1
"كنت علَى وشك فعلها" هيَّ تمتمت ببطيء ولكن كُل كلمة كان يملأها الكثير من الغضب والإغتياظ.
"لماذا اوقفتني؟" هي صرخت دون مقدمات، وتلك كانت المرة الأولَى التي تحدثت لهُ بها.
فزع الفتَى لسماعها، هو لَم يفكر بأن فتاة تبدو هزيلة وضعيفة مثلها ستملك صَوتاً قوياً أوجهُوري كهذا.
"هذا هُو سبب قَولي أنِي سأبقَى معك" هو قال وبدا عليه الفزع. "حتَى السابعة مساءاً"
"انا لا أعرفك حتَى!" هيَّ صاحت تبكِي واضعةً رأسها علَى رُكبتيها.
أطلق الفتَى تنهِيدة صغيرة "هَل هُناك شيء تريدين فعله قَبل الموت؟" هذا السؤال كان موجهاً لها ولكن الأمر بدا كما لو أنهُ يحدث نفسهُ.
هيَّ أعطته نظرةً مُضحكة بعينيها اللامعة قَبل ان تسخر"هَل تحاول أقتباس دور الجنية الساحرة التي تُحقق الأماني؟"
هو أدار رأسهُ باتجاهها وأطلق ضحكة خافتة وسُرعان ما تلاشت "من يُصدق هذا الهراء؟" هُو مد ذراعيه بكسل "لقد قَاطعت عملك المُهم لذا دعِيني أكُون رفيقك"
هو بدا لها كهؤلاء الشباب المتلَاعبين، الكثِير قبله ظنوا أنها سهلة المنَال، هي بدت كذلك. ضعيفة للغاية، هشة، عديمة الثقة، ولكنها لم تملك وقتاً للفتيان، هي بالكاد كانت على قيد الحياة.
هو ظَلَّ يُراقبها منتظراً إجابة؛ ولكنها ظلَّت صامته، ثُم فجأة ظَهر صوت شَقْ صمتهم، هي لم تأكل مُنذ البارحة لذا من الطبِيعِي أن تُصدر معدتها صوتاً كهذا.
هي لَم تفعل شيئاً سوا أنها ضمت رُكبتيها أكثر تجاه معدتها من ثُم التف ذرَاعيها حولهم.
"اذاً، هذه هي أُمنيتك الأولَى" هو قال بلطف.
هي تفاجئت نوعاً ما لظنها بأنهُ سيسخر منها.
-٨:٢١-
"
أمتأكد أنكَ لا تريد أي شيء؟" هيَّ سئلت الفتى الذي كَان يصنع دوائر وهمية فوق الطاولة مستخدماً أصابعه.
كان عليهم الإنتظَار لبعض الوقت إلَى حين فتح المطعم.
"لَيس لدَي شهيةٌ لِلأكْل" هو رد ينظُر للدوائر الوهمية التي صنعها فَوق الطاولة بينما شعرهُ الذي تصبغ بالأسود يتأرجح فَوق جبينه.
هيَّ في العادة لم تكن ستأكل؛ ولكنهُ يومها الأخِير لذا لن تُمانع أن تُنفق المَال الذِي عملت بجد لتحصل عليه، غالباً في كُل صباح هي تأكل الرَامِن الرخيص.
"سأدفع أنا"
"لا أرِيدك أن تفعلِي" هو قال ينظر بعينيها، هزَّت كتفيها ثُم بدأت بفك الغُلاف الذي كان يُحيط بالشطيرة بيدها، ربما هو ليس جائعاً، هذا ما فكرت به.
وقَبل أن تبدأ بالأكل هيَّ نظرت للشطِيرة عن كثب، من الطبيعِي لطلاب المدارس الثانوية أن يتناولوا الطعَام خارجاً معظم الأيام، كان هذا لا يعني شيئاً لهم، ولكنه يعني الكثير لها.
هي في الواقع لم تحظَى بوجبة جيدة منذ ان غادرت والدتها، هي لَم تشتَاق لهذَا أيضاً.
ولكن بعد مرُور ثلاث سنوَات بهذا الوضع هي أرادت تذوق طعام جيد، كالطعام الذِي اعتادت والدتهَا أن تُعده لها، الطعَام الذِي أعتادت تناوله عندما كانت والدتها تصحبها خارجاً وكَانت تحرك قدميها ذهاباً وإياباً مُنتظرتاً الطعام بلهفة.
هي ابتلعت الغُصة التِي تكونت بحلقها والتِي كانت تدفعها للبكاء.
"أنا لِي سُوچِين" حَاولت جعل صوتها يبدو طبيعياً.
هو أومأ ببطئ وسوچِين تنتظر منه أن يعرف عن نفسها ولكنه لم يفعل.
أليس من الطبِيعي أن يُعرف الشخص عن نفسه حِين يبَدأ الطرف الأخر بالتعرِيف؟
"وأنت؟" هيَّ سألت أخيراً.
"أنتِ لا تحتاجين لمعرفة هذا" تِلك المرة هو كان يمرر أصابعه حَول حافة المزهرية المُستديرة والتِي كانت موجودة للزِينة.
الأمر بدا كما لو أنهُ لم يستطع الجلُوس للحظة أُخرَى، هو غرِيب، وهي فقط كانت تعطِيه نظرَات واثقة لأنهُ من المفترض أنهَا من لم يكن سيقول اسمه؛ ولكن حدث العكس.
"اذاً ستنهين حياتك بالسابعة مساءاً؟" هيَّ ببساطة اومأت رداً علَى سؤاله ثُم أعادت تركيزها إلَى الطعام مُحاولة تناسي المُحاسب والنادل اللذان كانا يُعطيانها نظرَات تثير توترها مُنذ أتت، فمن سيأتي لهنا بالصبَاح الباكر بكدمَات تملأ جسده.
"لماذا؟" وضع الفتَى المزهرية بمكانها.
"أنت لا تحتَاج لمعرفة هذا."
صمتٌ مرِيب سَاد الأجواء حتَى تكلم الفتَى مُجدداً "اذاً، ماذا سنفعل تالياً؟" هيَّ نظرت للساعة المُعلقة بألة الدفع، مدرستها تبدأ بالتاسعة صباحاً.
"سنذهب للمدرسة" هيَّ تحدثت بصوتٍ مُنخفص للغاية ولكنهُ إستطَاع سماعها.
"كما لو أنكِ تُحبين المدرسة" هو تحدث مُقتضب الحاجبين، هو لم يحب الفكرة.
هيَّ لم تحب المدرسة، لم تفعل أبداً، علاوةً علَى ذلك المدرسة هي أحد الأسباب التِي جعلت حياتهَا أكثر تعاسة وبُغضاً؛ ولكنها لم تملك المَال الكافي لتقضِي الوقت خارجاً، كان لديها القليل من المال في خزانتها بالمدرسة، داخل تجوِيفة سرية بالخائط الداخلي للخزانة.
إنها كمية قليلة من المَال ولكنها فعلت هذا -خبئتهم- لأنهم كمية كبيرة بالنسبة لها.
هيَّ نهضت فَور أن أنتهت من تناول طعامها مُتاسئلة لماذا كانت تتحدث لغرِيب، أو لما ستأخذه لمدرستها حتَى.
الفتَى نهض من مقعده أيضاً، زاوية فمه أرتفعت للأعلَى كما لو أنهُ يقرأ عقلها.
"أنا غرِيب بالنسبة لكِ، ولكنكِ لستِ غريبة بالنسبة لِي"
________________
اسفة علَى التأخير("":
رتبت جدول للتحدِيثات ومش هتأخر تاني🌻😹
رأيكم؟🍟🐨
تقييم من 5؟☄
أي نقد أو تعدِيل؟🌻
لافيوهه، باي.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top