العودة للديار (10)

!بسم الله الرحمن الرحيم¡

بينما أنا وجون نتناول الفطور ونتحدث بشأن إسﻻم جون ..خطرت ببالي فكرة ﻻمعة O_o ..وكانت عبارة عن تبني والداي لجون ..لقد أعجبتني الفكرة وسأنفذها ﻻ محالة ..ولكن أولاً علي أخذ جون للمؤسسة ..وبعدها سنذهب معاً لنقوم له بترتيبات إنشاء جواز سفر له...

---بعد مرور ثلاثة أسابيع---

لقد إنتهيت أنا وجون من مسألة جواز السفر وأيضاً لقد أصبح مسلماً رسمياً ..وأنا حقاً أبذل ما بوسعي ﻷساعده على تطبيق الصﻻة بالطريقة الصحيحة ..إنه كاﻷطفال تماماً ..وأتعلمون ماذا؟! ..لقد اكتشفت بالصدفة بأن لو مسلم! ..وهكذا إكتشفت...

---قبل أسبوعان من اﻵن---

كنت قد اتفقت أنا وجون ولو على الذهاب في رحلة إلى شاطئ البحر ..وقد كانت الرحلة رائعة بحق ..وبينما نحن جالسون دخل وقت صﻻة المغرب .. فنهض لو بصمت وبدأ يصلي ..فصدمت بقوة عندما رأيته ..فانتظرته حتى أنهى صﻻته وسألته...

أنا باندفاع : ولكن لو هل أنت مسلم؟!

لو بهدوء : نعم! وماذا في ذلك؟!

نهضت من مكاني وأمسكت ياقة قميصه ..وبدأت أشدها بقوة ..حتى كاد يختنق ..ولكنني لم أهتم لذلك وقلت له...

أنا بصراخ : لما لم تخبرني مسبقاً؟هاه؟هيا أجبني!

لو : لم أعتقد بأن هذا سيكون مهماً بالنسبة لك!

فتركت ياقته واعتدلت في جلستي وقلت له بتفاخر...

أنا : احم إنه فعلاً ﻻ يهمني!

وبعدها نهضت أنا وجون لنصلي ..وأكملنا اليوم بشكل طبيعي...

على أية حال اليوم هو ما قبل اﻷخير الذي سأقضيه هنا في الصين ..فقد حجزت تذكرتا سفر إلى دياري ..وقطعاً سأعود إلى الديار ..وبصراحة ﻻ أحد يعلم بهذا الشأن سواي ..حتّى جون ﻻ يعلم ..أنا اﻷن في المقعد الخلفي من سيارة لو ..وجون يجلس في اﻷمام بجانب لو ..بينما نحن في طريقنا لتناول الغداء في مطعم هندي مشهور...

جلسنا وطلبنا الطعام وكان حاراً جداً ..استمتعنا بوقتنا كثيراً ..وألقى جون الكثير الكثير من النكات المضحكة ..ولو اﻷحمق ينافسه ..ذهب جون إلى الحمام ..وفي هذه الأثناء نظر إلي لو وقال بهدوء وارتياح وكأنه لم يعتقد أبداً بأن هذا سيحدث...

لو : أتعرفين...

قال وقاطعته أنا ببرود...

أنا : ﻻ! ﻻ أعرف

فنظر لو بغضب وقال...

لو : اصمتي أيتها الخرقاء حتى أكمل حديثي!

أنا ببرود : تفضل أيها الثور الهائج!

نظر لي لو بتهكم وقال...

لو : أتعرفين بأنك أول فتاة أشعر بالراحة وأنا معها؟!

احمر وجهي خجﻻ ولكنني أخفيت هذا وقلت له...

أنا ببرود : حقاً!أشكرك على إطرائك...

ابتسم لو ومن ثمّ.....

*تسريع لﻷحداث

مر الوقت بسرعة ..وأوصلنا لو إلى المنزل ليلاً ..ومن ثمّ عاد إلى منزله ..وبعدها بقيت أنا وجون وحدنا وفجأة! ..أرمقته بنظرة حادة...

أنا : جون!

نظر جون إلي بارتباك وقال بتلعثم...

جون : م..ماذا؟! ..ماذا هناك؟ أنا ﻻ أرى خيراً وراء هذه النظرة أبداً!

ابتسمت لجون وقلت له في هدوء...

أنا : ﻻ تقلق أيها الصغير! ..جل ما أريده هو أن أعرض عليك عرضاً ..جون ما رأيك بي؟!

جون بتلعثم وقد احمرت وجنتاه : و...ولكن ماذا تقصدين بسؤالك هذا؟!

أنا بعدما عقدت حاجباي بخفة : ﻻ تفهمني خطأ أيها اﻷحمق! ..كنت أقصد بسؤالي هو ما رأيك بي كأخت؟!

جون بابتسامة دافئة : أنت رائعة ..بل أكثر من رائعة كأخت!

بادلته اﻻبتسام بعد كلماته الجميلة تلك ..ولكن سرعان ما زالت تلك اﻻبتسامة من على وجهي ..وقلت له بتخاذل وقلق...

أنا : جون ما رأيك لو يتبناك والداي؟!

نظر لي جون بابتسامة يخالطها الحزن وقال...

جون : ولكن من سيقبل بأن يتبنى مجرماً مثلي؟!

أنا بثقة : والداي!

جون : ولماذا قد يفعﻻن شيئاً كهذا؟!

أنا وبنفس الثقة : أولاً لن أتركهما في حالهما حتى يوافقا على تبنيك ..وثانياً واﻷهم ..إن والداي طيبا القلب ..لن يهتما لماضيك أبداً

جون : إذا وافقا فليس لي الحق بالرفض!

فقفزت عليه واحتضنته من شدة السعادة! ..وبعد ثوانٍ معدودة بدأ جون يقاوم وبأنفاس متقطعة يقول لي...

جون : هه..هه..ريم أنت تخنقينني!

فابتعدت عنه واعتدلت في جلستي واعتذرت منه ..وقلت له...

أنا : هه أعذرني على حماسي الزائد

وبعدها مباشرةً أخبرت جون بأنه سيسافر معي غداً صباحاً ..صدم قليلاً من الخبر ..ولكنه سرعان ما وافق بكل سرور ..أمضيت أنا وجون الليل بطوله نحضر حقائب السفر للغد ..وبعدها نمنا من شدة التعب...

---في الصباح---

ارتديت أنا وجون مﻻبسنا ..وحملنا حقائب السفر خاصتنا ..وبعدها قمت بتسليم مفتاح الغرفة إلى موظف اﻹستقبال ..وخرجنا من الفندق باتجاه شركة لو ..استقللت أنا وجون سيارة أجرة ﻷنني قمت ببيع دراجتي النارية ..فلم أعد بحاجتها بعد اﻷن...

أخبرت جون أن ينتظرني في السيارة ..ودخلت أنا للشركة لتوديع لو ..فاتجهت للسكرتيرة الجديدة فقد تركت الوظيفة منذ يومين ..وقلت لها بابتسامة...

أنا : مرحباً سيدتي أيمكنك إعطاء خبر للسيد لو بأن صديقته ريم في الخارج ؟!

نظرت لي السكرتيرة نظرة استعﻻء وقالت وهي تمضغ العلك...

السكيرتيرة : ألديك موعد مسبق؟!

أنا : ﻻ في الواقع!

السكيرتيرة باﻻمباﻻة : أها!..عذر جديد لمقابلة السيد ..أعتذر منك أيتها الصغيرة ..سيكون عليك اﻻنتظار حتى ينهي السيد جميع مواعيده!

أنا بانفعال : ولكن لدي موعد طائرة!

أعطتني السكيرتيرة ظهرها وهي تنظر إلي بطرف عينها وتقلم أظافرها بمبرد اﻷظافر وقالت...

السكيرتيرة : ﻻ يهمني ما تقولينه حقاً!

ذهبت من أمامها بغضب ..وقد ذرفت بعض الدموع التي لم أستطع كبتها عند معرفتي بأنني لن أستطيع توديع لو وجهاً لوجه ..فأخرجت دفتري الصغير من حقيبة يدي ..وكتبت به رسالة وداع ل-لو ..واتجهت لعجوز كان يبدو بأنه ينتظر دوره للدخول إلى لو...

استأذنته بأن يعطي تلك الورقة ل-لو عندما يقابله ..وأعلمته سبب عدم استطاعتي بأن أعطيه إياها بنفسي ..ﻷنه لدي موعد طائرة ..فابتسم لي العجوز وأومأ لي بالموافقة...

خرجت من الشركة مسرعة إلى السيارة ..فسألني جون بحيرة...

جون : ألن يأتي لو ليودعنا؟!

أنا بجدية : ﻻ! فهو مشغول جداً

جون بدهشة : مشغول عنا؟!!

رددت عليه وأنا أدلك حاجباي بأصابعي بابتسامة يشوبها التعب : أنت كثير اﻷسئلة أتعلم هذا؟! هاه! سأخبرك باﻷمر ..ولكن دعني أهدأ فأنا لدي صداع يكاد يقتلني...

فأومأ جون بالموافقة واعتدل في جلسته ..وصلنا إلى المطار ..و أنهيت أنا وجون كل الترتيبات الﻻزمة للسفر ..واﻵن نحن في الطائرة الساعة ال 10:34 صباحاً ..حينها فقط بدأت أتذكر ما كتبته برسالة الوداع التي سيقرأها لو ...

{مرحباً لو أعتذر عن المقدمة السيئة ولكنني لست} {جيدة في كتابة المقدمات على أية حال اليوم} {سأعود للديار ومعي جون لقد جئت إلى الشركة} {وكانت الساعة ال8 والنصف تقريباً وأخبرت} {سكيرتيرتك بأن تعطيك خبر وجودي ولكنها رفضت} {بحجة أنني أكذب إذاً هذا هو الوداع يا صديقي لن} {أنسى كل لحظة قد مررنا بها معاً لقد كنت صديقا}ً {رائعاً وأعتذر ﻷنني لم أستطع توديعك بنفسي ﻷن} {موعد طائرتي هو 9:30am وسأتأخر إن انتظرت} {لذا وداعاً صديقتك المخلصة: ريم...}

---الساعة ال 10:54am---

دخل الرجل العجوز إلى لو وقال له بابتسامة هادئة...

العجوز : مرحباً يا بني

لو : مرحباً يا جدي!

جد لو : السكيرتيرة التي في الخارج لم تقبل بإدخالي أنا أنتظر في الخارج منذ الثامنة!!

لو : ألم تدخلك حتى بعدما قلت لها بأنك جدي؟!

جد لو : حتى بعدما قلت لها بأنني جدك!

لو : سأبحث عن سيكيرتير آخر بدلاً عنها!

جد لو : هذا ليس المهم اﻵن المهم هو أنني اشتقت لك يا حفيدي وأيضاً...

بقي لو وجده يتحدثان طويلاً وفي النهاية سلم عليه جده ..وهم بالخروج ولكنه تذكر رسالتي ..فعاد ل-لو وقال له...

جد لو : أوه!...تذكرت يا عزيزي ..هناك فتاة طلبت مني إعطائك هذه الرسالة ..لقد طلبت من السيكيرتيرة أن تعلمك بوجودها ولكن السيكيرتيرة رفضت فأعطتني تلك الرسالة وذهبت مسرعة بعدما أعطتني إياها ..قال هذا ومد يده إلى لو وبها الرسالة...

فتح لو الرسالة ..وصدم بعد قرائتها واتسعت عيناه ..ونظر إلى ساعته مباشرةً ليجدها ال11:2am ..فكوم قبضته وخرج بسرعة من المكتب ..وعندما خرج قام بالصراخ في وجه السكيرتيرة وقام بطردها فوراً ..فوضع جده يده على كتفه ليهدئ من روعه وقال له...

جد لو : هدئ من روعك يا عزيزي ..ماذا هناك لتغضب بهذا الشكل؟!

زفر لو الهواء من رئتيه متقطعا ..وبعض الدموع قد أخذت سبيلها على خد لو ..فمسح دموعه واحتضن جده وقال له...

لو : سآتي إلى المنزل ﻷخبرك كل شيء يا جدي!

فأومأ له جده بالموافقة وربت على رأسه وذهب بعدها...

---بعد موعد العمل---

ذهب لو إلى منزل جده ..وصعد الدرج وصولاً إلى غرفة جده ..فقرع لو الباب واستأذن بالدخول فقال له جده...

جد لو : تفضل بالدخول يا عزيزي!

فدخل لو وجلس بهدوء على طرف سرير جده وقال له...

لو : هاااه... يا جدي سأحكي لك قصة تلك الفتاة والتي كانت...

---نترك لو هنا ونعود إلي أنا وجون في المطار---

هبطت طائرتي أنا وجون ..وانهينا كل شيء في المطار ..وبعدها مباشرةً إتجهنا إلي منزلي والذي هو شبه قصر...

وقفت أنا وجون أمامه ..ولم تتحرك أقدامنا جون يقول في نفسه ويفكر.."واااه! ما هذا المنزل الكبير؟! ..لم أر مثله في حياتي من قبل! ..هل يا ترى سأعيش هنا؟!"... وأنا أفكر "هل يا ترى يفتقدونني ؟! ..أم انهم لم يشعروا باختفائي حتى؟! ..كيف سيكون وجه والدي عندما يراني؟ ..واﻷسوأ وجه أمي؟ ..أعتقد بأنها ستقتلني لأنني لم أطمئنها علي طوال هذه المدة" ...

نظرت لجون وقلت له ..إتبعني لقد خطرت ببالي فكرة! ..فتبعني جون واتجهنا إلى الباب الخلفي للقصر ..وفي الطريق واجهت الخادمة وكانت تنقل القمامة ..فنظرت لي بعينٍ دامعة ووقع كل ما في يدها على اﻷرض ..لتهرع إلي وتحتضنني ببكاء شديد يتخلله الكثير من الكلمات بلغة لم أفهمها ..ولكنني عرفت بأنها اشتاقت لي ..فابتسمت لها وابعدتها عني وقلت لها...

أنا بابتسامة هادئة: حتى أنا اشتقت لكي جوزفين!

فنظرت لها بنظرة فضول وقلت لها...

أنا : جوز هل والداي في المنزل؟!

فأومأت لي جوزفين بالموافقة ..فقلت لها ﻻ تخبري أحداً بمجيئي ..تركت الحقائب أمام الباب ..ودخلت المنزل بهدوء وجون يمشي خلفي...

عندما دخلت إلى المنزل توجهت إلى غرفة المعيشة ..على أمل إيجاد أحد ما ..دخلت بهدوء ﻷجد والداي يرتديان اللون الأسود ..أمي جالسة على الكرسي تبكي ..وأبي يقف بجانبها ويحاول مواساتها ..في الواقع لم أصدق عيناي حينها ..فأنا لم أعتقد لوهلة بأنهم سيشعرون باختفائي ..واﻵن ها أنا أراهم يتعذبون ﻷجلي..وأنا فقط ﻻ أشعر بهم...

فأخبرت جون أن يقف حيث هو ..واقتربت منهما بدون إصدار صوت ..فرفع أبي رأسه ليجدني أمامه ..اتسعت عينا أبي وﻻ يكاد يصدق وقوفي أمامه ..وﻻ ينطق حتى ..ولكن بعض الكلمات خرجت من فمه موجهة إلى أمي...

أبي والدموع تتجمع في عينيه : ع..زيز..تي!

فرفعت أمي رأسها وهي تبكي لتجدني واقفة أمامها ..فقفزت من مكانها لتحتضنني وهي مازالت تبكي ..ولكن هذه المرة أعتقد بأنها دموع الفرح...

هدأت أمي بصعوبة ..وجلست بجانبي على اﻷريكة هي وأبي ..وطلبوا مني تفسيراً لما حدث بالضبط ..فقصصت القصة حتى نهايتها ..وطلبت من جون المجيء فجاء وجلس بجانبي وعرضت على والداي تبنيه ف....

---إنتهى البارت---

ً

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top