09: مكونات.
«ما الذي تفعله؟ غير مسموحٍ لنا بلمس الجثث، ليس من المفترض أن نكون هنا من الأساس!» قال أرتورو بينما يرى أتوميس وهو يحاول إمساك الجثة الرّاقدة بسلام هناك.
«إخرس ولا تقاطعني، سوف أقوم بأخذها معي وسوف أحيي جثة هذا اللعين» قال وهو يبتسم بجانبية، لا يرى شيء سوى الجثة، عقله عاصف بالذكريات والأفكار ولا يستطيع التركيز على واحدة.
أما عند الباقي فنظر كلٌّ منهم بفمٍ مفتوح لبعضهم. «ما الذي يقصده بإحياء؟» همست ماريسا، كانت تنظر للجهة المُعاكسة كونها لا تود رؤية الجثة لكن كلامه قد أخذ انتباهها، قشعريرة سرت على طول جسدها لفكرة أنه يمسك أحدٌ ميت منذ مئات السنين.
«أتوميس أنت قد فقدت صوابك، أنه ميت كيف سوف تستطيع إحياءه؟ هذا منافٍ للعقل!» قال أتوميس وهو يحاول عَدل الآخر عن رأيه، أما الثّاني وضع الجثة على الأرض وبدأ يمشي نحو أرتورو بسرعة، طيلة اقترابه الآخر يرجع للخلف حتى وصل الحائط، حين اقترب منه أصبح على مسافة إنشات من وجهه وأغمض عيناه خائفًا.
«هل قللت للتو من قدراتي؟ أتظن أن سباتي لمئات السنين كان كي أحصل على بعض العضلات، أنا لا أُقهر، ولو فكرت مرة أخرى أن تتحداني لن تعيش لثانية واحدة، هل فهمت؟» هسهس له ليومئ الآخر بخوف.
ابتعد عنه وحمل الجثة من قدمها وبدأ بجرّها بخفة كي لا يقطعها وعلى وجهه تعابير التقزز. «لا أريد البقاء بذاك المكان الغبي، ماذا يسمى...نندق؟ أريد غرفة لي وحدي كي أقوم بما أريد دون الخوف من أن يراني أو يسمعني أحد، قوموا بعملكم وأحضروها لي» قال بصوتٍ حاد بينما ينظر لهم من طرف عيناه ليعلموا أنه جاد ولا مجال لمناقشته.
تنهد أرتورو وانزلق على الأرض بينما يضع رأسه بيداه وبدأ بشدِّ شعره، لا يصدق أن هذا يحدث بالفعل، يكفي أنهم إيقظوا فرعون مجنون من سباته والآن هذا المجنون يريد إحياء شخص ميت.
«سوف...سوف أرى كم لديّ من المال لشراء غرفة بعيدة بعض الشيء عن التجمعات، ولو احتجت سوف أطلب من عائلتي» قال بهدوء لتضع ماريسا يدها على كتفه وتضغط عليه، رفع رأسه ليرى ابتسامتها الصغيرة ووجهها الحزين. «أنا معك، سوف أتكلم مع مصطفى ليساعدنا وسوف أدفع» قالت ليضع يده فوق خاصتها وابتسم لها.
«نحنُ معك بهذا أيضًا، لسنا أصدقاء أغنياء للا شيء» قال برونو وأومأ معه الثنائيّ.
«هيّا يا تابعيني، سوف أغلق الباب عليكم إذا لم تخرجوا خلال خمسة ثوانٍ» صدح صوت أتوميس ليقف أرتورو بسرعة ويركضوا خارجها، هو مجنون وسوف يفعلها، وبالفعل خمسى ثوانٍ وأغلق الباب وكان على وشك حبس ماريسا بالداخل لولا أن أرتورو سحبها للخارج.
«سوف تبقى الليلة بالسّيارة كي لا يشكَّ أحدٌ بنا بسبب الج...الجثة» توقف بسبب سخافة الجملة، نظر له أتوميس من فوق لتحت وتفقده غير موافقًا على كلامه: «لمَ؟ سأفعل ما أشاء ولا يهمني لو شكَّ أحدٌ بنا».
«لو رأوك سوف يأخذوا الجثة ويضعوك بالسّجن إلى الأبد».
«لو وضعوني سوف أهرب».
«لو هربت سوف يقتلونك».
«لن يقتلوني، أنا منيع للسهام وكل شيء، لن تستطيع قتلي بسهولة».
«اوه حقًا؟» قال أرتورو وحمل هاتفه، بحث عن عدة أسلحة باليوتيوب وخرج له رشاش، شغّل الفيديو ووضعه أمام وجه أتوميس ليفتح الآخر عيناه على مصاريعها، يفكر كيف يمكن لهذا الأشياء الطّائرة أن تخترق جسده وتقتله بسهولة لو ضربت قلبه.
حمحم ونظر له من طرف عيناه. «لا يهم، أستطيع حماية نفسي من هذه الأشياء الطّائرة» قال وهو يحاول إخفاء خوفه، يمكنه صنع حاجز كي لا تدخل وتؤذيه لكن يعلم أن هذا الحاجز سوف يأخذ قوة ولن يصمد لوقت طويل، عكس الرشاش الذي رأى كيف صمد لدقيقة كاملة.
«سوف أنام بهذه الآلة كي لا يأخذوا جثته منه ليس كي لا يقبضوا علي» قال ووقف أمامها، حمل الجثة كي يضعها بالخلف لكن سياتا أوقفته. «أنا لن أجلس بجانب هذا الشيء» قالت وهو عقد حاجباه، كان على وشك أن يتكلم لكن صوت قوي أوقفه وبدأ ينظر حوله ليجد مصدر الصّوت.
«يمكنكَ وضعه هنا» قال أرتورو بينما يشير إلى صندوق السّيارة، بتردد وضعه هناك ثم أغلق أرتورو الصندوق ليصدر نفس الصّوت مرّة أخرى.
بهدوء جلس في المقعد الأمامي وأغلق الباب بقوّة ليتنهد رومانو الذي يجلس في مقعد السّائق، شغّل المحرك وأصدرت صوت عالٍ لم يعتد عليه أتوميس بعد.
يفكر ماذا سيحدث له لو لم يكن تابعيه معه، على الأرجح لن ينجو بسبب كل التغييرات التي رآها وكيف يختلف عالمه القديم عن عالمهم الحديث.
---
حين وصلوا عاد الجميع لغرفهم كي يناموا بها ويجهزوا حقائبهم وبقي أرتورو مع أتوميس كي يتأكد أنه لن يفعل شيئًا غبيًا.
كان ببساطة يمكنه أن يطلب من رومانو أو برونو البقاء لكنه يشعر أن ما يحدث هي مسؤوليته، فلولاه لم يكن ليحدث كل هذا، وكان صديقه الذي لا يتذكره موجود وهم الآن ببلاد أخرى يستمتعون بالعطلة، لكن لا، كان عليه أن يشعر بالطّمع لرؤية ما بالدّاخل.
رفع رأسه عن مقود السّيارة ونظر من خلال المرآة لأتوميس الذي يجلس بالخلف، بالطّبع أتوميس أخذ المكان المريح وترك أرتورو ليعاني ويزداد ألم ظهره بسبب نومه وهو يجلس اليوم وطيلة الأيام الماضية.
«كيف سوف تحييه؟» سأل بتردد. «مع بعض المكونات وباستخدام قواي» أجاب الآخر بهدوء وفكّر أرتورو بماهيّة المكونات التي تستطيع إحياء الميت أو من أين سوف يحصل عليها من الأساس.
«دعني أحزر؛ نحن من سوف نجلب هذه المكونات، أليس كذلك؟».
«بالطّبع! وهل أطلق عليكم تابعيني لغير هذا السّبب؟» أجاب وقهقه ليشعر أرتورو أنه على وشك البكاء، التفت لمقعده وأرجع رأسه للخلف ليحصل على بعض الرّاحة بعد يومهم الطويل.
---
ايوو فصل قصير لكن ما عندي أفكار...🧍♀️
لعيون الحلو مريم يلي رح تجلدني لو ما كتبت 😗
لوفيال إيميز. 🤎
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top