part4|| الأسوأ

«يا إلهي»
هَمستُ ألقي بجسدي على سريري، كان اسبوعًا مرهِق بكل معنى الكلمة، فُتِح باب غرفتي بقوة ومن ثم دخول والدتي الغاضبة، رمشت بتفاجئ حين تقدمت قائلة بصراخ:
«لما المطبخ بحالة من فوضى؟ أليس اليوم دورك، بالأمس كان دور ميا، انهضي حالًا لتنظيفه»

«ولكن يا أمي...»

كنت احاول استعطافهَ ومع الاسف خطتي فشلت، أمي تضع لنا جدولًا لتنظيف المنزل يوم عليّ المطبخ ويوم عليّ المنزل كما الحال مع ميا، قاطعت حديثي مكملة:
«ليس هناك لكن، إن لم تنهضي على الفور عليك نسيان الانترنت لمدة اسبوع عقبًا لكِ، ثم لاتحاولي التحجج بالمدرسة أو ذلك النادي، أنتِ من تتعبين نفسك سُدى»

«هل طلب الراحة أمر كبير لهذا الحد أمي؟!»أنتحب بعقلي، طبعا لن اقول هذا لها، فهذا لن يزيدها سوى غضبًا فوق غضبها.

أومأت لها بينما أسير خلفها ناحية المطبخ صادفت ميا تحدق نحوي بشماته مثلما فعلتُ لها ذات مرة، على ذكر ميا؛ هي شقيقتي الكبرى، ذات عيون رمادية وشعر بني يصل لمنتصف ظهرها، في سنتها الاول من الجامعة أي تكبرني بسنتين.

نظرتُ بذهول إلى المطبخ، سيكون يومًا طويلًا وأكثرُ إرهاقًا، بدأت بالاطباق المتزاحمة فوق المغسلة تليها الملاعق والاكواب وما إلى ذلك.

«وااه ! عليّ مكافأة نفسي بعد بذلي مجهودًا كهذا»
قلتُ لذاتي فقد أنتهيت أخيرًا بعد ساعة من التنظيف، أشعر أني المرأة خارقة.

بدأت بصنع عجينة الفطائر التي تستغرق عشر دقائق لا غير وكمية تكفيني فقط وبالطبع سأعطي أمي وإلا ستبقى تلومني لأني لم اتشاركها معها، ثم انتقلت إلى الموقد أضع فوقهُ ابريق لأعداد الشوكولاته الساخنة.

بعد ثلثِ ساعة خرجت من المطبخ خلسة احمل من أن يرى أحد ما معي، بين يدي صينية بها كوبين من الشوكولاته الساخنة مع الفطائر الموضوعة بصحن دائري الشكل زجاجي

اقفلت باب غرفتي تحسبًا لأي هجوم من أحد أشقائي وأعني بذلك ميا ودانييل أخي توأم ميا وعلى الرغم بأنهما توأم إلا أنه ليس بينهما تشابه في الشكل لان دانييل تشبه والدي من حيث شعره الاسود وعيناه الخضراء.

ثم جلست القرفصاء على سريري نظري مثبت على حاسوبي المحمول اقرأ نصًا في مدونة على الإنترنت -شبكة المعلومات- لكاتبة اتابعها مؤخرًا

(تزاحمٌ خانق:
لا أحد يفهم ما بيني وبينكِ؛ وإن كانت الاتصالات بيننا شبه منعدمة، لقاءتنا ربما سيطول موعدها، نطمئن على بعضنا بالرسائل النصية بين فترة وأخرى وما يضايقني أني دائما ما اكون المبادرة، صارت روحي مرهقة.

أحيانا أتساءل هل أنا صندوق تفرغين بؤسك فيه ثم تختفي؟ لا تشغلي بالك، أرى أن فِكري تأثر من أللحاحهم الشديد، ألا يدركون أن حديثم يتعبني، باتت التساؤلات تخنقني، في كثيرٍ من الأحيان يخبروني بأن أقطع علاقتي بك وسأكون بخير وغيرها الكثير... مع مرور الوقت، صنعت سجنًا لنفسي فتصبح مقيدة، لا مزيد الحديث المريح ولا الصراحة المطلقة..فقط أجلد ذاتِ لتبقى داخل سجنها.)

«يبدو أنها تمر بوقت صعب»
همستُ ما انهيت قراءة هذا النص، فالغريب أنها دائما ما تكون نصوصها إيجابية يبدو أني أعتدت على ذلك فصرت أرى أنه يجب أن تكون كلها هكذا، قمت بقراءة بعض التعيلقات وكانوا يشارموني الرائي ...قضمت من فطيرتي بينما أحرك أصابعي فوق لوحة اللمس أنتقي المسلسل الذي أضفته قبلًا إلى قائمتي.

«أنظري أمي ماذا أعدت لكِ ابنتك الحبيبة»
قلت بنبرة لطيفة امد لها فطيرة وكوب الشوكولاته، فأنا لن آتي إليها على الفور فاضطر لمقاسمة حصتي مع ميا أو دانييل، هما يملكان صفة مشتركة وهي اللؤم، بمعنى أن شاهدوني اعد شيئا ما، سيحاولون أن يأخذوا منه بكل الطرق الممكنة.

الآن موعد نومي يكفيني كل هذا المهم أني استطعت ضم أمي إلى صفي، ما أن وضعت رأسي على وسادتي حتى بدأ يصدر صوت إشعارات من هاتفي، زفرت بسخط اسحبه فقد كان مرمي بإهمال قربي، كانت رسائل من الفتيات
' يا نورسين لدينا بالغد امتحان مُفاجئ في الأحياء'

'أيضا لا تفكر المعلمة بإعادته لنا لذا حاولي الدراسة قدر ما تستطيعي ونحن سنفعل المثل وبالطبع سنتوجه للمديرة حتى تخرج بحلِ مناسب لن نجعل علامتنا تتناقص بسبب امتحانها'

«ماذا ينقص هذا اليوم ليصبح الأسوأ»
حدثت هاتفي وأنا على وشك البكاء، هل حلّت عليّ لعنة ما بهذا اليوم، نهضت بسخط لأبدأ للدراسة، يبدو أن شعوري بالأسى على الكاتبة أنتقل إليّ.

وصلت للدرس الرابع على تمام الساعة الثالثة فجرًا، أشعر أني سأسقط في أي لحظة نائمة، خرجت للصالة بين يدي كتابي وبدأت بالدوران بينما أحفظ، إن الاحياء رائع لكن ممتلئ بالمعلومات التي تحتاج الحفظ ثم الحفظ ثم الحفظ...ركزي يا نورسين ركزي تفكيرك لن يجدي نفع وأنتِ تحاولين الحفظ.

أنقضت ساعات الفجر وحلّ الصباح ولم أستطع النوم ولو ساعة، بدأت بتجهيز نفسي ثم توجهت للحاسوب القي نظرة على جدول المهم لأجد اشعار من المدونة ضغطت عليه

(رفاق ما من داعِ للقلق لم يحدث معي شيء، شكرا لإهتمامكم كل ما في الامر أني كتبت هذا النص عندما شد انتباهي أحدى الصور على الأنترنت فقمت بكتابة ما شعرت به من نظري إليها...)

لم أستطع قراءتها بالكامل فأنا بالكاد استطيع تناول شيء ما ووجهي ملتصق بالكتاب خائفة أن تضيع معلومة ما من رأسي أو أن المديرة لن يكون بمقدورها تقديم أي مساعدة

________
~نهاية الفصل~

رأيكم ؟

theskeletonpetra
TheWhiteAngeli

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top