الفصل التاسع عشر

~ كارل ~

بعد عودتنا من منزل كلار توجهنا للمنزل لنجد ألفريد بإنتظارنا بغرفة المكتب ، هو حقاً مصمم على معرفة ما حدث بيني و بين لويس في الماضي ، جاك ولوسيان هناك أيضاً ، أخذت نفسا ما لأهدء فأنا بالفعل أبذل كل ما بوسعي لنسيان تلك الحادثة أخفضت رأسي بهدوء بينما لم يجب لويس ، تحدث جاك بملل وعدم مُبالاة :" أنا سأخبرك بما حدث "

~ الكاتبة ~

* بالماضي *

كان عمر كارل إثنى عشر عاماً ، فبعد إستيقاظه من غيبوبته التي استمرت عام كامل وجد نفسه فجأة وحيداً وبالشارع أيضا بما أن منزله قد تهدم بسبب تلك الحادثة ، حياته قلبت بالكامل وهو بالبداية لم يتمكن من التأقلم لا بعمل ما ولا بدخول عصابة ولا حتى بالسرقة !

هو فعليا كان يعيش على حافة الموت بكل يوم ، يتعرض للتنمر من قبل بعض العصابات ، ينام بالشارع بلا أي أغطية ولا حتى ثياب دافئة ، شعوره بالإعياء والتعب إضافة إلى مشاعره التي تحولت بالكامل لمشاعر سلبية ، هو تمنى الموت بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، عندما تغرب الشمس فهو فقط كان يتمنى أن لا تشرق عليه مرة أخرى ،  وبكل مرة كان يفقد بها وعيه يستيقظ بعدها بطاقة جديدة وكأنه لم يفقدها قط !

بإحدى الأيام هو لم يتمكن من تحمل الجوع لذا قرر المخاطرة بمحاولة ما لسرقة بعض الخبز ، كارل فقط إتبع خطوات لأحد المشردين اللذين رآه وهو يسرق من أحدهم ، لذا هو سار بخطوات هادئة بالبداية حتى إقترب من عربة بيع الخبز أسرع قليلا فقط ليلتقط واحدة أو اثنتين بخفة ومن ثم بدء بالركض بأقصى سرعة يمتلكها جسده الضعيف والمحروم من الطعام منذ عدة أيام !

بتلك اللحظات القليلة كان هنالك أكثر من ثلاث أشخاص يتبعونه ، فعدد السارقين و المشردين  بهذا الحي يتجاوز المئتين هذا غير العصابات المنتشرة هنا وهناك بكثرة ، لم يكن بإمكانهم مُراعاة الطفل أو من تكون هذه مرته الأولى ، وكما هو المتوقع فقد أحاطوا به بنهاية المطاف وألقوه بطريق مسدود ليأخذوا منه ما سرقه بعد أن أوسعوه ضرباً

، كارل فقط لم يتمكن من مقاومة الأكبر منه سناً ، إضافة لكونهم بصحة أفضل منه هو الطفل الذي تم إلقائه من المشفى للشارع ، عيناه كانتا مليئتان بالدموع و جسده متصلب بفعل الألم ، هنالك جروح صغيرة تنزف بالفعل ، وبصعوبة شديدة هو تمكن من إسناد نفسه للحائط ، كان يتنفس بثقل وصعوبة بينما سمح لنفسه بالبكاء بالفعل ، الألم الجسدي لم يكن السبب الوحيد الذي أبكاه ، فهو تسائل عن السبب الذي دفع شقيقه التوأم للتخلي عنه كما أخبروه بالمشفى !

لا يذكر أنه تسبب بإيذائه ، والأسوء هو رؤيته لذلك الشخص وهو يقف ببداية هذا الشارع منذ بداية الأحداث ، هو لم يحاول حتى مساعدته وكارل لم يكن ليطلبها منه ، ليس وهو يدرك أن طلباته تعد أوامر لهذا الشخص ، وهو تعرض للخيانة من أسرته لذا لن يتوقع الكثير منه ولكن هذا آلمه بشدة ، عدة ثواني فقط هي ما فصلته عن سقوطه أرضاً وشعوره بأنياب تخترق عنقه بقوة متوسطة ، وهو فقط شهق بقوة وألم دون أن يحرك يداه اللتين ألقاهما أرضاً بجانب جسده المرتجف ...

عيناه كانت شبه متسعة بالبداية فقط وقبل أن يغلقهما ويخفي دموعه خلفها وكالعادة هو لم يتحدث ولم يبعده عنه ، لم يعطه أمراً بالابتعاد ، بالنهاية كارل فقد وعيه ولويس إبتعد برفقة جاك الذي كان هناك ليتابع ما يفعله شقيقه الأصغر  ، ويتأكد من عدم مخالفته الإتفاق الذي بينهم...

لكن فقط لمنتصف الطريق ثم عاد لو للمكان وقام بعلاج القليل من الجروح لكارل ووضع بعض النقود بجيبوبه ليتناول الطعام ، ثم تحرك بإتجاه الرجال الثلاثة وقام بضربهم وتحطيم عرباتهم وجاك فقط علل ذلك بأنه فعل هذا بسبب العقد الذي يربطه مع سيده فقط دون أن يرى دموع شقيقه الأصغر و نفسيته الفظيعة التي إجتاحته بعدها ، فليس كارل من جرح فقط بل حتى لويس لم يتمكن من نسيان ذلك .

* الحاضر *

~ ألفريد ~

وقفت لعدة دقائق وأنا فقط أشعر بالصدمة فأين كنت عند حدوث كل ذلك ؟

نظرت للويس والذي كان يعض على شفته السفلية حتى نزفت بينما يشد على كفه بقوة شديدة ، وجهت بصري لأرى كارل الذي كان فقط يغمض عيناه دون أي ردة فعل !

نظرت لجاك مرة أخرى بغضب لأتحدث من بين أسناني :" أنت هل تعي ما فعلته ؟ "

أجابني بملل :" نحن فعليا لسنا مضطرين لخدمتهم ! وقد كان على لويس أن لا يضعف ويعود له مرة أخرى "

تحدثت بصوت هادئ :" ليتركنا الجميع لوحدنا "

ديفيد ولويس وكارل لم يحاولوا حتى الاعتراض بل توجهوا للخارج جميعا .

~ لوسيان ~

حسنا أنا لا أحب هذا الفتى قطعاً لكن ما فعله جاك كان مبالغا به لاسيما أن أخي لو مرتبط تماما به !

لا أعلم فعليا كيف يفكر جاك ، هو دائما هكذا كبريائه يطغى عليه تماماً ، بالنسبة لي لم أكن مهتما للغاية بكبريائنا وما إلى ذلك بقدر إهتمامي بالتسكع والاستمتاع فقط !

لكن كيف حدث كل ذلك للويس دون أن أكون بجانبه ؟ يفترض أنني شقيقه التوأم صحيح ؟

نظرت للويس الذي كان ينظر لسيده بهدوء مترقب بينما كان ديفيد ينظر لهما أيضاً بترقب , تحدث كارل فجأة لقطع الصمت :" لقد وعدتني بأن تعلمني كيف أستخدم تلك الأجهزة وبما أن جاك الأن مشغول عن تدريسي لنعد للتعلم عليها "

أومأ لويس له دون أن تختفي ملامح العبوس عن وجهه فكارل حالياً يشبه قطعة من الجليد المتحركة والذي لا يمكن لي قراءة ما يفكر به أبداً .

تنهد ديفيد ليتحدث :" ألا يفترض أن تخلدا للنوم ؟! فغداً سيكون يوماً طويلاً حقاً "

نظرا له ليومأ كارل ويغادر لغرفته وحده ويغلق بابها بقوة , إتجه ديفيد للويس ليتحدث بشيء من الهدوء :" أنت أحمق يا أخي ! لإنك تستمع لأوامر جاك دائماً , آسف لقول هذا لكنه بالفعل لن يسامحك بسهولة الآن , ليس وأسرتنا هي سبب موت أسرته أيضاً "

تحدثت بصوت مُغتاظ ": إن لم تكن قادراً على قول شيء جيد فأغلق فمك "

حرك كتفيه بعدم إهتمام ليبتسم ابتسامة مُخيفة :" عليك أن تكون شاكراً أنني مازلت أحتفظ بأعصابي ولم أقم بلكمه بعد ! "

أخفض لويس رأسه وسار نحو غرفتنا المشتركة بينما أنا فقط نظرت له بإنكسار , سار ديفيد أيضاً ليغادر إلى غرفته بينما اتجهت أنا الآخر لغرفتي .

~ ديفيد ~

كنت على وشك التوجه إلى الطابق الخاص بي لولا شعوري بذاك الرعب الذي ينبض به قلب كلارنس , تنهدت بهدوء ثم نظرت للخارج لأجد أن هنالك عاصفة تجري , أعدت خطواتي لمكتب ألفريد ومن ثم طرقت الباب ودخلت , كان جاك يقف بهدوء ويخفض رأسه تماماً بينما وجهه شاحب وبقوة , بيمنما ألفريد يعدل السترة التي يرتديها بكل برود , سرت رجفة طفيفة بجسدي  فألفريد عند الغضب يتحول لشخص مرعب وعقاباته أسوء بالفعل من الضرب أو حتى القتل , نظر لي وعيناه لا تزالان باردتين كالثلج بلونهما الأحمر القاني ليتحدث :" ماذا تريد أنت أيضاً ؟ وقد أمرتكم بالرحيل بالفعل ! ؟"

ابتلعت رمقي بتوتر لأجيب :" أريد المبيت بالخارج "

لم أتمكن فعلياً من النطق أكثر من ذلك بسبب تلك النظرة المرعبة التي ارتسمت على وجهه , هو تقدم بإتجاهي ثم وضع يده على جبيني وأنا أغلقت عيناي بقوة , ثوانٍ فقط حتى إبتعد عني ليتحدث مجدداً :" يمكنك الذهاب إليه ولكن عد بالصباح الباكر "

أومأت إيجاباً ثم إتجهت نحو خارج قبل أن أسمع ألفريد يتحدث :" يمكنك المغادرة أيضاً جاك "

تنفست بارتياح فوجه جاك كان بالفعل شاحباً بما يكفي , سار جاك من جانبي وغادر بإتجاه غرفته بلا أدنى حركة أخرى .

ثوان فقط ووصلت لمنزله وقفت تحت المطر قليلاً لأبتل ثم طرقت على بابه وهذا جعله يخاف أكثر بالبداية لكنه ما إن علم أنني الطارق وأنني أرغب بالنوم هنا حتى شعر بسعادة كبيرة وإطمئنان شديد , لو فقط تعلم ما مررت به حتى آتي لهنا الآن لكنت شكرتني حتى الصباح , بكل حال هو أعطاني الغرفة المجاورة له والقليل من ثيابه الدافئة و كأس شوكلاة ساخنة أجبرتني على الابتسام فهذا الفتى لطيف منذ أن كنا أطفالاً , شكرته ثم توجه هو لغرفته ونام من فوره بإطمئنان شديد , لا أعلم لماذا أشعر بالسعادة عندما أدرك أنني سبب أمنه , ربما جزء بداخلي سعيد لإنه فاقد للذاكرة لا أريده أن يكرهني لأن أسرتي تخلت عن أسرته .

~ كلارنس ~

إستيقظت عند الساعة الخامسة تقريبا كعادتي وإن نمت متأخرا كالأمس ، استحممت وبدلت ثيابي لأخرى منزلية ونزلت لإعداد الفطور كانت الساعة تشير للخامسة والنصف عندما إلتفت فجأة للخلف لأجد ديفيد يقف هناك بصمت ، عندما شعر بتوتري ربما ابتسم بهدوء وهو يتحدث :" أنت نشيط للغاية "

أومأت إيجاباً وقد لفت إنتباهي أنه يرتدي ثيابه تحدثت بتوتر :" أنت راحل ؟ "

ابتسم ليومأ إيجاباً وأنا فقط لم أتمكن من إخباره بأنني أعددت الإفطار لشخصين ، حسنا ما صنعته ليس بالشيء الفاخر أبداً لكن فجأة هو تحدث بإنزعاج :" إن كنت تريد أمرا ما فقله وتوقف عن كونك مجرد شخص لا يستطيع فعل أو قول ما يرغب به ! "

فزعت بشدة بسبب طريقة حديثه و كمية البرود بعيناه لذا فقط أبعدت عيناي عنه وتحدثت بتوتر شديد :" لا ، لا شيء مهم "

تراجعت للخلف بسرعة وكدت أبكي شعرت به يقترب وأنا تجمدت بمكاني بسبب الخوف ، لكن فجأة وضع يده على شعري وحركه بعشوائية ليتحدث بهدوء :" أعتذر حقاً ، لكن فقط عليك أن تكون أقوى حتى لا يتم إيذائك "

نظرت له لأجده يبتسم ، تحدثت بهدوء وشيء من التوتر :" أنا أعددت الإفطار لكلانا إن رغبت "

أومأ إيجاباً ليجلس على مائدة الإفطار لأرتب الأطباق ثم جلست أنا الآخر هو ابتسم ليتحدث :" يبدوا أنك شارد بأمر ما ، هل هنالك شيء ؟ "

تحدثت بشيء من الخوف :" ليس كذلك فقط موعد المدرسة إقترب "

نظر لي بشيء من الحيرة و هو يقطب حاجبيه لأردف بتوتر شديد :" كارل كان غاضبا للغاية بسبب موضوع كين لذا لا يمكنني إخباره "

ضيق عيناه بحده ليسأل بحذر :" تخبره بماذا ؟"

~ ديفيد ~

هو نظر لكل مكان إلا وجهي ، حسنا إن كان خائف من  مصاص الدماء ذاك لأي سبب فعلي التصرف بسرعة ، أعدت سؤالي لكنه نهض و إتجه لغسل الأطباق لذا غضبت فعلياً وتلونت عيناي باللون الأحمر لأتحدث بسخط شديد :" أظن أنني أتحدث معك ؟ لا تتجاهلني "
صرخت بصوت مرتفع بآخر جملتي هو أسقط ما بيده ، وإلتفت لي برعب شديد لاسيما عندما شاهد لون عيناي ، وللتو علمت أنني أفسدت الأمر فهو بالكاد يتحدث مع الآخرين فما بالكم عندما يخاف من شيء ؟
هو فقط نظر لي ليتحدث بصدمة شديدة ورعب :" أنت مصاص دماء ؟"

أومأت إيجاباً وأنا أحاول أن أهدء لكن بلا فائدة ، هو بقي يحدق بي برعب ليتحدث بصوت خافت :" مثل كين ! "

تحدثت بسخط :" لا تقارني بذلك الشخص فلست مثله "

وحسنا أفسدت الأمر لذا تحدثت بعدها بصوت خافت :" سأغادر الآن ، تذكر فقط أنني بجانبك أنت إن احتجتني ستجدني بجانبك "

لأغادر دون الإستماع لرده .

~ كلارنس ~

لا أعلم ماذا حدث للتو ، لكن كل ما أدركه هو أن كارل يعيش مع مصاصي دماء أهذا يعني أنه علي الوثوق بهم فهو يعرف الكثير عنهم صحيح ؟

بكل حال اتجهت إلى المدرسة بعد أن بدلت ثيابي ونظفت المكان وجسدي مازال يرتجف للآن ، فأنا فعلياً كنت خائفاً للغاية منه ، كنت أسير وأنا أحاول تهدئة نفسي لكن فجأة شعرت بسيارة تعترض طريقي توقفت وعاد قلبي للنبض بأعنف مما كان لاسيما عندما نزل آريان وهو يتحدث بصوت مخيف بالنسبة لي :" إنتهى وقتك كلارنس أتمنى أنك ودعت رفاقك و أسرتك "

ثم بدء بالضحك وقبل أن أدرك ماذا يحدث كنت بالهواء ، حاولت النظر لوجه كين لكنه كان يغطيه بالكامل ، عضضت على شفتاي وأغمضت عيناي بقوة شديدة فيبدوا أن أمري قد إنتهى تحدثت بصوت خافت :" أنت فقط خدعتني ؟ طوال تلك المدة كانت مجرد خدعة صحيح ؟ "

هو لم يجب وإنما ألقاني بمكان ما أشبه بالزنزانة ثم أغلقه وغادر ، جلست بزاوية ما فهذا المكان لا يحتوي على اي شيء وضممت جسدي لأهمس برعب :" كارل ، ديفيد "

~ ديفيد ~

وصلت للمنزل وقد كان الجميع يجلس على مائدة الإفطار ، انضممت لهم بصمت بينما تحدث آلفريد :" لقد تأخرت "

نظرت له بحده ليبتسم لي بخفة بينما أشحت بوجهي عنه وألقيت بصري بإتجاه كارل الذي كان يتحدث بملل شديد :" لقد مللت بالمنزل حقاً ، لو دعنا نخرج لمكان ما بعد عودتك من الجامعة "

نظر لويس له ليبتسم بهدوء وهو يومأ إيجاباً بينما نطق ألفريد :" لن يحدث فهنالك إمتحانات عليك الدراسة لها "
ضحك لوسيان بخفة بينما ابتسم لويس على تلك التعابير التي أظهرها كارل قبل أن يقف ويتحدث :" مستحيل ! لما أنت تعطيني الأوامر ؟"

أجابه ألفريد بابتسامة :" لإنني الأكبر وكل من يعيش بمنزلي عليه إطاعتي "

ارتسم الجد على كارل ليتحدث :" لا بأس لكن أنا أفكر بالرحيل والعيش مع كلارنس فموقع ذاك المنزل مخيف "

أجابه ألفريد بذات الجد :" بل هو من سيأتي ليعيش معنا ومهمة إقناعه تعتمد عليك "

تحدثت بصوت هادئ :" لن يفعل فأنا أخفته للتو عندما غضبت وإكتشف أنني مصاص دماء ، الحقيقة هو مازال خائفا للآن "

نهض ألفريد وكارل ليتحدث أخي الأكبر بكل غضب :" ديفيد هل أنت جاد يا أحمق ؟ "

أومأت له إيجابا لتظهر عليه علامات الغضب الشديد كالأمس تماماً ويبدوا أنني حقا سأنتهي الليلة ، نظرت لجاك الذي لم يكن يتحدث ولازال متأثرا مما حدث معه بالأمس ، مذهل هذا ما ينقصني ولكن وقبل أن يقترب شعرت بخطر شديد وخوف سيدي العظيم لذا تراجعت للخلف بينما نطق كارل فجأة :" كلار ليس بخير هو يريدني "

هذا كان أكثر من كافي بالنسبة لي للخروج والبحث عنه ، فلسبب ما  لا أشعر بالمكان الموجود به ، وهذا غريب حقاً .

~ نهاية الفصل ~

ماذا سيحدث لكلارنس برأيكم ؟
هل سيجده ديفيد ام لا ؟

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top