الفصل الحادي عشر
~ كلارنس ~
لم أعد للمنزل بعد وقد غابت الشمس تقريباً ، تلقيت المئات من المكالمات والرسائل من كارل و هنري وكريستي وحتى جدي ، اوه لا تظنوا ان جميعهم قلقين علي !
فقط كارل و ربما كريستي لكن هنري قطعا غاضب لانهم انتظروني طويلا عند باب المدرسة ليكتشف أني هارب ، بينما جدي فاليوم هو موعد الطبيب النفسي وانا فوته فقط وبهذا أكون قد أقحمت نفسي بالمئات من المشاكل التي ستقضي علي لذا قررت تأجيل عودتي للمنزل بحكم آنني سأموت لا محالة فور دخولي له !
أمنيتي حاليا هي الموت ، سيارة او ربما عصابة ، حسنا أفضل السيارة فأنا لا أريد المزيد من الألم آو أفضل رصاصة طائشة تخترق قلبي أو رأسي ومن ثم وداعا ايتها الحياة الفظيعة !
~ كارل ~
ذلك المغفل لم يعد للمنزل والاسوء انني سمعت أنه تغيب عن المدرسة مما يعني انه بمكان مجهول منذ الصباح الباكر ، حاولت الاتصال به مراراً ولكنه لم يجب لذا أنا أرسلت له رسالة اعتذار حتى انني كتبت بها أنني كاذب وكين ليس الفاعل !
وبالرغم من ذلك هو لم يجب ، هنري غاضب كالجحيم فهم انتظروه لساعتين قبل ان يخبرهم احد بأنه لم يحضر أي حصة ، وجده اشتعل عندما أتى الطبيب النفسي وغادر دون رؤيته مما جعل الجميع يغضب وهو الآن بورطة فظيعة !
غادرت المنزل بسرعة للبحث عنه فهو قد يكون واقع بمشكلة فظيعة وبالرغم من جسدي المتعب إلا أنني قاومت ذلك وبقوة لإيجاده .
~ كين ~
إنه يتجول بلا هدف منذ ساعات بينما يتجاهل هاتفه تماماً، ونحن الآن بعيدان تماما عن منطقة سكنه فهو يركب بحافلة وينزل بآخر محطة ليتمشى بشوارعها ومن ثم يركب حافلة أخرى وأنا أتبعه ببساطة !
توسعت عيناي بفزع عندما رأيته يقف بمنتصف الشارع ينتظر موته والسيارة قادمة نحوه بسرعة ، مهلا أيحاول الإنتحار حقا ؟
ركضت باتجاهه لأحمله بسهولة وأقفز على الشجر حتى ابتعدنا عن ضجيج المدينة !
وهو فقط هادئ لذا وضعته أرضا وهو نظر لي بحاجبين معقودين وينظر حوله بدهشة لأتحدث بتوتر :" كلارنس هل أنت بخير ؟"
نظر لي هو الآخر بهدوء :" ماذا تظن نفسك فاعلا ؟ من تظن نفسك لإنقاذي ؟ لا شأن لك بي ومن ثم كيف وصلنا لهنا بسرعة ؟ كيف لك أن تحملني وتقفز كل هذه المسافة بأقل من دقيقتين ؟"
جعلت عيناي تتحول للون الأحمر القاني ليتراجع هو للخلف بخوف قبل أن أجيبه بهدوء :" كلارنس أنت صديق لطيف للغاية وأنا أريد أن نكون أصدقاء فقط ! أقسم لا أريد إيذائك ولا رؤيتك تتأذى ، أنا مصاص دماء ولهذا السبب عرفت أن كارل قام بإيذائك فرائحة دمك عالقة به ! لم أتجسس عليك ولم أقصد إيذائه لكنه أغضبني وبقوة !"
هو فقط استمر بالتراجع للخلف ليتحدث بصوت خائف :"ارجوك إبقى بعيدا فقط !"
شعرت بألم فظيع فأنا حقا لم أرد سوى مصادقته لكنني تحدثت بابتسامة شبه منكسرة :" لا بأس فقط دعني أعيدك لمنزلك موافق ؟ "
هو نظري لي بتمعن قبل أن يتحدث بخفوت :" يمكنني تدبر أمري بنفسي "
ليبدء بالسير بإتجاه معاكس وهو بهذا يتعمق بالغابة أكثر فأكثر لذا تبعته بصمت وهو لم يعلق على ذلك !
~ كلارنس ~
هل علي أن أعترف أنني خائف للغاية ؟ هنالك مصاص دماء خلفي وأمامي غابة لا أعلم كيف لي الخروج منها ، أظن بأن اليوم سيكون حقا آخر أيام حياتي ! بصدق علي فقط الموت لما أنقذني المغفل من السيارة ، ليس وكأن عودتي للمنزل أفضل !
شعرت بحركة ما حولي وقبل أن أقوم بأي حركة شعرت بكين يمسك بي ويهمس بهدوء :" قطيع من الذئاب لا تتحرك أبدا سأقوم بإنهائهم قبل أن يهاجموك موافق ؟"
لم يسمع ردي بل انطلق وبدء بقتلهم الواحد تلو الآخر لكن فجأة شعرت بجسدي يسقط وأحدهم يزمجر فوقي بغضب ، مذهل قطعا أنا لا أفضل الموت عن طريق إلتهامي وأنا مازلت حياً !
يالها من طريقة بائسة ومثالية لإنهاء حياتي الفظيعة ، أغمضت عيناي تزامنا مع شعوري بمخالبه تنقض على جسدي لكن بعد عدة ثواني شعرت بمادة تتطاير على وجنتي لذا فتحت عيني لأرى ذراع كين وجزأ من كتفه الايمن قد شوهوا بفعل مخالب الذئب لينهض كين ويبعده عني وقد بدى ان حركته أصبحت أبطأ بسبب جراحه !
ذلك الذئب إنقض بكل قوته على كين ليرجعه للخلف وقد إخترق جسده بغصن من الشجرة خلفه لأشهق بفزع وأنا أقف بينما هو وبكل ضعف أطلق النار عليه بعد أن كاد الذئب يغرس أنيابه به !
لينهار أرضا بعدها وهو يتنفس بثقل .
~ كين ~
شعرت بألم فظيع للغاية عندما أخترق ذلك الغصن اللعين جسدي فهو أشبه بالوتد من الجيد أنه بعيد عن قلبي ، ما إن سقطت أرضا حتى شعرت بجسدي يرفع لأرى كلارنس بينما عيناه على وشك الغرق بدموعه تحدثت بتعب شديد لكن لم أقصد سوى المزاح :" ما رأيك أن تسمح لي بشرب من دمائك بلا قيود ؟"
ملامح وجهي وجسدي كانت توضح لأي شخص أنني أسخر منه فقط لكنني الأحمق نسيت تماما آن من امامي هو كلارنس وهو مختلف عن الجميع فقد صدمت تماما عندما أجاب بصوت جاد وعينان دامعتان :" إن كان هذا يعني إنقاذ حياتك أنا موافق !"
اتسعت عيناي بصدمة فهذا يعطيني حرية الشرب من دمائه في أي وقت وزمن وحال كما أنه لا يعطيه أي سلطة علي !
لا يمكنه أن يأمرني بأي شيء ، دماء مجانية، كيف له أن يثق بي لهذه الدرجة بعد كل ما فعلته له ؟ علي الآن أن أحافظ على هذه الثقة ، قربت عنقه لي لكنني تراجعت وتناولت يده لأرفع كم قميصه قليلا وقد تلونت عيناي باللون الأحمر وبدئت أشعر بدمائه التي تجري بعروقه لأغرس أنيابي بذراعه بكل خفة فأنا بذلت جهدا كي لا أجعله يتألم وبصدق دمائه فريدة من نوعها لا آتوقع أنني سأمل منها أبدا هي ليست كسيدي آريان ، هو يمتلك بدمائه قوة فجسدي تعافى بعد أقل من دقيقة من جروحه !
وهذا مذهل للغاية .
~ كلارنس ~
شعرت بألم بيدي لكنه لم يكن حادا للغاية بل بسيط فقط ، بقيت أنظر له بينما جروحه بدأت تتعافى وهذا جيد فهو الآن لن يموت بسببي أبدا ، لكن وضعت يدي على رأسه وأنا أشعر بالألم والصداع ، أظن أنه سحب أكثر مما يجب من دمائي تحدثت بضعف شديد :" ابتعد ، هذا يكفي ارجوك انت بخير الان فجروحك شفيت "
لم أكد أنهي جملتي حتى شعرت به يبتعد بسرعة ليتحدث بتوتر :" آسف لم أنتبه "
شعرت بالخوف عند رؤيتي لوجهه الملطخ بدمائي بينما عيناه حمراوتين وأنيابه لازلت ظاهرة لأخفض رأسي بسرعة قبل أن أفقد الوعي تماماً .
~ كين ~
لعقت الدماء التي حول فمي ثم ما تبقى على يده لأحمله بهدوء وأسير بسرعة لأعيده لجناحه الخاص وهناك وجدت ذلك الخادم أمامي وما إن رآني ثم كلارنس حتى تقدم وأخذه مني برفق قبل أن يعود وينقض علي بقوة ، بصدق هذا الفتى كيف له أن يمتلك هذه القوة !
أقسم بأنه لو كنت بشري لهزمني مئات المرات ، انا لم أقاومه أبدا لسببين الأول هو أنني آذيته بشدة والثاني هو طاقة مصاص الدماء ذاك الموجودة بقوة هنا وكأنه يحذرني من محاولة إمساك يده فقط !
تحدث بصوت غاضب لم يخلو من التعب :" ماذا فعلت به ؟"
أشحت بوجهي لجهة أخرى لأتلقى لكمة ضعيفة منه فهو بدء يفقد قوته وأخيرا ليردف بصوت مهزوز :" ماذا فعلت بأخي أيها اللعين أجب حالاً "
اتسعت عيناي بدهشة هل قال أخوه ؟ أنا مغفل كيف لم أعرف ذلك من رائحة دمائهما ؟ لكنني ابعدته عني بهدوء لأقف وأتحدث :" هو فقط سمح لي بشرب دمائه بدون أي شرط !"
شهق بفزع شديد ويبدوا انه يعلم ما معنى هذا جيدا لكن ما آخافني حقا هو أن مصاص الدماء ذاك ظهر وعيناه تشعان بالغضب ونية القتل لذا كالعادة أنا هربت بسرعة شديدة !
~ كارل ~
بعد أن يأست من العثور على كلارنس عدت للمنزل ولجناحه الخاص لكن لم يكن هناك ، جلست أحدق بالغرفة بشرود تام وأنا حقا مصاب بحالة من الهلع والعجز !
لم يمضي الكثير حتى دخل كين برفقة كلارنس الفاقد للوعي ، إزداد شعوري بالحقد تجاه ذاك اللعين كين لذا توجهت وحملت كلارنس برفق ، من أين لي القوة لفعل ذلك أنا فقط لا أعلم لكن رؤية كلارنس محمول بتلك الطريقة دفعت جسدي للتحرك لكي أخذ أخي من بين يداه لأعود وأضربه بحسب ما تسمح به قوتي ، بالنهاية أنا أشعر بالتعب الشديد ، لكن كل قواي خارت تماما بعد سماعي لتلك الكلمات ، أتوسل إليكم أجعلوا ما قاله مجرد مزحة لعينة ، كلار لم يفعل ذلك صحيح ؟
هو لم يقم بتسليم نفسه بكل سهولة وحماقة لمصاص دماء ودون قيود أيضاً !
دموعي بدأت تسيل بهدوء لأنهض وأجلس بجانبه ، نظرت ليده التي اخترقها ذلك اللعين لأشعر بالعجز التام ، أياً كان ما سيواجهه أخي فأنا لا يمكنني حمايته من مصاص دماء !
أنا إنسان فقط مهما حدث معي فلن أصل لنصف قوته حتى ، شهقت لأدفن رأسي بصدره لقد فشلت بحمايته ، آسف كلار لأنام بعدها دون أن أشعر .
~ ؟؟؟؟؟؟ ~
غادرت تلك الغرفة بهدوء ظاهر بعد هروب مصاص الدماء عندما شعر بنية قتلي له ، وصلت للقصر الذي أعيش به لأجد أشقائي يجلسون معا في غرفة واحدة ، شقيقي الأكبر ينظر لي باستفسار عن سبب غيابي بينما شقيقي الذي يليه تحدث باستهزاء :" ما بك أصبحت تلتصق بذلك البشري كثيراً "
تجاهلته لأنظر ليد شقيقي التوأم وهو ينظر لي بقلق :" ماذا حدث لك أخي ؟"
ابتسمت له بهدوء لأنظر لأصغر أشقائي الذي كان مندمج تماما بقراءة كتاب ما لأتحدث بخبث :" دعكم من كارل الآن يا أعزائي أتعلمون أن كلارنس أعطى موافقة لمصاص دماء من الاسرة النبيلة الثانية لشرب دمائه دون أي مقابل ! "
قطبوا جميعا حواجبهم إلا أصغرنا الذي أغلق الكتاب بقوة ليقف وهو يتحدث بغضب :" كيف يتجرء على ذلك ؟ "
حركت كتفاي بلا مُبالاة لأجيبه وأنا أجلس بهدوء :" آلن يسهل هذا الأمر علينا ؟ سيقوم مصاص الدماء ذاك بقتله ومن يعلم قد يموت شقيقه كارل من جراء الصدمة أيضاً "
قطب شقيقي الأكبر حاجباه ليتحدث :" حقا ؟ ولهذا السبب أنت تنقذه دائماً "
كنت أشرب القليل من الماء لأبصقه بالكامل وأنا أجيب بعبوس :" أكرهك موافق ؟ إنها مجرد غريزة "
صمتنا جميعا عندما غادر أخي الصغير الغرفة وذهب لغرفته بغضب شديد ، يبدوا أننا سنضطر للعودة للظهور مرة اخرى وقريبا جدا بحياتهما ، لم أكد أنهي تفكيري ليتحدث شقيقي التوأم بمرح :" إذن هل تراهن أننا سنعود للعمل بعد عشر سنوات من التقاعد ؟"
اتسعت ابتسامتي لأجيبه :" أنا أراهنك على عودتنا للعمل يا عزيزي ولكن اثنان فقط منا والثلاثة المتبقيين لن تكونوا اكثر من أقدام مقاعد ! "
عبس ليجب بسرعة :" سأدفع 1000 دولار إن لم أعثر على سيد جديد بعد عودتك أنت وأخي للعمل "
صفرت بإعجاب للمبلغ وأنا أصافحه فالعثور على سيد مناسب ليس سهلاً حقاُ لكن قبل أن أقول أي شيء تحدث اخونا الثاني والذي يكون استاذ رياضيات مزعج للغاية :" لن يعود أحد لخدمة أولئك الأشخاص أبداً ، نحن لن نخدمهم أتفهم ؟"
لقد صرخ بكل غضب وغادر أخبرتكم انه مزعج صحيح ؟
^^^
نهاية الفصل كالعادة رأيكم يهمني ...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top