأغاني في ظل وجودي أبدا، لمَ لا تصدقوا أنه ليس بذلك السوء؟
حملق به والده برهة ثم علق:
_لم يستمع الأغاني وأنت بجانبه ولكنه أرسلها لك! ربما هي الأغاني وحدها التي كان يتجنبها برفقتك، كم مرة شرب الدخان وأنت بجانبه؟ وكم مرة أُذن للصلاة فذهبت من جانبه وهو لم يحرك ساكنا؟ وهلم جرا، المشكلة ليست في أنك لا تفعل ما يفعله، المشكلة أنك ستألف ما يفعله، ما يجعل أمر وقوعك في ذلك مسألة وقت فحسب، ثم انظر إلى نفسك الآن، كم مرة تذهب للصلاة في المسجد؟ هاه؟ انظر بتمعن وحكم عقلك
لم يملك خليل نفسه فرد بغضب حاول جاهدا كبته فلم يستطع:
_أنت تعلم من الذي تسبب حقا في عدم ذهابي إلى المسجد، كما أنهم هم أيضا سبب عدم ذهابه
لم يعجب والده ما قال فرد عليه بنبرة لا تقل غضبا عن نبرته:
_لم يمنعك أحد من الذهاب، قل لي اسم واحد فقط منعك من الذهاب وسأذهب إليه معك لنتفاهم، ثم إنك إن تركت مجالسة ذلك الشقي فستكون معاملتهم لك كالسابق وأفضل، أنت فقط تضع في رأسك أفكارا وتبقى تقلبها حتى تنضج على رغبتك، أنت من قرر عدم الذهاب، ماذا سأستفيد إن تركتك تسير حسب رغبتك؟ رغبتك هذه التي لم نجني منها خيرا في السابق
_لم يطردني أحد حرفيا لكنهم فعلوا ذلك بسوء تعاملهم معي، أي رغبة ستكون لدي بالذهاب لرؤية وجوه لا تطيق رؤيتي؟ وعلى أية حال أنا لم أقطع صلاة الجماعة، إنني أذهب إلى جامع الرحمن وأنت تعلم هذا، جمال لم يغير شيئا بي، فقط توقفوا عن النظر إليه بهذه النظرة، لا زال مسلما إنه أخ لنا، له واجبات علينا لا مناص لنا من أدائها
قال خليل ذلك منفعلا وقد أحمر وجهه، حينها أشار له محمد أن يجلس وقال بنبرة حاول أن يجعلها هادئة:
_اجلس يا خليل لا فائدة من غضبك الآن، لقد انتهى كل شيء بالفعل
نظر إليه خليل غير مدرك لقصده وسأل:
_ماذا تعني؟ ما الذي انتهى؟
رد عليه والده بكل برود:
_لقد ذهبت إلى والده وأخبرته أنني لا أرغب برؤية ابنه مع أحد من أولادي
صدم خليل بما سمع فتكلم لا إراديا:
_هكذا دون مقدمات؟ وتجرؤ؟
ضرب والده طاولة الطعام ليقف من مكانه هو الآخر وقد بدا الغضب واضحا عليه، نطق مزمجرا:
_من أنت لتعلمني ما أقول وتحاسبني على ما أفعل؟ أنا أفعل وسأفعل ما أراه يصب في مصلحتكم حتى وإن لم يعجبكم، الحق عليّ لأني سمحت لك بمجالسته، انظر كم أصبحت وقحا، وتقول أنه لم يؤثر عليك، فتى بائس!
كانت نار الغضب تفعل فعلها في قلب خليل الذي لا زال والده يصدمه بكلمة تلو أخرى هذه الليلة، للتو فقط كان سعيدا بما حققه مع جمال، والآن كل شيء يذهب أدراج الرياح بطرفة عين، شد قبضة يده محاولا كتم غيظه قدر المستطاع ثم تحدث قائلا:
_ما الفرق بيننا وبين ذوي النفوذ وأرباب المال الذين يجعلون بينهم وبين الناس حواجز إذن؟ ننظر إلى أنفسنا وكأننا ملائكة أو من عباد الله الصالحين، أو كأننا بُشّرنا بالجنة وغيرنا على شفا حفرة من النار، لمَ هذه النظرة الدونية لإخوتنا المسلمين؟ إن كان الله قد من علينا بالاستقامة فهذا شيء بيده وحده، لمَ الكبر إذن؟ لو شاء لجعلنا عاصين له عبدة للشيطان، ولجعلهم طائعين له متقين، أنا لا أفهم لمَ كل هذا التفريق؟
رد عليه والده بنبرة كلها ثقة محاولا عدم إظهار تأثره بما قال:
_نحن لسنا ملائكة، ولا ندعي أن الجنة لنا والنار لغيرنا، ولكننا نعرف أن من لم يصلح نفسه لن يصلح غيره، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل) لأنه وبطبيعتنا البشرية سنميل إلى ما عليه جلساؤنا
همهم خليل ساخرا ثم علق:
_انظر للحديث من زاوية أخرى أيضا، ألن يكون لهم تأثر بنا أيضا؟ ألا يرغب أحدهم بأن يجلس مع من يعينه على الخير؟ ما ذنبهم إن كنا نحن من يتهرب من الجلوس معهم؟ للأسف نحن لا ننظر إلى الآيات والأحاديث إلا من وجهة نظرنا فحسب!
قال جملته الأخيرة ثم جلس محاولا أن يجعل الأمور تهدأ، لكن والده علق بقوله:
_ألم أقل لك أنك أصبحت تقيمنا وتعطينا قدرا حسب ما يمليه عقلك؟ انظر إلى نفسك فحسب، انظر إلى نفسك كم أصبحت شخصا مختلفا، لم يعد يسرني أن أراك لأنك أصبحت ترفع ضغطي بنقاشاتك الغبية
كافح خليل كثيرا ليبقى سيما أنه لا يريد سماع ذات الجملة تتكرر من فم والده «أصبحت شخصا مختلفا» إنها الجملة التي يقولها كل مرة بشكل مختلف لكنه لا يتخلى عنها، لكن خليل لا يحتمل من والده عبارات مثل تلك التي قالها آنفا «لم يعد يسرني أن أراك» كانت هذه الكلمات أشد عليه من أي شيء آخر، لم يستطع بعدها الجلوس نهض من على الطاولة واتجه صوب الباب، نطق محمد محاولا إعادته:
_خليل لا تذهب، أنت لم تتناول عشاءك جيدا
واصل خليل سيره معلقا:
_لقد شبعت!
خرج من غرفة الطعام ليمر من جانب ميمونة التي كانت تستمع لحديثهم في الخارج، لم تجرؤ على الدخول فهي تخاف من والدها حين يكون غاضبا، سمعته وهو يقول إثر خروج خليل:
_ويقول أنه لم يؤثر عليه، فتى عاق، لابد أن تعاد تربيته
رد محمد محاولا تهدئته:
_لا تضغط على نفسك يا أبي، سيكتشف خطأه ثم يعود من تلقاء نفسه
بحكم معرفتها بمحمد كانت ميمونة تعلم أن تلك الكلمات ما هي إلا محاولة لامتصاص غضب والده، لكن ما الذي سيفعله مع خليل بعد هذا؟ لا شك أنه لا يسره ما يحدث مع خليل، كانت تود أن تلحق بخليل وتحاول مواساته، لكن ما إن فكرت أنه ليس لديها ما تقوله له حتى عدلت عن رأيها، ستتركه لمحمد، أو على الأقل حتى يسعفها عقلها بكلمات مفيدة
**********
في الناحية الأخرى كان جمال هو الآخر حابس نفسه في غرفته، لقد كانت صدمة قوية له حينما تحدث معه والده هذا اليوم قائلا «يا ولدي كُفَّ عني كلامهم فقد تعبت، دعهم وشأنهم ولا تقترب من أولادهم، حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين»
عبارة أتم بها حديثه بعد أن أخبره بما طلبه منه والد خليل، لم يشعر جمال بمقت نفسه كما حدث معه هذا اليوم، لقد شعر كما لو أنه قادم من الجحيم وعائد إليه، ولكن ليس وحده بالطبع، وهذا ما يجعلهم يحذرون منه ويبتعدون عنه، لكن ما إن تذكر أن ما حصده من نتائج أفعاله في الماضي لم يكن إلا ضررا عليه حتى قرر أن يتركهم وشأنهم، ويوكل أمرهم لله كما قال والده، وأن يعامل ربه فحسب، شاء الناس أم أبوا، فهم لن يقدموا شيئا ولن يؤخروا
وفجأة باغتت تفكيره عدة أسئلة: ماذا عن رغبته تلك وتلك الفكرة التي أتته فجر هذا اليوم في المسجد؟ هل حقا أنه قرر أن ينبذها هكذا وبكل سهولة؟ أيعود القهقرى من أول تحدٍ وُضِعَ أمامه؟
حينها لاحت الإجابة الحاسمة، والقرار القادم: لا، بل إن الوقت المناسب للتنفيذ هو الآن.
¶_______________¶
انتهى الفصل الخامس
الحمد لله قدرت أراجع الفصل أخيرا وأعدل عليه
رأيي في الأغاني والموسيقى كتبته في هذا الفصل بكل وضوح، مع الأدلة والتفصيل على ذلك
لا تنسوا الاطلاع على المقاطع في هذا الفصل، لأنها مهمة جدا، أهم من مقاطع الفصول الماضية
توقعاتكم حول القادم؟ :)
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top