~ الكاتبة ~

بذلك المكان المظلم والمليء بالغبار بالكامل ، إستيقظ أحدهما وهو ينظر حوله بدهشة ، الألم إحتل كامل جسده ، هو يشعر بأن عظامه مكسورة بالفعل ، نظر لشقيقه الفاقد للوعي بخوف ، نطق بصوت خافت :" كلار ، إستيقظ الآن "

فتح عيناه بسرعة وقد إعتدل بجلسته وهو ينظر حوله بريبة ليتحدث :" ماذا حدث ؟ وأين نحن ؟ "

أجابه بهدوء شديد :" لا أعلم لكن المكان يبدوا مهجوراً للغاية ! "

فجأة سطع ضوء ما بالأرجاء ليصدر صوت ضحكات خافتة :" هذه وقاحة فأنا أعيش هنا منذ سنوات طويلة جدا لا أكاد أحصيها "

نهض كلارنس بحماس شديد ، بينما وللمرة الأولى ربما إختبئ كارل خلفه وهو يمسك به بقوة ، ذلك الشيء الذي كان يقف أمامهما وهو يطفو بالهواء ، جسده باللون الأبيض فقط إلا عيناه باللون الأزرق ، كلارنس تحدث بإعجاب بينما يدور حوله :" أنت طيف ؟ "

أومئ ذاك الطيف بهدوء بينما شهق كارل وقد عاد للوقوف خلف شقيقه برعب ، بينما على عكسه تماماً كلارنس كان متحمس للغاية لكنه ثبت بمكانه لأجل شقيقه الخائف !

وهنالك بقصر مصاصي الدماء كان لويس يجول المكان ذهاباُ وإياباً بعصبية شديدة وهو يتحدث بغضب :" سيدي خائف وبشدة ! "

تنهد ديفيد بملل وهو يجيب :" أياً كان سبب خوفه فسيدي يكاد يطير من الحماس ! "

هو نظر لشقيقه بغضب ثم غادر الغرفة ليتنهد ديف بهدوء فهو قلق حقاً لكنه يرى أن لو يبالغ بردة فعله للغاية فهو غاضب وبشدة .

وبالعودة إلى ذلك الكوخ كان كلارنس ينظر لشقيقه بابتسامة ساخرة للغاية بينما تحدث كارل باستياء شديد :" هل أنت مجنون ؟ إنه شبح ما سبب سعادتك هذه بحق الإله ! "

ابتسم كلارنس له بخفة شديدة وهو يجيبه :" هل أنت خائف بسبب الرواية التي كانت أمي تقولها لنا عن الأشباح القاتلة ؟ "

نظر كارل له بحقد بينما ضحك ذاك الطيف بصخب ليعيد الإثنان إنتباههما له بينما تحدث :" أوه لا تقلق يا صغيري فأنا لست شبحاً قاتلاً بل ودود للغاية ! "

رفع كارل حاجبه بإستنكار ليتحدث كلارنس :" هي نحن كنا نعيش مع مصاصي دماء ! ليس وكأنهم أقل رعباً من الأشباح "

عبس كارل وهو يجيب :" لو ليس مخيفا كهذا الشيء "

لكن باللحظة التي نطق بها جملته حتى علت ملامح الجد وجه الشقيقان !

~ كلارنس ~

مهلاً لحظة هذا ليس وقت العبث فلو بخطر وهنالك النبؤة الخاصة بلوسيان أيضاً ، وفوق كل هذا هل أصبحت عدوا لديف !

بصدق هو من قال أن الحرب لن تتوقف مادام هنالك ساحر لعين على قيد الحياة ، أهذا يعني أنني فقدت أسرتي للمرة الثانية !

نطق كارل بحده :" أين هي الأبواب ؟ علي العودة حالاً للو "

نظرت له فهذا ليس الوقت المناسب للتفكير بسلبية ، ليتحدث ذاك الطيف :" أوه الطفل الجبان أصبح حاداً فجأة ولأجل مصاص دماء بغيظ "

أجبته باستياء :" مذهل وأنت أيضا تؤيد هذه الحرب ! "

ابتسم بغموض وهو يجيب :" أنا أحد أجدادكما ، وأنا من ختم قوتهم "

نظرنا له بشيء من الاهتمام بينما بدء هو بسرد قصتهم منذ البداية !

~ ألفريد ~

كنا نجلس بالمكتب أنا وديف و جاك ولوسيان ، لويس رفض البقاء معنا وهو تشاجر مع الجميع تقريباً لإنهم طلبوا منه الهدوء والاستماع لما لدي ، تحدث ديفيد بهدوء لم يخلو من العتاب :" إذاً لما كسرت ختمهما آلفريد "

تنفست بعمق لأنهض وأنحني لهم بينما تحدثت بكل ندم :" أعتذر وبشدة على قراري الأبله ! ظننت أنه أفضل حل ، أعني لقد ألقيت تعويذة علي وكانت تجبرني على إيذاء كارل ، ولا أعلم بصدق لماذا هو الوحيد الذي كنت أغضب عند رؤيته ، خشيت أن أقتله فيحدث سوء للويس أو تنشأ حرب بيننا فلويس إن مات سيده سيسعى لقتلي قبل أن يفقد هو وعيه أو يموت ، لذا ظننت إن كسر الختم لن يحدث ذلك ! "

هم نظروا لبعضهم البعض بهدوء قبل أن يتحدث جاك وهو يجعلني أقف باستقامة :" أنت تحملت مسؤولية كل شيء ، يكفي ذاك الضغط اللعين الواقع عليك أي خطأ ونقتل نحن ، لذا نحن معك على أي شيء "

قبضت على يداي بقوة لأنظر لهم ووجهي شاحب للغاية :" أنتم لا تفهمون أنني وبقراري اللعين قمت بتحقيق علامتين من تنبؤ لويس لموته ! "

هم نظروا لي بدهشة ليتحدث جاك :" علامتين ؟"

أجبته بصوت خائف :" إبتعاد كارل عنه ، وإحاطته بالسواد ! السواد الذي كان يراه ليس لدلالة على المكان وإنما قلبه ، فهو تشاجر معنا جميعا لذا هو الآن مليئ بالفراغ ! "

ابتلعوا رمقهم بهدوء بينما تحدث لوسيان بفزع :" هل قدرتنا الثانية هي التنبؤ ؟"

أومأت له إيجاباً بينما ضيق هو عيناه بتفكير لأتحدث بقلق :" بحق الإله لوسيان لا تقل أن هنالك تنبؤ آخر بحوزتك ! "

هو نظر لديفيد بقلق ثم نطق :" كارل وكلارنس سيلغيان العقد لكنهما لن يقفا ضدنا بالواقع هما سيختفيان فقط عند نهر طويل للغاية لديه لافتة مكتوب عليها نهر الأمل "

لم نفهم شيئا لكنني تحدثت بريبة :" بقولك إختفيا هل هما ماتا ؟ "

شهق ديف برعب ولكن لوسيان قال بابتسامة خافتة :" ربما لا يكون تنبؤ فأنا لم أشعر بالضعف أو الألم كما أنني لم أحلم بذلك سوى مرة واحدة ! "

حسنا هذا مبشر فربما يكون بالفعل مجرد حلم ، شعرت بأن ديف قد إضطرب أكثر !

~ ريو ~

كنت أقف وأنا أنظر لشاشة العرض أمامي بابتسامة لأتحدث بهدوء :" استمعوا إلي القادة الآن خارج المنزل والمنطقة ! لذا هي فرصتنا بتحقيق إنتقامنا منهم "

نظرت لمن يقف خلفي بهدوء بينما أتحدث :" رأي القادة كان واضحا حول كرههم للحرب لذا على الأغلب هم لن يشاركوا بالمعركة ، عليكم معرفة هذه القوانين المهمة ومن يخالفها يعاقب بشدة ! أولاً لا تقوموا بالإستفراد على مصاص دماء واحد من الخلف لاسيما من الأسرة الحاكمة لإنهم من أصدقاء القادة ، ثانيا من سيقاتلهم عليه أن يعلم أن القادة مستعدين لقتلنا لأجلهم فهم أصدقاء منذ سنوات ولا أظن أن هذه العلاقة ستقطع أبداً بسهولة فهما ليسا بخائنين ! "

وجهت نظري لأحد المهجنين بالذات بينما أتحدث بخفة :" نحن لا نهاجم القادة مهما حدث ! وإن تم أمركم من قبلهم بالذهاب فعليكم تنفيذ الأوامر ومحاولة الهجوم عليهم ستجعلك عدواً للجميع ! "

تحدث ذلك الهجين بسخرية :" هم سيقفون مع مصاصي الدماء ويتخلون عنكم وأنتم تريدون حمايتهما ! "

تحدثت بحده :" هما لن يتخليا عن أبناء جنسهما أبداً لكنني أفهم تماماً شعورهما ! وأنت تريد الانتقام من ديفيد صحيح ؟ إذن إن قرر سيدي كلارنس قتلك فأنا لن أنتقم ولن يتدخل أحد ، فمن سيقضي على العائلة الحاكمة على الأغلب ستتم مهاجمتهم ولكن لن يجرأ أي منكم على رد الهجوم على القادة ! "

أجابه ذات الشخص :" أوه تعني أنك.عندما بنيت لي زنزانة لا تسمح لمصاص الدماء بالشعور بمكان سيده بها ليتم تعذيب سيدك كلارنس غير محتسب ضمن الإيذاء "
ثانية وكان ذلك اللعين ملتصق بالحائط لأتحدث بغضب :" فقط لو علمت أن من تريد تعذيبه هو سيدي بل فقط لو كان مجرد شك بسيط كنت سأقضي عليك وعلى مصاص الدماء اللعين الذي يخدمك أتفهم ذلك آريان ! "

تنفست بعمق بينما تحدثت بهدوء :" بكل حال آريان ستقود أنت مهمة إستطلاعية بسيطة بالغد بالجامعة التي يدرس بها لويس ولوسيان ، إن فعلت أكثر من مجرد إستطلاع فتحمل النتائج بمفردك مفهوم ؟"

إبتسامته غير مريحة البتة لكن لا خيار لدي فعددنا قليل للغاية بينما المتطوعين لازالوا تحت التدريب بما أن أغلبهم قد تم إجباره على التطوع ومصاص الدماء قادر على قتل عشرة منا بطرفة عين فهم من الناحية الجسدية أقوى منا بكثير ، لذا علي القبول بأي مساعدة كانت ، فقط إن تعدى على القادة سيقتل ، لاسيما سيدي كلارنس فهو على عدواة معه منذ الصغر بحسب ما فهمته لاحقاً .

أيقظني من أفكاري صوته وهو يتحدث :" لماذا لا أقوم بقطع الرابطة بيني وبين كين الأحمق !؟ "

أجبته ببرود :" لإنه بأمر منك سيقضي أو على الأقل سيصيب عدد من أفراد أسرته بإصابات خطيرة ! "

هو همهم بخفوت ليغادر المكان بينما عدت للنظر للخارج ، كل ما أريده هو قتل الأسرة الثالثة فمشكلتنا بدأت معهم لكن للآن لم أستطع الوصول لأحد منهم ، لدي طرقي لإبادة العائلة الحاكمة و يوجد كين للتسبب بمقتل الأسرة الثانية ، تبقى فقط أن أصل للأسرة الثالثة وإبادتها وحينها سأشعر بالراحة الشديدة !

~ لويس ~

لا أعلم سبب غضبي الشديد واستيائي لهذا الحد ، أعلم بأن ألفريد بالتأكيد كان لديه هدف ما من وراء ذلك ، لكن أنا غاضب من نفسي ومن كل شيء يحدث حولي ، سيدي الآن لم يعد هنا ، هو أصبح ساحر بالكامل ، ولن أنسى تلك المشاعر اللعينة التي شعرت بها بالأمس ، الألم الذي شعر به سيدي خلال أقل من ثانية كان فظيعا للغاية ، هو تألم بقوة شديدة ، بقوة أجبرته جعلت جسده من الداخل ينفجر !

اللعنة فهذا كان مؤلما للغاية ، شعرت بأنني أحترق عندما توقف قلبه عن العمل ، وكأنني أموت أنا الآخر ، روحي كانت تؤلمني بقوة مريعة ، قلبي لم يكن يعمل بشكل منتظم !

أهذا ما شعر به ألفريد وجاك بالسابق ؟ لقد آذيت شقيقي أيضا بالأمس ورغبت بقتله بل بتمزيق جثته حتى ، وربما إلقاء رماده بالقمامة !

كتلة من المشاعر السلبية كالحقد والكره هي ما وجهتها نحوه ، وهذا الآن يزعجني أيضاً ، لوسيان أخبرني عن التعويذة وعن كون عيناه تحولتا للون الأسود المظلم ، وبالرغم من ذلك فقد تشاجرت مع لوسيان بسبب دفاعه عنه ، لقد فقدت الجميع كالأحمق ولا رغبة لدي بالاعتذار من أي أحد ، لكن هذا يعني أنني سأموت بمفردي !

ولن يكون هنالك أحد لأجلي ، ربما هم لن يسامحوني الآن أيضاً ، أغمضت عيناي فأنا رغبت وبقوة النوم الآن للهرب من أفكاري وكل ما يؤرقني !

~ كارل ~

كنت أتحدث بسخط شديد :" ومن أنت لتحدد مدة بقائنا هنا ! "

هو ابتسم باستهزاء ليجيب :" قبل أن تتمكنا من التحول لهيئة السحرة و تحفظا كل هذه الكتب لن تغادرا المكان ! "

نطق كلارنس بحدة :" هل فقدت عقلك ! "

أجابه باستياء :" قلة تهذيب أن تتحدث مع أحد أجدادك بهذه الطريقة ! "

وقفت لأتحدث :" أعطني واللعنة طريقة الخروج من هنا ! أو على الآقل إبدأ بتعليمنا كيف نتحول لتلك الهيئة المزعجة وطريقة تجعلنا نحفظ هذا الكم الهائل من هذه الكتب خلال هذه الليلة فقط فأنا أريد التواجد بمنزلي غدا صباحاً "

أجابني بملل :" بل منزل مصاصي دماء ! وهو قطعا غير مرحب بك هناك معهم بعد أن يكتمل تحولك ، ويستحيل حدوث هذا فأنتما بحاجة لشهرين على الأقل حتى تكملا كل ذلك "

قبضت على يداي بغضب ، هو لابد من أنه يمزح ! لا يمكن للو البقاء لشهرين من دوني مع ذلك التنبؤ الفظيع .

كلارنس وقف أيضاً ليتحدث بجد وعزم :" ولا حتى نصف تلك المدة أعدك ، سأجد طريقة تساعدني للخروج من هنا خلال أقل من أسبوع واحد ! لذا من الأفضل لك أن تبدأ بعملك وتدع أمر التنفيذ لنا "

أومأت إيجابا ليتحدث هو بحزن مصطنع :" أنتما قاسيان للغاية ولا تريدان البقاء مع هذه الطيف اللطيف لتسليته مدة طويلة ! وكل هذا فقط لخوفكما على مصاصي الدماء دون الإهتمام بمصير بني جنسكما ! هذه وقاحة كما تعلمان "

لم نتحدث ليردف هو بملل :" لا يجدر أن تكون هنالك أسرة غير واين فقط من السحرة ! لكن أسرة ليغان خالفت ذلك وقد إختبأ وريثها وزوجته ولم يموتا معنا وبهذا تكاثرت هذه الأسرة بدون ختم لقوتها ، لكن لا يعني هذا أنهم جميعا سيئون ويستحقون القتل ! عليكما معرفة أسبابهم فهم بالنهاية شعبكما لا تسمحا لأنفسكم بإبادتهم من دون سبب ! "

حسنا لن أعترض فكلامه منطقي بالنسبة لي ، هم وبالرغم من أن قوتهم غير مختومة لم يظهروا خلال ألالاف السنوات ، إذن لماذا الآن ؟

نطقت بصوت هادئ :" لكن من سيؤذي لويس عليه حقا توديع حياته ولا يهمني السبب ! "

هو لم يعجبه ذلك لكن كلارنس تحدث :" بكل حال لنبدأ التدريب حالاً ، فأنا حتى لن أنام قبل أن أخرج ، فنحن علينا إيقافهم "

نظر له الطيف بسخرية واضحة ، حسنا أعلم أن تفكير كلار طفولي ، فكره مصاصي الدماء لنا واضح !

ويبدوا أن شعبنا أيضاً يبادلوهم ذات الشعور ، نظرت لعينا كلار التي كانت تنظر لي باستياء ، أعلم أنه شعر بأنني أيضا أجد الأمر مستحيل ، لا يمكننا إيقاف كلا الفريقان عن القتال ، الحل الوحيد هو فقط الوقوف كالحكم بينهم ، لن نتدخل بمجريات المعركة آو ننحاز لطرف دون الآخر .

جذبنا الطيف وهو يتحدث :" هنالك طريقة لإيقافهم لكن ثمنها مكلف للغاية ! بكل حال أنتما دعونا نبدأ هيا "

~ لوسيان ~

نهضت بمنتصف الليل وأنا أتعرق بشدة ، عيناي كانتا حمراوتين و بها دموع متجمعة ، سرت بإتجاه شقيقي النائم بعمق ، أنا وهو مرتبطان بقوة بما أننا توأمان ، إن تأذى هو سيؤذيني أنا ، لذا إن فقدته فأنا لا آعلم ماذا علي أن أفعل ، جلست بجواره و أمسكت بيده بيد ومسحت على شعره بيد الأخرى ، هو لم يصحوا ويبدوا متعبا للغاية ، قبلته على جبينه بهدوء ومن ثم نهضت لكن لم أعد للنوم ، فذلك الكابوس فظيع للغاية ، لقد كنت أجلس بجانب لو عندما هو نهض فجأة وأدار ظهره لي ثم بدأ بالمشي بخفة مبتعدا لم أتمكن من اللحاق به ولكنه تلاشى فجأة ..

بدأت بالبحث عنه ولكنني فقدت الشعور بمكانه ، لكن عثرت عليه بمكان ما وهو عبارة عن جثة بينما وتد يخترق قلبه ، عيناه جاحظتان و شفتاه جافة ، وهنالك دمعة يتيمة تسيل على وجنته اليمنى ، عندما حاولت إبعاد الوتد هو تحول لرماد وتناثر بالأرجاء !

ضممت جسدي بخفة شديدة وبدأت بالبكاء ، خائف أنا من ذاك الحلم ، ماذا لو كان هذا تنبؤ ما !؟
هذا يعني أن شقيقي سيختفي ، اللعنة ماذا علي أن أفعل بحق الإله ؟

بالصباح الباكر أراد لويس التوجه للجامعة مهما كان الثمن ، وهو لم يستمع لألفريد أبداً ، لذا قررت الذهاب معه بينما قلت بعد رحيله بهدوء :" إن شعرتم بلو يختفي أو أصيب فتوجهوا للساحة الخلفية للجامعة إن لم تشعروا بمكانه ، بالرغم من أن هذا لن يحدث أي فرق البتة ! "

اتسعت أعينهم قبل أن أركض خلفه ، هو تجاهلني طوال اليوم وحتى رفاقنا شعرو بذلك ، وعندما رغبوا بمحاولة الإصلاح بيننا هو نهض بغضب ورحل ، شعرت بإنقباض شديد بقلبي لأمسك بيده وأنا أتحدث :" لا تذهب لو ، لا بأس يمكنك تجاهلي كما تريد فقط لاتغضب وتغادر ، لن أسمح لأحد بالتدخل بيننا مجدداً "

هو أبعدني بقسوة ورحل ، لويس لم يكن يوما بمثل هذه القسوة ، لو لم يكن ليتجاهلني هكذا بحياتي كلها ، هل هو يعلم أنه سيختفي قريبا لذا يحاول إبعادنا عنه ؟

هل يظن آنه بذلك سيجعلنا نكرهه ؟ أو أن لا نحزن عليه ؟ هو مجنون إن ظن ذلك ، مهما فعل فهو سيبقى شقيقي الذي أحبه ، شقيقي الذي لن أعيش من دونه !

شعرت بصديقي يمسح دمعة مني ، نظرت له بصدمة فكيف أبكي بسهولة أمامهم ! حسنا لويس ليس أمرا سهلا بالنسبة لي أو حتى لبقية أشقائي .

~ لويس ~

تجاهلت شقيقي وغادرت ، أعترف بأنني كنت قاسياً للغاية ، شعرت بألم بقلبي لما فعلته معه !

لكنني شعرت بيده التي ربتت على شعري بالأمس وعلى بكائه الشديد ، ألا يعني هذا أنه يؤمن برحيلي القريب أيضاً ؟ هو عليه فقط أن يخفف من تعلقه بي ، أليس كذلك ؟

لا أعلم لماذا رغبت بالإنعزال عن الجميع وتوجهت للساحة الخلفية للجامعة ، كنت أقف بهدوء بمفردي ، لم أكن أشعر بأي شيء سوى الفراغ الشديد وكأن العالم مظلم للغاية ، فجأة ومن العدم شعرت بحبال ما تقيد حركتي بالكامل ، لا أعلم من أين ظهرت أو من قام بوضعها ، نظرت بحدة وقد توهجت عيناي باللون الأحمر القاني لذلك الشاب الذي كان يرتدي معطف أبيض طويل متصل بقبعة يغطي بها وجهه ، هالته كانت تشير إلى أنه ساحر ، هو أخرج وتد ما من معطفه ولوح به أمامي بسخرية واستهزاء ...

حاولت التحرر من القيود بكل قوتي ، لكن هذا لم يجدي نفعاً ، حاولت التواصل مع ألفريد ذهنياً فقدرته الثانية هي التواصل معنا والشعور بأن أحدنا يريده ، لكن هذا لم يجدي نفعاً ويبدوا أن هذا اللعين هو السبب ، إستسلمت لمصيري المحتوم ، وتوقفت عن الحركة باللحظة التي ظهر بها الساحر اللعين أمامي وهو يرفع ذلك الوتد لغرسه بقلبي مباشرة ، لم أتوقع الموت ليس اليوم على الأقل ! .

عندما كاد يصل لقلبي هنالك يد ما إمتدت لتحرفه قليلاً مما جعله يغرز بخفة بالقرب من قلبي تماماً ، شعرت بألم فظيع بينما لوسيان الذي كان قادرا على الشعور بي بدأ يفقد وعيه مثلي لذا يده إرتخت ليغرس ذلك الوتد أعمق ، صرخت بقوة وسقطت أرضاً بعد تحرري من تلك القيود أغمضت عيناي وأنا ابتسم بخفة فقد سمعت صوت سيدي يطلب مني البقاء على قيد الحياة !

هو يتوسل لذلك ويبكي ربما ، لا أعلم إن كان ذلك وهما لإنني غير قادر على تحديد مكانه ، بدأت أفقد وعيي تماما عندما شعرت بأحدهم يضمني ويبكي ، أل ، جاك ، ديف ، لوسيان آسف حقاً ، وأحبكم للغاية أشقائي !

~ الكاتبة ~

سقط ذلك الكتاب من يده بينما دموعه تسيل بغزارة على وجنتيه وهو يقف أمام تلك البلورة !

شهق بخفة عدة مرات قبل أن يجلس أرضاً ويبدأ بضربها بيداه وهو يتحدث بسخط :" كان علي أن أكون هناك ، لماذا حدث ذلك له ؟ من بين الجميع لماذا لويس ؟ "

لم يشعر بتلك الطاقة التي تخرج من جسده ، لقد كانت طاقة تبعث على الطمأنينة والهدوء باللون الآزرق السماوي على خلاف بقية السحرة ذو الطاقة الفضية الباردة ، لكنه لم يكن وحده من يبكي فشقيقه كان يقبض على يداه بغضب وحسرة وألم ، وهنالك طاقة تنبعث من جسده أيضا بلون البنفسج الداكن لكنها كانت تحمل السلام و الاسترخاء ، إختفت الصورة ليشهق كارل وهو يقف بينما كانت إحدى عيناه باللون الأزرق والأخرى باللون العسلي !

تحدث بهلع :" لماذا إختفت ؟ "

ظهر ذاك الطيف ليجيب :" وهل تريد رؤيته يتحول لرماد ! "

هو حرك رأسه سلباً قبل أن يجيب :" لا ، لابد من طريقة لإنقاذه أرجوك ! "

لم يجبه الطيف ليصرخ بغضب بينما إزدادت هالته :" أجبني الآن حالاً "

تقدم كلارنس ليتحدث بصوت هادئ مخيف :" هل ستتحدث يا هذا ؟ "

لم يكن رؤيتهم لصديق عزيز يموت أمام عينهما بالأمر السهل أبداً ، بل كان الأمر فظيعا وللغاية !

أجابه الطيف بخفة :" ليس عليك البكاء فديفيد سيتبع شقيقه قريبا هو والبقية لذا وفر دموعك لوقت آخر "

ثم أردف باستهزاء شديد :" وماذا سيفعل أحمقان مثلكما لإنقاذهم وأنتما غير قادرين حتى على إظهار هيئتكما "

كارل صرخ بقوة شديدة وكأنه كان يحاول تفريغ غضبه بينما كلارنس زادت كلمات من أمامه من سخطه و ورعبه من فقد الأشخاص الذين يحبهم لاسيما ديف ، بتلك اللحظة تحول كلاهما ، شعر نحاسي بدلا من اللون الفضي للبقية وعينان زرقاوتين مشعة ، كلاهما وبالوقت نفسه نطقا بتعويذة ما لتبدأ الكتب من حولهما بالتطاير بشدة ومن ثم بدت وكأنها تفرغ كل ما تحتويه بعقليهما !

وما إن إنتهى الأمر حتى فقد كلاهما الوعي ، نظر لهما الطيف بابتسامة فخورة وهو يتحدث :" مذهلان للغاية وهالتهما رائعة "

نظر للدموع العالقة على وجه كارل ليتحدث بهمس حاني :" هو خادم لسيد ساحر ، بل قائد السحرة لا تستخف به ، طاقتك ستحميه من التحول لرماد بعد نزع الوتد إن كنت تحبه بصدق ، ومن ثم سيأتي دور شقيقه التوأم لإنقاذه وإن كانت تضحية كبيرة أيضاً "

كلارنس كان قد عاد لهيئته القديمة واختفت هالته ، أما كارل فلم يعد لشكله السابق ولازالت هالته متدفقة وكل ذلك بسبب رغبته بإنقاذ لو ، فهي ستقوم بتغذيته حتى يصحوا هو ويجد حلاً لإنقاذه إن لم يتصرف أشقائه حتى ذاك الوقت .

~ نهاية الفصل ~

بالرغم من أنني لم أقم بقتل لويس بعد لكن بصدق لقد بكيت معهم :-(

كالعادة رأيكم به ؟

حلم لوسيان عن كارل وكلارنس هل نبؤة ما أم حلم عابر ؟
وإن كان نبؤة فهنالك أمر إيجابي به واحد فقط هل تعلمون ما هو ؟

هل سينجوا لو ؟