8
6:59 pm
لقد كَان مَوعد مُحاولتهَا الثانية للمَوتْ.
ولكنْ هَا هيَّ، عَادتْ إلَى حيثُ تمكُث، تَرمِي بِكُل ملابسهَا وكَلْ مَا يلزمهَا بدَاخل الحَقيبة، مَازَالتْ ترتجف، لَمْ تَستطِع تَصدِيق أنهَا تملكْ مكانًا لتذهب إليه، وهيَّ كَانتْ مُتجهة إلَى هُناك.
أهذَا مَا تحدثْ عنهُ؟ فُرص؟ لأنْ هذه بالتأكِيد فُرصة، لبدأ حيَاة جدِيدة مَع بداية جدِيدة.
هيَّ كَانتْ تَضعْ كُل مَا تستطِيع وضعهُ بالحقِيبة بعجلة، وذهبتْ عينيها لتستقَر علَى چونجكوك الذِي كَان مُتكئًا علَى البَاب يَفحصْ غُرفتهَا الصَغِيرة بعينيه.
كَانتْ غُرفتهَا بحَالة فَوضَى، هيَّ كَانتْ مُنشغلة كُل يَومْ وبالكَاد استطَاعت ترتِيبها.
كَانتْ الملَابس مُبعثرة علَى الأرضية برفقة بعض المُهملَات، هيَّ نظرتْ سريعًا حَول الغُرفة آملة ألَّا يكُون هُنَاك أي ملَابس دَاخلية مُلقَاة.
كَانْ الأمرُ وكأنهُ قرأ مَا يدُور بذهنهَا لأنهُ أخذْ خطوة للخَلفْ "سأنتظركِ بالخَارِج"
هيَّ أومأتْ لهُ وأكملتْ حزمْ حقائبهَا.
بَعَدْ الذهَاب لمنزل خَالتِها، كيف سيكُون الأمر؟ هيَّ لَمْ تكُن جيدة أبدًا فِي مُقابلة أُنَاسٍ جُدد، هيَّ ليستْ بشخصٍ اجتماعي ابدًا وقَدْ مرتْ فترة طَويلة مُنذ أنْ قَابلتْ هذَا الجُزء من عائلتهَا.
وماذا سيحدُث لهُ؟
هُو كَانْ يتحدثْ عَنْ الذهَابْ بعيدًا، وهذَا سيكُون وداعًا لهُ، هُو كَانْ مجردْ غَريبْ، لا تعلمْ عنهُ شيئًا سوَى اسمه، وجُزء منْ قصته.
ولكنْ جُزء مِنْ خَاصتهَا كانْ مُرتبطّا به بالفعل.
لَقَدْ كانتْ ساعاتْ قليلة، ولكنْ وجودهْ بالقُرب منهَا كَانْ مُرِيحًا وكأنهُ أمرٌ معتاد، رُغَمْ أن كلاهمَا كَانْ صَامتًا مُعظمْ الوقتْ إلّا أنْ الأمرْ لَمْ يكُن محرجًا.
هذَا مُؤلم..
أخيرًا لاحظتْ هذَا، هيَّ لا تُرِيد توديعه.
بشكلٍ مُفاجئ هيَّ خَرَجتْ منْ حلقة أفكارهَا حِينْ سمعتْ صَوتْ أقدَامْ ثَقِيلة وكأنْ صَاحبهَا يَجُر قَدميه، وقَدْ توقفْ علَى بُعد خطوة مِنْ باب غُرفتهَا.
هُو دَخَلْ غُرفتهَا وسريعًا امتلأ الهوَاء برائحة الكحُول الرَديئ.
كَانْ لحيتهُ الكثيفة دليلّا أنهُ لَمْ يحلق مُنذْ مُدة، كَان يحَاولْ أنْ يَقِف متوازنًا بينمًا يُضيقْ عينيه ليتفحص إن كَانتْ تقف أمامه بالفعل.
وكأنْ قلبها توقفْ عنْ النبضْ فجأة، كَانْ والدها يقف أمامها.
"مَاذا تفعلين هُنا؟" هُو أمسك بمقبض البَابْ ليُعِينْ نفسه علَى التوازن، كانْ يبدُو كشخصٍ مُشرد بثيَابهْ المُتسخة وأقدَامهْ العَارية.
"أستعدْ للرحِيل" حاولتْ إخفَاء خَوفهَا وجذبتْ حقيبتهَا.
"آوه" هو أومأ وكأنهُ تَفَهمْ.
هو أدار ظهره مستعدًا للرحيل ولكنهُ توقف فجأة وعاد ليواجهها"خالتك اتصلتْ" بدأ بفرك جبينه وكأنهُ يحاول التذكُر.
"ترِيد رفع دعوة قضائية ضدِي"
جَفْ حلقهَا واضطربتْ انفاسهَا إثر التوتر، كُل مَا كَانتْ تأملهُ أنْ يكُون مرهقًا أو ثملًا ليبدأ شجارًا.
"هي واللعنة قالت.." هو تمَايل أثنَاء أخذْ خطواتٍ أقرب لهَا بينمَا هيَّ ابتعدتْ للخلف.
هو فقد توازنهُ ولَمْ يجد سوى طاولة مُذاكرتها الهشة الأساس ليتشبث بهَا، بذَات الثانية انقلبتْ الطَاولة مُصاحبة لصوتْ تَحطِيم.
كَانتْ صورتهم العائلية الوحيدة، أصبح الزُجاج مُتناثرًا بكُل مكَانْ.
هُو استقام مُجددًا "هي واللعنة قالتْ أنهَا ستقضي علي"
"هل هذَا ما استحقهُ لإطعامي بابنة سَاقطة كُل هذه السنوات؟" هُو تحركْ باتجاهها مُتفاديًا الزُجاج المُنتشر بالأرض.
أرادتْ التحدث، ولكنهَا لَمْ تستطِع، وكأنْ هُناكْ صَخرة بحلقهَا تَحجبْ عنهَا الهواء والكلمَات، وقَدْ أرتطمْ ظهرهَا بالحائط لتُصبح منْ دُون مهرب، امتلئات عينيهَا بالدمُوع، لطالمَا سبب لهَا الرُعب ولكنْ وجهه لَمْ يكُنْ مُسببًا للذُعر هكذَا قبلًا.
"هذَا مَا أحصُل عليه لإعتنائي بابنة ساقطة!" كَانْ جسدهُ يهتزْ غضبًا ولَمْ يَبدُو ثملًا علَى الإطلَاق رُغم أنْ عينَيهْ كانتْ حمرَاء إثر الكحُول.
سوچين شعرتْ بيدهْ تلتفْ حَول عُنقهَا وكأنهُ لا شيء "الأنْ تُريدينْ الذهَاب لخالتكْ؟ تُريدين القضَاء علي بواستطها؟"
بدأتُ يدهُ تُغرز عميقًا بعُنُقِها "ايتهَا الساقطة النَاكرة للجَمِيل"
كَانتْ تُحاول الحصُول علَى الهوَاء، ارتفعتْ يديهَا لتحاول تحرير نفسهَا ولكنهُ لَمْ يتحركْ.
عينيها ذهبت للأعلَى احتياجًا للهواء وتَصَبغ وجههَا بالأحمر.
هيَّ شعرتْ أنهَا النهاية.
ولكنْ بعدهَا هُو توقفْ فقطْ ليجذبْ شعرهَا ويُلقِيها أرضًا فَوق الزُجاج المنثور، وسريعًا هيَّ بدأتْ تتنفسْ بصعُوبة، جَانب وجههَا وأحد ذراعيهَا بدأ بالنزِيف لدخُول قطع زُجاج صَغِيرة بهمَا.
هُو كَانْ يسُب ولكنهَا لَمْ تستطِع سماعه، ما استطاعتْ الحصُول عليه من رؤيتهَا الضبابية هوُ أنهُ كَانْ واقفًا بالقُربْ منهَا ثُم شعرتْ بركلة علَى معدتهَا مُسببة إنطلَاق الدَمْ مِنْ فمهَا.
أغمضتْ عينَيها بألم تَستَعدْ لمَا سيحدُث تاليًا، بعد ثوانٍ قليلة هيَّ فتحتهُم ولكنهَا وجدتْ نفسهَا وحيدة بالغُرفة، همهماتُه الغاضبة منْ الغُرفة المجاورة كَانتْ مسموعة.
هيَّ بدأتْ تتحركُ ببطئ علَى الأرض وشعرتْ انهَا علَى وشك الإستفراغ، كُل جزء بجسدهَا كَانْ يَصرخُ ألمًا والمزِيد منْ الزُجاج كَانْ يصنعْ طريقًا لداخل جسدهَا ولكنهَا حاولت الإبتعاد.
وفجأة بدأتْ بالتساؤل عمَا سيفعلْ والدهَا إنْ رأى چونجكوك.
هو يبدو وكأنهُ فقدْ صوابه ويمكنهُ فعل أي شيء، وأنْ يقتل أيضًا.
هيَّ بدأتْ تأنِي بألمْ ودمُوعهَا قَدْ بللتْ وجنتيهَا الحمراوتين.
هيَّ علمتْ أنْ والدهَا يُمكنْ أن يخرُج بأي لحظة الأنْ.
هيَّ حاولتْ النهُوض والوصُول للسُلمْ الخارجي لتكسب الوقتْ ممسكة بحقيبتهَا، أخرجت هاتفهَا لتطلُب رقمْ النَجدةْ، رُبمَا كانتْ قلقة علَى نفسهَا ولكنْ قلقهَا علَى چونجكوك هو ما سيطر علَيها بهذه اللحظة.
"هذَه نجدة ١١٩"
"رجائًا ارسلوا أحدًا، أبي سوف.." هيَّ قالتْ سريعًا قبلْ أنْ يتمكن العامل منْ إنهاء كلامه "سوف يقتلنا!"
"هل يمكنكِ إخبارنَا بمكَانك؟"
هيَّ أجابتْ سريعًا ولكنْ هاتفهَا وقعْ حينْ رأيت چونجكوك واقفًا في نهاية السُلم، كَانْ يُحدقْ بها بغَير استيعاب لما يحدثْ.
"سو..سوچين!" هو بدأ يصعد باتجاهها بسرعة "ماذا حدث لكِ!"
"يجبْ أن تذهب! لقد اتصلت ب.." قَاطعْ صراخهَا كلمَات والدهَا المُمتلئة بالغيظ "اذًا حاولتي الإتصال بالشُرطة؟"
هيَّ نظرتْ للأمامْ ووجدتْ چونكوك يقف مُمسكًا بسكين، كَانْ يبدُو وكأنهُ فقد صوابه.
"انتِ ساقطة! تمامًا مثل والدتك!" هو بدأ يركض ليصعد السلالم.
وقفْ چونجكوك يُشاهد ما يحدثْ بأعينْ مُتسعة، هو كان يقف أمام سوچين بثلاث سلالم ينظُر لوالدهَا الذي بدأ يصعد باتجاهه.
كَان والدهَا يركُض ولكنْ چونجكوك ظلْ واقفًا مكانه.
هيَّ رأتْ والدهَا أتٍ باتجاه چونجكوك.
أو كأنهُ عبر خلاله.
مرتْ ثوانٍ وجسدهُ مُلتصق بچونجكوك الذِي أصبح جامدًا مكانه.
والدهَا صَعد سُلمة أُخرَى باتجاهها ثُم سقط جسدهُ للخلف مُتدحرجًا علَى السلالم بينمَا يصرُخ.
هيَّ فقَطْ وقفتْ بمكانهَا تُشاهد الأمرْ كاملًا يحدُث بأقل منْ ثانية، توقف تنفسها، وكأنْ الوقتْ قَدْ توقف ايضًا.
قَبلْ أنْ تفقد وعيهَا هيَّ رأتْ چونجكوك يهرع إليهَا بنظرات قلقة، بدى كأنهُ تائه لا يعلَمْ ما يفعلْ، كُل ما استطاع فعله هو أن يتمتم بكلمات قليلة.
"انا اسف...انا اسف.."
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top