المقدمة : بداية الاحداث
الحياة ما هي إلا لعبة لإختبار صبرك ومدى قدرتك على التحمل ، ولآخرين ما هي إلا روتين حياة يومي ممل لا يتغير أبداً ، إلا أنه وبكل حال لا يدوم حال الحياة على روتين معين فكل شيء لابد له وأن ينقلب بالنهاية .
البداية :
قبل مئات آلاف السنين عندما كانت البشرية غارقة بالظلام الدامس إذ لم تعرف سوى الحروب ، والدماء ، وما جعل الامور تحتد هو وجود تلك المخلوقات الخارقة للطبيعة من مصاصي الدماء والسحرة وتلك الحروب التي قامت بينهم والتي أسفرت مئات من الضحايا البشرية دون إحتساب الضحايا من كلا الجانبين .
عدة سنوات مضت ليجتمع ما يقارب مئة ساحر وهم كانوا آخر من تبقى من جنسهم بإحدى منازلهم المبنية بين الجبال وقد اتقنوا إخفائها جيدا .
لم يكن سبب اجتماعهم ذاك إلا لينتقموا من مصاصي الدماء وان كان ذلك يعني إبادة جنسهم ، تحدث أحدهم وقد تركت الحياة على وجهه العديد من التجاعيد لتثبت للجميع أنه الأكثر خبرة بينهم جميعا .
إمتلك شعر طويل غزاه الشيب بأكمله بينما عيناه الزرقاوتين تشعان بالحكمة و الحده بآن واحد :" لقد قمنا بإبادة معظم عائلات مصاصي الدماء ولم يبقى سوى ثلاث أسر وهي الأسرة الحاكمة والأخرتين من الأسر النبيلة ونحن لم يتبقى لدينا ما يكفي من أعداد لهزيمتهم "
قاطعه أحدهم وقد كان شابا بمقتبل العمر وعيناه الفضيتين تشعان بالحياة والقوة بينما كان إنفعاله يظهر جلياً مع تحركات جسده وخصلات شعره السوداء الحريرية :" يستحيل لنا ان نتوقف ونختبأ ، أنا أفضل الموت في ساحة المعركة "
حدجه ذاك الكبير بشيء من اليأس وهو يجيبه ": أنتم الشباب لا تفكرون أبدا، مصاصي الدماء مخلوقات متكبرة وتمتاز بكبريائها وعزة نفسها الشديدة لذا يمكننا الإنتقام منهم عن طريق جعلهم يعيشون بالذل وتحت رحمة البشر "
نظر له الجميع بإعجاب شديد وقد راقت لهم الفكرة ليردف كبيرهم :" هذا الأمر سيستنفذ طاقة حياتنا ولكننا سنكون قد رددنا لهم الدين بأضعاف ، وأيضاً سنبقي دائما ساحر يعيش بين البشر كأنه أحدهم وهذا عن طريق أخذ كل قواه وختمها وجعله بشري بالكامل إلا عند تحقيق شروط معينه ستستيقظ قوته و سيتم إبقاء هذا المنزل له حيث سيريه كل ذكرياتنا وحياتنا إن إحتاج لذلك فهو قطعا سيجد طريقه لهنا "
أومأ الجميع إيجابا بشيء من السعادة فصحيح أنهم سيموتون جميعا ولكن على الأقل ليس دون فائدة .
*****
بعد عدة أشهر من ذاك الإجتماع كان رؤساء الأسر الثلاثة لمصاصي الدماء مجتمعين معا ليتناقشوا بأمر إختفاء السحرة من الوجود بلا أي أثر ، وفجأة هالة عظيمة إجتاحت ذاك القصر والقصران الآخران لمصاصي الدماء لعدة دقائق ثم أختفى .
نظر الجميع لبعضهم البعض عدة دقائق بدهشة وإستغراب شديد فلا أحد منهم كان قد تأذى إذا ماذا حدث ؟
تحدث ذلك الحاكم بشيء من السخرية بعد أن إنتهى من تفقد نفسه :" يبدوا أنها محاولة فاشلة للسحرة البائسين "
ضحك من يجلس معه بإستهزاء شديد قبل أن يأمر أحد الحرس بأن يحضر له بشري ما لإمتصاص دمائه ، وما إن تم تنفيذ طلبه وحاول غرس أنيابه به حتى ارتجف جسده بالكامل وشعر بنفسه يفقد السيطرة على جسده ليلقيه بعيداً عنه .
نظر البقية له بدهشة بينما نطق الحاكم وجسده لازال على تلك الحالة :" هذا فظيع للغاية لا يمكنني إمتصاص دمائه وهنالك صوت مزعج للغاية داخل رأسي يخبرني بأنه علي طلب إذن البشري أولاً لأصبح تابعاً له !"
نهض البقية بسرعة وحاولوا إمتصاص دمائه لكن النتيجة لم تختلف فقاموا بقتل البشري إذ ظنوا بأنه فريد من نوعه أو يحمل لعنة ما لهم ، لكن الأمر لم يكن كذلك فقد إكتشفوا بأن البشر جميعاً محصنون ضدهم وأن أنيابهم لم تعد تفيدهم دون أن يسلموا أمرهم للبشر وهذا هو بحد ذاته كان ضرباً من المستحيل بالنسبة لهم !
******
وبالوقت الحاضر لم يعد أحد من البشر يذكر تلك القصص إلا في الخرافات ، فقط ثلاث أسر هي من تعلم بوجود مصاصي الدماء وتلك الأساطير القديمة بينما السحرة لم يعودوا للظهور بعدها أبداً .
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top