هواجِس العِشق • 37 •
هواجِس العِشق || جُيون جونغكوك
أهلاً بِكُم في الجُزء السابِع و الثَلاثون مِن روايَة هواجِس العِشق ✨💕
لِنَبدأ ♥️🫶🏻
•••
السَفر الي اليونان قَد اُعلِن بَدأه لِلتَو ، إن أصَّح القَول ، التَسللُ من الحُدود
تَجهيزات الإرتِحال من الدَولة العُثمانيَة اُتِّمت حَيثُ أخَذت القافِلَة تَسيرُ على الأقدامِ و الأحصِنَة يَوم يَليه يَوم حَتى راحت الأشهُر تَتسابَق الي أن جَاء ذاك اليَوم الذي حُطَّت فيه أقدامُ الآسيوي عَلى تُربة الأرض التي تَرعرع فيها
لَم يَكُن التَسللُ سَهلاً لَكِن تَمكنّّوا بالفِعل من اجتيازِ الحُدود و العُبور الي اليونان بِمُساعدة خَفيََة من المَلكة انستازيا ، فَهي المَسؤولية عَن تَمويل جُيون بِرجالها حَتّّى يَحمون ظَهرِه جَيِّدًا و يَعود الي القَصر سالِمًا
فُتِحَت بوابَة ذاك القَصر حَيثُ عَلى مَدخلِه يَقِف الجيش التابِع للدولةِ العلِيَّة في أتمِّ استِعدادِه الي إستِقبال جُيون ، مَرَّ عام و لَم يَرو فيه قائِدهم الأعظَم ..!
انها أشدُّ سنَة مُرّّة ذاَقها الشَعب بِدونِه ، الدَولة بدأت تَتزعزع و الحُروب الأهليَة اُقيمت لإفساد النِظام ، العَرش بَقى خاليًا لِغياب المَلك المُحتجَز لدى العُثمانيون و الصِراعُ بين الوزراء عَلى قِيادَة مَنصب الرِئيس لإعتقادِهم ان جُيون تَوفَّى ..!
الشَعب كَذِلك إجتَمع عِند حَديقة القَصر مُنتظرون وُصول القائِد فِمنهم مَن بات ليالٍ عدَّة شَوقًا الي لَحظةِ قدومِه لَعلَّهُ يَصِل بأقربِ فُرصَة و ها قَد حانَت تِلك الدَقيقَة التي إقترَب فيها إرتجالِه و مُلاقاة جَيشِه
" حَضرة الوزير الأعظم و قائِد أسطول الدَولة العليََة وَصل الأن "
الإعلان المُنتظَر أصدَره أحد خَدم الدولَة صارِخًا عبر داك المُكبََر من أعلَى قِمَّة بُرج القَصر بَعد أن رأى قافيَة القائِد و أتباعِه يَقترِبون ، نَهض كُلٌ من كان جَالِس على أتمِّ الإستِعداد لِلقاء جُيون فَراح الشَعب يَهتِف بأعلى صَوتِه مُرحِّبون بِقدومِه " يَعيش الوزير الأعظم جُيون جونغكوك ، يَعيش "
" يَعيش الوَزير الأعظَم جُيون جونغكوك ، يَعيش "
" يَعيش الوزير الأعظَم جُيون جونغكوك ، يَعيش "
كُلّّما زاد إقتِراب جُونغكوك المُعتلي جَواده تَعالت اصواتِ الهِتاف أينَما كان جُيون يتمّّسك بالسِرج جيِّدًا فَقرن حواجِبه بِخفّّة و تَوقف عن المُضي قُدمًا لِهول ذاك المَشهد الذي رآه قُبالة كُحليتيه ..!
لِكثرةِ البَشر المُلتمين أمام ساحةِ القَصر لَم يَكُن يَرى تُربة الأرض ..!
لَطالَما إعتاد عَلى رُؤية الأهالي يُرحِّبون بِحضورِه بَعد كُل غزوةٍ يَخوضها لَكِن كَمثل هَذا العَدد الهائِل لَم تَلمح عَينِه ، أصواتُ المَديح تَتغلغل بِداخل مَسامِعه مُعطيَّة اياهُ شُعورًا من اللِذَة و النَشوة ، إنها تُغذي نَرجسيتِه التي عَمل جاهِدًا على التَخلِّي عَنها من أجل اميرتِه
لَكِن ، هُنالك مَشاعر أكبر مِن حُبِّه لِنفسه ، إحساسُ الإمتنان ..!
غَصةٌ سَكنت حَلقهُ تُرغِمه عَلى ذَرفِ الدُموع مُتأثِرًا من ذَلك المَشهد الذي حَرّّك الكَثير بِداخله فراحَت كُحليتيه تَتبلل بِالماءِ و المِلح مُتسبَبة في إحمرار بياض عُيونِه ، ايليزا نَظرت نحو يوجين و أغنيس فَهُنّّ يَجلِسن في مُنتصف تلك العَربة المُخصصة لَهُنّّ طيلة السَفرة " مالذي يَحدُث ..؟ لِما توقفوا و ما هَذا الصَوت ..؟ "
فَتحت باب العَربَّة و أخَرجت رأسِها مِنه فإنسدَل شَعرِها العَسلي لِلخارِج ثُمََ صَوبت شَهليتيها نَحو ذاك الكَمِّ الهائِل من الجنُود و العَساكِر ، لِكون الليل مَن سيطّّر بِظُلمته على السَماء كانت المواقِد تَرتِفع بين أيدي الشَعب و العساكِر خَلف أسوارِ القَصر " م..ماهذا ..! " فَرّّقت شَفتيها بِصدَمة
لَحظاتٍ و إنطلَق صَوت الألعاب النارِيَة مُتخبِطَّة بألوانِها في السَماء مُلحنِّة أصوات هُتاف العساكِر و الأهالي الفِرحين بِعودة قائدِهم
طَلَّت يوجين برأسِها من النافِذَة مُبحلِقة في السَماء " و..واه " هَمِست بإعجاب لِتنظر نَحو القائِد الذي دَنوا مِنه مَجموعة من العساكِر و حَملوه مِن جوادِه ليبدئوا بِرميه عاليًا و إلتقاطِه هاتفين بإسمِه " لَم أكُن اعلم انهُ محبوب ! خِلتهم يَخافون منهُ فقط ! " نَطقت الآسيويَة بِصدَمة لِتناظرها أغنيس بإبتسامَة
" السيد جُيون قَدَّم الكَثير للدولَة ! و ساعَد الشَعب و لبّّى احتياجاتِهم واحِدًا واحِد ، صَحيح انهُ كان قاسيًا مع الجُنود لكن نحنُ كنَّت نعلم انهُ لِمصلحتِنا ، غيابه عن البَلد خسارة كبيرة للدولَة "
لَحقت الإيطاليَة خَليل روحِها بِعُيونِها الشَهليَّة مُستشعِرَة دَقات قَلبِها ترتفِع رُويدًا رُويدًا و هي تَراهُ وسط ذاك الكَمِّ الهائِل مِن اُناسٍ تُحِّبه بِصدق و تَحترِمه
أحسّّت أنها بأمان لِلمرة المِليون في حُضورِه
إنهُ رَجُلِها ، حَبيبُ قَلبِها
قَضمت عَلى شَفتها و إمتَلئت شَهليتيها بالدُموع ، هي فَخورة بِه بشدّّة
أفسَح الشَعب و العساكِر الطَريق لِعُبور القافيَّة و الدُلوف الي القَصر ، مَرَّت ايليزا و الفتاتين بالعَربة الي الداخِل فَإستقَّرت في مُنتَصف الحَديقة المَلكيَة حَيثُ كُنََ الجَواري يَصطفِفن في المَمرات يَرغبن في رُؤية حُضور القائِد
فُتحت العَربة و نَزلت مِنها أغنيس تَليها يوجين لِتبقى الأميرَة في الداخِل تَتذكََر كُل ما مَرت بِه مِن ذُلٍ و إهانَة في مُنتصف هَذا القَصر ، إعتَصرت فُستانِها و قَدمِها لَم تَرغب أن تَدعس البِلاط ، رَغِبت بالبَقاء و الإختباء فَحسب
" ايليزا ..؟ ألن تنزلي ؟ " طَلّّت عليها أغنيس مُطالِعة مَلامِح الإيطاليَة المَهمومَة فَتنهدَّت سُموِّها و نظَرت نحو رفيقتها " فَقط .. ذِكرياتي هُنا ليست جَيِّدة " هَمِست و تّمسّّكت في باب العَربة لِتُخرِج رأسِها مُطِّلة على الجَواري
شَهِقن الجارِيات حال ان رأوَنها فأخذن يَتهامَسن حَول خَبر وفاتِها الذي صَدر قَبل عامٍ بالفِعل ، لَكِّن هاهي ذا أمامهُنّّ حَيةٌ تُرزق ..!
" سينيورا ...!!! " صاح ذلِكَ الصَوت مِن بينهِنَّ حَيثُ خَرجت إيلا وصيفة الأميرَة سابِقًا و الأقربُ اليها مِن قائِمة الصَداقات الخاصَة بِها
نَظرت ايليزا نَحو الثانيَة التي تَركُض بِخُطواتٍ مُتابِعة نَحوها حَتّّى ألقت بِجسدها عَليها تُتوقها بِحُضنٍ شَديد فَبدأت بِذرف الدُموع " لِحُسن الحَظ انكِ حَيَّة ! ل..لقد وصلنا خَبر وفاتِك ! " تَتحدث بِلُغتها الايطاليَة الأم تُسمع اُذنا سُموِّها المُنذهلَة " ا..ءء انا ب..بخير ل..لم أمت " عَلًّقت و حاوَطت جَسد إيلا مُبادلة اياها العِناق الحَميمي الذي صَنعته
إبتعدت ايلا عَنها و كَوبت وَجنتيها " هل انتِ بخير ..؟ هَل عذبك السيد جُيون ..؟ لِما عُدتِ الي هُنا ! لما لم ت..تهرُبي فَحسب " لامَت الصُغرى أميرتٍها بِتَحسُّر أينمَا سَمِعت صَوت ضِحكة السينيورا الرَنانََة مُخترِقَة بلحنِها العَذب اُذن المُتواجِدون ، مِنهُّن من يُناظرِها بِهدوء و الطَرف الأخر اُحترِق قَلبه بشرارَة الحِقد و الكراهِيَة
لَطالما كانَت مَكروهة مِن طَرفِهنَّ ..!
" لِما قد أهرُب ..؟ انا عُدت مع جونغكوك " أجابَت سُموِّها مُكتفيَة بِترك بَسمةٍ دافِئَة على شَفتيها الكَرزيَة مُسببة الدَهشة الي الجَميع " جونغكوك حاف ؟ " رَدفت ايلا بِصدمة لِتنطق يوجين مُتكلمَة و هي تَهِّف شَعرها " لا أحد يَجرؤ على مُناداتِه هكذا سِوا حَبيبة قَلبِه ايليزا ! "
نَظرن الفَتيات نَحو يوجين مُتعجِّبات مِما قالَته فَقرنت ايلا حواجِبُها قائِلَة " ما مَعنى الذي قالَتهُ ؟ " رَدفت الإيطاليَة مُبحلِقة في صاحِبة العُيون الشهليّّة التي حاوَطت كتف صديقتها و نَطقت " دَعينا ندخل ، القصَّة طويلَة "
تَمشَّت لِلداخل بِرفقة ايلا و الفتاتين فأفسحنََ الجواري لَهنََ بالعُبور الي الحَرم المَلكي الخاصُ بالنِسوَّة اينَما اُمر بِتجهيز حُجرة لِتستريح فيها الأميرَة و رافقتيها مِن طول طريقِ السفَر الذي إستغَرق أشهُر
" ألم يَمًُت ..؟ في كُل مرَّة يَخرُج من المَوت كالشَعرةِ من العَجين " سُمِع صَوت الوَزير الهادِئ في اُذن زميلِه المُصطَّف بِرفقته بينَ نُخبة الوزراء و رِجال الدين في إنتِظار دُخول القائِد القَريب " انهُ قِط بسبعةِ أرواح ، سَنرى متى ستنفذ ارواحِه هَذِه ، كان عِند العُثمانيون و لم يَتمكنَّوا من هزيمته ! بدأت اشك انهُ يتعاون مع المشعوذين لحمايتِه روحيًا " أجاب الثاني بِدوره و إبتسَم ساخِرًا عِندما تبادَل شوطًا من النَظرات مع الأول
" لا أعلم مَتى سَيحين الوَقت الذي نتخلَّص فيه منه للأبد " إستطَرد و نَظر نَحو باب البَلاط المَلكي حينَما فُتِح على وُسعِه فنَطق الحارِس بأعلى نَبرٍ يَمتلكِه يُسمع الحاضرين " إنتباه ، حَضرة الوزير الأعظم جُيون يَدخل البَلاط الأن "
" إنسَى ان يَنتهي أمره ، تموت انت في صِغر سنك و لا يموت هو في شيبتِه " ردََ الثاني و نَظر نَحو قائِده فَإنحنَى و مَعهُ بقيَّة الوزراء و رِجال الدين إحترِامًا لِجيون الذي عَبر مَمر البِلاط بوِقارٍ و إتزان يَنحتُ إسمهُ بينَ تاريخ العُظماء بإستِحقاق
يَتمشَّى بِمنكبين عَريضين و صَدرٍ واسِع بِتصلُّب ثَدييه يَريح يَداهُ الي جانباه مُحددًا نُقطة الرُؤيَة أمامهُ و هي تِلك المِنصَّة التي سَيعتليها مُلقيًا تَحيتِّه بَعد غياب دام عامًا بالفِعل ، صَعِد على الدُرجَتين و إستَقام مُستقِّرًا عَليها لِيلتفِت نَحو الحُضور ناحِتًا على شفتِه الصَغيرة بسمَةً جانبيَة يُثبِت فيها عَودتِه مُتعمِّدًا إستفزاز مَن نَوى مُفارَقته الي مَنصبِه
" إذًا .. الستُم مُشتاقون لي ؟ " أدخَل إحدَى يَديه في جَيبِ بِنطالِه يُتنقل بِكُحليتيه على الوزراء مُتكلِّما بِصوتِه الأجِش الرزَين " و كَيف لا نَشتاقُ لكَ ..؟ تركَت مكانًك حضرتك و ساد الحُزن على الدولة بِدونك " تكلّّم الوزير الأول مُتلبِّسًا ثوب الإستياءِ عَلى وَجهه أينَما اكتَسب إهتمام جُيون الذي طالعهُ لِلحظات و إبتسَم
" و انت حَضرة الوزير ليون ، ألم تُفكِّر بِملئ هذا المَكان ..؟ " إلتفت بِجذعه نَحوه مُطالِعًا مَلامِح التوتَّر التي شَقّّت طريقِها اليه " ح..حاشا ، مكانك لا يَملئه سِواك حضرة القائِد الأعظم ، جَميعُنا نعلم ان ح..حتى الملك لا يَتحرك دون اوامِرك " تحدّّث مُلطِفًا ذاك الجَو المُقلِق
" اتدرِكون سَبب عَودتي ..؟ " أشاح بِكُحليتيه عَنهُ و نَظر لِكامل الحُضور بِهدوء بَعد ان راح يَتمشًّى ذهابا و ايابًا مُتِمًّا " عُدت لِسببٍ واحِد لا غَير ، و حَتمًا ليس مِن ضمنه أن اقتُل كلَّ خائن حاوَل اللعب بِذيله في غيابي و إلا " صوَّب نسريتيه عَلى الخائينين الجالِسين في مُحذاة بَعضهما " سيتحوََل المَجلِس الي بِركة دِماء "
نَظرا الي بَعضهما البَعض مُبتلِعا ريقهما بِتوترٍ لِيقِف جُيون في مُنتصِف المِنصَّة مُشابِكًا يَداهُ وراء ظَهرِه دافِعًا بِصدرِه يبرزه للأمام لِيتحدّّث بِنبرةٍ ثَخينَة موضِحًا كَلِماتِه حرفًا حَرفًا يَحفُرها في عُقول الحاضرين " أما بَعد ، فإني ساُعلن اعتزالي من مَنصبي كَوزير أعظم للدولةِ العليََة بِمُجرد عودَة المَلِك اركون لِحكم الدَولة ، و بِصفتي قائِد للجيش سأقود حَربي الاخيرَة لارجاع جَلالته لذلك أمل التَعاون و العَمل كيدٍ واحدَة لنتخطَّى هذِه الأزمَة و الوقوف مُجددًا بصمود أمام الأعداء ! "
" ل..لكن ح..حضرتك لما قَد تعتزِل ؟ نحنُ لا نَستطيع تسيير الدولة بِدونك سيدي انت تَعرف انَّ الملك لازال طائِشًا ليس بإمكانه تسيير الامور على أتمِّ وجه " تكلَّم احد الوزراء مُتقلِقًا من قَرار القائِد الذي رَمقه بِنظرة حادَّة مُهسهسًا " كيف تَجرؤ و تَصف جلالة المَلك بالطائِش ..؟ انتَ مطرود من مَنصبك ! "
نَظر نحو الخائنان و تحدَّث بهدوء " و أنتما كَذلك تُعزلان من مَنصبكما ، الي هُنا اكتفي بِهذا القدر ، غدًا على الساعة السابِعََة اريد ان يَجتمع كامل الديوان هُنا لِنخطط جَيِّدًا لخطوتنا القادِمة " اتمَّ القول بعد القاءِه نظرة شامِلَة لينزل من فوقِ المِنصََة مُغادِرًا البلاط
•••
" هَل صحيح ما تقولينه ..؟ انتِ في علاقة مع السيد جُيون ؟ " توسَّعت عُيون ايلا بِدهشَّة بَعد ان مَكثت بالقُرب من ايليزا فوق الفِراش " لَم اكذِب عليك بِحرف ! هذا كُل ما حدث بالتفصيل " نطقت الاميرَة بينَما تحشي فمها بالأرز مُتناولة من طعامِها تسُّد به ثقوب جوعها
" اضافةً الي انهُ وعدني ان البُندقيَّة ستعودُ الي ! و سيُعيدني الي القصر ، و انتِ كذلك ستأتين معي " قالَت بِسعادَة مُبحلقة في وصيفتها التي قَفزت من مكانها مُصفقة بِحماس " انا سعيدَة اخيرًا سأتخلص من هذا الجَحيم ! "
ضَحكت الاميرَة بخفّة و إحتَست من الماء لِتناظر الجارِيَة التي دلفت الغُرفة المُشتركة بينها و بينَ خمس فتيات اُخريات " السيِّد جُيون يطلب رُؤيتك " نَطقت و هي تَنظُر نحو الايطاليّّة التي ابعدت صينيَة الأكل و استقامَت بابتسامَة " انا قادِمَة "
تَمشَّت نحو الباب فتَوقفت حال ان نَطقت إحداهُنَّ " خَير ..؟ مالذي بينكِ و بينه لِيطلبكِ بالإسم ؟ " إسادارت ايليزا اليها و كَتفّّت يديها الي صَدرها " لَو توقف الناس عَن حشر أنفسهم فيما لا يَعنيهم لَكان العالم بِخَير ! " طالعتَها بِسخط و إستدارت مُغادِرَة
لَحقنها بأعيُنِّهن بِغضب فَهنَّ لم يفهمن حديثها بالايطاليَّة رفقة إيلا التي قالت بإبتسامَة مُستفزَّة " هي ذاهِبَة الي حَبيبها و انتن ما شأنكن همم ؟ " ما نَبسته صَدم أربعتهنّّ اللواتن شَهقن بِدهشة " مُستحيل ! عما تتكلمين انتِ ؟ انها جارِيَة ليست مِن مقام القائِد ! "
" ليسَت جاريَة هذِه اميرتنا ! ان لم يَكُن في عِلمكِّن ، انها الاميرَة ايليزابيتا بِشحمها و لحمها مَن اوقعت قائدكم المُتخلف هذا في حُبِّها " نَهضت حامِلة الصينية و رمقتهنَّ بسخط " و انتنَّ اجلسن هُنا فكِّرن كيف تجلبن ثَمن ثوب جديد ، مُثيرات للشفقة " غادرت الحُجرة مُتمايلّة
" حضرَة القائِد ، الجارِيَة ايليزا أمام الباب تنتظِر امر الدُخول "
تلك الجُملَة ثُبتت في مَسمع القائِد الذي يُشعِل الشُموع لإنارة جَناحه ، إستدار نَحوه و ناظَره " تَقصد الأميرة ، إسمَح لها بالدُخول ، المرّّة القادمة ليست بِحاجة لاخذ الإذن ، تدخل متى ماشاءت " اشرّّ لهُ بالإنصراف بيدِه و سار نَحو مكتبِه فاتِحًا ذاك الدَرج المُتخذ الدور الثالِث بين اخوتِه
دَلفت ايليزا الجَناح و البسمَّة حَملت نِصف مَلامِحها المُشرِقة مُحدقة بِظهر القائِد العَريض " جونغكوك ؟ " تَسللت نَبرتها الإنثويَة الي مَسامِعه مُخدرَّة حواسَه ، تمشَّت نحوه و توقفّّت وراءِه مُحتضنَة اياه من خَلف ثياب نومِه الحريرية لِتُسند رأسِها على منكبيه مُغمضة عُيونها الشهليّّة " إشتقتُ اليك " هَمست
أحسَّت بِتوترِه حينَما راحَت تُمرر كَفيّّها عَلى عُرض صَدرِه المُعضَّل حَتّّى إستقَّر باطِن يدها على مُنتصفِه أينما خبطت دَقاته المُتسارِعة بشرتِها مُرسلَّة رسائِل مُشفرَّة الي وريدِها المُتصل بِقلبِها المُتيَّم بِه
عَضََت شفتها ما إن مَسك يدِها و أخفضها بِتروٍ يُطالِع كفِّها الدافِئ فقام بالإنخفض نحوه مُخلِّفًا قُبلَة طويلَة عَليه تارِكًا لِلحب ان يُسيِّره على هَواه
أجزَم انهُ اُغرِم بها لأقصى مَرحلة قد وَصلها العشيق في عِشق عشيقِه
جَذبها بِلُطف لِتستقِّر أمامهُ و سَقطت كُحليتيه عَلى وَجهها المُتخِّذ جَناح من أجنحة المَلائِكة يَتغذّّى عليه ، رَفع ابهامِه يَتحسس بِه بشرتِها الناعِمَة فإنصاعت الي لَمستِه مُخفضة جُفونِها تحتجِز بِها شهليتيها المُضيئَة " و كُلَّما غِبت عني عَيني ثانيّّة زُودتِّ بجرعةٍ من الجَمالِ و الحُلي كأن الخالِق لم يَخلِق من بَعدك مَعنى لِلفتنةِ و البُهي " تُقطِّر حُروفِه عَلى قَلبِها كَقطراتِ نَدوةِ المَطر على أرضٍ مُشتاقَة للتبلُل كَي تُزهِر و تَتفتح مِن جَديد
فَتحت شَهليتيها بَعد ان شَقت بَسمتها خَديّّها و إرتفع خَدِّها مُصغِّرًا حَجم عُيونِها لِتنظر نَحو مُقلتيه الهائِمة في تفاصيلِها " انت تُجيد التَغزُّل ؟ " رَفعت ايديها تُتوق بها عُنقه لِتحتضنه و تحشُر رأسِها في رَقبته " اُحِّب الطريقَة التي تَنظر بِها الي ، لكِّنها فقط تُخجلني و تُفقدني صَوابي ، إرئَف بي " هَمست
رَفع يَديه يُحاوط بِهما جِسمها الصَغير مُخفيًا إياها لَديه فإبتسَم ماسِحًا على خُصيلاتِها العسليَّة " هل انتِ بِخَير ..؟ " تحدَّث بِهدوء و سَكينَّة مُنتظِرًا رَدَّها لَكِن هي لَحظاتٍ و أحسّّ بِتبلل قُماشَة قميصِه الأسود دَلالة عَلى سُقوط بَلوراتِها القيمَّة لِقلبِه من شَهليتيها " ايليزا ؟ "
رَفع يَدِه الي كَتفِها حَتّّى يَرفعها عنهُ و يَرى كا الخَطب لَكن هي مَنعتهُ و تمسكََت اكثَر بِه رافضًّة تبادل النَظرات مع عَينيه و ما زاد صَدمتهُ أكثَر إجهاشِها بالبُكاء فَور ان راحَ يُطبطب عَليها برفق " ايليزا ما الخَطب انتِ تُخيفنني ! "
تمسّّكت الأميرَة بِه تزيد مِن غرس نَفسها بِحضنه أكثر و هي تَبكي بِحرقَّة مُستشعرَة الخناجِر تَطعنُ قَلبها لِشدَّة الألم الذي يُخالج روحِها " ا..انا لستُ ب..بخير ف..فقط د..دعني ا..افرغ ل..لاني ك.كبت ه..هذا طويلا ، ا..اشعر ا..اني ساختنق " نطقت مِن بين شَهقاتِها مُرتعشََة بين يَداه المُحاوطَة لها بكلِّ قوََة و رَغبة بإحتواءِها
" ايليزا يكفي اُقسم سَتنزل دَمعتي ! تَوقفي و اخبريني مالذي حَدث ..؟ هل تعرض لكِ احد هُنا ؟ فقط اخبريني لأقطع راسهُ فورًا " إعتَصر كَنفيها بِغَضب ليُخفض رأسِه مُحاوِلاً إستراق النَظر اليها لَكِنها أبت التحرُّك من عنقه المُبلل بدموعِها مُتسببة في إحتراق قَلبِه
الذي أتمَّت نَبسهُ سَكب الزَيت فَوق نارِه التي تَحرِق قلبهُ بِشراسَة مُطارِدة شرايينَه ما جَعل الدم يَغلي في عُروقه فَسخن جَسدهُ حَتَّى تَجمعَ الدَمع في مُقلتيه و راح يرَفعهما للسقف لَعلَّ الهواء يُجفف تَبلل اطراف عَينيه
" ا..انا ل..ان ا..اصب..اصبح ا..ام..اما "
" ب..بشأن ذ..ذلك ، اعرِف ا..ان الخبر ص.صادم ل..لكن لا يعني انكِ لن تحملي حَقًا همم ..؟ " نَبس مُحاوِلاً تَخفيف ثِقل ألمها الي أنها تَنحت عَنهُ و حَملت راسها المُخفض نَحوه تنظُر بِعينيه " جونغكوك ا..انا ك..كنت انتظ..انتظره بشوق ، ل..لا اصدق ا..اني عشت في كذبة ، طيلة الأشهر السابِقة اتحسس بطني انتظ..انتظرها ان ت..تنتفخ ، انتظره ان ي..ينمو لكن ل..لا شئ حدث ، لعلََ يوجين و اغنيس تكذبان ع..علي لكن ك..كانت أمر حقيقة اواجِهها بعد موت والداي "
حاوَط جونغكوك وجنتيها بِكفيَّه الدافِئين يَنظُر في عَينيها الدامِعتين لِيُسند جَبينه ضِدها مُلتمسًا أنفها المُستقيم بخاصتِه " إنها ليسَت النِهاية ايليزا ، لازلنا حَتّّى لم نُقم عِلاقة الحُب إلا مَرتين ..! و ليسَ حتى بشكلٍ كامِل أي ان فُرص الحمل كانت شِبه مُستحيلَة ، لذلك انا مُتأكد انكِ سُتنجبين لي أجمَل طِفل على وَجه الأرض يَحمل صِفاتك انتِ ، بل حتّّى اُريدها اُنثى تُشبهك بكل شَئ " هَمس بِحنيََة مُلاطِفًا إحمرار خَدِّها بإبهامه برفق و كُحليتاه تَتمزََق ألمًا لِرؤية عشيقتِها الشهليَّة تنزِف مِن مَخزونِها مُبللة ذلك الوَجه المُقدَّس لِحضرتِه
" ماذا عن أحلامي ..؟ اح..احلامي بإبنِنا " هَمست بِحُزن و أخفَضت رأسِها تَشهق بِبُكاء و يداهُ لازالت تَحتضن وَجهها الساخِن ، عَضَّ جونغكوك شَفته و إنحنَى اليها لِينتشلها بين يَديه و يَرفعها نَحوه مُطالِعًا عَينيها " سَنُحققها الأن ..! " هَمس يُطالع إنقلاب مَعالِمها مِن الباكِيَة الي المُتفاجِئَة " ل..لحظة ، م..مامعنى هذا "
" هِششش ، أساسًا انا مُشتاق لكِ حد الجَحيم " قاطَعها و سَلك طريقِه نَحو سَريرِه المُريح و كُحليتاه لا تُزال عَن عُيونِها المُحاطَة باللؤلؤ الشَفاف ، أراحها في مُنتصفه و جَلس على ركبتِه مُراقبًا اياها حينما جَلست نافيّّة " ا..انا ل..لست جاهِزة ، ل..لم اعتني بنفسي جي..جيدًا "
جَلس أمامها. مَدّّ يدِه يُزيل بِها الدُموع عن خَدِّها يُنشفه بِكفِّه " هل تَعتقدين اني مُهتم ان كان جَسدك بشكلٍ جَيد ام لا ؟ " نَظر بِعينيه و تقرَّب منها أكثَر لِيدنو مُقبِّلاً خَدِّها بجانِب شَفتها المُحمرّّة " الذي يَهمني انهُ انتِ صاحبتِه " همس
ضَمَّت ركبتيها الي صَدرِها و إحتضنتهما بِذراعيها بينَما تنظُر اليه بِحُزن يَنهشُ روحِها " انا اسفَة لاني أوهمتك مَعي ، ما زاد وجعي انك فرحت عَكس ما توقعت ، ا..انا جعلتك تعيش وسط حُلم زائف ، ا.اسف... " بُثرت كَلِماتِها بِقُبلةٍ من شِفاه عشيقِها الذي تقدّّم و بسطَ كفِّه على كتفها لِيلقي بِجسمها للوراء مُعتلِيًا إياها فتَنحّّى عَنها بِبُطئ مُحدِقًا في شَهليتيها " و ما المُشكلة ..؟ سنصنع بَدل الواحِد إثنين ..! " هَمِس مُساهِمًا في نَثر الزهر على خَديَّها
رَفعت يَديها تُكوِّب بها وَجهه و تَنظُر بِعينيه مُبتسمَة بإمتنان " اُحِّبك " هَمست قاضِمَة سُفليتها لِيرفع إبهامه يَفُك شفتها من قيود أسنانِها " سأعبِّر لكِ عن حُبي بطريقتي الخاصّّة ' " إبتسَم بِجانبيَّة ليقشعِّر بَدنها و تُقهقه دافِعة اياه من صدرِه بخفَّة " لا ابتعد عنِّي "
قلَّص عَينيه بعد ان إحتجزها بين ركبتيه بِجلوسِه على حَوضِه و إنتزاعِه لرداءِ نومِه يَليه فتحِه البطيئ لازرار قَميصِه كاشِفًا عن عُري صَدرِه لِعيونِها " امم تُمثلين انكِ لا تريدين هذا همم ..؟ "
مَسكت أطراف قميِصه الفضفاض و رفعتهُ لِتدفعهُ الي الوراء مُحررَة نفسِها من احتجاز رُكبتيه لحوضِها فقامَت بالدُخول أسفل ثوبِه العَريض ما جَعل القشعريرَة تَضرِبه في النُخاع حال ان أحسَّ بأنفاسِها تُداعب سُداسيَة معدتِه المُعضلَّة
إرتَفعت نَحو خافِقه المَحمي مِن قبل أقفصِه الصَدريَّة فقامَت بِترك قُبلة على بَشرتِه البيَضاء لِتسند كَفيَّها الباردين عَلى خصرِه الساخِن مُتسببَة في ارتعاشِ كيانِه أثر لَمستِها التي أحدَثت زِلزالاً هَزَّ إتزانَه
صَعدت من صَدرِه و أخرَجت رأسِها من فُتحة القميص حَتى راحَت بدورِها ترتديه برفقته أينما رَفعت اصابِعها بِبُطئ من خَصرِه حتَّى إبطيه و شَهليتيها تغوصُ بِعُمقٍ في كُحليتيه المُخدرَّة كَما لو أنهُ غائِبٌ عَن الوَعي
عضََت شَفتها و راحَت ترسُم دوائِر عند صَدرِه بسبابتَيها بَعد أن إحتجَزتهُ كُلَّه في زنازِن عِشقها " بأي لُغة اُقسِم لَك اني اُريدُِ هَذا كَما لَو أني لَم اُرد شيئًا بِقدرِه من قَبل ..؟ " هَمِست لَفت يَديها حَولهُ لِتخدِش ظَهره بِلُطفٍ بأظافرِها المُدببَة و تدنو مِن اُذنِه مُسيطرًَة عَلى حواسِه و هي تَهمس
" انا كُلِّي مُلكك ، أصنَع علي خرائِط حُبِّك "
•••
أثَر تِلك الضَجَّة المُفتعلَة في مُنتصف جَناح جُيون راحَ النَّوم مُحلِقًا مِن عُيون الإيطاليَة التي رفرفَت جُفونِها كاشِفَة عن شَهليتيها الناعِسَة تَنظر بِتشوشٍ نَحو السَقيفَة لِلحظات تُركِّز بإنصاتِها للضوضاء
حَركت رأسِها للناحيَّة الثانيَّة و رأت خَليلُ روحِها يَقف عِند مِرآتِه يُرتِب هِندامِه إستِعدادًا لِلرحيل فقامَت و مَسكت الغِطاء الحريري عَلى صدرِها كي لا تَكشف عورة جِسمها " جونغكوك ..؟ " نَطقت بِنبرةٍ ناعِسَة و راحَت تبحث بشهليتيها عن قِطعة ثياب تَستُر بها نَفسها
وَجدت قميصِه الأسود الفضفاض فراحَت تلتقِطه و تَضعهُ عليها في ذات الثانيَّة التي إلتفت فيها جُيون نَحوها بَعد أن انهى رَشّّ عِطره فإبتسَم مِن شَكلها المُبعثر
" صباحُ الخَير ! " أقترب مِن السَرير لِيقف عِند حافتِه مُناظِرًا إياها تَسيرُ على رُكبتيها نَحوه فَمدَّت يديها اليه ليضحك على مَظهرِها و يلتقطها مِن خَصرِها فَحملها و رَفعها لتلفُّ ساقيها حول خَصرِه حاشِرَة رأسها في رقبتِه
" نهضتِ باكِرًا ..؟ كان عليكِ النوم أكثَر انتِ مُتعبة ؟ البارِحة نمنا في وقت مُتأخِر " نَطق قارِنًا حواجِبه و هو يَمسح على ظهرِها من فوق قميصِه الذي إبتلعها يكادُ يسقط من عَلى كَتفيها في أيةِ لَحظتها فَعضدُها بأكمله يستفزِّ عَينيه بِبياضِه الناصِع
إنحنَى مُخلِّفًا قُبلَّة على عُري كَتفها بعد أن إنزلَق القميص من عليه " لقد شاهدتُ الشمس تَشرُق ثم نِمت ، حتمًا انت لست انسانًا طبيعيًا ، لا اُصدق ما فعلته بي " إبتعدت عنهُ و نَظرت نحوه مِن أسفل جُفونِها بِخُصيلاتها المُبعثرة على مَلامِحها المُنتفخة " ظَهري يُؤلمني بسببك "
وسَّع عَينيه مُمثِّلاً التَفاجُئ " إنكِ تُلقين علي اللَوم و انا بريئ ، دلكيه بِمرهم سَيشفى سريعًا " أوقفها على قَدميها فوق الفِراش و مَسك بيديها ليعود خُطوتين الي الخَلف مُلقيًا نَظرة شامِلَة عليها " مِثاليَّة ! " همس بإعجاب
" ما المِثالي فاني ابدوا كَمتسولّة شَحدت مَلابس عجوز في الطريق " رَفعت حاجبها و نَظرت نحو كتفها العاري و ذراعِها المكشوف بفعل انزلاق القميص عنَهُ ، شهقَّت حينما أحست بمسكته السريعَة لخصرها و إنزالِه لها أمامهُ على الارض تزامنا مع إخفاضِه لرأسِه اليها
إبتلَعت ريقِها بتوتُّر من نَظراتِه الجادَّة و يدِه التي راحَت تُبعد خُصيلاتها عن وجهِها شَعرةٍ شعرَة فإنخفض و تقرَّب مُقبِلاً صَدرها تَحت عظمة تُرقوتِها البارزَة ليبتسِم برضى و يحشُر راسهُ في عُنقها مُتفقِّدًا لَدغاتُ حُبِّه فزودُّها بوقودِ عِشقه لاثِمًا بشرتِها النقيَّة المُختلطّّة بزرقوة لسعاتِه
تَشبثت في بِدلته و أطلقت أنينًا خافِتًا جرّّاء فِعلته المُثمِلَة لِتستشعر بُعده حال ان سَرحت بِه مُخيلته لِليلة الأمس " انا ورائي عَمل و بقاءِك هكذا خَطِر " قَرصها و أخذ يَرفع قميصِه ساتِرًا اياها " امم ، عملك اهم مني ..؟ " زمَّت شفتيها لِتُمسك بسترتِه مُناظرة عَيناهُ بِعُبوس
" ليسَ مُهمًّا بِقدرك لَكِن انتِ تعرفين اوضاع الدولَة ! " قال بإبتسامَة و سحب أنفها الصغير بأصبعيه السبابة و الأوسط مُراقبًا تكشيرَة ملامِحها " أكره عَملك لانهُ يبعدك عني ! انا لم أشبع منك بَعد " نَطقت بإنزعاج و إحتضنته بشدَّة
بادَلها العناق و مسح على ظَهرِها بلطف " لن اتأخر ، ساعودُ باكِرًا و أخذك بجولة بالحِصان همم ؟ " قبَّل رأسها و ابتعد عَنها لِتلوي شَفتيها بعدم رِضى و تتكتَّف " عِدني ألا تتاخر " رَفعت إصبعها الخنصر نَحوه
نَظر نحو إصبعها فَضحك و مدَّ خاصته ليشابكه بخنصرِها و يومئ " أعدك ، هل ارتحتِ الان ..؟ " رأى تلك الإبتسامَة تنمو على شَفتيها حين أومأت بالايجاب و رَفعت يديها تتكسَّل " البدلَة تزيدك وسامة ! القائِد جيون عاد حقًا " ضَحكت و أخذت تُعدِّل ثَوبه بِحُّب
إبتسم بِهدوء مومئًا و مَسك بيدِها ليقبِّل ظاهرِها " الأن بعد اذن اميرتي سأنصرِف " مَسح على شعرِها بِلُطف فاومأت لهُ و لَوحت بإصابِعها " إعتني بِنفسك حبيبي " عانقتهُ ماسِحَة على خُصيلاتِه الخَلفيَّة
مَسك بِذقنها بعد أن فَكَّت ذاك الحُضن و إنخفَض أخِذًا شَفتيها بِجولَةٍ مِن العِشق بِرفقة كرزتيه المُنتفخَة فَراح يَلثُمها بِبُطئ مُتذوِقًا طَعم فاهِها المُتورِّم لشدّّة قضمِه لهُ في الليلةِ السابِقَة
حَرر شَفتيها مِن قُيود جَوفِه و مَرر لسانِه عليهما يِزيل بقايا لُعابه عَنها فإبتعَد و نَقر أنفها بعظمةِ سبابتِه ليبتسم " لا تَنسي تناول إفطارك ، افطري هُنا ثُمَّ اُخرجي اينما شِئت همم ؟ " أمَرها بهدوء و تمشّّى نحو مكتبه يأخذ قُبعته لتهمهم و تَجلس على السَرير " سأعود للنوم غالِبًا ، لم أكتفي "
تّمشًّى نحو الباب و وَقف عنده يلتفِت برأسه اليها يَنظُر نَحو جَسدِها صغير الحَجم مُقارنَة بالذي تَجلس عليه ، عُيونِها التائهة في حجم الجَناح تُراقب تفاصيله الأغريقيًّة بتعجُّب فَبدت في حيرة من أمرِها تتأمل تلك النِقوش
بَعثر شعرُه و شتم تَحت أنفاسِه ليُغادر مُسرِعًا قَبل ان يُفكِّر بتأجيل عَمله و البقاء بِرفقتها طيلة اليَوم " أني اعمل اليَوم لابقَى معها بالغَد " هَمس و شدّّ قبضتِه بعزم لِيقرن حواجِبه و يضع خوذتِه متحدِّثًا لمساعدِه الذي رَكض خلفه حينما رآه يمُّر " اجتمع الرِجال في الديوان ..؟ "
" نَعم سيدي انهم في انتِظارك ، كذلك الجَيش " أجاب مُساعده بإحتِرام ليهمهم بهدوء و يُخبئ يده في جَيبه " اخبر الطبّّاخ ان يُجهز إفطارًا مَلكيًا و يُرسله الي جَناحي ، اضافةً ان تعلم الخيَّاط بِتجهيز فساتين على الطابِع الايطالي في أقرب وَقت " أمَر و دَخل الي الممر المُؤدي الي البِلاط فإنحنَى الحَرس اليه حال قُدومِه
تثاءَبت ايليزا و رَفعت يَديها تتكسَّل بِنُعاس " جسدي مُكسَّر بأكمله " تَذمرّّت و تمددت الي الخَلف جاذِبة الغطاء عَليها فَتنهدت و إلتفت بِه مُناظرة الجِدار " هل سَتُصبح حياتُنا بخير ..؟ و تنتهي مشاكِلنا ؟ " هَمست لتقع مُقلتيها على صورتِه المُعلقّّة على الحائِط
كانَت لأحدى الرسامين المَعروفين حَول العالَم ، سَبق و أن رَسمها هي الأخرى فَسُرعان ما نهضت و تمشّّت تخطِف الايطار من الجِدار و تعود على الفِراش تتامل تفاصيل وَجهه التي تَصرُخ مِثاليّّة " كَم انت وسيم " تحسسَت بأصابِعها انفهُ و خدِه بتروٍ مُبتسمَة " اُحبُّك بشدّّة ! " إحتضنت الصورة و أغمضَت شهليتيها لِتستلقي مُتنهدَّة بِعمق
•••
" مَهلاً مهلاً مهلاً ، الي اين تأخذون كُل هذه الأصناف ..؟؟ "
إعترَضت إيلا طَريق الخادِم الموشك على أخذ الافطار الي جناح الأميرَة " الي جناح السيد جُيون ، هو من طَلبها " ردّّ الثاني بِهدوء و اشرّّ بعينيه " و الأن ورائي عمل اغربي عن وجهي " تخطًّاها لكن سُرعان ما عاودت تجاوزه و ايقافِه من جديد متحدِّثة " لكن القائد ذهب الي المعسكر ! من سيأكل كل هذا ؟ ما رأيك ان تدعني انا اوصله عنك " مدَّت يديها تنتشل الصينية منه
" هاي ؟ اغربي عن وجهي قُلت لك انا موصّّى شخصيًا لاخذ الطعام بنفسي " صاح بِها و اخذ يُحاول إنتِشال الصينيَة مِنها الي أنها رَفضت مدَّها اليه و راحَت تشدُّها نحوها " قُلت انا من سيأخذها دَعها عنك " صَرخت
" مالذي يحدُث هًنا ؟ " صَدر صوتٍ رزين مِن خَلف الخادِم الذي سُرعان ما تَرك الصينية من بين يَديه و إلتفت يَنحني لصاحِبه " سُموك لقد اُمرت باخذ الافطار الي جناح القائِد لكن هذِه المُغفلة لا تدعني وشأني "
نَظر الثاني نَحو إيلا التي سُرعان ما وَقعت بِغرامه حال ان باغثها بِنظرة عدستيه الزرقاء و نَطق بهدوء " انتِ صديقة ايليزا ؟ خُذي الطعام لَها " أشرًّ لها بالإنصراف فإبتلعت ريقها و اومأت مُسرِعة لِتلتفت و تُهرول نَحو الجناح
" إلهي هل رأيت مَلاك لِتوي ؟ لا اُصدق ما رأتهُ عيني !!! " هَتفت بِصدمَة و هي تسيرُ بِخُطًا سريعَة نحو الجَناح الماكِثَة به أميرتِها " لقد نَبض قلبي بِجنون لأول مَرَّة ! هيئته لم تَكُن تَمزح ، المُشكلة صَوته ! اللعنَة من يكون ؟ "
وَصلت امام الجَناح و رغبت بالدُخول لكن الحَرس مَنعوها فإرتدت الي الخَلف و هتفت بانزعاج " اليسَ واضِحًا اني جلبتُ الطعام ؟ انهُ أمر من القائِد "
نَظر كليهما الي صينية الطَعام فأشرّّ لها الأول " تناولي منهُ اولاً لنتأكد انهُ ليسَ مُسممًا ! " تحدَّث دافِعًا حاجِبه للأعلى فنظرت ايلا نحو الأطباق و لعِقت شَفتيها بجوع " من دواع سُروري " هَمست و أخَذت تتذوق من الطَعام بشراهَة
" حسنا تَوقفي سَتقومين بإنهاءِه " صَفع الثاني يَدها و دَفع بالباب الي الداخِل حتى يُفتح لِيُفسح لها المجال بالدُخول ، دلفت الي الداخِل و ألقت نَظرة واسِعة نَحو الجَناح بإعجاب " وااااه ! "
وَقعت عَينيها على ذَلك السَرير مُنتصف الحُجرَة و تحديدًا ذاك الجَسد النائِم في وسطِه ، عَضت شَفتها و راحَت تضع الصينية على الطاوِلَة لِتركض مُسرِعة نحو الفِراش و تَجلس عليه بِركبتيها مُناظرة الأميرة النائمة
" اللعنة هَذِه فَعلتها مَعه ! " هَمست حينَما لَمحت تِلك اللسعات على عُنقِها العاري فَمدَّت يدِها و وكزتها على كَتفها " هاي سينيورا ! انهضي انهُ وقت الفُطور " هزّّتها بخفَّة فإلتفت الاميرَة الي الناحيَّة الاخرى مُتمتمة بِنُعاس " لحظاتٍ بَعد ، لازلتُ نعسَة "
" سموك الوقت تأخَر ، هيا انهضي لتفطري ستضيعين يَومك بالنَوم هممم ، لدينا الكَثير لنحكيه هيا " مدَّت يدها تسرِق منها ايطار الصورة الذي تحتضنِه فنظرت نَحو وجه القائِد و رمشت " اول مرّّة اراهُ عند هذا القُرب ، إنهُ وَسيم " هَمست بإعجاب لتنتفض حالَما قَرصتها الأميرة بقوَّة على فخذها
" أقتلِع عَينيك اُقسم " هسهست لِتعبس الثانيَة و تضع الايطار جانبًا فَجلست الاميرَة و راحَت تتكسَّل مُتثاءبة " لم انم البارِحة جيِّدًا ، لازلتُ نعسة " حوَّلت مُقلتيها نَحو وصيفتها التي تُطالِعها بِخُبث " امم واضِح لما لم تنامي ! "
" حسنًا ليس لِذلك فقط هرب مني النَوم " نَطقت بِخجل و دحرجت شهليتيها للطرفِ الأخر عاضَّة سُفليتها ، إستقامت ايلا و جَلبت صينية الطَعام فوضعتها في مُنتصف السرير و تربعَّت امامها لِتمد لها كأس العَصير " دعينا من هَذا ، لقد قابلتُ في طريقي الي هُنا رَجل ! يا فتاة يصرخ من الوَسامة "
إحتَست ايليزا من العَصير و طالَعت الصبيَّة بإهتمام مُهمهمَة " هل هو خادِم هنا ..؟ " وَضعت الكأس فوق الصينيَة و اخذت صَحن الفواكِه تتناول منهُ
" لَا ! لقد إنحنَى له ذلك المُزعج رون و قال لهُ سموّّك ! اذا حتمًا هو أمير لكن إبن من ؟ الملِك ليس لديه أطفال ! انهُ اكبر من الملك حتمًا " شرحَت لها ايلا و هي تأكُل من المُكسَّرات تحت انظار ايليزا مقرونَة الحاجبين " كيف شكله ؟ " طلبت منها أن تَصِف لها هيئتِه ما جَعل إيلا تومئ و تتحدث بحماس
" لَديه شعر كِستنائي مُتوسط الطول يرفعهُ لفوق و يفرقهُ من الجانبين ، عَينيه زرقاوين كَزُرقة البِحار ! أنف مَنحوت ، شِفاه لذيذَة وريَّة ! لقد ذُبت " أمالت رأسِها قاضِمة شَفتها بأعجاب و هي تَتخيَّل شكل الرَجل
سَقطت حبَّة العِنب من بين اصابِع ايليزا التي شَهقت و أردفت " ا..انهُ أندرو ! انهُ هو بلا شَك مالذي جاءَ به الي هُنا ؟؟ " وَسعت مُقلتيها و نَهضت من الفِراش بسرعة تَسحب فُستانها المرمي على الأرض
" مابكِ هكذا انفجعتِ ثُمَّ من يكون اندرو هذا و من اينَ تعرفينه ؟؟ " تحركَّت إيلا من مكانِها مُتقلبَّة نحو سُموِّها التي راحَت تُزيل قميص جُيون و تَرتدي فُستانها " انهُ ابن اُخت المَلك ، اعرِفه انه صَديق مُقرَّب لي و ساعَدني كَثيرًا ، عليَّ ان اذهب و ارى ما الخَطب معه "
" ايليزا هل تَعرفين ان السَيد جُيون معهُ كامِل الحَق ان يُغرم بِك ..؟ اللعنة هَل تلك مُؤخرَة ام خوخَة ناضِجة ..؟ " هَتفت إيلا مُتناوِلة من العِناب بعد أن اتكئت للوراء مُتأمل جَسد الايطاليَّة باعجاب ، استدارَت لها الاميرَة بِغضب و حملت القميص تَرميه على وجهِها " احملي هَذِه الصينيَة و غادري حالاً هياا "
تأفأفت الصبيَّة و عبست لِتنهض مُمسكَة اطراف الصينية فَحملتها و أخرجت لِسانها لِلكُبرى " ماذا فيها لو قَبلتِ المجاملة مِن صديقتِك ، لو كانت منهُ لَمُتِّ من السعادَّة " راقبتها و هي تُسرُّح شعرِها بِمشط جُيون " انتِ و جونغكوك مُختلِفان ، بالتأكيد سأفرح بشدََة ان كانت مِنه ، لكن منكِ هذا اسمهُ تحرُّش "
دَحرجت ايلا عَينيها بملل و نَطقت " انا مُستقيمَة على فِكرَّة و أعشقُ الرِجال ! اياكِ ان تُفكري مَثلاً اني .. لا أعلم المُهم ساُغادر و لاحِقًا اخبريني من أين تعرفين هذا الوَسيم ، عليك ان تُدبري لي مَوعد معه " سارَت نحو الباب بَعد أن اومأت لَها الأميرَة فغادَرت بهدوء
نَظرت ايليزا نَحو مُستلزمات جُيون التي يستخدِمها لِلعنايَة بِنفسه ، حَملت زُجاجة عِطره و قَربتّّها من اَنفها فإستنشقتها مُغمِضَة عُيونِها بإعجاب " الخَمرُ و لن يُثملني كَما يُثملني عِبقه ! " هَمِست و اعادَتها مكانِها لُتبحلق بالكُحل
" انهً يُكحِّل عَينيه ، هَل اُجرِّب ؟ " حَمِلت الكُحل بِتردد ثُم مَسكت بذاك القَلم تنتشل بِه المَسحوق لِتقربه من اطرافِ عَينها اليُمنَّى فراحَت تُمرِره يمينًا يسارًا حَتّّى تحددت شهليتيها بِسواد لَونِ عُيونِه
بَدا مَظهرِها غَريبًا بالنِسبة اليها حينَما ألقت نَظرة على نَفسِها " لَقد تَغيَّر شكلُ عيناي ..! وااه " نَطقت بتعجُّب و ضَحكت لِتُعيد الكُحل محلّّه و تَلتفت مُغادِرَة الجَناح بَحثًا عن أندرو
سَمِعت صَوت صَرخةٍ قادِمَة من أخر المَمر لِتحمل فستانِها و تَركُض مُسرِّعة تُلقي نَظرة عمَّا حَدث و ما رأتهُ هو سُقوط صينية الإفطار عَلى الأرض بِرفقة إيلا التي جَرحت يَدها بِزجاجة كأس العَصير
" إ..إيلا " هَمِست و قَبل ان تقترِب نَظرت نَحو اللورد الذي تَقدَّم بِكل هُدوء و إنحنَى على رُكبتِه ماسِكًا بِمعصم الصغيرَة فَراح يُزيل الزُجاجة مِن كَفِّها بِحَذر لِيُخرج مِحرمة قُرمزيَّة من جَيبه و يَلفُّ بها الجُرح
" أندرو ! " تفحصَّت هيئَة اللورد الذي تَحوَّل من شَخصٍ مُفعم بالحَياة الي أخَر أكثر هُدوءًا و إتزانًا ، مَسك بِذراع إيلا و أوقفها برفقته " كوني أكثَر حَذرًا ! لا تَركُضي و انتِ تحملين الطَعام ، و انتبهي على نَفسك " جَذب يدِه عنها لِتُحني رأسِها بِخجل و تشكرُه ثُمََ إنصرَفت
رَفع اللورد زرقاوَتيه نحو الأميرَة المُحدِقَة به مُنذ مُدَّة " مِن الجَيد رُؤيتِك ..! " نَبس بإبتسامَة بسيطَة لم تَكُن كَمثل بسماتِه لَها " لِما اتيت ..؟ لتؤذي جونغكوك ؟ " إقتربت منهُ تُحدق في زرقاوتيه البارِدَة لَعلّّ ما تُفكر بِه خاطِئًا
" لَن اؤذي الشَخص الذي تَربيتُ على يَديه ! " أجابَ و ادخَل يداهُ في جُيوب بِنطاله الرَسمي مُتِّمًا " أمََا بشأن مَشاعري نَحوك فأنا راجعتُ نَفسي و وجدتُ انكِ من نصيبه مُنذ البِدايَة " داخَل شَهليتيها المُكحلّّة بزرقاوَتيه مُلتمِسًا الدَهشة في بُؤبؤتَيها المُوسعَّة
" فاجَئتني ، لكنِّي سعيدَة بِقرارك ! كي لا نَخسر العلاقَة بيننا فانا اُحبك كأخ لي ، شعرتُ انك مَلئت القليل من فراغ إخوتي الراحلون " نَطقت سُموِّها و راحَت تُبسِّم ذاك الوَجه المُبتهِج تُطالِع التُركي الذي قال بِهدوء " و الأن احتاجُ ان ألتقي بِجيون ، عن اذنك "
أفسَحت لهُ المَجال لِلعُبور فعدَّل سُترته و تَخطَّاها داعِسًا على مَشاعِره نَحوها مُغادِرًا تلك البُقعة ، إتكأت ايليزا على العامود مُبتسمَة بخفوت " هَذا مُريح ، لم تَعد هُنالك مشاعِر تربطَهُ بي ، هَكذا أفضل " هَمست و خَللت أناملها في خُصيلاتِها الطَويلَة و راحَت تودُّ الإقدام نَحو مَجمع النِساء فَهي لَحظات و إختَرقت طَبلة اُذنِها نَبرةُ ليو العالِيَة
" مالذي يَحدُث ..؟ " قَرنت حواجِبها بِخفَّة و إستدارَت نحو الممر المُؤدي الي جَناح القائِد ، أضحَت نَبضاتُها تُعارِك السُرعَّة بالثوانٍ مُستشعرَّة ثُقل انفاسِها حينَما نادَى أندرو عشيقِها باعلى مالديه
" جونغكوك ..؟؟ " تسابقَت أنفاسُها و راحَت تُمسك فستانِها و تَركُض نَحو مَصدر الضَوضاء فإذ بِها تَرى أندرو يُمسِك بِجسد القائِد الجاثي على ركبتيه يضغط عَلى صَدرِه بِوجع مُتمسكًا بيدِه الثانيَة كَتِف اللورد
" جونغكوك ..؟؟؟؟؟؟ " صَرخت و رَكضت نَحوهُ مُسرعَة لِتمسكه من ذِراعه مُنحنيَة بِجذعها نَحوه فَنظرت نَحو اللورد و صاحت بِوجهه " مالذي فَعلتهُ بِه ..؟ اخبريني لِما اذيتَه " لَكمتهُ بعنف عَلى كتِفه لِيبعد القائِد يده عَن أندرو و يُمسِك بأميرتِه رافِعًا كُحليتيه نَحوها بِوجع بَرز في نَظرتِهما نَحوها
" ا..انا ل..لم افعل ش..شيئًا " نَفى ليو بِقلق و نَظر نحو الحَرس " نادوا الحَكيم حالاً ، القائِد يحتضر " صَرخ بِقوَّة لِتسقُط دُموع سُموِّها التي حاوَلت إسناد جونغكوك عَليها و إيقافِه لكِّنه أثقل مِن ان يُعيله جَسدها النَحيل
" ج..جونغكوك مابك ا..اخبرن..اخبرني " هَتفت بِبُكاء تُراقِبه و هو يَدنو دافِنًا راسِه في صَدرِها لِكونها مُنحنيّّة صَوبه فأحسَّت بِمرور لَحظاتٍ بِقطراتٍ حامِيَّة تُبلِل نَهديها المَكشوفين بِشكلٍ طَفيف مُزوِّدًا وقود دقاتِها التي ظاهَت سُرعَة الضَوء " م..ماذا ي..يحدث "
أندرو إنخفَض نَحوه و أسندَه عَليه ليحملِه بَعد أن إرتَخى جَسده على سُموِّها المُرتعش كيانُها بِرًعب " ساعديني " نَطق مُجعِّدًا حواجِبه لِثقل القائِد الذي فارَق وَعيّه بالكامِل ، تَحركَّت مُمسكة ذِراعه الثانيَّة لِتضعها حَول كتفها و تَجرُّه نَحو جناحِه أينما وضعه كليهما عَلى سَريرِه
" مالذي حَدث لهُ ؟ " تَسائلَت و شَهليتيها لا تَكفُّ عن سَقي خَديَّها بالدُموع لِتجلس بالقُرب من رأسِه تَمسح على خَدِه البارِد " جونغكوك ارجوك مالذي حَدث معك اخبرني " هَزته بِبُكاء لِتخفِض رأسِها تُسنده على جَبينه بينَما تَبكي بِحرقَّة فَحالته مَزقَّت قَلبها العاشِق له
أندرو رأى ورَقة مُنكمِشَة وَسط كَفِّه لِيقرن حواجِبه و يقترِب سارِقًا تلك الرِسالة منهُ ، فَتحها بِتروٍ يَستعِّد لالقاء نَظرة على تلك الحُروف المَكتوبة باليونانيَّة فأخذ يُجمِّعُها مُلتقطًا جُملاً أدت الي تَجمُّد الدِماء في وَجهه
فَرَّق بينَ شَفتيه و تلاشَى لون مَلامِحه لِينظُر نَحو ايليزا المُنتحبَّة عَلى عشيقُها تَتشبثُ في قَميصِه بِكلِّ ذرة حُب تمتلِكًها إتجاهه لَعلّّه يَعود الي وَعيه ، ما إن سَمِعت ما نَبسه التُركي حَتّّى إختَفى صَوتُ بُكاءِها تَدريجيًا و تَوقفَّت حُنجرتها عَن العَمل رافِعَة رأسِها بِبُطئ نَحو أندرو المُنصدِم مما قَرأه
" جونغكوك لَديه طِفل ..؟ "
•••
مرحبًا ♥️🫶🏻
عًدنا بتشابتر جَديد به مشاعر مختلطة 💕
رأيكم باحداثنا لليوم ..؟
توقعاتكم مالذي كان في الرسالة و ماذا اصاب القائِد ..؟
ايلا ..؟
توقعاتكم للقادم ..؟
اراكم قريبًا اعتنوا بانفسكم جيِّدًا ♥️🫶🏻
دُمتم في حفظ الله و رعايته 💞
.
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top