هواجِس العِشق • 40 .

هواجس العِشق || جيون جونغكوك

اهلاً بِكم في الجُزء الاربعون مِن مخاوِف الحُب ♥️🫶🏻

رِفاق التشابتر مُبعثر قليلاً بسبب قصه لهذا ارجوا منكم ان تتغاضوا عن بعثرة النصوص لانه كان من الصعب علي اعادة ترتيبه كاملا و هو يحتوي على ٩ الالف كلمة ، ليس هينًا الموضوع لقد تعبت عليه بحق في كتابته

ايضًا شكرا لكل لطيفة دعمتني في التشابتر القادم ، مكانكم في القلب ♥️🫶🏻 احبكم بصدق يا أجمل قُرَّاء 💋

لِنبدأ 🫶🏻

•••

سَرقت خُطواتِها نَحوه و إنتَصبت امامهُ تُطالِع عيونِه المَذهولَة بِها كَأنهُ يراها لِلمرَّة الاولَى ، لَم تَعجز كُحليتاه يَومًا عن إخبارِها كَم جَمالها يَروقه ..؟ أو عن مَدى إعجابه الشَديد بِها ، رُغم استياءِها منهُ الي أنَّ تحديقاتِه تَجعُل خَديِّها تَتورد فَتزيدُ على فِتنتَها فِتنة أهلَكت قلب حَضرتِه

أخفَضت رأسِها قَليلا تُطالِع اطراف أصابِعها التي بالكاد نَجت مِن وُسع اكمامِه عَليها ، تَنهدَّت بِخفَّة و مَدت يديها تُمسك خاصتيه لِترفع شَهليتيها نَحوه و تَهتِف بِحُزن " لا اُريد ان أسمح لِمشاعري السلبيًّة بإبعادي عَنك "

‎هي تَنتظِر منهُ ان يّقترِب و يُهديها لَمسة دافِئَة كَكُلِّ مرّّة يُشعرِها انها إمراتهُ الوَحيدَة ، يُشعرِها كَم عُمق مكانتِها في قَلبه و بالفِعل الآسيوي قامَ بِتخليل أصابِعه بين فَراغاتِ اناملِها و شابَك كِلتا يَديهما لِيجذبها اليه جاعِلا مِن اقدامِهما تَتلاصق فإنخَفض مُسنِدًا جَبين كليهِما يَسترِق النَظر لذاك الوَجه المَحفور بِه

‎" مَهمَّا ابتعدتِ انتِ انا سأقترِب ، مَتى سَتفهمين انهُ اصبَح من الصَعب عَلي العَيش بِدونك ..؟ هَل تُريدين ان أموت همم ..؟ و يَقولون المِسكين توفي عن عُمر يُناهز السَبع و ثَلاثون عامًا لَم يُغلق حتى الاربعين ، اهذا يُرضيك ..؟

‎تَحدَّث عاقِدًا حواجِبه بِجديَّة بينَما يُناظر عُيونِها العابسَة ، بَوزت شَفتها الي الخارِج و أنزَلت شَهليتيها نَحو أقدامِهما المُتلاصِقَة " سَنموت مَعًا و يَقولون المِسكينَة توفَت عن سِن يُناهز التِسعة عَشر عامًا " هَتفت بِعُبوس بينَما تنفخُ وَجنتيها المُمتلَئة ، جونغكوك فَرًَق شِفاهه بعدم تَصديق و إنَحفض يَعضُّ خَدِّها المُتفِخ لِينطق بغضب " تُفضلِّين ان نَموت قَبل ان نَحظى بالكَثير من الأولاد ..؟ "

‎تأوَهت بألم مِن قضمتِه لِخدِّها فقامَت بِسحب اصابِعها من يدِه و لَكمتهُ على صَدره " اننن ، يَكفيك ابنكَ مِنها " دَفعتهُ الي الخَلف و إبتعَدت عنهُ مُستديرَة حَتّّى تَخطو نَحو الفِراش ، جونغكوك مَسك بِمعصمها و جَذبها اليه بِسرعة حَتَّى إصطدَم ظَهرِها في عُرض صَدرِه لِيقيِّدها بذراعه التي عانَقت خَصرِها بإحكام

‎حَبست نَفسها بِداخل صَدرِها حينَما شَعرت بِشعرِه الأمامي يُلامِس خَدِّها عندها عَلِمت انهُ إنحنَى اليِها تُواشِك أنفاسِه على العَبث بِمشاعِرها حال أن تَخبِط بشرة عُنقِها ، دَقاتُ قَلبِها تُقيمُ عُرسًا تَحتفِلُ بذاك القُرب المُحبب لهُ ، إرتَخَت جُفونِها عِندما وَضع أنامِله البارِدَة عَلى كَتِفها العاري فإذ بِه يَطرُق عَليه نُزولاً الي عِضدها حَتّّى قام بِبَسط كَفِّه عَلى ذِراعها نازِلاً نَحو ساعِدها المَخفي تحت قَميصه

‎وَصل نَحو تلك اليد المُختبئَة وَسط كُمِّه و لازالت سُموِّها تَحبس أنفاسِه لِضغطِه المُستمِّر على خَصرِها ، انهُ يَسلِبُ وَعيُّها حينَما يُشابك يَدهُما بِتلك الطريقَة بعد أن يَتحسسَ أصابِعها المَكشوفَة لِلعَلن فَيُدفِئُها بِخاصتِه مانِعًا ذراتِ الهواء مِن  ! العَبث بِما هو يَخصُّه

‎أخفَض رأسِه أكثَر حتّّى يَتسنى لهُ رؤية تِلك الاذن المُختبَئة أسفل شَعرِها ، نَفخ بِهدوء انفاسَهُ العطرَة على خُصيلاتِها حتّّى تَتطايَر كاشِفَة لهُ مُرادَه و عِند إذ راقَ لهُ أن يَهمِس بصوتٍ يُدرك مَدَى قُوََة تَسلطِه عَليها بِه ، تِلك البَحَّة العَميقة لَم ترحم أحاسيسِها المُغرَمة به البتَّة بَل سَحقتها بإمتياز " اُريدُه مِنك "

‎إعتَصرت بقبضتِها ذاكَ القميص عِند فخذِها زافِرَة أنفاسِها المَكبوتَة ، هي تَشعُر بالطُيور تُرفرِفُ أسفل مَعدتِها و القشعريرَة لا تَرحمُ جِلدها تَمامًا كَهو الذي لَم يَأبِه لقوتِّها الضَعيفَة أمامَه و راحَ يُقبِّل ذاك الكَتِف العاري ، جاءَ بِمثابة وَجبَةٍ شَهيَّة لِروحِه الجائِعة لَها

‎" انتَ تعَبثُ بِمشاعري بِطريقةٍ سيئَّة " سَمِعها تَهتِّف و هي بالكاد تَتمكََن من الوقوف عَلى قَدميها التي تَرتجِف فإضطرََ على حَملها بِواسطَة ذِراعه التي تعانق خَصرِها ، رَفعها الي مُستواه و عدَّل استقامَة ظهرِه بدلاً من بقاءِه مُنحنيًا لِيلَّف يَده المُتشابَكة بخاصتِها حَول صَدرِها و يَضمَُها نَحوه بِرغبةٍ جامِحَة

‎أحنَت ايليزا رُكبةً بدلاً من الثانيَة التي تُركَت مَفرودَة لِتُدير رأسِه نَحوه تُطيل النَظر في كُحليتيه المَغرومَة بِها ، أغمَضت جُفونِها حينَما قَبَّل أنفَها كَما إعتاد أن يَفعل مُدغدِغًا دَقاتِها " انتِ طِفلتي قَبل ان تَكوني فَتاتي ، أتعرفين ..؟ "

‎قَلَّصت عَينيها و قَررت أن تُعيد لهُ ما سَبق و فَعلهُ بها حَيثُ قَرصت يَدِه التي تُحيط خَصرها و قالَت رافِعَة حاجِبها " الأب لا يَفعل مَع طِفلته ما تُخطِط انتَ فِعله بي ! " أغاضتهُ بإخراج لسانِها لهُ فرأتهُ يُكشِّر بِملامِحه و يُشدد عَلى التمسُّك بِها جيِّدًا قائِلاً " امم ، دَعيني اُريك كَيف يُمكن ان يُدفعك الآسيوي ثَمن هذا الكَلام العاطِل ! " تَمشَّى بها السَرير لِتوسِّع عَينيها و تُحرك اقدامِها العارِيَة في الهَواء نافيَة " هاي دَعني لااااا " صَرخت تَضرب يَديه التي عَلى خصرِها

‎وَضعها فَوق السَرير فأصبَحت تَعتليه طولاً ، أدارها اليه و راحَت تُقابِله رافِعَة حاجِبها " جونغكوك هَل سبق و ان رأيت تِنينًا ضَخمًا يُحلِّق عند شِرفة جَناحك ..؟ " سألت بَعدما حَدقت وراءِه بصدَمة ، جونغكوك تعجَّب و قَرن حاجِبيه بعدم فَهم " ماذا ؟ لا ! "

‎" ا..اذا ا..ان..انه وراء..وراءك يَفعل الأن " هَمِست و رَفعت يَدِها تُشير بإصبِعها نَحو شِرفته ذات الأبواب المَفتوحَة ، القائِد أدار رأسِه يَنظُر نحو الخارِج بإستغِراب فَحال ان إلتفت حَتى دَفعته ايليزا مِن كتفه و قفَزت من فوق السَريز مُقهقهة و هي تَركُض بَعيدًا عن مُتناول عَينيه " هاهاها لَقد خَدعتك "

‎وَسَّع مُقلتيه بِدهشَة لِيرمش بِعدم تَصديق مِن إنطلاء كِذبتها الغَير مَنطقيَّة عَليه ، راقبَها تَركُض بِذاك القَميص الذي سَبق و أثار جُنونه لِيشهق " ايليزا تَعالي الي هُنا ! " صَرخ و أخذ يَسيرُ نَحوها بِخُطواتٍ هادِئَة يَجُر اقدامِه اليها و هي تَقف عند مَكتبِه

‎" أيتها ال****** تعالي الي هُنا !!!! " صَرخ و رَكض خَلفها بِسُرعَة ما إن هَربت و راحَت تَلتَّف حَول مَكتبته المُنتصبَة وراء مكتبِه حَيث يضعُ خزانَة مُتوسطَّة الحجم بِطولٍ شاهِق تَحملُ كتبه المُفضلَّة ، و حَتمًا كان يُفضل أكثَر من 1500 كِتاب مِن غَير البقيَّة الذين في مَكتبة القَصر

‎لَفَّت حَول المَكتبة و لَفّّ جونغكوك وراءِها يُحاول إمساكِها لكِّنها كانت تَركُض بِعشوائِيَة و تُوزِع سَربًا من ضِحكاتِها التي تُدغدِغ مَشاعر الحُب في داخِله ، يَروقهُ ان يُراقبها تَضحك بِهذا الشَكل ! لِهذا ابطئ من سُرعته يَتحكَّم في غَريزتِه قليلاً بَعد

‎" انتَ لن تُمسِك بي ! اننن كَبرت بِسُرعة جونغكوك " سَخِرت منهُ بَعد ان صَعدت فَوق كُرسي مَكتبه مُتخصرَّة و هي تَلهث ، قَلَّص جونغكوك عَيناه و أشرَّ عَليها بيدِه التي تُغطيها وُسع قَميصه الأسود " هاي مَن الذي كَبِر اينها الطُفيليَّة " بَحلَّقت ايليزا شَكلهُ وَسط بيجامتِه الكُحليَّة الواسِعَة عليه مَع خُصيلاتِه المُبعثرَة على جَبينِه و هو يَسيرُ ببطئ نَحوها يُحرِّك اقدامُه التي تُغلفها طولِ بنطالِه مُستوليًا عَلى نِصف ارجلِه تارِكًا فقط اصابِعه البارِزَة

‎نُلاحِظ ان جُيون تَروقه البيجامات الواسِعة ، فإن كانت هو تَبتلعهُ فَمبالك أميرتِه التي تَسرِق الكَثير من قُمصانِه ..؟

‎عِندما واشَك ان يَصل لها قَفزت من فَوق الكُرسي و هَربت نَحو الشِرفة بسرعَة تُقهقه بِصخب على نَبرتِه المُتذمرََة و هو يَلحق بها " لا اُصدق ان بَعد كل هَذا العُمر تأتي مُراهقة تَجعلني أركض خَلفها بِهذا الشَكل " راقَبها بَعدما وَقف عند الباب مُتكتِّفًا " لَو فقط اُمسك بكِ ، سَترين ما يُخبئه خَيالي لكِ ! " نَطق مُتوعِّدًا بِنبرة اخافَت ايليزا التي تَوقفت بالقُرب من السور تناظِرَهُ بدهشة

‎ضَمََت يَديها الي صَدرها وناظرتهُ بصدمَة " ياااااا ، تَوقف عن كَونك مُنحرِفًا ! غَير معقول " صَرخت بإنفعال مُتفاجِئَة بِضحكته العاليَة و هو يُعيد رأسِه الي الوراء بارِزًا ذاك العُنق الذي تَعشقه ، إبتلَعت ريقها حينَما أخذ يُحرِّك اقدامِه اليها مُتحدِثًا مِن وَسط بسمتِه الواسِعَة و عُيونه الضاحِكَة " لِما هَل لازلتِ تَخجلين مِني يا فَتاتي ..؟ "

" ل..لا تقل ف..فتاتي ب..بهذا الشَكل " هَتفت بِتوتَّر و تراجَعت الي الخَلف حَتَّى إلتصَقت بِذاك السور فَلولاه لأجزَمت انها سَقطت تُسلِّم على حَرس الحديقَة بالأسفَل ، جونغكوك إبتسَم بِجانبيَة بينَما يَدنو منها أكثَر مُتوعِّدًا لَها بالكَثير جَرَّاء الرَكض الذي رَكضه " But you are my naughty girl "

‎- لكنكِ فَتاتي الشَقيَّة -

‎نُطقِه لِلانجليزيَة بِذاك الصَوت العَميق و اللكنَة البِريطانيََة أتت بأجل سُموِّها التي ضَمَّت ذِراعيها الي صَدرِها تُناظِره بُعيون مُوسِعَّة ، جَمالهُ لَيس عادِيًا البتَّة ! وسامتهُ تلك و الرياح تَعبثُ بِخُصيلاتِه الناعمَة الغُرابيَة تأسِر فُؤادِها

‎ ! إبتلَعت ريقها حينَما تحاصَرت مِن قِبل جَسدِه و يَداهُ التي استندَت على ذاك السُور خَلفها و هي بينهُما ، لا مَفَّر لها مِن الهَرب الأن

لا هَرب منهُ إلا اليه

‎ الأن .. الي اينَ يا اميرتي ..؟ " هَمِس لها بَعدما تَلاقت عيونِهما ، إتكئت ايليزا على السور اكثَر و تَحدَّثت بذات نَبرته " سأقفِز " تَفتلّّت بين عيونِه المُستغربَة " تَقفزين الي اين ..؟ " أمال رأسِه قَليلاً مُعدلاً زاوِيَة نَظره لَها فإتَّضح ذاك الفَك الحاد لِشهليتيها المُهتزَّة ، هَذا ثَقيل لِتحتمله كُلَّه بذات الدقائِق

‎الا يَكفيها شَكلهُ بِتلك البيجاما الواسِعَة السَوداء ضِد بشرته الحليبية ..؟ أم خُصيلاتِه المُبعثرَة تكادُ تُظهر حواجِبه ..؟ أم تِلك الترقوَة و ذاك الصَدر البارِز جَرَّاء فَتحه لازرارِه الأولى يُظهر العِقد المُتخبِط بين ثَدييه المُتصلبين ؟ ماذا عَن ضِحكته الآسِرة و هو يُريها ذاك العُنق الذي تَهواه كَكُل مرَة يُقهقه بِها كَما لو انهُ يغيضها عَمَدًا ! لَم تَنسى انها تُطالع ذاك الفَك الذي الحاد

‎" جونغكوك انا اُقسم اني سأقفز ، ابتعِد عني كي لا أنهار " هَمِست لهُ بتوتَّر و عُيونِها لَم تَجد بُقعة آمِنَة تختبئ بِها ، كُل شَئ بِه يُثيرها ، عُيونَه ، شِفاهه المُبللَة بِريقه ، عُنقه ، تُرقوَتيه أما عَن ثَدييه تكادُ تُجزم ان حَلمتهُ البنيَّة تَسترِق النَظر لَها لَكِّنها لم تَهبط لذلك القَدر تَخشى ان يَتوقَّف قلبها بأية ثانيَة

‎انهُ يُكرر ضِحكته تِلك التي يُغيضها بِها بنقاء عُنقه ، تَتمنَّى كَثيرًا تَلويثه بلسعاتِ الحُب خاصتِها لكنِّه لا يسمحُ لها كي لا يُصبح حديثًا لَدى جيشِه لاحِقًا

‎قَوست شَفتيها بِبًكاء و لَكمتهُ على صَدرِه بقوََة " كالحَقير لَا تود التَوقف عن كَونك مِثاليًا ! اكرهك جونغكوك ، أكرهك بشدَّة " صَرخت بِه و مَسكت يدِه تنخفض مِن أسفلها و تَسيرُ نَحو الداخِل تُصدر أصواتًا مُزيفة لِلبُكاء

‎رَمش جونغكوك بِتفاجئ مِن ردةِ فعلها و تمتم مُتساءِلاً " مالذي فَعلته ..؟ " همِس و استدار اليها ليمسِك يَدها و يَجذبها مُلصِقًا اياها ضِدَّ ذلك العامود

‎حاصَرها مِن جَديد بيداهُ التي ثَبتهُما أعلَى رأسِها حَيثُ قام بِمشابكة يَديهما عادِمًا فُرصة الفِرار لَها هَذِه المرَّة " اليسَ الهَربُ إلي اَكثرُ أمانًا ..؟ " هَمِس لها يُمعِن النَظر بٍشَهليتيها المُوسعَّة ، ذاك البُؤبُؤ المُلوََن يُثير جُنونَه ، إنخفَض و قَبَّل عينُها اليُسرّى تَليها اليُمنّّى " جِدي لي حَلاً لِقلبي ، أشعُر انهُ سيتَوقف بايَةِ لَحظة " هَمس لِيجذبها الي حُضنه ضاغِطًا عَليها بِقوَّة

‎لَفّت يَديها حَول ظَهره بَعدما افلت سَراح اصابِعها لِتُسند اُذنها على صَدرِه تُنصت الي قَلبِه الذي يَنبِض بِجنون فإبتسَمت بِحُّب " حينَما أجد حَلاً لِخاصتي ساُخبرك بِه " ردَّت بذات نَبرتِه لِتخفض جُفونِها تَستر شَهليتيها مِن البَرد المُحيط بِهما تَستمتِع بِمسحِه الدافِئ عَلى شَعرِها

‎" تايهيونغ اُنظر " ضَربت يوجين يَد العَسكري الذي يَرسم بالعود امام تلك الحُجرة التي اُمِر بحراستِها ، رَفع بُندقيتيه الي ما تُشير لهُ صغيرتِه فإتسَعت حينما رأى قائِده بِرفقة فَتاته يَتعانقان وَسط شِرفته " يَبدوا انهُما تَصالحا ! " قالت الآسيويَة و إبتَسمت على شَكلهما " خُلِقا لبعضهِما تمامًا ! " هَمِست

‎شَهِقت حينَما غَطَّا لها تايهيونغ عُيونها بكفِّه و جَذب رأسِها يحشُره في صَدرِه حينَما بدأ جُيون في تَقبيل أميرتِه لِتصرخ تُحاول تَحرير نَفسها منهُ " هااي تايهيونغ دَعني ارَى ، انا مَن رآهُما أولاً " ضَربت ذِراعه التي تُحيط رأسِها مُستمِعَة له و هو يَنظِق " مُستحيل ، انتِ لازلتِ صغيرَة على هَذه المَشاهد "

‎" ما اللعنَة تايهيونغ لَقد قبلتني قَبل قليل !! صَغيرة عَلى رُؤيتها و كَبيرة عند فِعلها ..؟ " سَخِرت منهُ لِتزحلِق كَفِّها عن عَينيها تُطالع الشِرفَة ، عَبست حينَما لم تَجدِهما لِتنظر نَحو تايهيونغ الذي رَدف بإبتسامَة " حَملها و دَخل يُكمِل الباقي بالداخِل ، انتِ بالطَبع لا تُريدين رُؤية ماذا سَيحصل بعد ذَلك همم ..؟ "

‎تَكتفّت يوجين بِعبوس " بَلى اُريد " قالَت بِغضب وضَربت كَتف العَسكري الذي شَهق بِصدمَة " مالذي تُريدين رُؤيته بالضَبط يوجين ! " مَسكها من اذنِها بقوَّة " إخجلي عَلى نفسكِ لازلتِ صغيرَة أتسمعين ، اينَ اخلاقِك ..؟ " صَرخ بِها مُعاتبًا فإنخفَضت الي الأسفل تُحاول الهَرب من اصابعه " ايييي ، تايهيونغ دَعني انت تُؤلمني "

‎أفلَتها تايهيونغ بِهدوء و تَكتَّف يُناظرها بِغضب ، بادَلتهُ ذات النَظرات قَبل ان تَلمح لورَنس واقِفَة عند الباب مُنذ وقتٍ طَويل بالفِعل و لابد أنها رأت ما رآه كليهما قَبل قَليل ، شَدَّت قبضتِها و سارَت الي الداخِل صافِعة الباب في وجه كليهما

‎" مابِها هَذِه ..؟ " هَتفت يوجين بإستغراب لِيهز تايهيونغ كَتفه و يَحمل الصينية ناهِضًا " غيرة النِساء كارِثَة ، هيَّا دعيني اوصلِك لتنامي ، الوَقت تأخَر " أوَقفها من مِعصمها و شابك يَدهما مُنتبِهًا الي إبتسامتها الرَقيقة اثَر فِعلته

‎إبتسَم ايضًا و لاطَف ظاهِر يدِها بإبهامِه لِيسحبها معهُ نَحو القَصر

‎ وَصَّل يوجين بِسَلام و عاد أدراجَه نَحو الحُجرة حَتّّى يَقِف عندها و يَحرُس من جَديد ، مَرّّت بِضعة دقائِق و اخذ يُنصت الي اصوات انين الصَغير بالداخِل ، قَرن حواجِبه بِخفَّة و توجَّه يطرقُ الباب " عُذرًا ..؟ هل الصَغير بِخير في الداخِل ..؟ سيدَة لورَنس هل تَسمعيني ..؟؟ "

!‎ كَرر نِداءه و هو يَطرُق الباب لَكِن صَوت الصّغير يستمِّر في العُلو دون تَوقف ، زاد الأمر قَلقه و إضطَّر الي فَتح الباب ليدخُل يُطالع ذاك الطِفل الذي يتلوّّى على فِراشه من الألم لكِن .. امِّه لَيست بِرفقته

‎•••

حاوَلت ايليزا الإستِرخاءبين اذرُع حَبيبِها لَكن صوتُ الصُراخ الذي بالخارِج يُقلِقُها ، رَكزَّت قَليلاً و سَمِعت ما يُحكى بِقليل من الوضوح

‎" لا يُمكنك الدُخول ، القائِد بالداخِل يستريح "

‎" لَكن انا بِحاجة لِمُقابلته فَورًا ! هُنالِك أمرٌ طارِئ .. "

‎" قُلت القائِد ليسَ مُتفرِغًا انهُ بالداخِل مع عَشيقته "

‎" ارجوك إنده لهُ انا احتاجهُ حالاً !! "

قَرنت حواجِبها أكثَر و شدَّت على شَعر القائِد الذي رَفع رأسِه عَنها بَعدما لاحَظ تَشَّنُجِها " مابكِ ايليزا ..؟ " نَطق بِهدوء يُراقِب مَلامِحها المُتوتِرَة ، لَم تَمر ثوانٍ و إلا فُتِح باب الجَناح على كليهما ...!

‎شَهِقت ايليزا بِصدمَة لِتصرُخ مُختبئَة أسفَل جونغكوك الذي أدار رأسِه نَحو الباب يعتصِر الوسادَة أسفلهُ بِغضبٍ عارِم ، ما رآهُ هو لورَنس تَقِف بينَما تَلهث بَعد ان هَربت من بين يدا الحَرس

‎ما كانَت تستطيعُ رؤيته اليونانيَة هو ظَهر جُيون المُعضَّل العاري الذي كانَ يُغطي على عشيقتِه المُختبئَة أسفلهُ ، ظَهر منها فَقط يدِها المُتشبثَة بِذراعه

‎" و اللعنَة السابِعَة " هسهسَ بِغَضب و سَحب اللُحاف من أسفلهُ يَضعهُ على صَغيرته لِتستَدير لورنس نَحو الباب شادَة على يَديها بِرُعب ، نَهض جونغكوك من عَلى السَرير و تَقدَّم مِنها صارِخًا بِغضب " مالذي أتى بِلعنتك الي هُنا و بأي جُرأة تَدخلين جناحي ؟؟؟"

‎مَسكَها من ذِراعها بِعُنف بَعد ان أدارَها اليه لِتجلس ايليزا تَجذِب القَميص القُرمزي من الأرض و تَرتديه ساتِرَة نَفسها ، رأتهُ يَهُز لورنس بِغضب يكادُ يَحرِقها بِشرارة عَينيه و الثانيَة تَبكي بين قَبضتِه غَير قادِرَة على الحَديث

‎" أجبيني كَي لا أحمل لَعنتك و أرميكِ من الشِرفة " صَرخ بِها و لازال يَهزُها بِعنفٍ بالغ لَم يُعجب الأميرَة التي إستقامَت مُسرِعة و أبعَدت يدِه عَنها " جونغكوك ليسَ هكذا تُعاملها أبتعِد " سَحبتها من كَنفيها بَعيدًا عنهُ

‎أرَجع جونغكوك شَعره الي الوراء يَتنفس بِغضب مُكوِّرًا قبضتنُ الثانيَة حتّّى بَرزت عُروقِ رَقبته ، لورنس كانَت تَبكي بشدَّة و ترتجِف بين يَدا ايليزا التي ناظَرتها و قالت بِلُطف " اخبريني هَل هنالك خَطب ما ..؟ "

‎" ا..اب..ابني ا..ان..انه ي..يموت " رَدفت وَسط شهقاتِها العاليَّة لِترفع عُيونِها الدامِعَة نحو جونغكوك الذي قَرن حواجِبه بِخفَّة " ماذا ..؟ مابِه الصَغير ..؟ "

‎" لا ا..اعلم ، ل..لقد ساءَت ح..حالته ف..فجأة " نَطقت بِبُكاء لِينظر جونغكوك نَحو ايليزا القلِقَة " اذهب مَعها جونغكوك ! " هَمِست لهُ بِحُزن

‎مَسح جونغكوك على وَجهه لِيردف بينَما يَتجه لإلتقاء قَميصه " آسبقيني انا قادِم " مَسك ثَوبه يَرتديه بِعشوائية لِتهمهم الثانيَة و تُغادر الجَناح مُسرعَة بَعدما حَدقت بِسُموِّها بهدوء

‎ايليزا راقَبت ظَهر جونغكوك بِحُزن و إقترَبت منهُ " جونغكوك " هَمست لِيستدير لَها مُهمهمًا بينَما يلبسُ خَفيِّه ، إقترَبت منهُ و أخذت تَمسحُ شَفتيه و خَديِّه المُتسخان بأحمرِ شِفاهِها " إنتبِه على نَفسك " حَدقت بِكُحليتيه

‎زَفر جُيون بِضيق يَكادُ يَنفجر لِبشاعة المَوقف الذي وُضِع به ، كوَّب وَجنتي أميرتِه و إنخَفض يُقبِّل جَبينها بِدفئ " سأعود " هَمِس لها لِتومئ بإبتسامَة خافِتَة ثُمَّ أفسَحت لهُ المَجال لِلرحيل ، غادَر مُسرِعًا نَحو الخارِج و رأى ظَهر لورَنس " لِما لم تُخبرني تايهيونغ فقط ..؟ " سأل بِحدَّة لِتلتفت اليونانيَة اليه و تَنطِق بحزن " لَم يَكُن موجودًا ، ثُم أتعتقِد انهُ سيروقني الدُخول عَليك و انت بذلك الوضع معها هممم ؟؟ "

‎سار جونغكوك نَحوها و مَسكها من ذِراعها بِغضب " لا تُطيلي لِسانك كي لا أقطَعه لكِ ! " أشرَّ عليها و تخطَّاها مُتوجِهًا عند طِفله حَيث كان تايهيونغ قَد طلب لهُ الحَكيمة بالفِعل

‎ايليزا جَلست على الفِراش تَنظُر نَحو الفَراغ بِصمت
أهي طَرفٌ ثالِث ..؟

‎تَنهدَّت بِضيق و إستقامَت تجذِب فُستانها تَرتديه ، هي تَعلم بالفِعل ان جونغكوك لن يَعود الليلَة لِذا حَملت نَفسها و غادَرت نحو حُجرتها المُشتركَة مع الفَتيات

‎دَخلت الي الحُجرة بِبُطئ و نَظرت نَحو الجواري اللواتِن نَهضن أثَر دلوفِها ، جَلست إحداهُنَّ و مالَت برأسها قائِلة " مابكِ عُدِّت باكِرًا ..؟ " تَتبعت سُموِّها و هي تَجلس على فِراشِها و تَسحب اللُحاف حتّّى تَتغطَّى

‎تَمددت على الفِراش و أعطتهُنَّ ظَهرها لِتسمعهنَّ يَتحدثن

‎" لَقد سَمعنا ان عَشيقة جُيون لورَنس عادَت بعد ان قَتل زوجها لأجلها ! يُقال ان ذلك الطِفل الذي مَعه ابنُه "

‎" أجل لقَد رأيتُها بِعيناي تَذهب نحو جَناحه قَبل قليل حينَما ذَهبت لاجلب الماء ، حتمًا هي ذَهبت لأجلِه ..! "

‎" يا حَسرة حينَما كان يُحِّبها ، كانَ يُغرِق غُرفتها بالزُهور و كُلما إحتَّل بلد و غزاها يَجلبُ لها افخمُ الهدايا و أرقاها مِنها ! كانَ يعشقها باتم معنى الكَلِمة "

‎" صَحيح و هي لَم تَكُن هينَّة ! طيلَة الوقت تَتدلعُ عليه و تَتدلل ، تُغرقه بالكَلام المَعسول و سُرعان ما يَذوب بينَ يديها ، و الان ان كانَت الشائعات صَحيحة بخصوص الطِفل حَتمًا سيعودُ لها ، لازالَت شابَّة و شديدَة الجَمال "

‎إعتَصرت ايليزا قَبضتِها بِغضب و هي تَستمِع الي حَديثِهما تَشعُر بالنيران تَلتهِمُ قَلبها ، جَلست و ابعدَت اللُحاف تَزمقهُنَّ بِحدَّة ما إن بدأن يَضحكن " جونغكوك لا يُحِّب غَيري أسمعتُنَّ ! انا فَتاته الوَحيدة ان سَمعت هذه التفاهات مُجددًا سأقطع لسانكُنَّ " صَرخت بِهنَّ بإنفعال ، هي بالكاد تَحتمل افكارَها ليأتين يَزدن عليها بِحديثِهنَّ

‎نَظرن نَحوها و سَخِرن لِتهتف احداهُن " ان كانَ ما تقولينَه صحيحًا ، لِما جَلبها الي القَصر ..؟ و لِما ذَهب معها قبل قَليل الي الخارِج و تَرككِ انتِ تَعودين الي هُنا ..؟ امم حينَما رآها نَسى امركِ ، الحُب الأول لا يُنسى يا عَزيزتي "

‎قَبضت ايليزا عَلى يَديها بِقوَّة تَنظُر نَحو الصبيَّة بِحقد تَشتهي بشدََة تمزيقَها في هَذِه اللحظَة و هي لَم تتردد ! بَل قامت و هَجمت عَليها لِتُمسكها من شَعرِها و تبدأ بِضربها بغضب شَديد " عاهِرة ، انتِ لا تُدركين مالذي تتفوهين بِه " صاحَت بِها و هي تَخبُطها بقوَّة

‎بدأن الفتيات بالصُراخ ما جَعل المَسؤولة عَنهنَّ تُسرع بالمَجيئ و دُخول غُرفتِهنَّ ، رأت ايليزا التي تَجذب شَعر الثانيَة و الاخريات يُحاولن ابعادِها لَكِّنها أبت التَحرُك بَل حتمًا أصرت على قَتلها " مالذي تَفعلينه !!! هاي انتِ " صَرخت بِها و دَنت تَجذبها

‎أمرَت اثنين مِن الخَدم ان يَدخلوا يُبعدونَها و بالفِعل أتوا و حَملوها من ذِراعيها يوقِفونَها لَكن سُموِّها إستمرت بالصُراخ مُحاولة العودَة و إكمال تَفريغ غَضبها بِها " دَعوني لَم أقتلها بَعد تلك العاهِرَة ، اتركونيييي "

‎أوقَفنها الشابان في مُنتصفهما يَتشبثان بِها جيِّدًا كَي لا تُفلت و إقتربت منها المسؤولَة التي كانت في أواخِر الخمسينات مِن عُمرها " ماذا تَظنين نَفسك فاعلَة ..؟ اتعتقدين انكِ في غابَة ..؟ " هسهست بِحدَّة تُناظر سُموِّها التي تَلهث و عيونِها على الجارِيَة

‎أحطن الفَتيات بِصديقتهنَّ التي جَلست تَبكي بشدَّة و تُناظر ايليزا بِحقد " هي مَن بدأت اولاً ، ا..انها من قامت بإلقاء كَلمات تافهة و لَم تُدرك حَقيقة الأمر " نَطقت ايليزا مشيرَة على الثانيَة التي صَرخت نافيَة " لَقد هجمت عَلي ، كنتُ فقط احادثِها و هي قفَزت كالثَور الهائِج "

‎" ماذااا ....؟ هل تَصفينني الأن بالثَور ؟ " صَرخت الاميرَة بإنفعال لَم تحتمِل تلك الإهانَة فَكيف لِجميلَة مِثلها أن تُلقَّب بالثَور ..؟

‎" اُسكتِ ! صوتكِ مُزعج تّوقفي عن الصُراخ " خَبطت السيدَّة عصاتِها بالأرض مُتحدثَّة بصوتٍ عالِ فإكتفت بالهمهمَة لثوانِ تُفكِّر و بَعدها أضافَت " كلتاكُما سَتُعاقبان " قالَت بهدوء لِتُطالع ايليزا التي سَخرت دافِعة يدان الشابان عَنها " لا يُمكنك مُعاقبتي ! السيِّد جيون سَيقطع رأس كُل احد يَلمس شَعرةً مني ! " هَمِست بثقة مُطالِعة عُيون المسؤولَة التي إلتفتت لَها بعد ان كانت تُعطيها بِجانبها

‎" أن كنتِ انتِ مُفضلَّة الوزير الأعظَم ! فَهي مُفضلَّة المَلِك و عَشيقته " هَمِست لها السيدَّة بِذات النبرَّة التي جَعلت الاميرَة تقرِن حواجِبها بِعدم رضَى

‎" و ان إشتَكت عنكِ للملك حال عودتِه ! حتّّى جُيون لن يَتمكَّن من فعل شَئ فَهو خادِم لَديه ، هِممم ..؟ " ما أضافتهُ زاد مِن غَضب الاميرَة التي طالَعت الجارِيَة بِحقد و هَسهست " سَتدفعين الثَمن غالِيًا " أشرَت عليها و دَفعت الخادِم عن الباب لِتُغادر مُسرِعَة

‎تَنهدت المَسؤولة و استدارَت نحو الثانيَة بِغضب " ألا تَعرفين مَن تكون ..؟ كَيف تجرؤين على الأحتِكاك بِها ! السيد جُيون وصانا ألف مرَّة الا تُمسَّ شعرَة مِنها ماذا لَو اشتكت لهُ الان ..؟ صَدقيني لن تُشرق علينا الشَمس إلا و انقلب الحَرم فوق رأسنا " أشرَّت لها بِعُكازِها مُهسهسة بِحدَّة

‎جَلست الجاريَة مُتحمحمَة بينَما تُعدِّل شعرِها المُبعثر " لَقد قلتِ انتِ قبل قَليل اني عَشيقة مَولانا ! بالفِعل هي لَن تُقارن بي فَعشيقُها خادِم لعشيقي " تكلًَمت بِغرور جاذِبة انتباه صديقاتِها اللواتِن يسخرن بالسِّر ، هي حتمًا صَدقت كِذبة المسؤولة

‎" ما قُلته كانَ مُجرَّد كِذبة كي لا تُكبِّر رأسَها ، المَلِك يَتخلّّى عنكِ و عَن كُل فردٍ في القَصر و لا يتخلَّى عن جُيون ، كلمتِه المُطاعة هُنا اكثَر من جلالته بحدِّ ذاتِه ، افضِّل ان تصلي كي لا تُخبره و إلا عِقابك لدى جُيون لن يكون سهلاً " نَقرت رأسها بالعُكاز لِتناظر الجاريَة صديقاتِها بقلق بعدما غادرت الثانيَة

‎" ماذا عَلي ان افعل ..؟ ماذا ان اخبرتهُ ؟ مُستحيل ان يَفعل شئ صحيح ؟ " نَظرت ناحيهتِهنَّ لَعلهُنَّ يُطمئنها ، رَدت احداهُنََ بهدوء " انتِ لم تلمسيها صحيح ..؟ حينّما ضربتك لَم تَمسيها بِضر ..؟ " هَمست تُطالع عُيون الجاريَة التي إنتَفض قَلبها بِهلع " ب..بلى خ..خدشت عُنقها ! "

‎" اذًا انتِ ميتَّة ..! "

‎" غَبيَّة ، خَدشتني ، لو فَقط قَتلتها " نَطقت بِغضب و هي تَسيرُ وسط ذلك المَمر المُطلِّ على الحَديقة تَمسحُ بيدِها جُرح رقبتِها ، فَردت اصابِعها امامَ عينيها تَرى قَطرات الدَم تِلك تُزيِّن نقاء بشرتِها

‎عَبست بِحُزن و ناظَرت السماء " هَل يُعقل ان يَكون ما تقولهُ صحيحًا ..؟ " هَِست بإحباظ لِتقع عَينيها على تِلك الغُرفة الخارِجيَة ، كانت النافِذَة مفتوحَة و رأت بوضوح جونغكوك و هو يُربت على كَتف لورَنس

‎" الحُب الأول لا يُنسَى ..! " هَمِست

‎" ايليزا !!! " إنتَفضت بِخفَّة ما إن باغَتها صَوت ليو القادِم من خَلفها ، إستدارَت نحوهُ و رأتهُ يرتدي ثياب الخَيل " اندرو ..؟ اينَ كنت بِهذا الوَقت ..؟ " قَرنت حواجِبها تُراقبه يقترِب منها بِقلق " ايلي عُنقكِ يَنزِف !! " مَسكها من ذراعِها يُطالع رَقبتها المَجروحَة

‎" ايلي ..؟؟ " دَفعت حاجِبها الي الأعلَى لِيتنطر نَحو عَينيه الزرقاوَتين التي إحتوَت شَهليتيها بِهدوء " اختصار ، ايًا كان ، مابه عُنقك ؟ " أخرَج من جَيبه مِنديلاً و إقترَب يُربت به على رَقبتها

‎جونغكوك طَبطب على كَتِف لورَنس مواسيًا إياها " سَيكون بِخَير ، لا تخافي الحكيمَة تُداويه " تحدَّث بِحُزن يُنصت الي أصوات صَغيره المُتألِمَّة ، إقترَبت اليونانيَة منهُ و عانقتهُ بقوَّة مُسندة راسها على صَدرِه " انا خائِفة جونغكوك ليسَ لدي غَيره " شَهِقت بِبُكاء لِيرفع جُيون يداهُ عاليًا مُغمضًا كُحليتاه بشدَّة

‎" ا..انا بِخير " هَتَفت ايليزا بِهدوء و تراجَعت الي الخَلف كي لا يَلمِسُها ، رَفعت عَينيها نَحو النافِذَة مُجددًا و ما سَقطت عَليه شَهليتيها هَذِه المرَّة أذاها أكثَر من أي مرَّةٍ سابِقَة ..! هو يَحتضنِها ..؟

‎اهتزَّت شهليتيها و هي تَرتعِد بِخفَّة " ل..لما ؟ " هَمِست ما إن تَلاقت شَهليتيها بِكُحليتا حَبيبُها الذي وَسَّع عَيناهُ و نَفى برأسِه بِمعنى أنَّ لا عَلاقة لهُ بالذي يَحدُث

‎لَكِن .. مالذي سَيُجبر قَلبها الذي كُسِر الان ..؟

‎دَفع جونغكوك لورَنس عنهُ و مَسح على وَجهه مُشيرًا عَليها " لا تقتربي منِّي مُجددًا ! " خَرج مِن الحُجرة مُطالِعًا سُموِّها التي لا تزالُ واقِفة قُرب اللورد تُطالع النافِذة بِصمَت

‎" ايلي الن تُخبريني لِما عُنقك ينزِف ؟ من جَرحك ..؟ " نَبس ليو و ادارَها اليه من ذِراعها ليُمسك بِذقنها يَرفعه مُطبطبًا بيدِه الثانيَة على رَقبتها ، هي لَم تَمنعه ! لَم تمنعهُ هذِه المرَّة لانها تَعلم ان جُيون يَنظُر

!‎ ..تُريدُه ان يتذوََق من ذاتِ الكأس

‎جونغكوك نَظر نحو ظّهر اللورد و قَرن حواجِبه بشدَّة ، لِما حَضرته يَلمس ذَقن و عُنق عشيقتِه ..؟ بأي صِفة هو يَجرؤ على الإقتِراب مِنها ..؟؟

‎إعتَصر قَبضتيه بِعُنف و مَشى نَحوهُ بِخطواتٍ سَريعة فما ان وَصل لهُ حَتى وَضع يدهُ على كَتف الصغير الذي إستدار لهُ بتعجُّب ، ما ان إلتف المُلازم حَتّّى تَلقّّى لَكمة قَويَّة إنتَصفت فَمهُ واشَكت على تَحطيم الصف العُلوي مِن اسنانِه و لِقوتِها أسقطتهُ ارضًا

‎شَهِقت ايليزا بِقوََة و غَطَّت شَفتيها بِيدها لِتصرخ " جونغكوك مالذي تَفعله !!!!! " نَظرت نحو ليو الذي جَلس ماسِحًا الدِماء عَن فَمِه مُبتسمًا بسُخريَة " انا حَذرتَّك الا تَقترِب منها ! و بِكِّل وقاحة تَمد يَدك لِتلمسها " هسهس جُيون بِحدَّة و دَنى منهُ حتّّى يَركله لَكِن مَعشوقته هَربت نَحوه و مسكتهُ من ذراعه تُعيده الي الخَلف " توقَّف "

‎" لَو كانت حَبيبتِك التي تَخافُ عليها بِخَير ! لَما كُنت لَمستها ، لو لَم تَكُن مُلتهي مع عشيقتك الأولى و انتبَهت انها تَنزِف كنتُ تركتها ! " نَطق ليو ساخِرًا و هو يستقيم مِن الأرض مُستفِزًا جونغكوك الذي رَكزَّ على عشيقتك الأولَى " أيها السافِ... " دَفع سُموِّها عنهُ حَتَّى يَضرِبه مُجددًا لَكِنه إستوعَب أخر ما قالَهُ اللورد لِلتو ..!

‎حَبيبتِه تَنزِف ..؟

‎إستَدار نَحو سُموِّها التي تَنظُر نحو الأرض بِصمَت " ايليزا ؟ " إقترَب منها و مَسك ذَقنها يَرفعهُ حتّّى يَكشف عن رَقبتها المُلطخَّة بالدَم " مِن اين اتى هَذا الجُرح ..؟ " إحتَضن شَهليتيها المُحاطة بِذاك السائِل المالِح

‎هي لَم تُجبه بَل إكتَفت بِعتابِه عَلى سَماحِه للأخرى بِإحتضانِه !

‎" انا اُحدِثك ، مِن اين لكِ بهذا الجُرح ؟ صَغيرتي من اذاكِ اخبريني ..؟ " كَرر سُؤالَه بِنبرة أكثَر دِفئًا من التي قَبلها لَعلَّها تَتجاوب مَعهُ ، ما نَطقتهُ حَرَّك مَشاعِر الألم في صَدرِه حَيثُ نَبست عَن كُسر خاطِر " إنهُ لا يُؤلِم و تَوقَّف عن النَزيف حينَما دواهُ شَخصٌ غَريب ، لَكِن الجُرح الذي في قَلبي لازال يَنزِف "

‎شَدَّ على ذَقنها بِخفََة و سَحبها الي حُضنه لَكِّنها رَفضت !
‎إبتعَدت عنهُ و ناظرتهُ بِحُزن " طابَت ليلتك " إستدارَت لِتُغادر الحَديقة عودَةً نَحو الحَرم ، هي إتجَهت الي غُرفة يوجين و أغنيس النائِمتان و دَخلت عليهما مُبحلقَة بجسديهما

‎" هي رَحلت بِبساطة ! " هَمِس جونغكوك يُطالِع ظَهرها الي أن تَلاشت مِن امام عَينيه ، إقترَب منهُ اندرو و ناظرَه بِهدوء " إنها المرََة الثانيَة التي تَجرحُها فيها ، صَدقني الثالثَة و لن تَبقى معك ثانيَة " مَسح على شفتيه بِظاهر يَدِه و تَخطاه مُتجهًا الي غُرفته

‎جَلس جونغكوك على العُشب و مَسك شَعرهُ بشدَّة مُغمضًا مُقلتيه " مالذي عَلي فِعله الان ..؟ مالذي سأفعله بِحق الجَحيم سأخسرها ان بقيتُ هكذا " لَكم الأرض بِعنف لِيمد تايهيونغ يَدهُ نَحوه و يُطالعه " لا تَقلق ، سيكونُ كل شَئ بِخَير " طَمئنهُ قائِلاً بعد ان مَسك جُيون بِه و استقام

‎" اتمنَّى ذَلك تايهيونغ "

•••

‎اليَوم الذي يَليه رَفضت ايليزا ان تُغادر غُرفة الفَتاتين حَيثُ صَممت عَلى الإختباء في حُضن يوجين دونَ ان تُقابل جونغكوك او تَخرج لهُ رُغم محاولاتِه الماسَّة في لِقاءِها

‎مُنذ ان بَزغت الشَمس يَترددُ كَثيرًا الي الحَرم كي يَلقاها لَكِنها فضلَّت الابتعادُ عنهُ قَليلاً ، أغنيس لَم تَفهم بَعد سبب هَربها منهُ و نظرت نَحو يوجين التي تَمسحُ على رأس سُموِّها الماكِثَة في حُضنِها تُسند راسها على صَدر الصغيرَة مُبحلقَة في الفَراغ بِصمت " ايليزا هل انتِ بِخَير ..؟ "

‎" نَعم ، و لَكِن قَلبي ليسَ بِخَير " هَمِست بِشرود و لازال مَشهد عِناق لورَنس لجونغكوك يَتردد عَلى ذِهنها كَثيرًا ، نَظرت أغنيس نَحو يوجين حيثُ رَدفت الصُغرى بِلُطف " هيا ايليزا انتِ تعرفين انهُ لا يُحِّب غَيرك ! "

‎" لَكِن الحُب الأول لا يُنسَى " هَتفت بِحُزن مُتذكرَّة حَديث الجارِيَة ، قلبَها يَنزِف بألَم ، فَهمت أغنيس احداث القصَّة بأسرِها و قالت ساخِرَة " تقصدين لورَنس ..؟ أشكُّ انهُ حبَّها اساسًا ! "

‎نَظرت الاميرَة نحوها بإهتِمام " الم يُحِّبها ..؟ " حَدقت في عُيون اغنيس التي نَفت و اعتدلَت بجلستِها مُمسكَة يدان سُموِّها " اُنظري يا حَبيبتي كَيف اُقسم لكِ ان جونغكوك لم يُحِّب اُنثى كما احبكِ انتِ الان ..؟ بل اُقسم ان ما مِن رَجل عشق امرأته كَما يَعشقكِ هو ! انا و بدأت اغارُ منكِ بصدق "

‎اومات يوجين مؤيدَة  كَلام اليونانيَة " انا أتفِق ، لم يَسبق و ان رأيتُ رجل يُعامل فتاته مِثلما يُعاملكِ ، انهُ يكاد يُخفيك وَسط الغُيوم لِتنعمي بالراحَة طيلة الوَقت ، الجَميع هُنا يحسدكِ ايليزا ! "

‎نَظرت الاميرَة ناحيتِهنَّ ثُمَّ طالَعت السَقف بِعبوس " رُبما هو لعوب فَقط ، اعني سَمعتهن يَقُلن انه كان يملئ حُجرتها بالورود و يُحبها بشدَّة ! "

‎شَهِقت اغنيس بشدَّة و توسَّعت عينيها " مَن هذِه الكاذِبة التي أخبرتكِ بِهذا ..؟ مُستحيل ايليزا ، انهُ كان يُعاملها أسوء ما يَكون ، يَستدرجها بالليل فَقط كي يأخذ مُراده مِنها و لا يَتركها تنام عِنده حتّّى ! بل يَطردُها نصف الليل و في الصَباح يُمثِّل انهُ لا يَعرفها ، اساليني انا كنتُ شاهِدَة على كُل شَئ ، هي حتَّى كانت تَشتكِ منهُ انهُ عنيف مَعها و احيانًا يمدُ يده عليها ! "

‎طالَعتها ايليزا بِصمت قارِنة حواجِبها بِخفَّة " عنيف ..؟ جونغكوك عَنيف ..؟ " نَفت برأسِها مُناظرَة أصابِعها بِعُبوس " انهُ يُصبح عنيفًا في الفِراش فَقط ، لَكِن غالبيَة الوَقت يكونُ رقيقًا و دافِئًا ! "

‎" يا حَبيبتي انهُ معكِ انتِ هكذا فَقط ! ثُمََ انتِ طيلة الوَقت تنامين بِجناحه ، انتِ الوحيدة التي سَمح لك بإستخدام اغراضِه و المُكوث لديه لكي لا يَتفقدك ، انسيتِ تلك المرََة حينَما ناديته و غادَر الديوان لأجلك ..؟ لَقد ترك الوزراء و اهم السُفراء الذين أتوا لِدعم الحَملة و خَرج من الإجتماع بِمُجرد ان عَلم انكِ تحتاجينه ! اخبريني من المُغفل الذي يَفعل هذا غَيره ..؟ " نَبست أغنيس لِتقرصها بِخفة على وَجنتها المُنتفخة أثر عُبوسها فَلكمتها ايليزا بخفَّة

‎" لا تَقولي عنهُ مُغفَّل ! ثُمَّ اعلم انهُ يُحبني حَسنًا اعلم لَكن لا يُعجبني وجود تِلك المرأة حَوله " نَفت برأسِها و يَديها مُتنهدَة بغَيض " و السافِلَة عانقتهُ بالأمس و دَخلت عَلينا و نحنُ على وَشك .. " رَفعت عُيونِها نَحو الصبيتين المُنذَهليتين لِتعض شَفتيها بِخفَّة " حسنًا ماكان عَلي ذِكر اخر جُزء ، انهُ خاص قَليلاً ! "

‎ضَربتها يوجين بِغضب على كَتفها و هَتفت بإنفعال " ايليزا هَل ستختبِئين كالفأرة هُنا امامي و تَسمحين لَها ان تأخُذه منكِ ..؟ " صاحَت بها بإنزعاج لِتُدلِك الاميرَة مكان اللكمة بِعُبوس " ماهَذا يوجين ، ان كانَ يُريد الذَهاب لها فليَذهب ! هَل تعتقدين أني سأركض وراءَه ..؟ لَن افعل " صَرخت

‎تَنهدت أغنيس مُدلكة جَبينها تُفكِّر ، نَظرت نحو الفتاتين اللواتِن يتعارَكن بِتشاحن ، الاولى تُخبرها ان تُقاتل مِن اجل حُبِّها و الثانيَة تؤكِد ان لا داعي لِلعارك ان كان قَلبهُ بِحوزتِها

‎لَكِن مَن يَدري .. رُبما الذِكريات تَجذِب حنينَ الماضي ..!

‎" تَوقفا ، ايليزا اُنظري الي حَبيبتي " مَسكت أغنيس يد سُموِّها بِلُطف و ناظرتها بابتسامَة " انهُ يَنتظر بالخارِج منذ أكثَر من ثَلاث ساعات ، غديز اخبرني ان لَديه اجتماع مُهم مع الجَيش و لَم يُرد الرَحيل دون ان يلقاك ، لِهذا فقط اُخرجي لهُ قليلاً دَعيه يؤدي عَمله فَدولتنا تَعتمد عَليه ، ارجوكِ همم ؟ "

‎نَظرت الأميرَة نَحوها بِحُزن تُفكَِر ، أومأت لَها عدَّة مرات مُستسلِمَة " حسنًا لأجلك " إستَقامت بِرفقة اليونانيَة التي فَتحت باب الغُرفة مُتيحة لها الفُرصة بالخُروج ، رَتبت سُموِّها فُستانها الأزرق كَلونِ عُيونها السماءِيَة وراحَت تُعدِّل شكلها امام المِرآه فَنظرن الفتاتين لبعضهما و ضَحكن " هذِه و لا تريد لِقاءه ، اذًا لو ارادَت كَيف سَتبدوا ..؟ "

‎نَظرت لهنُّ و هي تَضعُ احمر الشِفاه الورديِّ عبر تِلك المِرآه الصَغيرَة " انا أعتني بِنفسي لِنفسي ..! " قَلبت شَهليتيها بِتملمُل لِتمشِّط شَعرِها المُتشابِك و تَرفعهُ من الجانبين بِبرش بَسيط يتشكُّل عَلى هيئَةِ فَراشَة

‎رَشت مِن عطر يوجين الذي أهداهُ لها تايهيونغ فَصاحت الصغيرَة بإنفعال " ياا انهُ عطري !! " إلتفتت لَها ايليزا و ابتسمَت بِلُطف " ساعطيكِ خاصتي لاحِقًا ، المُهم ساعود سَريعًا " لَوحت لهُما و هي تُغادر لِتهمس اغنيس للصُغرى " هَذا ان لَم يلتهمها حال ان يَراها "

‎سارَت ايليزا بِخُطواتٍ هادِئَة نَحو الحَديقَة تَشِّد على فُستانِها السَمائي الذي يَحتضِن جَسدِها بشكلٍ دافِئ لِلغايَة ، كانَ مُخصَّرًا يَحملُ نفشَة خَفيفة مِن الحَوض الي الأسفَل ، بأكمامٍ طَويلَة ضيقَّة ، يَلتفُّ حَول اكتافِها بِرفق مُنغلِقًا على عُنِقها بشكلٍ يِشبِه ياقة القَميص بينَما يَنفتح بشكلِ دائري خَول صَدرِها يُبرز خَط ثَدييها بشكلِ طَفيف

‎وَقفت عِند بدايَة المَمر تُناظر عَشيقِها الواقِف بالقُرب من تايهيونغ و غَديز يَتناقَش مَعهُما بأمرٍ بَدا مُهِمًا ، مَلامِحه الجادَّة بِرفقة عُقدة حواجِبه و نَظراتِه المُبهمَة تِلك تُطيح بِقلبها دَومًا

‎أثارَت إنتباهه حينَما وَكز غديز كَتفه و أشرَّ عَليها ، هُنا ألتفََ بِجسده نَحوها و ناظرَها مُرخِيًّا نَقرة حواجِبه ، الشابين سَحبا نَفسهما و غادَرا الحَديقة حَتّّى تتسنَّل لَهُما الفُرصة ان يَبقيا بِمُفردهما

‎رأت تِلك الابتسامَة الرَقيقة تَعلو شِفاهه بالأضافَة الي لَمعة عُيونِه و هو يَراها أمامَه ! يالَها مِن ليلَة بَشعة قَضاها بِدونَها ، لَم تغفو عَينه لِثانيَة و الفِراش يَخلو مِنها ، تقدَّم نحوها يَوُّد احتضان يَديها بين كَفيِّه و هي نَظرت الي مَدِه لخاصتيه لعلَّها تَستجيب لهُ

‎إستجابَت و تَقدمت تَضع ناعيمَتيها بداخِل كَفيِّه مُعانقَة عُيونِه بِزرقاوَتيها ، أيعقُل ان يَصل المَرء لِهذه الدرَجة من الجَمال ..؟ كَم راق لهُ ذاك اللونُ الذي تَرتديه ، يُشبِه السَلام بَعد حَربٍ زَهقت مِئات الأرواح

‎تِلك الخُصيلات العَسليَة المَرفوعَة للخلف تُنزِل مِنها خُصلتين من الأمام تَصل الي مُستوى ذَقنِها تُداعِب مَلامِحها الآسِرَة ، تقدَّم منها أكثَر و ضَغط على يَديها بِخفََة لِيُقبِّل جَبينها بِدفئ " لَم تكوني يومًا عاديَّة ، خُلقتِ لتكوني أميرَة " هَمِس لَها مُبديًا إعجابَه الشَديد بِها

‎تبسَّمت بِحرج و أنزَلت رأسِها بِخفََة تنظُر نَحو يَديهما المُتماسِكَة " كَما خُلقت انت لِتكون مَحط انظارِ النِساء ! " رَفعت شَهليتيها نَحوه مُتحدَّثة بِسكون " تَوقف عن كَونك جَذابًا ، انتَ لا تَرحم قَلب اي فَتاة هُنا ! "

‎تَنهَّد مُدخرِجًا عَيناه للطرفِ الأخَر " ايليزا بِما اُقسم لَك اني لا أرى غَيركِ هُنا ! " إلتقَطت كُحليتاه مَلامِحُها المُتضايقَة مُجددًا و هي تّنطِق " لَكِنهنَّ يَرونك و يُحاولن الوصول اليك ! الامر يُزعجني "

‎" حسنًا أعدُكِ ان بِمجرد ان يُشفى الصَغير ، سارسِله مع امِّه بعيدًا عنَّا ، حسنا ..؟ " إحتوَى خَدِّها بِكفه يَمسحُ عليه بِلُطف أينما اقترَبت هي تلتصقُ به و تَرفع أصابِعها تَعبث بأزرار قَميصه " و لِما لا يَبقى الصَغير و تَذهب امهُ حَتى يتشافى ثُم تُرسله لَها ..؟ " هَمِست تُطالعه بِعيون الجِراء اللطيفَة

‎تَعلمُ جَيِّدًا انهُ لا يُقاوِمُها !

‎" الصَغير بِحاجة الي والِدته مَعه ، ثُمَّ اعِدك اني لن اذهَب الي هُناك الا في الحالات الطارِئَة ، حسنًا ..؟ " هَمس بِذات نَبرتِها و هو يَنخفِض كي يَلتقط تِلك الشِفاه الورديَّة التي تُغريه بشدَّة ! لَكِن ما صَدمهُ هو إبتعاد سُموِّها عنهُ بينَما تنطِق بحدَّة " طابَ يومك ! " إستدارَت مُتجهَة نحو الداخِل بغضب

‎" الصَغير يحتاجُ امُّه ! هه و امهُ تحتاج والده " سَخِرت بينَما تسيرُ نَحو الحَرم مُعتصرَة قَبضتيها ، بَعثر جونغكوك شَعرهُ بإنزعاج لِيستدير يُطالع لورَنس الواقِفَة عند الباب تُناظره بإبتسامَة لطيفَة

‎" اساسًا كُل من المَشاكل من رأسِك " تمتَم بضيق و رَمقها بِحدَّة لِيُغادر نَحو الإسطَبل ، إمتظَى حِصانَه و غادَر القَصر نحو المُعسكر لِعقد إجتِماعه مَع الجَيش من أجل الحَملة التي سَتكون بِلا شَك قَريبَة

•••

‎مَرَّ اسبوع عَلى تِلك الحادِثَة و العَلاقة بينَ سُموِّها و القائِد مُتوتِرَة ، ايليزا كانَت تُحاول ألا تَختلِط كَثيرًا بِه كَونها كُلَّما دَنت منهُ إشتمَت عِطر لورَنس ..!

‎ذاك ما يزيدُ الوضع عَليها سُوءًا ، لِذا فضلَّت ان تَتجاهله ريثّما يُشفى صَغيره ، لَكِن حَدث شَئ مُميز جَعلها تُجبَر ان تُلاقيه و تُخبره عَنه ، لِذا جَهزَّت نَفسها و توجهَت نحو جَناحه على الفَور بَعد ان اخبرها تايهيونغ انهُ عاد لِلتو من المُعسكَر

‎" سَيدي ، السيدَّة ايليزا عِند الباب " ذاك الإسم إشتاق القائِد ان يَسمعهُ في جَناحِه ! رَفع عيناهُ من عَلى مَكتبه و نَظر نحو مُساعِده بُعيونه الساكِنَة التي يُخبئ بداخِلها كَمًا عظيمًا من السَعادَة " ادخلها ! كَم من مرّّة قُلت لا تَدعوها تنتظِر ، هي تَدخل دون إستئذان "

‎" أمرِك " إنحنَى لهُ و إلتفَّ ليُغادِر مُعطيًا الإذن لَها بالدلوف ، تَحمحمت بينَما تُمرِر اصابِعها على خُصيلاتِها الطَويلَة بِتوتُر ، مَرَّت بضعةُ ايام لَم ترهُ فيها ، لا تُنكر انها تَشتاقُ اليه بشدَّة لَكن كبرياءُها يَمنعها مِن الذَهاب اليه ..!

‎خَطت الي الداخِل مُرتديَة ذاك الفُستان الأسوَد البَسيط ، ذا أكمامٍ مَنفوخَة يُربَط بحزامٍ ضَيق عِند الصَدر حتَّى الخَصر كان أشبهُ بالمشَّد ، سارَت نحو جَناحه و رأتهُ يَنتصفِهُ في أتمَِ حالاتِه استِعدادًا لِلقاءِها ، تَوقفت عِند الباب بَعدما اُغلق وراءِها و ناظرتهُ بِتلك العُيون التي جَسَّدت مَعانيَ الإشتياق بِنظرَة واحدة

رأتهُ يَبتسِمُ لَها بِدفئ و يُواشِك على فَرد ذِراعيه لَها حتّّى يَحتويها وَسط ذاك الحُضن الذي خُلق خِصيصًا لَها هي فقط ...!

‎لَم تتمكَّن مِن السيطرَّة على إبتسامتِها ، بَل هي قَهقهت بِخفَّة و سعادَة لِتهرول نَحوهُ بسرعَة و تَقفِزُ عَليه مُعانِقَة اياهُ بِقوَة " إلهي كَم اشتقتُ اليك " هَمست تَستشعُر يداهُ تلتفُ حَولها جَيِّدًا و تحتويها بِحُّب ، يالهُ من شُعورٍ إفتقدتهُ

‎شُعور الغَرق بين يَديه ، أسبق و غَرِقت بين أذرع شَخص تُحِّبه ..؟
‎حَتمًا انهُ الشُعور الأكثَر دِفئًا في الكَون

‎وَجد جونغكوك تِلك البُقعة الأمثَل حتى يُخبئ رأسُه فيها و هي مابين كَتِفها و عُنقها حيثُ يتخزَّن شعرُها ، لَم يُمانع ان يُشاركَه السَكن حَيث حَشر نَفسهُ هُناك و تنفسََ بِبُطئ و راحَة " لَن اُسامِحك على ما فَعلتِه بي " هَمِس بِدوره

‎ضَغطت عَلى اكتافِه بِخفََة لِتُقبل رَقبتهُ بِحُب و تبتعِد قليلاً دون ان تنزِل من حُضنِه " انهُ الكِبرياء جونغكوك ! " ناظرتهُ بِجديَّة تُراقب مَلامِحه التي إنقلبَت بسُرعَة فأضحَت مُنزعِجة " عَن اي كِبرياء تتحدثين ايليزا ..؟ انا تَخليتُ عنهُ منذ ان اعترفتُ اني واقِع لك ! هَل حقًا تُعاملينني بِكبرياء ..؟ "

‎أوقفها على أقدامِها رُغمًا عن إرادتِها ، لازالت تَودُّ التنعُم في حُضنه لَكِن على ما يَبدوا أنها اغضبته !

‎عَبست حينَما ادارَها نَحو الباب و صَفع مؤخرتِها " أذهبي انتِ و كبرياءِك هيَّا " أشرَّ لها بالرَحيل ليزداد عُبوسها فراحَت تخبِط الارض بِقدميها " جونغكوك توقَّف ، انهُ تعبير خاطِئ فقط ، اُقسم اني اتعذُّب في كُل ثانيَة قضيتها بعيدًا عنك ، ايهونُ عليك عَذابي ..؟ "

‎نَظر نحو بِطرفِ عَين لِتُمسك بقميصِه من الأسفل تَجذِبه نَحوها مُقوسَة شفتها السُفلى ، التفتَ لها و مَسك بِوجهها بِكفيه ليعتصر خدودها مُقهقها على شَكلها " حسنًا سامحتكِ ، تَوقفي ! انظروا كَيف تُذبِّل بِعينيها ! هاي ايليزا تَوقفيي " جَذبها من أنفِها لِتقهقه عَلى مَلامِحه المُنهارة مِن لطافتها

‎" حسنًا تَوقفت ! لَكِن لعلمك انا اتيتُ اليوم لإخبرك بشئ " هَمِست بِلُطف لِتدخل بِحضنه مُجددًا تنظُر نحو شِرفته المُطلَّة على مَكتبه " ماهو ..؟ " تعجَّب جُيون مُتسائِلاً بينَما يغرِسُ اصابِعه في خُصيلاتِها الطَويلة

‎ابتعَدت عنهُ و نَظرت بِعينيه مُتحمحمَة ، دَلكََت ارنبَة أنفها بسبابتِها و ابهامِها تَستجمعُ حُروفها " في الواقِع ، الليلَة ، ليلةُ عيد ميلادي العِشرون " هَتفت بصوتٍ خافِت تُداعب رَقبتهُ باصابِعها بعد أن قَطعت تواصلهما البَصري

‎جُيون إحتار و امالَ رأسِه قارِنًا حواجِبه " لِما لم تُخبريني بِذلك مِن قبل ايليزا ..؟ هَل الأن فَقط ؟ في أخِر لحظة ؟ " أعبَر عن رأيِه بعدم رِضى ما جَعلها تبتعِد عنهُ بانزعاج " من الذي كانَ مُلتهي بأمورِه ..؟ انا ؟ جونغكوك لا تُغضبني اكثَر ما انا غاضِبَة ارجوك ! "

‎تنهَّد و إتكَئ عَلى مَكتبِه مُتكتِّفًا ليهُمهم ، كانَ يَرتدي بِنطالاً أبيض واسِع مَع قَميصٍ سمائي فَضفاض يَصِلُ الي افخاذِه ، لِكونه سَيقضي وقتهُ في جَناحه لم يأبَه ان يُرتِب شعرهُ المُتناثِر على جَبينِه و قَد طالَ ..! اصبحَ يُغطي جُزءًا مِن عَينيه الكُحليَة

‎" حسنًا ايليزا ، غَدًا ساحاول التفرَّغ لنقضيه سويًا همم ؟ "

‎" سَتُحاول التَفرغ ، أم سَتتفرغ ..؟ " ميَّلت رأسِها تُناظره بإستِنكار فَبشكلٍ ما لَم يُعجبها حَديثه ، رأتهُ يَبتسِم بِجانبيَة و يَدفع بِحاجبه الأيسَر الي الأعلَى مُسترسِلاً " سأتفرغ لأجل صَغيرتي التي سَتصبِح راشِدَة أخيرًا ..! "

‎" هَل بشكلٍ ما تُحاول ايصال فِكرة اني مُتهورَّة سيد جُيون ..؟ " نَطقت مُستنكِرَة لِتسخَر و تَهفُ شَعرها الي الخَلف " عَلى العُموم ، الليلَة ساُقيم سَهرية لَنا في الحَمام المُطلِّ على المَسبح ، اريدُك ان تاتي ! " نَظرت بِعينيه بإبتسامَة خجولَة فاخفضت رأسها تُلاعب اصابِعها " ايضًا اريدُ ان اخرج مَع يوجين و أغنيس لاقتناء بعض الأغراض الناقِصَة حسنًا ..؟ "

‎تقدّّم جونغكوك مِنها و إنحنَى يَمسحُ على رأسِها بِلُطف " تخرجنََ بِمفردكِنَّ ..؟ كلا ! ساُرسل مَعكم حمايَة " نَفى مُعترِضًا لِتنبس بعد ان مَسكت يداه " كلَّا ، سيذهَب مَعنا تايهيونغ و غديز لاجل إقتِناء اغراض لِزواجهما ، سأكون بِخير مَعهم " إحتَضنت اصبِعه السبابَة بيدِها حَيثُ حَجمه الضَخم يكادُ يُقارن بِكفِّه بأكمله ، تَنهَد القائِد بخفَّة ثُمَّ همهم مُستسلِمًا " حسنًا لا تتأخروا "

•••

‎" هيَّا لِنذهب ..؟ "
‎هَتفت ايليزا بَعد ان خَرجت مِن الحَرم نحو الحَديقة حَيثُ تقف أغنيس الي جانِب يوجين تتحدثّّان ، نَظرت كليتهِما نَحوها بإنبِهار حال أن رأوها بِذاك الرداء الأحَمر الذي تَرتديه فَوق فُستانِها ، بَدت كَما لو أنها غادَرت قِصَّة خَياليَّة

‎" رِفاق انا لا أستَطيع الذَهاب ، تَعلمون اني هُنا من أجل الصَغير و السيدَّة لورَنس ! " نَبس تايهيرنغ رافِعًا يَدِه مُستأذِنًا للعودَة الي عَملِه ، نَظرت ايليزا نَحو لورَنس الجالسَة فوق العُشب تُطعم طِفلها الذي بَدأ حالهُ يَتحسَّن " لَكن الصَغير بِخَير و لورَنس كذلك ..! " حدقََت في اليوناني

‎" بإمكانِك الذَهاب تايهيونغ ، سأعتني انا بطِفلي انهُ بخير " قالَت لورَنس بعد أن نَظرت نحو ايليزا بِهدوء ، رَفعت الأميرَة حاجِبها بإستنكار و مَسكت بِذراع أغنيس " هيَّا ، لا اُريد ان نَتأخر كَما تَعلمون اني اُجهِّز الي لَيلة رومنسيَة مع حَبيبي ! " دَحرجت عَينيه للطرفِ الأخَر بِتملمُل لِتجذب اليونانيَة مَعها

‎" ايليزا عَلى مَهل سأسقُط " هَمست أغنيس التي تُجذب بِعنف من قبل سُموِّها المُنزعجة " ألم تريها كَيف كانَت تنظُر الي ..؟ تُحاول بِشتى الطُرق ان تَسرقه ، تظُّن اني لا أراها " هسهسَت ايليزا بغضَب تعتصِر ذِراع الصبيَّة بتضايق " انهُ لكِ انتِ فَحسب همم ..؟ "

‎" بالطَبع انهُ لي أنا فَقط " صاحَت بإنفِعال و صَعدت العربة بِرفقتهُما ، رَكب تايهيونغ مع غديز الأحصِنَة و غادَروا خَمستهُم نَحو السوق الشَعبي لاقتناء بَعض المُستلزمات المُهمَّة للشابات

‎رَفعت لورَنس عُيونِها من عَن طِفلها الي شِرفة جُيون الواقِف عند السور يَسند كَفيِّه عليهما و يُناظِر حَبيبتِه بِذاك الرِداء الذي سَبق و أرسلهُ هديَّة لَها . رأتهُ يتبسّّم بِخفوت فإحتَرق قَلبها ألمًا لِتنزل نَظرها للصغير مُطعمة اياهُ الجَزر

‎مَرَّت ساعتين عَلى الفَتيات اللواتِن يَجلُن كامِل السوق و الصَبيان وراءِهما يَحملان الأغراض بِتعب " ألم يَنتهيا بَعد ..؟ لَقد تَعِبت من اللف ، انهُ المحل الواحِد و الثلاثون الذي يَزورونه " تَذمََر غَديز بِملل مُناظِرًا ظَهر حبيبتِه التي تتفقد مُستحضرات التَجميل و تَضعها على يوجين " ستكونين عَروس جَميلة !! " هَتفت اليونانيَة بِحماس

‎" انا برائي ان نَذهب نَجلس في مَقهى ما هُنا ريثَما ينَتهين " إقترَح تايهيونغ لِيومئ غديز فأدارت لهُما ايليزا رأسها و هتفت بإستنكار " و مَن سيحملُ عنَّا الاغراض ..؟ " تناوَبت بالنظر نَحوهُما لينطِق التُركي بإنفعال " هاي هَل تريننا حَمَّالون هُنا ..؟ "

‎" يالكُما من كَسولان ، جونغكوك يستطيع حَمل كُل تلك الأكياس بيد واحِدَة " دَحرجت شَهليتيها بِملل لِتعيد النَظر نحو المِرآه الصَغيرة مُطبطبة على وَجنتيها بِمسحوق مُلوِّن الخُدود ، نَظر ناحيتها كُل من غديز و تايهيونغ بإنزِعاج ليضعا الأكياس عَلى الأرض و يَتجِّها نحو الكوخ الصَغير الذي يبيعُ القهَوة

‎" ايليزا ، هل انتِ بِخَير ؟ " سألت يوجين بِقلق حينَما لاحَظت إختلال توازُن سُموِّها التي عادَت الي الوراء بِخفَّة مُغمضَة شَهليتيها " لا أعلم يوجين ، أعتقِد اني إنعدَيت بالمَرض مُجددًا ، انا لستُ بِخير " هَمِست لها لِتنظر نَحو اغنيس التي تقدمََت و لَمست جَبينها " لا ! حَرارتكِ ليسَت مُرتفعة "

‎" انهُ بداية المَرض هَكذا ، هَل علي زيارَة الحكيمَة ..؟ لا اُريد ان أمرض " نَفت برأسِها بِقلق و مَسكت بيد يوجين بِتوجُّع " إلهي سأستفرِغ " فَردت كَفَّها عَلى شَفتيها كابِتة رَغبتها العارِمة بالقيئ ، تفاجَئت كُل من الشابتين اللواتين نَظرن لِبعضهن بِحماس " ياايليزا !! قَد تكونين حامل !! "

‎سَحبتها الآسيويَة لِلجُلوس على كُرسي خَشبي صَغير و توجهَّت اغنيس لإقتِناء قارورة الماء لَها " ح..حامل ..؟ " هَزَّت شَهليتيها نَحو يوجين لِتنفي للجهتين مُمسكة رأسِها بالم " كَّلا ، لا اُريد ان اعود لِنفس ذلك الوَهم " هَمِست

‎" خُذي " مَدت لها أغنيس قنينَة الماء و جَلست الي جانِبها " اعرِف حكيمَة هُنا جيدَّة ، سَنذهبُ لها سويَّا حسنًا ..؟ " مَسحت على رأس الصغيرَة من فَوق قُلنسوَة الرِداء حيثُ شَربت من الماء و همهمت " لَكن دعونا لا نَستبِق الاحداث ، لا اُريد أن احزَن مُجددًا " نَظرت ناحيتِهما بإستِياء

‎" ايليزا هيَّا ، انا اُجزم لكِ مِليون من عَشرة انكِ حامِل ، غَير معقول ان تَضيع تِلك الليالي هَباءًا " نَبست يوجين مُمسكة بيد الاميرَة لِتوقفها و تَمسح عليها بِلُطف " هيَّا لِنذهب ! و لِتفحصكِ "

‎أومأت لَهما بإبتسامَة و أخذَتها أغنيس مَعها نحو بيتِ الحكيمَة القَريب من السوق ، دَلفت سُموِّها مع كِلتاهُما و راحَت تُطالع المُسِّنَة التي فَورما نَظرت بِمَلامِح الأميرَة حَتَّى مَيلَّت رأسِها بِخفَّة " انتِ حامِل ..؟ "

‎حَدقت ايليزا بِالفتاتين اللواتِن ضَحكن و لمِسنَ كَتفيها بِخفة " قُلنا لكِ ! ثُمَّ اتينا لِنفحصها نحنُ نشكُّ بامر حَملها " تَحدَّثت أغنيس بإبتسامَة وترَّت سُموِّها التي ضَمت يَديها الي صَدرِها بِقلق " ان.انا لا ا..أشعُر اني بِخير م..منذ اسبوع "

‎" حَسنًا يا صغيرتي إستلقي و دَعيني افحصُكِ رُغم اني مُتأكدَة بِحملكِ من تَدفق الدَم في خَديِّك " تَحدثَّت المرأة بإبتسامَة لِتُمسك ايليزا بِخدِّها مُتحمحمَة " ا..إنه مُجرد مُستحضرِ تَجميل " تمتمَت و إستلقَت على ظَهرِها مُعطيَة للحكيمَة فُرصة فَحصها

‎نَبضاتِها بَدأت بالتَسارُع بِعنف ، أيعقل أن تكون حَقًا حامِل ..؟
‎سَتكون أعظَم هديَّة بليلَة ميلادِها العِشرون

‎أن تَحظى بِقطعَة من الذي إختارَتهُ مُكمِّلاً لقلبِها المَغرومِ بِه

‎إعتَصرت مِعطفها بِقلق تُناظِر يوجين التي تتمسَّك بأغنيس بِفُضول ، نظَرت الصغيرَة اليها و إبتسَمت لها تُطمئنها " لا تَخافي " هَمست لها و شدَّت على اليونانيَة التي دَفعتها " لا تخافي انتِ اولاً ، انكِ ترتعِدين بِصدق " هَتفت لِمن عَبست و جَلست قُرب ايليزا " انا مُتوترَة فقط " تَمتمت

‎نَظر ثَلاثتهنَّ صَوب الحَكيمة التي إنتَهت من فَحصها مُثيرة إهتمامهنَّ خُصوصًا تِلك القابِعة بينهُنََ يكادُ قَلبها يَتوقفََ لِسُرعة تَخبطِّه مُسببًا إرتفاع دَرجة حَرارة جَسدِها و تَعرُّقه " م..ماذا ..؟ " هَمست يوجين بِقلق

‎سَكتت الحَكيمَة دون أن تَنطِق بشَئ و ذلك أحبَط الأميرَة التي أخفَضت رأسِها على الوسادَة مُتحدثَة بِحُزن " قُلت لكن لا اُريد ان اتوهم فقط "

‎" كلا ايليزا هي تُريد المال لِتتحدَّث " نَفت أغنيس و طَبطب على كَتِف سموِّها فأخرَجت قِطعًا نقديَّة من جَيبها و مَدتََها لها " هيا تَحدثِّي " أمرتها بإنزعاج مُساعدَة الايطاليَة على الجُلوس بِحَذر

‎رَتبت الأميرة شَكلها و مَلابِسها لِتنهض و تَسير نَحو الباب " الجَواب واضِح " قالَت بِهدوء و تَضايق لِترتدي خَفيَّها و تَستعِد لِلرحيل " انتِ حامِل ! مَبروك " تجمََدت عِند المَخرِج مُوسِّعة مُقلتيها بشدَّة ، كادَت عُيونها ان تَسرِق مساحَة وجهها بأكمِلها لِكُبر حَجمها مِن صَدمتِها

‎صَرخت يوجين بِرفقة أغنيس بِسعادة و إحتضنَتا بَعضهما بِقوََة لِتستدير ايليزا ناحيتهِما و تُشير عَلى نَفسها مُخاطِبَة الحَكيمة " ا..انا حامل ..؟ "

‎حَركَّت المُسنَّة راسِها بالإيجاب " انتِ بِشهرك الأول ، مُبارك لكِ ، هذِه الفترة صَعبة قليلاً على الطِفل لِهذا عليكِ تَوخي الحَذر حَتَّى تَصلين الي الرابِع " أهدتها بِضعة نصائِح تَسببت بِملئ عُيون سُموِّها بالدُموع

‎إلتمَست بَطنها بِبُطئ لِتنهمر بِلوارِتها مُلاطفَة خَدِّها بِفرح " لا اُصدق انهُ أصبَح حَقيقة ..! ع..علي اخبارُ جونغكوك فورًا ! " هَتفت بِحماس لِتقترب يوجين و تُعانقها بسعادَة مُطبطبة عَليها " اخبريه الليلَة ! بَعد ان تُجهزي ليلتكُما "

‎باَدلتها تُهمهم بإبتسامَة تُناظر أغنيس المُقتربة مِنهما بِتروٍ " كان عَليك فقط الانتِظار قَليلاً ! كُلَّنا نَثق بِنطاف جُيون " هَمِست لها لِتغمز فَضحكت ايليزا و إبتعدت عن الصُغرى " هيَّا لِنُغادر ،انا بِحاجة الي الراحَة "

‎مَسحت لَها الآسيويَة دُموعِها و هَمست لها " سَتقهرين تِلك المُشعوذة حَينما تُنجبين لهُ أجمل طِفل يشهدهُ العالَم ، ابنُ الايطاليَة و الآسيوي "

‎اومأت لَها ايليزا عدَّة مَرات و حاوَطتها من الجانِب تسيرُ معهما الي الخارِج " حتّّى طِفله وَسيم على فِكرة ، اني لا اُنكر اكره الكَذب " تمتمَت و نَظرت نَحو الشابين اللذان كانَا يَبحثان عنهُنَّ " اين كُنتن ..؟ قَلقنا عَليكنَّ ، لِما ابتعدتن عن السوق ..؟ " هَتف تايهيونغ قارِنًا حواجِبه بِعدم رِضى يُناظر صغيرتِه المُتحمسَّة و التي بالطَبع لن تُمسك لسانِها أكثر لِذا هي صَرخت بأعلى صَوتها مُسببة الإحراج للأميرة التي أخفضت رأسها بِخجل مُدلكة جبينِها

‎" ايليزااااا حامِل بِشهرها الأول "

‎شَهق غَديز و نَظر نحو تايهيونغ الذي ناظَره بِصدمَة " عَلمت ان هَذا سيحدُث ، انهُ لا يَتركها ثانيَة لِوحدها " هَمِس التُركي بِدهشَة مُخترِقًا ايليزا بِعينيه ، تَحمحمت الأميرَة و عدلَّت رداءها مُعطيَة اياهم ظَهرها بإحراج

‎عانَق تايهيونغ غديز بِسعادَة و طَبطب على ظَهره " أخيرًا سَنرى اولادَهما ، لَطالما انتَظرت هذِه اللَحظة " نَطق اليوناني بإبتسامَة واسِعَة ، تاوه بألم ما إن قَرصتهُ يوجين على ذِراعه و ناظرتهُ بحدَّة " و انت يا سيد دراكوس تَنتظر اولاد الناس و لا نَتتظِر اولادَك ! "

‎- دراكوس لَقب عائلة تايهيونغ -

‎دلَّك انفهُ مُتحنحِنًا بِاحراج " أعتقِد انهُ تأخرنا ، عَلينا العودَة الليلُ قريب "

•••

‎" إنتَهيت " هَتفت سُموِّها بَعد أن رَمت أخَر ما تَبقى مِن الورَد الأحمَر في مُنتَصف ذاك الحَوض الضَخم في مُنتَصف الحَمام المُمتلئ بالشُموع

‎حَرِصت علَى مَلئِه بالأجواءِ الرومنسيّّة القَريبة الي قَلبِها كَما كانت تَقرأ في الكُتب و الرِوايات الدراميَّة ، تَستهويها هَذِه الامور بشدَّة

‎إبتَسمت بِرضَى على شَكل ذاك المَسبح في مُنتصف مَعالِم التصميم الإغريقي القَديم بِتلك الإحجار ذاتِ الديكور المُتحف لِلنظر ، عَضَّت شفتها بِحماس تَتخيَّل الكَثير يحدُث بينهُما وَسط تِلك المياه المُختلطّة بالورد

‎تَحمحمت بإحراج و إستقامَت مُتجهَّة الي تَبديل ثِيابها حَيثُ إرتَدت فُستان نَومٍ خَفيف ، كانَ قَصيرًا يَحملُ اللون الأحمرُ المَخمليّ ، يكادُ يُظهر أكثَر ما يُخفيه حَيثُ أبرز إمتلاء فِخذيها المَكشوفيَن بِرفقة فُتحتِه الواسِعة عِند الخَصر دون أن نَنسى ذِكر شَفافيتِه عند الصَدر

‎إن رآهُ جُيون ، سَيقسِم عَلى نَفسِه قَسم الوَفاة

‎ثَبتت المِرآه فوق إحدى الصُخور هُناك و راحَت تُبلل شَعرِها قَليلاً حَتّّى تَجعلهُ رَطِبًا ، مَسكت أحمرَ الشفاه تُلوِّن بِه شَفتيها بإتقان لَيس كَما سَبق و فَعل هو !
‎حيثُ حَددتهما و بَرزت إنتفاخِهما بوضوح

‎أحسَت بالكَسل ان تَضع مُورِّد الخُدود لذا رَسمت دائرتين مِن احمرِ الشفاه عَلى خَديِّها و دَعكتهما جَيٍّدًا بإبتسامَة خفيفَة " إلهي عَقلهُ سَيسقُط إن رآني هَكذا ! " هَتفت بإعجاب بعد ان مَررت الكُحل على أطرافِ عَينيها

‎" جونغكوك ..؟ لِما أتيت باكِرًا ! اتفقنا عَلى الحادِية و النِصف لَيلاً ! " تَحدَّثت قاطِبَة مابين حاجبيها ما إن سَمِعت أصوات خُطواتٍ قادِمة في إتجاهِها

‎" مابِك ؟ لِما سَكت ؟ هَل اُغرمت بِشكلي ! " ضَحكت بِخفَّة بينَما تُخلل اناملِها في شَعرِها تُسرحه بأصابِعها " مَعك حَق انا ايضًا وَقعتُ في غَرام نَفسي " هَمِست و إستدارَت بِتروٍ نَحوه و ما رأتهُ لَم يَكُن جونغكوك ..!

‎تَوسعَّت شَهليتيها بشدَّة عِندما رأت اللورد يَقِف قُرب المَسبح يُفرِّق شِفاهه بِصدمَة و ما كانَ يَحمله بيدِه سَقط مِنهُ ..!

‎كانَ يَحملُ كوبًا من النعناع اخذهُ من المَطبخ ليهدأ اعصابَه ، لَكنَّها بٍلا شَك تَلفت بَعد رؤيتِها لِسموِّها بِهذا الشَكل ..!

‎إنِها تأسِر الأنفاس

‎صَرخت ايليزا بِشدَّة و إختَبئت وراء إحدى الصُخور مُطالعَة اياهُ بِغضب " كَيف تجرؤ و ان تَدخل عَلي بِهذا الشَكل ! اُخرج " صاحَت و إلتَقطت الروب الخارِجي تَستُر بِه جَسدِها المُغري ذاك ، أندرو إبتلَع ريقه و قابَلها بِظهره مُكوَِرًا يَده " ا..انتِ تنتظرينه ..؟ "

‎" انتظِر مَن اذًا ..؟ أنتظِرك انت ؟ " سَخِرت و إعتَصرت يَديها بِعصبيَّة " اُخرج حالاً !! اُخرج " رَمت عليه خَفِّها يِصيب ظَهره لِيدير ليو رأسِه اليها مُناظِرًا ذاك الوَجه المَلائِكي " لَكنَّه لَن يأتي ، انهُ مُنشغلٌ مَعها " هَمِس لَها لِيهفض زرقاوَتيه و يَرتجلُ الي الخارِج يُحاول تَدارك ما رآه

‎" كَيف لن يأتي ..؟ هو سَيأتي " نَفت مُعارِضَة ما قالهُ اللورد ، جَلست على الأرض تُطالِع المِياه بِهدوء " سيأتي ، إنها ليلَة عيد ميلادي جونغكوك لن بُفوتَها ، هو سَيأتي و نَحتفلُ مَعًا و اُخبره اني حامِل بإبنه " هَمِست لِتضع اصابِعها على بَطنها تَبتسمُ بِرقَّة فَراحت الفراشات تُدغدِغ قَلبها

‎" إني انتظِرُك انت و والِدك بِفارغ الصَبر "

•••

‎راحَت الثواني تَتسابق تَليها الدقائِق و سُموِّها جالِسَة عَلى الأرض تَصعُ قَدميها في تلك المِياه البارِدَة تَنتظر قُدوم جونغكوك بِفارغ الصَبر ، أحسَّت بالبَرد فأحاطت ذِراعيها بيديِها تَمسحُ عليهما بِلُطف " مابِه تأخَر هكذا ..؟ رُبما حَدث معهُ شَئ " هَمِست بِقلق

‎إنتَظرت وَقتًا إضافيًا ثُمَّ نَفذ صَبرها لِتنهض و تَجذب مِعطفها الأسود تَرتديه " علي اتأكد انهُ بخير " لَبست خَفيِّها و إحتَضنت نَفسها مُغادرة تِلك الحُجرَة

‎نَظرت الي طولِ المَمر المُؤدي الي الحَديقَة لِترتعش مِن البرد " سأمرض حَتمًا " تمتمَت و مَشت الي الخارِج بِبُطئ مُتجهََة نحو جَناح جُيون من الجِهة الأخرَى

‎أثناء سَيرِها نَحو جناحِه هي مَرَّت مِن امام حُجرة لورَنس فَتوقفَّت تنظُر نَحوها مُقلصَّة عَينيها " تُرى هل نامَت ..؟ لَكن الأضواء مُشتعلة " هَمِست و دَنت بِحَذر تَتفقَّد ما إن كانَت الثانيَة نائِمَة أن لا كَي يطمئِن قَلبها ان حَبيبها ليس هُنا

‎لَيتها لَم تُفكِّر حَتَّى بالدُنو مِن تلك البُقعَة !

‎فَما رأتهُ جمََد الدَم في عُروقِها بِمُباشرة أن طَلَّت مِن النافِذَة ، نابِضها عَلى وَشك الخُروج من قَفصِه لِشدَّة تَخبُطِّه ما سَبب وجعًا شديدًا في قَفصها الصَدري و مَعدتِها " م..ما..ماذا "

‎رَجُلها يَستلقي عَلى صَدر عَشيقتهُ الأولَى التي كَانت تُمسِد خُصيلاتِه تُراقِب ابنُها النائِم كَما يَفعلُ هو ، نَفت بِرأسها بِعدم تَصديق و ضَحكت ساخِرَة لتعود خُطوتين الي الوراء " مُستحيل ، انهُ مجرَّد حُلم بَشع " هَمست و إستدارَت مُغادِرة بِسُرعَة

‎" مًستَحيل ، مُستحيل " رَددتها و هي تَخطو نَحو غُرفتِها التي خَصصها جُيون لها وَسط الحَرم ، دَلفت الي الداخِل و أغلَقت الباب تستنِد عليه بظهرها

‎" انا احلُم ..؟ حَتمًا حُلم بشِع ، اصبَحت مُهووسَة بِلورَنس " خَبطَت وَجهها بِخفة بِيديها لَعلَّها تَشعُر بالوَجع لَكِن ما كانَ يمُزَّق بالداخِل أنساها ألمَها الجَسدي ..!

‎إستمَرت بِضرب نَفسها بَعد أن جَثت على رُكبتيها تُطالِع الفَراغ بِعدمِ تَصديق ، يَستحيل ان تُصدِّق فِكرة أنها رأتهُ مَعها و في حُضنِها ..! عَلى صَدر إمراةٍ غَيرِها ..!

‎لكنِّها رأتهُ ..!

‎إرتَجفت كإرتِجاف ما أضحى يَنثُر الوَصب في عُروقِها ما جَعل تَحمُّل هذا الوَجع عِبئ ..! إستقامَت من الأرض و أخَذت تُحطِّم كامل أثاث تِلك الغُرفة تمامًا كَما حُطِّم قَلبها قَبل قَليل

‎صَرخت بِشدََة بينَما تَحملُ فَرشة السَرير و تُلقيها على الأرض مُمزِقة تِلك الوسادَة حَتى تناثَر فروِها بأرجاء الحُجرة مُسببًا فَوضى عارِمَة

‎لَكِّنها لا شَئ امام بَعثرة داخِلها المَجروح ..!

‎نَهضن الجَواري مِن نومِهنََ حَتى أصواتِ صُراخِها العالي و بُكاءِها الذي أسمَع كُل غُرف الحَريم ، يوجين خَرجت مِن الحُجرَة بِقلق " اليسَ هذا صوتُ ايليزا ..؟ " هَتفت بِخوف و رَكضت مع بقيَّة الفَتيات نَحو غُرفتها

‎بالفِعل كُل ذاك النَحيب صَدر مِن غُرفتها ..!

‎تّوسَّعت عَينيها و صَرخت تُبعد الجَواري عَن الباب حَتَّى تَدخل و تَرى خَطبها ، تجاوزتهُنََ و تَوقفََت شاهِقَة تُطالِعها و هي تَكسر المِرآه بِعنف عَلى الأرض و تَنخفِض حامِلة تِلك الزُجاجة الحادَّة " ا..ايليزا ! " دَنت مِنها بِسُرعَة و مَسكتها مِن ذراعِها تَحت هَمسات الجَواري المُتفاجِئات مِن حَالها

‎قَبل قليل كانت تَضحك و هي تَعتني بِنفسها لأجل ليلَة ميلادِها مَع عشيقِها ، اذًا مالذي حَدث الأن ..؟

‎" اتركيني انا سأقتلها ، دعينيييي " صَرخت الأميرَة تُحاوِل إبعاد يوجين عَنها عَبر دَفعها بِكوعها و هي تَعتصر تِلك الزُجاجة بيدِها ، يوجين كانت تُقيدِّها من الخَلف حتَّى لا تَفعُل حماقَة بِنفسها " ايليزا اهدئي انتِ حامِل ، يَكفي " صاحَت بِها بِغضب تُصلِّي للرب ان تأتي اغنيس تُساعدها

‎" اخبرتكِ دعيني سأقتلًها ، ان لم تتركيني اُقسم سأقتل نَفسي " هَتفت ايليزا وَسط نَوبة مِن الصُراخ المُختلِط بِدموعِها التي لَوثت ذاك الوَجه النَقي بعد ان اندمَجت بِمُستحضرات التَجميل التي وَضعتها لإجلِه

‎جونغكوك تّمشّّى بِثقل في مُنتَصف ذاك المَمر المُؤدي الي جَناحِه " رأسي يُؤلمني بشدَّة ، الهي مالذي حَدث ..؟ " تمتمَ مُدلِكًّا جَبينه بِوجع و أثناء سَيرِه المُختلََ نَحو حُجرته سَمع تِلك الضوضاء الصادِرَة مِن الحَرم

‎ارادَ ان يَتجاهَل فَمشاكل النِساء تهتمُّ بِها المَسؤولَة ليسَ هو ..! لِذا حَمل خُطواتِه لاتمام سَيرِه قَبل ان يسمَع إسم اميرتِه عن ألسُن الجَواري

‎" ماذا ..؟ ايليزا ؟ "

‎رَفع رأسِه نَحو نهايَة ذاك المَمر المُؤدي الي غُرفتها حَيث يَجتمِع حَشد مِن الجواري يَتقاتلو لِلدخول و رؤيةِ حالِها المُنكسِر

‎" ايليزا اهدئي اخبرتكِ ، الهي هل انتِ مجنونة ؟؟ ابنكِ بِخطر " تَحدَّثت يوجين و هي بالكاد تتمكََن مِن مقاومَة سُموَِها كَثيرة الحَركة و بشكلٍ ما هي تَصنمَّت و انتصَب جَسدها مُتوقفًا عن الإنتفاض كُليًا

‎" اخ..اخيرا عاد لكِ عقلك ؟ " نَطقت يوجين بِراحَة و ادارَت ايليزا نَحوها تُطالِع تِلك المَلامِح المُتجمِّدَة " مابِك ؟ " جعدَّت وَجهها بِخوف حال ان فَرقَّت سُموُّها شَفتيها و هَمست بِبُطئ " ا..ب.ابني "

‎حَركت يوجين رأسِها الي الجِهتين نافيَة " ل..لا تقوليها " هَمِست و أنزَلت عُيونِها بِبُطئ نَحو الأرض لِتشهق بِقوَة كابتَة صَرختها عَبر يدِها التي وَضعتها عَلى شَفتيها حال ان رأت قَطرات الدِماء تُلوث الأرضيَّة الرُخاميَة تِلك

‎" ابتعدوا عَن طريقي ، مابِها ايليزاا " صَدح صَوت جُيون مِن خَلف الجواري اللوتِنَّ إنتَفضن بِهلع و تنحينَّ عن طَريقه مُفسحين لَه مَجال رُؤية مَحبوبتِه الواقِفة بإنتِصاب في مُنتصف غُرفتِها تُطالِع الفراغ بِعدم إدراك لِحقيقة شُعورها بِتدفق الدِماء مِن بين فِخذيها ..!

‎" ا..ايل..ايليزا ؟ " نَده عَليها بِصوتٍ خافِت بَعد ان عَبر ذاك الباب و تصنَّم عِنده يَنظُر نَحوها بعدمِ تَصديق لِما رآه ، شَكلها الفَوضوي و مَلامِحُها مليئَّة بالدُموع السَوداء نِسبةً الي ذلك الكُحل ، الذي غَمرَ قَلبهُ بالخَوفِ و الرُهبَة مَشهد تِلك الدِماء التي تُقطِّر من وَسط فِخذيها ..

‎لَكِن الذي صَدَّقه في تلك الثانيَة عندمَا ضَمَّت تِلك الشَهليَّة عُيونَه أنَّها لَن تُسامِحه

إنها المَرّةُ الثالِثَة ..

•••

التشابتر مُبعثر بسبب قصه من المرة السابقة لهذا لطفا تغاضوا عن بعثرته ، المهم الاحداث متناسقة 🙂💔 لكن ترتيب النصوص فوضوي قليلاً

لم اجد اين أضع افكاري التي تبقت وبصراحة لم يرقني ان انهي الرواية ببساطة .. لذا التشابتر طويل و قد يكون الاخير اطول

لا اعلم ! لكن المهم ما رايكم بكمية الاحداث التي جَرت ..؟
لا تقلقوا النهاية لن تكون حزينَة

اكثر مشهد رفرف قلبكم ..؟ و اعجبكم ..؟

بالنسبة الي حينما كان يركض وراءها بالجناح بتلك البيجاما السوداء التي ابتلعته 😭 تخيلي لشكله بتلك الثانية جعلني اذوب بحق

توقعاتكم للنهاية ..؟

المهم دُمتم في صحة و عافيَّة ، نلتقي في القادم باذن الله ♥️

.
.
.






Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top