part1||كان حلمًا

« أستغفر الله العظيم واتوب اليه»

~نبدأ~

«في الحصة القادمة؛ سيكون أمتحان عملي لخلط المركبات لغرضٍ ما، ادرسوا بجد، سيكون ممتعا »

بصوتها الهادئ وابتسامتها الرقيقة، تعلمنا الآنسة شارلوت معلمة الكيمياء؛ عن امتحان الحصة القادمة، تذمر البعض؛ لأنه في الغد لدينا أمتحان في الفيزياء.

يا إلهي، ما العمل..لم أفتح كتاب الكيمياء منذ فترة؛ كنت اعطي المواد الأصعب الأولوية، وبالطبع أنا والفيزياء لا تجمعنا علاقة لطيفة البتة.
خرجت المعلمة، وجاءت سيلينا صديقتي، تجلس بجانبي، مسنده خدها على كفها اليمنى، قائلة بانزعاج بينما يدها الاخرى تعبث بخصلاتها الشقراء:

«لقد افسدت مخططنا للغد، وسنبقى طوال الوقت نقرأ الكيمياء حتى يحين موعد الامتحان»

ضحكت على حالنا، دائما هكذا نهمل الكيمياء لأجل غيرها، أليست هذه تضحية كبيرة، يجب عليهم تقديرنا على الأقل.

وضعت كتابي داخل الحقيبة ورددت مُبتسمة محدقة بعدستيها العسلية:

«لابأس، نستطيع مساعدة بعضنا البعض إن تعسر علينا شيء، وربما حينها لن نضطر إلى التخلي عن مخططنا»

«هل أنته نقاشكما البائس، لدينا نادي نهتم به أيضا»
تدخلت هي را بحزم؛ تنبهنا عن اهمالنا لنادي الفنون الذي أنشأناه قبل سنتين، هي كذلك صديقتنا، منذ سبعة سنوات، أي منذ انتقال عائلتها من كوريا إلى لندن، شعرها حالك السواد كما عينيها اقصر منا بقليل.

ركضنَ بسرعة، حيث جميع أعضاء النادي بانتظارنا، اعتذرنا على التأخر.

بدأ كل عضو بعمله، وتفرقت أنا والفتيات لمساعدتهم، بعد فترة علقت اللوحة خاصتي، أخذت مني اسبوعين كاملين من العمل، لو تراها كانت ستقول:

«هذا ما تضيعين وقتك من أجله، تاركة دراستك»
هي تحب ما أفعله وتدعمني، لكن وقت الدراسة؛ لا تقبل أن اضعه ضمن قائمة المواد المدرسة وتقول أنه سيؤثر على معدل درجاتي

مضى الوقت سريعا وأنته الدوام المدرسي، كان يومًا خفيفا، بالطبع سيكون كذلك لان الغد متعب، ودعت سيلينا و هي را، لحظة نزولي من الحافلة، ركضت
«عدت للمنزل »
صرت في الردة بينما أخلع حذائي، ركضت إلى غرفتي، بدلت ملابسي، جلست على الكرسي انظر الكتاب فوق المنضدة وكما العادة البداية بالفيزياء الشريرة، لا أدري لما ندرسها، أعني نحن لن نحسب سرعة جسم ما أو مدة سقوطه و لن نهتم بالموجة وخواصها وما إلى ذلك.

اخذ مني ثلاث ساعات لأنتهي منها، لففتُ الكرسي المتحرك أنظر إليّ نفسي في المرآة المستطلة، شعري البني الطويل والجميل اصبح اشعث كالمعكرونة وعيناي الرمادية اصبحت مرهقة، تنهدت بإنزعاج ومن ثم انتقل للكيمياء، هي أيضا ليست بذلك اللطف، ومع ذلك علاقي معها لابأس بها، فقط نتشاجر أحيانا على رموز المركبات المتشابه
___
«نورسين، دورك أريد أن تجعلي لون النار برتقالي »
بدأ الامتحان وها قد حان دوري، تملكني التوتر، لم استعد جيدًا، تقدمت ناحية النار متكونه من الفحم المشتعل، قررت المعلمة أجراء الامتحان في الباحة الخلفية للمبنى المدرسي.

نظرت إلى المواد التي يجب عليا خلطها، أعلم أنها من مركبات الكلوريدات، لذا أمسكت دورق مخروطي يحتوي على الكمية من الكلور ثم ماذا...يا إلهي نسيت أيهما الصوديوم أم البوتاسيوم، هيا نورسن تذكري Na أو K، أعتقد أنه البوتاسيوم، أجل هو بلا ريب

مزجت البوتاسيوم مع الكلور،ويعطينا كلوريد البوتاسيوم، بدأت بذرة منه على اللهب لأضمن عدم حدوث تفاعلات مضادة وأنتظر مع الرجوع قليلا للخلف.

على حسب المعلومات التي قالتها المعلمة في أحدى الحصص، حيث أن طول اللهب يجب أن يبلغ إلى ثلاثين سنتيمتر، كما يجب رش المركب من الحافة وليش المنصف حتى لا يحدث تأجج قوي، وقد يعرضني للخطر مثل ما حدث مع سيلينا، المنظر رائع ومرعب
بعد ذلك بدأت بإضافة المركب حتى تغير اللون إلى بنفسجي، كنت سعيدة للغاية، خلعت القفزات والنظارة الواقية والقناع بسرعة ثم التفت لأرى المعلمة شارلوت غاضبة.

مهلا، هي قالت برتقالي وليس بنفسجي صحيح، وقعت في ورطة، رمت الكتاب نحوي تفاديته فسقط في النار البنفسجية التي أصبحت تلتهمه

«نورسين أيتها الحمقاء!»
كان صراخ الآنسة شارلوت مخيف، قادمة نحوي مع عصاهَ
__
«لا!»

نهضت وصراخي، هز المنزل بالكامل، حدقت حولي بجزع، لأجد نفسي في غرفتي وكتاب الكيمياء مفتوح أمامي، لقد كان حلمًا لا أنه كابوس:

«كم أكرهك أيتها المركبات، حتى أحلامي لم تسلم منك»

____________^___________
نهاية الفصل

أتمنى تنال أعجابكم؟
مشارك في فعالية إيكونا 💜

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top