هواجِس العِشق • 34 •
هواجِس العِشق || جُيون جونغكوك
اهلاً بِكُم في الجُزء الرابِع و الثَلاثُون من مَخاوِف الحُب ♥️
تفاعلكم أصبَح ضعيفًا بشدّّة ، اني اُحاول الانتظام في الكتابة بقدر الامكان و الضغط على نَفسي رغم امتلاء وقتي باكمله ، انشر التشابتر و لا اطلع على تعليقاتكم الا منتصف الليل بكل حماس ثُمًّ اتعس بسبب قلَّة التفاعل ..
كلماتكم بمثابة جرعة سعادّّة لكنكم تبخلون بها علي و لستُ من محبي وضع الشُروط ، لكن ان استمر الوضع على ماهو عليه ساكتفي بالنشر مرّّة في الاسبوع
قاربت الرواية على الانتهاء ، و ستتخلصون منها قريبًا لا عليكم 🤍🙏🏻
لِنبدأ ♥️
•••
" هي لَيست حامِل ! "
تُلقَّى حُروف السيدًّة كَفُتاتٍ مِن الحَجر يَرتطِم في قَلب جُيون الجالِس في مُحذاة أميرتِه يؤنِس وَجعها ، خُطِف اللَون مِن وَجهِه و بَرِدت الدِماء في عُروقِه
" ك..كيف ..؟ كُل أعراض الحَمل تَنطبِق عَليها ؟؟ "
تَنهدّّت المرأة و تَنحت عن الأميرَة لِتسير تَغسِلُ يَديها و تَنظُر في إتجاه الآسيوي مُتحدِّثَة " لَم تَكُن اعراضًا لِلحَمل " بَحلقت في ايليزا الغافيّّة ، لَم تَتمكَّن سُموِّها بِسماع ما ردفتهُ المُسِّنَة فالنُعاس سَلبها لِغَير عالَم
" إنها مَريضة ، هُنالك مَرض مُنتشِر هذِه الفترَّة و أعراضِه مُشابهة للتي تُعاني منها زوجتِك ، كما انهُ مُعدي لذلك عَليك الابتعاد عَنها و عَلينا حَجرها "
أوطَئ جُيون كُحليتيه نَحو صَغيرتِه مستشعِرًا تِلك الأحاسيس الحُلوَّة التي سَكنت فُؤادِه تَهجِرُ مَضجعهُ و تُحلِّق بَعيدًا عن مُتناوِل سَعادتِه ، تأذّّى و ما زادَهُ جُرحًا سَماعِه بِمَرض عشيقتِه
" ه..هل لهُ عِلاج ..؟ انتِ عليكِ علاجِها هو لَيس خَطيرًا ..؟ "
أعلَى مُقلتيه ذاتِ البياضِ المُتصبِّغ بالحَمار في إتجاه السيدّّة التي راحَت تَجلبُ مَجموعة أعشاب و تَدهَسُ بِها " يا بُني لا اريدُ اخافَتك ، لَكِن حَتمًا خَطير فأغلب حالات المَرضى بِه تَوفوّا ، انتَ لم تَجلبِها الا بَعدما تفاقم عَليها ، لو عالَجتها منذ بِداية الأعراض لَأرتفعت نِسبةُ الشِفاء "
كَوّّر جونغكوك يَدِه بشدَّة و تزايدَت نِسبة تَدفقُ الدَم في عُروقِه ما جَعلهُ مُحمرًا لشدّّة الغَضب " ما مَعنى ذَلِك ..؟ " تَحرك مِن مَجلِسه و مَسك المرأة مِن ذِراعها لِينفضها بِغَضب " صَدقيني إن حَدث لها شيئًا لَن أرحمك "
فَزِعت السيدَّة و حاولت الهَرب من قَبضتِه لَكنها لَم تُفلِح " مالذي تَفعله يا سيِّد ، دَعني انا ليس بيدي الشِفاء ، إنني الوَسيلة و الشِفاء بيد رب العالمين ، سأفعل ما بِقدري و الباقي على الله " تأوهَت بتألم و راحَت تَسحب عضدها عن أصابِعه
" انا لا أملِك غَيرها ، عَليك علاجِها ، ان اُصيبت بِمكروه اُقسم سأحرِق الدَولة بأكملها ، و انا أعنيها " أشرَّ عَلى السيدَّة مُهسهسًا بِنَبرٍ مُهتَز ، لازالَ يُحاول الحِفاظ عَلى هيبَة صَوتِه لَكِّن تَمكَّن الضُعف مِن السيطرَة عَليه
نَفض ذِراع المرأة عَنه و إستقام مُتجُهًا الي الخارِج ، تَجمَّد مَطرحهُ حينَما سَمِع نَبرة صَوت عَشيقتِه تُناديه ، إلتفَّ برأسِه بِرفق و رآها تُطالعه من أسفل جُفونِها مُنادِيَة إياه ، المُكوث بالقُرب مِنها سَيؤول بِه لِحالة هستيريَة مِن فُقدان السيطرّّة لِذلك حَمِل ما تَبقى مِن شِتاته و غادَر الغُرفة
قَرنت ايليزا حواجِبها بِخفَّة و بَحلقت في السيدّّة مُتحدثة " مالذي يَحدُث ، ماذا بِه ..؟ هَل طفلي بِخير ..؟ " أرادت الجُلوس بإستنادِها على كوعي ساعِدها لَكِّنها فَشِلت مِن الحَراك و إنبطح جَسدها بِإرهاق
نَظرت إليها المرأة و هي تَخلِط الماء الساخِن بِمجموعةٍ من الأعشاب " انهُ قَلِق عَليك فَقط يا صغيرتي ، خُذي هَذا الدواء سَيُساعِدك لإرجاع صِحتك " مَدّّت لها الدَواء فساعدتها عَلى الجُلوس و ثَبتت خَلفها وسادَة تُريح ظَهرِها عَليها
إنتشلت ايليزا الكُوب الرُخامي مِنها و قربتهُ مِن شَفتيها المُزرقَة
خَرج جونغكوك من البَيت لِتُقابله أغنيس و يوجين الواقفتان تَتهمسان ، رأته الآسيويَة و رَكضت مُسرعَّة في إتجاهه مُتجاهلة أخِر حَديث اليونانيَة
" سيد جُيون لَحظة ، أخبِرني هَل صِحََة الطِفل جيدّّة ..؟ "
إعتَرضت طَريق جونغكوك الراغِب في سَرِقَة نَفسِه بَعيدًا لَكِّن يوجين خَطفت أكثر ثوانٍ جارِحَة لِقَلبِه و رأت تِلك العُيون الكُحليّّة تَشِّعُ كَنجمٍ ساقِط
قَلّّصت الآسيويَة مُقلتيها و تمتمَت " أهذِه دُموع ..؟ "
دَفعها جونغكوك عن طَريقه و تَخطاها لِيسير مُسرِّع الخُطى في إتجاه المَجهول ، لَم يَكُن يَعلم أين تَسرِقهُ قَدماه لَكِن ما يُدركِه أنهُ لَم يُمزِق مِن قَبل كَما مُزِّق قَبل لَحظات ، رُبمَّا الألم الذي عاشَر مشاعِره كانَ أشدُّ مِن لَحظة إدراك حَقيقة مَقتل عائلتِه
أغنيس إقتربَت من يوجين و مَسكت يدها " دعينا نَدخُل لِنطمئن ، حالَة جُيون لا تُطمئن " هَمِست فاومأت الصغيرَة و تَمشَّت معها الي الداخِل
دَخلتا و قابلتهما إبنة المَرأة و هي تَتجهز للخُروج " عَفوًا ..؟ لا يُمكنكما الدُخول ، الانِسَة مَريضة في الداخِل و قَد تَنعديا " تَحدثت الفتاة و راحَت تطردهما للخارِج و تَعبر الباب مَعهما
" لَكن نَحنُ اتينا مَعها ، انها صديقتنا و حامِل لِما قد تَعدينا ، لَن نحمل من الاكسجين ، السيد جُيون لا يُوزِع نِطافِه خِلال ذرات الهَواء او ماشابه ؟ " نَطقت يوجين قارِنة حواجِبها فَقرصتها أغنيس بِقوََة مُتسبِبَة في تأوه الآسيويًَة
" انا لا أفهم ما تَقولينه ! " تَحدثت الفتاة مُستفهمة فَهي لم تَفهم لُغة يوجين المُكسرّّة ، نَظرت نَحوها اغنيس و تحمحمت " هي قالت ان الامير.. اقصد ايليزا حامِل ، لما قد تَعدينا ..؟ "
تَناوبت الفتاة في النَظر الي كلتاهُما و سَكتت لِلحظات ثُمََ أدلت " في الواقِع ، انها لَيست حامِل إنما مُنعديَّة بمرضٍ خَطير رائِج ، لِهذا يُفضَّل ان لا تَدنوا مِنها حَتّّى تُشفَى "
خَرجت شَهقة مُتفاجِئَة مِن الصَبيتيَن و نَظرتا في إتجاه بَعضهما مَذهولتان مِما سَمِعتا " ه..هل انتِ مُتأكدَّة ..؟؟ هل سَتشفى ..؟ " نَطقت أغنيس قاطِعَة مَشهد الصَدمة ذاك و إبتلعت ريقها بِتوتُر
" لازِلنا لا نَعلمُ بَعد ، اُمي ارسلتني لأشتري بِضَعة اعشابٍ لِعلاج لِذلك عَلي الذهاب الأن ، لُطفًا إبقوا بَعيدًا نَحنُ لَسنا مُستعدين لِحالاتٍ اخرى مِن الوَباء ! " تَحدثت الفتاة و هي تُطبطب عَلى كَتِف يوجين ثُمَّ سَحبت نَفسها و غادَرت
" هَل سَنبقى بعيدان عَنها حقًا ..؟ ألهِذا كان السيد جُيون حَزينًا ! " نَظرت يوجين نَحو أغنيس المُستاءة " دَعينا نَجد مكان نَقضي فيه الليلَة و غَدًا يَحلها الله بِفرجه ، هيا " سَحبتها بِرفقتها من ذِراعها و تَوجهتا نَحو الفِتيَّة
وَجدتا فَقط غديز الواقِف يُراقب الوَضع أينَما سألت يوجين مُستفهمة " أينَ ذهب تايهيونغ ..؟ " جالت بِعسليتيها حَول المَطرح بَحثًا عنهُ " رأى جُيون يَتجِّه نَحو الجِبال فَلحقِه ، لَم يَكُن بِخَير ، هل ايليزا بِخَير ؟ " أجاب التُركي مُستفهِمًا و عَيناهُ عَلى عشيقتِه التي حَركت رأسِها للجهَتين بِحُزن
" في الواقِع إنها لَيست بِخَير ، قيل أنها إنعدَت مِن الوباء المُنتشِر "
تَفرقت جُفون غَديز و مَسك أغنيس مِن ذِراعها " كَيف ..؟؟ الوَباء خَطير ! و هي حامِل ؟ مناعتها ضَعيفة جدًا !! " صرَّح بِقلق لِتجلس اليونانيَة على حَجرة ضَخمة و تُطالِع السَماء " هي لَيست حامِل " هَمِست
" سَيد جُيون ، إنتَظر لَحظة " صاح تايهيونغ و هو يَركُض خَلف القائِد الذي تَسرِقهُ قَدماهُ بسُرعَة نَحو اللاشَئ ، تَوقف جونغكوك في مَطرحٍ مَكشوف مُنحصِر بينَ تَلتين أينما قام بِلكم تِلك الصُخور بِقبضةِ يَدِه مُسِقطًا تَراكُم قِطع الحِجارّّة عَن صَدرِه فَثقلُها امالَ ظَهرِه
صاحَب لَكمتِه التي أدَت لِجُروحٍ طَفيفة عَلى عِظامِ اصابِعه صَرخةً قَويَّة كادَت ان تُمزِق حِبال حُنجرتِه ، ضيقِ النَفق الذي يَتوسطهُ تَسبب في تَردد صَوتِه العالٍ كأن الجِبال تَردُ عَليه كَمُحاولةً لِلمُواساة
تايهيونغ تَوقف عَن بُعدٍ طَفيف عَنهُ بعدما إنتَفض من صَرختِه فواشَك ان يَتعرقل لِكثرة الصُخور المًتراميَة في كُلِّ مَكان ، نَظر نَحو ظَهر جُيون الذي جَثى على رُكبتيه و أخفَض رأسِه في إتجاه الأرض و ما سَمِعهُ اليوناني جَعل قَلبه يَنبِض بِذُعر
أهو يَبكِ ..؟
" إن كانَ الرب يَودُّ الإنتِقام مِني فَلا تَفعل يا الله عن طَريقها ، إبتليني في صحتي و لا تُرِها من المَرض وَجعًا ، ارجوك انا قَد تُبت اُقسم اني فَعلت ، ل..لن اؤذي أحدًا مُجددًا ، ف..فقط لا ا..اريد ا..ان يُصيبها مَكروه ، ليس ذَنبها شَئ "
إنسكَبت عُيونٍ جارِيَة مِن الدُموع عَلى وَجنتيه المُحمرتَين مِن بُرودَة الجَو ، ما إستمََر بِدسِّه لِسنواتٍ بَدأ بالظُهور مُخفيًا صُورتِه القَويَّة تحت إطارِ الضُعف و الهَزيمَة ، دُخانٍ مِن كِبريتٍ مُشتعِل يُتراقَصُ في أوردتِه ، هو يَحرِق ، لَكِنه لا يَقتُل ، يُعذِّب بِبُطئ
إعتصَر بينَ قَبضتيه التُراب المَمزوج بالصُخور الصَغيرَة ، خَرجت شَهقاتٍ خَفيفة مِن بين شَفتيه الكرزيَّة مُعبرّة عَن خِنقته و الحُزن المُتربع صَدره
" تايهيونغ ، تايهيونغ مالذي يَحدُث ؟؟؟ " ذاك الصَوت المُتلهف أتاهُ مِن خَلفِه مِن صاحِبَة الشَعر الكِستنائي ، رَكضت في إتجاهه و قَبل أن تَتخطاهُ لِتعرقل قدَمِها مَسكها مِن ذراعها و أعادَها اليه " هشش ، إهدئي "
جَذبها نَحوهُ فإتكئ جَبينُها عَلى صَدرِه ، تايهيونغ كان مُركِزًا يُطالِع جُيون و يَدِه لاتَزالُ تَسجِن ذِراع الآسيويَة بينَ أصابِعه ، كَنَبضةٍ مِن التَيار الكَهربائي دَقَّ قُبضان خَافِق الصبيَّة التي رَفعت مُقلتيها العَسليَّة و بَحلقت في وَجه بُندقي العَينين
رُبما هو لَم يُدرِك حَجم البَعثرَة التي أحدَثها لِذاك القُرب ، أخفَض تايهيونغ رأسِه نَحوها حينَما شَعَّر بأنفاسِها الساخِنَة تُداعِب رَقبتِه البارِدَة ، بَحلق في عَسليتيها ذاتِ بَريق البَراءَة المُشِّع فيهما ، خَفت عُقدَة حواجِبه تِلك و إرتَخ تَشنُّج مَلامِحه لِتَذبُل عُيونِه البُندقيَّة
تَشتت عَسليةُ العَينين مِما جَعل الحُمرَّة تَسلُك طَريقًا الي خَديها المُتورِدَين فَدهب عَنها الرُشد سامِحًا للتَوتُر و الحيرَّة أخذ نَصيبِه مِنها " ا..اع..اع.. ل..لا ، ن..نذه.. ماذا؟ " تَمتمت بأحرفٍ لِجمل لَم تَستطِع إكمالِها
مَسك العَسكري بِذقنها حينَما أنزَلت رأسِها فإنحنَى الي مُستواها و إذ بِه يَترُك قُبلةً عَفيفَة على خَدِّها المُتورِد ، إتَسعت جُفون الصَغيرَة التي شَهقت و بَسطت كَفََ يَدِها عَلى فاهِها بِصدمَّة ، لَم يَكُن تَصرفًا مُتوقَّع البتَّة
دَفعتهُ مِن صَدرِه الي الخَلف و رَفعت مُقلتيها اليه " اءء..اءء " تَراجعت خُطوتين الي الورَاء ثُمَّ إلتفت لِتُهروِل راكِضَة عَودةً للبقيّّة
مَسَّد تايهيونغ عُنقه لِيقضم شَفته بِخفَّة و يَزفِر " لا أعرِف كَيف سأفصِح عن شُعوري حَقًا ! إنها تَستمِّر بالهَرب " إستدار يَبحث عن القائِد بِعَينيه لَكِنه لَم يَجدِه في ذاتِ مَطرحِه ، عقد حواجِبه و نَزل من فوق التلَّة نحو ذاك المَفرق
" تَبًا كانَ قبل القليل هُنا ..؟!؟ "
•••
" الي أين تَدخل ..؟ أخبرتك انهُ علينا حِجرها ! " قالَت المرأة بَعدما إعترَضت طريق جونغكوك الراغِب في دُخول الحُجرة عِند حَبيبتِه
" أحجريها عَن الجَميع عَداي ! انا لا يَهمني الاصابَة بالمَرض إبتعدي " نَطق بِهدوء و حاول دَفعها مِن أمامِه لَكِّنها لَم تَتزحزح و نَطقت بِذات نَبرتِه " ان اصبت بالمَرض انت الأخر سَيكون العِلاج مُستحيلاً ! انا حَجرتها بالداخِل و ما إن تُشفى إشبع مِنها قَدر ما شِئت "
كَوّّر الآسيوي قَبضته بِغَضب فَصرّّ عَلى أسنانِه و تَحدَّث ضاغِطًا على أحرُفِه حَرفًا حَرفًا " أقسمتُ لِلتو ألا امسَّ أحدًا بِسوء مُجددًا ، عَيب ان اعود في كَلمتي مع الله ، هيا تَحركِ " إستقَرت يَدِه على كَتِفها و دَفعها على الجانِب لِيَعبُر ذاك المَمر في إتجاه الغُرفة
كانَت ايليزا جالِسَة في مُنتصف الحُجرَة مُحاطَة بالستائِر التي تُغلِّف ذاك الفِراش الجالِسَة عَليه ، خَفت عُقدة حواجِبه بَعد أن إتَكئ عَلى الباب و كَتف أذرُعه عِند صَدرِه يُراقِب الكِتاب بين كَفيها و شَهليتيها التي تَتبِعُ تلك الكَلِمات بِحَذر
عَضّّ على شَفتِه بَعد أن مَسَّ فَردٌ مِن أفرادُ الألم قَلبِه ، كًتِم نَفسه و بالكاد تَمكََن من تَجميع حُبيبات الهَواء في صَدرِه فأخذ يَنفُثها بِبطئ و هو يَسيرُ في إتجاهها ، جَلس عَلى رُكبتيه و ما بينهُما كان ذاك السِتار
أحسَّت الأميرَة بِوجودِه فَقامت بِرفع عَينيها عن الكِتاب و سَقطت عَليه ، سُرعان ما أغلقتهُ و هَرعت بالتَقدم نَحوه لَكِّنها اَم تَتخطى السِتارَة " جونغكوك ..؟ مابِه وَجهك ..؟ انهُ مُنتفِخ ! هل انت بِخَير ؟؟ " بَحلقت في عَينيه الذابلتين بِقلق
أومَئ لَها كَمُحاولَة بتخبئَة حَقيقة أنهُ لَيس بِخَير لَكِن تِلك الكُحليَّة المُتأذيَّة لِفرط البُكاء كانت تَفضحُّه ، لازالَت تَحمِلُ مَخزونًا مِن الدُموع عَلى أطرافِها
" ا..انت حَزين لاني م..مريضة ..؟ ي..ساكون بخير ، و ابننا سيفعل همم ..؟ ق..قالت اني سأتعالَج " قالت الأميرَة بِحُزن عَلى ذاك الوَجه مَخطوفِ اللَون ، لَم تَعهد عَلى رُؤية الكآبة تُخيِّم عَلى مَلامِح عشيقِها
" ل..لم يَعُد " مَدَّ يَدِه راغِبًا في نَزِع تِلك القُماشَة التي تَقفُ كَدخيل بينَهما لَكِن سُرعان ما حَملت يدِها و مَسكت بِها خاصته من خَلف الستارَة " هِشش لا تَفعل أرجوك ، سَتمرض " نَظرت بِعينيه التي تَحولََت من ذابِلَة الي حادَّةٍ غاضِبَة
" اُمزِقها اُقسِم ! أبعدي يَدِك ، اُفضِّل الموتُ بينَ ذِراعيك و لا البُعد سَليمًا أفهمتِ ! "إستطرد كَلِماتٍ صاحَبتها العَصبيََة و الغَضب ، لا يُصدِّق انها تَمنعهُ عَنها لأجل المَرض " جونغكوك ا..ان كنت تُحبني ، ل..لا تَفعل و ا..إبقى خَلف الحِجاب " نَبست في ذاك الحين الذي غَلبتها فيه الحسرَّة و إحتَّلت مِساحات صَدرِها مُحاولَة السيطرَّة عَلى خافِقها المُمتلئ بِعشقه
تَمكََنت مِن غَلبِه بِتلك الجُملَّة إن كُنتَ تُحِبُني وعَبثت بِمشاعِره بِها جَيِّدًا حَيثُ أحسّّ أنهُ عاجِز و ذاك ما زادَهُ إندلاع الغَضب بِه أكثَر " ايليزا !!! اللعنَة لا تَتصرفي مَعي بِهذا الشَكل ! ارجوكِ انا اُريد ان اكون بِقربك ! اريدُ ان اُعانقك ، ثُمَّ قبل سويعات فَقط كنتِ في حُضني و ها انا بِخَير لِما تفعلين ذَلك "
قَضِمت طَرف شَفتها بإستياء و هَمِست " انهُ لُطف من الله حينَما لَم تنعدي ، لَكِن ليس في كُل مرَّة تَسلمُ الجُرَّة لِذا أرجوك ، انهُ طلبي الوَحيد إبقَى آمِنًا "
إعتَصر ثِيابٍه بِقوّّة تكادُ عُروقه البارِزَة أن تَنفجِر لشدَّة عَصبيتِه ، شُعورًا من الضَغط يَكتمُ عنهُ نَفسه ، يُشعرِه بالعَجز " مالذي عَلي فِعله الان هِمم ..؟ تَجعلينني عاجِزًا ايعجبِك ..؟ أتريدين مُشاهدتي أبكي كالأنثَى ألان ام ماذا ؟ "
" لَسنا نحنُ الإناث فَقط من نَبكِ !! " رَدت عَليه بِدهشَة و رَمِشت
" اذًا انتِ تقولين لي ابدأ بالبُكاء ..؟ " تَحدث بِغَضب و إنزعاج لِيُمسِك بِشعرِه مُتنفِسًا " اللعنة فَقط على هَذا المَرض اللعين " أخفَض يدِه من خُصيلاتِه يُمرِرُها على مَلامِحه ماسِحًا وَجهه بِعنف ، آن ذاك لاحَظت الاميرَة خُدوش قَبضته لِتُوسع أبصارَها " جونغكوك !!!! "
أزاحَت ذاك الحِجاب الفاصِل بينهما و إنتَشلت يدِه مُتحسسة ذاك الجُرح بإبهامِها " مالذي فَعلته بِنفسك ! أذيتَ يَدِك " رَفعت شَهليتيها نَحوهُ تُناظِره بِعتاب فإذ بِها تَلمح تِلك البَسمة المُنتصِرَة التي رُسِمت عَلى شَفتيه
أزاحها الي الوراء و دَلف مَعها الي داخِل عُشِّ السِتار ذاك مُتبسِّمًا " فَعلتيها بِنفسك ..! لستُ مَن أبعد السِتارَة " نَطق و شُعورًا مِن النَصر دغلغَل بِداخله
غَضِبت ايليزا و شَدّّت على يَدِه بإنزعاج " جونغكوك انتَ تستهتِر بِصحتك !! " إعتَصرت كَفِه تُحاول إبتِلاعِه بين يَديها لَكِّنها لَم تُفلِح لِضخامَة حَجمها
شُفِط ذاك الغَضب بأسرِه عِند تِلك القُبلَّة الخافِتَة التي وُضِعت مِن قِبلَه عَلى فاهِها المُزرَق فَسحِب مِن بين شَفتيها كُلَّ ذَرةِ حُزنٍ مَكُثت فيها " هِششش ، أنا أعي أني و إن مَرِضَت سَيكونُ المَوت جَنَّة لانهُ مِنك ، انا راضٍ فَما هي مُشكلتك ..؟ انا اُحِبُّك بالطريقَة التي لا حَياة فيها مِن بَعدِك ، إفهَمي " نَطِق بُحروفٍ مَبحوحَة مُصاحِبَّة أنفاسِه الدافِئَة التي لَم تُقصِّر بالعَبث مَع بَشرتِها
إتكَئَت بِجبينها عَلى وَجنتِه و أغلَقت جُفونِها بينَما دَقاتُ قَلبِها تَتخبُط بُجنون " فَجأة تُصبِحُ غَزليًا و تُعجِزُ لساني السَليط عَن الرَد ، جِد حَلاً لِخجلي مَعك جونغكوك " هَمِست لهُ بِخُفوت مُرتخِيَة على لَمستِه الدافِئَة عَلى ظَهرِها
" اعتَقِد أن لِمثلِ هَذِه العِلَّة يُوجَد حَلٌ واحِد ، ما رأيُكِ أنتِ ..؟ " صاحَبت هَمساتِه المُثيرَة تِلك نَفسُه الساخِن يُبعثِر خُصيلاتها الخَفيفَة عَن اًدنِها مُتحسسًا بِها عُنقِها النَقي " ا..انهُ ليسَ و..وقتُه " أدلَت بعد فَهمِها لِقصاِه فأغمضَت مُقلتيها بإرهاق " جونغكوك هل سأموت ..؟؟ "
ذاكَ السُؤال المُفاجِئ أيقَظ غَضبِه الذي لِتوه أخذ غَفوة بَسيطَة ، إقترنَت حواجِبه و مالَت ملامِحه للحدّّة أينما قام بإمساكِ ذَقنِها و رَفع لها رأسِها مُطالِعًا عُيونِها " إنسي الأمَر ، سَتكونين بِخَير قَريبًا ، مَرحلة و تَمر حسنًا ..؟ "
مَسكت بيدِه و بَسطت كَفَّها عَلى بَطنها لِتُناظِره " و سَيكون طِفلنا بِخَير ..؟ " بَحلقت في عُيونِه التي سُرعان ما ذَبِلت و تَلاشى بَريقُها ، قَبض عَلى فُستانها بِخفَّة و حاوَل تَزييف إبتسامَة صَغيرَة " س..سيكون "
حَتمًا لَن يَود أن تَزيد حَالتها سُوءًا إن عَلِمت الحَقيقة ، إتكَئ عَلى الجِدار وراءِه و جَذبها لِتتمدد عَليه فَسحب اللُحاف يُغطي بِه جَسدِها الساخِن بِرفق " هَيا اُخلدي الي النَوم الأن و غَدًا سَنجِد حَلاً "
أسنَدت رأسِها عَلى صَدرِه مُبحلِقَة في الفَراغ بِعُيونٍ شارِدَة ، لَم يَكُن ذِهنها حاضِرًا فَلم تكُن تَعي شيئًا مِما يُحدِّثها عَنه ، أخذ يُطبطب بحنيّّة علَى رأسِه فإلتزَم الصَمت بِدوره و راح يُناظِر السَقف يُفكِّر في مُصيبتِه
تَنهََد و أنزَل عُيونِه اليها فَوجدها خَلدت الي النَوم ، رَقَّت كُحليتيه عَلى حالِها المُتعب ، تَمنّّى لو أنهُ من اُصيب بالمَرض و لَم يَمسَّها ضَر ، بَحلق في قَبضتها الصغيرَة التي تُمسِك قَميصِه و تَتشبث بِه فإنحنَى و إنتَشلها بينَ كَفِّه لِيترًك عَلى ظاهِرها قُبلةً خَافِتَة " ارجوكِ كوني بِخَير "
•••
" سيد جُيون ، هَذِه الرِسالة وَصلتك من اللورد لِيو "
مَدَّ تايهيونغ بِظرف الرِسالة نَحو القائِد مُتعكِّر الوَجه " ذاك الحَقير ..؟ هَرب كالفلُّوس الخائِف " إنتَشلها بِغضب مِن اليوناني و قَلَّبها بينَ يَديه ثُمََ فَتحها ليقوم بِقراءَتها بِعنايَة ، عَقد حواجِبه بشدَّة و رَفع كُحليتيه نحو العسكري " ماذا فيها ..؟ "
" إنها رِسالة مِن المَلِكة انستازيا ، تَطلب مني الحُضور " هَتف القائِد قارِنًا حواجِبه بإستفهام " لَكن ، انت لن تَذهب صحيح ..؟ انهُ حتمًا فخ مِن زوجها للإمساك بِك " أبدى تايهيونغ عَن رأيِه و إلتقط الورقة من بين يَدان جُيون
قَرأ مُحتواها و بَحلق في الآسيوي الذي جَلس فوق الصَخرة قُرب البيت بَعد ان تَرك ايليزا نائِمة بداخِله ، خَلل أصابِعه في خُصيلاتِه الغُرابية و نَفى " انستازيا لا تَقدر على إيذائي ، و لَن أذهَب و اترك ايليزا ، هي ستؤذيها "
" اذًا ستتجاهَل هذا المِرسال فَحسب ..؟ "
" تمامًا ، لا شُغل لي مَع تِلك الجماعة مُجددًا ، انا تَخليََت عن مَنصبي بالفِعل و لَم يَعد يَهمني اي شَئ سِوا ان تكون ايليزا بِخَير " تَحدث جونغكوك و رَفع عَينيه نَحو اليوناني الحائِر فإبتسَم بِخفَّة و إستقام مُربِتًا عَلى كَتف تايهيونغ
" لا تَستغرِب ، الحُب يَفعل أكثَر من هَذا " نَطق مُتِّمًا لِيُخبئ يَداهُ في جُيوبِه مُناظِرًا السَماء " لَكن سيد.. " قاطَعه جُيون بِقوله " نادِني جونغكوك ، لَم أعُد سيدَك الأن ! انا مِثلي مِثلك همم ؟ " طالَعهُ بِجديَّة حينَما رَفض الأصغر سِنًا القُبول " ك..كلا سيبدوا الأمر غَريبًا .. اعني ا..انت تعرف "
" إما ان تُزيل هذِه الرسميَّة المُزعجَة او لا تُحادثني ! "
" ح..حسنا ج..جونغكوك ، اعني انتَ وَصلت الي مَنصب يَكادُ يُضاهي مَكانة المَلِك ، انهً بدونك لَم يَكُن تَحريك شَعرَة من الجَيش و الأسطول بأسرِه ، العالَم كُله يَخشى مِنك ، هَل قَررت حَقًا التَخلي عن كُل هذا لأجلها ..؟ " تَحدث تايهيونغ و هو يَطوي الرِسالة و يُخبئِها يكادُ لا يُصدِّق ان الذي يراهُ قبالته ذاته جُيون جونغكوك
" حينَما نَظرت الي عَينيها ، وَجدتُ إنتمائي ، أدركت ان كُل هَذِه السُلطَة التي أسعَى لَها لا تُعطيني رُبع الرِضَى الذي أحصُل عَليه حينَما تَبتهِج تِلك الشهليتين لِشَئٍ جَيد فَعلته ، ما بِداخل تِلك العُيون كَونٌ إحتواني كأني الآمِر الناهي كَما لَو أني أحكُم اراضيها بِلا قَوانين ، شُعوري بالسيطرّّة على حُبها أعظم بِكَثير مِن سُلطتي عَلى البَشر أجمَع ! هَذا ما تَعلمتهُ حينَما تُهنا في الغابَة تلك المرََة ، رُبما كانَت اكثُر سُويعات عِشتها حُر دون قُيود ، حَكيتُ لها عَمّّا في خاطري و لأول مرّّة لم أخشَى ان يَحكم عَلي أحد ، هي لم تَحكم عَلي بل شَعرتُ إنها كالضِماد تُهوِّن جُروحي و تُخيطُها فَقط بِوجودِها بالقُرب مني ، صحيح إنها حادَّة الطِباع قَليلاً و قاسيَّة أحيانًا لَكن صدقني حينَما تَرى ان أذى ما على وَشِك اصابني لا تَردد بِترك غَضبها جانبًا و اللجوء لِحمايتي ، اليسَ هذا كافيًا ..؟ المَرء يَسعى لِلعيش مِن اجل راحتِه ، و هي راحَتي "
نَفَّس الآسيوي عَن رُبع ما يَجول بِخاطِره مُعبِّرًا عَن ذاك الإمتنان الذي يَجتاحُ صَدرِه تِجاه صَغيرتِه ، تَبسَّم تايهيونغ بِخفَّة حينما وَجد الأميرَة واقِفَة عِند الباب تُطالِع ظَهر جونغكوك الذي يُقابلها " اذًا ، سأترككما الأن ، عَلي تفقد البقيََة "
عَقِد جونغكوك حاجِبيه " تَتركُنا ..؟ " نَظر نَحو تايهيونغ الذي أشار بِبندقتيه خَلفهُ أينما إلتفت و وَجد أميرتٍه واقِفَة عند الباب تَحتضِن ذاك اللُحاف و تُناظِره
" ايليزا ..؟؟ مالذي أخرَجك بِحق ! " سار ناحيتِها و مَد يدِه اليها حَتى تَتمسََك بِه ، تَشبثت ايليزا به و إقتَربت مِنه لِتصعَد عَلى رُؤوس أصابِعها و تُخلِّف قُبلةٍ خَفيفة عَلى خَدِّه " نَهضت و لَم أجدك قُربي ، خِفت انك قد غادَرت فَنهضت ابحثُ عَنك "
" ماهَذِه الافكار الغَبيّّة الان ؟ اين ساُغادِر ؟ " حاوَط خَصرِها و سَحبها الي الخارِج بِرفق " إبقي قَليلاً هُنا تَستنشقين هواءًا نَقيًا " تَحدَّث بِهدوء و أجلَسها على كُرسي خَشبي صَغير في رُدهة المَنزِل
جَلست عَليه و مَسكت بإصابِعه لِترفع رأسِها اليه و تَنظُر بداخِل كُحليتيه " جونغكوك ؟ " هَمِست حُروف إسمه مُطالعة إياه و هو يُعدُّل اللُحاف عَلى أكتافِها مُغطٍ بِه رَقبتها الظاهِرة ، كانَ مُنحني الظَهر في إتجاهِها فَما إن نَدهته حَتى رَبط عَينيه بِعينيها و أوصدَهُما في لِقاء طَويل مَداه
حَدقت سُموِّها فيما تُحِّبُ و تَعشق و لَم تَتردد ثانِيَة عن التَبسُّم بإرتياح مًتحدِثةَ بِنبرةٍ خَفيفة " شُكرًا لَك "
قَطب جُيون حواجِبه و جَلس على رُكبتِه و يَداهُ تُمسك جوانِب اللُحاف الأثنين مُبقيًا تواصُل مُقلتيه على حالِهما " لِما تَشكريني ..؟ " أحسَّ بيديها الدافِئَة تُوضَع فوق خاصتِه البارِدَة " هَذٍه الحرب التي اُقيمت بينَنا كانَت لِحكمة ما ، علِمتُ لِما الله مَنع عني ذاك العُرس و الزَواج ، موتُ عائلتي و أوليڤر جَعل شَخصيتي قاسيّّة بِهذا الشَكل ، و رُبما ان لم يَحدُث ما حَدث ما كُنَّا التقينا في اطار الحُب ، أليس كَذِلك ..؟ "
أخفَض جونغكوك أبصارِه مُستمِعًا الي نَبرتِها المَبحوحَة مُدِّلَة على مَرضِها ، إبتسَم بِخفوت و حَمل عُيونِه اليها " أيتجوّل الوحوش بالقُرب مِن الجَميلات ..؟ ، أتذكرين هَذِه الجُملَة ..؟ "
كَشَّرت ايليزا بِمَلامِحها بِخفّّة ، لَحظاتٍ و إذ بِها تَشهق و تُسند كَفها عَلى شَفتيها مُوسِّعة مُقلتيها " ص..صحيح ، ك..كيف ل..لم افكر بِذلك ! ك..كان انت مُجددًا ..؟ " نَطقت بِعدم تَصديق مُتذكِّرة ذلك الرَجل الذي داوَتهُ يوم عُرسها
اومَئ لَها مُؤيدًا و هو يَتبسًّم " كنتُ انا ، اُصبت و انا اُحاوِل التَسلل الي جَناح والِدك كي اُحذِّره ، في الواقِع يا ايليزا والدِك لم تَربطني بِه ايةُ عَداوة ، لَطالما كان أنسانًا طَيبًا في كُل مَجلس جَمعني بِه ، الحَرب التي اُقيمت بيننا كانَ مُجرد تَصرف مُتهور من المَلِك اركون ، أقنعتهُ مِرارًا و تِكرارًا أن لا يَعبث بالمنطقة الخَطر لم يَسمع "
سُرعان ما تَغلغلَت الدُموع في عُيون سُموِّها التي أحسّّ جُيون عَلى إرتِجافها و هي تَنطِق " ا..ان ك..كنت ص..صديقًا ل.لابي ، ل..لما قَتلته ..؟ "
قَضِم جونغكوك عَلى شَفته السُفلى و تَنهَّد مُغمِضًا عُيونِه " لم أقتله ، انا لَم آمُر بِقتله لا هو و لا الجاليّّة الملكيَة بأسرِها ، أمرتُ بقتل اوليڤر لانهُ يستحِق المَوت " تَحدث بِهدوء و رَفع سوداوتيه اليها فَوجد شَهليتيها تُناظِره بِشَك
هي حَتمًا لم تُصدِق ما يقوله " جونغكوك لا تَكذب عَلي حَسنًا ، اعلَم انك قتلتهُ انا رأيتُك بِعيناي ، الذي قَطع رأس ابي و اخوتي و اُمي كان يَلبس شارَة القائِد ثُمَّ وَجدتك انت امامي ! " تَكلمََت بإنفعال و هي تَرتعِش حال عَودة ذِكريات تِلك المَجزرَة امام عَينيها
" ايليزا صدقيني لَم أفعل بِحَق اللعنَة ! كُنت مَعك و كَتفي مُتصاوب ثُمَّ ذلك لم يكن انا ، كانَ مِن الأسطول عَينتهُ ليكون في رُتبتي و هذِه تحدُث دومًا في الحُروب كي لا يأتي للقائد ضَرر و يتِّم استهدافه ، انا لم أمره بِقتل عائلتك امرتهُ بِسجنِهم و أخذِهم أسرَة مِثلك ، كان سَيقطع راسك انتِ ايضًا لو لَم أتي في اللَحظة المناسبَة ! لَكني تداركتُ الوَضع و فَصلتُ رأسه عن كَتفيه إنتقامًا لِروح والِدك الراحِل "
خَفّّت تجعيدَةُ جَبين الأميرَة التي إرتَخَت مَلامِحُها بِبُطئ و هي تُنصِت الي كَلِماتِه و جُزءًا مِن قَلبِها يَميلُ الي تَصديقِه ، إنسابَت قَطراتٌ مِن الدُموع عَلى وجنتيها و اخَرجت يَديها من أسفل اللُحاف لِتُمسك بهما خاصَتيه بِقوَّة " ا..انت تقولُ الحَقيقة ..؟ ل..لست من ق..قتلهما ..؟ ا..انتقمت م..منه حقًا ..؟ "
تَحدثت بِلهفّّة و دُموعها لا تَتوقف عن النُزول و تَبليل خَديها المُحمريَّن ، نَظر جونغكوك الي يَديها التي تَتشبثُ بِخاصتيه و تعتصرِهما ما جَعل إرتجافِها يِؤثَر عليهما فراحَتا ترتِجفان بِرفقتها
" إنها الحَقيقة ! لِما قد اقتُل صَديقي ، ايليزا هُنالك أسرار لا تَعرفينها ، نَعرِفها فقط انا و والِدك مِنها سبب الهُجوم اساسًا في يوم العُرس ، كانَ التَخطيط بدايةً و الفِكرَّة من أبيك الراحِل ، هو لَم يَكُن يَستطيع رفض زواجِك من اوليڤر بسبب قُوّّة سُلطة والِده ، تستطيعين القَول انهُ مَسكه من يدِه التي تُؤلِمه ، بِذات الوَقت لا يُريد تزويجِك منهُ فما ان وصلهُ خَبر شَن الحَرب مني طلب ان ألتقيه ، عِندما التقينا عَلِم ان لا مَفر مِن هذِه المَعركة و طَلب ان تَكون بيوم العُرس تَحديدًا "
•••
يَنتصِب جونغكوك واقِفًا قُبالة مَلِك البُندقيّّة فيليبو الذي يَجلِسُ عَلى كُرسيه في جَناحِه المَلكي " أتيتُ في الخَفاء حينَما طَلبت ذَلِك ، انتَ تعرِف ان ورائي الكَثير مِن الاشغال لَكني لا أرفض لَك طَلب ! " تكلَّم الآسيوي و جَلس أمام المَلِك يُناظرِه بإهتمام
" انظُر جونغكوك ، أعلم ان المَلك اركون يُصِّر على إحداث الفَوضى بينَ الدَولتين و رُغم سُلطتك لَن تَتمكن من إقناعِه على التراجُع ، لِذلك انا اُريد مِن هَذِه الحَرب ان تَقوم ! " نَطق فيليبو بالحَديث الذي جَعل جُيون مَصدومًا ، سُرعان ما غَيَّر طريقّة جُلوسِه و إسترَسل " حَضرة المَلك اسطولَنا أقوى بِكَثير ! ان حَدثت المعركَة سَتموت جُنودك و حَتمًا اركون يأمُر بِقتلك "
" انا أعلم يا جونغكوك ، درستُ الموضوع جَيِّدا قبل أن تأتي ، تَعرف ابنتي السينيورا ايليزابيتا ..؟ " نَطق المَلِك بهدوء و دَعك جَبينه بِتَعب يَنتظِر رد الآسيوي الذي حَدق جانِبًا مُتذكِرًا مَوقف أضحكه " و كَيف أنساها ..؟ "
" هاه ، ذلك المَوقف! لازلت تَتذكره ! " صَحى فيليبو مِن شُرودِه حينَما سَمِع صَوت ضِحكة القائِد الذي اومئ لهُ " أخر مرّّة رأيتها كانت بِعُمر الخَمس سَنوات ! حتمًا الان اصبَحت صبيّّة و سَمعت انك سَتُزوجها لابن المَلِك الألماني اوليڤر "
" هَذِه هي المُشكلة ، بيني و بينهُ ثأر و قصّّة طَويلة و هو يّود أخذ ايليزا تَعويضًا عَن الخِلاف الذي بينَنا ، اوليڤر منذ ان رآها اُغرم بِها و انا عَلى يَقين انها ان وَصلت لهُ سَيغلب عليه طَبع والِده و لَن يَرحمها ، انهم وحوش "
عَقد جونغكوك حواجِبه بِخفّّة و مَيّّل رأسٍه مُستفهمًا " و هَل هي راضِيَة بهذا الزوَاج ..؟ رُبما ان رفضت سَيتراجَع " نَطق بهدوء و إنتَشل كأس النَبيذ لِيحتسي منهُ " النَذل جَعلها تَقع في حُبه ، رُغم انها صَعبة المِراس لَكِّنهُ اغواها بِطريقته و هي حَتمًا تُريده " نَطق المَلِك بغضب و دَلك جبينه
" حاوَلت اقناعها انهُ خَطر عَليها ، اخبرتها اني أعرِف مصلحتها اكثر مِنها لَكِّنها أصرت عَلى انهُ رَجل جَيّّد و انهُ مختلف عن والِده ، يُريها الوَجه الجَميل و حينَما تَصِل اليه سَيستعبِدُها ، هو أحب جَمالها ، لن اُعطي ابنتي لَرجل يراها مُجرد شَكل ، اريدُها لشخص يُحِّب روحَها قَبل كُل شَئ ، انت فهمتني اليس كَذلك ..؟ " نَظر فيليبو نَحو القائِد سارِح الذِهن
تَحمحم جونغكوك و دَلك ارنبَةُ أنفِه " و المَطلوب مني ..؟ " وَضع كأس النَبيذ و شابَك يداهُ بالقُرب من مَعدتِه حَيث أسند كوعي يَداه عَلى أذرُع الكرسي مُطالِعًا فيليبو بِجديّّة تامَة " اودُّ الهُجوم يَوم العُرس ! و عَليك بأوليڤر " هَمٍس المَلِك قابِضًا يَدِه بشدَّة
لَعق وجنتهُ وَجنتهُ مِن الداخِل مُناظِرًا المَلِك بِكحليتيه الهادِئَة " و ان حَدث لي شيئًا ، إبنتي ايليزا أمانَة لَديك ، تَزوجها " اكمَل فيليبو بِحُزن مُبحلِقًا في عُيون جيون الغَير راضيَة عن أخِر ما قاله " اتزوجها ..؟ مُستحيل! اساسًا هي لَن تقبل لاني المًتسبب بالهُجوم عَلى بلدِها "
" لَن تتزوجها مُباشرَة ، جونغكوك انت سَتُحبها و هي سَتُحبك ، مُنذ ان رأيتها مَعك حينّما كانت بِعمر الخامِسة عَلِىت ذَلِك جَيدًا " نَطق فيليبو و استقام يَسير في إتجاه مَكتبه ، فَتح دُرجًا من دُروجِه و اخرَج منهُ عُلبة صغيرَة ثُمَّ عاد اليه و جَلس قُبالته
لَحِقه جُيون بِعينيه و دَلك جَبينه مُقهقهًا " حَسنًا فيليبو أعلم انكَ صديق مُقرب إلي ، لَكن لم اعلَم انك لا تَعرِف طَبعي ، انت اكثَر من يَعلم ما فَعله الحُب بي و كَيف التي اعطيتها قَلبي تَزوجت غَيري ! " بَسط كَف يَدِه على الكرسي و إعتصَرهُ حال تَذكرُه لِرونَس
" جونغكوك لِنكن واقعيين ، لورَنس لم تَكُن حُبًا حَقيقيًا بالنسبة اليك ، لو كانت مَاكنت سَلمَّتها بِسهولة انا أعرِفك ، انت لا تُحِّبها بَل اوهمَت نفسك بذلك و إستعملتها كَخُطّّة لِنيل مُرادك بِها لا غَير ، اليسَ ذلك حَقيقيًا ..؟ "
تَحدًّث المَلِك بِهدوء و اراحَ ظَهرِه على الكُرسي " لَكِّني مُتأكد ان ايليزا لَن تكون بِخَير إلا مَعك ، و أعلَم انها مَن سَتروُض جُموحَك " أشرًّ عَليه
إبتسَم جُيون بِجانبيَة و مَيًَل راسِه لاعِقًا شِفاهه " هه تُروِضُني ..؟ لَم تُخلق بعد التي تَقدِر عَلى السيطرَة عَلي ! انت تَعرِف ان لا شَئ يهمني أكثَر من نَفسي و اختيارِك لي لحماية ابنتِك خاطِئ فان شَعرت انها تُهدد خَطرًا عَلي لن اتردد بالتخلُص مِنها " تكلّّم بِهدوء و أخذ حَبة العِنب ليتناوَل منها
رُسِم طَيف بَسمة على شِفاه فيليبو الذي حَرك رأسهُ مُسايرًا إياه فَهو يَعرِف طِباع ابنتِه جَيدًا ، حُضورِها يَجعل مُليون رَجل يَخضع لَها دونَ ان يَرِف لها جِفن
" تَذكََر كَلامي هَذا بَعد ان تُصبِح لَديك ، تَذكَّر انك ان اضطررت سَتبيع العالَم لأجلها " نبِس فيليبو بِإبتسامة هادِئَة إستفزت القائِد الذي كَوّّر يدِه هازًا قَدمِه بإنزعاج ، مَرر لهُ الملك صُندوق خَشبي صَغير و أكمل " سَتعطيه اليها في الوَقت المُناسب "
•••
" لم اكًن أصدق أن ما قالَهُ أصبَح حَقيقَة ، كانَت لديه نَظرة مُستقبليَّة لَم أرها بأحد مِن قَبله ، كُل الذي سَمعتهُ منهُ حَدث ، قال انك سَتحبها و هي سَتُحبك لَكِن قَبل ذلك سَتُقاومك ، سَتروضًّك " هَمِس الآسيوي مُسترِجعًا تِلك الذكريات في مُخيلتِه تَحت إنصات الأميرَة الكُلي لَهُ
دُموعِها لم تَتوقف ثانيّّة عن الهُطول ، تَشتاقُ لِابيها في كُل دَقيقةٍ تَمُّر و بِذات اللحظَة غَمرتها سَعادة عامِرَة ان جُيون لَم يَكُن السَبب في مَقتل اُسرتِها بَل كان قَد يكونُ المُنقذ لَهم بالكامِل لَكِن الظُروف لم تَكُن لِصالِحه
أسنَد الآسيوي كَفَّهً على خَدِها المُبلل و مَسح بِلُطف تَحت عُيونِها " حَتى اذيتي لكِ كانَت مُقاومَة حُبِّك لِقلبي ، لَم أكُن اود ان يَتحقق حَديث والِدك و أخَسر امام نرجسيتي ، اردتُ ان أبقي حُبي فَقط لِنفسي لَكن فيليبو كانَ مُحِقًا ، حَتّّى انا لم أسلَم مِنكِ ، بِك سِحر ايليزا ، ا..انتِ حَتمًا لستِ مُجرَّد بَشريَّة عادِيَة "
سَحبت الأميرَة يَديها بِبُطئ مِن وَسط كَفِه و حَمِلت شَهليتيها عَنهُ تُعلِّقهُما في نُجوم السَماء " ا..ابي ه..هل ت..تسمعني ..؟ " إستقامَت لِينهض القائِد مَعها و يستقِّر خَلفها حامِلا ذاك اللحاف الذي إنزلَق من عَلى أكتافِها
عَلقّّهُ عَليها مُجددًا و أسند ذَقنهُ على كَتِفها مُهمهمًا " انهُ يسمعكِ حَتمًا " هَمِس و أهداها عِناقًا خَلفيًا حينَما سَمِع صوت شَهقاتِها تَتعالَى دَليلاً على بُكاءِها الذي كَبتتهً طيلَة فَترة حَديثه
" ا..امان..امانتك و..وصل..وصلت و ه..هي ب..بخير م..مع الرجل الذي ا..اخترت..اخترتها ا..ان تكون م..مع..معه " نَطقت مِن بينَ شَهقاتِها التي فَصلت حُروفِها عن بَعض كَسكينٍ مَزَّق قَلب عاشِقها المُنصت لَها
" ان كانَ عَلى قيد الحَياة لَن يَروقُه بُكاءِك بِهذا الشَكل " ألفَتها اليه و احاطَ خَديها الغارِقين وَسط بُحيرَة أمطارِ عُيونِها " هلا وَعدتني بِشَئ جونغكوك ..؟ " هَمِست لهُ و مَسكت بِقميصه تَعتصرِه بِحرقة
" اُؤمري و الكَون سَيكون بينَ يَديك " اجابَ بِذات نَبرتِها المُتعبّّة فَقد اُرهِق لِشكلِها الجارِح لِمشاعِره ، أغمَضت الاميرَة عَينيها تأخُذ نَفسًا عَميقًا ثُمَّ زَفرتهُ لِتكشِف عن شَهليتيها و تَنطِق
" اُريدك ان تُعيد لي البُندقيّّة ! "
•••
" اُمي ، جونغكوك لَن يأتي مُستحيل " تَحدَّث أندرو و هو يَسيرُ ذهابًا و إيابًا في مُنتصف جَناح والِدته الجالِسَة وَسط جواريها يُعدلنَّ لها تاجَها " سيأتي ، جُيون لا يَهرُب من سُلطته ! يَستحيل أن يَترك كل شَئ خَلفه "
تَوقف أندرو عَن السيَر و إلتف نَحو امه بَعد ان كان يُقابلها بِجانبه ، إبتسم ساخِرًا و شابَك يداه خَلف ظَهرِه " انتِ مُخطِئَة يا حَضرة المَلِكَة ، القائِد بعد ان وَقع في غَرام ايليزابيتا نَسي شَئ اسمهُ حُكم و سُلطة و عَرش "
قَرنت انستازيا حاجِبيها بشدًّة و أشرَت لجواريها بالخُروج ، إنحنين الجواري و إلتفَتن ليغادِرون حيثُ نَهضت الملِكة و عَصرت قَبضتيها " واقِع في غرامِها قُلت لي ..؟ هي نَفسها اميرَة ايطاليا ؟ الم تَمًت ..؟ " هَسهست و حَملت المِرآه تُطالٍع نَفسها بِعنايَة
" اي مَوت يا اُمي ، جونغكوك يَحميها جَيدًا كَما لو انهُ موصّّى عَليها ، اقنعتهُ ان يَدعها وشأنها و رَفض ، مِرارًا و تِكرارًا و انا خَلفهُ اقنعهُ لكِّنهُ يرَكض خَلفها طيلَة الوَقت " شَرح الأمير بيديِه بإنزعاج و ارجع خُصيلاته للوراء
نَظرت انستازيا اليه و امالَت رأسها " و لِما حَضرتك مُنزعِج ..؟ " تَركت المِرآه فوق الفَرو و تَقدمََت من طِفلها لِتقف امامَه و تُمسك ذَقنه " اُنظر الي ..؟ هَل تُحِّبها ؟ " ناظَرتهُ بجديّّة بينَما يُحاوِل هو تَجاهُل تَحديقاتِها بٍه
" أندرو أجبني ! هَل تُحب الاميرَة ..؟ " أصرَّت على حَديثها مُعتصِرَة ذَقن الصَغير الذي أغمَض جُفونِه مُتنهِدًا ، عَضَّ على شَفتيه و حَرر وجهه مِن قبضة إمه مومئًا " اُحِّبُها "
" هه ! عَظيم " طَبطب عَلى رأس الصَغير " إبني كَبِر و اصبَح يُحِّب ! لا اًصدق كيف تَمُّر السِنين بِسُرعَة " إرتَفعت الي مُستوى طِفلها و قَبلتهُ على جَبينه " لا تَشغل بالك ، أمرك عندي "
" مالذي تَقصدينه ؟ " نَطق الأمير بإندهاش و رَمِش بَعد ان تسارَعت نَبضات قَلبِه و هو يَتخيَّل الأميرَة بين أحضانِه ، لَطالما تَمنّّى هَذِه اللحظَة كَثيرًا
قَبل ان تُجيبه والِدته سَمِع كليهما صَوت طَرق الباب ، أمرت انستازيا بالدُخول فَخطت جاريَة للداخِل و إنحنت " مَولاتي ، هُنالك رَجل في الخارِج يَودُّ رُؤيتك ، بدا أتيًا من آسيا "
إستدارت انستازيا لَها مُتعجبّّة " اسمَحي لهُ بالدُخول "
" اُمي انا ساُغادِر لاستريح " تَحدًّث اللورد و هو يَتكسّّل فَلتوِه وَصل من السَفر ، همهمَت لهُ انستازيا " اختك في انتظارِك ، لقد اشتاقَت اليك " طبطبَت عَلى كَتِف صغيرِها الذي قَبَّل جَبينها و سَحب نَفسه مُغادِرًا
أثناءَ خُروجِه صادَف ذلك الآسيوي المُقبِل على الدُخول ، مَلابِسه السوداء بالكامِل كانت تُغطي هيئتِه ما جَعله صَعب التعرُف على مَلامِحه ، لَكِّن !
اللورد توَقف عن السيّّر حينَما مَرّّ من جانِبه و تَلاقت زرقاوَتيه بِتلك العَينين المُحددة بِكُحلٍ زادَها رزانَة و هَيبَة ، إتَسعت مُقلتيه بِخفَّة و تجرَّع ريقه هامِسًا بِخَوف " جونغكوك ! "
دَلف الآسيوي الي الداخِل و اُغلِق باب الجناحِ من وراءِه ، تَقابل بِظهر انستازيا ذات الشَعر الطَويل قاتِم اللَون ، كانَ شديدُ السَواد كَظُلمةِ قَلبها
إبتَسمت الملِكَة و هي تَلتِفت بِبُطئ " عَلِمتُ انكَ سَتأتي " قابَلت عَينان الآسيوي الواقِف قُبالتها ، أخفَض الوِشاح الذي يُغطي انفهُ و شَفتيه كاشِفًا عن هَويتِه حيثُ اتمّّت بينَما تسيرُ نَحوه " جونغكوك "
" لِما طَلبتِ حُضوري ؟ إختَصري " لَطالما لَم يَكُن جُيون مِن مُحبي المُراوَغات ، يَعشق الدُلوف في صُلب الموضوع مُنذ البِدايَة دونَ لف او دوران
" لِما انت مُستعجل ..؟ الليلُ طَويل " هَتفت المَلِكة بإبتسامَة حَركت مَشاعِر الغَضب في القائِد الذي كَوَّر يَدِه متحدثًا " لَيس لَدي وَقت اُضيعهُ مَعك انستازيا ، انتِ تعرفين جَيدًا اني لا اُحب التواجُد مَعك لاكثر من دقيقتين "
" صحيح ! لَطالما كنتَ تنصرِف قبل أن تَكتمل المِئَة و العِشرون ثانيَة حين وجودك بِرفقتي ! لَكِن ؟ اليَوم انا من يَحكم ، الستَ بأرضي ؟ " إلتفت حَولهُ مُتفحصًَة اياهُ بعيونِها عَن كَثب
" ألا تَخشين عَلى نَفسك ان عَلم زَوجك ..؟ امراة مُتزوجة و عَينها عَلى رَجل أخر ! يالا العار " تَحدث جونغكوك ساخِرًا و مَسك بِعضدها بِقوّّة يوقِفها عن اللف حَولهُ " إثبتِ " أمَر بِحدّّة أوقَعت قَلبها في غرامِه أكَثر
عَضَّت انستازيا شَفتها و سَحبت ذراعها منهُ " زَوجي مُنشغل في الحُصول عَلى العَرش ! و انا هُنا مُنشغلَة بِك " شابَكت يَديها أمامِها لِتقول بهدوء " و لَو لم تَكُن انت بِحاجتي ما كُنت اتيت ، اليسَ كَذلٍك ؟ "
" انا لستُ بٍحاجَة لأحَد ! اتيتِ لاسمع كَلامِك الفارِغ و اُغادٍر " تَحدث بجمود و وَضع قُلنسوة الرداء الذي يَلبسه أينما ضَحكت انستازيا مُرجعة رأسِها الي الوراء حَيثُ كَشفت عن رَقبتها التي تَمنًّى جونغكوك خَنقها مِنها
" انت تَقول بشكلٍ ما انَّ لَديك وَقت لِتضيعه "
" ان كانَ هذا هو حَديثك ، انا مُغادِر " إستدار حَتى يَمضي قُدمًا نَحو الباب ، مَسكت لهُ ذراعهُ و إقتَربت منهُ " إنتَظر ! انا لَدي عَرض سَيُعجبك "
نَفض ذِراعه عَنها و إستدار اليها " الذي هو ..؟ " رآها تَسيرُ نَحو كُرسيها و تَجلِس عَليه مُكتفةُ الأيدي " ألن تَجلِس ..؟ " رَبتت بِجانبها لِيقضم جُيون وَجنته مِن الداخِل مُتنفسًا بِعُمق يُحاول الحِفاظ عَلى هُدوء اعصابِه
" حسنًا حسنًا لا تَغضب ! اني اُحاول ان اكون لَطيفة مَعك فقط ! " عَبِست و إنتَشلت كأس النَبيذ فَقربتهُ من شَفتيها و احتستهُ بِبُطئ " تَعلم ان اليونان الان فارِغَة بِلا اي حاكَم ! و كَذلك الدولة العُثمانيَة على وَشك السُقوط ، لان الامير لازال صَغيرا سَيصعبُ عَليه حُكمها فَـ انا افكر بجعلِك من يَتولَّى حُكم الدَولة "
إرتَفع طَرف شَفة جونغكوك الذي ناظَرها بسخريَّة و إنحنَى اليها مُقترِبًا مِن وَجهِها ، تَوتََرت لِحركته المُفاجِئَة و أسقطت كأس الويسكي فَلم يسبِق لهُ و ان دَنى مِنها بِهذا الشَكل
باتت تَشعُر بأنفاسِه تَخبُط بشرَتها ثُمَّ سَمِعت صَوتِه الهادِئ يَنطِق " ان اردتُ ان أحكُم ، سافعل دونَ مُساعدة مِنك لِذا ، الذي تَقولينه لا يَعنيني " إستقام مُبتسِمًا بِجانبيَة " عُمتِ مَساءًا ! " إلتفت و تّمشّّى نَحو المَخرج
قَبضت انستازيا عَلى فُستانِها المُلطخَّ بالكُحول ، عَضت على شَفتها بِقوَّة تُفكِّر بِطريقة لإبقاءِه و لَفت انتباهِه " حَسنًا ! ساُعطيك البُندقية ! "
تَصلَّب جونغكوك مَطرحهُ حالَ ان سَمِع سيرَة البُندقيَة فَلم تَمضي ليلَة و إذ بَمعشوقتِها طَلبتها مِنه ، قَرن حواجِبه بِخفّّة و إستدار اليها " تُعطيني البُندقية ؟ " نَبرتهُ خَرجت مُشكَكة أمِلَة ان يَكون حَديثُها صَحيحًا
" أجل اُعطيك البُندقية و ايطاليا بأكمَلها ! اجعلَها بينَ يديك و حُكمك فأخي اهداها لي بالفِعل " إبتَسمت بِنصر حينَما بدأت تَرى خُطواتِه التي ترجِع في إتجاهِها حَتى إمتَثل الي رأيها و جَلس فُبالتها يُناظرها بإهتمام " * أندرو مُحق ، انهُ حتمًا مُغرم بتلك الأميرَة * "
" أعرِف ان لِكل شَئ مُقابِل ، البُندقيَة مُقابل ..؟ " قالَ بَعد ان سَكت لِوقتٍ طَويل يُفكِّر و يَسترجِع رَغبة اميرتِه في اعادَّة السيطرَّة على بَلدِها
" مُقابِل ان تَتزوجني ! "
•••
مَرحبًا ♥️🙏🏻
كَيف حالكم مع التشابتر و الحَقيقة التي ظَهرت به ..؟
توقعتموها ..؟
رأيكم بالاحداث ..؟
توقعاتكم للقادِم ..؟
دُمتم في حِفظ الله ورعايته نَلتقي في القادِم ♥️
.
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top