هواجِس العِشق • 28 •

هواجِس العِشق || جُيون جونغكوك

أهلاً بِكُم في الجُزء الثامِن عَشر مِن رِوايَة مَخاوِف الحُب

ضَع تصويتًا و تَعليقًا اثناء مُرورِك ايها اللَطيف ✨🌺

لِنبدأ ♥️

•••

" مالذي يَحدُث ..؟ "

خَرج السُؤال مُستفهمًا مِن بينَ شَفتين الأميرَة و هي تَقف أمام القَصر العُثماني مُبرِّقَة عَينيها بعدَما انتشر صَوت الألعاب النارِيَة بالجِوار ، رَفعت رأسها تُطالع الجُنود يَقومون بإطلاقِ المُتفرقِعات من قِمَّة القَلعة و الهِتاف يَغزو المَكان

بدأت جُفونِها بالإرتِخاء و راحَت ترمِشُ تُحاوِل ان تُنفي ما قالَهُ ذاك الرَجل و الشائِعات حَول وفاة القائِد ، حتمًا انهُ الإحتفال بِمولدِ وليُ العَهد ، اقتربت مُسرِعة من الحارِس حينَما فُتحت بوابَة القصر و خرج مِنها جُندي

وَقفت مُطالِعَة كليهما حينَما نَظرا اليها " ماذا هُناك ..؟ اتحتفلون بعيد ميلاد الامير ..؟ " نَطقت بِسرعَة و تلهف تنتظِر ان يومِئ احدهما الايجاب لَكِن ما حَدث أن الجُندي الذي أتى من الداخِل نطق " لا! الإحتفال لسببٍ أعظَم ! "

قَرنت حاجبيها و ميلَّت رأسِها قليلاً " و م..ماهو هَذا السبب ..؟ " هَمِست و قَبضت بيديها عَلى فُستانِها مُبتلعَة ريقِها ، الحارِس ناظَرها و بَحلق في الكَدمات على وَجهها ، لم يُلفته شَئ أكثر مِن جَسدها المَكشوف بِفعل ثيابِها التي تُبرز انوثته ، عَضَّ على شَفته و هو يَتفحصها بِعيونه بِجرأة

" لَقد مات القائِد جُيون! المُلارم ليوأندر قام بِقتله و غَرس السيف في مُنتصف ظهرِه ، توفي قبل دقائِق بعد ان نُقل الي مُعاينة الحَكيم " تَحدث الجُندي الأخر و هو يُعلم الحارِس الذي لَم يُزِح انظارِه عن سُموِّها

موجاتٍ مِن شُحنَة مُكهربَة غادَرت شِفاهه و إقتحَمت جَسد ايليزا التي بَرقَّت عَينيها مُنصدِمَة مما أتلاه الثاني بِكُل اعتيادِيَة ، حَركت رأسِها نَفيًا و دَنت من الجُندي مُمسكَة ياقته " مالذي قُلته..؟ من الذي مات ..؟ ج..جونغكوك ..؟ " تفتلت بعينيه تود إخراج ما تود سماعه منهما

قَرن الجُندي حواجِبه و أبعد يَديها عَنه " مالذي تقومين بِفعله..؟ من تكونين اساسًا ..؟ مالذي تفعلينه هنا! غادري حالاً " صَرخ بِوجهها و دَفعها للخلف حَتى سقط جسدَها على الأرض

قَبضت على التُراب بيدها بِغضب و إلتفتت ناحيتهُ برأسها مُحدِقَة بِه بِحدَة ، نَهضت من الأرض و قَبل أن تَنطق و تُفرق شَفتيها أخفَضت عَينيها لِلرمل الذي بينَ كَفيها ، رَفعت أبصارِها ناحيته و هو يلتفت للدخول

دَنت منهُ و مسَكت كتفه فإستدار اليها حَتى يُعيد دَفعها لَكنتها رَمت عَلى مُقلتيه التُراب و دَفعته على صديقِه لِتركض مُسرعة للداخِل و هي تَحمل فُستانها

" مُستحيل! اندرو لن يَقتل جونغكوك ، مُستحيل " نَفت و دُموعها تَقطِّر على خَديها دون إرادتِها ، كانَ جُنود القَصر يَعلمون أنها الاميرَة بالفِعل عدا ذاك الذي لم يَتمكن من التعرف عَليها فقام بالصُراخ بالم و هو يَدعك عَينيه

سَمحوا لها بالدُخول و هي تجري بأقصَى سُرعتها مُتجهة ناحيَة حُجرة الحَكيم ، تَوقفت عِند الدَرج الذي يُؤدي للطابِق العُلوي ، رأت عِنده لورَنس جاثيَة على الأرض تَبكي بِحرقَة و تُمسِك بِقلبِها مُعتصِرَّة فستانِها

إبتلَعت ريقٍها و إنحنَت ناحيتها لِتمسك كتفها و تهزها " س..سلط..سلطانة ، م..ما الامر ..؟ " هَمِست و القَلق نَبش أحرفُها بالكامِل ، رَفعت لورَنس أعيُنها اليها و هي تَبكي و تَخبط قَلبها بِتوجع " ر..رح..رحل " صاحَت بِصوتٍ خافٍت مُهتزٍ تمكنَّت منه الرَجفة

لِلمرَّة الثانِيَة يُصعق جَسد الأميرَة و يَتجمَّد كيانِها ، سَحبت يدِها المُرتجفَة مِن عَلى كَتِف السُلطانَة و أتكئت على الجِدار بِثقل مُحدقَة في الفَراغ لِلحظاتٍ قَبل أن تَسمع صَوت صُراخ آتٍ من جانِبها

إلتفت برأسِها نَحو زامير الأتيَة من أخِر المَمر " انتِ !!! انتِ السَبب " صاحَت اليُونانيَة و قَبل أن تَركض نَحو الأميرَة مَسكها تايهيونغ مِن خَصرها و حَملها عاليًا يُقيِّد حَركتها " ا..اهدئي " صَرخ و هي تَركُل الهواء بقدميها مُحاولة الإفلات " د..دعني ا..اقتلها ، ب..بسببها ق..قد رحل القائِد "

إبتعدت ايليزا عَن الجِدار و ارتفعت عَلى الدرج خُطوَة ، ضَحكت بِعدم تَصديق و حَركت رأسِها للجهتين " مُستحيل ، انتم تتوهمون ، جونغكوك لَم يَمُت " إستدارَت و صعَدت راكِضَة للطابِق الثاني

" ا..ارجوك كُن بِخَير ، ارجوك كُن بِخير " هَمست و هي تَركُض نَحو حُجرَة الحَكيم ، كان يَقِف عند مَتن الباب حارسين يَمنعان أي احد من الدُخول ، طالعتهما ايليزا بعدما وَقفت امامهما " إبتعدا عن طريقي " نَطقت وَسط التقاطِها لانفاسِها مِن شدة رَكضها

نَظر الحارسين الي بعضهما ثُمَّ طالعاها " ممنوع الدُخول بأوامِر من اللورد ليو " تَحدث أحدهما بِنبرٍ غليظ حادٍ جَعل من الغَضب يُبثُ نيرانِه في عُروق سُموِّها التي هسهست " دعاني ادخُل و إلا "

فُتح الباب و خَرج ليو من الحُجرة بعدما أبعد السِتار فقام باعادتِه محله و وَقف امام ايليزا راسِمًا عَلى وَجهها مَلامِح الدَهشة بِهيئتِه ، كانَ الدم يَكتسي كُل شِبرٍ من ثيابٍه و جَسدِه ، حَتى معالِمه كانت تُزيَّن بتلك البُقع الحَمراء التي أدرَكت أنها حتمًا تعودُ لَعشيق قَلبِها الماكِث بالداخِل

إرتَجف بَدنِها و شَعرت أن قَدميها لا تَقوا عَلى حَملِها أكثَر ، إنهارَت لِتركع على الأرض لَكِن يدانِ ليو سارعتا على إلتقاطِها مِن عِضديها و أسنَدها قَبل ان تلتهم جَسدها قساوَة الأرض

أخفضَت ايليزا رأسِها حَتى غَطى الشَعرُ وَجهها و بدأت تَبكي و كيانُها يرتعِد بين كَفي اللورد الذي يَقِف شامِخًا يُطالعها بِعينيه الزرقاوَتين مُقوِسًا حاجِبيه بِخفَة " ا..اي..ايليزا ..؟ " هَمس مُستمِعًا لِصوت بُكاءِها يَرتِفع رُويدًا رُويدًا و يُصبِح مسموعًا بِكامل أرجاء ذاكَ الطابِق

" أخبِرني ان ما يقولونَه ليسَ صَحيحًا ، ا..ارجوك اخبِرني ا..انك ل..لم تَقتل ق..قلبي ، ا..اخبرني ا..انك لم تقُم بِطعني " نَطقت سُموِّها بِبُكاء و هي تَرفع رأسِها اليه كاشِفَة عن وَجهها المَصبوغِ بالأحمر و الدُموع تَمكنت من الإستلاء على أكبر حيزٍ منه

اللورد بَقى صامِتًا و مُقلتيه تتأمل خُصيلاتها التي تلاصَقت بِبشرتها لفِرط دموعِها ، عَضََ سُفليته و هَمس بصوتٍ مُنخفض " انها النِهاية الأمثَل لِمن هُم بِمثل قساوتِه ، اليس هذا الذي كنتُ تودينه ..؟ "

إزداد إرتعاش ايليزا التي قَضمت شفتها السُفلى المبلَلة و تعالى صَوت بُكاءِها ، سبق و أن غَرِقت شهليتيها في بَحرٍ من الدُموع مَنع عنها الرؤيَة بشكلٍ سَليم بالفِعل " لا " نَفت و جَمعت القليل مِن شتاتِها الضائِعَة لِتنفض يديه عنها بعنف

" ليسَ هذا الذي اُريده " صَرخت بِوجهه و قامت بِصفعه بِمنتصف وجهه بأقسى ما مَلكتهُ من قُوَّة تارِكَة أثار أصابِعها تُعلِّم عَليه بوضوح " صَلي ا..انه لم يَمت و إلا ، لن تكون لا انت و لا السُلطان خاصتك بِخير " هَمست و دفعته عن الباب لِتدخل لكن الحارِسان منعاها بوضع رماحهما ضد بعضهما البَعض

أغمَض اندرو مُقلتيه ماسِدًا الصفعَة التي تَلسع خَده لينطق " دعاها تَدخل " قَبض يدِه بغضب و غادَر المَكان مُتجِهًا لجناح السُلطان

دَخلت ايليزا مُسرعة الي الداخِل و لَفت بِعينيها حَول الأسرَّة حَتى ترامَت شهليتيها على ذاك الجَسد المُمد و عَليه قُماشَة بيضاء تَحجبهُ بالكامِل

تكاثَرت دقاتُ قَلبِها و كأنًَ مسامير دُقَّت بِنعليها و ثَبت أقدامِها على الأرض مانِعَة اياها مِن التَحرُك ، تَجُّر قَدميها بِكل تثاقُل نَحو ذاك السَرير مُتمنيَة أن كُل ما يهَذي به الجَميع مُةرد اكذوبَة ، او على الأقل ليكن هذا مُجرد حُلم

لَيتها تَستيقظ بينَ أحضانِه كَما نامَت تلكَ الليلَة بين أذرعِه ، لَكِن هَذا الوَجع الذي يَكتسِحُ مساحَة صَدرِها أعمق مِن أن يكونَ مُجرد حُلم او مَنام ، إبتلَعت ريقها و مَدت يدِها المُرتعشَة حَتى تُزيل عنهُ الغطاء

وَضعت يدِها عَليه و قَبضت على القُماشَة دون رَفعها فأنهارَت من البُكاء و غَلبتها الغصَّة أينما قامَت بِإغلاق فمِها بيدِها الثانيَة و هي تَرتعش و جَسدها يَهتُز بِحرقَّة " ا..ارجوك ، لا ت..تكن ا..انت " همست و رَفعت الغطاء بتروٍ شَديدٍ غَير مُستعدًّة البتَّة ان تُقابِل ما يَنتظرُها

بدأ كُل شِبرٍ منهُ يَتضح لِشهليتيها المُتورمَّة لِكثرة البُكاء و النَحيب ، شَعرُه الغُرابي شَديد السَواد ، بَشرته الحَليبية التي أضَحت مُزرقَة كَشفتيه الصَغيرَة ، إنكتمت غَصتها في حَلقها و سَقط الغطاء مِن بينِ يَديها عند صَدرِه

جَثت عَلى رُكبتيها و هي تُنفي برأسِها للجهتين رافِضَة واقِع الحَدث ، مَدت يديها المُرتجفة ناحيَة وَجهِه فإذ بِه بارِد كالصَقيع " ج..جونغ..جونغكوك ..؟ " هَمِسَت و زَحفت اليه مُقرِّبَة رأسِه ناحيتِها " مالذي يَحدُث..؟ لِما انت مُمدد بهذا الشَكل المُثير للشفقَة ؟ "

إنهمرت دُموعِها على الفِراش بالقُرب مِنهُ فقامَت بإمساك يدِه و اخرجتها من أسفل الغِطاء تَتفقد نَبضه بإصبعها ، لَم يَكُن هُنالِك نَبض يُسمَع ، كَان مُجرد جُثةٍ هامِدَة خالية من الرُوح تمامًا

" ك..كيف؟ الب..البارحة اخبرتِني .. قلت لي ا..ان قلبك بالقُرب نني يُصبِح صاخِبًا .. لَكنهُ الان .. هادِئ ، هل تَوقفت عن حُبي ؟ " تُحاوِل أن تَستوعِب ان ما سَمعتِه يَتجسدُ امامِها بشكلٍ حَقيقي لِلغايَة ، مَن كَسر قُفل قَلبها مُحكم الإغلاق مُمد أمامِها فاقِدٌ لروحِه

نهضت من الأرض و جَلست بالقُرب مِنه لِتُجلسه و تعانقِه اليها واضِعَة يدِها على جُرح ظَهرِه الذي تَسبب في مَوتِه " ا..انا اخترتُ قَلبي ، ل..لما س..سمحت لِعقلي ان يَنتصِر ..؟ " تِلك النَبرَّة التي تُصاحِبُها رنةٌ من الحُزن و الألَم الذي نَهش صَدرِها كَيوم مقتل عائِلتها امام مُقلتيها

" ا..ارجوك ، لا ا..اريد ا..ان اعود ي..يتيمة م..مجددًا "

إستقَّر رأس جُيون المُرتخي عَلى صَدرِها فَكان يَعود الي الخَلف لولا يَدِها التي أحكمت على تثبيته في غُمرها مُخلخلَة أصابِعها في خُصيلاته الغُرابيَة " لَقد بدأنا نُصبِح بِخَير .. بدأنا نَتعلم كَيف نُحب بطريقَة صَحيحة .. اليس كذلك ؟ "

أبعدتهُ الي الوراء و مَسكت وَجنتيه بِكلتا يَديها مُتحسسة برودة وَجنتيه " رُد عَلي ، هيا قُل لي انتِ المُثيرة للشفقَة ليس انا ، عاركني مابِك صامِت ..؟ " صاحت بِوجهه من وَسط دُموعِها لِتقوم بِرجِّه " انا لا اُصدق اسمعت ، لا اُصدق انك مُت ، هذه كِذبَة " هسهست و نَهضت ماسِحة دُموعها

" اكذب عَلي لَكني لن اُصدق ، انت لَم تَمُت " تَحدثت بينَما تقبض عَلى يديها و إستدارَت تُعطيه ظَهرِها بينَما تُطالِع الفراغ بِعيونٍ ذابِلَة " على الأقل .. قلبي يُخبرني بذلك " هَمِست و أرادت المُضي قُدمًا و مُغادَرة الحُجرَّة لَكنها ثَبتت مكانها لِلحظات

التفتت و عادَت ناحِيَة القائِد فَجلست الي جانِبه و تأملت مَلامِحه الخاليَة مِن لَونٍ يُزهيها ، مَدت يدِها و مَسكت بخاصتِه لِتُقبل ظاهِرها " لا أعلم مالذي يَحدُث ، لكني أتمنى ان يكونَ مُجرد حُلم ، أعني .. انا لا أشعر انكَ ميت ، انا مُطمئنَة " تكلمَّت بنبرٍ خَفيف و هَزََت كَتفيها

إنخفضت بِبُطئ ناحيتهُ و هي تَمسح على أسفل إذنِه بابهامِها ، أغمضت مُقلتيها تشتمُ عِبق ريحه فَتنفست بعمق مُرخيّّة نَفسها عَليه " جونغكوك " غادَرت حُروف إسمه شَفتيها و لازال إصبعها يُداعب عُنقه بتروٍ مُستشعرََة نَكهة الثمول في رائحتِه ، لوهلَةٍ أحسّّت انها تعاطَت

" انا ، انا اُحِبُّك "

دَخل في تلك الأثناء حارسين و برفقتهما اللورد ليو " ايليزا ، عليكِ المُغادرة حالاً " قال بينَما يتجه نَحوها مادًا بيدِه حَتى يُمسِك بكتفها و ينزلها من السرير ، الاميرَة نَظرت اليه بِحدَّة و ضربت يده بعنف " هَكذا اذًا ، ظَهرت أفعى في نهاية المَطاف ايها اللورد! خُنته! خنت من رباك و اعتنى بِك ! " هسهست

" ايليزا هذِه امور تَتعلق بالسياسَة ليسَ بالعاطِفَة ! و بالأخِر ان عُدنا للعاطِفَة و المشاعِر فَهذا الانسان قَتل عائلتك " تَكلَّم اندرو بهدوءٍ و بُرود وُضح على نَبرته و نظراتٍه الساكِنَة ، هيئته استفزَت سُموِّها التي رَفعت يدِها عاليًا و وَجهت صَفعة حارَّة لهُ لكن هَذِه المرَّة تمكن من امساكِها

" الاولى و سَكتُ عَنها ، ليسَ مرتين أيتها الاميرَة " هسهسَ بِغَضب و سَحبها اليه ليحملُها عَلى كَتِفه " سَنُغادِر من هنا " أشَّر على جُثة جونغكوك بعينيه للحارسين " خُذوه " توسّّعت عينين سموِّها و بدأت بتحريك أقدامِها في الهواء كَمُحاولة لِركله " ما اللعنة ، مالذي تَفعله أنزلني بِحق الجَحيم " صاحَت

" الي اين ستأخذوه ، لا تَلمسه ايها الحُثالة !!! " صَرخت و هي تُراقب الجندي يقومُ بحمل أقدامِ القائِد ، خَبطت بيديها على ظَهر اللورد و هو يأخُذها بعيدًا مُقيدًا بأذرعه جسدها جيدًا " اهدئي ، سيأخذونه في جَولة بسيطة حَول المدينَة ثُم يرمونَه"

" ماذا ؟؟؟؟ جولة ماذا و هو بتلك الحالَة !!! " صاحَت ايليزا بأعلى صَوتِها في ذاك المَمر الذي يسيرُ فيه بها اللورد " أنقصي صَوتِك احترامًا للقصر الذي انتِ فيه " أتاها ذاك الرد من بدايَة الرُدهَة ، قرنت حواجِبها و قامَ ليو بانزالِها مُنحنيًا للسُلطان الذي تقدَم ناحيتهما

كانت سُموِّها تُعطي بِظهرِها لهُ لَكِنها قامت بالإستدارَة مُسرِعَة صَوب حضرتِه مُطالعَة اياه بإنتفاخ مُقلتيها المتورِمَّة ، شدَّت على يَديها تُناظر ابتسامَة النصَر على ملامِحه و عَيناهُ تَبرُق من الفَرحة ، إشتَعل صَدرُها غَيضًا و مَشت اليه بِخُطواتٍ سَريعة حَتى إستقرََت امامهُ مُباشرَة

" ا..انت خَلفت الإتفاق " نَطقت هامِسَة و هي تَرفع رأسِها صَوبه تُناظِر عَينيه المُبتسمَة من البَهجة " أي اتفاق ..؟ " تكلَّم بِبساطَة و بُرود رامِقًا حالتها المُزريَة بإستهزاء " أتعتقدين حقًا .. اني ساتعاقد مَعك و اُصغي لكِ ..؟ انتِ مُجرد امراة ضَعيفة لَم تستطع حِمايَة نَفسها حَتّّى ! "

أغمَضت ايليزا عُيونِها و هي تُنصت لِما يَقوله ، فتحتهما و نبست بهدوء " انتَ ستندم أشد النَدم ، ان لم تَنهار دولتك هَذِه على رأسِك صَدقني لن اكون ايليزابيتا " هَمِست لتسمع صَوت ضحكات السُلطان غَزت الرُدهة

" تُهدديني و انتِ في أرضي ..؟ ثُمَّ ؟ بأي سُلطة تَملكين حَتى تنهار دَولتي يا جَميلتي ..؟ " دَنى منها بِبُطئ و رَفع يدِه يَمسحُ بظاهرِها على خَدها الدامي بِتروٍ و هو يَهمس " المَلِك الضَعيف ذاك ، قد قتلنا من كان يُسيِّر دولته و لكِ الفضل بذلِك .. لانكِ من جعلته يأتي راكِضًا ليأخذِك ، و الأن سنقتُل أركون و تحتل عساكِرنا الانكشاريين الدولة اليونانيَة ، ثُمَّ ..؟ ستكون البُندقية تحت سيطرتنا كَذلِك .. أي ليسَ لكِ اي سُلطَة يا جَميلتي "

تَوسعت مُقلتين الأميرَة بِصدمَة فهي على عِلم ان الملك أركون في طريقه الي القصر العُثماني و هو الأن حتمًا وَصل الي أرضِهم ، أي سيتِم الهُجوم عَليه بلا شَك و اغتياله .. و الدَولة بدونِ جونغكوك أمست بلا حِمايَة

نَظرت نَحو الفراغ تُحاوِل أن تَستوعب و هي تَرمِش بِتروٍ و بُطئ فَما ان تَكاثر على عَقلُها إختلاط الأمور لَم تَحتمِل و سَقطت على الأرض مُغمًا عَليها

اللورد ليو رَكض اليها و أمسكها بين أذرعهُ قبل ان يَصطدم رأسِها بالصَخر ، رَفع رأسِه نحو السُلطان الذي نبس بهدوء " سيأتي زوجها يستلِمُها ، لا تَدعها ترحل لِمكان " تَخطاه و اتمَّ سيرُه نحو الساحَة " يا مِسكينة " نَطق اندرو و أنزل زرقاوَتيه نحو ايليزا " لنرى مالذي سنفعله بكِ الان"

رَفعها بين يَديه و نَظر للجِوار ليقضم شَفتيه و يُهرول مُغادِرًا الرُدهَة بينما يُفكِّر ، تَوجه السُلطان ناحيَة الساحَة حيثُ يَجتمع الجيش الانكشاري هُناك و بالمُنتصف تَتواجد عَربة قَد تمَّ فيها تَقييد القائِد و رَبطه جيدًا على السَرير

إبتسَم مُراد بِفَخرٍ و هو يَرى جَسدِه الخالٍ من الروح و أصواتٍ من المَدح تَلفحُ اذناه من مُلوك المماليك المُجاورَة ، لَطالما الجَميع تمنَّى هَذِه اللحظَة ، لَحظة موت جُيون الذي كانَ إسمه فَقط يَبث الرُعب في أبدانِ الكُل فَمبالك حُضوره

" مالذي سيفعلونه ..؟ سيأخذون جثته و يفسحونها بالمدينة ..؟ " قالَت زامير مُوسعَّة عَينيها الدامِعَة و هي تَقف بالقرب من تايهيونغ وراء الأعمدَة " علينا فِعل شَئ ، لن نسمح لهم باهانَة جثته! " نَطق اليوناني بِغضب لِتقهقه هي بسخريَة و ترفع خضراوتيها اليه " مالذي سنفعله يا ذَكي .؟ الا ترى عَدد ذاك الجَيش "

إستند تايهيونغ بظهرِه على العامود و أرخى ملامِحه يَتنهد بِحزن " لا اُصدق انهُ مات .. اعني هل تُصدقين ..؟ " أنزل بندقيتيه لها يَنتظر ردَّها ، بَحلقت زامير فيه بجديَّة و هي تُفكِّر " أتعلم ان الذي علينا فِعله الان ؟ العودَة لليونان قبل ان يَحتلوها "

عقد تايهيونغ حواجِبه و قال " لكن جُثته! " إلتفتت اليونانيَة ناحيَة العربة مُطالِعَة القائِد لِلحظات " لَكنه مات و إنتهى الامر بالفِعل .. " همست و إبتعدت عن اليوناني مغادرة المَكان ، بُندقي العَينين بَقى مَذهولاً مِما قالته " مُستحيل ! لقد تخلََت عنهُ بسهولة ..؟ "

لَحقها مُسرِعًا و مَسك بعضدها ليجذبِها اليه " الستِ تُحبينه ..؟ " بَحلق بِعينيها الهادِئَة و هي تجذب ذراعها من قبضتِه " حُبه لم يُفدني بِشئ ، لقد مات! مالذي سافعله به الان ..؟ " ردفت ساخِرَة و طرَقت على صَدره " فكِّر بمصلحتك الان عَلينا ان نَحمي الملك و الا سيقضَى علينا "

تَراجع تايهيونغ الي الوراء خُطوَة و أزال قُبعته مُندهِشًا مِما يَسمعه ، لِوهلة إنخدع بِها و بِحُبِّها للقائِد ، لقد كان سيأتي ضِد ايليزا للحظات مُؤيدًا التي امامه

" اذهبي حيثً تاخذك منفعتك " هَمس لها و دفعها بعيدًا عنه ليستدير مُغادرًا " اما انا فَلن اتخلى عن جونغكوك ابدًا " هسهس شادًا قبضته

كان اللورد يَجلس قُبالة ايليزا المُغمى عَليها ، يَسندها على الجِدار و يُداوي جُروح شَفتها و خدِها بِحَذر بينما يَقرن حواجِبه " سيدي " أتاهُ صوت رَجل من وراءِه جَعله يزداد غَضبًا و يُغمض زرقاوتيه يعتصرهما بِشدَّة

" انتَ كَيف تجرأ و تَمُد يدك عَليها ..؟ " نَطق اندرو مُهسهسًا و إستقام مُلتفًا لهُ " أخبرني كَيف ..؟ " طالع هيئة الأخر و ثيابه المُمزقة اضافةً للدم الذي يَكنسي وجهه و شَعره فإرتخت ملامِح اللورد و رَمش " اوه.. أخذت بحقها بالفعل ! "

ضَحِك ساخِرًا و رَمى القُطن الذي بيده ليقترِب منهُ و يُمسكه من ياقته فثبته على الجِدار خَلفه و هسهس بالقُرب من وجهه " صَدِقني إن مددت يدك عَليها مُجددًا ، اعتبر انها قُطِعت " خَنقه بقوة و أفلته ليلكمه بمنتصف وجهه حَتى سفط على الأرض

سَعل الرَجل بِقوة و هو يُدلك رقبته المُحمرًَة لِيبزق الدم من شفتيه و ينطِق " لَكنها عَنيدة .. أنها شديدَة الحَركة و قويَّة بالفعل لم أقدر عَليها ! " تحَدث مُحاولاً الدِفاع عن نفسِه لَكنه فوجئ من بَزق ليو بمنتصف وجهه قائِلاً بحدًّة

" يالا العار و السُخريَة ! رَجل بِحجمك تَغلبه إمراة ..؟ " هسهس و أوقفه من ياقته ليقول لهُ بهدوء " انها زوجتك الأن ، ستأخذها بِرفقتك و إياك ان تَلمسها بِضر مُجددًا ، فقط إستحفظ بها في مكانٍ آمن و إعتني بِها جيدًا "

اومئ لهُ الرَجل عدّّة مرات و هو يَبتلعُ ريقه ، إستدار اندرو ناحيَة ايليزا و إنحنى اليها ماسِحًا على خُصيلاتها الشقراء بِرفق " كوني بِخَير ، بعيدًا عن كُل هذه الأجواء المُؤذية لِقلبِك " هَمِس و إنتشل ابرة من جَيبه كانت تحتوي على مسحوق مُخدر ، حَقنهُ بمنتصف ذراعها و أخفض رأسهُ متنهدًا

حَملها بِحذر و سار ليضعها بالعَربة خاصة الرَجل فقام بتغطيتها و إلتفت براسه يرمُق الاخر بِحدَّة " إنها تحَت أمانتِك ، لويس " دَنى الثاني و صَعد على مَتن الحِصان مُهمهمًا لهُ ثُمَّ تحرك مُغادِرًا القَصر

خَلل اللورد أصابِعه في خُصيلات شَعرِه و هو يُفكِّر " لا شَئ في هَذا اللحظة يُبشِّر بالخَير ابدًا " هَمِس و إستدار ليُغادر تلك البُقعَة

نَظر ناحيَة العربة التي يَتمُّ حِراستها مِن قِبل الجُنود فبطلوع الفَجر سيتم أخذُها و التفسُح بها في مُنتصف العاصِمة للاعلان عَن موت جُيون ، عَضَّ شفتهُ و أخرج من جَيبه حُقنةٌ اُخرى يُطالعها بكلٍ توتر " الوَقت بدأ يَنفذ "

•••

السادِسَة فَجرًا

كانَ الجَميع في إنتظار أوامِر السُلطان مِن أجل انطِلاق العَربة و العبور بِها حول الشَعب ، إنتظَر العساكِر جلالتِه ليحضِر لَكِنَّ وردت انباء من داخِل القَصر أنهُ مُتعَب و قَد غَلب عليه النَوم لذلِك لن يَحضِر

إستَغرب الإنكاشريين لَكِنهم لم يُدققوا في الأمر كَثيرًا فأخذوا الاوامِر مِن مُساعد السُلطان و يدِه اليُمنى بإنطلاق المَسير ، كانت جُثة القائِد مًغطاةٍ بالكامِل بالغطاء الأبيض و سيتِّم الكَشف عنهُ مُباشرَةً بَعد إستقرارِه في مُنتصف العاصِمَة

تَحركت العَربة و قائِد المَسير كانَ اللورد بِحصانِه الأبيض و خَلفه بِضعة جُنود يقودون ما تمكث جُثة جُيون بداخِلها ، إجتمَع الشَعب في الساحَة يَنتظِرون الخَبر الذي قيل لهم ان السُلطان سيُعلن عنهُ ما أن يَحين الفَجر و بزوغ الشَمس

إستقرَت تلك العَربة بالمُنتصف وَسط هُتاف الشَعب بإسم السُلطان تعبيرًا عن حُبِهم و إحترامِهم لَهُ " يَعيش السُلطان مُراد خان ، يَعيش السُلطان مُراد خان " كانت أصواتِهم تَتعالى تَحت انظار اللورد المُبتسم لإبناء بَلدِه

" ايها الشَعب ، شَعب تُركيا العَظيم ، دعوني اُسِّر أن اُخبركم و السَعادة تَغمُر قَلبي و قَلب السُلطان مُراد المُعظَّم ، أن ليلة البارِحَة قد أنجزنا مُهمَّةً صَعِبت على كُل الدُول في العالَم ، بفضل الله ثُم بفضل السُلطان و بِمُساعدتي قد قُمتا بإنهاء حَياة الوزير الأعظَم للدولة اليونانيَة جُيون جونغكوك " تَكلّّم اللورد بإبتسامَة تَملئُها الفَخر بِرفقة عُيونِه الزرقاء المُشَعَة

عَمََت لحظَة من الصَمت الطَويل بينَ الأهالي الذين إستمروا بالنَظر الي يعضهم البَعض مُتعجبون و غير مُدركين ما يقوله الأمير ، تعالت بعد إذ همساتِهم فإذ باحدهم ينطق " ان كانَ ذلك صَحيحًا ، دعونا نَرى جثة القائِد باعيننا "

طالعهُ اللورد بإبتسامتِه تلك و حَرّّك راسه مومئًا " بِكُل سُرور ، لقد جَلبناها مَعنا لنريكُم اياهُ ، سَنفسحهُ بينَكم لترون جُثة الظالِم الدكتاتور جُيون و سنرشح ان يبزق كُل منكم عَليها ! انتقامًا لما فعلهُ مع السُلطان الراحِل "

إستدار ناحيَة الجُندي الواقِف قُرب جُثة القائِد و قال " أزل ذاك الحجاب ايها الجُندي " أمَر بِهدوء و حَوَّل نَظراتِه الي ذلك الشَخص الذي تَقدَّم للأمام يُناظِر اللورد بِعينين ثاقبتين كَما لو أنها نسريتين تَصطادُ فريستها بِتمعُن

رُفِع ذاكَ الغطاء بِبُطئٍ عَن الجُثَّة و ما هي لَحظاتٍ حَتّّى تَعم الصَدمة و تُوزِع أثارِها على أوجه كُل الحاظرين هُناك و من بينهِم العساكِر " م..مولاي .. "

نَطق الجُندي بِصدَمة لِيلتفت ليو برأسِه و يُطالع تلك الجُثة مُوسِعًا مُقلتيه بشدّّة " س..سلطان م..مراد ! " هَمس مُفرقًا شَفتيه و هو يُناظِر السُلطان مربوطًا بالحَبل على ذاك السَرير مُزرق الجَسد بُعُيون مَفتوحَة على مَصراعَيها

كانَ فَمه مَحشو بِورقة تُغلق اتساعه فَمن الواضِح انهُ كانَ يفتحهً بشدَّة ، تعالت اصوات صُراخ الاهالي مُنصدمين مِما رأوه فإقترب ليو قافِزًا من حصانه و إنتشل من بين شفتين السُلطان المُفارق للحياة تِلك الورقَة

فَتحها بِبُطئ و طالَع تلك الكَلِمات المكتوبَة عَليها و من الواضِح انها كُتبت بالدَم " إن كنتم تَعتقِدون انكم سَتتلذذون بِموتي و التَمعُن بأعيُنكم النَجسَة لِجُثتي فهه انتُم مُخطئون كُليًا ، لا أحد سوا إلآهي الذي سيحدِد الوقت الذي سأموت فيه ، لا أنتم و لا سُلطانكم الأضحوكة من يُقرر ذَلِك ، هَذِه هديتي الثانيَة المُتواضِعَة للشعب التُركي ، و ان رَغبتم بِهدية ثالِثَة ، تَحدوني و سَترون جَحيمي كَيف يَكون ، مع تَحياتي الحارّّة للعثمانيون ، القائِد الأعظم جُيون جونغكوك "

قرأ اندرو الرِسالة بِصوتٍ مُرتفع يُسمع الجَميع ما تراهُ عيونِه و تلتقطه اُذناه ، بدأ الرُعب يَبث بقلوب المُجتمعون هُناك فأخذت ابدانُهم ترتجِف كما الحال مع العساكِر الذين شَهدوا بالفِعل موتِه ، فَكيف ظهر فجاة حَي ..؟

ام هذِه مُجرد لِعبَة مُبتذلة ..؟ لَكن .. لا أحد سيقدِر على قَتل السُلطان غَيره

جونغكوك فِعلاً لَم يَمُت ، و نَظراتِه الثاقبَة المُغتَّرة تُراقِب بِكل وضوح مَلامِح الخوف على أوجِه الأتراك " لِنلعب كَما تَودون اللعِب ، انا مُوافِق " هَمس و بِلمحِ البَصر غادر تِلك البُقعة تارِكًا الكُل يرتعِش من هول الصدمةِ و الهَلع

" انا .. انا اُحِبُك "
توقف عن السيَّر محلهُ عاقِدًا حواجِبه بشدًّة ما إن طَرقت سُموِّها اجراس ذاكرتِه

مُفترق الطُرق ذاك .. أعتقِد ان المُستحيل أسهل مِن لمِّ شَملِه

•••

مرحبًا ❤️‍🩹🤝🏻

اشتقت لكم يارفاق ♥️

مارأيكم في التشابتر و الاحداث التي جرت ..؟

ماذا سيحدث في القادم برأيكم ..؟ ماذا عن ايليزا ..!

موت جونغكوك ..؟

اللورد ليو ..؟ و لما قد قام بطعن جونغكوك ..!

احبكم و على قدر حُبكم لي اُزهِر 🌺✨

نلتقي في القادم ان شاء الله


.
.
.









Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top