الفكرة الخامسة والثلاثون
كان مراهقاً انطوائياً، ونابغة بشهادة جميع مَن عرفوه.
لطيف ومهذب، ولكنّه حادّ الطباع في بعض الأوقات.
تميزت حياته بالرّتابة والثّبات، مثلها كمثل شخصيته.
بدا أمر امتلاكه أصدقاء بعيداً -وربما مستحيلاً- في أعين والديه وبقية العائلة...
فكيف إذاً مع انخراطه وسط مجموعة من الصّحبة؟ جروّه بشقاوتهم وحيوتهم نحو مغامرات عديدة لوّنت حياته وحوّلته من مجتهد وحيد إلى مجتهد اجتماعي!.
في الحقيقة، انقصر انفتاحه حديث العهد في مجمله على أصدقائه، بينما حافظ على ذات الحدود الجامدة في تعامله مع سائر المعارف الآخرين.
عاش الأصدقاء أجمل الأوقات سوياً، وكان لكل فرد منهم ذكريات خاصة قضاها رفقة زميله العبقري بعيداً عن علاقتهم العامة.
عند نقطة ما، حلّت سحابة ثقيلة على الأجواء، استمرت في النمو حتى لم يعد أمر تجاهلها مجدياً، ولم يعرف أي منهم لحظوظه السيئة سبباً.
بدأ كل شيء حينما تعرقل ابتعاث إحدى الصديقات للخارج. رغم أن الأمور كانت تسير بسلاسة حتى وقت قريب مضى!.
لاحقاً، لم يتمكن أحدهم من موافاة والدته إلى مكان إقامتها الجديد بعد انفصالها عن والده، وكان قرار المحكمة مريباً في ظلّ المعطيات الراهنة.
يوماً بعد يوم، توالت الأحداث الغريبة، والأغرب هو مفادها إذ تبيّن للجميع أنّ معاملاً خفياً يواظب على إبقاء الأحوال كما هي دون تغيير، إلا أنّ أيّاً منهم لم يحاول إخراج حدسه هذا للعلن...
انقضت الأشهر، تليها السّنوات وبقي الحال ثابتاً كما يفضّله النابغة؛ مركز المجموعة بلا منازع، والذي يدور الجميع حوله مسحورين بذكائه وشخصيته الفريدة، متغاضين مرة وجاهلين مرّات بما تنطوي عليه من جوانب متملكة سيئة.
كان ذلك حتى حاول أحد الأصدقاء أن يتمسّك بعلاقته بمَن يحبّ، معزّزاً إياها جنباً إلى جنب مع علاقته مع رفقته القدامى.
واحداً يتلو الآخر، شرع الأصدقاء في الاقتداء به! متجاهلين ومتخطيّن كل العقبات المتولّدة بمعدّل متزايد يصعب تفسيره، مخالفين بقرارهم هذا ما اعتادوا عليه جميعاً من فشل في العلاقات أيّاً كان نوعها خارج المجموعة؛ بل وحتى تلك في الداخل لو أنها فقط أظهرت بعض ملامح التعمق والانزواء بعيداً.
بسهولة وعى المعامل الخفي على تطور الأحداث، والتمس بألم معالم مساحته المعتادة بينما تتغير وتتحوّل شيئاً فشيئاً إلى شيء غريب لا يشبه ما تأقلم معه وأحبه يوماً.
فما كان منه إلّا أن انغمس بتهور في رسم وتنفيذ المزيد من الخطط المجنونة التي نجح بعضها، في حين باء معظمها بالفشل الذريع متسبباً في تضاعف حدة هوسه أكثر بعد، متخلياً لأول مرة عن حذره فيما يفعله.
استمتع الأصدقاء بنتائج اصرارهم الإيجابي، غاضّين الطرف عمّا تبقى من عقبات وعثرات قد أصبحت بتصميمهم مجرد حصوات ضعيفة التماسك.
خلال تلك الفترة العصيبة تمكن أحد أقطاب المجموعة من القفز فوق السطحيات وإدراك عمق ما يجري، وأخذ على عاتقه مَهمة مساعده صديقه العزيز على التخلص من عقدته المرضيّة، أملاً في عيشه حياة أكثر صحية ومتعة، فعمل ضمن خطة محكمة عبر خطوات ومراحل مدروسة جيداً مقسّماً مهامه بين خفيّة هدفها التقصيّ، وأخرى علنية خفيفة الوقع تهدف إلى توعية عزيزه لما أغفلته عنه طباعه العقيمة.
-
انتهيت أخيراً.
على فكرة أنا ما بكره الاستفاضة في الشرح، بالعكس بتأمل إنّي هيك اقدر اعطي كل تفاصيل الفكرة -القصة- حقها؛ على الأقل بحاول اتجنب اللغط بعدين لو حدا اتبنّاها.
قبل الطلب يجب قراءة فصل المقدمة بتمعّن، لطلب أي فكرة املأ الاستمارة الموجودة في وصف الحساب وفي فصل المقدمة.
بتمنى من الروائي يلي حابب يتبناها يهتم بكل التفاصيل والعناصر وما يهمل شي.
أي نقطة مو مفهومة؟
-
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top