يومى الاول
وقفت يورى امام المبنى الضخم بتوتر. هى تم توظيفها امس لذا اليوم يعد يومها الاول فى العمل. وضع يده على كتفها بخبث
"لا تقلقى يا فاتنة ستبلين حسنا" رفعت احد حاجبيها و هى تبعد نظرها بملل
"ذكرنى لماذا اخترت منحرف مثلك لإيصالى؟"
"اوه يورى-شان هذا مؤلم" مثل التألم كالاطفال و هم يدخلون الشركة و ما ان دخلوا حتى تسمر بمكانه و وجه انقلب لعبوس، يده امسكت بمعصم يورى بقوة و هو يشدها للخلف.
"انسة يورى سوزوكى صحيح؟" التف الاثنان ليواجها شاب ذو شعر ابيض و بسمة ساطعة
"نعم..." حاولت افلات يدها من لايتو لكن قبضته شدت على معصمها اكثر لتنظر هى له بغضب. لقد تعجبت لتلك النظرة التى لم ترها على لايتو يوما، لقد كانت تحمل الكثير من الحقد و الغضب و ربما اشمئزاز
"لايتو..." خرج لايتو من حالته الغريبة لينظر لها ثم معصمها و افلته بتردد. اتجهت للشاب الذى يواجههما و مدت يدها ليتصافحا
"تشرفت بمعرفتك انا تسوباكى و سأكون مسئول عنك لمدة اسبوعان حتى تعتادى المكان" ابتسمت يورى و اومأت
"تشرفت بمعرفتك استاذ تسوباكى" ابتسم تسوباكى بخجل و هو يحك رقبته من الخلف
"تسوباكى فقط....انا لست من مشجعى الالقاب حقا" ضحكت يورى بخفة ليذهل تسوباكى
"اذن يورى فقط..." اومأ لها قبل ان تعود لتنظر للايتو "حسنا لايتو فالتأتى لتقلنى الساعة الرابعة" اومأ
"إذا حدث شئ اتصلى فى الحال" امرها بحزم قبل ترك المكان بتردد. تعجبت يورى لكنها سرعان ما اندمجت فى العمل. بعد الإنتهاء وجدت لايتو منتظرها ودعت مديرها و شقيقته التى تعد اليد اليمنى لرئيسة الشركة قبل ان تركب مع لايتو. لقد كانت قيادة صامتة حتى توقف عند القصر و نظر لها
"يورى-شان هل تستطيعن ترك تلك الوظيفة" صعقت يورى بما قال، طلب منها الامر ثوانى للإستيعاب
"ترك الوظيفة؟!" رددت بتعجب كأنها لم تسمع ما قيل. اومأ لايتو لها لتصرخ هى به
"هل تمزح معى...انت تعرف كم تعبت للحصول على تلك الوظيفة بشركة احلامى و انت الان و بكل برود تطلب التخلى عنها" ابعدت نظرها و هى تستعد للخروج قبل ان تنظر له بتحدى "اجابتى هى لا" دخلت المنزل لتجد ان الصبية بالفعل استمعوا للحديثهما. رمقتهم بتحذير قبل الصعود لغرفتها و وضع سمعاتها و ضبط الاغانى على اعلى صوت لعلها تعزلها عن العالم الخارجى. منذ متى كانت الرغبات تتحقق، فى المساء بعد ان تجاهلت وجبة العشاء دخل هو ببسمته المعتادة لينظر لها
"هل ارسلوك للتفاوض معى؟" سألت بسخريةو هى تخفض السماعات لتنظر لعينه الزرقاء مباشرة
"لا لكنهم اخبرونى بما حدث." ابعد نظره قليلا "اعرف اننى لن استطيع اقناعك لكن يورى ارجوكى استمعى لى...." جلس امامها "إن معلوماتك عنا كمصاصى دماء محدودة و نحن لا نستطيع اخبارك بأكثر مما تعرفين و نحن نخاف عليكى يا ييورى لذلك من فضلك فقط اتركى هذه الشركة و ابحثى عن شركة اخرى" ابعدت نظرها و حل الصمت لدقائق قبل ان تنطق فى سخرية
"وانا من ظننت انك ستقف فى صفى؟" وقفت و تركت المنزل متجهة لمقبرة اخوها. هذا المكان الذى و رغم انه يبث الرعب بقلوب الكثير إلا انه يبث الامان و الطمئنينة فى قلبها.
"ماذا افعل يا يوكينى...ما بالهم اليوم، الا يعرفون انى اكره هذه الطريقة فى التعامل-" قاطعها صوت من خلفها
"من هم؟" التفت فى خوف لتجد تسوباكى بإبتسامة هادئة ينحنى ليجلس بجانبها
"من اعيش معهم" اجابت بحزن و هى تعيد النظر للقبر "و انت ماذا تفعل هنا"
"ازور والداى" ظل الصمت بينهما لفترة قبل ان يقطعه تسوباكى "اتريدين الذهاب لمقهى" اومأت يورى و هى تفكر انه ليس هناك ما ترجع لاجله على اى حال. طال الوقت و اقتربت دقات نصف الليل و يورى مع تسوباكى يضحكون. لقد اتصل بها الصبية كثيرا لكنها لم تجيب. كادت تشرب من الكأس إلا انه اوقفها بسحبه من يدها
"اظن ان هذا يكفى لليلة فانت بالفعل بدأتى تثملين" طلب الحساب قبل ان ينظر لها "دعينى اقلك للمنزل" صعد الاثنان للسيارة و يورى دلته على الطريق و كم رغبت بألا تعود. فتحت الباب بهدوء لتجده واقف امام الباب بعينه الحمراء
"ليس من الاخلاق ان تدخل انسة انيقة منزلها بنصف الليل" رفع نظارته و هو يرمقها بغضب "و ايضا ثملة"
"ريچى انا متعبة" كادت تمشى عدا انه امسكها من معصمها بقوة و هو يعتصر يدها مع كل كلمة يقولها
"إياكى و تجاهلى يا يورى و إياكى و ان تتحدينى لانك ستندمين. انت حقا لا تريدين ان ينقلب المنزل كله ضددك و صدقينى هؤلاء الموكامى لن يردعوا غضبنا عنكى" اخذت هى تتأوه بسبب ذلك الالم تتمنى لو ان ينجدها احد من نظراته الحارقة. هى تعرف انه محق و ان الموكامى الاربعة لن يستطيعوا ردع غضب السكاماكى الست و ان ريچى و كأخوته من السكاماكى ليسوا من قد تعبس معه دون ان تدفع الثمن حتى لو كانت يورى هى من تعبس.
"اتركها يا ريچى" التف الاثنان لروكى الواقف بحزم. زفر ريچى و هو يترك يورى قبل ان ينتقل لمكان اخر. نظرت يورى لروكى "كونى اوقفاه لا يعنى انى اسامحك على عودتك المتأخرة يا يورى لكنى توقعت هذا منك و انا لا الومك فانت لا تفهمين لما نرفض عملك. رغم ان الجميع وافق عليه بعد إقناع كوو لهم لكن الشرط كان هو انك لن تتحركى خطوة دون معرفتنا بها" ابعدت نظرها و اومأت ليس لانها موافقة بل لان لا حل اخر.
.
.
.
لقد مر اسبوعان منذ دخول يورى الشركة و منذ بدأ العراكات اليومية مع الصبية فهى كشخصية عنيدة كانت كثيرا ما تخالف طلباتهم بالعودة مع تسوباكى او شقيقته أيرا إذا انهت عملها مبكرا. و كانت الشجارات فى تزايد حتى بدأت تتجاهلهم و تبقى فى غرفتها تعمل حتى انها منعت كوو من البقاء معها فى الليل. فى ذلك اليوم تجاهلها الفتيان بقوة فى الصباح حتى ان روكى لم يعد لها الفطور رغم انه من اقلها للعمل. انضمت لتسوباكى
"اليوم سيكون اخر يوم لى معك" قوست يورى شفتاها بحزن فهذا اخر ما تحتاج. تسوباكى كان دائما يسحب تلك الطاقة السلبية من حولها بشخصيته المرحة
"هذا مؤسف" فى نصف اليوم طلبت يورى بعض القهوة التى لم تشعرها بتحسن بل جعلت حالتها اسوء فقرر تسوباكى إيصالها للمنزل و بدورها وافقت لانها تثق به و اغلقت عينها فى سيارته لتغط فى نوم عميق.
.
.
.
فتحت عيناها الزرقاء ببطئ تحاول إستيعاب ما يحدث فهذه ليست بغرفتها فى اى من منزل الموكامى او السكاماكى. نظرت حولها لتجد ان يداها مقيدتان بمؤخرة الاريكة بإحكام و هى مستلقية عليها.
"إذن استيقظتى اخيرا" لفت نظرها للصوت المألوف. صدمت عندما رأت تسوباكى يأكل تفاحة بكل برود و على وجهه ابتسامة هادئة. جلس على الكرسى المواجه لها "هل انت بخير؟" رمشت بضع مرات لتستوعب ما يحدث
"هل انا مخطوفة" نظر ليدها و بكل هدوء اجاب
"نعم"
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top