02: موحشٌ حقير.
«هل أنتِ بخير؟ وجهكِ شاحبٌ رغم الظّلام» سألها أرتورو حينما لاحظ ترددها وتنفسها البطيء، أومأت ماريسا مع ابتسامة صغيرة وأردفت: «فقط المكان موحش بعض الشيء» قالت وأكملوا المشي، لقد دخلوا الأهرامات بعد صراع طويل مع الحارس، لكن مع مقدار كبير من المال سمح لهم بالدّخول مع اقناعه أنهم لا يريدون سوى التقاط الصّور.
حمل كُلًّا منهم مصباح بما أن المكان مظلم وبهدوء تفقدوا المكان، دخلوا غرفة الدّفن. «حسنًا ڤيرو ها نحن ذا، ما الذي سوف نفعله؟» سألت سياتا لينظر لهم الآخر ويجيب: «أحد هذه الجدران مكتوب عليها نصوص، كل ما علينا فعله هو قراءتها بالطريقة الصّحيحة، وأيضًا تقديم الدماء كي يتم فتح الباب من الجدران» قال لينظر له الكل بصدمة. «أنتَ لم تخبرنا بهذا قبلًا!» قال أرتورو وفرك ڤيرو رأسه مع ابتسامة صغيرة.
«أيضًا إيجاد الجدران التي يجب أن نحاول فتحها، لا تقلقوا لدي صورة لها لذا كل شيء بخير» قال وأمسك هاتفه حتى يجد الصورة، ماريسا بدأت تشعر بالخوف وتياسا كانت على وشك ضرب رومانو لأنه أحضرها لهنا، أما برونو وأرتورو كانا يخططان كيف سوف يقتلان ڤيرو بسبب فكرته الغبية.
«ها هو!» قال وأشار لأحد الجدران، وقف أمامها وأمسك سكينة أخرجها من جيبه. «هل أنت متأكد أنه الجدار الصّحيح؟» سأل برونو بصوتٍ مرتعش، أومأ ڤيرو بتردد كونه ليس واثقًا، جميع الجدران تشبه بعضها بسبب الظلام، لكن الواضح أن الباب في أحد الزوايا، واختار هذا الجدار بناءً على تشابه الرسومات الموجودة على الجدار أمامه والذي بالصّورة.
«هل تعرف الهيروغليفيّة؟» سألته ماريسا ليومئ بابتسامة ويجيب: «لا، لكن أرتورو يعرف القليل عنها، لقد تعلّم بعض الكلمات الموجودة على الصّورة اليوم» قال وأحضر أرتورو بعنف كي يقف بجانبه، أشار له كي يبدأ الكلام، بلع ما بداخل حلقه وبصوت ضعيف بدأ يردد الكلمات بينما ڤيرو جرح يده وبدأ يمررها على الجدار.
ثوان قليلة حتى فُتِحَ طرف الجدار ليشهق الجميع وتقع سياتا على الأرض من دهشتها، وقفوا بسكون لعدة ثوان خائفين مما حدث، لم يتوقعوا أن الجدار سيفتح بالفعل. أكمل أرتورو تردد كلماته وعصر ڤيرو يده لينزل المزيد من الدماء وبهذا فتح الجدار إلى منتصفه وابتعدوا عنه.
امتلأت الغرفة بالغبار وكان صعبًا على ماريسا التنفس لهذا احتضنها ڤيرو كي لا تتنفسه وترى الغبار، نظروا لبعضهم بخوف وبتردد أخذوا طريقهم إلى داخل الغرفة.
عكس ما كانوا يتوقعون كانت الغرفة فارغة، كانت موحشة وحقيرة، في وسطها تابوت كبير مغطًى باللون الأسود. «دخلنا وضيّعنا وقتنا للاشيء» قال برونو بيأس ونفى أرتورو برأسه ليجيبه: «الغرفة هذه بحد ذاتها رائعة، كوننا من فتحناها أدخل السّعادة لقلبي، حتى لو لم يكن بها شيء» قال وبدأ بأخذ الصّور للمكان عن طريق كاميرا ليليّة.
اقترب ڤيرو من التابوت وعلى وجهه ابتسامة ليست مُطمئِنة، أراد لمسه لكن أحدٌ أمسك بده، رفع نظره وكانت ماريسا. «أخبرتني أننا سنبحث عن المال لا من دُفِنَ هنا ڤي» قالت ليحسب يده. «وأنا أريد القوى لا المال» قال وأراد لمسه مجددًا لكن هذه المرة تم سحبه للخلف من قِبل رومانو وأرتورو.
«عادةً عند الفراعنة يتم دفن الشخص وحوله تماثيل للحيوانات أو حتى حيوانات محنطة، لكن هذا لا يوجد شيء حوله ڤيرو، لستُ متأكد من اقترابك منه، لا تكن غبيًا ڤيرو» قال أرتورو ليحاول ڤيرو التملص من قبضتهم وقال: «حسنًا، لنخرج من هنا أيّها الحمقى»، تركوه ثم أخذوا بخطواتهم للخارج لكنه تراجع وبسرعة لمس التابوت.
مرّت ثوان عديدة ولم يحدث شيء، شعر بالغضب لأن هذا لم ينجح، كان يود الحصول على قوى من دُفِنَ هنا بكل ما يملك، لم يهتم للمال أو حتى لهم، كل ما كان يريد هي القوى. شتم التابوت والمكان وأبعد يده لكن حالما أبعدها تحرّك الغطاء، تراجعوا للخلف وأرادوا الخروج لكن تم إغلاق الباب، بدأوا يرجفون حينما اهتزّ المكان، ثم فجأة ارتفع غطاء التابوت وارتطم بالسّقف.
بدأ من بداخلها يخرج ببطء وكان مغطًى باللفائف البيضاء، ساد الصمت بالمكان وكل ما يُسمع هو تنفّس ماريسا الصّعب، نبضات قلبهم السّريعة، ورائحة الخوف التي انبعثت في المكان. وقف الميت على تابوته ونظر لهم، حشرات سوداء كثيرة بدأت تخرج من جسده حتى وصلت الأرض، عَلَت شهقات ماريسا أما الباقي فبدأوا يدفعون الجدران كي يخرجوا من هنا، إلّا ڤيرو الذي لم يستطع منع ابتسامته وبخطوات بطيئة مشى نحوه.
«مرحبًا بعودتك أيّها العظيم» قال بدهشة مزيّفًا كلامه، هو حتى لا يعرف من هذا العظيم.
ابتسم العظيم داخل نفسه بشر وبحركة من أصابعه جعل الحشرات تنطلق نحو ڤيرو، بدأت بالتهامه وأكله حيًّا ليصرخ بألم ومعه يصرخ الباقي بخوف ويبكون على حياتهم.
أعاد العظيم بنظره إليهم وانطلق نحو أحدهم بنفس الثانية التي انطلقت بها حشراته نحو الباقي.
---
693 كلمة.
وبهيك أنهينا الجولة الأولى من المسابقة، حماس!² *-*
كونوا بخير إيميز، أحبكم. 🖤
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top