هواجِس العِشق • 32 •

هواجِس العِشق || جُيون جونغكوك

اهلاً بِكُم في الجُزء الثاني و الثَلاثون مِن مَخاوِف الحُب ❤️‍🩹☁️

لِنبدأ ♥️
•••

أُضيئت شَهليتيَّ السينيورا ذُعرًا بِشرارَة نيرانِ الشُموعِ حالَ أن إختضَّ جَسدُها فَزعةً مِن لَمسةِ الحِناء البارِدَة عَلى كَفِّها الدافِئ ، ذاكَ المَشهُد المُهزِّ للابدانِ و الكَيان نَثر الرَهبّّة مُهزهِزًا كِبرياءُها

سَتُفضل الجُلوس و الحُصول عَلى الحِناء بَدلاً مِن أن يَحدُث ما تَخيلتهُ لِلتو ، قَضِمت عَلى سُفليتها حَتى كادَت ان تُدمَّى ، خافِقُها يَرتعِد بِشدةٍ أدَت لِتدفق الدِماء بِسُرعَةٍ نَثَرت حَمارُه عَلى خَدَّيها المُنتفخين ، هي حَتمًا لَيست بِخَير

أصواتُ غِناء الفَتيات تَطرُق ألحانِ العَزاءِ و المأساة عَلى طَبلتيَّ اُذنيها كالحالُ مَع عَدستيها التي تَجولُ بِكُسرِ خاطِر حَول أوجُه الحاضِرين ، تَشعُر انها تَمكُث بِداخل جَنازَّة قُتلِ فيها قَلبُها المُغرم بِذاكَ الآسيوي

هَل مِن أحد يَتقدّّم لِلمُواساة ..؟

أخفضَت شَهليتيها الي تِلك القُماشَة الحَمراء التي لُفَّت حَول بُقعَّة الحِناء وَسط كَفِّها الساخِن ، إنسابَت قَطَّرة حَارَّة مِن جُحرِها الباصِر فَتغلغلَت بداخِل كَفِّ العَجوز التي رَفعت رأسِها نَحو الاميرَة " لا داعي لِكُل هَذا البُكاء ، انتِ ستكونين مَلِكة هَذا القَصر و الجَميع سيركَعُ لكِ " طبطبَت على خَدها

أشاحَت برأسِها بَعيدًا عَن مُتناوِل يَد العَجوز لِتُخفض جُفونِها تَستُر فيها تأذي شَهليتيها المُحمرَّة " لا تَلمسيني ، انا بِخَير بدون هَذِه الكَلمات التي لا مَعنى لَها " هَمِست و ازالَت تَبعثُر الدُموع عَلى خديها بظاهِر يَدها

تَودَُ التستُر على ذاكَ الحُزن و الزُهد الواضِح عَليها ، لَكِّن ان بَكى القَلب عَجِز الجَسد عن إخفاء مُواساتِه ، نَهضَّن الفتيات يَرقُصن و يُصفِقّّن تَحت نَظرات سُموِّها الخاليَة مِن الحَياة ، لِما هُن سَعيدات في يَومِ عَزاءها ..؟

أتفرَحُ الأنثَى للأنثَى حينَما تُقتَل ..؟

جَذبت نَفسًا إنتَفخت بِه رِئتيها ثُمََ أطلقتهُ حَتى تُلملم شِتات روحِها التي مُزقّت بالفِعل ، حَولَّت بَصرِها نَحو سوسن و أشرَّت لها ان تَدنو " أشعُر بالدُوار ، هل بإمكانِك أخذي الي الأعلى كَي ارتاح قليلاً ..؟ "

نَظرت سوسن في إتجاه جَدتها و إستقدَمت منها كَي تأخذ الإذن ، حينَما سَمحت لَها بإخذها إمتثلت الصَبيَّة للأمر و دَنت تَسنُد جَسد ايليزا عَليها و تأخذُها الي حُجرتِها ، أجلستها على السَرير و تَحسست جبينها الساخِن

" ياللهول ! ايليزا انتِ ساخِنة جدًا ، هل انده على الحكيمة ..؟ " تَحدثت الصبيّّة بِفزع و ازاحَت يدِها عن جبين سُموِّها التي سُرعان ما نَفت " كلا كلا ، لا اُريد ايَّة حكيم ، انا بِخَير ، فقط انامُ قَليلاً و ارتاح " حَتمًا ان أتى الطبيب سَيكشفُ أمَر حَملها و ذاك ما لا تُريده

تَنهدََت الصبيََة و حَركت رأسِها لها " لَكِن ألا تعلمين أين ذَهب غديز ..؟ " نَطقت الاميرَة و هي تَرمُق الحِنّّاء عَلى كَفيَّها " لا أفهم ، لِما حَظي عاثِر لهذه الدَرجة ..؟ " تَمتمت و حَمِلَّت عدستيها تَضعُها بينَ مُتناول عُيون الصبيَّة

" لا نَعلم اين ذَهب ، لكِّنهُ حَتمًا توجه لاقتناء الناقص للعرس ، تَعلمين غدًا كتب كِتابه هو أيضًا .. " نَبست سوسن مُوضِّحة و جَلست بالقُرب من الأميرَة ، مَسكت يدِها و راحَت تُزيل عَنها الحِنّاء بِحَذر " ا..اوه ! اُنظري في كَفّك الأيسر هُنا .. "

" ماذا ؟ " بَحلقَت الأميرَة حيثما اشارَت سَوسن التي عاوَدت الحَديث مُتِمّة " الحِناء هُنا عَلى شَكل قَلب ! " رَفعت مُقلتيها نَحو سُموِّها " و في كَفِّك الأيسر ايضًا ! يُقال ان مَن أتَتها الحِناء عَلى هذا الشَكل فَهي سَتتزوج الذي تُحبه " تَبسَّمت و أفلَتت يدِها

سَخِرَت ايليزا و إرتفع طَرف شَفتها " ماهذا الهُراء ، انا سأتزوج والِدك و تَقولين لي الذي اُحبه ؟ هل تَسخرين مني ! " دَفعتها مِن كَتفها " هيا اُخرجي دعيني أستريح ، المرءُ مُلتهي في هَمِه و هي تَستفي لي الان "

جَذبت ايليزا اللُحاف مِن تَحت قَدميها و إتكئَّت عَلى الفِراش مُغطيَّة نَفسها ، تَذمرت سوسن بإنزعاج و حَملت القماشتين من عَلى المِنضدَة " انتِ حُرّّة " خَرجت و أغلَقت وراءِها الباب بِهدوء بعدَما أطفات انارَة الحُجرَّة

أغمَضت سُموِّها شَهليتيها مُسلِّمَة كيانِها لِلنومِ و أحضانِه ، رَجتهُ ان يَحتويها و يُواسي خُدوشِ روحِها مُطبطبًا بِدواءِ النسيانِ عَلى جُروحِ قَلبِها المُمزَق ، لَعلَّهُ المَهرب الوَحيد مِن واقِعٍ لَم يَرحم فيه صِغر سِنِّها و لا بَراءَة نَفسِها النَقيّّة

•••

" هل انتِ بِخَير يا بُنيتي ..؟ " تَحدثت إمراة مُسنَّة و هي تَمسحُ عَلى شَعر تلك الآسيويَة الجالِسَة عَلى فِراش حُجرَة البيت الريفي المُتواضِع " انا اودُّ العَودة الي دياري " نَطقت يوجين و حَدقت بالمُسنَّة " أشكرك لانك داويتني ، لكن علي العودَّة "

نَفت المرأة و مَسكتها من عِضدها قَبل ان تَنهض فعاوَدت إجلاسها و إستطردت " ابقي ، لَقد أتى زَوجك لأخذك بالفِعل " هَتفت ما أدًَى لِدهشَّة الآسيوية التي ميلَّت رأسها بِخفة " زوجي ..؟ "

حَطت عُيونِها العَسليَّة في إتجاه مَدخل الحُجرَة فإذ بأقدامٍ تَدخُل تِلك و تَعبُر الي الداخِل ، رَفعتهما ببُطئ نَحو ذاكَ الجَسد المُمتلئ الرُجولي حَتّّى آنَ أوانُ ذَلِك الوَجه ذا التَقاسيمُ الوَسيمَة ، هَربُ النَفسُ من رِئتيها و لَم تَعُد تَجد هواءًا تَستوطنهُ بداخِلها

" ت..تايهيونغ ..؟ " هَمِست و مَسكت بالجِدار تَستندُ عَليه حَتّّى تَنهض ، إتكأت عَليه و هي تُراقِب جَسدهُ يَقتربُ منها " لَقد عُدت لاخذك يوجين ! " تَحدّّث بإبتسامَةٍ ودودَة و أخفض بندقيتيه في إتجاه المرأة " شُكرًا لكِ يا خالَة على إعتناءِك بِزوجتي فترة غِيابي " أضاف شاكِرًا و إنحنى لِتقبيل يَدها

رَبتت المُسِنَّة عَلى رأسِه بِلُطفٍ " لَم أفعل شَيئًا يا بُني ، كانت خَفيفَة كالغيمَّة ، انت فِعلاً مَحظوظ بِفتاة مِثلها " حَدقت بيوجين التي إبتلعت ريقها تَفرُك عَينيها بِكلتا قَبضتيها تَكادُ لا تُصدِق انهُ يقف امامِها الان

لِوهلَة ظَنَّت انهُ نَسى امرها بالكامِل و هاجَر تارِكًا اياها تُصارِع المَوت لِوحدها

غادَرت المرأة الحُجرَّة بعدَما شَكرَّها الجُندي ، حَدق في وَجه الآسيوية التي فَرّّقت شَفتيها حَتى تَنطِق لَكِن الكَلِمات سَلكت مَعبر حُنجرتِها عائِدَة للديار بَدلاً مِن العبورِ للخارِج ، فَضلَّت التمتعُ بِمكانِ آمن

" يوجين ، هَل انتِ بِخَير ..؟ " مَدَّ يدِه بِتردد حَتى يَسندُها عَلى كَتفها بينَما يُبحلِق في عَسليتيها " كُنت قَلِق عَليك حَقًا ! " أبدَى عن شُعورِه بِنبرةٍ مُستاءَة لَكِن ذلك لَم يَكُن كافِيًا بالنسبَة إليها " ما فائِدَة قلقك بَعد ان تَركتني هُنا مرميَة و غادرت ..؟ "

" ا..انتِ لم تَعلمي ما جَرى يوجين ، كانَت حياة القائِد في خَطر ، إضطررتُ للمغادرة لاساعده " شَرح بِيديه و جَلس على الأرض داعِكًا جَبيه بقلّّة حيلة

انزَلت يوجين مُقلتيها ناحيته و جَلست بِحذر بالقُرب منه لِتجمع يَديها في حِجرها و تبتلع ريقها " و هَل ساعدته ..؟ " إنتظَرت إجابتهُ و عسليتيها تُشاهِد جَمال مَلامِحه المَتحوفَة ، كانت مُتعجبَّة لِشدَّة إتقان كُل جُزءيَة في وَجهِه دونَ أيةُ اخطاء تُذكَر " لا ! حَدثت الكَثير من المَشاكل "

نَظر نَحوها و إقترب ماسِكًا كَفيَّها " نحنُ علينا مُساعدته ، هو لازال على قَيد الحياة لَكنه واقِع في مُشكلة " بَحلق في عَسليتيها و شدَّ عَلى يَديها بين خاصتيه يَنتظِر جوابًا يُنصفه " ماذا عن الأميرَة ..؟ " نَطقت بإستفهام

" إنها واقِعَة بِمُشكلة ايضًا ، لقد باعها السُلطان لأحد الاغنياء و قد صَمَّم على الزَواج مِنها كَما ان الدَولة في خَطر ، المَلك تمَّ احتجازه لدى الانكشاريين ، السُلطان قتله جيون و والِد اللورد يُطالب بالعَرش لكون ولي العهد لازال صغيرًا ، المهم ان الوضع فَوضى "

وَسعت يوجين عَسليتيها بِدهشَّة و سَحبت كَفيها من بينَ يديه لِتضعهما على خَديها " يا إلهي ، اينَ كنتُ انا عن كُل هَذا ! ماذا عَلينا ان نَفعل الان ..؟ علينا ايجادُ حَل " نَطقت بِقلق و مَسكت كَتفان بُندقي العَينين " هل جُيون و الاميرَة يُحِّبان بَعضهما ..؟ "

بَحلق تايهيونغ في يَديها التي تُمسِكهُ و دونَ أن يَشعُر تَلخبطَت دقاتِه خُصوصًا عِندما رأى تِلك العُيون العَسليّّة التي تُحدِق بِه بِكُل تَركيزٍ تَنتظِر جوابًا حاسِمًا

" في الواقِع لا أعلم ، لَكِن يبدوا انهُ اجل " وَضع يَده عَلى خاصتِها يُخفضها عن جَسدِه لِيُخرج مِنديلاً يَمسحُ بِه تعرُق جَبينه ، تَخصَّرت يوجين و نَهضت من الفِراش تَقضم شَفتها " عَلينا مُساعدتهما تايهيونغ ! ان كانت تُحبه لن تتمكن من العيش سَعيدة مع ذلك الغني الوَقح ! "

" كَيف علمتِ انهُ وقح ..؟ " تَمتم تايهيونغ مُتعجبًا بينَما يُراقبها تسيرُ ذهابًا و ايابًا امامهً " دامهُ يَودُّ الزَواج من فتاة لا تُريده هو حَتمًا وَقِح ! ثُمَّ اخبرني هل تَعرِف مكانهما ..؟ " عاوَدت الجُلوس بالقُرب منه مُجددا و انتشلت يَديه

" هَل يُمكنك التوقف عن إمساك يَداي ..؟ و امساكِ عمومًا " تَكلّّم اليوناني بإنفعال و جَذب يديه يَرفعهما بعيدًا عَن مُتناول خاصتيها ، رَمقته يوجين بِغضب و مَسحت على وَجهها " انا فَقط حينَما اُفكِّر اميل للمسِ كَثيرًا "

" انتِ تقولين بِطريقة غَير مُباشرَة انكِ مُتحرِّشة " أشرَّ عَليها و جَعلها في صَدمةٍ من أمرِها بسببِ كَلِماته " مالذي تَقصدِه ..؟ انتَ اخر من أفكر بالتَحرُش به " وَقفت على رُكبتيها حَتّّى اصبَحت أعلى منهُ و أخذت تَضرِبهُ على كَتفه بيديها

" ان رَغبتُ بالتَحرُش سافُكر باللورد ليو لا بِك انت ايها المَغرور " صاحَت بِه و دَفعتهُ لِتستقيم مُعطيَّة اياهُ ظَهرها " ماذا ..؟ " قَرن تايهيونغ حواجِبه بعدم رِضى و ونهض مُعدِلاً مَلبسه " هل انتِ مُهتمَّة بالأمير ..؟ " طَلّّ عليها بِشكلٍ خَفيف مُتسوِلاً للرب أن تَكون الإجابَة عكس ذَلِك

نَفخت يوجين على غُرتِّها و إستدارت نَحوه لِتُبحلق في عُيونه " لا ! لكنهُ وَسيم و لَديه عَينين زرقاء " قالَت بإبتسامَة لِيتنفس تايهيونغ زافِرًا " ان إلتهيت بتفاهتكِ الان لن اُتِّم عَملي " مَسكها من يدها " دعينا نُغادِر "

" اُنظروا من يُمسك بي الان " قَلّّصت مُقلتيها و هي تسيرُ خَلفه " يوجين اُصمتِ " تَحدث بينما يَحملُ خَفيها من مَدخل البيت فَوضعهما امامها ، لبستهما و خَرج كليهما سَويَّة من البيت " اينَ سنذهب الان ..؟ "

وَقف تايهيونغ في مُنتصف الشارِع يُبحلِق في الجِوار ، قَرن حواجِبه ما إن لَمِح رَجلٍ و إمراة يَركُضان " ما هَذا ..؟ اليسَ ذلك غَديز ؟ " تمتم لِتنظُر يوجين الي ما يُبحلق " من غَديز هذا ؟ " رَفعت حاجِبها تَنتظر ردًا

" انهُ عسكري تُركي ، كان يأتي كَثيرًا عند الحُدود ، يُحِّب زميلة لنا بالجَيش تُدعَى أغنيس لَكِّن بحكم العداوّّة بين الدولتين تَعرفين " نَظر نَحو يوجين التي أومأت ثُمّّ سَحبها معهُ مُسرِعًا في إتجاه التُركي

مَسكه من ذراعه بعدَما وَقف وراءِه فإنتفض غديز بِفزع و أخرج خِنجرًا مُلتفتًا نَحو تايهيونغ حَتى يُهاجمهُ به " مَهلاً انتَظِر .. انهُ انا تايهيونغ "

تَنهد غديز براحَة و أخفض الخِنجر لِيناظِره و يُحدق بيوجين " تايهيونغ ؟ مالذي تَفعله هُنا ..؟ " نَظر في إتجاه الفتاة التي مَعهُ حالَما ازالت الوِشاح عنها كاشِفَة عن مَلامِحها " تايهيونغ ! حمدًا لله انكَ هنا ، ساعدنا ارجوك "

عَقد تايهيونغ حواجِبه بدهشَّة " أغنيس ! تبًا ألم يَكُن زواجُكِ قَريبًا ؟ " تحدّّث بصدمَة فاومأت لهُ بقلق " في الواقِع هَربت من العُرس بعد ان جاءَ غديز لمساعدتي ، و ألان ابي و رِجاله يَبحثان عنا و أمر بقتلنا "

عَضّّت يوجين على شَفتيها " هيهات ! وضعكُما صَعب ! مال الحُب بشع لِهذه الدرجة " تمتمت لِيقرصها تايهيونغ من خَصرها " اُصمتِ " نَظر في إتجاه غديز و ربت عَلى كَتِفه " انا في بَلد ليسَت بلدي ، أعني انا ايضًا مَطلوب هُنا من الانكشاريين ، حَتمًا ان استطعتُ المساعدَة كنتُ ساعدت "

" لَكِن انت تَبحث عن القائِد صحيح ..؟ " تكلّّم غديز و بَحلق حَولهُ لَعلَّ أحدًا من اتباع والِده يُلاحِقه ، حَرّّك تايهيونغ رأسهُ موافِقًا و تَحدَّث مُسرِعًا " اجل ، هل تَعلم اين هو ..؟ اعني رُبما قد سَمِعت شيئًا عنهُ "

مَسكهُ التركي من ذِراعهُ و سَحبه على جَنب " إسمع ، لا أعلم كيفَ ساخبرك بِذلك ، لَكِن والدي من قام بأخذ الأميرَة " هَمِس لهً لِتتوسع بُندقتي اليوناني و يَرمِش بِصدَمة " كَيف ذَلِك ..؟ هل والدك من سيتزوجها ..؟ "

" في الواقِع أجل .. غدًا سيعقَد زواجهما ، انت تَعلم انها تُحب القائِد صحيح ؟ " أفلت ذِراع تايهيونغ و حَدق في حَبيبته التي تُحادِث يوجين و تَتعرف عليها " أعلم و هو يُحبها ايضًا ، اعني ذلك واضِح " اومئ لِيمسح على وَجهه بإنزعاج

" عَلينا مُساعدة الأميرَة قَبل ان يتزوجها والِدك ، لا يُمكن ان نسمح لهذا الزَواج أن يَتِّم " حَرك رأسِه نافِيًا و خلل اناملِه في شَعرِه البُندقي كَلون عينيه " القائِد مُحتجز لَدينا ، ابي يودُّ تسليمه للانكشاريين بَعد زواجه غدًا "

أتمََ غَديز قائِلاً مُسببًا بِغضب اليوناني الذي مَسكه من ياقته و تَحدث بعصبيََة " مِن اين خرج لنا لَعنة والدك الان اخبِرني ، سأقتله حتمًا " صَرخ لِتقترب أغنيس مُسرِّعة و تَدفع تايهيونغ عن عشيقها " تايهيونغ أهدأ ، غديز ليسَ لهُ ذَنب بِما يفعله والِده "

" انهُ والده كَيف ليسَ لهُ ذَنب ، حَتمًا يَتعاون معهُ " تكلّّم الجندي بِغضب مُشيرًا بيدِه على التركي الذي نَفض ياقتهُ و طالع تايهيونغ بإنزعاج " ان كنت أتعاون معهُ ما كنت اُخبرك بهذا الان تايهيونغ ! ايليزا عزيزَة عَليّّ بِخلاف ان القائِد عدو لِبلدي "

" اُصمت ، ان اتينا للعداوة فانا و اغنيس اعداء لَك ايضًا " هسهس اليوناني مُشيرًا عَليه بسبابتهُ فإستدار لاكِمًا الجِدار بِغضب " اللعنة ان سُلِّم القائِد لاانكشاريين سيقتلونَه بدون رَحمة ! لا يُمكن ان يَحدُث ذلك " نَفى

تَقدمّت يوجين منهُ و مَسكته من ذراعه بِلطف تُديره نَحوها و تُبحلق في عينيه الذابلتين " إهدأ تايهيونغ ، سَنِجد حَلاً ، لن يَموت القائِد أعدِك ، اليس كذلك غديز ..؟ " حَدقت بالشابين خلفهما " حياتنا كُلنا مُعرضّّة للخَطر " نَطقت أغنيس بِقلق و جَلست على حَجرة هُناك

" علينا أن نَهرُب ، نَجلب القائِد و ايليزا و نَهرُب نحن السِتَّة من البَلد " قال غديز مُقترِحًا و حَدق به الثَلاثة بإهتمام " و كَيف سَنهرب و نَجلبهما يا فهيم ..؟ الحِراسة مُشددَّة على الحُدود يبحثون عنهُ " ردَّ تايهيونغ و إستند على الجِدار قارِنًا حواجِبه بإنزعاج

" سَنجدُ حَلاً ، أولاً فقط عَلينا مُساعدتهما لِلهروب ثُمّّ بعد ذَلك يَحلُّها الله " قالَت أغنيس و إستقامَت مُقتربَة من حَبيبها " عَلينا العَودة الي قريتِك غديز " هَمِست و أسندَت يدِها عَلى كَتِفه بِلُطف

" سَنعود "

•••

أهذابٌ تُغرِبلُ الشَمسُ عَلى تِلك العُيون المُطلِعَة عَلى سَماءٍ إكتستها الغُيوم البَيضاء مُزينَّة تِلك الزَرقاء كَلون الناظِر اليها " حَتى الغُيوم ، عَلى شَكلِ قَلب " نَطقت مُتعجِّبة و أنزلقت شهليتيها نَحو كَفِّ يَدِها

" لَن أسمَح لَهُم بِقتلك " هَمِست و قَبضت على يَدِها بِقوَّة ، تَنفسَّت بِوجَع و إلتفتت نَحو الباب حينَما سَمِعَت صَوت غديز ، رَكضت في إتجاهه و فتحتهُ لِتخرج مُناظِرة لويس يَتحدُث مع إبنه

" أين كنتَ كُل هذا الوَقت ..؟ ألا تعلم ان اليَوم زواجك ؟ " وَبخه بِصوتٍ عالٍ غاضِب و الأبن مُخفض الرأس يومِئ " كنتُ قد ذهبت للقريَة المُجاورة يا والدي ، جَلبتُ هديّّة للعَروس و إشتريتُ النواقِص ، انت تَعرِف انه من عاداتنا تَقديم هديَّة لزوجتك ليلة الزِفاف " دافع غديز عَن نفسِه و رَفع رأسه يُقابل ابيه

هَمهم لويس بَعدما وَجد ان حَديث إبنهُ مًقنِعًا ، إستدار و لَمح ايليزا تَقِف عند الباب بِفُستان النَوم الأبيض الذي يُعانِق تَقاسيم جِسمها ، رَفع حاجِبه و مَسح على سُفليته بإبهامه ما جَعلها تَشمئِز و تدخل مُسرِّعة " مُقرِف "

" إسمع ابي ، جَلبت إثنين مَعي لِيعمَلا و يُساعدانِ في تجهيزات العُرس " مَسك غديز ذراع والدِه حتى يَنتبه لهُ ، إكتفى لويس بالهمهمة و دَفع ابنهُ من كَتِفه " إذهَب و جَهِّز نَفسك ، يَكفي ثَرثرَة " تَخطاهُ و غاَدر

تَتبعهُ الشاب بِزرقاوَتيه حَتى رآه يَنزِل من الدَرج ، هَرول نَحو غُرفة ايليزا و دَخل مُغلِقًا وراءَهُ الباب " ايليزا ! " رآها تَقِف عند المِرآه تُمسِّك بالمِقص تَضعهُ عَلى خُصيلاتِها الطَويلَة تَعزمُ عَلى قَطعها

" لاااااااااا " صَاح بِها و رَكض اليها بِسُرعًّة يَضرِبُ يَدها حَتى سَقط مِنها المِقص ، مَسكها من ذِراعيها بِغضب " مالذي تَفعلينه ايتها المَجنونة ! كَيف تًقطعين شَعرك ..؟ " نَطق بإنفعال تَحت مُقاومتها لهُ " غديز دَعني وشأني " صَرخت و هي تَدفعهُ من صَدره لَكنهُ كان أقوى منها بالفِعل

" إهدئي أرجوكِ ، افساد نَفسك ليسَ حَلاً البتَّة " نَطق مُعاتِبًا و قادَها نَحو السَرير " بَلى ، انهُ الحلُّ الأمثل ، لم أدعهُ يتزوجني في كامَل جَمالي ! اُقسم سيَرى عَفريت أمامهُ ليسَ عَروس " تَكلمَّت بإنفعال و دَفعته من صدرِه بقوًَة " تبتعد عني أم اقطع قَضيبك بَدلاً من شَعري " أشارَت عليه بِتهديد

" ما هَذا الكَلام البذيئ بِحق اللعنة ! " تَكلَّم بِصدَمة و دَفعها لِتجلس على السَرير " اهدئي لَن تَتزوجينهُ حَسنًا .. سَنهرب الليلة همم ؟ " هَمس لها بَعد أن مَسكت رأسها تَخبطهُ بِقلة صَبر " اي هَرب تتحدث عنهُ ، الا تَرى رِجال والدك و عَددهم ..؟ "

" سَنهرب لا تَخافي ، فَقط لا تَفعلي شيئًا في نَفسِك " مَسك يَدِها بِلُطف " لقد سَمعت بنصيحتك و ذَهبت لاهرِب اغنيس ! جَلبتها و أتيت " إبتسَم بَعدما رأى عُيونها الشَهليَّة تكادُ تقتحِم كامِل وَجهها لشدّّة وُسعها " ما اللعنة ..؟ هل حَقًا ..؟ هَربتَّها ..؟ غديز في نِهاية الحَلقة ظَهرت رَجلاً " لَكمتهُ من كَتفه و ضَحكت

تَهجمَّ وَجهُ الشاب و دحرج عدستيه " ماهذا ، اتعنين اني لَم اكُن رَجل او ماشابه ..؟ " رَفع عَينيه نَحو الباب حينَما فُتِح و دَلفت أغنيس مُسرِّعة " غَديز انت هُنا ..؟ " هَرولت نَحوه و نَظرت الي الاميرَة التي وَقفت مُحدقَّة فيها

" ذَوقك ليسَ سيئًا غَديز ! " نَطقت ايليزا و غَمزت للصبي الذي إحمََر وَجهه و فَرك عُنقه بإحراج " حَسنًا ، أعلم "

" انتِ هي الاميرَة ؟ سَمعتُ كثيرًا عنك ، يُقال انكِ من زعزعت قَلب جُيون ! هنيئًا لك ! " قالَت اليونانيَة و تَفحصَّت ايليزا بِعيونها جَيدًا ، لَعلَّها تَجِدُ فيها عَيبًا واحِدًا " انا لستُ سَهلّّة ، فَعلت " أومأت الاميرَة بِثقة و تَكتفت بإبتسامة جانِبيَة

" حَسنًا اخبريني أغنيس لِما اتيتِ الان ؟ الم اُخبرك ابقي بالأسفل مع الخَدم " قاطَع غديز الحديث البَصري بين الفتاتين بإمساكه لِعضد فتاته و ادارتها لهُ

" جِئت لاخبرك انهُ ليسَ لدينا وَقت كافٍ ، رِجال ابي سيصِلون قَريبًا ، أخَشى ان يَصطدموا بِرجال والدِك " نَطقت بِخوف مُبحلقة في مُحيا عشيقها المبتسِم " ذَلك ما نُريده ! " هَمِس و أنصَت الي حِسِّ أقدامٍ أتِيَة في إتجاه الحُجرَّة

إلتقط حَبيبته بين يَديه و تَحدث بفزع " بِسُرعََة علينا ان نَتخبى " حَدق في الجِوار يَبحث عن مكان يَختبِئان به ، ناظرتهُ ايليزا التي سارَعت بابعاد شرشف السَربر و أشرت لهما بالدُخول " بسرعَة "

اومئ و حَشر اغنيس تحت السَرير ليدخُل بعدها فأنزلت ايليزا الشرشَف و جَلست فوق الفِراش تُمسِك بالمِشط و تُسرح خُصيلاتها العَسليَّة ، دَلف لويس الي داخِل الغُرفَة و أغلق الباب من وراءِه

" كَيف حالُ عَروستي ..؟ "

" عَروس إبليس و لا عَروستك " نَطقت بِحدَّة و رمقتهُ بسخط عَبر المرآه التي أمامَها فَكانت تُعطيه بِظهرها ، تَقدّّم الرَجُل منها و جَلس بالقُرب منها ما جَعلها تبتعًد تارِكة مسافَة بينهما " إبتعِد عني ، أنا أقرفُ منك ألا تَرى ..؟ " تَحدثَّت بِحدَّة و عَصرَّت المِشط بين أصابِعها

" هششش ، بَعد هذِه الليلة لَن تقرفي مني بالعَكس " هَمس و مدََ يدِه يُداعب خُصلتِها العَسلية بينَ أصبعيه فَقربها مِن أنفِه يَشتمُّ رائحة البُخور فيه

قَد إستحمََت و جَففتهُ بالدُخانِ المُبخَّر برائِحَة العود ، طالَعتهُ بِتقزز و حَملت مِشطها عاليًا كي تَباغثهُ بِضربةٍ على الرأس لَكِنها تمالَكت اعصابِها و تَنفست ببطئ " إسمع ، انا لَدي انسان اُحِّبه حَسنًا ؟ و ان كنتَ تَظُّن اني سأسمح لك بِلمسي بعد ان نَتزوج لا قَدّّر الله ! فانتَ مُخطئ "

فَتح لويس عُيونِه خارِجًا مِن نَشوته بَعد ان هامَ في عشق رائِحة خُصيلاتِها " انهُ كَلام الوِسع فقط يا حبيبتي ، سَنتزوج و سَتطلبين ذَلك بِمفردك " أرجع خُصلتها خَلف اذنها و ما قالهُ جَعل سُموِّها تُمسك فمها تَرغب بالإستفراغ

" سأستفرغ عليك مُجددًا ان لم تَخرج " نَهضت و رَكضت نَحو النافِذَة لِترمي المِشط بِغضب ، نَهض لويس و إقترب مِنها يُحاوط عِضديها العاريين بكفيه فأخذ يعتصرِهما " انتِ فَقط إصبري عَلي " حَشر رأسهُ في عُنقها

دَقت الرَّعشة عِظامِ سُموِّها و دَبت في كامل جِسمها ما جَعلها تُوسِّع مُقلتيها و تتَحرك مُقاوِمة اياه " اللعنة عَليك ، ابتعد عَني " صَرخت و دَفعتهُ بكوعِها تَحثهُ عن التَنحي لَكِّنهُ كانَ أقوَى مِنها بالفِعل ، خُصوصًا مع جَسدِها الضعيف في الوَقتِ الراهِن

" لَن أبتعِد ، انتِ سَتكونين زَوجتي " تَكلّّم لويس بإصرار بينَما يَتحسس ذراعيها النحيلين مُتعجبًا مِن نعومِتهما و بِذات اللحظَة يُحرِّك أنفهُ عَلى طُول عُنقِها النَقيّّ الخالي من النُدوب تَحت مُقاومتها و تَحركاتِها الشديدَة لِمنعه

" لا تَضع يديك القَذرة عَلي ، إبتعد عَني قُلت لك " صَرخت و اخذت تُبعده بيديها لَكِّنه قامَ بتقييدهما عند بَطنها و إلتصق بِها من الخَلف حَتّى شَعرت بِذكورتِه تَكادُ تَخترقُ خَلفيتها

إقشعَّر بَدنُها و تَشبعََت شهليتيها بالدُموع نُفورًا مِن ما حُتّّم عَليها أن تكونَ فيه ، شَدّّت عَلى قَبضتيها بِقوََة و هي تَصرُخ تُحاوِّل فَكَّ نَفسها مِنهُ حَتَّى أحسَّت بإرتخاء جَسدِه عَنها بِبُطئ

خَففت مِن إعتِصارِها لِشهليتَيها بعد أن كانت تَعتصرهما و سَمِعت صَوت إرتطام جَسد بالأرض ، إستدارَت مُطالِعة أغنيس التي تُمسِك بِتمثالٍ أبيض تَصبََغ بالأحمر ثُم نَظرت في إتجاه جَسد لويس ذا الرأس الغارُق بينَ دِماءه

وَضعت يَدِها على فَمِها بِصدمّة لِيقترب غديز من حَبيبته و يَنتشلها من كَتفها " مالذي فعلتِه اغنيس !!! " صاح بإنفعال لِينحني مُتفقِدًا نَبض والدِه من عنقه

" ألم تره ؟ كان سَيتعدى عَليها ! اللعنة عليه كَم هو حَقير " هَسهست بِغضب و ركلتهُ على مَعدته لِتضع التِمثال جانِبًا و تَتقدم من ايليزا " لا تَخافي لن يَستطيع لَمسك " مَسكتها من ذراعها و حَضنتها اليها بلطف

" أغنيس انهُ ابي ! ماذا لو قَتلته " قال غديز بغضب و بَحلق في حبيبته التي تَركت الاميرَة على السَرير و هَرولت نحو الخِزانة ، أخرجت مِنها قِطعًا من المَلابس و عادَت نحو عشيقها " لا تنسى انهُ بسبب والدِك نحن هُنا "

رَمقتهُ بِحدَّة و أخَذت تَربِط قَدميه بِقطع الثياب تلك " دَعنا نربطه و نُخبئه تحت السَرير و نَهرب " مَدت لهُ مزيدًا من الملابس كي يَربطه من يَديه

فَكََر الشاب قَليلاً ثُمََ اومئ لِيقوم بِربطه و تقييد يَديه ، لفّّ لهُ فمه بِقطعة قُماش و جَرُّه بِمساعدة أغنيس لِيحشرهُ أسفل السَرير و يتنهد " ماذا لو مات ..؟ "

" يَستحق " نَظرت في إتجاه ايليزا التي مَسكت رأسِها بِتعب " هل هي حامِل ؟ " قالَت مُخمنَّة لِتُحدق الاميرَة بها بسرعَة " كَيف علمتِ ؟ غديز هل فَضحت سِّري ..؟ " بَحلقت بالتُركي بِغَضب

رَفع الشاب يَديه عاليًا لِيُنفي برأسه " اُقسم لم أتفوه بِحرف " نَظر نَحو أغنيس التي تقدمَّت لِفحص نَبض سُموِّها " كَلا ، فَقط خَمنت ، نَبضاتك مُتسارِعة ، إسمعي عليكِ ان ترتاحي حَسنًا ..؟ ريثما نَجد حلاً للهروب مِن هُنا "

اومأت لَها و مَسكت يدها " شُكرًا " هَمِست بإمتنان و مَسحت على يَد اليونانيَة التي تَبسّّمت و بعثرت شَعرها " لا تَشكريني ، الانثى للأنثى "

" هيا غَديز لنغادِر " مَسكت يَد حبيبها و سَحبتهُ الي الخارِج ، إستقامَت ايليزا و أخذت تَمسحُ دماء لويس من عَلى الأرض " السافِل ، لَو فقط أخرج مَصارينه و ألفها على عُنقه ثُمََ اعلقِها على باب بيتِه " نَشفّت الأرضيّّة جيدًا بينَما تُتمتِمُ بِغَضب

•••

" صَباحُ الخَير أيها القائِد جُيون "

دَخل مَن يَتولّّى حِراسَة الآسيوي الجالِس في كُرسيه يَرمق الفراغ بِهدوء ، حَوّّل أبصارِه في إتجاه الدالِف و رَفع طَرف شفتهُ بِسُخريَة " مابِك ..؟ ارى انك لم تَفتعل ايةُ مُحاولة للهرب و مُساعدة عشيقتك ..؟ سَمعنا انكما تُحبان بَعض ! لَكِن للاسف اليَوم زواجها من السَيد "

قَبض جونغكوك عَلى أصابِعه اكثَر حَتى غَرس أظافِره في كَفِه و كاد أن يُمزِق في جِلده ، نَقل عِدستيه نَحو الجِدار مُجددًا و ما بِداخله يَغلي كَبُركانٍ عَلى وَشك الإنفجار لَكِنهُ خامِد يَنتظِر اللحظَة الأنسب لِحرقِ الجَميع

لَعق شَفتيه يُبللهما و كُلَّ ما يَطرُق باب مُخليتِه هو شَكلُ عَشيقتِه و هي تَرتدي ذاكَ الفُستان الأبيض مُجددًا ، لَكِن ليسَ لهُ كالمرّّة الأولى ، بَل لِرجُلٍ أخر

حُرِقَ شِريانُ قَلبِه بِلهبٍ أوصَد وَجعًا غَير قابِل للشفاء البتَّة

" انهُ وَقت تبديل المُناوبَة " صُدر ذلك الصَوت من خَلف الحارِس ، إستدار و بَحلق في الرَجل الواقِف يَحملُ سيفهُ على كَتفه " إنتبه عليه جَيدًا ، انهُ خَطِر " تَكلّّم و دَنى مُربتًا على الاخر " لا تَقلق ، اي مُحاولة للتحرك سيلفَى حَتفه "

" مَنع عَلينا السَيد ضَربه او لَمسه حَتى نُسلمَّه للانكشاريين ؟ إحذر لَمسه " حَذرَّه و ألقى نَظرة أخيرَة على القائِد و هو يَصعدُ الدَرج ، دَلف الرَجل الثاني و وقف قُبالة جونغكوك الهادِئ ، لَم يَكُن هنالِك اي تَعبيرٍ يُقرأ على وَجهه

" هَل سَتبقى جالِس مَكتوف اليَدين هُنا جيون ؟ " نَطق الرَجُل بَعد أن رأى جونغكوك يُرجِع برأسِه لِلوراء و يُغمض مُقلتيه المُتعبتين " مِن الواضِح اني لا أرغب في التَحدث مع أي لَعين مِنكم ..؟ أغلِق فمك " إجابتهُ نافَست هُذوء مَلامِحه الخالِيَة من الحَياة

تَقدَّم الرَجل مِنه فَلم تَمُّر ثوانٍ حَتى أحسَّ بربطة يديه تُفَك ، عَقد حواجِبه و رَفع رأسِه ناحيَة الحارِس المُلثّّم ، فُكََت عُقدَة أقدامِه عبر سيف الثاني " إذهب و أستعِد ما هو يَخصُّك " تَكلّّم مُسبِبًا الدَهشَّة لِلقائِد الذي إستقام قارِنًا حواجِبه

" مَن تكون ..؟ "

أنزلَ الشاب اللثام عن وَجهه و إبتسَم بِخفََة " تايهيونغ ! " أفصحَ عن إسمِه و مَدَّ الوشاح الذي يَلفهُ حولهُ للقائِد " غَطي بِه وَجهك ، ايليزا في الغُرفة الثالثَة في الطابِق الثالِث " رَبت على كَتف الآسيوي المُندهش

" تايهيونغ ، كيفَ وصلت الي هُنا ..؟ اعني .. " قاطَعه اليوناني و هو يَدفع به نحو الخارِج " انهُ ليسَ وَقته ، ايليزا تَنتظرك بالأعلى ، سأخبرك بِكل شَئ حالَما نُغادر من هُنا ، كُن حَذِرًا "

وَقف جونغكوك و أخَذ ذاك اللِثام يَلفهُ حَول أنفهِ و شَفتيه ، نَظر نَحو اليوناني و تبسًّم لهُ بسمَة حَمِلت ألف مَعنى للإمتنان ، هَرول في إتجاه الدرج بَعدما مدََ لهُ تايهيونغ خِنجر يُدافع به عن نَفسه ان قَابلهُ رَجل من رِجال لويس

صَعد الدَرج بِحَذر و عِند نهايتِه وَجد غديز واقِف ، قَرن حواجِبه و أخرج خِنجرهُ حَتى يَطعنهُ عَلى فِخذه لَكن التركي أنقذ نَفسه و أشرًَ لهُ بالتوقف " تَوقف ، انا لَم اؤذيك ، إصعد سأغطي عَليك "

إزدادَت عُقدَة حواجِب جُيون أكثَر و مَيَّل رأسهُ " انا لا أثق بِك ! " تَحدث بإندفاع مُوجِهًا خِنجره بإتجاه عُنق الصَبي بعد ان حَاصرهُ ضد الجِدار

" لَديك خيارين ، إما ان تَثق بي و نَخرُج جَميعنا مِن هُنا ، أو تَقتلني و بِذلك لن يَخرج أحد حَي " تَكلّّم غديز بينَما يَنظُر في عَينين جونغكوك الهادِئ ، ضَغط الآسيوي بِخنجرهُ على رَقبة التُركي فَقبل ان تَخترق حِدتهُ جِلده تَراجع ببُطئ و همهم " حَسنًا ، لِنرى "

•••

إحتَضن ذاكَ الثَوبُ الأبيض جَسد ايليزا الخالي مِن العُيوب ذا القوامِ المَمشوق ، كانت ذا خَصرٍ نَحيل و وركٍ مُمتلئ بأفخاذٍ مُمتلئَة ما جَعل جَسمِها مُثيرًا بِشكلٍ خاطِف للأنفاس ، بَحلقت في نَفسِها و هي تَتحلى بِأتمََ مَعاني الجَمال و البَهاء

" إذًا ، دَعينا نَرُش هذا العُطر و نَكون إنتهينا " تَحدثت مِن خَلفها إحدى الفتيات اللواتِنّّ أشرفن على إلباسِها و تجهيزِها " بإمكانكِن الرَحيل ، انا سأعتني بالباقي " أضافت الصبيََة بإبتسامة و همهمن البقيََة

نَظفنََ الفَوضى التي اُحدِثَت ثُمََ حَملنََ أنفسهُنَّ و غادرن " غادري انتِ ايضًا مَعهُنّّ ، سأتكفل بِما تَبقى لِوحدي " قالَت ايليزا بِهدوء و هي تُسرِح شَعرِها

" ايليزا .. هَذِه انا "

إلتفتت الاميرَة نَحو الصبيََة فَسُرعان ما تَوسعت أنظارِها و إستقامَت " غَير مَعقول ! يوجين ..؟؟ " رَكضت نَحوها و عانقتها بِقوَّة " بِحق الجَحيم ، مالذي تَفعلينهُ هُنا ..؟ كَيف وصلتِ الي هنا ؟ " شَدّت عليها و اغمَضت شهليتيها كَما لَو أنها بِحاجَة لِهذا العِناق أكثرُ من أي شَئٍ أخَر

بادَلتها يوجين الحُضن و أخَذت تَمسحُ بِرفق عَلى شَعرِها العَسلي بإبتسامة " أتيتُ انا و تايهيونغ لِنُساعِدكما ، اتفقنا مع غَديز و أغنيس أيضًا ! " إبتعدت عنها ايليزا بِخفّة و عَضَّت سُفليتها بسعادَة " حَقًا ..؟ هَل سَنجدُ حَلاً و نَهرُب ؟"

حَركت يوجين رأسها بالإيجاب و مَسحت بِرفق عَلى خَدِّ سُموِّها " سَنفعل ، الأن سَننتظِر إشارَة مِن الرِجال ثُمَّ نغادر على الفَور " هَمست لِتمسك ايليزا بيديها و تضغط عليهما بِقوّّة " هَل جونغكوك بِخَير ..؟ " إستطردَت تسأل و القَلق مَلَئ عُيونِها و قَلبها

" في الواقِع ، أعتقِد أجل .. " لَفت رأسِها نَحو الباب حينَما فُتِح و دَلف غَديز ، نَظرت اليه ايليزا بإهتمام نَظرًا الي مَلامِحه الغَير مَقروءَة " ايليزا ! " إبتسَم لَها و تَنحََى عن المَدخل فإذ بِجَسد أكثرُ ضَخامَة يَحط بِقدميه عَلى أرضيَة الحُجرَّة

ذا أفخاذٍ مُعضلّّة ، خَصرٍ نَحيل و أكتافٍ عَريضَة تَستطيعُ إحتواءِها بِكُل حُب بينَ ذاك الصَدرِ حامِل القَلبُ العاشِق لِحضرتِها ، تَوسعََت عَينيها و دَفعت يوجين عَن طَريقها ، هَرولت في إتجاهه و إستوطنت الوقوف أمامهُ مُباشرَة ، لَم يَكُن ما تَحتويه أقفاصُها الصَدريَّة بِخَير البتَّة

رَفعت يَدِها المُرتعشَة تُخفِض ذاكَ اللثام و بسبابتِها إلتمَست شَفتيه مَحبوبة كَرزتيها ، عُيونِه لا تَرتِفعُ عَن مَحطِّ مَلامِحها المُميزَة ، إنها الديارُ بَعد سنينٍ من التَغرُّب ، إستقَّر إبهامُها بالقُرب من شَفته السُفلى و مَسحت بُتروٍ على بَشرتِه

غَديز أشرّّ بيدِه عَلى يوجين كَي تُرافقه بالرَحيل ، عَضت الآسيويَة شَفتيها بِحماس و هَرولت في إتجاه التُركي الذي سَحبها بسرعَة للخارِج و أغلق وراءِهما الباب

" غديز ، هَل رأيت ابي ..؟ " إصطدم ذاك السُؤال بِه حال مُغادرته من حُجرة الأميرَة ، تَوتر الصَبي و إبتلع ريقه " ابي ..؟ ل..لا لم أره " دلّك مُؤخرة رأسه و أشاح زرقاوتيه بَعيدًا " سأذهب لأجهز نَفسي " تَخطى شقيقته نَحو غُرفته

" مابه هَذا ؟ " تمتمت سَوسن و دَنت حتى تَدلف غُرفة ايليزا لَكن يوجين سُرعان ما صَرخت " لاااا " لَفتت إنتباه الصبيََة التي قالَت بإندهاش " مابِك ..؟؟ " إقتربت منها الآسيويَة و مسكتها من كَتفيها " في الواقِع هُنالك عَمل بالأسفل عَلي أخذ رأيك بِه " جَذبتها مَعها

" هَل انتَ بِخَير ..؟ أذوك ..؟ " وَقعُ صَوتِها الدافِئ عَلى اُذنيه كَوقعِ لَمسةٍ اُمٍ تَحملُ الحِنيَّة و الحُب الي طِفلها ، هي لا تَكفُ عن مُداعبة بَشرتِه بإبهامِها بِرفقِ تَخشى عَلى بشرتِه من إصبِعها ، أضَحت تهابُ أذيته

إنتَشل مِعصمها بينَ قَبضةِ يَدِه مُعانِقًا إياه بِاصابِعه ، رَفع كَف يَدِها و تَرك قُبلةً عَلى باطِنها مُغمُضًا جُفونِه " لَم اَكن بِخَير مِن قَبل كَما أنا الان " أتاها ذاك الرَد الذي جَبر جُرحًا مِن جِراحِها ، إرتمَت بينَ ذِراعيه و إنتَظرت بِلهفَّة لَفهُ عَليها

حاوَطها بِقوََة حَتى إرتَفعت أقدامِها عَن مُستوَى الأرض ، رَفعها الي مُستواه و قيَّدها بِحُبِّه ، يَحشُر وَجهه بيَن طَياتِ خُصيلاتِها الناعِمَة العَسليَّة مُستعيدًا روحِه عَبر ذاك العَبير الذي إستنشقهُ فَبثت في جَسدِه الحَياة

لَفت ذِراعيها حَول رَقبتهُ و غَرست رأسها فيها تَشتمُ عِطرهُ المُخدِّر لِلحواس ، حَواسُها تَعجزُ عن أداء وَظائِفُها بالقُرب مِنه ، يُشكِّل خَطرًا عَميقًا خُصوصًا عَلى ذاك المُتخبِّط يَضخُّ الدِماء في عُروقِها

" إشتقتُ اليكِ "

جَفَّ الريقُ في الحَلق و صُبِغَت الوَجنتين بالحُمرَّة كَما لَو أنها زُهورٍ سُقيت بِقطرتَين مِن مَطر كَلِماتِه ، تَنحت عنهُ بِحَذرٍ و أسنَدت جَسدها على أقدامِها ، أحاطَت خَديه بكَفيَّها و تلمسَّت العِشق في عُيونِه

" سَنكون لِبَعض ؟ "

" أعِدُكِ سَنكون "

نُثِر الزَهر عَلى شِفاهِه المُتورِدَّة فَتبسمَ الفمُ حُبًا و ضَحِكت العُيون بَهجةً كَفرحةِ القَلب بِمُلاقاةِ رَفيقه ، شَدّّت على مَلابِسه بِقبضتيها و أنزَلت رأسِها خَجلاً ما جَعلها تَقضِمُ سُفليتها مُطالِعَة أقدامِهما القَريبَة

مَسك جُيون بِذقنها بأصابِعه و رَفع رأسِها ، بَحلق في إحمرارِ خَديّّها و إنحنَى يَطبعُ قُبلةٍ خَفيفة عَلى الأيمن فَلّّما غارَ الأيسَر أرضاهُ بِقُبلةٍ ثانيَة لِيُسنِد جَبينه ضِد جَبين مَحبوبتِه المُرتخيّّة عَلى لَمساتِه المُهلِكََّة لِفُؤادِها

أسنَد يَديه عَلى عِضديها يَمسحُ عليهما بإبهاميه بِرفقٍ بينَما يَتبادل كِليهما أنفاس الأخَر بَعد ان قَررا الإستغناء عَن الأكسجين بالفِعل ، تَحسس بشرتِها الطَريَّة ثُمَّ جَذبها اليه بِقوَّة من خاصِرتها لِيُحيطها بأذرُعِه " لا اُصدِق ان كُل هَذا الجَمالُ لي " نَطق بالقُرب من مَسمِعها ، صَوت أنفاسِه لِوحدِه شلَّ حَركتها

تحتجِز شَهليتيها بِداخل قَفصِ جُفونِها و تُخبئِها بَعيدًا عَن مُتناوِل كُحليتيه الجائِعَة لَها " أريني مَحبوبتاي لأرى " رَفع يَدِه يُمسِك بذقنِها يُطالِب بإطلاقِ سراح عَدستيها المُلونَّة بعشقِه " هِشش ، هي خَجِلَة " نَطقت بَعدما أن تَركت كَفَّها يَستريحُ عَلى كَتِفه

" ايليزا ، أتعلمين انهُ لدي رَغبةٌ عارِمَة بَتمزيقك الأن ..؟ لَكِن .. الوَقت غَير مُناسِب " إنحنَى الي اُذنها هامِسًا بِبحَة تَمكنت مِن النَيِّل مِنها ، قَضمت طَرف شَفتها و دَفنت نَفسها في حُضنه بِخجل " اُصبِح خجولة بالقُرب مِنك "

" لَم أعتَد على خَجلك ، لَطالما كنتِ على أتمِّ الاستعداد لِتحطيم وَجهي ! " تَحدث مُقهقهًا حامِلاً نبرَة التَعجُّب مِن وَضع اميرتِه الغَريب

" كُنت ، لَكِّن كُل شَئ تَغيَّر الان ، و انا تَغيرت " أتكئت برأسها عَلى صَدرِه حَيثما أنصتت الي دَقاتِه المُتلهفَّة لَها و لِقربها منهُ ، سَكتت لِوقت تُطرِبُ سَمعها بنبضاتِه التي أحدَثت لَحنًا مُحببًا بالتناغَم مع خاصَتِها

" لَقد اُصيب كِلينا بأمراض القَلب " رفعت رأسِها من عَلى صَدرِه و بَحلقت بِعينيه الكُحليَّة الغَزليََة ، مَلامِحه عادَت اليها الحَياة ، بَعد أن كانت رمادَيََة أضحَت بروحٍ لَونت تقاسيمِه الوَسيمَة المِثاليَة

" أتعلمين مَا إسم هَذا المَرض .. ؟ "

" ماذا ؟ "

" العِشق "

•••

مرحبًا ♥️
أرضتكم بتشابتر جَميل بعد الحُزن الفائت ♥️

انهً النوع القريب من قلوبكم أعلم

تعذرّّت عن كتابة التشابتر البارحة لسبب اني مررت بوعكة صحيّّة و مرضت لذلك أجلته لليوم ، في الواقع للتو انهيت كتابته

اهتموا بصحتكم لُطفًا خصوصا في مثل هكذا جو ، اني اهتم لكم حقًا همم ..؟

اخبروني برأيكم ..؟

الاحداث ..؟ توقعتموها ..؟

غديز و اغنيس ..؟

يوجين و تايهيونغ ..؟

ابطالنا جونغكوك و ايليزا ..؟

توقعاتكم للقادم ..؟

رأيكم يهمني بشدّّة ♥️ لا تبخلوا عليَّ

اراكم يا إما الخميس او الجُمعة باذن الله ♥️


.
.
.


شَعر ايليزا و لونه 🥹♥️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top