هواجِس العِشق • 33 •
هواجِس العِشق || جُيون جونغكوك
اهلاً بِكُم في التشابترالثالِث و الثَلاثون مِن مَخاوِف الحُب ☁️✨
لِنَبدأ ♥️
•••
" يُدعَى العِشق "
تَسللت نَبرتهُ الهامِسَة الي مَسمعِها بِرفقة أنفاسِه الدافِئَة مُدغدغَة نَبضاتِها الصاخِبَة فإذ بِها تُضِحك ذاك القَلب الحَزين و تُبهِجُه ، قَضِمت شَفتها و أعلت شهليتيها الي كُحليتيه
إتكَئ كَفُّ يَدِه عَلى خَدِها المُمتلئ و باغتهُ بلمساتٍ خَفيفة بإصبعه يَتفقد طَراوته " ايليزا ..؟ انتِ ساخِنَة ! لازلتِ مَريضة ..؟ " تَكلَّم بِقلق وُضِح عَليه ، جَذبها نَحو الفِراش و أجلَسها عليه لِيجلس بالقُرب منها
" انهُ بسبب الحَمل حَتمًا جونغكوك " أجابَت مُسترخيَة على لَمساتِه الدافِئَة ، تَنهدت بإرهاق و فَتحت مُقلتيها " دَعنا نَهرُب ، مالذي نَنتَظِرُه ؟ " نَطقت و إستقامت من السرير تُناظِره " هَيا نَذهب ، دعنا لا نُضيع الوَقت "
" دَعينا نَنتظِر قَليلاً بَعد حَتى يَنتهي تايهيونغ و غديز ، سَنذهب سَويًا " إستقامَ من بَعدِها مُفسِّرًا و تقرَّب مِنها يُناظِر إطلالتها الخاطِفَة للأنفاس
عَضَّ طَرف شَفتِه و تَفحصََها بِتمعًَن يُعاينِها بِلهفةٍ واضِحَة " ايليزا ..؟ ما كُل هَذا الجَمال ..؟ انتِ لما اترككِ ثانيَة أجدكِ إحلويتِ عن الثانيَة التي قَبلها ..؟ " تحَدَّثت جُيون بإستفهام و إعجابٍ أبرزتهُ احرُفه المُعجبَة
إلتفتت ايليزا ناحيَة المِرآه مُطالٍعَة شَكلِها ، كانَت تَلبِس ذاك الفُستان الأبيض الطَويل ، يَلتَّفُ حَول خَصرِها النَحيل و مِن الورِك بِه نَفشَةٌ خَفيفَة ، ذا أكمامٍ واسِعَة منفوخَة و عِند الصَدر كانَ بِه شِقٌ خَفيف أبرز إمتلاء نِهديها
تقدَّم مِنها و إستقََر مُنتصِبًا وراءِها ، أسنَد كَفيه عَلى كَتفيها و نَظر في إتجاه إنعكاسِ كليهما على المِرآه " رُباه ، تُحفَّة فَنيََة ، أولسنا ..؟ "
" انا فَقط الجَميلة ! من قال انكَ وَسيم ؟ " إنتَحبت مُعارِضَة و إلتفت اليه " إسمع ، لِكثرة بشاعتك أعتقد ان طِفلنا سَيكون شَبهك ، يُقال ان الجينات البَشِعة تَتكاثُر سريعًا " تحَدََثت و هي تَكبتُ ضِحكتها عَلى مَلامِحه المُكشرََة ، تُحاوِل إستفزازَهُ لا غَير
" في الواقِع أنكِ من تَشطفين جَمالي كُلما زاد حُبي لكِ ! لِهذا يومًا عن الأخر اُصبِح بَشِعًا أكثَر ! " تَكلَّم مُفسِرًا و في الخِتام شابِك يَديه وراءَ ظَهرِه مُتبسِّمًا ، لَم يُرضي الأميرَة حَديثه حيثُ أدلت القَول " أنا أمزَح ، عَيناي لَم يَرقُها جَمال كَجمالِك يَومًا ، أتدري ؟ "
قَرص أنفها بِلُطف و تَقدَّم يُحيط خاصِرتها " ثُمََ ، هذان النَهدان البارِزان يُفكَِران بإرضاع أطفال الأمّّة أم ماذا ..؟ " دَفع بِحاجبه عاليًا و قَد وُضِح عَليه عَدمُ الرِضى من نَبرتِه الساخِرَة
سُرعان ما تَجمََع الدَم في خَديها و تَصبََغا بالأحمَر " مالذي تَتحدثً عَنه تبًا لك " نَطقت بإنفعال و هي تُحاول سَحب الفُستان عالِيًا و تَغطية ثَدييها " أبعدي يَدكِ ! انا رأيتهما بالفِعل ، لَكِن لا اُريد مِن غَيري أن يَفعل ، ثُمَّ انتِ تعرفين جَيدًا ان حَجمهما ضَخم لِما تلبسين فُستان كاشِف كَهذا ..؟ هل عَلي اخبارِك اني لا اُحِّب ان يَضع احدُهم عَينيه عَلى مُمتلكاتي ..؟ "
" جونغكوك تَوقف عن هَذا حسنًا ! انتَ تقومُ بإحراجي ! لا تَتحدث عن مناطقي الانثويَة بهذا الشَكل ، غيِّر الموضوع ، هل نَقصت الاحاديث ..؟ " تكلّّمت ايليزابيتا بإنزعاج مَصحوب بإحراجٍ شَديد ، مواضيع كَهذِه حسَّاسة لأنثى خَجولَة مِثلها ، رُغم جُرئتِها الي أنها تَتمتعُ بالحَياء
" اُصمتِ ، انتِ الان عشيقتي ، أتحدثُ فيما يَحلو لي مَعكِ ، انا حُر مارأيكِ ان تَمنعيني مِن لمسكِ ايضًا ..؟ " عَبَّر عن ما بِداخله مُسكِتًا سُموِّها التي إكتفت بِتخبئَة وَجهها وَسط كَفيها و لاتزالُ تستوطِن ذراعيه " يا إلهي هَذا مُحرِج "
إبتسَم جونغكوك بِبُطئ ثُمّّ إنفجَر ضاحِكًا عَلى مَلامِحها المُحمَّرة ، أخذت تُخبِّط كَتفيه بِقوَّة و سُرعَة " يَكفي حسنًا يكفي ، و كَلا لَن أمنعَك مِن لَمسي لانهُ و في الواقِع ..." تَمسًَكت في ياقَة قَميصه جاذِبَة إهتمامِه حينَما تَوقف عن القهقهة و تَبقََت على شِفاهه بَسمةٌ خافِتَة
صَعدت على أطراف أصابِع أقدامِها و إرتفعَت نَحو مُستوَى اُذِنه ، إعتَصرت ياقتِه بين كَفيها و تَنفسَّت بِهدوء عِند مَسمِعه تُداعِب مَنطقة جُنونِه بأنفاسِها قَبل ان تَهتِف بِنَبرٍ أشعَل نيران الإثارَّة في غرائِزه " تَروقُني بِشدَّة "
خَتمََت ما سَكبتهُ مِن شُعلََة بِقُبلَةٍ أسفَل اُذنِه كانَت بِمثابَة القَطرَّة التي أفاضَت الكأس ، مَسكها من خَاصِرتها و رَفعها الي مُستواه لِيُبحلِق في شَهليتيها المُخدرّّة حال أن تَطفََلت رائحتهُ عَلى ثُقوب أنفِها " انتِ تَعرفين أنَّ الوَضع الذي نَحنُ بِه لا يُتيح لَنا أي فُرصَة للعبَث ، أيرضيك أن دَخلوا عَلينا الأن و يَجدونا عاريين ..؟ "
اومأت ايليزا برأسها " أجل يُرضين.. " رَمشت عِدَّة مَرات عَلى التوالي ثُمَّ تَوسعت مُقلتيها لِتصرُخ " ماذا ..؟؟؟ عَمّّا تَتحدث عنهُ جونغكوك أنزلني بِحق الجَحيم " صَرخت و لَكمتهُ على كَتِفه تُحاول الفِرار مِن وَسط قَبضتيه
" هِشش ايليزا انتِ لعبتِ مَعي لُعبَة وَعِرَة ، إستفزيني في كُل شَئ إلا هَذا " تَكلّّم و هو يَسيرُ بِها صَوب الجِدار الذي أسندهُ عَليها و حاَصرها ضِده
" جونغكوك لا تَكُن مَجنونًا همم ..؟ بأي لَحظة سَنُغادِر ، دَعنا نُؤجِل الأمر حسنًا ؟ دَعنا عاقلين ، عَيب نحن في مَنزل الناس يَكفي " شَرحت لهُ بيد و الثانيَة تَدفعهُ بِها مِن صَدرِه كُلما دَنى مِنها أكثَر
أنفاسُها تُبعثَّر كُلَّما أحسَّت بِدفئ هواءِ رئتيه ، تَقضِم شَفتها السُفلّّى و يَدِها لازالَت تَردعهُ للعودَّة لَكِّنهُ قام بلفِّ أصابِعهُ حول رسغِها و تَرك كَفها يَستريح وراءَ عُنقِه " برائي ، اهدئي " هَمِس عِند شَفتيها
عُيونِها كانَت تَتناوَب بينَ كَرزيتَيه و كُحليتيه ، ما كانَ في صَدرِها يَزدادُ تَخبُطًا في كُلِّ ثانيَة تَمُّر ، الجَو أضَحى أشدُّ حَرًا رُغم أنهم في فَصلِ الشِتاء
" جُيون لا يُحِّب التكرار ، لكني ساُكرر ، إشتقتُ إليك "
تَعانَق أنف كِليهما فَتفرقَت شَفتي القائِد تارِكَّة مَجالاً لِأنفاسِه بُمداعبَة كَرزتي مَحبوبتِه المُخمرّّة بِنَبيذ سَيطرتِه ، يُحرِّك رأسِه بِبُطئ فَتتراقَص أنفوهِما و تَتلامَس مع كُلِّ حَركةِ يُحدِثُها مُسببًا تَبعثُرًا في مَشاعِر كِليهما
" ا..انت تُب..تبعث..تبعثرني "
" لَيس كَبعثرتُكِ لي البتّّة ، الجَميع أصبَح يَتحدث عَمّّا فَعلتهُ الأميرَة بِجُيون ، اليسَ هَذا كافيًا لكِ ..؟ أعتقِد اني مَفضوحٌ جِدًا " تَمكَّنت البَحَّة مِن السيطَّرة عَلى نَبرتِه الثَخينَة ما زاد الأمَر سُوءًا عَلى خافِقِها المًغرم بِتفاصيلِه
" يَكفي حَديث " تَحدَّثت و بِسرَعة حَملت نَفسها على أطرافِها مُلصقَة شَفتيهما بِقُبلّّة تداخَل فيها الجُموح و شِدَّة الرَغبة و التَلهفُّ ، لَم تَكًن مُجرَّد قُبلةٍ رومنسيَة بَل إقتحمَها الجُوع و الشَهوّّة التي سَيطََرت عَلى كَيان كِليهما
في كًلِّ مَيلة رأس يَتناوَب فيها القائِد كانَ يَحدُث إحتكاكِ عَنيف بين أنفِ كليهما مُسببًا رَجفة في كيانِ سُموِّها ، تَشبثت في قَميصه و لَم يَمنعها ضيق تَنفسها مِن إتمام ما أقدَمت عَليه بَل أتمَّت لَثمِه و لازالت المُسيطرَّة عَليه
ذَبلت مَلامِحها و أخَذت مَوضعَ الثُمول كَسكرانٍ رأى نَشوتهُ تَسيرُ امام عَينيه ، إرتَخت بينَ أذرُعِه و بِتروٍ فُصِلت تِلك القُبلّّة حينَما ضاقَ النَفس لِدرجة الإختناق
" انتَ خَطِر ، وُجدك خَطر عَلي " هَمِست مُطبطبَة عَلى كَتِفه و هي تُلملم ما فُقد من أنفاسِها و تَملئ صَدرها بالأكسجين " اُفضِّل ان تجدي لي حَلا لِهذا قَبل ان نًغادِر " تَحدَّث بِدوره و قَرص أثداءِها البارِزَة ما جَعلها تُكشُّر بإنزعاج
" جونغكوك يَكفي ! " أشرَّت لهُ بسبابتِه مُعاتبَة ، حَدق في إصبعها و إنخفض ليقضمِه " اني جاد ! ان رأى رَجل غيري هَذا الصَدر اُقسم أقتلِع عَينيه ! " تَحدَّث بِجديّّة و إبتعَد عَنها مُتكتِفًا " انت هَل تَعلم شيئًا ! منذ ساعَة تتحرُش بِنهداي و هُنالك رَجل ثانٍ في الحُجرَّة مَعنا " نَطقت بإنفعال
تَوسَّعت كُحلتي جونغكوك و لَفَّ برأسِه في الأنحاء يَبحث " اين ..؟ لا يُوجد ! هل تَعتبرين نَفسك رَجلاً ..؟ " رَمقها بِسُخريَة ، لَكمته على كَتفه بِغضب و حَرَّته من ذراعه في إتجاه السَرير " انهُ هُنا تَحت " أشرَّت بيدِها
ناظَرها بإستغراب " مالذي سَيفعله رَجل تحت السَرير ..؟ " جَلس على رُكبتيه و إنحنى يَنظُر الي ما أسفله ، تفاجَئ حال ان رأى لويس يَتخبط يُحاوِل فَكَّ قيودِه و قَد كان واعي بالفِعل ما جَعله يُنصت الي كُل الحَديث الذي جَرى بينهما
جَلس بإعتدال و حَدق بايليزا بصدمََة " هل انتِ من فَعل ذلك بِه ..؟ " تكلَّم بِدهشَة يَنتظِر جوابًا مُنصِفًا " لا ! قامَت أغنيس بِمُساعدتي هي و غديز ، الحَقير حاوَل التعدي عَلي و هي ضربتهُ ثُمَّ قيدناه و اخفيناهُ تحت السرير "
" ماذا ..؟ حاول ماذا ؟ " كَما لَو أنها ضَغطت زِر الخَطر في جَسدِه مِما جَعل كُلَّ أعضاءِه تَغلي و تَفور مُفقدَة إياه حواسِه فَتصلَّب في مَحلِه يَستوعب
فَركت ايليزا رَقبتها بِقلق " لا عَليك "
إنخفض جونغكوك نَحو لويس و ناظَرهُ " سَنتفاهم جَيدًا سيد لويس " مَدّّ يَدِه وجَذبهُ من شَعرِه الي الخارِج ، تَوسَّعت عيون الاميرَة " جونغكوك لااا " صَرخت و أنحنت تَهزه من كَتفه " دعهُ مُربَّط كي لا يُعيقنا "
" هشش ايليزا ، عيب ان نُغادِر دونَ اعطاء السَيد هديََة عرسه ، اوليس ؟ " بَحلق في عُيون لويس المُحمرََة و هو يُحاول اراحَة القُماشَة و التَكلُّم لَكنه كان عاجِزًا فَحسب " لا جونغكوك اتركه ، انهُ لم يَلمسني "
" فليتجرأ ! انا قُلت يُفكِّر و لن ارحمهُ ، فَمبالك انهُ تجرأ و حاول ..؟ " ادار راسهُ نحَوها و رَمقها بِحدَّة " و ان لم تُغطي لي ذاك النهد اُقسم سأقطعه ! " هسهسَ مُهددًا يُحاوِل السيطرّّة على ما بُثََ فيه مِن غيرَةً و غَضب و هَذا ما نَجح في التَحكم بِه
تأفأفت ايليزا بإنزعاج و أعطتهُ ظَهرِها ، سَارت نحو الخِزانة و أخرَجت مِعطفًا وَرديًا ، لَبستهُ و أغلقتهُ عليها لِتستدير مُطالعَة جُيون و هو يَجُّر جَسد لويس راسِمًا على الأرض بِدماءِه التي تَتدفقُ من رأسِه
" جونغكوك مالذي سَتفعلهُ بِحق الجَحيم !! " قالَت بإنفعال بَعد أن رأتهُ يُخرِج خِنجرهُ من وَسطه " ايليزا ان تَدخلتِ اُقسم سأغرِس هذا الخِنجر في قَلبي ، دَعيني انا اُنفِّس عن غَضبي الأن ، لا تَتدخلي " أشرًّ عليها بالسكين
مَسحت على وَجهها بِخوف و قَضمت أظافرِها بِتوتُّر و قَلق " يا إلهي ، سيقتله ، جونغكوك لا تَفعل لأجلي " جَلست القِرفصاء و كتفَّت يديها فوق رُكبتيها مُحدِقَّة بِه بتوتر
لويس حَدق بجونغكوك بِخوفٍ و ذُعر فإحساسِه يُخبِّره جَيدًا ان ما يَنتظرُه ليسَ هينًا البتَّة ، إرتجف و راحَ يُنفي بِرأسِه يَتوسُّل الرَحمة مُحاوِلاً الحَديث لَكِن الآسيوي لا يَرى أمامَه الا مِن حاوَل أذيّّة اميرتِه و العَبثُ بِها
وَقعت عُيون الآسيوي عَلى ذُكورَة لويس فَميَّل رأسه " و مُنتصِب ايضًا ، و بسبب مَن ..؟ بِسبب مُقلتيك التي وَضعتها عَلى من ..؟ عَلى فتاتي ! " قَوس شَفته السُفلى مومئًا برأسِه " هنيئًا لَك " حَوّّل عَينيه صَوب أميرته " ادخلي الي الحَمام او جِدي مكانًا تختبئين بِه ، لن أرشِّح ان تَري القادِم "
" لَكن جونغكوك ، ارج.. " قَبل ان تَلحق على إتمام كلامِها قاطِعها بِحدّّة و غضب " ايليزا !!!!!! " سُرعان ما إستقامَت و هَرولت في إتجاه الحَمام
إستندت على الباب بعد ان اغلقتهُ لِتتنهد " بدأت اخافُ منهُ "
مَرر جونغكوك خِنجره بِبطئ عَلى مَلامِح لويس " لَيس لدي الوَقت الكافي لِفعل ما يَخطُر في بالي ، لَكِن ساُحاول ان أختَصِر العَمل " هَمِس لهُ و نَظر في إتجاه قَضيبه المُنتصِب ، إبتسَم بِشكلٍ ذَبََ الرُعب في قَلب لويس الذي راح يَتحرَّك راغبًا في الفِرار لَكِنه و للأسف وَقع بين يَدان جُيون !
رَفع جُونغكوك يَدِه عاليًا و عَلى قُوةِ جِهده غَرس خِنجره في مُنتصف رُجولَة لويس الذي صَرخ بأقرى ما يَملِك لَكِّنها خرجت مَكتومَة بِفعل ما يُغطي شَفتيه
عَضََ الآسيوي شَفتيه مُحاوِلاً التَعاطُف معهُ لَكِّن في الواقِع لا يَملِكُ في قَلبه ذرّة رَحمَة تُمكنِّه من الشُعور بأوعاجِ البَشر ، جَرّّ لويس من قَدميه و دَفنهُ أسفل السرير مُجددًا لِينفض يَديه كَما لو أنهُ لم يَقترِف شيئًا
لَعِق شِفاهه و سار في إتجاه الحَمام ، فَتحهُ و طلَّ على صغيرتِه الجالسَة في الزاويَة بِقلق " صغيرتي ؟ تَعالي " مَدَّ يدِه نَحوها مُتبسِّم المَلامِح
نظرت ايليزا إليه و وَقفت بِتوتر ، إقتربت منهُ و مَسكت بيدِه فَسحبها الي حُضنه لِيمسح على رأسِها بلطف " مابِك قَلقة ..؟ اهدئي سَنُغادر سَويَّة مِن هُنا " هَمِس لها لِتومئ و تُغمض عيونِها " قتلته ..؟ "
" فَعلتُ لهُ ماهو أسوء مِن المَوت " أجابَ بِهدوء و تَنحّّى عَنها مُحيطًا خَديّّها " لا اُريدك ان تُفكّّري بشَئ سِوانا هِمم ..؟ إنسي أمره " هَمِس مُحاوِلاً السيطرّّة على إرتجافِها بين ذراعيه
إمتلَئت عيونِها بالدُموع و هي ترتعِد " ج..جونغكوك ، ا..انا لا ا..اريد ان اراك قا..قاتِلاً ا..ارجوك " هَمِست بِخوف و إبتعدت عنهُ تُعطيه ظَهرِها ، غَطت شهليتيها بِكَفِّ يَدِها تَكتمُ رَغبتها العارِمة في البُكاء
قَوس جونغكوك حواجِبه و مَدّّ يدِه نَحوها " ل..لَكني لم أقتلهُ ايليزا ، ا.انا لستُ قاتِلاً ، لا أقتل بدون سَبب " حاوَل تبرير مَوقفه و الدِفاع عَن نَفسه لَكِن ذلك لم يَكُن مُرضيًا لِسموِّها ، مَسحت دموعِها بِكفها و إستدارت اليه
" انا اُحبُّك ، و أعلم انك السبب في مَوت عائلتي لَكني اُحِّبك ، هذا مُؤذي لَكن لا يُمكنني السيطَرة على مَشاعري نَحوك ، ليسَت بارادتي اُقسم ! "
قَضم جُيون طَرف شَفتهُ بإستياء و تَقدَّم مِنها بِتروِ حَتى وَصل الي بُقعةِ وقوفِها ، مَسك بِذقنها المُبتل بدموعِها و رَفع رأسِها نَحوه يُبحلِق في شَهليتيها المتأذيَة " ايليزا ، ل..لكن انا .. ل..لستُ من ..من ق..قتل عائ.."
" ايليزا !!!! " سَمِع كليهما صَوت نِداء من خارِج الحَمام ، دَفعتهُ ايليزا عنها و خَرجت مُسرِعّّة تُناظر غديز الواقِف في مُنتصف الغرفة " ماهذا ..؟ الم تًنظفي الدماء ..؟ ماذا ان دَخلت سوسن ..؟ " تحدثّّت مُعاتبًا و هو يَرى الأرضيّّة المُوسخَّة
خَرج جونغكوك خَلفها و تكتَّف مُتكِئًا عَلى باب الحَمام و هو يُناظِر التُركي " سانظِفه " قالَت و دَخلت الي الحَمام حَتى تَجلب المنشفة ، مَسكها الآسيوي مِن ذراعها و أوَقفها " دَعيك منها سَنُغادر عَلى أيةِ حال " نَظر في إتجاه الصَبي
" أخبرني مَتى سَنُغادر ..؟ "
" قَليلاً بَعد ، الحَديقَة بدأت تزدحم بالمعازيم ، ما إن ينشغل الجَميع بالموسيقى سنهرُب من نافذَة الحَمام السُفلي " تَحدَّث غَديز مُفسِّرًافاومئ كليهما
" حسنًا نحنُ ننتظِر ، أسرِع كُلّّما أطلنا البقاء هُنا كُلَّما صَعب علينا الرَحيل ، ان يَمر الكَثير و يُكتشف ان تايهيونغ ليس انا " تكلّّم جونغكوك و دَلّّك جبينه يُحاوِل ان يَتجاوز ما قالتهُ له صغيرته قَبل قَليل
" حسنًا " خَرج غديز من الحُجرّّة و نَظرت ايليزا نَحو جونغكوك ، إقتربت منهُ و مَسكت بِذراعه " جونغكوك ..؟ هل إنزعجت مني ..؟ " طَلَّت عَليه
جَذب جونغكوك ذراعه عَنها بِبُطئ و تمشّّى نَحو النافِذَة " انتِ مُحقَّة ايليزا ، ليسَ عليكِ ان تُحبي قاتِلاً مِثلي ، لَكنه القَدر همم ..؟ هَل علينا ان نَقف في وجه الحُب ..؟ "
" جونغكوك نحن إستسلمنا للحُب بالفِعل ! " دَنت منهُ و إستقرّّت وراءِه لِتُمسك بسترتِه السَوداء " إخترتُ ان اكون مَعك بَدلاً من قَتلك و التَحسًّر عَلى فُقدانك طيلَة حياتي ، او رُبما كنتُ قتلت نفسي من بَعدِك " أسندت رأسِها عَلى ظَهرِه مغلقَة أبواب عَينيها " إخترتُ ان اكونَ لك رُغم كُل شَئ "
إبتسَم جونغكوك بِهدوء و مَسح عَلى يَديها التي تُحيط صَدرِه بِلُطف " مَلاكي " إلتفت اليها و قَبَّل ظاهِر يَدِها بِدفئ " سَنكون بِخَير أعدك ، سَنعيش انا و انتِ و طِفلنا بِخَير بعيدًا عن كُل هَذا الصِراع " تَزحلقت نَظراتِه في إتجاه بَطنها
مَدَّ يدِه بِتردُد و أسندها عَلى بَطنها فَعضّّ شَفته مُستشعِرًا تلك القشعريرَة التي ذَبت بِه " ايليزا ، هَل حَقًا سَتنجبين قِطعةً مِنّّا ..؟ " نَظر في عَينيها يَكادُ لا يُصدِّق واقِعه ، تَغلغلت المدامِع في عَينيها و هي تومِئ " أ..أجل ، سيكونُ نُسخةً مِنك همم ..؟ " أحتوَت وَجنتيه بِدفئ
أنخفَض مُتكِئًا بِجبينِه عَليها مُتنفسًا بِبُطئ ، هي ثوانٍ و فُتِح باب الحُجرَة لِتدخُل يوجين ، تَنحّّى جونغكوك عن معشوقتِه و مَسك بذراع ايليزا يُعيدها وراءه " من انتِ ..؟ " رَفع حاجِبه بينَما تقترِب الصبيَّة منه " انتَ لا تعرفني لكن ايليزا تَفعل ، عَلينا الرَحيل تايهيونغ و غديز ينتظرون "
نَظرت ايليزا نَاحيتها ثُمَّ اومأت مُوافِقَة " حَسنًا ، لِننزل " شَدّّت على يَد عَشيقها برفِق " كُن حَذِرًا حَبيبي " هَمِستُ و في الخِتام لَم تَرحم قَلبِه بِما نَطقتهُ حَيثُ أوقعتهُ في لُغمٍ فَجرّّ كُريات الدَمِّ في عُروقِه حَتّّى تَصبَّغ جلدهُ بالأحَمر
" سَنتحاسب لاحِقًا على هَذا " تكلّّم بِنَبرٍ خافِت يُخفي الفَوضى التي أُحدِثَت في داخِله ثُمّّ جَذبها من خَلفِه مُتبِعا يوجين ، كانَ المَمر العُلوي خاليًا ما جَعل الوَضع أسهل لِلتسلل الي الأسفَل
تَشبثت ايليزا في ذِراع القائِد بَعد أن حَسََت بالغَثيان ، أخفضت جُفونِها حينَما تَمكََن مِنها الإرهاق و لَم تَعد تَستطيع التَنفُّس فإرتَخى جِسمها عَلى الدرَج موشِكًا على التَدحرُج للأسفل لولا إنتباه جونغكوك السَريع لها
إلتفت صَوبها و طالَع وَجهها المُصفّّر " اللعنة ..؟ ايليزا ..؟ " سارَع بِضمِّها نَحوه من ذراعها فإحتضنها الي صَدرِه مُتفقِدًا متاعِب مَلامِحها الشاحِبَة " مالذي يَجري لَك ..؟ هل انتِ بخير ..؟؟ " هَمس عِند ذاك القُرب المُرفرِفُ لِقلبها
" لا تَقلق أرجوك ، دَعنا نُغادر ، سأتعافى قَريبًا " تحَدثت بِتقطُّع و قَد بانَ على صَوتِها التَعب ، إنخفض القائِد و حَملها من فِخذيها لِيرفعها الي صَدرِه و يَنزل مُهروِلاً برفقة يوجين التي صاحَت حال ان قابلتها سَوسن
" اءءءء .. " تَوتَّرت الآسيويَة بِشدًّة و مَسكت قلبها بِفزع " أفزعتني !! " تكلَّمت بِدراميَة قاضِمَة شَفتها ، سوسن لَم تُعرها إهتمامًا و مَضت في إتجاه الدَرج ، لِحُسن الحَظ ان تَعب ايليزا مَكّّنهما من التأخر لِثوان فَلولا صَرخة الآسيوية ما كان لينتبِه جُيون على وجودِ طرفٍ رابِع
عادَ أدراجِه و إختبَئ خَلف العامود ، تَتبع بعيونِه سوسن و هي تَسيرُ في إتجاه حُجرة الأميرَة ، وَضع ايليزا على الأرض و هَرول وراءِها ليُغلق عليها الباب بالمِفتاح من الخارِج و يَعود نَحو حبيبته " هَيا سَنُغادِر "
مَسك يَدِها و لَفَّها حَول رَقبته لِيرفعها الي مُستواه ، جَذبِه السَريع لَها مَكّّن أنفيهما من الإلتِصاق ما جَعل عُيون الأول تَقعُ على شِفةِ الثاني " لَيس وَقته " تَحدثّّت مُتجاهِلَة مَشاعِرُها التي تُدغدِغُ أسفل بَطنها
" أعلم " ردّّ مُتفهِمًا فإستقامَ بِها و إحتَضنها اليه لِينزل مُهرولاً الي الطابِق السُفلي ، حيثُ دلَف الحَمام هُناك و وَجد كُل من يوجين و تايهيونغ بِرفقة غديز و أغنيس يَنتظِرون " أتيتما ..؟ مابها ايليزا ؟ " تطَّوع التُركي مُستفسِرًا بِقلق
" وَعكة صِحيًّة ، لا شأن لَك ! " كَسِهامٍ مُلتهِبَة إختَرقَت كُحليتاه غَديز دونَ رَحمة ، تَحمحم الصَبي و حرّّك رأسه دونَ ان يُجِب ، خَرجت يوجين أولاً ثُمًّ أغنيس ، لَحقهما تايهيونغ و التُركي و أخِرهم جُيون الذي طَلّّ من النافِذَة
" ساعديني ايليزا ، قِفي على أقدامِك " تَحدث بِجانب مَسمعها و هو يُخرجِها من تِلك الفُتحة الواسِعَة فأوقفها بِحَذر لتقترب منها أغنيس و تُسانِدها بِسُرعة
تَمسّّكت ايليزا بها مُتيحة المَجال لِعُبور القائِد ، قَفز جونغكوك من وراءِها و عاوَد إنتِشال اميرتِه في حُضنِه " دَعونا نُغادِر " أشرًَ لَهُم و مَدَّ بِظهره نَحو ايليزا " اصعدي عَلى ظَهري "
" انا استطيع السَير جونغكوك " نَطقت مُعبِرّّة بِتعب سَيطَر على حُروفِها حَيثُ قُفلت معابِر الأكسجين و أضحى حَديثُها ثَقيلاً " معهُ حق ، انتِ مَريضة " تكلمَّت أغنيس و حَمِلت جَسد الاميرة لِتسنده على ظَهر حَبيبها
تمسَّك القائِد بِفخذي ايليزا مُتشبِثًا بِهما جَيدًا " أسرِعوا لِنَذهب " تكلّّم تايهيونغ مُستعجِلاً فَسبقهم يَتفقد أمان الطَريق ، هَرول البقيّّة مِن وراءِه و غادَروا تِلك المنطقَة بِهدوء دونَ أن يُكتَشف حِسِّهم
تفتلَّت سَوسن بِعُيونِها حَول حُجرَة ايليزا بَحثًا عَنها ، ما وَجدتهُ بُقعًا من الدِماء تُريِّن الأرضيَة و ذاك ما نَقر جَسدها غَزعةً فإذ بها تَصرُخ و تَركض للحمام بَعد ان خَمنت ان سُموِّها قَد إنتَحرت لا مُحال
بَحثت في الحَمام و لَم تَجدها فإزداد قَلقها ، خَرجت راكِضة في إتجاه الباب لِتُحاوِل فَتحه لَكِّنهُ مُغلق بالفِعل !
إرتَجفت بِخوف و قَبضتها تكادُ تَقتلِع مِقبض الباب " م..ما اللعنة ، ا..افتحوا الب..الباب " صَرخت و أخذت تَطرقُ بيدِها الثانيَة راكِلَة إياه
ثَوانٍ .. صَوت يَصدُر مِن أسفلِ السَرير ..!
•••
" دَعونا نَرتاح هُنا ، إبتعدنا بشكلٍ كافٍ عن القَرية "
إقتَرح غديز بَعد ان خَيَّم الليلُ بأشرعتهِ الكُحليّّة بِرفقة تِلك الغُيوم التي حَجبت نور القَمرِ و النُجوم " مَعك حق ، لنستريح " أيدتهُ يوجين و تقدّّمت تَجلس فوق صَخرةِ بالقُرب من يَنبوع للِمياه ، مَدت يَديها تَغسل وجهها و تُبلله
أخفَض جونغكوك ايليزا من عَلى ظَهرِه و أسنَدها على جذع شَجرة ، أزال الوِشاح الذي يَلفهُ حَول عُنقه و مَسح بِه قَطرات العَرق التي تَتلبَّس عُري بَشرتِها " ايليزا ..؟ هَل تسمعيني ..؟ " تكلّّم بِنبرٍ خافِت لينٍ عِند قُربٍ تَتمكُّن اذنها من إلتقاطِ صَوتِه
حينما يَعودُ الأمر اليه ، خافِقُها يَلتقطُ ذبذباتِه عند بُعد ألف مَيل
" اممم ، أسمَع " حَركَّت رأسها بالإيماء و أفسحَت المَجال لِلزفير بِمغادَرة رِئتيها حينَما فرَّقت بين كرزتيها ، قَطب مابين حاجِبيه بِقلق و راح يُطبطبُ بِرفقٍ على جَبينها يُحارِب قَطرات العَرق تِلك
لَفّّها بالشال و تقدّّم يَملئ كَفيه بالمياه ثُمَّ عاد و مَررها عَلى وجهها " سَنصل الي مَكانٍ آمِن قَريبًا ، بَعد ذَلِك سأجد لك حكيمًا همم ؟ " لَفت سُموِّها يَدها حَول ذِراعه و هو يُثنيها مِن كَتفها و يُغسِّلها بيدِه الثانيَّة
" حَسنًا " رَدّّت بِطاعَة
وَكزت أغنيس غَديز من ذِراعه و أشرَّت بِعينيها عَلى جونغكوك " إن ترَاهُ في المُعسكَر كَيف لا يَرفُّ لَهُ جُفن ، أجزمنا بالرَب ان لا قَلب لَديه و يَعيش بالطاقَة الشمسيّّة ، انظر اليه الان ..؟ اني لا اُصدِق ما تراهُ عيني ! "
طَلّّت عليها يوجين و بَحلقت في عينين اليونانيَّة " الاميرَة ليست سَهلًّة ! كيف تَمكنّّت من الوصول الي قَلبه ..؟ هو انا من الوصول اليه لم اُفلِح فمبالك قلبه ! " تمتمت في خِتام جُملتِها تتذكر مُعاناتِها حتى وَصلت الي المُعسكر
قَرصها تايهيونغ بشدّّة عَلى خاصِرتها مُتحدِثًا بإنزعاج " و لِما قد تُفكِّرين في الوصول الي القائِد ..؟ " دَفع بِحاجبه عاليًا مُراقِبًا الصبيّّة التي قَفزت بِتوجع مُدلِّكة وِسطها " اللعنة هَل هذه اصابِع بَشر ام مَخالِب ضِفدع ، ثُمّّ ماشأنك ، لَدي أسبابي "
" اتصدق ؟ جُيون وَسيم جِدًا عَن قُرب ! لَم تكن تَسنح لنا الفُرصة بِرؤيته في المُعسكَر " تَحدَثت أغنيس بَعد فترة تَمكَّنت بِها من الغَوص في مَلامِح القائِد جَيِّدًا و تَحليل مَعالِمه الرُجوليًّة
جونغكوك كانَ قد إتكئ على الجِذع بالقُرب مِن مياه الينبوع ، مَدد صغيرتِه بالقِرب منه حَيث أسنَد رأسِها عَلى فِخذه فأخذ يُبلل الوِشاح و يُسندِه على جَبينِها كَمُحاولة لإخفاض حَرارتِها ، لَم يَكُن ملتهيًا بالجَماعة التي مَعه ، كأنها نَسى تواجِدهم بِرفقته البتّّة
" وَسيم و فَقط ..؟ انهُ قُنبلَة ! اللعنة اترين تِلك الشَفتين ..؟ " شارَكت يوجين في الحَديث بعد ان جَلست بِجانب اغنيس في مُنتصف الشابين ، تَوسّّعت مُقلتي كُلٍ مِن تايهيونغ و غديز الذان نَظرا الي بَعضهما بِصدمَّة
" ماهذا الذي أسمعه ..؟ أغنيس ؟ في وجهي و تَتحدثين بِهذا الشَكل ؟ اذًا في غِيابي ..؟ " عانَق التُركي ذِراع حبيبته بإصابِعه و ألفتها اليه يُطالِعها بِحدّّة ، تَحمحمت اليونانية و أشاحت بِعدستيها بَعيدًا عن مُتناول عَينيه " حسنًا انا فَقط .. تَعلّّم .. انهُ لا يُقاوم .. "
إرتكَز بإصابِعه مُعتصِرًا ذِراعها بِغضب " أغنيس !!! "
تأوهت الصبيّّة بِتوجع و سَحبت ذراعها " حسنًا تَوقف ، انا فقط اُثير غَيرتك ، تَعرف لا يَملئ عَيني سِواك " أهدتهُ نَظراتٍ بريئَة لِتغمز لهُ و تُحيط خَديه
نَقلت يوجين عسليتيها الي تايهيونغ المُنزعِج في مُحذاتِها " ماذا لا تَنظُر الي هَكذا ! لستُ اثير غَيرتك او ماشابه انا أعنيها ! بالأخر ليس بيننا شَئ " نَطقت مُشيرَة عليه بسبابتها
تَنهد اليوناني و زَحلق بندقيتيه في الإتجاه الأخر بِغَضب ، إستقام و سارَ يَقف بَعيدًا عَنها يُحاوِل إطفاء ما أشعلتهُ الآسيوية بِدواخِله
" عَلينا ان نُغادر ، ايليزا مريضة " أيقَظ جُيون موقِد الحَديث بَعد ان إتخذهم الصَمت مَسكِنًا ، ازاح رأس الاميرَة عن فِخذه و أعالَها على صَدرِه لينهض و يَحملها بين ذِراعيه مُطالِعًا البقيَّة " عليَّ ان اخذها للحكيم ، انها تحترِق "
" مَعك حق وَضعها لا يُعجب " تكلًّمت يوجين بقلق بَعد ان دَنت متفقدّّة حَرارة الاميرة " لِنَذهب " أستبقهم في السَيّر مُحتضِنًا جَسد محبوبته " تَحملِّي ، سَأجِدُ لكِ طبيبًا قَريبًا " قالَ بالقُرب من اُذنها فَلم تَكُن تَقدر على الحَديث أي إكتَفت بالهَمهمة و الأنين
تَبعهم كُل من الأربعَة الأخرين يُواكِبون السَيّر لَعلَّهم يَجدون قَريةً قَريبة تأويهم " سيكونُ واضِحًا ان نَزلنا في قريةٍ قريبة ، سيبحثون عَنّّا فيها " أبدى غديز رأيه بعد ان تقرّّب من جونغكوك الذي يقودُ المَسير
" لا أهتم لِلعنتهم ، ايليزا مريضَة عليّ مُداواتها قَبل فوات الأوان ، دَعهم يبحثون اينما ارادوا " نَبس جونغكوك بِحدّّة فَقد تمكَّن الخَوف عَلى صغيرتِه من السيطرَّة على مَشاعِره ، بَحلق بِها و هي تَسنُد رأسِها عَلى عَضلةِ صَدرِه ليقضِم سُفليته " تَحمّّلي ارجوكِ "
" سيد جيون لا تُفكِّر بمشاعِرك فَقط ! نحنُ سنعرِض حياتنا للخطَر " أوقفهُ غديز من ذِراعه مُعترِضًا طَريقه ، إلتفت القائِد اليه و أهداهُ نَظرةٍ قاتِلَة " إسمع ايها الرَضيع ، ان كانت لَديك مُشكلة في مُصاحبتي إحمل حفاظتك و غادِر ! انا لستُ بحاجة لك اسمعت ؟ الان ابتعد عن طريقي كي لا اُخرِج غَضبي بك "
قَبض عَلى خَصر ايليزا مُعبِّرًا عن غَضبِه ما جَعل صغيرتِه تأن و تَفتَح مُقلتيها بِتروٍ " جونغكوك ، خفف غَضبك انا بِخَير " تمتمت مُبتلعة ريقها الجاف
" لا تَتحدثِ انتِ ! اُصمتِ حالك لا يَسمح لك بالدِفاع عنهُ لا تُغضبيني الان ايليزا افهمتِ " نَظر اليها بِغضب و دَفع غديز عن طَريقه ، تَشبث الصبي في سيفِه مُنفعلاً مِن حَديث جونغكوك الوقِح معهُ ثُمّّ عاد نَحو اغنيس " سَننفصل عَنهم ، لِنذهب بِمفردنا "
" غديز تَوقف ، ثِق بجونغكوك انهُ يجيد حمايتنا لا تَقلق " قالت الصَبيَّة مُربِتَّة عَلى ذِراع حَبيبها المُنفعل " لَن اذهب مَع وَقح مِثله ! ألم تَسمعي ما قاله ..؟ " صاح بِغضب لِتجذبه أغنيس وراء تايهيونغ و يوجين " انهُ غاضب و قَلِق على ايليزا ، لا تَحمل كلامَه على مَحملِ الجِد ، ثُم هو هكذا لَيس لطيفًا مع أحد "
تأفأف التُركي بإنزعاج و إمتثل لَها يَتتبع خُطوات القائِد الذي وَقف عند التَلّّة يُناظِر القَريَّة أسفل التِلال " وَصلنا ! عَلينا البَحث عن حَكيم " تكلَّم لاهِثًا و تَعدّ تِلك الصُخور لِيهروِل مُسرِعًا في إتجاه البُيوت الريفية المُتواضِعَة
ايليزا كانت تَتشبث في عُنقِه و تَحشُر رأسِها في صَدرِه " ألم تُرهَق من حَملي ..؟ قلبك سيَخرج من مَكانِه " تَحدثَّت بَعد أن لَمسَّت لُهاثِه لِشدَّةِ سُرعةِ سَيرِه " انهُ سَيخرُج لإجلِك كَي يُسلِّم عَليك و يعود "
" جونغكوك تَوقف عن المُراوَغة ! " حَملت رأسِها من صَدرِه و رَفعتهُ الي مُستواه تُراقب قَطرات العَرق التي تَنسدِلُ على فَكِّه ما مَسّّ عِرقًا مِن عُروق إثارتِها مُتسببًا بِهيجانٍ غَير آمِن البتَّة
" انا بِخَير ! " مَع صَرِّه عَلى جُملتِه تِلك أحفض رأسِه مُستعمِلاً إحدى نَظراتِه المُميتَة لِمَن يَرتجِف عِشقًا لِوجودِه في الجِوار ، قَضمت شَفتها و حَشرت رأسِها في رَقبتِه مُغمضَة عُيونِها " لَكني حَتمًا لَستُ " تمتمَت
تَوقف جُيون عن السَير بَعد ان وَصلا مَدخل القَرية ، إستدار للأخرون و قال من بين لُهاثِه " سأبحثُ عن الحَكيم ، ليبقى تايهيونغ هُنا كي يَرى ان قام أحد بِلحاقِنا همم ..؟ " إسترسَل قائِلاً فاومَئ الجَميع و إنتَصب بُندقي العَينين في الواجِهَة
سارَ جونغكوك في إتجاه إحدى البُيوت و طَرق الباب ، طَرقتين ثَلاث و الرابِعَة فَتح صاحِب المَنزِل مُطالِعًا اياه بإستنكار " ماذا هُناك ..؟ " نَظر نَحو الصبيّّة المُحمّّلة بينَ أذرُعِه " اني اسأل عن بَيت الحَكيم ، زَوجتي مريضَة بشدَّة و حامِل ، هل بإمكانك ادلالي ..؟ "
تَمعنَّ الرَجُل في التَحديق في هيئةِ سُموِّها الذابِلَة ، ذَلِك حَتمًا لَم يُعجِّب جونغكوك الذي رَغب في تَحطيم وَجهِه فقد وُضِح على حِدَّة مُقلتيه الغَضب أينَما قام بِدفنها في حُضنِه أكثَر يَحجبها عن العَينين
" انهُ خامِس بيت عَلى الجِهة اليُمنى ، هل تَحتاج مُساعدة ؟ أتي مَعكم ..؟ "
" سَتخدمني ان حَشرت مُقلتيك في مُؤخرتِك " رَمقهُ جُيون بِسُخريَة مُتمتمًا ثُمَّ تخطاهُ مُتجِهًا نَحو منزل الحَكيم ، طرقت أغنيس الباب بَدلاً منهُ أما عن غَديز فقد بقى يُسايِر تايهيونغ عِند المَدخل
فَتحت مَرأة بَدت في عِقدها الرابِع و بَحلقت في اليونانيَة " هل مِن خَطب في هذا الوَقت ..؟ " إسترسَلت مُستفهمة لِتتنحّّى اغنيس عن الواجِهَة مُؤشِرَّة على الاميرّّة " لدينا زَوجة السيد ، انها مَريضة و حامِل ايضًا "
تَوسعَت عُيون يوجين و نَظرت في إتجاه اغنيس " ما مَعنى حامِل هذه ..؟ حامل ؟ اتعرفين الحَمل كَيف يَحدُث ..؟؟؟ " تأوهت بِتوجع حينَما قَرصتها اليونانيَة بِقوَّة و همست لَها " لستُ ارضعُ اصبعي كي لا أعرِف كيف يَحدُث "
" انهما لَيسا مُتزوجان حَقًا ..! هل ت..تقصدين ..؟ فَعلها ابنُ الذين ..! " تَبرقّّت عُيونِها العَسليّّة و صَوبتها في إتجاه الآسيوي و الايطاليَة " ذَهبت بَراءتي في ذَلُك الشَئ "
دَنت المرأة مِن ايليزا و حَدقت بِها عن قُرب " أدخلوها بِسُرعة ! " أفسَحت المَجال ليدلِف مِنهُ جُيون مهروِلاً للداخِل ، أشارت لهُ بوضعِها على الفِراش في مُنتصف الصالَة و جَلست الي جانِبها تَتفقد حرارتِها " ساخِنَة بشدَّة ! "
" اعلمُ انها ساخِنة ، ما الجَديد يَعني ! جِدي لها عِلاجًا ! " تكلَّم القائِد بإنفعال و هو يَقرِن حواجِبه بِغَضب ، قَلقهُ و رَجفتهُ عَليها لَم يَكُن عادِيًا لِسُموِّها التي تُناظِره مِن تَحتِ جُفونِها و تَبتسمُ في الخَفاء
" اهدأ يا بُني ، سَتكون بِخير " تَحدثت المرأة و راحَت تَجلبُ مُعداتِها حَتّّى تَفحص سُموِّها ، نَظرت في إتجاه الفتاتين الواقفتين وراءِها " اُخرجا ، ليبقَى فقط زوجها لإني سأكشف عَليها ! "
تَحمحمت يوجين و نَظرت في إتجاه جونغكوك الذي يَمسحُ بِرفق عَلى شعرِ اميرتِه " سيد جون ، ألا تعتقِد انهُ عليك الخُروج معنا ..؟ " خَمنت انهُ ليس زَوجها حَقًا ليبقَى بِرفقتها و يراها عارِيَة !
رَفع جونغكوك نَظراتِه مِن عَلى أميرتِه لِيضعها عَلى الآسيويَة ، ما رأتهُ في كُحليتيه الغامِضَة تلك كانَ كَفيلاً بِجعلها تودُّ تَبليل أسفلَها فإبتلَعت ريقها و خَرجت بِرفقة أغنيس " لا اُصدق أنهما يَفعلان ذَلِك الشَئ ، لم اتوقع هَذا من ايليزا كَيف طاوعها قَلبها " هَمست لليونانيَة بأسَى
" يوجين كَم تبلغين من العُمر ..؟ " تَوقفت اغنيس عن السَير و أوقفت يوجين بِجانبها عند الباب ، دَلكت الإسيوية عُنقها و قالت " 17 لِماذا ..؟ "
" انتِ بِعمر الذين بِمثلك باولادِهنَّ ! و تَتحدثين عن فَعلت و لَم تَفعل ! ما شأنك بِها تَفعل ما تُريد "
" إسمعي قُلنا ان جُيون مُثير لَكن ليسَ لِدرجة أن انام مَعهُ حَسنا !! " تَحدثت الآسيويَة بإنفعال " مَن سَيُبيِّض صورتهما في عَيناي الأن ! كُلما اراهُما سأفكِّر بهما يَفتعِلان عَلى الفِراش ! مُخيلتي لا تَرحمني اُقسم لَك "
صَفعت أغنيس جَبينها قارِنة حواجِبها بِخفَّة
" لِيُلهِم الله الصَبر للسيد تايهيونغ "
" إذًا يا سيِّد ، اخبرتني ان زَوجتك حامِل ..؟ " قالَت السيدَّة و هي تَفحص الأميرَة و تُعاينِها بينَما الآسيوي يَجلِس بالقُرب من رأسٍها يَمسحُ تَعرُقِها و يِطبطب عَلى جَبينها بلطف " ا..اجل ، انها حامِل " اومَئ
" مُنذ مَتى بدأت اعراض الحَمل بالظِهور ..؟ "
كَشفت الإيطاليَة عَن عَدستيها المُرهقَة و بَحلقت في السَقفِ زافِرَة نَفسها بِصُعوبَة " م..من..منذ ا..اسب..اسبوعين ت..تقريبًا "
حَدقت المَرأة بِها ثُمَّ نَظرت نَحو جُيون ذا المَلمَحِ المُصفَّر، كأنهُ كانَ يَشعُر بِما سَتُخبرِه بِه المَرأة فَتجرّّد وجهه مِن الدَم و أضَحى جِلدًا خاليًا من الدَم
" هي لَيست حامِل ! "
•••
مَرحبًا ♥️✌🏻
اخباركم اعزائي ..؟؟
عُدنا بتشابتر جَديد ♥️
من منكم تَوقع ان سموها لم تكن حامل ..؟ 🥹
قرأت تعليقات في التشابتر قبل الفائت يقولون ان الرواية ليست منطقية لسبب الجنين الذي لم يسقط بفعل حركات الاميرة الكثيرة 😭 لكنها في الواقِع ليست حامل ..
سَنعلم سبب اعراض الحمل التي لديّّها في التشابتر القادِم ..
ما رأيكم في رومنسية جونغكوك ؟ 👀 مُنحرف قَليلاً هذا الرَجُل 👁️👄👣
توقعاتكم للقادم ..؟
اننا على وشك الخِتام ♥️🙏🏻
يوجين ..؟
أغنيس ..؟
اراكم يوم الاثنين ان شاء الله ♥️
اهتموا بأنفسكم لُطفًا ، رافقتكم العافيَة
.
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top