هواجِس العِشق • 35 •
هواجِس العِشق || جُيون جونغكوك
أهلاً بِكُم في الجُزء الخامِس و الثَلاثون مِن رِوايَة مَخاوِف الحُب ♥️
لِنَبدأ ☁️✨
•••
" جُيون جونغكوك ، هَل تَقبل الزَواج مِن انستازيا لِتكون زَوجة لَك و شَريكة لِحياتِك في السَّراء و الضّّراء ..؟ " يَنطِق المَسؤول عَن تأديَة طُقوس الزَواج بِنَبرَةٍ هادِئَة يُطالِع العَروسين الجالسين في مُحذاةِ بَعضِهما
مَلامِح القائِد تَلتبِسُ أجواءٍ مِن الحُزن و العَزاء ، سُلب مِن وَجهه مَعنى لِلفرحةِ و السَعادَة خُصوصًا بَعد نُطقِه " مُوافِق " أحسَّ بِنَظرات الملِكَة المليئَة بالسَعادَة نَحوهُ بَعد أن سألها الرَجُل و وافقت بِدورها
" مُبارك لَكُما و عَليكما ، اُعلِنَكُما زَوجًا و زوجَة " تَحدَّث الرَجل مُكوِّنًا إبتسامَة بَسيطَة و عَينيه عَلى القائِد الذي إلتَفت في إتجاه المَلِكة و أمسَك بِكتَفيها مُقبِلاً عَلى تَرك قُبلةٍ بَسيطَة فوق جَبينها
" جونغكوك ؟ ج..جونغكوك ..؟ جونغكووووووووك "
يَتخبَّط ذاك الجَسد المُتعرِق في فِراشِه بَعد أن أطرَحهُ المَرض عَليه ، تَتلوى الأميرّّة و هي تَعتصِر الغِطاء بِقبضتيها وَسط لُهاثِها الشَديد و هَذيانِها بإسم عَشيقِها " ك..كلا ، ك..كلا ل..لا تتز..تتزوجها "
صَرخت و إنتَصبت جَالِسَة مَع تَبرُّق عُيونِها الشَهليّّة و إنفتاحِها عَلى أكملِ وُسعٍ مُبرِزَة بياضِها المُحمََر ، بَسطت كَفََ يَدِها على نَبضاتِها المُتسارِعَة و أرَجعت خُصيلاتها المُلتصقَة في جَبينها بِفعل العَرق " ك..كان ح..حُلما ب..بشِعًا "
" ا..ايليزا ؟ ه..هل انتِ بِخَير ..؟ " سَمِعت صَوت يوجين القَلِق و هي تَركُض في إتجاهِها مِن النافِذة لِكون فِراش سُموِّها تَحته ، اومأت لَها و فَتحت الزُجاج الفاصِل بينهما حَتى تَشتمَّ هواءًا نَقيَّا " ح..حلمتُ حلمًا ب..بشعًا "
" ا..اوه خ..خير ؟ كان مُجرد حُلم لا تُقلقي نَفسك همم ؟ " تَوجهت لِملَئ كوب من الماء مِن أحد البَراميل الموجودَة خارِجًا ثُمَّ عادَت و مدتهُ إليها
إنتشلتهُ مِنها و إحتَست منهُ القَليل تَحت تَفكيرِها المُستمِّر بالحُلم
" جونغكوك أينَ ذَهب ..؟ "
تَسلل صَوتُ ايليزا المُرهَق الي اُذني يوجين الماكِثَة قُرب النافِذَة التي تَفصل بين كليتهِما ، حَركت الصُغرى عسليتيها في إتجاه الأكبرِ سِنًا فإعتدلت بِجلستها و أجابَت " لَقد غادَر و لحقه تايهيونغ ، حَتمًا سيعودان "
قَرنت الاميرَة حواجِبها بِعدمِ راحَة مُهمهمَة " لا أعلم لِما قَلبي مُنقبِض ، تُرى هل سيكونُ بِخَير ..؟ " بَحلقت في الآسيويَة التي اومأت بِتبسُّم " لا تَقلقي ، سيعودُ بِخَير من أجلِك ، أتعرفين انهُ يُحبك كَثيرًا ..؟ "
دَحرجت شَهليتيها للطرفِ الأخَر حيثُ تَبسَّمت سَهوًا تَتذكر حَديثه عَنها بِرفقة تايهيونغ " أتعرفين اني كنتُ اكرِّس وَقتي كُله للإنتقام من الشَخص الخَطأ ؟ ألِهذا قَلبي كان مَيّّال لهُ طيلة الوَقت ؟ لانهُ كانَ يَعلم انهُ ليسَ السيب في مَوت أهلي ! قَلبي كانَ يُدرِك حَقيقة الأمر منذُ البِدايَة "
بَسطت كَفِّها على بَطنِها و أراحَت رأسِها الي الوراء مُتنهدَّة بِراحَة " يَزدادُ شُعوري بالسَّعادة كُلَّما اتذكر اني احمِلُ ابنه ! " هَمِست و أحسَّت بِتبَّدُل نَبرة صوت الصغيرَّة التي غَيََرت موضَع جلوسِها و قالت " ا..ا انتِ لا ت..تعرفين ما ح..حدث ؟ "
إعتدَلت الاميرَة في جَلستها و تاوهت لِإنخفاضِ طاقتِها " مالذي حَدث ..؟ " بَحلقت في عُيون الآسيويَة التي دَلكت عُنقها بِتوتر و إستقامَت " س..سمعتُ اغنيس تُناديني " إلتَفتت حَتّّى تُغادر و تَفِّر هارِبة لكن ايليزا أخرجت يَدها من النافِذة و أوقفتها من عضدِها " يوجين ، لا تَكذبي عَلي ! "
إستداَرت الآسيويّّة اليها و قَضمت سُفليتها بأسَى " رُبما على القائِد اخبارِك بالأمر افضَّل ، هِمم ..؟ " هَمِست و أرخَت من شَد ايليزا على عضدِها " أستأذنك " إبتَسمت بتكلُّف و تراجَعت خُطوتين الي الوراء ثُمَّ التفَت مُغادرَة
تَركت خَلفها الاميرَة في صِراع و حيَّرة مِن أمرِها أينَما قضِمت شَفتها بِقلق و دَلَّكت جَبينها " جونغكوك عُد سَريعًا ! " هَمِست
•••
" هَذِه سَتكون غُرفتك الي حين عَودتك الي اليونان ، سأقوم بِتهريبك فالأوضاع هُنا في حالةِ فوضى " نَطقت انستازيا بَعد أن دَلفت الغُرفَة التي تودُّ إعطاءِها الي القائِد ، دَخل من بَعدِها و ألقَى جولة بِكحليتَيه حَول المَكان يَستكشف بِصمت
" الجَيش يَنتظِر حَركةً مِنك جونغكوك ! إنهَم بِحاجتك " أتمَّت الحَديث حينَما أحسّّت بسكوتِه و عَدم رغبتِه في التكلُّم مَعها " انا إعتزَلت من مَنصبي بالفِعل انستازيا ، لا اُريد ان تكونَ لي أيةُ يد في السُلطَة ! فهمتِ ؟ " قاطَع صمتهُ بحديثِه الهادِئ كَنظراتِه الجامِدَة
تَجرعََت المَلِكة ريقَها و تَنهدَّت " هل هو لأجل اميرَة البُندقيَة ؟ تَخليت عن كُل شَئ من أجلِها ؟ " نَظرت اليه بإستياء مُراقِبَة ابتسامتِه الساخِرَة و هو يَلفِظ " عَلى الأقل لَم أتخلَّى عن مبادِئي و شَرفي ! بَل تعلمتُ منها مَعنى ان يَعيش الانسان يَبحث عن مبدأه همم ؟ "
كَوَّرت قَبضتيها بشدَّة و رَقت مُقلتيها و هي تُناظر عَينيه " لَكني أحببتكَ قَبلها ! قبل أن اتزَوج حَتى كُنت اُحبك ، لِما تَجعل فارِق العُمر الذي بينَنا عائِقًا ! بينما تِلك بِعُمر ابنتك ! انها من عُمر اندرو جونغكوك " نَطقت بإنفعال و إرتَعشت بِخفَّة لشدّّة غَليان دَمِها غَيضًا مِمن إمتلَكت قَلب حُب حياتِها
" لَم اركِ يَومًا أكثَر من كونكِ اُخت لي ! اُختي الكُبرى ، كنتُ احترِمك في البِداية لكِن الان ..؟ هه لا أراكِ سِوا مُجرّدُ انسانَة تَجردَّت من الشرفِ و الكَرامة ! انا اُشفق عَليك فَحسب ، عشتِ مع حُبك المُغفل لي طيلَة حياتِك و زوجكِ برفقتك ! الم تُشفقي عَليه ؟ ما ذَنبه و هو يُحِّبك و يَفعل المُستحيل لارضاءِك حَتّّى بعد ان علِم بِمشاعِرك نَحوي فضَّل الإحتراق بِصمت كي لا يُعلن الحَرب بين الدَولتين ! المَشاعر التي تُؤذي من حَولي اُفضِّل التَخلي عَنها بَدل ان أظلِم معي اقربُ الناس لي ، زوجكِ و اولادِك ما ذَنبهم ؟ الهذِه الدرجة تُفكِّرين بأنانية ..؟ هل حُصولِك علي كَزوجٍ لكِ سيُرضي غُرورك ..؟ "
تَغلغلت المَدامِع في عُيون المَلِكة و هي تُنصت الي كَلِماته التي كانت بِمثابَة لَهيبٍ يُقطِّر عَلى قَلبِها المُحِّب لهُ " ل..لكنك س..ستُحبني " هَمِست
شدّّ جونغكوك قَبضته بِغضب و إقتَرب مِنها خُطوتَين فأصبَح الفاصِل بينهِما خُطوَة واحِدَة ، نَظر بِعَينيها الدامِعَة و نَطِق صارًا عَلى حُروفه " لا حُبًا اُحِّبُه بَعد حُبِّ ايليزابيتا مَحبَّا ، حَتّّى و ان حَدث هذا الزَواج بِغض النَظر عن انهُ لن يَحدُث ، صَدقيني ، سَترين مِني كُل مالا يُعجبُك ، أخِر ما قد يَتمناه المُحب ان يَرى حَبيبَهُ تَعيسًا ، اليسَ ؟ "
أنزَلت انستازيَا رأسِها بَعد ان تَخطاها جونغكوك و تَوجه نَحو النافِذَة يَطِّلُ على الخارِج بِهدوء ، كُلَّ ما يَشغلُ تَفكيرَه أميرتِه التي تُواجِه ذاك المَرض بِمُفردِها بدونِه ، كَوَّر يَديه و إستدار نَحو المَلِكة التي نادَته
" إذهَب "
خَفت عُقدَة حواجِبه تَدريجيًا و إعتَدل بِوقفته مُستغرِبًا " م..ماذا ؟ " رآها تُبعِد الدُموع عَن وَجنتيها و تُعطيه إبتسامة مُنكسرَة ، دَلَّت على ما حُطِّم داخِل قفصها الصَدري " قُلت إذهب ، اذهب لَها ! انها بِحاجتك " هَمِست
مَيَّل جونغكوك رأسِه بِعدم تَصديق لِتقترب انستازيا منهُ و تُكتِّف يَديها الي صَدرِها " مَعك حَق ، اعتقِد انهُ حان الوَقت لأتحرر مِن قيود حُبِّك ، لم يتأخر المطاف صَحيح ..؟ " نَظرت بِعينيه المُتعجبََة
رَمِش القائِد و لَم يَستوعِب ما يَسمعه ، تبسّّم وَجهه و نَفى واضِعًا كَفيَّه على أكتاِفها " لَم يَتأخَر ! " قالَ و قد وُضحت عَلى عَدستيه لَمعة لَم تَشهدها انستازيا من قَبل ، قَضِمت شَفتها بخفََة و نَطقت " انتَ فِعلاً تُحِّبُها ! إذهَب "
سَحب يَديه عَنها مُحاوِلاً التَستُر على ابتسامِته العَريضة لَكِّنهُ لم يُفلِح ، تعداها و سار في إتجاه الباب كي يُغادِر لَكِّنهُ تَوقف لِلحظات ثُمَّ عاد اليها ليقترِب و يُعانِقها بشدّّة مُسندًا كَفَّ يَدِه على رأسِها " أسِف لِكون حُبكِ لي جَعلِك تَخَسرين بَراءتك ، ارجوكِ عودي كَما كنتِ قَبل عِشرون عامًا ! كنتِ قَريبةً مِني كَقُرب المَلِك الراحِل ، عودي نَقيَّة " هَمِس لَها بَعد ان تَخزَّنت في حُضنِه مُفصحَّة العِنان لِدموعِها
" ل..ليس ب..بيدي ، الحُب ليسَ ذَنبًا ، بقائي مَعك طيلَة الوقت أوقعني بِحُبّّك ، صعب علي ارجوك إفهَم " تراجَعت الي الوراء و أبعدتهُ من صَدرِه و هي تَرفع رأسِها نَحوه و تَبتسم بِحُزن " ت..توقف الان ا..انت فَقط تُصعب الامر ع..علي ، اذهب قبل ان اغير رائي ! "
" سأذهب ، و قَبل ان اُغادِر اُريد ان أشكرك " نَطق بإبتسامَة هادِئَة جَعلتها تُبرِّق مُقلتيها دَهشةً ، قهقهت بِخفّّة و نَشفََت خَدِها المُبلل بِكف يَدها " غَيََرت بِك الكَثير فِعلاً ، انتَ لم تَشكُر أحَد في حياتِك او حَتًّى تَعتذِر ! ذُهِلت ! "
" إنها ايليزا ! " هَمِس مُبتسِم المَلامِح ، كانَ بشوشًا و ذاك ما لَم تَعهدُه المَلِكة مِن قَبل ، لَطالما إعتادَت على مَلامحه المُظلِمة ، حَتى ابتسامِته كانَ يحسبُ لَها حِسابًا قَبل ان يُظهرَها لأحَد ، راقبتهُ يُغادِر و قَبل ان يَخطو الي الخارِج اوقفته
" مَهلاً ! جونغكوك "
تَوقًّف عَن السَير لِلمرة الثانيَة لَكِن دونَ ان يَلتفت ، خَشيَ لِوهلة انها غَيَّرت رأيِها لَكِن ما نَبستهُ أذَهلهُ و وَسَّع كُحليتيه
" البُندقيّّة ، لَك "
أدارَ رأسِه اليها و نَظر نَحوها دونَ ان يَستوعِب حَقيقة الوَضع ، تجرَّع ريقهُ مُخمِنًا أن الوَضع مُخيف ! تُعطيه البُندقيّّة دونَ مُقابِل ..؟
لَكِنهُ إطمئَّن حينَما تَبسَّمت لهُ بِصدق و نَطقت مُقاوِمَة وَجع قَلبِها
" إعتَبرها هَديَّة زِفافِك ! "
•••
" لِما لَم يَعُد جونغكوك بَعد ! مَرَّت خمسةُ ايام و ليس لهُ أثَر " إنتَشر صَوتُ ايليزا القَلِق في أرجاءِ الغُرفَة و هي تَسيرُ ذهابًا و إيابًا تَحت عُيون كُل من غديز و عشيقتِه المُستمرّّة في لَحاقِها " سيأتي ! رُبما طَرأ عليه عَمل ما ! "
" مُستحيل ، ر..ربما قاموا بإمساكِه ! يا إلهي مالذي عَلي فِعله الان " جَلست على الأرض و أمسَكت بِرأسِها مُطالِعَة الفراغ لِلحظات " عَلي البَحثُ عَنه !! " نَهضت و إستقامت بعدها أغنيس التي نَبست بإنفعال " اينَ تبحثين عنهُ هل جُننتِ ..؟ اينَ ستجدينَه ..؟ "
إقترَبت و مَسكتها مِن عِضدها قَبل ان تُغادر الحُجرّّة " لا أعلَم ، فَقط سأنزِل للعاصِمة ان مَسكوه سَيكونُ هُناك " نَطقت بِقلق لِتنفي اغنيس و تُرجعها الي الوراء مُتحدِّثة " لا تَفقدي عَقلك ايليزا ، انتِ مَطلوبة ايضًا و كُلّّنا مَطلوبون ، ان أمسكوا بِك كارِثَة ، انتِ تعرفين انهم أنزَلوا فِدية ماليََة قدرُها ضَخم لِمن رآك و امسكك ..؟ "
نَهت اليونانيَّة و هي تَرجُّ الاميرَة مِن ذراعِها فوافَقها غديز القَول " صحيح ايليزا ، لا تَتسرعي سَيعود قَريبًا " نَطق مُحاوِلاً التَخفيف مِن قَلِق صديقتِه التي أصرَّت عَلى الخُروج و هي تَجذبُ عضدها مِن قبضةِ اغنيس " انها مَسألة شَخصيّّة لا تَتدخلا لُطفًا ..! " قالت بِغضب و قَبل ان تَتحرك سَمِعت صوت صُراخ مِن الخارِج
هَرع غَديز أولاً بِفتح الباب لِيرى مَصدر الصَوت فإذ بِه يَرى يوجين تَتعارك مع الطبيبَة تُحاوِّل فَك ذاك الفأس الذي تُمسكه " تَوقفي مالذي تَفعلينه " صَرخت الآسيويَة لِيسارِع التُركي بِمُهاجَمة الكُبرى و احاطَتها من الخَلف
" مالذي حَصل يوجين ..؟ " قالت اغنيس بِقلق و إقتَربت مِن الآسيويَة التي تُحاول التقاط انفاسِها " ل..لقد س..سمعت ما قُلتوه بالداخِل و ح..حاولَت الذهاب و اخبار السُلطات انّّ الأمير..الاميرة ه..هنا و حينَما أردت مَنعها رَغبت بِقتلي "
" ا..ابتعِد عني أيها الحُثالة ، الستَ تُركيًا ..؟ تَقف في صَفِّ الاعداء ضِد بَلِدك ، ألا تَستحي على نَفسك ..؟ " صَرخت المَرأة مُحاوِلَة فَكَّ نَفسها مِن بين يَدا غديز الذي إنتَشل الفأس مِنها بِغضب و دَفعها لِتسقط على الأرض
" أتسمين نَفسك مُداويَة ..؟ أتعرفين حَقيقة هُروبنا اساسًا لِتذهبي حَتّّى تُبلغي عَنها من اجل المال ..؟ يالا العار " مدّّ الفأس نَحو اغنيس و إستدار حَتّّى يُطالِع ايليزا فإذ بِه لَم يَجدها ..!
تَوسَّعت عَينيه و رَكض الي داخِل الغُرفَّة يَبحثُ عَنها بِزرقاوَتيه لَكِن ما رآه هو تِلك السِتائِر تُداعِبها الرِياح " اللَعنة ! " هَمِس
مَسكت أغنيس تِلك المرأة و رَبطتها على كُرسي بمساعدَة يوجين ثُمََ رَبطت لَها شَفتيها حَتّّى لا تُحدِث الفوضى " هَكذا أفضل ! عَلينا ان نُغادر نَحنُ في خَطر " نَبست اليونانيَة و إلتفت صَوب الآسيويَة القلِقَة " لا يُمكن ، القائِد و تايهيونغ لَم يَعودا بَعد " نَفت
" مُصيبَة ! ايليزا هَربت " إلتَفت كِلتاهُما نَحو غديز اللاهِث ، كانَ قد خرج في البَحث عَنها في الخارِج لَكِن لم يَجد لها أثر فعاد ليأخُذ مَعه الصبيتين
" ك..كيف هَربت ..؟ اللعنة لِتوها تشافَت من المَرض قد تَنعدي بِه مُجددًا " نَطقت أغنيس بإنفعال و نَظرت نحو يوجين " عَلينا ان نَبحث عَنها قَبل أن يَجدها أحد أخَر و إلا إنتَهى أمرُها "
•••
" أين قَد تكون ذَهبت يا جونغكوك ..؟؟؟ "
لَهثت الأميرَة و هي تَقطَعُ تلك الصُخور و الجِبال تُحاوِل العُبور الي طَريقٍ مَجهول لَعلَّها تَلمحهُ بالصُدفة ! تَوقفت عن السَير بعد ان إبتعدَت عن تلك القَرية و ضَمنت أنهُم لَن يَلحقوا بِها
جَلست فَوق صَخرة تَستجمِعُ أنفاسِها لِتسند يَدها على جَبينها بِتعب " سَمعت يوجين تقولُ لاغنيس انهُ ذَهب ليلتَقي بوالِدَة أندرو .. اذلِك صحيح ..؟ الحُلم ! ق..قد ي..يكون و..واقع! " وَسعت عَينيها بشدَّة و شَهقت " مُستحيل ! انها مُتزوجة و تَكبرهُ سِنًا ..! " نَفت مُحارِبة افكارِها
إتكئت على الحَجرة لِتنهض و تَنزل من المُنحدر حَتى تَتجه نَحو القَصر التابِع للمنطقة التي يَحكمها والِد أندرو ، رأت دَورية مِن عَساكر العُثمانيون يَجولون في الأنحاء فإتَسعت مُقلتيها و سارعَت بالإختباء خَلف أحد الشُجيرات
• مِن وِجهة نَظر ايليزا •
جُلت بِشهليتاي حَول المَنطقة جَيدًا فإذ بي ألمَحُ دوريَة مِن العَساكِر قادِمون نَحوي! شَهقتُ و هممتُ بالرَكض و الإختِباء داخِل إحدى المغارات المُظلِمَة
إبتلَعت ريقي بِقلق ، أخافُ الأماكِن التي لا يَصِلُها النور ، تبًا لِما غامرتُ بِحياتي ، ماذا لَو لم أجِد جونغكوك الان ..؟ و وَقعتُ بين يدان العُثمانيون
نَفضتُ رأسي اُحاوِل العِراك مع تِلك الأفكار البشِعَة لَعلِّي أتغلبُ عَليها و ابعدِها مِن مَحط تَخميمي ، زَفرتُ بضيق و غادَرت المَغارَة بِحَذر أطِّلُ للخارِج ، مِن الجَيد أنهُم رَحلوا ، سارَعتُ بِسرقة خُطواتي للرَحيل و إتمامِ عَملية البَحث
أيها المُغفل جُيون ، إشتقتُ لَك ، لم أشبَع منك بَعد لِما رَحلت ..؟
حَملت عَيناي مِن الأرض نَحو السَماء فإذ بالغُيوم تُقطِّر عَلي بِمخزون المِياه الذي تحتضنِه ، غَضِبت و رَكلت الأرض بتذمُّر " هَل هو وَقتك الان ..؟ الليل بدأ يُخيَّم مع المَطر ، حَتمًا إنتَهى أمري " صحت بِعصبيَّة و بدأت بالرَكض كَمُحاولَة للإختباء
لَم يُجدي الأمر نَفعًا ، لَقد إبتللتُ بالفِعل ، حَتمًا مَظهري كَدجاجة عَلى وشك أن تَبيض ، زَفرت بتضايق و جُلت بِعيناي بالأنحاء فَقبل أن أضع قَدمي بالخُطوة القادِمَة لَمحت مَجموعَة من الرِجال يَقترِبون نَحوي
شَهِقت لِلمرّّة الثانيَة و تَراجَعت الي الوراء بِشكلٍ ادى لِتعرقلي بالصُخور ما أحدثَ ذلك صَوتًا جَعلهم يَنتبِهون لِوجودي ، ماذا ان كانوا مِن وِجال لويس ..؟
إنقَبض قلبي بِهلع حينَما نَظر إلي أحدَهُم ، نَظرتهُ لا تُطمئِن ، إستدَرت و حاولت الفِرار فإذ بي أركُض بكُل ما اوتيت مِن قُوَّة لَعلِّي أنفذُ بِجلدي
إستمِع لِخُطواتٍ رَكضٍ من خَلفي فإذ بِبدني يَقشعِّر كُلما أحسست بإقترابِهم الشَديد مني ، لَم يُحالفني الحَظ بالنفاذ فإذ بِقدمي تَتعرقلُ في الرَمل اللزج بِفعل المَطر ما أدى الي سُقوط جَسدي عَلى الأرض
كانَ تَرحيبًا عَظيمًا من الصُخور التي جَرحت ساعدي فَراحَ يَنزِف " هَذا مُؤلِم ، عَلي الهَرب " أدرتُ رأسي في إتجاه الفِتيَّة المُقترِبون صوبي ، تَوسعت عيناي و مَسكت ما يُقطِّر دمًا مِني وحاولت الإستقامَة
بَدو كَمصاصي دِماء مُتلهفَّة عَطِشَة ، نَهضت بِصُعوبَة و قَبل أن ادنوا خُطوّّة مَسكني أحد أؤلاء الرِجال و صاح قائِلاً " اوهوه ..! الي أين سَتهرُب هذه الجَميلة ..؟ " تَفحصني بِعينيه القذِرتين ، إرتَجف كياني اُخمِّن بِحجم المُصيبَة التي أوقعتُ فيها نَفسي
•••
" ا..ابتعد ع..عني " هَتفت الأميرَة بِغضب مُحاوِلة فَك سَراح عِضدها لَكِّن الأول شدّّ عليها أكثَر مُراقِبًا هَيئتها التي بَدت مُثيرَة بِتَبلل جَسدها بالمَطر ..!
ذاك القوام المَنحوت بإتقان و ما أبرزهُ شَفافيَة فُستانِها الزهري الفاتِح الذي يُعانِق جَسمِها فاصِحًا عن مُنحنياتِه " ألا تَستحي عَلى نَفسك ..؟ لا تَنظُر الي هَكذا .. و انتُم كَذلك " صاحَت بِغضب و نَظرت نَحو الفتيّّة الاخرون
" برائي ان نَعبث مَعها هُنا قَليلاً ثُم نَتركها ..؟ " نَطق الذي يُمسِك بها بَعد ان نَظر نحو اصدقاءِه يَستشيرِهم فَما ان سَمِعت ايليزا ذَلك نَفت بِقوَّة و أخَذت تَتخبط و تَضربه بيدِها الثانيَّة " دَعني ايها السافِل ، ا..انا م..متزوجة "
نَظر اليها الرَجل بِملل و قَربّّها منهُ لِيربط يَديها وراء ظَهرِها " إثبتِ كَي لا نَتناوب عليكِ بالواحِد ! اصمتِ " رَبط لها معصميها في بَعض لِيرمي شَعرِها المُبلل الي الأمام كاشِفًا عن عُري بَشرتها الخَلفيَّة
رأى تِلك الخُيوط المَرخيَّة المُتدليّّة على ظَهرِها مُدلَّة عن خفَّة ربط فُستانِها فَلم تكن تَشدِه حَتى لا تُظهِر وَسطها ، كانَت تَكره أن تُخصَّر جِسمها كي تُبرز صَدرها المُمتلِئ " د..دعني ، ا..انا ا..ارج..ارجوك "
مَدّّ يَدِه حَتى يَلمسُ بَشرتِها و يَتحسسها لَكِن أحد رُفقاءه مَسكه مِن معصمه و ناظَرهُ بِجديَّة " لا ! دَعنا نأخذُها معنا الي القائِد ، لا يَجِب ان نَلمسها ، انهُ ليس من شيمنا فِعل ذَلك ! تبدوا مِسكينة "
ناظَرهُ الثالِث و اومئ مُؤيدًا رفيقهُ " معهُ حَق ، لا نَستطيع ان نلمِسها و نحنُ في مُهمَّة ، لنأخذها الي القائِد و إن سَمح لنا بتركها وَقتها نفعلُ ما نَشاء "
نَاظرتهما ايليزا و عَقدت حاجِبيها بغضب " هل تَروني لُعبة بِحق الجَحيم ..! دعوني أمضي قُدما اني أبحثُ عن زوجي " تناوبت بالنَظر بينهِم حَيثُ لَم يروقَه الأول حديث صديقيه و نَطق " إن رآها القائِد لن يُفلتها بَل سيأخذها لهُ ، ألا تَريان بِحق اللعنة جَمالها ..؟ إنها فاتُنَة ! "
مَدّّ يَدِه حَتى يَتحسس وَجنتها لَكِّنها سُرعان ما إنحنَت الي الوراء مانِعَة إياهُ من مَسِّها ، رَمقتهُ بِحدّّة فَبدت لهُ كَما لو أنها نَظرة تُقطِّرُ إثارَة " قُلت لك بُحق الجحيم سنأخذها مَعنا ، تَوقف و دَع الصبيّّة وشأنها قالت لك أنها مُتزوجة " نَبس الثاني بِغضب و مَسك الأميرة مِن ذراعها ليجذبها خَلفه
" سَتندم عَلى ذَلك " أشرّّ لهُ الأول بِإنزعاج و حَمل سيفهُ من الأرض فَسبق أن وَضعهُ كي يَربِط يَديها " هَيا سَتذهبين مَعنا ناخذك لَدى القائِد رُبما نَبحث لك عن زوجك " هَتف الثاني و دَفعها تسيرُ امامها
" إسمع انا لا اُريد الذَهاب لِقائِدك هَذا ..! انا اُريد فَقط البَحث عن زوجي بِمُفردي ، دَعوني همم ..؟ " نَفت بِرأسها تُعارِض فِكرته لَكِّنها لم تَكُن مُخيَّرة فقد قام بإغلاق فَمِها بُقماشَّة و أخذ يَجرُّها خَلفه من ذاك الحَبل الذي يُربِّطها به
قَوست شَفتيها رَغبةً بالبُكاء ، بأي وَرطة وَضعت نَفسها بِحق ..؟
•••
" حَسنًا دَعونا نَفترِق للبحث عَنها " نَطقت أغنيس و طالَعت حَبيبها " لا ، ان افترقنا قَد لا نَجتمِع ، فَقط لِنبحث سَتكون قَريبة لن تَبتعِد أكثَر " هَتف الصبي و أرجع خُصيلاتِه الرَطبة للوراء ليركُل الصَخر بغضب " سأفقد عَقلي ، لِما بحق اللعنة تَذهب بِهذا الشَكل ..؟ "
" قَلبُها من أخذها غَديز ، ا..انها قَلقة عَليه " هَتفت اغنيس بِحُزن و نَظرت نحو يوجين التي صَرخت " رِفاق !! اُنظروا ماذا وَجدت " رَكض كليهما نَحوها فإذ بِها تُشير عَلى حَلق سُموُّها المُلقى على الأرض مَع قَطرات من الدِماء تَتلبسُ الصَخر
شَهقت اليونانيَة و وضَعت يَديها على شَفتيها بِصدمة " م..مسك..مسكوها ! " إنحنَى غديز و مدَّ إصبَعه يَتحسس قطرةِ الدَم بإصبعه " انهُ جَديد ! يعني كانت هُنا قَبل قَليل ! عَلينا ان نتبِّع أثرُها " نَهض و طالَعهما " لِنتحرَك "
إستّّمر الرِجال الثَلاث بِجَّر الأميَرة خَلفهم عَبر ذاك الحَبل وَسط دُموعِها التي لَم تَنشف مِن عَينيها بَل أعاقَت عنها الرُؤيَة ، كانت تَدعو الإلَه طيلَة الطريق أن يَفك كُربتها و يُسهِّل أمرِها فإن وَقعت بِقبضة إحدى القادَة العُثمانيون سَينتهي بِها المَطاف بِحُكم الإعدام لا مُحال
تُحاول الحَديث لَعلَّ تُلين قُلوبِهم لَكِن تلك القُماشَة تُعيق كَلِماتها من الخُروج
" سَنصلُ قَريبًا كُفي عَن إحداث الجَلبة ، سُيعجبك القائِد " نَطق ألذي يقومُ بجرِّها فَبدل ان كانت يَداها مُربطَّة للوراء فكوها و قيدوا مِعصميها أمامِها كَي يَسهل جَلبها " صَحيح القائِد ليسَ مُتزوج ..؟ " نَظر الثاني لِزميله الذي اومَئ مؤكِد صِحَّة حَديثه " لازالَ أعزَبًا ! انا برائي ان رأتهُ هذِه الصبيَّة سَتُفكر بِهجرِ زوجِها و البقاء بِرفقته "
غَضِب الثالِث بينهُما بَعد ان بدأ كليهما بالضَحك ، أراد ان يَتمتَّع هو بِها لا القائِد ..! تنفسّّ بِتضايق و إقترب يَقف خَلف سُموِّها حينَما تَوقفوا للراحَة
" يا جَميلة ! ما رأيك ان اُهربك بِشرط ان أحظَى بِك لِليلة ! " هَمِس لها بِجانب اُذنِها فإلتفت بِرأسها اليه و طالَعتهُ بِنفور لِتنتفِض بَعيدًا عنهُ و تَلتصِق بالغار مُطالِعة تِلك النيران التي أشعلوها
أخفضت القُماشَة بيدِها و نَظرت نحوهُم بِقلق " انهُ مِن الخاطِئ الإحتفاظ بي ، انا لا أنفعكُم بِشَئ ، دَعوني أذهَب فقط " لَعلَّ قُلوبِهم تَرق عَلى حالِها لَكَُن لم يَتِّم أعارتِها أدنى إهتمام بَل واصَل إثنين مِنهما الحَديث أما الثالث فَإستمََر بِمُحاوَلة التَحرُش بِها
إنسَحبت الي الوراء بِبُطئ تَهرُب من لَمساتِه لَها حَتى وَجدت نَفسها بداخِل تِلك المَغارَة و في الوَقت الذي إنشَغل بِه الأثنين إستَّغل الفُرصَة و دَلف مِن بَعدِها مُبتسِمًا بِخُبث " و الأن اينَ سَتهربين مِني ..؟ سَتستمعين اُبصم لك "
" ا..ابت..ابتعد ع..عني " نَفت بِسُرعة و هي تَزحفُ الي الخَلف و لِقسوَة أرضيَة الغار خُدش عُري ظَهرِها دون أن يَرتف لها جُفن ، تُوافق ان يُجرح كامِل جَسدها و ألا يَنزف شَرفها
إلتصقت بالجِدار تُناظِر عَينيه الجائِعَة لَها و هو يَدنو لاعِقًا شِفاهه " وليمتي ، لِتحل علي اللعنَة ان رأت عَيناي أجمل مِنك " هَمس فارِكا كَفيه بِبعض يَستعِد لِوضعهما عَليها تَحت مُحاولاتِها الفاشِلَة في دَفعه و رَدعه عَنها
أغمَضت شَهليتيها و رَفعت يَديها المُربطَّة كَمُحاولَة للدفاع عَن جَسدِها قَبل أن يَنسَّه فَصرخت بشدّّة " جونغكوووووك " أنصتت لِصوت ضَربةٍ قَويَّة تُصيب وَجه ذاك الرَجل ، كَشفت عَن عَينيها بِبُطئ لِتبتلع ريقها تُطالعه يَتلقَّى الضَرب العَنيف " غ..غديز " هَمست
" أيها السافِل ! تَستقوي على إمراة ! " صَرخ التُركي و رَفع رُكبته يَحشُرها الرَجل في مُنتصف بَطنه لِيضربه بكوعِه على ظَهرِه فَدفعه للسقوط على الأرض و أخذ يُطعمهُ من الرَكل الكَثير من الضَربات حَتى تقيئ الدَماء
" يوجين عَلى رأسٍه بالحِجارَة " صَرخت اليونانيَة و هي تَضرِب أحدى الرَجُلين بينَما الآسيويَة تَقف مَكتوفة اليدين تُناظرِهما بِصدمة " م..ماذا ؟ " راقبت ذاك الذي يُهرول نَحوها فَصرخت بِقوّّة و رَكضت بَعيدًا تَحت مُلاحقة الثاني لَها
أخذَت تلتفُ حول المَغارة و هو يَركُض وراءِها حَتّّى يُمسِك بَها ، حينَما أدرك انهُ في وَسط لُعبة للأطفال ! قَرر العودَة و مُساعدَة رفيقيه لَكِن بُمجرد ان إستدار إستقبلتهُ لكمَة قَويَّة في مُنتصف وَجهه مِن قبل أغنيس
" انتِ بخير..؟ " إنخفَض غديز نَحو الأميرَة يُمسِك بِكتفها و يُجلسها بِرفقٍ بعد ان كانت مُمدَدة " ح..حاول الاع..الاعتداء ع..عل..علي ك..ك..كان سي..سيفعل " هَمِست مُناظِرة الرَجل المُلقى على الأرض أمامها
أوَقفها غديز مِن ذِراعها و أخذ يُحاوِل فَكَّ يَديها " غَدييييز " سَمِع كليهما صَوت صُراخ الفَتاتين مِن الخارِج " مالذي حَصل ؟ " هَمِس مُناظِرًا ايليزا بِدهشَة فقام بإفلات الحبال و رَكض للخارِج
هَرولت الأميرَة وراءِه و إذ بِها تَتفاجَئ بِعَددٍ لا يَقِّل عن عِشرون رَجُلاً يَصطفون بجانب بَعض و الفتاتين في حوزتِهم " ا..انتم ت..تعملون ل..لصال..لصالِح م..من ..؟ " نَطق غَديز بِصدمَة و عَينيه عَلى عشيقتِه المُثلت على عُنقها الخِنجَر " حَركة خاطِئَة و نَقتلُهنًَ "
•••
" الخَطأ مِني ، ا..انا أسِفَة " هَتفت الأميرة بِحُزن و هي تَسير وَسط أؤلاءك الرِجال بِرفقة غديز و الفتاتين ، كُل منهم كان مُربط الأيدي و الثلاث الذين تَعرضّّوا لِلضرب تمّّ إسنادِهم من قبل البقيَّة
" لَم يَكُن عليك التسّّرع ايليزا ، انظري ماذا حَلّّ بنا الأن ، هل يُعقل انهم رِجال والِد أغنيس ؟ " نَطق غديز و نَظر نَحو اليونانية التي سُرعان ما طالعتها ايليزا و الآسيويَة " انهُم يونانيون ! لَيسوا عُثمانيون ! اذًا حَتما هُم رِجال والِدك " قالت الأميرَة لِترمش أغنيس " لا أظن ؟ إنهم لم يتعرّّفوا عَلي "
" إذًا مَن هُم بِحق الجَحيم ..؟ " تَحدثَّت يوجين بِغَضب فقامت بالإصطدام بأحد الرِجال الذي ألفت رأسِه لها و دَفعها الي الوراء " إمشي جَيدًا ايتها الصَغيرة " كَشَّرت بإنزعاج و سَخرت " تَشه صغيرَة ، انها كَلمة تايهيونغ المُملَة "
عَبِست لِترق عَينيها بالدُموع " ا..اشتقتُ اليه ، ل..لم اخبره ح..حتى اني ا..احبه " هَتفت بِحُزن لِتطالعها أغنيس و تبتسِم بدفئ " لابأس ، لَدي أمل اننا لن نَموت ، اليس كَذلك ايليزا ؟ " حَدقت بالأميرَة التي بَحلقت فيها " سَنموت ! سيقتلوننا اُقسم " رَدفت سُموِّها بِتهويلٍ و إنفعال
" ايليزا !!! " نَطقت اغنيس بِغضب حينَما بدأت يوجين بالبُكاء لِتعبس سُموِّها و تَنفخ على شعرِها الذي إنسَدل على وَجهها " عَلى الأقل حاولت ان اكون اجابيَة و لم أقل انهم سَيُعذِبوننا " تمتمت
وَصلوا بِهم ناحيَة مُخيّّم اُقيمَ حَديثًا حَيثُ كان يَحملُ عَلى خَمسونَ رَجُلاً مُسلَّح ، كانَ يَحتوي على القَليل مِن الخيم البَيضاء الصغيرَة و بَعضًا مِن البراميل الضَخمّّة المُحترِقة لِتُساهِم في الإنارَة
" أينَ نحنُ بِحق الجَحيم ؟ " هَمِست سُموِّها تَسترِق النَظر لِلجوار لَعلّّها تُحاول أن تَفهم لِصالٍح مَن يَعمل هؤلاء ، كان أربعتهم يَقفون في مُنتصف مَن جَلبوهم قُصرًا الي هُنا ما جَعلهم غَير مَرئيين على الإطلاق
" حَضرة القائِد الأعظَم ! وَجدنا دُخلاء يَتمشُّون في الأنحاء فَجلبناهم مَعنا ، لَعلَّهم يُفيدوننا بِشَئ " نَبس أحد الرِجال بعد أن تَقدَّم من رئيسِه الواقِف عند باب خيمتِه يَلبسُ ذاك السِروال العَسكري زيتي اللون مَع تيشرت أسود ضَيق يَنحتُ معالِم جَسدهُ المُعضَّل
" دُخلاء ..؟ مَن هُم ..؟ " نَطق القائِد و رافق حُروفه الهُدوء و هو يُقلِّب بينَ يَديه تلك الخَريطَة بَعد تقدّّم مِن صَخرة سَبق و أن أستعملَها كَمكتب لإتمام امورِه المُستعجلَة " لا يَبدون مِن هُنا ، واحِدَة يونانيَة ، و الثانيَة آسيويَة و الثالِثَة لم نُحدد جِنسيتها لَكِّنها حَتمًا فائِقة الجَمال ، سَتُعجبك "
قَرن القائِد حواجِبه بِبُطئ و إعتَدل بِوقفته مُلتفًا نَحوه بَعد أن بَسط تِلك الخَريطَة على الصخرَّة " هه تُعجبني ..؟ " بَحلق في رِجاله الثلاث الذين يُقطِّرون دَمًا فَعلِم أنهم تَلقوا الضَرب المُبرِح و قَبل أن يَتحدََث سَمِع صَوت مألوفٌ لَه
" اللعنة عَليك يا قائِد العفاريت و الجِن ، دَعنا نَذهب و شأننا " مِن بين رِجاله صَدر ذاك الصَوتُ الغاضِب ، لَم تكُن مُجرّّد نَبرةُ عادِيَة بالنسبَة لهُ ! كانَت السبب في تَلخبط دَقات قَلبِه ما جَعل الأمر مُؤلِمًا لِلحظات
تَنحّّى الفِتيَة واحِدًا واحِد كي يَسمحوا للرئيس بالإطلاع عَلى المُحتجزون لَديهم ، ما إن سَقطت عُيونِه عَلى ذاك الجَسد ذا الفُستان الزَهري و الشَعر العَسلي الذي يُغطي كَتفيها مُسترِقًا مساحَة مِن خَدِّها المُتورِّد حَتََى تَجمَّدت أنفاسُه
كاد فَكُّ الأميرَة ان يُلامِس الأرض لِشدّّة صَدمتِها مِن هيئة الذي يُقابِلُها
" ا..انت "
•••
مرحبًا ♥️🙏🏻
كيف حالكم اعزائي ..؟
عُدنا بتشابتر جديد ♥️
من هو هذا القائد ..؟
ارائكم تهمني
شُكرًا على تفاعلكم الجميل في التشابتر الفائت
اُحبكم بِصدق ، انتم مَصدر سعادتي دومًا !
في الواقِع ، منذ سَبع سنوات تقريبا بدأت اكتُب ، منذ ذلك الوقت و انتم برفقتي ذلك يَعني لي الكَثير ♥️
ما رأيكم قد يحدث بالقادم ..؟
انستازيا ..؟
القائد ..؟
جونغكوك ..؟
يوجين ..؟
اغنيس و غديز ..؟؟
اراكم في القادم بإذن الله اعتنوا بأنفسكم ♥️✨
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top