الفصل الرابع عشر

~ كارل ~

لم تمضي فترة طويلة جداً حتى وصلنا لمكان دافئ ، شعرت به وهو يضعني على فراش ما وهذا كان آخر ما استوعبه عقلي قبل أن أدخل في سبات عميق  وإن حاولت بشدة مقاومة ذلك .

~ لويس ~

حسناً شعرت بطاقته تختفي ما إن وضعته على السرير وقد ارتفعت الحمى بشدة ، هو يعاني بالفعل جسديا ونفسياً ، فما فعله به مصاص الدماء المغفل ذاك لم يكن بالأمر السهل فقبضتنا نحن أقوى من البشر ، أنا حقاً كان علي قتله بذاك الوقت ، تنهدت بهدوء لأبدل له ثيابه تلك بأخرى دافئة و وضعت الغطاء عليه وما إن كدت أغادر الغرفة حتى إنقض علي أحدهم ، سقطت أرضاً وقد شعرت بالقليل من الألم لأتحدث بصوت شبه حاد :" ماذا تفعل يا أخي ؟"

أجابني بصوت شديد الغضب :" ماذا يفعل هذا الشيء هنا لويس !"

تنفست بعمق :" هو ليس بخير يا أخي "

تحدث بصراخ أيقظ كارل فجأة :" هذا ليس من شأننا أتفهم ؟"

نظرت لكارل لأبعد أخي بهدوء وأجيبه :" لاحقا جاك موافق ؟"

ما إن شعر هو الآخر بإستيقاظه حتى غادر وكاد يكسر الباب خلفه حرفياً !

نهضت وتقدمت منه لأجلس بجواره على السرير بينما كان هو فقط يتنفس بصعوبة شديدة و وجنتاه حمراوتين بسبب الحُمى ، أردت وضع يدي على جبينه لكنه أبعدها بضعف نظرت له بهدوء بينما تحدث هو بصوت مبحوح تقريبا :" لماذا أنت عدت للظهور بحياتي ؟"

ابتسمت له قليلا لأجيبه :" لقد شعرت بوجود مصاص دماء آخر يحاول قتلك ، هل تريد مني تجاهل ذلك ؟"

نظر لي باستياء وحقد وهو يجيب :" أنت مزعج ، لا شأن .."

لم أسمح له أن يكمل حديثه فقد وضعت يدي على فمه حتى لا ينطق بما لا أرغب بتنفيذه حاليا على الأقل ، قليلا من الوقت فقط وأبعدت يدي عن فمه لإنني شعرت به يختنق فيبدوا انه غير قادر من التنفس إلا من فمه حاليا وبصعوبة !

بتلك اللحظة فقط دخل جاك مرة أخرى ومعه قيود نهضت بفزع وقبل أن أفتح فمي تحدث هو :" هذا أمر وستنفذه أتفهم ؟"

أشحت بوجهي عنه ليتقدم هو ويقيد يدا كارل وقدميه !

أراد وضع لاصق على فمه لكنني منعته فنظر لي وعيناه تشعان بغضب شديد ولو كان قادرا على ذلك لقتلني وكارل حالاً !

تنفست بعمق لأتحدث :" هو غير قادر على التنفس لذا أرجوك "

نظر لي ملياً قبل أن يرحل مجددا وادعوا أن لا يعود بمصيبة جديدة ، نظرت لكارل بتردد لأرى أن نظراته قد تبدلت لكره شديد للغاية وأقسم أنها ورغم مرضه وتعبه مخيفة ليستلقي ويقلب جسده لجهة أخرى حتى لا يواجهني ..

عضضت على شفتي لأتقدم منه وأضع يدي على رأسه ، فقط ثواني حتى أطلق شهقة متألمة ليفقد وعيه مجدداً ، عدلت طريقة استلقائه لينام على ظهره وقد بدى على وجهه الألم الشديد ، جلست بجاوره مجدداً وأمسكت بيده لأبعد طرف القميص وأغرس أنيابي بها ! .

ما إن إنتهيت حتى لففت معصمه بشاش لإيقاف الدماء ثم غادرت الغرفة لكنني لم أبتعد خطوة حتى تحدث جاك بهدوء :" لقد سحبت تلك الفايروسات التي تسبب له المرض صحيح ؟ إذن أعده للشارع الآن لويس "

تنهدت بقوة فهو لن يترك لي مجال للراحة , أجبته بعد أن طال صمتي :" أريده أن يبقى لست مطمئن لذهابه بعد , هنالك شيء خاطئ به يمكنني الشعور بذلك ! "

شعرت بنفسي أرضاً وهو فوقي ويستعد لتسديد لكمة أغمضت عيناي بهدوء وقبل أن تصل لكمته لوجهي وربما لا يفصل بينهما سوى إنشات فقط سمعت صوت شهقة شقيقي التوأم لوسيان وصوت شقيقنا الأكبر ألفريد والذي تحدث بصوت غاضب :" ماذا تظن نفسك فاعلاً جاك ؟"

فتحت عيناي عندما أبعد ألفريد جاك لأحدق بوجهيهما , كلاهما يبدوا غاضباً , فشقيقي الأكبر ألفريد والذي يبدوا أنه عاد من العمل للتو فهو يرتدي بذلة رسمية بينما عيناه اللتين من المفترض أنهما زرقاوتين قاتمتان تشعان الآن باللون الأحمر الدامي وشعره ذو الخصل البُنية الداكنة مبعثرة تماماً بسبب طريقة إمساكه وحركته القوية لإبعاد قبضة جاك عني باللحظة الأخيرة وإبعاده

فهو يكره تماما أن نتشاجر فيما بيننا لديه تلك الحالة من حب العائلة وما إلى ذلك وهو يبذل كل ما بجهده للحفاظ عليها !

ومن ناحية أخرى جاك هو فقط يمقت أسرة كارل وكلارنس حد الموت !

حسناً ليس وكأنني أحبها لكن بصدق لقد أصبحنا خدماً لهم قبل أن ندرك الحقيقة لذا أنا لا يمكنني فقط ترك سيدي يموت وهو لا يريد أن يفهم ذلك أبداً , جاك يشبه أخي ألفريد شكلياً من حيث لون العينان و الشعر و لكن ملامحه أكثر حدة من ألفريد وهو سريع الغضب ولا يتقبل أي نقاش بتاتاً ، حسنا من يتوقع غير ذلك من أساتذة رياضيات أصلا ؟!

تنفست بعمق عندما أمسك لوسيان بي وساعدني على الوقوف ليحدق بعدها بالآخرين الواقفان كتمثال منذ برهة ، بالنهاية ألفريد ترك ياقة قميص جاك ليتحدث بصوت حاد :" نصف ساعة وتكونوا متواجدين بغرفة المكتب "

أوه ، حسنا نصف ساعه ستجعله يستحم ويبدل ثيابه ويهدأ قليلا !

تجاوزني جاك دون أن يتحدث إلي لأتنهد بإنزعاج ، كدت أغادر لغرفتي لكن أمسك لوسيان بي ليتحدث بتمثيل درامي مضحك :" إلهي لقد كنت خائفا حقا من أن يلكمك فقبضته كانت بأوج قوتها وكانت لتترك لك جرحا مقرفا بوجهك وكنت أتسائل حقا كيف لي الاعتراف بك كشقيقي التوأم غدا بالجامعة أمام الآخرين وإفساد الصورة العامة لي !"

ضحكت بخفة لأبعده عني برفق وأنا أجيبه :" أحمق سأكون وسيماً و مذهلاً بكل الحالات ففي النهاية اللكمة ستجعلني أبدوا متنمراً و غامضاً "

قلب عيناه بملل وهو يجيب :" الرحمة بوجهك هذا ستبدوا كما أن هنالك من تنمر عليك بقوة "

قطبت حاجباي بانزعاج وعبست فحقا أنا ولوسيان نمتلك وجه طفولي ، لا أعلم السبب لكن جسدنا توقف عن النمو عند عمر السادسة عشر !

والمفترض توقفه عند الثلاثينات لذا فنحن كالأطفال بالجامعة بالرغم من أننا في الواحدة والعشرون من العمر !

حتى أخي ديفيد الأصغر أطول منا ووجهه يبدوا أكبر بالرغم من كونه بالسابعة عشر من عمره ، توجهنا لغرفتنا لأتفقد هاتفي النقال وبعض المواقع بينما لوسيان عاد ليقلب التلفاز بملل .

~ كلارنس ~

منذ رحيل كين وأنا أجلس في الغرفة دون أي شعور ، غفوت واستيقظت أكثر من مرة ، لكن الآن أشعر بأن الفراغ بداخلي قد إزداد تماماً ، قبل ساعتين من الآن لم أشعر إلا بدخول جدي والطبيب الخاص بأسرتنا وبرفقته شخص هذه هي المرة الأولى التي أراه بها ، لذا لا أعلم من هو وحقيقة لم أهتم فهم قطعا لن يحضروا شخصاً يعاملني بلطف ، المطر كان قد توقف وهذا جيد لحد ما ، أتمنى فقط أن كارل بخير وهو بمكان آمن ، بكل حال ذلك الطبيب كان يتحدث إلي لكنني بصدق أشحت بوجهي عنه فقط !

وهذا أغضبه لذا هو فقط وصف عدة أنواع من الفيتامينات وفاتح للشهية ذو مفعول قوي وقام بحقني بشيء ما ثم رحل ، ليجلس بدلاً منه ذلك الرجل الغريب واكتشفت خلال ثرثرته الشديدة أنه الطبيب النفسي ، ربما لو أنني أشعر بشيء لكنت شعرت بالاستياء الشديد لوجوده ، لكن الآن فقط أرغب بأن ينهي ما بجوفه ليغادر فهو ثرثار ومزعج وأنا أشعر بصداع شديد بسببه ...

تنهد عندما لم يجد أي تفاعل مني ليضع هو الآخر وصفة لدواء ضد الإكتئاب وحبوب منومة أيضا ورحل !

بعدها بساعة أحضر أحدهم تلك الأدوية وخالي كارلوس أجبرني على تناولهم إلا الحبوب المنومة وجعل أحد الخدم مسؤولا عن إعطائي إياهم في الأوقات المحددة ، نهضت بكسل وخمول لأفتح بعض الكتب وابدء بالدراسة .

~ ألفريد ~

استحممت وبدلت ثيابي لأنزل لمكتبي بهدوء ، هو ليس بمكتب صغير كما المكاتب الأخرى ، فهو بحجم جناح كامل ، يوجد به مكتب العمل الخاص بي و خلفه على الزاوية اليسرى مكتبة كبيرة نسبيا تحتوي على العديد من الملفات الخاصة بالشركة وبالزاوية اليمنى مكتبة أخرى أضخم وتمتد تقريبا من الزاوية حتى منتصف الحائط وتحتوي على كتب علمية و أدبية وغيرها وأمامها يوجد مكتب صغير ومقعد جلدي فاخر لشخص واحد فقط والأغلب انه لشقيقي ديفيد الأصغر فهو يحب دائما الإلتصاق هنا والقراءة ...

أمام مكتبي تماما يوجد بعض المقاعد الجلدية المصطفة على الجانبين و بينهم بعض من الطاولات الزجاجية ولا يجلس هناك سوى جاك وهو يصحح أوراق طلابه أو يحضر للدروس  ، بينما كل من لويس ولوسيان فهما بالعادة لا يجلسان بمكان واحد بل يتحركان من مكان لآخر فهذا المكتب يضمنا نحن الخمسة في الأغلب .

بكل حال جلست على مقعدي وبدأت بالعمل على الأوراق التي أمامي حتى سمعت صوت طرق الباب لأرفع رأسي وأرى كل من جاك و لويس و لوسيان ، نظرت لجاك بهدوء لأتحدث :" جاك وضح ما فعلته قبل قليل ؟"

تحدث بصوت حاقد :" هذا لإنه يستحق ، فهو يظن أنه بإمكانه إبقاء ذاك البشري  هنا ! "

نظرت للويس ليتحدث بتردد :" أنا لا أشعر بأنه بخير تماماً ، بالرغم من أنني أزلت الفايروسات من جسده لكن هو فقط ليس بخير بعد " .

أجبته بهدوء :" نفسيته سيئة ! لطالما كان الأمر كذلك لويس فلماذا تشعر الآن بأنك تريد بقاءه ؟"

أخفض رأسه وهو يجيب :" مجرد إحساس "

صوت جاك الغاضب وهو يجيبه بكل غضب وحقد أجبرني على النظر له :" ماذا تعني بمجرد إحساس لتذهب أنت وأحاسيسك للجحيم ! هل تظن ... لو أأنت بخير ؟"

كنت أنظر لجاك بحدة ولكن إهتزاز نبرة صوته وقلقه فجأة جعلني ألتفت حالا للويس الذي كانت عيناه متوسعة ويضم نفسه بيديه !

إقترب لوسيان منه ليحتضنه بهدوء وهو يحاول معرفة ماذا حدث له ، كنت متوجها إليه عندما هو فجأة بدء بالركض للخارج وقد توقفنا جميعا عن الحركة لعدة ثواني ننظر لبعضنا البعض بدهشة قبل أن نتبعه .

~ لويس ~

كنت أشعر بجسدي يرتجف فجأة يبدوا أن سيدي يعاني بشدة ، لذا ركضت بسرعة لغرفته فتحت الباب بقوة لأجد جسده ينتفض بسبب الحمى الشديدة التي لا أعلم كيف أصابته هو لا يريد البقاء على قيد الحياة ربما هذا هو السبب ، أنا فقط وقفت عاجزاً أراقبه وأشعر بقواي وهي تختفي ، شعرت بالدموع تتجمع بعيناي وهو قطعا ليس بالأمر المبشر فأنا مصاص دماء بالنهاية والبكاء ليس سهلا ،

شعرت بحركات كثيرة بالغرفة بينما شقيقي التوأم ضمني إليه بقوة شديدة ، شهقت عندما رأيت ألفريد يحمل كارل ويذهب به للحمام المرفق لذا ابعدت لوسيان عني وتبعته لأجده قد وضعه بحوض الاستحمام وهنالك كمية ثلج موجودة وقد ملئه بالماء وبدء برشه على جسد كارل بالكامل وانا هنا نزلت دمعة مني ، ليشهق لوسيان ويضمني إليه أكثر ، مضت فترة من الوقت حتى شعرت بجسدي يهدأ وتوقف كل شيء ، لذا تحدثت بخفوت شديد :" هذا يكفي "

أومأ ألفريد لي وحمل كارل مجددا ليضعه على الأريكة ويفك قيوده ثم بدل ثيابه لأخرى سميكة ويعيده للفراش ، نظر لي لينهض وهو يمسح تلك الدمعة ثم يضمني له ليتحدث :" لا تقلق لن يحدث لك أي مكروه ، سأبقى معه حالياُ لذا لا تقلق واذهب لتنام قليلا "

أمسك بيدي لوسيان وغادرنا لغرفتنا ساعدني على الاستلقاء وغطاني جيدا وبدء باللعب بخصل شعري حتى غفوت فطاقتي قد انتهت لليوم وكل هذا تحت أنظار جاك الذي استند على باب الغرفة بكل هدوء وصمت قلق وحانق .

~ النهاية ~
آسفة على التأخير
هذا الفصل تحدث بالأغلب عن عائلة مصاصي الدماء المالكة وتبينت شخصياتهم لاسيما لويس الذي ظهر منذ عدة فصول ...
رأيكم وردودكم كالعادة

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top