هواجِس العِشق • 39 •
هواجِس العِشق || جُيون جونغكوك
اهلاً بِكُم في الجُزء التاسِع و الثَلاثون مِن روايَة مَخاوِف الحُب ♥️🫶🏻
فضلاً عَزيزي القارِئ لا تَنسى وَضع تصويت و تَعليق لطيف يُشبهك 💕✨
التشابتر طَويل يَحتوي على 7 الف كَلِمة من أصل 17 الالف ، حذفت ما يقارب العشر الالف لان الواتباد رفض نشره ، اتمنّّى منكم ان تِعطره الدعم الكافي مكافئَة لِجهودي ♥️
لِنبدأ 🐣
•••
" ســـأخـــلِـــفُ ثــــــأري "
كَلِمتان خَفيفَتان لَم يَكُن وَقعهُما كَوصفِهما البَتََة على صاحِبَة العُيون الشَهليَّة ، إنَما دَقت أبواب إختِلاظ المَشاعِر في نابِضها الذي أضَحى مُتخبِّطًا بين جُدرانِ قفصِها الصَدري مُعجِّلاً من سُرعة تَدفُّق الدَمِ في شَرايينِها
أطالَت النَظر في كُحليتيه التي أخَذت تَجوُل دون إستِئذان بينَ شِفاهها المُفرَّقة و شَهليتيها الذابِلَة كَالتي تَعاطَت أطنانًا مِن الخَمر ، رَفع كَفَّ يَدِها المَوضوع فوقَ الفِراش و راحَ يُخلِل أصابِعه بداخِل خاصتِها يَتسللُ الي تِلك الفراغات بِبُطئ يَدعُم قَلبِها المُشتت بِمَزيد من مَشاعِر الحِيرَة مُبعثِرًا أحاسيسِها المُحتاجَة اليه
تَحتاجُ ان يُرتِّب تِلك البَعثرَة ، لَكِّن هو يَزيدُها فَوضى فَحسب
ضَغط عَلى أصابِعها بَعد أن شابَك يَديهِما و سَحبها نَحوهُ حَتّّى واشَكت على الجُلوس فَوق فِخذه المُعضَّل ، يَدِه الثانيَة فَردها على ظَهرِها فَوق شَعرِها المُنسدِل يَتحسس نُعومتِه و لازال لَم يَقطَّع اي تَواصل بَصري بينهُما
كُحليتاهُ تصطادُ فَريستِها بِمهارَّة ، و الغَريب ان الضَحيَّة مُستسلِمَة كُليًّا الي تِلك الكُحليَّة ، دَفع طرفَ شَفتِه للجانِب ما جَعل مُحياه يَتخِّذ رَمزًا لِلقوَّة و السيطرَّة يُخضِع فيها شريكتِه و يَدفنِها تَحت جناحِه بِأتمِّ رِضاها
" إذًا ، انتِ مُستعِّدَة ؟ " بَعد ان سَلكت شِفاهه عُنقها و ارتفَعت نَحو مَسمِعها نَفث حُروفِه كَنفثِه لأنفاسِه الحارَّة مُداعِبًا تِلك البشرَة البَيضاء ، أخفَضت ايليزا رأسِها بِخفََة و حَملَت يدِه المُتشابَكة مع خاصتِها لِتضعها عَلى صَدرِها حَتّّى أحسّّ بِسُرعَة خَفقان قَلبِها الذي أجزَم انهُ يُقيمُ إحتفالاً ضَخمًا بالداخِل
" لَم أكُن يَومًا مُستعدّّة ، ا.انا فقط ا..ارتجِف في ح..حُضورِك " رَدّّت هامِسَة بَعد إذ رَفعت مُقلتيها نَحوه مُعيدَة إتصال عُيونِها الذي يَروق مِزاج جُيون جِدًا ، لَطالما كانَ مِن مُعجبي تِلك العُيون الناعِسَة الشَهليَّة
أبعَد يدِه عَن خاصتِها و إستقَّر بها عَلى كَتِفها يُعيد بِجسدها بِبُطئ نَحو الوراء حَتّّى مَددها عَلى ذاك الفِراش و إعتَلاها بِجُزءه العُلوي مُمعِن النَظر في عَدستيها المُهتزَّة " لَم تَعتادي عَلى لَمساتي لكِ بَعد ..؟ " هَمس بِهدوء و أخَذ يُداعب تِلك الخُصيلات التي نُثرت على مَلامِحها بِفعل الرِياح
" لا ا..اعلَم ، ل..لكِن في كُل مَرّّة تَقترِب فيها مِنِّي اكادُ اَنسى اسمِّي حَتّّى ، بل اُجزِم اني أنساه ، لَطالما كانَ وقوعِك عَلي ليسَ عادِيًا جونغكوك " ردََت بِذات نَبرتِه الخَفيفَة تُلاطِف مَلامِحه القَريبة بِدفئ انفاسِها العَطِرَة ذاتُ رائحة النَعناع الطازَج ، تبسّّم على كَلِماتِها فإذ بِها تُتِّم تَحت مُراقَبة كحليتاه الجائِعَة لها " و للحقيقّة ، رُغم أنَّ مَعدتي تَستمِّر بايلامي و العَبث بأعصابي الي أنهُ شُعور لا اِريد إفتقادَه ، لَطالما يُؤكِد لي مَدى حُبي لَك "
رَفعت يَدِها تُمسِك بها عِضده المُعضّّل قاضِمَة سُفليتها حينَما بادَر بالإنحناء و تَقبيل جَبينِها بِدفِئ ، إنَخفض مِن جَديد و تَرك شِفاهه فوقَ أرنبَة أنفِها يُعبِّر عَن مَدى إمتنانِه لِمشاعِرها النَقيَّة نَحوه ، أحسَّ بإعتِصارها القَوي لِقميصه و تِلك الحَرارَّة التي إنبَعثت مِن وَجهِها فَقرن حواجِبه بِخفَّة و إرتَفع عَنها مُطالِعًا شَهليَتيها " ايليزا ..؟ "
إندهَش حال أن رأى تِلك البِلورات الشَفافَة تُحيط مَحبوبَة قَلبِه ، رأى وَجنتَّيها تُبالِغ في إحمرارِها ما دَلَّ على رَغبتها الماسَّة في ذرفِ الدُموع و البُكاء و ذلك أربَكه ! هَل جَعلها خائِفَة منهُ حَقًا للتو ؟ هَل أذاها ..؟
" ما الأمر ..؟ هَل أقلقتُكِ ؟ أبتعِد ..؟ سأفعل عَلى الفَور " تَحدث بِسُرعَة ما جَعلها تَشعُر بِقلقه عَليها فَضحكت مِن وَسط دُموعِها و مَسكتهُ من صَدرِه قَبل أن يَرتفع و يَجلِس مُعتدِلاً " ل..لا ، لا تَبتعِد ، انت لَم تُقلقني " نَفت هامِسَة و راحَت تُزيل إبتلال تَحت عَينيها بظاهِر يَدها
" إذًا ما الأمَر ..؟ لِما تَبكين الأن ؟ لا تَكذبي عَلي ! " سَأل بإستِياء و بَسط كَفَّ يدِه على أعلى رأسِها يُداعِب فَروتِها بأصابِعه بِرفق و لُطف بالِغ الي جانِب عُيونِه اللامِعَة التي تَقعُ وقوعُ الحِنيَّة وَسط شَهليتيها الدامِعَّة
قَضمت سُفليتها بِخفَّة و شَتت بَصريتيها عَنهُ لِتنظُر نَحو سور الشِرفَة لِلحظات تَمُّر على جُيون كالساعات لِشدَّة إرتباكِه مِن بُكاءها المُفاجِئ ، ثَوانٍ و عاوَدت النَظر نَحوه و إختَرقت سَوداوَتيه مُتحدِّثة بِنَبرةٍ مُهتزَّة حَمِلت بينَ طيَّاتِها مَشاعِر الحُزن و الإشتِياق " ا..انت تُ..تذكرني ب..بأبي "
لانَت مَلامِح جُيون المُتشنِّجة بإرتِياح فَسكَن لِلحظاتٍ بَعد ان تَنهَّد بِخفََة و رَفع حاجِبه للأعلى قائِلاً بإنفعال كَمُحاولَة لِتلطيف الجَو ، أكرَه ما قَد يَحصل لَه أن تَبدأ الان في البُكاء بينَ ذِراعيَه " هااي ايليزا ! كَيف هذِه اُذكرك بوالِدك ..؟ الأب و ابنتِّه لا يَحدُث بينهُما ما أنوي فِعله بكِ انا الأن ! "
ضَحِكت الأميرَّة بِخفََة و لَكمتهُ على صَدرِه " يالَك مِن مُفسد للحظات الدراميَّة ، بالطبَع لا أراك كأبي ، بَل ما أعنيه اني أشعر بالأمان مَعك فَقط ، ايشش ابتعِد عني جونغكوك فَقط " دَفعتهُ من صَدرِه و جَلست بِعُبوس
جَلس على رُكبتيه و إبتسَم بِخفَّة و هو يُراقِب جانِبها الذي تُعطيه لَهُ و عُيونِها التي تَنظُر نحو الخارِج مُشابكَة يديها امام رُكبتيها التي تُثنيهما نَحو صَدرِها
زَحف لِيستقِّر خَلفها و يُهديها عِناقًا خَلفيًّا لَطالما كانَ المُحبب الي قَلبِها ، يُشعرِها ان ظَهرِها مَحمِّيًا و أنهُ سَند تَستطيع الإتكاء عَليه دونَ أدنى ذَرَّة خَوف ، إتكَئَت على صَدرِه الذي لَم يَعجز يَومًا عن إحتِواءها بِمثاليَّة فَرفعت يَديها تَتحسس تِلك اليدان التي حاوَطت مَعدتِها و ثَدييها تارِكًا أصابِعه تستقِّر على ذِراعها و اناملِه الثانيََة حاوَطت وِسطها الضيّق
" اتعتقِد ان سَمِع الناس بِقصتنا هَل سيصدِّق اننا وَقعنا بالحُّب في الأخر ..؟ " سألَت بَعد أن اطالَت النَظر نَحو النُجوم و عَلى شَفتيها تَمكُن بَسمة خافِتَّة تُشعرِها بالأطمئنان تزامُنا مَع اصابِعه التي تَمسحُ على عُري ذِراعها " ان كُنت انا مَن قُلت لأخر لَحظة انََ هَذا الحُب مُستحيل فَكيف هُم ..؟ حَتمًا لَم يَكُن هُنالك أحَد آمن بِنا " رَدََ بِنبرةٍ مَبحوحَة و فَضَّل بَدل إهدار الوَقت بالسَماء أن يُطالِع نَجمته الحَقيقيَّة ، تِلك النَجمَّة التي أضافَت لَونًا لِحياتِه و لَمعةً لِعيونِه المُعتِمَة
قَلَّصت ايليزا مُقلتيها بِخفَّة مُهمهمَة بإبتسامَة خافِتَة " كُل تِلك الأحداث التي مَررنا بِها لَم تَكُن سَهلَّة ! لَكِّنها أتت لِتُثبت أنهُ مَهما كان الإختِلاف شاسِع بينَنا و بين جِنسيَة كلينا إن اراد الله ان يَجمع بين إثنين حَتّّى لو كانَ الفارِق بينهما السَماء و الأرض سَيجمعهما مَهما حَدث ، ألا تتفق ؟ " أزالَت عُيونِها من السَماء و رَفعتهُما نَحوه فَتفاجَئَت بِتلك الإنارَّة العاشِقَة التي تَحتضِن بؤبؤ عَينيه الذي يَكادُ يُغلِّف جُحريتيه بالكامِل لِتضخَّم حَجمه
يُقال أن نَظرت لِشَئ تُحِّبه و بشدَّة ! سَيزدادُ حَجم بؤبؤ عَينيك دونَ ان تُدرِك حَتَّى ، إنها أحَد حِيل الجَسد لِتفضح قَلبِك العاشِق عَزيزي القارِئ
" أتفِق ! أيتها الإيطاليّّة ! " أجابَ بَعد ان اطال لَفّّ جولتِه بِقارب حُبِّه داخِل بِحارِها العَميقَة ، توسَّعت إبتسامِتها للقب الذي نَعتها بِه حَيثُ إحتَضنت ذراعيه التي تُعانقها و نَطقت بِحماس " أجل أجل ! اُحٍّب ان تُناديني بالإيطاليّّة ! كَما انا أعشُق ان اُناديك بالآسيوي " صَفقت بسعادَّة لَم يستوعِبها جُيون بَعد
إنُّه لا يَفهم مَدى الطاقَّة التي تَمتلِكُها هذِه الصبيّّة ، تَختلِفُ عنهُ نَظرًا لِفارق العُمر بينهُما لَكِّنهُ حَتمًا سَعيد بِسعادتها ! و مُمتَّن انهُ رُبما السَبب بِذلك ..؟
عاهَد نَفسهُ أن لا يَجعلها البتَّة تَشعُر بِفارِق السِنَّ الذي حَتمًا لن يَدعهُ حاجِز بينهُما ، سَيُحاوِل قدر إستِطاعتِه في مُسايرتِها إن كانت على صَواب ، أما عَكس ذلِك فيستخدِم صلاحيتِه في إنقاذ المَوقف ، هو يُدرك ان ايليزا مُتهوِّرة احيانًا
" امم ، الآسيوي و الإيطاليّّة ..؟ " لازال لا يَستطيع السيطرّّة على عُيونِه و هي تَنظُر اليها بِكُّل ذاك العِشق ، يَشعُر ان كُلَّ لَحظة تَجمعهُ بِها هي الأسعَد على قَلبِه بلا مُنازِع ، كَيف سَمحت لِنفسك أن تَغرق لِهذا الحَد يا جُيون ..؟
" أجَل !! تمامًا " اومأت تؤيدِه بِحماس و إرتَفعت مُسترِقَة وَجنته تُعيرِها الي شِفاهها التي إفتعلَت بِها جَريمَة نَحرت مَشاعِر القائِد الذي توسَّعت مُقلتاه لِتلك القُبلَّة العفويَّة " اُحِبُّك أيها الآسيوي ! " هَتفت تُهديه أشدُّ النَظرات صِدقًا
إبتلَع جونغكوك ريقَه و تبسّّم بِتكلُّف يُحاول السيطرَة على نَفسه قَدر إستطاعتِه لَكِن هي حَتمًا تُفسد عَليه حِميته عَنها " انا لا أستطيع التَحمُّل أكثَر " هَمِس و إستقام مِن الفِراش ليحملها بينَ يَديه تَحت عُيونِها المُنذهلَّة " الي أين ..؟ مالذي لا تَستطيعُ تَحمّلُه !! " تَحدَّثت بإندهاش و هو يسيرُ بها الي الداخِل
" اصمتِ ، تُمثلَِين البَراءة و تُدركين جَيِّدًا الي أي مَدى أرغب بِك ! " هَتف بِجديَّة بعد أن تَوقف عند باب الشِرفَة مُخفضًا نَظراتِه اليها يُمعِن التَطَّلع الي تِلك المَلامِح المُتفاجِئَة ، هي حَتمًا تُمثِّل
" لا لا افعل ، اعني ..؟ مالذي سَتفعلهُ بِحق الفِراش بالخارِج " صاحَت مُحركَّة قَدميها بالهّواء حالَما دَخل بها و إنتَصف الجَناح لِتُقهقه بِصخب حينَما ردّّ عَليها بينَما يَسلُك طريقِه الي الحَمام مُبتسِمًا بِجانبيَّة
" لابأس ، سَنفعلها على الأرض "
•••
" هَل هذا العِنوان ..؟ مُتأكِد ..؟ "
بادَرت سُموِّها بالسُؤال ما إن حَطت عَجلات العَربة بالقُرب مِن ذاك البيت المُهترئ التابِع حَتمًا الي عائِلَة فقيرَة " هَذا العِنوان الذي كُتِب في الورقة ايليزا ! " هَتف جونغكوك بَعد ان عاود قِراءة الورقة مُجددًا ثُمَّ نَظر نحو أميرتِه المُتشبثَّة بِذراعه
" حَسنًا لِننزل " قالَت و راحَت تفتحُ بيدِها باب العَربة لَكن جُيون مَسكها و جَذبها نَحوه يَنظُر بِعينيها " أميرتي ، مُتأكِدَّة ..؟ " يُحدِّق في ذاك الوَجه الناعِم و لا يُنكِر ان في كُلِّ مرّّة يُطيل التأمل بِه يَقعُ في عِشقها لِلمرَّة الألف
يَروقهُ ان يَمدُّ يده في كُل مرَّة و يَلمِس ذاك الخَد المُتورِّد رَطب المَلمس و يَتحسسه بإبهامِه مُرسِلاً لَها قَشعريرَة مُقربَّة لقلبِها المُغرم بِحركاتِه
صَنعت إبتسامَة رَقيقة حاوَلت جاهِدَة إخفاء بِها ذاك الجُزء المُتألِم مِنها و إتكئَت بِخدها على كَفِّه الذي بسطهُ عَليه فأغمضَت جفونِها بإطمِئنان مُهمهمَة بِخفوت
لاطَف تَحت عَينها بدفئ بإبهامِه مُستشعِرًا إسترخاءِها بينَ يدِه ، دَنى منها و سَحبها نَحو حُضنه يَمسحُ بِلُطفٍ طوليًا عليها " تَذكري دومًا ، انكِ أعظَم شَئ حَصلتُ عَليه في حَياتي " هَمِس لها يُطمئِنها لا مَجال لأحد أن يَسرِق مكانتِها المحفورَة عميقًا في قَلبِه و هي بالفِعل تَعلم
عانقتهُ لافّّة يَديها حول عُنقِه و همهمَت من جَديد تُقبِّل خدَّه من الجانب " أعلَم ، و انا مُمتنّّة لِكل هذا الحُب " هَمست مُتحدِّثة بذات نَبرتِه الرقيقَة لِتتور بِخجل ما إن طَبع قُبلَة خافِتَة فوق شِفاهها الورديَّة " اُحِبُّكِ " سَمِعت مِنهُ ما ذَبَّ الرعشَّة في بَدنها حَيث أحسَّ فِعلا بإرتجافها بينَ ذراعيه
أبتعدت عنهُ و أحاطَت وجنتيه بِدفئ " و انا اُحبُّك يا عالَمي همم ..؟ انتَ العالم الخاص بي وَحدي " شَدَّت على أخِر كَلِمَّة جيِّدًا مُتعمقة في النَظر الي مُقلتيه المَفتونَتين بِها ، همهم بإبتسامَة و مسكَ بكفٍّ يدِها يَطبعُ بداخله قُبلَة مُطوَّلة " انا لكِ وَحدُكِ ، أسمحُ لكِ بتملُّكي قَدر ما تشاءين ! حسنا ؟ "
مَدد كَفِّها على خَدِه مُجددًا يَمسحُ على ظاهِره بيدِه بلطِف بَعد ان اهداها ابتسامَة نَقيَّة زَرعت ورود العِشق في صَدرها لهُ ، قَضمت شَفتها بِخفَّة و تَحمحمت مُتنفسَّة بِعُمق " هيَّا ، دَعنا نَنزِل "
اومئ لَها و فَتح الباب كي يُنزلها مَعهُ بعد أن خَطى هو للخارِج ، لَكِن في أخَر لَحظة هي تَرددَت و نَظرت نَحوه مُتحدِّثة " هَل يُمكنك ان تَذهب قبلي ..؟ سأتي بَعد قَليل " رَدفت بِهدوء أقلق حَضرتِه الذي عاد نَحوها مُستعِّدًا للصعود و العوَدة الي القَصر " لِنعد ايليزا ! لِنعد فَحسب "
نَفت برأسها بسرعَة و يَديها مُمسكة أكتافه قَبل ان يَصعد فَدفعتهُ الي الوَراء و رَدفت " أرجوك ادخل ، انا فَقط أحتاج بَعض الوَقت همم ؟ " بَحلقت في مُقلتيه بَترجيّ لَعلَّه يُنصت الي ما تَرمي اليه ، سَمِعت تنهيدتِه العَميقَة و هو يُزيل قُبعته السوداء المُدورَّة التي يَلبسها
أخفضها نَحو صَدرِه و مَسك بيدِها لِيترُك فَوقها قُبلَة دافِئَة " سأعود همم ..؟ " هَمس فاومأت لهُ بإبتسامَة على طَريقة إنحناءِه اللَبِقَة ، لِوهلَة أحسَّت انهُ أمير
ضَمَّت يَديها الي حِجرها و راحَت تَلحقهُ بِعَينيها يَسيرُ نَحو باب البيت المُهتِئ و يَمُّد قَبضته يَطرُقه بِتروٍ ، فَتحت بَعد لَحظات ما خَشت ايليزا أن تُلاقيها ، ما إن رأت طَيفها من وراء ظَهر مَعشوقِها حَتّّى إنقبض قَلبها و إعتَصرت فُستانِها بيديها كَمُحاولة للسيطرَّة عَلى مَشاعِر الغيرَّة التي إجتاحَتها
بَدا الأمَر أسهل حينَما تَخيلتَهُ و أضَحى الواقَع أشدُّ وَجعًا
" ا..انت ا..اتيت ..؟ " ما زاد الأمر سُوءًا أنها سَمِعتها تُخاطِب رَجُلها ! الخاصِ بِها ! هي تُحدِّثه و تَنظُر له بِعينيها المُحبَّة ! أكثَر ما تُدركه ايليزا في هَذِه اللحظَّة أن لورَنس لازالت تُحِّب جونغكوك
" أتيت ، لأجل الصَغير " هَتف جونغكوك بِنبرتِه الجامِدَة التي إعتادَ علَيها الجَميع عَدا مَحبوبتِه ، لورَنس هَمهمت لهُ و مَسحت دُموعِها التي كانَت تنهمِر من عُيونِها المُحمرَّة " ا..انهُ في الداخِل ينتظِرك " أفسَحت لهُ المَجال
رَفعت عَينيها نَحو تِلك العَربة حَيثُ وَجدت سُموِّها تَجلسُ في مُنتصفها بِذاك الفُستان الأبيض الطَويل يَحملُ تطاريز ذَهبيَّة و فَوقه مِعطفها الفَرو أخذ لونَ أخشابِ الشَجَر ، عُيونِها الشَهليَّة لَم تَرحم أي انشٍ مِن اليونانيَّة التي قَبضت على الباب مُبتلِعَة ريقِها
جونغكوك إلتَفت بِرأسِه يُطالِع اميرتِه لأخَر مرَّة قَبل ان يَخطو للداخِل ، إبتَسم لها بِحُّب لِتزيل ايليزا عَينيها عَن لورَنس و تُناظِره فَسُرعان ما تَبدلَّت حِدَّة شَهليتيها و أضحَت مُوسَّعة البُؤبؤ ذا لَمعةٍ خَفيفة
سار جونغكوك الي الداخِل بِرفقة لورَنس التي تَبعتهُ لِتزفر ايليزا بِغضب و تَلكُم جِدار العَربة " لا اًصدِق كَيف كانَت تنظُر لَه ! تبًا اني اُمسك نَفسي جيِّدًا كي لا أتنزِع لها شَعرها " هسهسَت و فَتحت مِعطفها لِتطِّل الي الخارِج مُبحلقة في تايهيونغ " تاي ؟ " إختَصرت إسمه نادِهَة عَليه
تَقدّّم الجُندي من أمام الفَرس لِيدنو مِنها و يُهمهم بَعد ان إنحنَى يِخفَّة " اؤمري " نَظر اليها بِجديَّة جَعلتها تَضحك حال ان تَذكرت ما فَعلتهُ به في المُعسكر ، لكمتهُ بخفَّة على كَتِفه و سَكتت ما إن تَذكرت ان جُيون بالداخِل مع لورَنس
" اسمع قُلت انكَ تُريدني في موضوع ، هيَّا حدِّثني به و أشغلني لاني عَلى وشك إقتراف أبشع الجرائِم " نَطقت سُموِّها و هي تُمروِح بيديِها على وَجهها الساخِن لِيتحمحم تايهيونغ بإحراج و يُدلِّك ارنبَة انفه " هو .. ذلِك .. امم بشأن ي..يوجين " هَتف بِتوتُّر لِتصب ايليزا أهتِمامها اليه حالما سَمِعت اسم تلك الصَغيرَّة
إبتَسمت ما إن عَلِمت ما يَوّد اخبارِها به " فَهِمت " أومأت لهُ لِيبتسم تايهيونغ بسمتِه المُربَّعة التي راقَت لسموِّها لِجمالِها ! بَدا لطيفًا و هو كانَ مُمتنًا انهُ ليس بِحاجة لِلتبرير " انتَ تريد ان تَتقدم لها لِلزواج ؟ "
" انتِ مُذهلَة ! حَسنًا فهمتِ ما أرمي اليه دون ان اتحدَّث " قال تايهيونغ بِحماس مُفرط جَعل سُموِّها تُقهقه و تتغاضَى قليلاً عمَّا قد يحدُث بالداخِل
" و قلت بِما اننا نَزلنا الي المَدينة ، اردتُ ان تُساعديني في اختيار خَاتم مُناسب لأعرض عَليها الزَواج " اتمَّ قائِلاً بإبتسامَة مُهذبَّة مُراقِبًا مَلامح سُموِّها الصافيَة لَكِّنه لَمح ذاك الحُزن الذي يُخيِّم في مُنتصف عَينيها لِتتلاشى بَسمته و يَردِف " هَل هُنالك خَطب ما ..؟ "
سَمِع صَوت تنهيدَتِها العَميقَة ثُمََ هَزت رأسِها لِلجهتين نافيَّة " لِنذهَب ! لابدََ انكَ تعرِف المَكان هُنا " إبتَسمت و نَزلت من العَربة مُتمسِّكة بالجُندي الذي نَطق مُستفسِرًا " اليسَ علينا ان نأخذ الإذن من السيد جُيون اولاً ..؟ "
رَفعت ايليزا عَينيها نَحو الباب لِتومئ بَعد ان سَكتت قليلاً " حسنًا إنتظرني هُنا سأذهب اُخبِره و اعود " رَبتت على كَتف تايهيونغ الذي هَمهم و أفسح لَها المَجال لِتعبر نَحو البيت ، دَلفت هي و بَقى هو حائِرًا بشأن قدومِهما الي هُنا المُفاجِئ
سارَت سُموِّها بِخُطواتٍ ثَقيلة نَحو الداخِل تَجمعُ الهواء في صَدرها بِصُعوبَة ، اخذت نَفسًا عميقًا بَعد ان وَقفت في مُنتصف المَمر و هَمِست " انتِ تُبالغين فَقط ايليزا ! تَوقفي و اُدخلي بِشجاعَة ، انتِ إمرأته ، ليسَت هي " شَجَّعت نَفسها لِتغلق زري مِعطفها المفتوحَين ثُمََ سَلكت مَعبرها للصالَّة
ما رأته أول ما دَلفت هو جُلوس جُيون على رُكبتيه و بالقُرب منهُ تَمكث لورَنس التي تَمسح على رأس ابنِها المُتربِع حُضن والِده ، قَبضت عَلى يدِها بِخفََة بَعد أن تَجمَّعت الدُموع في شَهليتيها و هي تَنظر الي ثَلاثتهم سَويَّة
هَذا المَشهد ما كانَت تخشَى رُؤيتِه ، قَضمت سُفليتها حينَما راح القائِد يُخاطب إبنه و يَتحسس وَجنته الساخِنَة " انتَ سَتنهض مُجددًا يا قَوي همم ؟ اولَست شُجاعًا ! هَل سَتسمح للمرض ان يَهزمك ..؟ " نَظر بِعينيه الصَغير الذي فَتح مُقلتيه بإرهاق شَديد مُتكبِّدًا عَناء النَظر
تبسََم الصَغير بِلُطفٍ و سَعل بِخفَّة " ا..اب..ابي " هَتف بِصُعوبََة جَعلت صُمود جونغكوك يَنهار عِند تلك الثانيَّة و يُسارِع في إحتِضانِه بقوَّة رافِعًا كُحليتيه نَحو السَقف كي لا تَغدُر به دُموعِه ، كَلِمة أبي تِلك ، كَانت مَحطَّ ضعفٍ على قَلبه
" ا..انا هنا " نَبس بِنبرتِه الرزينَة يَمسحُ على شَعر صغيرِه الكَثيف كَخاصته ، سَعل الصَغير بشدَّة و تَشبث بصدر أبيه مُتحدِّثًا " ا..م..امي ح..حكت ل..لي الك..الكث..الكثير ع..عن..عنك ، ا..اخبر..اخبرتني ا..اني ا..ابن لل..لرجل الذي ي..يتحد..يتحدث ع..عنه ك..كل الارض و ..ويخافو..يخافون م..منه و ا..ان ابي ع..عظيم " المَرض أنهَك جَسد الطِفل الذي لَم يتمكَّن من الحَديث بشكلٍ سَليم حَتّّى
رَفع جونغكوك عَينيه نَحو لورنس التي تُغلِق فَمها بيدِّها تَكبُت بكاءِها على حال صَغيرِها لِيمَّد يدِه يَضعها عَلى كَتِفها كَنوعٍ مِن المُواساة ، ايليزا إنتَفض بَدنها حينَما رأتهُ يَلمسُها ، واشَكت عَلى الإقتراب منهما و إبعادِه عَنَّها لَكِّن هي تَوقفت ما أن سَمعته يَنطِق " عليكَ ان تكون كَوالِدك ، قَوي همم ..؟ "
نَظرت نحو لورَنس التي هَتفت بِحُزن بَعد ان عاد الصَغير الي غَيبوبتِه " هَل سَيُشفى إبنُنا جونغكوك ..؟ " نَظرت في عُيون القائِد الذي كان كُلَّ ما يَشغل تَفكيره حَالة صغيرِه المَيؤوس مِنها أما عن أميرتِه ! فَقد خَسرِت نِصفها حينَما سَمِعت كَلِمَة إبننا تِلك !
اخفَضت عَينيها نَحو بَطنِها و مَدَّت يدِها تَتحسسها بِبطئ " ابننا " هَمِست و قَضمت سُفليتها قَويًا لِتستدير و تُغادِر المَنزل مُسرِعَة فَوقفت عند الباب مُطالِعَة السَماء كَمُحاولة فاشِلَة للسيطرّّة على دُموعها
تايهيونغ نَظر إليها و عَقد حاجِبيه بِقلق " سُموِّك ..؟ " تقرَّب مِنها يُطالع عُيونِها الدامِعَة فَبِمُجرَد ان نَظرت نَحوه حَتى سَقطت تِلك البِلورات على خَدِها مُعتصِرَّة فُستانها فوق بَطنها " ا..انا لَم اُن..انجب له ط..طِفلاً ! ل..لك..لكنها ف..فعل.فعلت " هَمِست
" م..ماذا ؟ " قال تايهيونغ بِصدمَة و ما زادَه دهشّّة هو تَخطيها لَه و إسراعِها نَحو الجَواد ، مَسَكت بالسرِّج و صَعدت عَليه لِيقترب العسكري مُسرِّعًا منها و يُنفي بيديه " ل..لا توقفي ، الي اين ..؟؟ " صاح بِها بَعد ان فَصلت ذاك الحَبل المُرتبط بالعَربة و رفست الحصان بساقِها لِيتحرَّك مُسرِعًا
" اللعنة ! اللعنَة الي اين سَتذهب هذِه ..؟ مالذي تَعنيه ..؟ هل علي الدُخول و اخبار القائِد الان ..؟؟؟ ماذا ان كانَ بإجتماعٍ خاص ! اللعنَة علي " صَرخ و بَعثر شَعره بِقوََة مُناظرا الأنحاء بِقلق " السَيد جُيون يُحِّبها! ان لم اُخبره سيقطَع لي رأسي ! لَكن هي خَرجت تبكي و قالَت طفل ؟ هَل يُعقل وجدتهُ يخونها بالداخِل ! اللعنَة ! لا اُريد رؤيته عارِيًا " رَكل الأرض بإنفعال
ايليزا إنطلَقت مُسرِعَة بذلَك الجَواد بَعد ان غَطَّت الدُموع مَصدر رُؤيتها فَراحت تَسيرُ بِلا وِجهَّة تَستعيد كُل ما قَد رأتهُ قَبل قليل ، هي كَذِبت ! كَذِبت حينَما ظَنت انهُ بإستطاعَتها تَحمُّل رؤيته مَع إبنه ! كانَ أشدُّ المشاهِد قسوَّة عَليها
خُصوصًا بِوجود لورَنس الي جانِبه ، إنهمَرت دُموِعها بشدَّة على وَجنتيها و الجواد يستمِّر بالرَكض بِها وَسط ذاك السوق الشَعبي مُتخطيًّا الأكواخ نَحو البََر
" ا..ابي "
" هل سيشفّّى ابننا جونغكوك ..؟ "
سَحبت السِّرج بِقوَّة لِيتوقف بِها الحِصان في مُنتَصف الخَلاء بَعد أن تَخطَّت وسط المَدينَة ، أحاطَتها الذِكريات التي تَخصُّه بِلورنس مِن كُلِّ الإتجاهات حَتّّى دَخلت في صِراع داخِلي دَمََر مَشاعِرها فَراحت تُمسِك رأسِها نافيَّة بشدَّة
" ل..لا " نَفت و هي تَرتجِف بشدَّة تكادُ تسقُط من فوق الجَواد بأيةِّ لَحظة ، رَفعت رأسِها نَحو السَماء و إعتَصرت قَبضتيها على شَعرِها بقوَّة لِتَصرخ بأقوى ما لَديها تُخرِج كُل تِلك المشاعِر السلبيَّة التي كَتمت نَفسها
إرتَجف بَدنها و تَخبَّط خافِقها بداخِلها بِوَجعٍ حَتّّى أحست بأحبالِها تُمزَّق لِشدَّةِ صراخِها ، أغمَضت شَهليتيها و إنهارَت مُجهِشَة بالبُكاء بِحرقََة لِتُخزِّن وَجهها بينَ كَفيَّها تَرتجِف مَع كل شَهقة تُغادر فاهِها
" ل..لق..لقد ك..كذب..كذبت حي..حينما ق..قلت اني سأت..ساتحمل ه..هذا ، ا..انهُ ي..يؤلِم ، ا..انا لا است..استطيع ر..رؤيته م..معه ، ا..اني اتخيلته بِكل ث..ثانيَّة ي..يلمسها " شَهِقت بِبُكاء تُصارِع كُل تلك التخيُّلات التي تُظهِر لَها جُيون يَتقرّّب من لورَنس و يَحتكُّ بِها
" انا علي التَصرَّف " هَمِس تايهيونغ بِقلق بَعد أن مَرت بِضعة دقائِق من رَحيل ايليزا ، قَرر ان يَتشجََع و يدخُل ذاك البَيت لِذا إلتَّف نَحو الباب و دَخلهُ مسرِعًا يَتمشّّى نَحو ذاك المَمر المُؤدي الي الصالَّة حيثُ كانَ يَقبع جُيون و في حِجره ابنه يَضعُ على جَبينه الكمَّادات البارِدَة
إبتلَع ريقِه بِذُعر حينَما رَفع جُيون رأسِه اليه و باغثهُ بِنظرَة مُميتَة ، كَيف يَجرؤ و يَدخُل بدون إذنِه ..؟
" تايهيونغ ؟ " أحسَّ العَسكري بِمدَى حِدَّة جُيون مِن طريقَة لَفظه لإسمِّه ، إبتلع ريقه و قال بِتوتُّر " ا..انا اسف ل..لاني دَخلتُ عليك بِهذا الشَكل ، ل..لكن الأمر طارِئ " نَبس بينَما يَنظُر نَحو الصَغير بِدهشَّة
" اللعنَّة تايهيونغ ألا يُمكنك تأجي... " قَبل ان يُتِّم رَغبته العارِمة في تَوبيخ الجُندي هو تَجمَّد مكانَه حال ان نَطق تايهيونغ بِسُرعَّة " ا..ايليزا خَر..خرجت مِن هُنا و هي تَبكي ، أخَذت الحِصان و ه..هرَبت ! "
" م..ماذا ..؟ " تَوسَّعت مُقلتيه بِصدَمة و تَرك ابنهُ فوق الفِراش لينهَض " مَتى حَدث هَذا ..؟ " قال بِقلق و دَنى من الجُندي الذي دلَّك رقبتهُ و نَبس " قَبل عَشر دقائِق تَقريبًا ! " هَمِس و إنتَفض حينَما صَرخ جونغكوك بأعلى صَوتهُ به " قَبل عَشر دقائِق اللعنَة و الأن تُخبِرني ..؟؟؟؟ " مَسكه من ياقته و ثَبتَّه بالجِدار وراءِه
" ل..لم ا..ارد ا..ان ا.اقتح..اقتحم خ..خصوصيتك " هَتف تايهيونغ رُغم انفاسِه التي كُبتت بِفعل جُيون الذي ضَغط على رَقبتِه ، لورَنس خَرجت من المَطبخ بِمُجرَد ان سَمعت صَوت الفَوضى التي أحدَثها جونغكوك " ج..جونغك..جونغكوك ؟ "
أفلت القائِد تايهيونغ و إلتفتَ نَحو اليونانيَّة " انا مُغادِر حالاً ! إجمَعي أغراضِك و اغراض الطِفل سَتذهبان الي القَصر " أشرَّ لَها و غادَر مِن الباب راكِضًا للخارِج ، الجُندي دَلَّك رقبتهُ بينَما يُناظر لورَنس بِعدم تَصديق
أليسَت هذِه سُلطانَة الدَولة العُثمانيَّة التي رآها بالقَصر ..؟ و حَبيبة جُونغكوك السابِقّة ..؟
أيعقل ان مايفُكِّر به صَحيح ..؟
الطِفل .. طِفل جُيون ..؟
العالَم كان في مُجرَّد خُدعة ! ولي العَهد العُثماني في الأخر إتضَّح انهُ ابنُ الآسيوي !
"لقد فَعلتها يا جُيون ! " هَمِس تايهيونغ بينَما يُناظر الصَغير بإندهاش ، انتفض حينَما نَده عليه جونغكوك من الخارِج بِصُراخ فَخرج وراءِه مُسرِعاً و ناظرَه " ل..لقد ذَهبت من هَذا الإتجاه .." أشرًَ على جانِبه الأيسر
" ان حَصل لها شَئ ، انت مَيت تايهيونغ " أشرَّ عَليه مُهسهسًا بِحدَّة لِيركُض بِسُرعة نَحو ذاك الإتجاه راجِيًا الرَّب ألا يَحدُث لَها اي مَكروه و إلا لَن يُسامِح نَفسه طيلَة حياتِه
وَصل الي ذاك السوق الشَعبي و توجَّه يَسأل الناس عَنها لَعلَّهم رأوها و بالفِعل وَصفها لَهُ الكَثيرون و أشروا عَلى مَحلِّ رَحيلِها ، شَكرهم و رَكض مُسرِعا نَحو الطَريق البَري الذي سلكتهُ بالفَرس فأخذ يَلَِف بِعينيه لَعلُّه يَلمحها من بَعيد
لَكِن ما لَمحهُ كان مُختلِفًا ..!
إبتلَع ريقه بِبُطئ و مَشى بِثقل نَحو ذاك المِعطف ذا الفَرو البُنِّي المَرمي على الأرض ، إنحنَى و مَسكهُ بيدِه بِتردد يَتفقدَّه بِقلبٍ إهتَّز فَزعًا لِعلمه انهُ لَها
" ايليزا ..! " هَمِس و قرَّبهُ من أنفِه يَستنشِق عِطرها بِه فأغلَق عُيونِه بِبُطئ و إحتَضنهُ اليه لاكِمًا الأرض بقبضتِه بقوَّة " تبااااااااا " صَرخ لينَهض و يستدير حَول نَفسِه لَرُّبما لازالت في الجِوار
" اينَ ذَهبتِ ! ارجوكِ لا تَفعلي ذَلك بي " نَطق بينَما يقترِب من ذلك المُنحدَر المُطًِل على بِركَة مُلوثّّة الغاطِسة لأمتار للأسفل ، وَقف عند حافَّة التلَّة و رَفع كُحليتيه يَتفقَّد ما بَعد تلك التِلال و هو يَعتصِر ذاك المِعطف كإعتِصار الألم لِقلبه
لَمح ذاك الفَرس مِن الأعلى عَلى نهايّّة البِركة عِند الطَرف الأخَر ، توسَّعت كُحليتيه و إبتسَم بِجُزء من السَعادة " وَجدتها !!! " هَتف و نَزل من أعلى المُنحدر بِسُرعة كَما لو انهُ لا يُبالي إن اصابَهُ اي مَكروه ، المُهم ان يَجد مَعشوقتِه قَبل ان يُصيبها هي الأذَى
عِندها صِدقًا لَن يَرحم نَفسه
مَرَّ مِن عند تِلك البِركة التي لَم تكُن بالعّميقَة و راَح يسيرُ للطرف الأخَر مُناديًا بأسم سُموِّها " ايليزااااااا ، ايليزا هل انتِ هُنا ..؟ اينَ انتِ !!! لَقد اتيت لأخذك ، لا تَخافي انا هُناااااااااا " صَاح باعلى صَوتِه و هو يَعبُر البِركة التي وَصلت مِياهها لِمعدتِه
رُغم تَلوِّثها مَشى بِها و رُغم هَوسه الشَديد بالنَظافة لَم يأبه بَل اخذ يَتصارع مع تِلك الأوساخ و يَرميها بَعيدا عن مُتناوله مُحاولا حِمايَة مِعطفها كي يَلفُّها به ما إن يَجدِها
إنَّهُ يُنادي بإستِمرار ! لَكِّن لا رَدَّ يَضمِر تلك النار المُندلِعَة في صَدرِه ، التَوتُّر بدأ يَرتفِع و شَحِبت بَشرتهُ حينَما وَصل نحو الجَواد و تَفقدَّه فَلم يَجِد سِواه !
لا وجود لِسموِّها في الأرجاء !
القائِد نُزِعَ منهُ دَمّّ شَراينِه حَيثُ أضَحى كَجُثَّة هامِدَة بِلا مَلامِح او لَون يَكتسِحُ جَسدَّه ، لِوهلَّة أحسَّ ان الروح عَلى وَشك بُلوغ حَلقِه و العُبور الي السَماء
" م..مُستحيل ..؟ ا..اين ..تكون قد..قد ذهبَت " نَفى يُبعد كُل تِلك الإحتِمالات البَشِعَة حَيثُ راح يَبحث حَول تِلك المِنطقَة لَعلَّه يَراها واقِعَة في مَكانٍ ما
" ايليزا ؟ ايليزاااااااااا " صَرخ بِقوَّة و هو يَصعدُ تلك الحَجارَّة حَتّّى يَرى بشكلٍ اوضَح من الأعلَّى لَكِن مَع صَدمتِه و إنهاك جَسدِه لشدَّة المسافَة التي رَكضها إنهار الي الأسفَل بينَما يَحتضن مِعطفها الذي يَحملُ رائحتها
ضَمَّه الي صَدرِه أعمق و حَشر رأسِه بِه مُحاوِلاً إستجماع شِتاته التي بُعثرت بِقسوَّة ، أين ذَهبت صَغيرته ..؟ و لِما ذَهبت ..؟ قيل لهُ أنها كانت تَبكي !
إذًا هو اذاها بِغير قَصد لِهذا هي تَركته
" سيد جونغكووووووووووووووك " سَمِع صوتُ تايهيونغ الصارِخ من أعلًَى التلَّة لِيرفع رأسِه اليه و يُناظرِه عَن كَثب ، رُبما هو وَجدها !
" ماذا ؟؟ وجدتها ؟؟ " نَهض من على الأرض و صَرخ من الأسفَل فَرأى الرَد القاسي مِن الصَبي الذي راح يُحرِّك كِلتا يَديه عاليًا بِمعنى لا !
تَنهَّد بِغضب و مَسح على وَجهه لِيهروِل نحو الجَواد و يَمتطيه ، لَيس لَديه وَقت اكثر لِيُضيعَه ، ايليزا فِعلاً مُهددَة بالخَطر و هي لِوحدها في الخَلاء ، الظَلام على وَشك ان يُخيَّم و هو يُدرك جَيِّدًا مَدى خَوفِها من العُتمةِ لِوحدها
حرّّك الحِصان عَبر رَكلِه لِيقبِض عَلى السِرج بيد و الثانيَّة يَشدُ بها على فَروِها بِكِّل قوتِه " سأجِدُها و اُعيدها " هَتف بِعزَم و أخَذ يَجولُ في تلك المِنطقَة باحِثًا عنَّها بِجِّد ، الشَمسُ بدأت تَغرُب و الليلُ على وَشك أن يُخيِّم لَكن لا أثَر لها ..!
بدأ مُعدَّل القَلق يَزدادُ لَديِّه ، خوفهُ يَتصارَع مع كُلَِ ثانيَّة هي بَعيدةٌ عَنهُ فيها ، غيَّر وِجهته مُسرِعًا نَحو القَصر كَقرارٍ أخير بإخراج كَتيبة للبحث عَنَّها
نَزل في مُنتصف حَديقة القَصر يَصرُخ كالمَجنون في جُنودِه حَتَّى يَلتمُّوا أمامَه بأسرِع ما يُمكِن " تحرّّكوا ، اريدُكم امامي فَورًا " صاح بِغضب و هو يَجوُل على حَرس الفِناء يَقبِض على مِعطفها بيد و الثانيَّة يُؤشر بِها عَليهم
" الأميرَة ضاَعت ! جِدوها حالاً " وَقف في مُنتصفهِم بَعد ان إصطفُّوا أمامَه بِإستغرابٍ شَديد ، نَظروا نَحو بعضهِم مُتعجِّبون من أمرِه و مَظهرِه المُريب
" تحرّّكوا حالاً !!!!!!! " صَرخته التي غُرسِت وَسط أوردتِهم مُفرِزَة هُرمون الخَوفِ لديِّهم جَعلتهم يَنتفِضون و يُسرعون في جَلب أحصنتِهم للإنطِلاق ، جونغكوك خَلل أناملَه في شَعره الغُرابي عَلى وشك إقتلاعِه لشدَّة قبضه عَليه تَعبيرًا عن إحتراق داخِله " اينَ انتِ ..؟ اين انتِ ايليزا "
وَقف أمامَ تِلك البوابَّة الضَخمَّة التابِعَة لِمدخل القَصر الرئيسي ، قَرن حواجِبه بِشدَّة حينَما فُتحَت تِلك الأبواب الذَهبيَّة العِملاقَة و عند الطَرف الأخَر يَقِف اللورَد الذي يَحمِلُ بينَ ذِراعَيه قِطعَة مِن قَلب الآسيوي !
تَقدَّم اللورد الي الداخِل بِخُطواتٍ هادِئَة و زرقاوَتيه على جُيون الذي تَجمَّد في بُقعتِه يُمعِن النَظر في أميرتِه المُغمَى عَليها بينَ يدان ليو ، رأسِها المُتدلي عَلى صَدرِه و يَداها المُتناثِرة بِعشوائِيَّة جَعلت مِن حَريق قَلبِه يُدمِّر بقيَّة أعضاءِه
عَلى مَلامِحها النَقيّّة تِلك بَعضًا من التُربَّة السَوداء التي تُلطِّخ بيضاها ، أندرو إستَقَّر واقِفًا أمام جُيون مُباشرَةً يَحتِضن مَعشوقتِه اليه و يُباغثه بِنظراتٍ حادَّة تكادُ تَقسمه نِصفين بأيةِ لَحظة
" جُيون ! أنا قَبلت و وعَدتك أن اُسلِّمها لَك و أتنازَل عن حُبِّي شَرط أن اراها سَعيدَة مَعك ، شَرط ألا تُؤذي شَعرة مِنها ، لَكِن انت ماذا فَعلت ..؟ دمرتها " هسهسَ اللورد بِغَضب عارِم يَفتَّك بِه لِلحال الذي وَجد بِه ايليزا
وَجدها مَلقيَّة على الأرض مُغمًا عَليها بَعد ان راقَبها من أعلى التلََة تَبكي طَويلاً و تُفرِّغ كُلَّ ذاك الوَجع ثُمَّ خارَت قِواها حَتّّى فقدت وَعيها
" اي..ايليزا ! " هَمِس جونغكوك و أسقَط ذلك المِعطف مِن بين يَدِه لِيدنو مِنها بِبُطئ يُطالِعها بِعُيونِه المُشتاقَة ، كانَت ساعات مَليئَة بالجَحيم بدونِها ، خَطى صَوبها لَكِن اللورد تَراجع الي الوراء و هَسهس " إياك ان تَلمسها "
رَفع جُيون مُقلتيه نَحوه و إعتَصر قَبضتِه قَويًا يُخزِّن في قَلبه كَثير مِن الضَرب لِهذا التُركي ، قَبل أن يَنطِق بِحرف هو أنصَت الي أميرتِه تَهذي بإسمِه بينَما ترتعِد بين يَدان اللورد " ج..جونغكوك "
" انا ه..هنا " سارَع بالهَرولة اليها و مَسك بِذراعها يَنتشلها من يدان الثاني و يَضمُّها اليه بِقوَّة مُقرِّبًا رأسَهُ من خاصتِها فَراح يَستشعِر دِفئ انفاسِها المُنتظمة بِراحَة لِيحرِك انفهُ بتروٍ ضدَّ شَعرِها المُنسدل عَلى وَجهها المُسالَم
لَقد عادَت الحَياةُ لَهُ في لَحظَّة بَعد أن كان يُفكَِر بألف طريقَة للأنتِحار
تنفَّس براحَة حينَما لَفَّت يَدِها حَول عُنقِه و بالثانيَّة تَشبثت بقميصِه لِتطلِق سَراح شَهليتيها عَبر فَتحِها البطيئ و رَفعهما نَحوه تُطالِعه مِن أسفل جُفونِها بإرهاق
" ل..لا ت..ترك..تركني "
هَمِست تزيد مِن تَشبُّثها بِه تَشعُر ان قَلبِّها عَلى وَشك مُغادرَة قَفصها الصَدري و مُعانَقته " هششششش " هَتف بِخفوت بالقُرب مِن شِفاهها يُعاتِبها بِنبرته و عُيونِه التي تَحتضِن شَهليتيها بِشَوق عارِم " سأتركك في اللحظَة التي تَتركني فيها روحي أسمعتِ ..؟ "
حَدَّقت في شَفتيه القَريبَة مِنها ثُمََ هَزَّت شَهليتيها نَحو كُحليتيه مومِئَة بالإيجاب ، تَستشعِر ذاكَ الخَوف المُستوطِن سودواتيه عَليها ، تَحملُ شَوقًا يَسهُل ارضاءِه بِقُربها مِنهُ ، لَم تَلبث حَتّّى باغَثها الآسيوي بِقُبلَة يَروي بِها عَطش الأشتياق الذي هَرم صَدره ، سَمحت لِستائِر جُفونِها بالإنحفاض و خَللَت أصابِعها بِخُصيلاتِه مُبادلَة إياه دون أدنّّى تَردُد
يوجين رَكضت مِن بين وَسط الجواري اللواتِن يَنظرن مِن أعلى الشِرفة و مِن وسط المَمرات فَتقدمَّت تبحث عن تايهيونغ لِتسأله عن كُل شَئ ، فُضولها يُهلِكُها بالفِعل
رأتهُ يَقِف عند العَربَة و يَفتحُها لِتقرن حواجِبها بإستغراب " مَن ذاك الطِفل الذي يَحمله تايهيونغ ؟ " سألَت بِفُضول و دَنت مِنه إلا و تَنزِل فَتاةٌ شابَّة من بَعد ان انتَشل العسكري الصَغير ، تَجمََدت مَكانها تَرى كِليهما يَتهامس بالسِّر
أضافَةً الي أنها أمَنعت النَظر الي ذَلك الصَغير و ما وَجدتهُ انهُ يَحمِل عِرقًا أسيويًا كَما يَفعل تايهيونغ تَمامًا ! فَوالدتهُ كوريَّة
خُدَّرت مُخيلتَّها عن التَخيُّل الأكثر و الإستيعاب ، مَسكت جَبينها بِصدَمة و شَهقت لافِتَة إنتباه اليوناني الذي رَفع بُندقيتاهُ لَها و طالَعها " يوجين ..؟ " تبسّّم بسعادَة فهو لَم يرها مُنذ اكثَر من اسبوع ، تقدًّم منها و قَبل ان يَخطو خُطوتين لاحَظ ماذا يَحملُ بين يَديه
أنزَل عَينيه نَحو الطِفل النائِم ثُمَّ رَفعهما لِلآسيويَة التي غَرقت عَسليتيها بالدُموع و هي تُناظر لورَنس " ل..لم أتو..اتوقعها منك " هَمِست و تراجَعت الي الخَلف بِبُطئ تَنتظِر منهُ تَبريرًا لَكِّنهُ بَقى مُتجمِّدًا يُخمِّن في بَشاعة مَوقفه
" لا ! يوجين لا " نَفى برأسِه لِلجهتين لِتقترِب لورَنس منهُ حَتّّى تاخذ صَغيرها ، ذاك التَلامس الذي حَدث بينها و بين اليوناني زاد الأمَر سوءًا عَلى يوجين التي إستدارَت و رَكضت مُبتعدَّة عنهُ بسرعَة بينَما تَبكي
" اللعنَة يوجين انتَظري " صَرخ و مدَّ الطِفل الي امِّه لِيركض خَلف حَبيبتِه التي أخَذت تَتخطّّى الجًنود و تَجري من بينهِم وَسط كَسرة خاطِر كَبيرَة
" يوجين انتَظري و اللعنة إفهمي الموضوع " أخَذ يَعبر زُملاءِه و يَدفعهم من طَريقه حَتى يَجتازهم و يَصل الي تِلك التي هَربت للفناء الخَلفي و جَلست قُرب النافورَة تَبكي بعدمِ تَصديق " لا ا..اصدق أن لديه طِفل و م..متزوج "
أحاطَت وجهها بيديِها و أخَذت تَبكي بشدَّة و تجثوا على رُكبتيها تشهق بين الحين و الأخرى " ك..كذب علي ك..كل هَذه المُدَّة "
" يوجين ! انا لَم أكذِب عَليك !! " دَنى مِنها بِبدلتِه العَسكريَّة التي زاَدت وسامَته النِصف ، تَلتفُّ عَلى جَسدِه بشكلٍ مثاليّ لِلغايَة كَما لو انها خُلقت لهُ دون سِواه ، إقترَب يَقف أمامَها يَشهُد بُكاءها عَليه و ذَلِك حَتمًا أكد لهُ الي أي مَدى هي تُحِّبه !
عَضّّ شَفته و إنحنَى اليها يُمسِك كَتفها " صدقيني " هَمس لِتبعد يوجين يَده بغضب و تستقيم مُؤشرَّة عليه بحدَّة " تَوقف عن إستِغبائي حَسنًا ..! تَوقف عن ذَلِك " صَرخت بِه بَعد ان نَهض أمامها فراحَت تدفعهُ من صَدره الي الوراء
" إستغبيتني كُلَّ هذِه المُدََة و جَعلتني أقع في حُبِّك و في الأخِر إتضَّح انك مُتزوج و لَديك طِفل ! ألا تَشعر بالعار مِن نَفسك ؟؟؟ " صاحَت أكثَر من بينَ دُموعِها و لازالَت تضرِب صَدر العَسكري الذي شَكّّل ابتسامَة خافِتَة بعد أن رَكزَّ فقط عَلى جَعلتني أقع في حُبِّك
مَسك مِعصمي يَديها التي تَخبطه و رَفعهما عاليًا لِيُقرِّبها منهُ و يَنظُر في عَينيها العسليّّة الباكِيّّة " و انا كَذلك واقِع لكِ ، واقِع حَدَّ الجَحيم ، لا أستطيع التَوقف عن التَفكير بِك طيلَة الوَقت ، انا مُغرم بكِ يوجين " هَمس لَها مُتسببًا في جُمود مَلامِحها المُنفعلَّة فأخذت تَشهق بَعد ان زارتها الحازوقَة
" م..ما..ماذا ، ع..عار ع..علي..عليك ا..انت م..متزو..متزوج " نَطقت من بين الحازوقة التي تَجعلها تَشهق بين الكلِمة و الأخرَى إضافّة لشفطِها المُستمِّر لسائِل أنفِها الذي يَتسرَّب نحو شَفتها
" لستُ متزوِّج ، و ليسَ ابني ! اُقسم لكِ انها لَم تدخُل فتاة غَيرُكِ حَياتي ! بِما تُريدين ان اُقسم لكِ ؟ " قالَ بِإنفعال و تَرك مِعصمي يَديها حُرَّة ليستبدلها بِذراعيها و يَدنيها نَحو حُضنه ، عانَقها بِكامِل قُوتِّه و كَم تَمنّّى ان يأتي هَذا اليوم باكِرًا ، تَمنّّى ان يَراها في مُنتصفِ ذِراعيه و قَد تَحققت اُمنيتِه
يوجين لازالَت لم تَستوعِب المَوقف الذي وُضِعت فيه بَعد ، أقال لَها لِلتو انهُ مُغرم بِها ..؟ أم هو مُجرَّد حُلم ..؟ أهي تَحلم بِه كَكُل ليلَة يعترِف لَها ؟
لَم تُبادله ذاك العِناق بَل ضَمت يديها الي بَعضهما في مُنتصف صَدرِه تُراقب جُدران القَصر بِصدمَة ، تايهيونغ أحسَّ بِسكونِها الشَديد فقام بإبعادها بإستِغراب و نَظر نَاحية وَجهها الخالي مِن التعابير " يوجين ..؟ " هَزها مِن كَتفها بخفَّة
" تايهيونغ أنا أحلُم كالعادّّة ، انهُ حُلم " هَمِست لهُ بَعد ان راح يَمسحُ عنها دُموعِها بِرفق مُقهقهًا على كَلِماتها " هَل اؤكِد لكِ انهُ ليس حُلم ..؟ " نَطق بذات نَبرتِها الخَفيفة لِتومئ لهُ ظَنًا انهُ سيَقرُصها او ماشابَه
لَكِن كانَت صَدمتها أكبَر حينَما إنحنَى و أخَذ شَفتيها بداخِل جَوفِه يَمتصهُّما بِقُبلَّة لَبثَ دَهرًا يَنتظِر أوانُها ، لَقد اُرهِق نَفسيًا و هو يُراقِب ذاك الفاه لأشهر دون ان يَتمكََن من الإقبال عَليه ، يَشعُر انهُ في النَعيم و هو يَلتقِط السُفليَّة يعضعِضُها على حِدا ثُمَّ يَنتقل للعلويَّة مُبلِلاً اياها بِلسانِه
أما عَن صَغيرتِه ..؟ فَهي لازالت لَم تُدرك حَقيقة المَوقف بَعد
أفتَى أحلامِها الأن يُقبِّلها ..؟ أعلى ما تَوصلًّت لهُ معه في تَخيلاتِها هو عِناق ، لَم تجرأ ان تَتخيل أعمق مِن ذَلِك ، أغمَضت عَسليتيها مُسترخيَّة عَلى لَمستِه الدافِئَة على وَجنتها و هو يُقبِّلها بِبعثَرة كَمشاعِره الفوضاوِيَّة في هَذِه الثانيَّة
كَسرّّها بِرفق و نَظر نحو عَسليتيها الدامِعَة بِحُّب ، أخَر ما تَوقعُّه ان يَقع بالحُب مع شَخصيَّة كالتي تَمتلِكُها يوجين ! لَكِّنه سَقط في أعماقه بالفِعل و أعتقد ان اقدامَه قد بُثرت كي لا يَنهض مِن قاع الغَرام الذي وَصل اليه
" يوجين ، تَتزوجيني ..؟ "
لَم يَكُن ذاك العَرض سَهلاً عَليه لينطقَه و لا عَلى قَلب يوجين التي تَركت يدها عَلى صَدرِها و شَهقت بِقوَّة لِتتهاون الي الوراء مُغمًا عَليها بين يَدان العسكري
" اللعنَّة ماذا أصابَها ! " هَتف بِقلق و حَملها لِيجلس بالقرب مِن النافورَة و يَمد يَدِه يَلتقط الماء و يُمرِره على وَجهها ، الآسيويَّة حَركت رأسها الي الجِهتين مُنزعجَة من بَزقه المياه عليها فَصرخت " تَوقف لَقد حَممتني "
تَحمحم و نَظر نحو فُستانها الذي تَبللت ياقته " ا..اسف " نبس بِتوتُّر يَنتظرُ مِنها الجَواب ، جَلست يوجين على العُشب بين قَدميه و نَاظرتهُ و هي تُبعد شَعرها المُبلل عن وَجهها " لَن اُجيبك حَتى تُخبرني مَن تكون تِلك و ابن مَن ذاك ! " هَتفت مُهددَة و هي تُشير عَليه بِسبابتها
" يوجين لا أستطيع اخبارِك الموضوع سرِّي للغايَة ! " هَمس لها بَعد ان نَظر حولهما و تأكد من وجودِهما بمفردهما فالجَميع مُنشغل بالقائِد و حَبيبته بالفِعل
" تششه ! يَقول انهُ يريدني زَوجته و لا يُشاركني سِرَّه ! انا لا أتزوج رَجل يَخاف اخباري اسرارَه تايهيونغ هَل سَمعت ! " لَكمتهُ على كَتِفه بِغضب و إستقامَت تَنفض فُستانها الزَهري ، تأفأف اليوناني و نهض مِن بعدها يُمسك ذراعها " حَسنا ساخبِرك ، لَكن يوجين انهُ بينَنا "
بَحلقت بِه و اومأت لهُ قَبل ان يَتحدَّث بالذي شَلَّ أطرافَها و جَعلها عاجِزَة عن الحَديث " انهُ ابن السيد جُيون و تِلك تكون لورَنس ، حَبيبته الأولى "
شَهقت يوجين بِصدمَة لِتضع كِلتا يَديها على فَمِها مُوسعّّة مُقلتيها ، اومَئ لها تايهيونغ بأسَى حينَما لم تَجد ما تُعبِّر به لِتُحيط السوائِل المالِحة عَدستي الآسيويَة التي اخفضت كَفيَّها و بَحلقت في العُشب بعدم تَصديق " يا حبيبتي يا ايليزا ! تُرى كَيف سيكونُ حالها الأن ..؟ "
" عندما دَخلت و رأتهُ مَعهما في الداخِل إنهارَت و خَرجت تَبكي ، أخبرتني انهُ لديها منهُ طفل و هي لا ! بَدت مُنهارَة و غادَرت بسرعَة و قد تكبََدنا عناء البَحث عنها و الا جُيون كان ليقطع رقبتي اليَوم " شَرح تايهيونغ بيديَه لحبيبتِه التي جَلست عِند النافورَة مُطالِعَة الفراغ بعدمِ تَصديق
" انت لا تَتخيَّل كميَّة الألَم الذي شَعرت بِه حينَما اخبرناها انها لَيست حامِل ، كانَت طيلة فترة السَفر كُل يَوم تكشف عَن بَطنها و تأمل ان هُنالك جَنينًا منهُ يَنمو داخِلها ، كُنَّا انا و أغنيس احيانًا نَبكي بالسِّر عِندنا نراها بَعد كلَِ تَخييم نقومُ به تَذهب تُصلِّي للرب ان تكون حامِل ، تُرى ماهو شُعورها الان و هو لَديه طِفل من حَبيبته الاولَى ..؟ و ايضًا هو جَلبها الي القَصر بِوقاحة ! "
حَدَّقت في تايهيونغ الذي جَلس الي جانِبها و تَنهََد مُدلِّكًا جَبينه " في الواقِع الطِفل مَريض ، اعتقِد لهذا السَبب جَلبه لان جُيون فِعلاً يُحِّب ايليزا ، كانَ كالمجنون يَبحث عَنها ، هو حَتمًا يخافُ خسارتِها "
" ان كان كَذلك ، لِما جَلب لها عَدوتها اليها ؟ ايليزا لَن تتحمََل ، صدقني ما مِن إمراة تحتمِل ان تكون هُنالك مُنافسَة لها ! خُصوصا و لَديه ابنه منها ! كُلما تنظر لذلك الطِّفل سَتبدأ تتخيل الطريقَة التي أنجباهُ بها " قالَت يوجين بإنفعال و إلتفتت نَحو حَبيبها الذي هَزَّ أكتافه رادًا " سَيجدا حَلاً لِمشكلتهما ، الأن فقط أخبريني بِجوابك يوجين ! هيَّا " مَسك يَديها
تَحمحمت الصَغيرَّة مُراقبَة انامِلها الغارِقة وَسط كَفِّ يَديه الضَخمََة ، أخفَضت رأسِها بِخجل ثُمََ حَركتهُ بالإيجاب مُهمهمَة " أقبَل "
•••
" إنتباااااااااه ، حَضرة القائِد الأعظم يَعبر الأن "
صَدح صَوت مُساعد جُيون في مَمر تجمُّع النِساء المُؤدي في نهايتِه الي جَناح حَضرتِه و بجنابِه يَقبع خاصَة المَلِك ، تَجمعَّن الفتيات بِسُرعَة و اخذن يَنحنين مُسترقاتِ النَظر نَحو جُيون الذي عَبر المَمر بِشموخِ كَعادته و بينَ مُتناوَلِ يَديه أميرتِه المُتدليَّة في حُضنِه
أخذَن يَتهامسَنَّ عن مَدى حَظِّها ! إنها التي تَمكََنت من السيطرَة على عَقل جُيون قَبل قَلبِه ! هي حَتمًا ألقت عليه بِلعنةٍ ما جَعلته مُتيَّم بها بِتلك الطَريقَة
إجتاز جونغكوك طول المَمر نحو جناحِه حَيثً دَلفه و عَبر نحو السَرير يُمدد أميرتَه المُنهكَة على ذلك الفِراش الدافِئ " إرتاحي همم ..؟ لا تُفكري بشئ " هَمس لَها بعد ان جَلس قُرب رأسِها و أخَذ يَمسحُ على خُصيلاتِها العسليََة
اومأت لهُ و هي تَدنو تَضعُ رأسِها عَلى فِخذه " هشش صغيرتي انا مُتسِّخ ، دَعيني أغتسِل ثُمَّ نامي في حُضني قَدر ما تشاءين " هَمِس لها جاذِبًا نَفسه مِن مُتناوِلها و ذلك أزعج سُموِّها التي تَشبثت بِه نافيَة " لا ، ابق..ابقى لا يهمني حَتّّى و ان كنتَ مليئًا بالغَرم "
نَظرت نَحوه بإنهاك و عاوَدت إسناد رأسِها على فِخذه تُفكِّر بِما رأتهُ صباحًا فَعادت تِلك الخَيبَّة تَحتُّل نِصفها ، جونغكوك بدأ بتمسيد فَروتِها بِبُطئ يتأمل مَلامِحها الحَزينَة و هو يُدرِك جَيِّدًا سَبب استياءِها
لَكِن ما بيدِه حيلَة ! لَقد رأى بالفِعل مَدى تدهور حالَة ابنه الصِحيَّة و بَعد ان ذَهب لهُ هو لا يُمكنه التراجُع بِبساطَّة ، في نهايَة المَطاف هي مَن أعطتهُ الفُرصة لِتحسين عِلاقته بِطفله رُغم مُحاولاته الماسَّة مَعها بالرفض
تَنهدَّت بِعمق و أغمَضت جُفونِها بِبُطئ تَستجمِع ما خَسرته مِن طاقَة " جونغكوك هل يُمكنني أن اطلُب منك طَلب ..؟ " نَبست بِخفوت بينَما تُحرِك رأسِها بِخفَّة ضد فِخذه المُعضَّل " تأمري لا تَطلبي ، اي شَئ لاميرتي " هَمِس لها بالقُرب من اُذنها بَعد ان انخفَض لَها و تَرك قُبلة علَى جَبينها
عمََ الصَمت لِلحظات تَلملم فيها كَلِماتٍ مُناسبَة حَتّّى توصل بِها تلك الزَغبة العارِمة التي تَجتاحُها ، زَفرت بضيق و رَفعت عُيونها لهُ ناطِقة بإنفعال بَعد ان عَجِزت عن تَركيب جُملَة سَليمَة
" حسنًا فَقط اُريد مِنك ا..ان ، ان..انا.. ان ، ان ننام معًا كُل يومٍ فقط "
تَصنمََ جَسد الآسيوي الذي فَرق شِفاهه بِدهشَة يُراقب مَلامِح أميرتِه المُنزعَجة مع إنعقاد حواجِبها الذي أضاف لَطافةً قاهِرَة على مَلامِحها الرَقيقة تِلك " م..ماذا ؟ " تَحدَّث بِصدمَة و تَبعها بِكُحليتيه حينَما جَلست و دَنت تُمسك خَديِّه
" انتَ طَلبت ذَلك مِنِّي تلك الليلَة و انا رَفضت بِحجة التَعب ، كنتُ مغفلَّة فحسب همم ..؟ انا مُوافقة و مُستعدَّة ايضًا " أشرَّت على نَفسها مومئَة تُحاول ان تُقنعه أنَّها بأتم استعدادِها على إقامَة علاقَة جسديَّة معهُ كُلَّ يوم !
جونغكوك سَكت لِوقتٍ طَويل يُحاول فَهم ما تُشير اليه سُموِّها ، بَعد أن ادرك ما تَرمي اليه أخفض يَديها عَن وَجهه لِيضحك بِعدم تَصديق نافيًا " ايليزا انا لا اُصدِق مالذي يَحدُث مَعك ؟ ه..هل انتِ ترغبين بالحَمل ! فَقط لأجل انهُ لَدي ابن من لورَنس ! أتعتقدين أنها سَتنافسكِ بي بسبب ذلك الطِفل ؟ "
" جونغكوك انت لا تَفهم ، انا اُريد هَذا الطِفل بشدَّة ، اُريد ان اُنجب مِنك لِما لا تَستوعِب ..؟ اريدُ ان اكون امًا ! " نَبست لهُ بِحُزن لِتخفض رأسِها معتصِرَة ذاك اللُحاف الذي يُغطي قَدميها " انتِ لن تَحملي إلا بَعد ان توقفي هَوسك هذا ، هَوسك و رَغبتك الماسًَة بالمُحافظة علي بالطِفل ! " إستقام جونغكوك من الفِراش و نَظر نحوها بإستياء " رُغم اني اخبرتكِ مِئة مرّّة انهُ ما مِن احد يَخطِف مكانتكِ منِّي ! لَكنك مُصرَّة على تنميّّة شُكوكك ايليزا ، انتِ تُخيبين ظَنِّي "
حَمِلت عُيونِها التي تَحتضنِها الدُموع اليه و ناظَرته بِحسرّّة " ا..انت فقط لا ت..تفهم ، انت لا ت..تفهم و..وجعي ل..لانك لم تُجرِّبه ، ارجوك جونغكوك إفهمني " بَحلقت في عُيونِه بِحُزن لَعلَّه يَسترعِب حَجم ذلك الأذَى الذي يَكمُن بداخِلها " ارتاحي ، سَنتحدَّث في هذا المَوضوع لاحِقًا " هَتف بهدوء و إستدار مُغادِرًا الجَناح
لَكمت الأميرَة الغِطاء بِعنف لِتصرخ بشدَّة و تتكئ للخلف مُناظرَة السّقف بِحزن " انا اُبالغ ..؟ ه..هل انا مهو..مهووسة كَما قال ..؟ هل اصبَحت مهووسة بِه ..؟ هل هذا وَصف حتّّى ؟ جونغكوك انت تُخيِّب املي "
تَنهدَّت و عانَقت الوسادَة لِتتكئ على جانِبها مُطالِعَة الفَراغ بشرود تَتذكََر كُل المواقِف الجَميلَة التي جَمعتها بِه لَعلَّها تُداوي تلك الجُروح التي تَكوَّنت مُنذ ان وَقعت بين يَديها الرِسالَة ، كانت تَدعِّي انها بِخَير طيلَة ذاك الوَقت
مَرَّ إسبوع و نِصف بالفِعل عَلى وصولِهم الي القَصر و تَلقيه الرِسالة من لورَنس التي ما إن مَرض إبنها هَربت بِه من تُركيا و لَجئت لِدولتها الأم قَبل ان يَتِّم قتله في حَرب العرش تِلك بعد مَوت السُلطان
مُنذ تلك المُدَّة و كُلّّما وَضعت رأسِها على الوِسادَة تنتابُها تلك الأفكار المُؤلِمَة التي دومًا ما تَبدا بِـ ماذا لَو ..؟
ماذا لَو تَعلَّق بإبنه و رويدًا رويدًا عادَ حُبه لأمه ..؟
ماذا لَو لورَنس عادَت لتستعيدهُ ليس لِسبب أخَر ..؟
ماذا لَو جونغكوك بَدأ يفضلِّها عليها لانهُ يملك طِفل منها ..؟
ماذا لَو قَرر ان يَتزوجَّها هي بِحجة انهُ لديه وريث مِنها ..؟
ماذا لَو أغوتهُ و سرقتهُ منها ..؟
و الكَثير مِن تلك الاسئَلة التي حَرَّمت عَليها التلذُذ بِلحظاتِها السَعيدة بِرفقته ، حَتّّى عندما أخَذها بِجولَة في الحِصان كَما وَعدها لَم تكُن حاضِرَة معه بِكامل وَعيِها ، جَسدُها حاضِر أمَّا تَفكيرُها فَكُّله عِند تلك اللحظة التي سيجتمِع فيها مع طِفله ، هل سَتكون لاحِقًا هي مُجرَّد طرفٍ ثالِث ..؟
حَتّّى حينَما يُطارِحُها الفِراش هي لَم تكُن تَستجيب لهُ كُليًّا ، القَلق نَهشها كلَّها دونَ رحمَة ، حَشرت رأسِها في مُنتصف تلك الوِسادَة و سَمحت لِدموعها بالتَدفُّق بِلا تدخُّل منها فَراحت تَبكي بشدّّة كابتَة شَهقاتِها بالضَغط على المخدَّة التي شَفطت كُلَّ مياه عيونِها
•••
" سَتبقيان هُنا الي أن يَتعافى الصَغير " هَتف جونغكوك بعد أن إستقَّر في مُنتصف حُجرة لورَنس الخارجيَّة في الفناء الخَلفي للقصَر بعيدًا عن الأنظار
طالعتهُ و هي تَمسحُ على شَعر صغيرِها المُمد فوق ذلك الفِراش " هَل سببت لك مَشاكل مع حَبيبتك ..؟ " نَظرت في عَينيه بَعدما تَقدّّم و جَلس بالقرب من الصَغير يَتفقَّد حرارَته " لا تَتدخلِّي فيما لا يَعنيك ! " رَمقها بِحدَّة
" انا خِفت ، لاني لا اُريد ان اُحدِث لك مَشاكل مع شَريكة حياتِك الجَديدة " قالَت بِهدوء و انزَلت عَينيها الي طِفلها النائِم فَسخِر جونغكوك و ضَحك مُدحرِجًا كُحليتيه للطرفِ الأخر " هه ، شريكتك الجَديدَة ، تتحَدثين كَما لو كنتِ شريكَة حياتي الأولَى لورَنس ! "
شَدَّت اليونانيَّة على فُستانِها و إبتلَعت ريقِها هازَة عُيونِها نَحوه " أولّم أكُن ..؟ ماذا عَن كل تِلك اللحظات التي عِشناها مَعًا جونغكوك ..؟ ألم أكن ألماستكَ النادِرَة كما كنت تُسميني همم ..؟ ألم تَعبُر قصة حُبنا البِحار و يَسمعها الجَميع ! أم الأن تُنكر فقط لانك لا تُريد خَسارتها " هَتفت بِغضب تكادُ لا تُصدِّق ان فَتاةً تَصغرُها بعشرِ سَنوات أتت و أخذَت مكانًا أعمقُ مِن خاصتِها بِكَثير
" لورَنس ! ان ايليزا أمرَت ، فَقط لَو أشرَت لي ان أتخلَص منكِ صَدقيني لَن أتردد ثانيَة لِذا لا تُقارني نَفسكِ بها و يُفضَّل ان تُقبلي قَدميها شُكرًا لأنها السَبب الرَئيسي في جَعلي أقبل ان اُقابل الصَغير همم ..؟ لولاها هي لَكنتُ رَفضت بشكلٍ قاطِع ، ليكُن بِعلمك اني لا أرضَى ان تُجرح و لَو عن طَريق الخَطأ لانهُ و اُقسم ثَلاثًا إن مُسَّت شَعرة مِنها أحرِق الدُنيا و ما فيها "
إستقام بَعد ان ألقى حَديثه في أتمِّ الهُدوء فقامَ بِمشابكة يَداهُ وراء ظَهرِه مضيفًا " سيأتي الحَكيم ليرَى حالَه و يباشِر العِلاج ، و تايهيونغ سيكونُ في الخارِج يَحرُسكِ و يعتني بالطِفل ، أي شَئ بامكانِك اخباره به و هو سيوصِله لي "
أومأت لهُ اليونانيَة بِصَمت بينَما تَضع كُلّّ تركيزِها على صغيرِها ، ثوانٍ و غادَر جُيون حُجرتها لِتحمل المزهريَّة الموضوعة على المنضدَة و تَرميها على الأرض بِغضب " لا اُصدِّق كيف تمكنَّت من جَعله يُحِّبها "
خَرج جونغكوك مِن الغُرفَة مُتقابِلاً مع تايهيونغ الذي إعتَدل بِوقفته مُنحنيًا لهُ بِخفَّة ، إقترَب منهُ و فرد يَده علَى كَتِفه " ألم اُخبرك ان تَتوقف عن التَعامل معي بِرسميَّة ..؟ " نَظر في بُندقيتا اليوناني الساكِن " مَررنا بالكَثير مَعًا و انت كُنت بِجانبي كأخي تايهيونغ ! لِهذا اريدك ان تَراني تمامًا كأراك ، كأخاك الأكبر "
سَكت تايهيونغ لِكَثير مِن الوَقت يُفكِّر و كُلما ما يَخطر فب بالِه هو لِما ..؟
رَفع بُندقيتاه نَحو القائِد الذي بَدا عَليه الهَم و الإستِياء " لِما فَعلت ذَلك بها ..؟ " هَمِس مُنصِتًا الي تِلك التَنهيدة العَميقَة تَرحل مِن مُنتصف صَدر جُيون " انا لَم أقصِد ان اؤذيها ، انا اُحِّبها " تَحدَّث بِدوره بِحُزن و جَلس فوق تِلك الصَخرة المُرتكِزَة ضدَّ الشَجرة
تايهيرنغ جَلس الي جانِبه و نَظر نحو قَدميه " بَدت تُحِّبك كَثيرًا هي أيضًا ، يقولون ان الغيرَة تَقيس مِقدار الحُب " صبَّ بُندقيتيه عَلى الأكبر الذي تبسَّم بخفوت " أعلَم ، لَو لم تكن تُحِّبني لَكانت هَجرتني مُنذ زَمن " دَلك جَبينه زافِرًا بِضيق " دَعك مني مَشاكلي مُعقدَّة ، أخبرني عَنك ، ماذا حَدث بخصوص تِلك الطِفلة ..؟ " عاوَد النَظر نحو اليوناني الذي إعتَدل بِجلسته متحمحمًا
" بشأن ذَلِك ، لَقد عرضتُ عَليها الزَواج قَبل قَليل و هي وافَقت ! " حَدق بِعينين القائِد الذي تبسَّم كاهِنه و ضَرب الصبي عَلى كتِفه بخفّة " هَكذا يَكون الرَجل ! أحسنت انتُما تَليقان على بَعض جِدًا ، اخبرني مَتى تَنوي ان يكون الزِفاف ..؟ " اخفَض يدِه و خَبئها في جَيب جاكيتِه الأسوَد
سَكت تايهيونغ قَليلاً يُفكِّر " هممم ، اُفكِّر الان ان اُعرِّفها على اُختي ثُمََ أخذها و اذهبُ لاتقدّّم لها امام والديها بَعد ذَلك نَرى " بَحلق في جُيون الذي إتكئ على جِذع الشَجرة واضِعًا قَدم فوق الأخرَى مُتسائِلاً بِتفاجُئ " و هَل عائِلتها على قَيد الحَياة ؟ سَتُسافر الي كوريا ؟ "
" كَلَّا ، عائِلتها هُنا في المُعسكر ، لَقد حَصل هُجوم عَلى قَريتها و هُناك أخذوا والدِيها كي رَهائن و باعوهم في السوق لدولتِنا ثُمَّ جَلبوهم للأعمال الشاقَّة هُنا ، هي آنَ ذاك كانَت مُسافرَة لَدى عَمَّتها و حينَما عادت سَمِعت بالذي حَدث و أتت بِمُفردها للبَحث عَنهم ، حَالفها الحَظ و وَجدتهم أحياء بالفِعل " فَسَّر تايهيونغ قصَّة الصغيرة التي حَكتها لهُ من قَبل فاومئ جونغكوك بتعجُّب " انهُ القَدر ! لَعجب ان الهُجوم اُفتعل لسبب ان يَجعل كليكُما تَلتقيان ! "
" أتعتقِد ذلك ..؟ " إبتسَم تايهيونغ مومِئًا ليُطالع غَديز الواقِف من بَعيد يُطعم كِلاب الحِراسَة " افكِّر ان اُقيم الزِفاف مَع غديز و أغنيس ، سيكونُ جَيِّدًا بِرأيك ..؟ " ناظَر القائِد الذي همهَم بعدَما تكتَّف مُراقِبًا السَماء " فَكرت لو نَفعل ثَلاثنا زواجَنا بِذات اليَوم ! لَكِن لا أعلم من اين ظَهر لي موضوع لورَنس فجاة " هَمِس بشرود
طالَعه اليوناني و رَبت على فِخذه بلطف " أنا واثِق أنكُما سَتجتمِعان في النِهايَّة ، آمنتُ بِكما منذ النَظرة الأولى " حَديثه جَذب جونغكوك الذي تَذكَّر سُؤال ايليزا لهُ في الشرفَّة تلك الليلَة ، إبتسَم داعِكًا أرنبة أنفه " أعتقِد اننا كُنَّا واضِحين مُنذ البِدايَة ! "
" جِدًا ، راهَنتُ انا و بَعض من الرِجال عليكُما في المُعسكَر ، كُلُّ الجنود وَجدوكما مُناسِبين لِبعض بشكلٍ ما ، لَكن شجارتُكما لم تَكُن لِتنتهي " إستَطرد تايهيونغ بإبتسامَة مُتذكِّرًا عِراكهُما المُستمَِر في المُعسكَر " تايهيونغ ، هَل لديك مَنزل ..؟ " سُؤال جُيون المُجافِئ اثار اهتمامِه حَيث باغثهُ بنظرَّة متعجبَّة " أجل لَدي لِما ..؟ "
" كَي تتزوج فيه كَيف لِما ..؟ جَيِّد اذًا ، سأطلب ان يَتِّم نَقلك من الحُدود الي هُنا كي لا تَضطَّر ان تُسافِر كَثيرًا و تَترك صَغيرتك بِمُفردها ، ايضًا مِن غير اللائِق ان تَطلبها من والِديها و هُما آسيرين ! سأمُر بإطلاق سراحِهما و اساضافتهُما بالقصر الي أن يتِّم الزواج و يَعودان الي بَلدهما بِسَلام " أجاب جُيون بِهدوء مُراقِبًا بُندقيتا تايهيونغ المُوسَّعة ، لَم يَكُن يُصدِق ان ما يَسمعهُ حَقيقي ، يوجين حَتمًا سَتسعُد بشدَّة حينَما تَسمع بالخَبر
" ا..انا لا اع..اعلم كيف ا..اشك..اشكرك " هَتف بِدهشَة و إستقامَ حَتَّى يَنحني لهُ لَكِن جونغكوك مَسكهُ و أجلسهُ مُجددًا مُعاتِبًا اياه بإنزعاج " هيَّا ، لا اُصدق اني وَجدتُ صديقًا بَعد كُل هذه السَنوات ! مواقِفك مَعي كذلك تايهيونغ لَيست بسيطَة ، بِفضلك انا و ايليزا بِخَير " مَسح بِلُطف عَلى يد الأصغر يُطالعه بإمتِنان ، تبسَّم تايهيونغ إبتسامتهُ المُربعيَّة و تقدَّم مُحتضنًا الأكبر مُطبطبًا على ظَهره " انتَ الأفضل حَقًا ، انا سَعيد أني تَعرفت عليك عَن قُرب ، كان الأمر بِمثابَة حُلم "
بادلهُ جونغكوك بِسعَة صَدر مُبتسمًا بِخفوت ، رأى يوجين تَتقدم نَحوهُما و خي تَحمل صينيَة الطَعام التي حَضَّرتها خِصيصًا الي حَبيبها ، إيتَعد عنهُ و إستقام مُراقِبًا مَلامِح الصغيرَة المُستاءَة حالَما رأته " مَرحبًا سيِّد جيون " إنحنت بِخفَّة
حَدق جونغكوك في تايهيونغ حينَما علم أنهُ اخبرَها بالحَقيقة فَنظرات يوجين لهُ تكاد تَقتله ، العَسكري نَهض و إبتلع ريقه مُتحدِّثًا " لَقد حَدث سوء تَفاهم و ظَنَّت ان الطِفل لي ! إضطررتُ اخبارها الحَقيقة " بَرر لِلآسيوي الذي تَنهَّد و حَرك رأسه بِهدوء " أساسًا كانَ صعبًا عليك إخفاء الامر ، حسنًا طابَت ليلتكُما " رَبَّت على كَتِف تايهيونغ و غادَر الفِناء
يوجين لَحِقته بِعيونِها الغاضِبَة ثُم نَظرت الي تايهيرنغ الذي عاتَبها بِهدوء " يوجين ما كان عَليك ان تُطالعينه بِهذا الاسلوب ! لَقد استاء مِنك " راقَبها تَضع الصينيَة حيثُ كان يَجلس القائِد و هي تَردف بِانزعاج " يستحِق ، ما فَعله بايليزا ليسَ هيِّنًا "
" انهُ مُجبر ، ثُمّّ انتِ لا تَعرفين فَضلهُ عَلينا ! سيأمر بِنقلي الي هُنا و بعدها يُطلِق سَراح والدِيك " رَدف بإبتسامَة تُعبِّر عن حَجم الإمتنان داخِله ، يوجين شَهقت بسعادَّة و صَفقت " هَل حقا سَيُطلق سَراح والداي ..؟؟ " تَوسعت عُيونِها مُتلقيَّة ايماءَة مِن حَبيبها الذي تقدّّم و حَضنها " سَنعيشُ بِسلام اعِدُك " هَمس باذنِها
بادَلته ذاك العِناق و مَسحت عَلى ظَهرِه بسعادَة " أبي سَيُحبُك كَثيرًا ، لَطالما اراد تَزويجي الي عَسكري " هَمِست بعدَما حَشرت رأسِها في عُرض كَتِفه مُستمتِعَة بِلمساتِه اللطيفَة على شَعرِها مُتوسِّط الطول
جَذبها من خَصرِها للجلوس بِقُربه و بينهُما سُفرَة الطَعام تِلك ، باشرَت هي بإطعامِه و سَدِّ جوعِه فَمن الفُطور لم يَضع لُقمَةٌ في مَعدته الخاوِيَة
تَبادل كليهِما اطراف الحَديث و الطَعام دون الشُعور بالوَقت حتّّى ، اصواتِ قهقهتِهما تَملئ الحَديقَة عَكس ذاك الآسيوي المَهموم ، حيثُ يَجلسُ قُرب عشسقتِه النائِمَة بعد ان اَخذ حمحمًا نَظًَف به جَسده و ارتدَى مَلابس نَومِه الحريريَّة ، يُلاطِف شَعرِها مُحررًا تِلك الوِسادة مِن بين أحضانِها
" أنا اسِف ، لَم أقصِد جَعلك تتألمين " هَمِس بإستياء و إنخَفض مُقبِّلاً رأسِها بِدفئ ، تَحركت من مِضجعها لِلطرف الأخر تُقابِله بِظهرها لِتُعيد دَفن وَجهها في الوِسادة رافِضَة تَسليمها لَه ، زَفر بضيق و جَذب اللُحاف يُغطيها بِه و يَستقيم مُتجِّهًا نَحر الِشرفة بُخطواتٍ رَزينَة
فَتحت ايليزا شَهليتيها بِبُطئ مُطالِعَة ذرات اللاشَئ لِبُرهَة ، جَلست و ناظرت ظَهره لِتُبعد اللُحاف و تَنده عَليه ، تَوقَّف عن السَير و إستدار اليها بِتعجَّب
ألم تَكُن نائِمَة ..؟
تَبادل فَوجًا مِن النَظرات الهادِئَة مَعها دونَ ان يَلفظ كِليهما حَرف ، أزاحَت ذاك اللُحاف و إستقامَت من فَوق السَرير فإتضَح لهُ انها تَرتدي قَميص نَومِه القُرمزي حَريري المَلمس يُغطِّي ذاك الجَسد ناصِع البياض
ضَخامةِ جَسده لا تُقارن بٍإمتِلاء معالِمُها الإنثويَة ما جَعل وُسع القَميص يَلتهِمُها فأضحَى يَصِلُ الي أعلى رُكبتيها بِقليل كَاشِفًا عن فِخذيها المُمتلئَة ، لَم تتمكَّن ياقة الثَوب مِن التستُّر على كَتِفها فَلِشدَّة فِتنتِها إنهار مُنسكِبًا عَلى عِضدُها مُبرزًا تِلك التِروقَة المَحفورَة أعلى صَدرِها
شَعرِها الرَطِب الذي دَلََ على تَسبُّحها في المِياه القَريب أنفرَد على طولِ ظَهرِها مُسترِقًا القَليل من مِساحَة صدرِها ، كانَ بِه نَفشةٌ خَفيفَة لِعدم تَسريحِها لهُ ما جَعل شَكلِها بَدا أكثَر إثارَة في عُيون جُيون الذي إنحَبست انفاسَه
لَم تَنحبِس فَحسب بَل سُرِقت مُنه تَحت مَحطٍّ التَعديب ، عُذِّبت عيونِه مِن ذاك المَشهد المِثالِّي فَلم يَتمكَّن من الرَمش لِثانيَة كي لا يُفوت فُرصة النَظر لَها أطول ما يُمكِنه ، لا يُصدِّق ان كُل هَذا الجَمال لهُ ..؟
سَرقت خُطواتِها نَحوه و إنتَصبت امامهُ تُطالِع عيونِه المَذهولَة بِها كَأنهُ يراها لِلمرَّة الاولَى ، لَم تَعجز كُحليتاه يَومًا عن إخبارِها كَم جَمالها يَروقه ..؟ أو عن مَدى إعجابه الشَديد بِها ، رُغم استياءِها منهُ الي أنَّ تحديقاتِه تَجعُل خَديِّها تَتورد فَتزيدُ على فِتنتَها فِتنة أهلَكت قلب حَضرتِه
•••
مرحبًا ♥️✨
التشابتر لم يُنشر كاملاً بِسبب الواتباد الذي رفض نشره 🥲💔
المهم الجزء الثاني سانشره غدًا ، به الكثير من التفاصيل المدغدغة للقلب انتظروه ♥️✨
تفاعلوا جيدًا على هذا الجزء ليأتيكم الجُزء الثاني سريعًا ✨🐣
اكثر جزءية نالت اعجابكم ..؟
رايكم بعودة لورنس و طفلها ..؟
اترون تن مشاعر غيرة ايليزا مبالغ بها ..؟
جونغكوك ..؟
عرض تايهيونغ على يوجين الزواج ..؟
اراكم في القريب ان شاء الله ♥️✨🫶🏻
اهتموا بانفسكم 💋
.
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top