هواجِس العِشق • 27 •
هواجِس العِشق || جُيون جونغكوك
اهلاً بِكم في الجُرء السابِع و العِشرون مِن مَخاوِف الحُب
تعويضًا عن غيابي التشابتر طويل جدًا و أرهقني لكتابته
تسعة الالف كَلمة ، مايعادل اربع اجراء 🥹
رجاءًا تفاعلوا عليه كي لا أضطر لحذفه و تقيسمه الي اربع اجزاء لاحقًا
لِنَبدأ 🌸✨
•••
" وَصلنا "
ذَلِك ما سَمِعتهُ ايليزا مِن الآسيوي الذي وَقف أمامَ باب جَناحِها في القَصر العُثماني ، ثَبت هي بالقُرب مِن الباب و رَفعت عَينيها المُتعبَتين الي وَجهه تُراقِب تلك الخُدوش التي لَطخت نَقاء بَشرتِه و لَم تَستطِع إلا ان تَزيدهُ وَسامةً
أهدتهُ بَسمة مُتعبَة كَتَعبِ روحِها المُرهقَة و قَد أحسَّ جونغكوك لأولِّ مَرة بِمدَى الألَم الذي يَمكُن بِمُنتصفها ، إعتَصرهُ ما بِداخل صَدرِه بوجَع و لَم يَستطِع مُبادلتها الإبتسامَة ، إلتَّف و غادَر بِهدوء مَكان جناحِه
دَخلت ايليزا الي جناحِها و أغلَقت الباب لِتَتكئ عَليه بِتَعب مُغمضَة عُيونِها الشَهليَة " تَعبِت مِن تأدِيَة دَورِ الجِدار ، اُريدُ الإتكاء " غادَرتها تِلك الهَمسة و أخفَضت يدِها تَضعها في جَيب السُترة التي حاوَطها بها القائد مِن البَرد أثناء عودتهما
ساَرت بإتجاه السَرير حَتى ترتَمي عَليه و لَكِن هي أوقفت أقدامِها عن المُضي حينَما أحسَّت بِشئٍ يَتغلغل بِمُنتصف ذلك الجَيب ، أخرجَت ما بِداخله و لَم تَكُن سِوا حَجرة صَغيرَة اُنتِشلَت من الغابَة حَتمًا
قَلبتها بينَ يديها حَتى وَجدت على الوَجه مَكتوب بالإيطالِيَة
" أنا أسِف "
تَقوَست حواجِبُها و رَقَّت عَينيها حينَما تَذكرت الحِوار الذي دارَ بينها و بينَ القائِد الآسيوي في الغابَة ما إن جُلِبَ موضوعُ الإعتِذار
**
خَلل جونغكوك أصابِعهُ في شَعرِه و بعثرهُ ثُمَّ قامَ بِلحاقها و هي تقومُ بِجمع اسهُمها و قوسِها من الأرض " ماذا لَو عادَ مُعتَذِرًا ..؟ " قالَ بَعدما وَقف خَلفها و هي تَحملُ ذاكَ السَهم
إبتسَمت على جَنب و إستدارَت نَحوهُ لِتوجه القَوس صَوبه و تُطلق السَهم الذي مرَّ بالقُرب مِن عُنقِه و خَدش أسفل اُذنه فإختَرق الشَجرة خَلفه ، إتَسعت عينانِ القائِد و مَسك رقبتهُ التي أدمَت ثُمََ نَظر بِعيونها و هي تسيرُ صَوبه " لكنهُ لن يَعود " هَمست بعدما وَقفت بالقُرب من اُذنه و أزاحت اصابِعه عن جُرحه
**
" لَكِنهُ عادَ مُعتذِرًا " هَمِسَت و جَلست فَوق السَرير تَتذكر ما جَرى بينها و بينَ القائِد في اليومِ الماضي بالغابَة ، أخذَت تُقلِّب الحَجرة الصغيرَة بينَ أصابِعها تَقرأ و تُكرِر ما كُتِب عَليها بإستِمرار
**
" أنا اُرِّشح اننا سَنعود حَتمًا بالغَد الي القَصر " تَكلََم القائِد و هو يسير بالقُرب مِن سُموِّها التي تَحتضن يديها الي صَدرِها و إكتَفت لهُ بالهَمهمَة ، بَدت مَهمومةٍ بالتَفكير ، لَفت صمتها إنتباهِه فَنظر إليها و قَبل أن يَتكلََم دَعست قَدمِه على حَجرة صغيرَة
رَفع قدمِه و نَظر على ما دَعس ، إنحنَى و انتشلها بين أصابِعه و لِعدم انتباه سُموِّها سَبقته بالمَسير ، مَسح الغُبار عنها و نَظر الي ظَهر الأميرَة لِيقبض على الحَجرة و يَتنهد بِخفوت ، خَبئها بِجيبه و لَحقها لِيزيل جاكيته و يَلفها به من الخَلف كَعناقٍ خَلفي ضَيق
إنتَفضت ايليزا مِن حُضنه المُفاجئ لها بالمِعطف الخَفيف فقامَت بالإلتفات اليه بِرأسه و قَرنت حواجِبها تُطالِع عُيونِه الكُحليَة بِصَمت " لَقد بردتِ حَتمًا " إستطردَ قائِلاً و أغلقَ الجاكيت عَليها لِتومئ هي بِخفَة و تُبعد يداه
" ألا تَشعر أننا سَنموت هُنا ؟ " قالَت بِضَجر بعدما ذَهبت لِتقف على إحدى الصُخور تُطالع الأشجار التي تُشبه بَعضها بِضَجر ، كَبت ضِحكته على مَلامِحها المُتضايقَة و إستطردَ قائِلاً بينَما يسبقها السَير " نكادُ نَصِل الي أحد البيوت الخَشبية هُنا ، لقد رأيتها بالمِنظار من القَصر "
قَفزت من الأعلى و هَرولت خَلفه بينَما تَقوس شَفتيها و تُمسِك بإطراف أكمام سترتِه الواسِعَة عَليها ، كانَ شعرُها مُتناثِرًا على أكتافِها و بَعضًا منهُ لازال مُختبِئًا داخِل الجاكيت ، جونغكوك إلتفت اليها بِتلك اللحَظة و قَبل ان يَلفظ حَرفًا حينَ تَفرقت شَفتاه مَظهرها ذاَك خَطفَ منهُ كَلماتِه
سَكت و فضََل أن يَبقى مُتأمِلاً ، تَوقفت الاميرَة عن السَير مُطالِعَة إياه بِعُبوس حينَما إستدار لَها ، نَفخت تلك الخُصلَة التي سَقطت على وَجهها بِغَضب و سارَت ناحيته لِتقوم بضربه على كَتفه بقبضتها قائِلَة " أسرِع " تجاوزتهُ مُهرولَة
تَتبعها بِعينيه و هي تَركض أمامهُ و بَقى واقِفًا يُفكِّر بالذي فَعلتهُ هذه الأنثَى بِقلبه ، وَضع يدِه فوق صَدرِه يستَشِعر دَقاتِه التي بدأت بالتَسارُع ، نَفض رأسُه و قام بِلحاقِها حَتى وصل كليهما الي ذاك البيت الخشبي
دَخل كليهما و قد كانَ مليئًا بالغُبار ، مالَت سُموِّها نَحو صَدر القائِد الواقِف خلفها و اخذت تُلوِّح بيدِها امام وجهها و تَسعُل بِتقرف " ماهذا ، انهُ أكثَر مكان مُقرف تراهُ عيني " رَفعت أبصارِه اليه حينَما تجاوزها و ابعدها من الباب قائِلاً " سَننظفهُ "
" تقصِد انك سَتنظفه " تَحدثت مُشيرة عليه بإصبِعها ، رَفع جونغكوك حاجبه و الفت رأسه اليها يُناظرِها بِإستفهام ، إبتسَمت هي بِجانبيَة و هَزت كَتفيها مُلوحة لهُ بإصابعها " أنا انتظِرك بالخارِج " إستدارَت و خَرجت
وَجدت بالخارِج أرجوحة مُعلقَة على شَجرتيَن ، بَدت كَسرير مُريح مِما دَفعها أن تَستلقي عَليها و تُسند رأسها على الغُصن مُغمضة شَهليتيها بإرهاق
جونغكوك سار ناحيَة النافذة و فَتحها يُطالِع سُموَِها التي كَتفت يديها الي صَدرها و تُدحرج قَدمها اليُمنى التي وَضعتها فوق اليُسرى " إسمعي أظننتِ نَفسك فعلاً أميرَة و انا خادِمُكِ ؟ " هَتف و تَجاهلتهُ فبحث بعينيه عن شَئ يرميه عَليها
وَجد ورد مُجفف ذابِل مرمي على أحد إرفة المَطبخ ، هَرول نحوه و مَسكهُ ، كان أسودًا ذابِلاً ، إبتسَم بِمُكر و عاد نَحو النافِذَة فَرماهُ عَلى الأميرَة و صَرخ " انهُ صرصور طائِر " ما إن انهى جُملته حَتى سَمع صوت وَقعة قَوية من فوق تلك الأرجوحة
كانَت سُموِّها التي تَحركت من فوق الإرجوحة بسرعَة و قَبل ان تلحق على الصُراخ وَجدت نفسها على الارض ، صَرخت تألمًا تضامُنًا مع الخَوف الذي نَهشها و نَهضت مُسرعَة تَلتفُ حول نَفسها و هي تُبعد اوراق الزُهور عنها
" ابعدهُ ابعده ابعِدُه " أضَحت تَقفزُ و تَصرُخ و الدَمعةُ سَجينةُ اطرافِ عُيونها الشَهلية ، هي ثوانٍ و قَهقهات القائِد تَنتشِر بالمَكان ، رَفعت ابصارِها اليه و هو يتقدم مِنها يكادُ يَختنق مِن الضَحك ، وَقف امامها حينَما تجمدّّت اطرافِها من الصَرع و اخذت تَرتجِف
أمسَك بورقتين علِقتا بِشعرها و زحلقهما بِبُطئ من خُصيلاتها و فردَ كَفِه الذي احتواهُما امام عَينيها قائِلاً بإبتسامَة زَينَت ملامِحه " انهُ مُجرد وردٍ ذابِل "
أنزلت سُموِّها عَينيها للوردِ المُسود و رأت ذُبوله الدال عَلى الإهمال و الهَجر ، سَكنت لوقتٍ قصير و رَفعت عَينيها اليه تَفتل داخِل كُحليتيه دونَ أن ترد عَليه بِحرف ، جونغكوك قام بَرمي الوردتين و مسكَ بِكتفيها لينحني الي مُستواها
جَعل عَيني كِليهما بذات المُستوى لِيتمكََن من النَظر بِعمقٍ أكثَر داخل مًقلتيها الراقَة بالدُموع " رأيتُ بكِ الكَثير مِن القُوََة ، لَكِن لم أكن اتوقَع أن ترق عَينيك لِمجُرد صَرصور طائِر أيتُها الأميرَة " هَمِس و مدَّ إصبِعه السبابَة فقام بِطرفه بالضَغط على جُفن عينها السُفلي حَتى سَالت تِلك الدَمعة على سبابته
" مابِك صامِتَة ؟ " قالَ حينَما لاحظ صَمتها و هُدوءها الذي لَم يعتِد عليه البَتة ، قرن حواجِبه حينَما بدأت الكَثير من الدُموع تتكاثَر بِعيونها و الصَمت يُلازم نظراتِها اليه ، شَعر بالقَلق و أسند راحة يَدِه على خَدها حينما اراح شَعرها ليمسح برفقٍ عَلى خَدها المُحمَّر " ايليزا ما الخَطب ؟ "
" لَقد تَعِبَت " هَمِسَت بِغصَّة و أغمَضت جُفنيها لِتنهمر دُموعها واحدَة تلو الأخرى فإحمََر وجهها لِكبتها بُكاءِها ، جونغكوك لانت ملامِحه بِحُزن رُغم نرجسيته التي تَمنعهُ مِن التعاطَف مع الغَير الي انََ سُموِّها غَير الجَميع
نَظر خَلفها الي الأرجوحَة ثًمََ حَدق بها ليبتعد عنها و يسير يَحمل الوسادَة التي على الأرض فوضعها عليها و عاد نحو سموِها التي أخفَضت رأسها تُطالع الأرض بِحُزن مُفرط
قامَ بِحملِها من افخاذِها و أنتشلها بين أذرعه القَويَة لِترفع مِن رأسها نحوه بِحركة سريعَة أدَت لِتمردُ خصيلاتها الناعَمة على مِساحة وجنتها المُبللَة فإلتصقت عَليها و سَكنت ذاكَ الخَد المُحمََر
لَفت ذراعِها حَول كَتِفه و يدِها الثانيَة مسكت بِها ياقَة قَميصه و هي تَنظُر داخُل كُحليتيه ، رأت إبتسامَة جذابَة تُرتَسم عَلى شَفتيه مَع تقوس عينيه الخَفيف أثر بَسمته الساحِرَة " لازالَ الوَقت طويل أمامنا للتعَب "
قالَ بِإبتسامته تِلك و هو يَنحني اليها راغِبًا بِنقر أنغه بخاصتِها المُحمَّر ، حَرَّك أنفهُ على خَدِها حَتى تَبلل بدموعِها و أنزلهُ نَحو مسمعها فأذ به يشتَّم رائِحَة البَنفسج بِعنقُها فأُختِمِرَ سَكرانَا ، أغمَض مُقلتيه مُستشعرًا ثُقل أنفاسِها و طَبع قُبلةً أسفل اُذنها " ان كُنتِ خَطيئتي ، فَيا حُلوَّ مَلذتي بِك " هَمِس
رَفع رأسه نَحوها و نَظر بِعينيها الشاحِبَة لِيسير نحو الأرجوحة و يَضعها فَوق تلك الوِسادَة ، ابتعد عنها بِرفق و سار ليقف وراءها فبدأ بالدَفع بها ببطئ بعدما تَمسكت جَيدًا لِيبتسم مُطِلاً عَليها " اليسَ مُمتِعًا ؟ "
" لستُ طِفلَة ذات الأربع سَنوات ! " ردََت مُتجهمة الوَجه بعدما ألفتت رأسِها اليه ، ناظرَها و كشََر بملامحه " أعرِف انك بخير حينَما تردين بِهذا الشَكل " نَطق مُستكرِدًا مِما جَعله تُقهقه بِخفَة و تُشيح بِوجهها بَعيدًا عنهُ
إبتسم جونغكوك بِخفَة و دلك عُنقه من الخَلف لِتلمح عَيناهُ شَجرة ورد البَنفسج ، تَوسعت مُقلتاه بُخفَة و هَرول نَحوهُ سارِقًا وردَة مِن إخوتِها ، عادَ و وَقف خَلف سُموِّها من جَديد ، أدخل يدِه أسفل السُترَة و اخرج مِنها خُصيلات ايليزا التي إلتفتت نَحوهُ مُتعجبًَة
رأتهُ يُقدِّم تلك الوردَة مِن شَعرِها و يَضعها بِهدوءٍ فوق اذنها مُبتسمًا بِخُفوت " تُشبه رائِحتك " هَمِس لِتلتمس الايطالية الزَهرة باصابِعها و هي تَتفتل داخِل مُقلَتيه الكُحليتين " هل أعجبتك ؟ "
حركَت رأسها بالإيجاب بإبتسامَة خَفيفة نَقرت على زِر مِن أزرار السَعادة لَديه ، سَعادة مُحتلفَة عن امتلاكِه مَنصب ما او انتصارِه بَحربٍ قَوية ، الأمر مًختلِف ، الحُصول على هَذِه الابتسامَة الراضِيَة مِنها أصعَب من كُل المَعارك التي خاضَها
" هل انتِ راضيَة الان ؟ " تَكتف قائِلاً بعدما كَبح ابتسامتهً عَنها ، سَكتت هي للحظات و نظرت امامها تُفكِّر ، لَمحت أنبوبًا مرميًا خَلف البَيت ، نَهضت مُسرعَة و رَكضت ناحيتهُ لتُمسكه و تدير رأسها صوب جونغكوك
إبتسمَت بِخًبث و قامت بتدوير الحَنفية مُنتظرَة انبثاق المياه ، جونغكوك توسعت مُقلتيه و هو يُراقب نظرتها الشريرة تِلك " هاي انهِ حتمًا لم يشتغل ، البِئر هنا يكونُ نَشِف " قالَ مُقهقهًا بعدما أصرَّت على انهُ سيشتَغل " حسنًا برائي انظري داخل الأنبوب و تأكدي " قال بإبتسامَة
إنتظَرت كثيرًا حَتى انتباها المَلل فَعبست و إقتربت تَطل على الأنبوب الذي قربتهُ من وَجهها و خِلال تلك اللحظات إنبثقت المياه و صدمت وجهها بسرعة ، صَرخت بصوتٍ عالٍ و قفزت من مكانها ما إن تبلل شعرُها و جُزءها العُلوي
" جونغكوووووووووووووك " صاحَت بِغَضب ما إن إنفجر القائِد بالضَحك على شَكلها و صَدمتها ، إلتفتت اليه بِعصبية و حملت ذاك الانبوب مُجددًا لِتركض نَحوه مُشيرة بالمياه اليه " ساُريك ايها العَقرب الآسيوي " صَرخت
تَوقف جونغكوك عن الضَحك ما إن بدأ تردد المياه يَصل اليه ، شَهق و تَحرك من مكانه مُسرِعًا ليركض مُبتعِدًا و هي تُطارده و تُبلل ظهره و وجهه ما ان يلتفت نحوها " ي..يا لقد بدأنا اللعب الوَعر اذًا " صَرخ و قفز فوق ذاك الغُصن المكسور
وقفت هي فوق ذاك الغُصن و بدات تَرشهُ من فوقه و هو يلتف حول المَكان و تُقهقه على شَكله " كالدجاجة المُنتفة " صَرخت مُقهقهة و هي تُراقبه يركُض هنا و هُناك يُحاول الإختباء منها بَعدما تَبلل بالكامِل
في الواقِع لم يَكُن يودُ الهَرب ، كان مُستمتِعًا و هو يَرى ضحكتها و مُتعتها تِلك بتبليله لِذا بقى باماكن تَسمحُ للمياه بالتمكُن منه ، وضع يديه على وجهه و هو يقترب منها " هاي هَذا يَكفي ، يكفي ياا " صَاح و مدَّ يده يُحاول اخذهُ منها
" لااااا " صاحت و قفزت من فوق الغُصن لتركض بعيدًا لَكنها تعرقَلت بصخرة و اوشكت على السُقوط و ايذاء نَفسها لَولا جَذب جونغكوك السريع لَها من ذراعِها و سَحبها اليه ، صادَم صَدرِها خاصتهُ و إلتقت أعينهُما
فَرقت الأميرَة شَفتيها و هي تُمسِك بالأنبوب عاليًا مِما جَعل تدفق المياه يعودُ على كليهما و يُبللهما سويًا ، قَلصت عينيها من قطرات المياه و هي تُراقُب تبلل مَلامِحه الآسيويَة و خُصيلاته الطَويلة التي إلتصقت عَلى وجهه
جونغكوك بَحلق بِتلك الزَهرة التي لازالت صامِدَة و لم تَتزعزع عن شَعرِها ثُمَّ حَدق بِمُحياها المُبلل كخاصتِه ، أنزل عَينيه الي شفاهِها الخوخيَة المُفرقَة ، إبتلَع ريقِه لِتلحظ هي نظراتِه و تُدرك رَغبتهُ فَقامت بالنَظر نَحو كرزتيه
رَفع كليهما بذات الثانيَة نظرهما الي أعيُن كليهما ، رَمت الأميرة الأنبوب من يَدها و قامَت بإمساك عُنقه بيد و الثانيَة وضعتها على خَدِه لِتدنو منهُ بِسُرعَة و تُمسِك شَفتيه بداخِل جَوفِها الدافِئ رُغم بُرودة الجَو حولهُما
جونغكوك قامَ بإحاطَة خَصرِها بِيداه لِيضغط بأصابِعه على نُحوله مُبادِلاً إياها ما بدأتهُ بِجموح و رَغبة تَمكنتُ منهً بُكل بِتلهف ، إمتصت سُفليته و إمتَص عُلويتها لِتتمسك بياقته و تعتصِرها بقبضتها بكامل قواها
كَسرَت القُبلَة بعد أن دامَت لِوقت كادَ أن يَعدِم أنفاسِها ، بَعد أن إرتفعت على رُؤوسِ أقدامِها قالَت و هي تَسنِد جبينُها على خَاصته و تَلهث " هَل تَعلم انكَ مَحظوظ ..؟ " هَمِست بِبعثرَة تُراقب كُحليتيه المُخدرَّة
" لِما ..؟ " هَمِس بذات نَبرتها مِن بين لُهاثِه و ضيق نَفسِه ، طالِع ضحكتها الخَفيفة و هي تردِف بينما تُمسك بُخصيلاته المُبللة خلف رأسه " لانهُ لم يُقبلني أحد بِقَدر ما حَضرتك قَبلني ، حَتى زوجي الراحِل " هَمست و تَفتلت داخِل ناظريه
إبتسَم جونغكوك بِجانبيَة و رَفع حاجِبه ليميل رأسِه و يَهمس بعد أن تلامَس أنف كليهما و إحتَك " و أتعلمين أنكِ المِثل ..؟ " تناوَب بالنَظر بينَ عَينها اليُمنى و اليُسرى مُتخدِرًا كُليًا فأقوى أنواع الكًحول و عَجز أن يُعطي تأثيرًا كتأثير قُبلةٍ مِنها
ما إن أحَس أنها تَعِبَت من الوقوف على رؤوس أصابِعها قامَ بأنتشالِها من الأرض حينَما حَملها من خاصِرتها فإرتفعت الي مُستواه " لِما ؟ " هَمِسَت
" لانهُ مُنذ أن لَمحتكِ عَيناي ، لَم تَعد تَلفِتُني أي إمراة " نَطق بُصوتٍ زينتهُ البَحة و قَد بدا صادِقًا بِشكلٍ أثر على دقاتِها ، تلاشَت إبتسامتها بِبُطئ و راحَت تَكتفي بالنَظر داخِل مُقلتيه مُستشعرَة مِنهما اليَقين
" أنا ، أعترِف أني عاجِز أمامِك يا ايليزا " اتمّ هَمِسه بعدَما قام بإلصاقِها بالجِدار من خَلفها و أنزلها على الأرض ، أخفَض رأسه نَحوها و يَديها تَرتفِع من عُنقه حَتى أضحت تَحتضِن خَديه " هَذا العَجز هَل سيوصِلنا لبرِّ السَلام ..؟ " هَمِسَت و أخفضت جبينهُ حَتى يَعاِق خاصتها
أغمَضت عَينيها غَير مُستعدًًة لِسماع اجابتِه فَلطالما إعتادَت على الرَفض ، لطالَما كانت اجاباتِه دومًا قاسيَة رُغم مشاعِره ، شدّّت على إحتضانِها لِخديه مُحاولَة تجاهُل سوداوتَيه التي تلتهِمُ ملامِحها تأمُلاً
" إفتَحي عَينيك و إسمعي الجَواب " هَمِس و عَيناهُ على جُفنيها المُغلقَة ، حَركت رأسها نفيًا و قالَت بصوتٍ منخفض " كَلا ، انا هَكذا بِخَير "
مَسك بِذقنها و رَفع رأسها اليه فَمسح بإبهامِه على شَفتها السُفلى بِبُطئ و نَبس بِهدوء و بِنبرٍ يَتخللهُ الدِفئ " إفتحيهِما " تزامُنًا مَع هَمسِه الذي أنزل عَلى قَلبها السَكينة قامَت برفع ستائِر عُيونها بِتروٍ حَتى تلتقي بخاصتيه
" ألابأس ان بقيتِ بِقُربي حَتى و انا سَئ ..؟ " قالَ و هو يَتفتل بِعَينيها الشهلية ، حركت رأسِها نفيًا و قالَت " الجَيد مِنك مَن يَجعلُني بِصفك " هَمِست بطريقَة جَعلت منهُ يضحك و يَبتعد عَنها مُتكتِفًا " ماهذا ؟ انتِ تُريدين شَخصًا خالِيًا من العُيوب ؟ "
" ليسَ خاليًا من العُيوب و لَكِن ليسَ نرجسيًا مُتعجرِفًا " قالَت بعدما شابَكت يديها خَلف ظهرِها لتهز أكتافها بإبتسامَة جذابَة " أتعلمين انكِ اول من يشتَمني بِحضوري و لا يَرتف لهُ جًفن ؟ " تَحدث و اشرَّ عَليها بسبابته
" و لِما قَد أخاف ؟ انهُ خيار من الخيارين و الأثنين لِصالحي ، يا أما اصرُخ بوجهك و اخبرك انك حقير و تقوم بِقتلي و بالتالي انالُ مرادي و الحقُ عائلتي ، إما ان اكسر لكَ أنفك و تَتوقف عن حَشره بما لا يَعنيك " تَحدثت و أمسكت سبابته لتضغط عليه " و لن أنسَى كسرك لاصبعي بأول لقاء لي بِك "
" لم تُقابلني فَتاة مِثلك بِكُل حَياتي! " هَمس بذهول و هو يُناظِر عَينيها المُبتسمَة " ما جَعلني أعجزُ فعلاً انهُ لَم أرى بِثقتك البتَة ايليزا " اتمََ و مَسك باصابِعها الناعِمَة التي تُمسك بسبابته فإقترب خُطوة منها و انتشل يدِها بأكملها بين راحتي خاصتيه
نَظر الي سبابتها الذي سَبق و كَسرهُ لها فَمسح عليهِ بإبهامه برفق و رَفع مًقلتيه الي عَينيها الهادِىَة " هل لازال يُؤلمك ؟ " سأل بصوتٍ يِشبه نظراتها فأجابته بالنَفي و قالت " لَقد تَعافى ، لَكِن المُتعافي بِمفُرده ليس كَغيره من المُتعافين " هَمست و أرادت سَحب يدِها منهُ لَكِنه أصرَّ على ابقاءِها بينَ خاصتيه
رَفع أصبعها و قامَ بِتقبيل مكانَ كُسرِه ليخفضها و يبتَسِم بأسَى " صَحيح ، أحيانًا لا نُجيد تضميد أنفسُنا و نتعافَى بشكلٍ مائِل ، كَكُسرٍ أصاب قدمٍ و تركها عَرجاء " هَمِس بِنبرٍ لامَس قَلب سُموِّها
ايليزا أحسَّت بوخزٍ عند قَلبها جَعلها تفترب خُطوَة منه و تُمسك بقميصه معتصرَة اياه بقبضتِها " هَل اُخبِرك بِسر لَم اُخبره لأحد من قَبل ؟ " هَمس مُجددًا لِتومئ لهُ عدَة مرات " قُل " رَفعت إحدى يَديها الي خَده و مسحت عَليه
" إشتقتُ الي اُمي " هَمِس لَها بِغصَّة جَعلت من كيانِها يرتِجف فَذات السِّر تبادلهُ كليهما ، عَضت شَفتيها و قامت باحتضانه بِسُرعَة لِتضغط عليه بِقوة فإنهمرت دموعها بِغزارَة " و انا أيضًا " نبسَت
" لَكِنك عِشتِ مَعها و عَرفت ما مَعنى حَنان الأم الذي يَتحدثُ عنهُ الجَميع ، لطالَما تَمنيت أن اتذوق هذا الشُعور و لَو ليومٍ واحِد " مالَت نبرتهُ للإهتزاز مما جَعل خافِق ايليزا يهتزُ مًرتجِفًا ، عَضت شفتيها بَعد ان قامَ بمبادلتها ذاكَ الحُضن و غمرها بِمنتصف صَدره مُتمًّا " لَكني شَعرتُ بِه اليَوم "
دَفنت رأسها بِعنقه مُداعِبَة اياهُ بأنفاسِها الساخِنَة مُحركَة فوجًا من المَشاعر المُختلطَة بداخِله " و لَكِنك مَن حرمتني مِن اُمي " هَمِست و إبتعدت عنهُ تُطالع مُقلتيه التي إحمرَّت ما إن تحتمَّت عليه الرَغبة بالبُكاء
" ايليزا ، انا لستُ من قتل والد.. " هَمِس لَها و مَسك بيدها ليقوم باعتصارِها " لكني رأيتُ الذي قَطع رأس ابي يرتَدي رُتبة القائِد " قالت سُموِّها ونَفت مُعطية اياهُ ظَهرها " لا تَكذب علي جونغكوك حَتى أغوص في عًمق هذه المَشاعر أكثَر ، انا مُتأذية بالفِعل ، فقط دَعنا نَنسى الذي حَدث "
إستدارَت اليه مُجددًا مُقاطعَة اياهُ عن الحَديث و هَمست بالقُرب من شَفتيه المُفرقَة " أم انك تودُ ان نُطيل البَقاء جُياع ..؟ " رَفعت انظارِها الي عُيونه و تَركت قُبلة خاطِفَة على شِفاهه ثُمََ رَكضت مُبتعدَة الي الداخِل
تَنهد جونغكوك مُغمضًا عَيناه " لم تَستمع حَتى " تمتم و أرجع خُصيلاته المبللة الي الوراء فَدخل وراءها و أخذ كليهما يقوم بِتنظيف البيت ، قام جونغكوك بإصيطاد حمامة مِن هُناك بعدما جَمع الحَطب فأشعَل النار بفناء المَنزل مُنتظرًا ان تَجلب الأميرَة اللحم كي يقوموا بشواءِه
جَلست ايليزا بالقُرب منهُ بعد ان جَاءت باللحم المُقطع و رَفعت ابصارِها اليه بإبتسامَة " اليسَت حياَة كَهذِه أجمَل من القصور و السُلطة و ما الي ذلك ؟ " قالَت بعد ان بدأ هو بالشِواء ، رَفع راسهُ لها و قال بينما يُقلب اللحم على النار
" انه اليومُ الأول فقط تَقولين هَذا ، مُنذ اول اسبوع سيلتهمكِ الفقر و تَتمنين حياة المُلوك " هَزََ أكتافه بلامبالاة بعد ان ضربتهُ عليها " أحقًا تُسمي تلك حَياة ؟ كل منهم يتصارع لاجل مصالِحه ، حتى أخوتي الامراء لم يَرحموا بَعضهم ، لطالما قالَ أبي ان من سيرثُ عرَشه أنا " قالت سُموها بعد أن نَظرت ناحيَة النيران التي تلتهِمُ الحَطب
طالَعها جونغكوك بِفُضول و قال " و لَكن كيف سُموك سترث العَرش و هو قد نوى تزويجك ! " ميََل رأسه مُتسائِلاً لِتطالعه ايليزا و تُسند كوعها على رُكبتها و منها وَضعت خدها على كَف يدِها مُتحدثَة بشرود " لَكني لم اَتزوج "
سَكت القائِد لوهلَة و قلَّب اللحم للناحيَة الأخرى قبل ان يَنظر اليها و يَنطق " والِدك مَعه حَق ، الي جانب كونك احيانًا عاطِفية و مُتسرعَة لكن لديك شخصيَة قيادِيَة ، تَليقين ان تكوني مَلِكَة " مَدحها مُشيرًا عَليها لَكِنهُ لَم يَتوقع ردَّها الذي جَعله يَتصنَّم مكانه مُفرقًا شَفتيه
إبتسَمت هي على ما قالهُ عنها و دنت منهُ ببطئ مُقربة وجهها من خاصته لِتهمس " مَلكة قَلبك مَثلاً ..؟ "
" اللحم سيحترِق " هَمس و اشاح وجهه بعيدًا ليقوم بازالة اللحم عنِ النار و وضعه بالصحن ، قربهُ منها و تحدث " كُلي انتِ اولاً و حينَما تشبعين اتركِ لي الباقي " نَطق بإبتسامَة خَفيفة و حَدق بعينيها
لأول مرة يَشعُر انهُ يتعامل بطبيعتِه و لا يَضطر ان يَتخفى خَلف ذاك القِناع الذي أثقل كاهله طيلَة سنين حياتِه ، أحسَّ بالطمأنينَة للمرةِ الأولَى
ايليزا بَحلقن في اللحم الذي بينَ يَديها و رَفعت ابصارِها الي الآسيوي الذي مد يديه يدفئهما عند النار ، إبتسمت و شرَدت به دون ان تَشعر " * أينَ كان يُخفي كل هذِه الحِنيَة ..؟ انا حَقًا مَصدومة بِه و كأني أرى انسانًا مُختلفًا للمرَة الاولى ، رُغمَّ ان مَشاعري خَضعت لِقسوتِه لَكِن هَذا الدفئ يَجذبُني بشكل مُبالغ به * " أزاحت الصَحن من فوق افخاذها و دنَت منهُ بسرعة تقوم بعناقه من الجانِب
قرن جونغكوك حواجِبه و الفت رأسه ناحية خاصتها الذي عِند كَتفه ، مالَ اليها و قال مُستفهمًا " مالذي حَصل ..؟ " أعلَت بصريتيها اليه و نَظرت بِعينيه اللامعَة كَلمعة النُجوم في سَماءِ ليلَة حاكلة الظلام " ليتَنا نجتمعُ كُل يومِ كإجتماعِ هَذا اليَوم " هَمست لهُ بنبرةٍ حَزينَة
سَكت جونغكوك لوهلَة و قامَ بإمساكها من ذراعها ليسحبها و يُجلسها بين أفخاذِه ، أهداهًا حُضنًا خَلفيًا دافِئًا بالقُرب من شُعلة النار التي تُدفئ كليهما و أسند ذقنهُ على رأسها يُطالِع الحَطب يَلتهب " ألا تعتقدين أننا سَنمل ان كُنا دومًا مُتصالحين مع أنفسنا ..؟ "
مَسكت هي بيديه التي لُفت عَلى صَدرها و إحتوتها " لا ، أعتقِد أننا سَنكمل أحتياج بَعضنا البَعض فَحسب ، كُل منا لديه جُرح لدك الثاني عِلاجه " هَمست نافيَة لِترفع راسها اليه حينما أخفض هو خاصتهُ نحوها " مَعكِ حَق "
تَنهدت و أسندت راسها على صَدره " بمجرد أن نعود الي القَصر سنعود أعداء مُجددًا و نلتهم بعضنا البَعض " قالت بِعدم رِضى و غرست اظافرها بساعدِه الذي يحاوِطُها " كَرهت من كوني عَدوة لَك بصراحَة "
ضَحك على تَعبير وَجهها الطُفولي و نقر أنفها ليومئ فَتنهد قائِلاً بِتعب " أعلم انكِ كَرهت من التَمثيل مِثلي " أبعدت الاميرة يديه عنها و إلتفتت اليه لتقف على رُكبتيها و تُمسك بأكتافه مُبحلقة في عيونه " هل يُمكنك ان تَحكي لي قصة حياتِك و ماذا جرى معك منذ البداية ؟ "
مَسك جونغكوك صحن اللحم و قام بتقطيع القَليل منهُ ليحشره بين شَفتيها " منذُ ساعات و انتِ تصرعيني انكِ جائِعَة و الأن لا تَتوقفين عن الحَديث ، كُلي اولاً ثُمَّ سَنجد أجوبَة عن كُلَّ أسئلتك " أجلسها أمامه لتنتشل الصَحن منه و تمضغ اللحم بعبوس
تناولتهُ و اخذت البعض منهُ لتطعمه إياه أي بات كل منهما يُطعم الأخرحَتى انتهاء الصَحن ، نَهضت لِتغسل يديها و فعل هو المِثل ثمََ عاودت المجيئ اولاً و الجُلوس قرب النار تنتظرِه ، اتى من الداخِل و هو يَحملُ بطانيَة بين يَديه
لَفها بها من الوراء و وضعها على أكتافها لِتغمض عيونِها بدفئ بعد ان كانَ يرتعشُ جسمها من البَرد ، إبتسمَت براحَة و فَتحت شهليتيها تُطالعه حينَما جَلس بالقًرب منها و أمسَى يتأملُها بِسُكون
إلتَزمت معهُ الصَمت و فَضَّلت أن تَبادلِه التأمُل مُستَمِعان لأصوات لَهيب الحَطب و هو يُضيف جَوًا شاعِريًا لِلحظاتِهما تِلك
**
تَنهدَّت بِوَجع و ضيق و ألقَت بِظهرها الي الوَراء مُطالِعَة السَقف تُراجِع تلك القُبلَة الجامِحَة التي تبادلتها مَعه سابِقًا ، قَضمت شفتها السُفلَى و أغمَضت مُقلتيها و دونَ أن تُدرِك أخذَها النوم بينَ أحضانِه
لَطالما كانَ هو المَهربُ الوَحيد مِن كُلِّ أوجاعِها ، تَمنت لَو أنها لم تَعد و أن ذاكَ اليَوم لَم يَنتهي بَعد ، نامَت وسط إحتضانِها لِذلك الحَجر الذي قامَت بضمِه الي صَدرها
جونغكوك دَخل الي جَناحه و سار نحو الحمام مُباشرَة يَستحم و شُعور سَئ يُخالِجه ، قَرن حواجبه بِخفة و هو يُطالِع نَفسهُ بالمِرآه بينَما يُجفف شَعره " الأمر لَن يَنتهي بِنهايَة جَيدة " هَمِس و إلتفت يَجلس على السَرير يُناظِر ساقيه
" المَلِك أركون سيصِل قَريبًا ، و غدًا حَفل العيد ميلاد ، ستكونُ هُوالِك ترتيبات مُميزَة قال عَنها السُلطان ، تلك التَرتيبات حَتمًا تَخصني " قال و رَمى المنشفَة بعيدًا لينهَض من الفراش مُلتفًا نحو الباب حينَما طُرق ، قَرن حواجِبه ما إن دَخلت لورنَس
" مالذي أتى بِك ؟ " قال بِعدم رِضى بعد أن قامت الثانيَة بإغلاق الباب و هَرولت ناحيتهُ بسرعَة " جونغكوك ، عَليك الهَرب مِن هُنا فَورًا " تَحدثت السُلطانَة بِمَلامح وَجهٍ مَذعورَة و مَدت يدِها تنتشِل خاصته " غادِر المَكان غَيرُ آمِن لَك " هَمِست
بَحلق القائِد بِعَينيها القَلقتَين بينَما يعقد حواجِبه ، أخفض بَصرِه الي يَدها التي تُمسك خاصته فَلم يلبث حتى سَحب اصابِعه الخَشنة منهُ و قال " انا لا اهرُب مِن أحَد " نَطق بِهدوء و أشر خَلفها " و الأن ، لا أعتقِد انهُ يليق بِسُلطانَة مِثلك أن تَتواجد بِجناح رَجلٍ غَريب عنها بِهَذا الوَقت "
" إفهمني ، جونغكوك انت بِخَطر! تِلك الأميرَة انها لا تُخطط للخَير البتَة " قالَت لورنَس و نَفت برأسها لِتدنوا تُكوب وجنتان الآسيوي مُتحدثة " إنها تَنوي على الكَثير ، سَمعتها تَتحدث مع السُلطان و تُوجه التُهم لك "
جونغكوك بَحلق في عُيون السُلطانَة لِيُمسك بكلتا يَديها و يُخفضها عنهُ " لورَنس ، أتفهم كون انكِ لازلتِ تُحبيني و تَكنين لي مَشاعر ، لَكِن لا تستغلي أمر حُبك لي بالكَذب علي ، انا تغاضيت عن كَذبِك أن ذاك الطِفل إبني ، و بِخصوص الأميرَة ايليزابيتا انا أعرف ما تُخطط لهُ جيدًا ، لا أحد يعرف ايليزا اكثر مني "
عَقدت السُلطانَة حواجِبها و سَحبت يَديها عنهُ لِتهمس " ماذا يُوجَد بينِك و بينها ؟ " تَنقلت بالنَظر داخِل سوداوتيه البارِدَة ، عكس ما كانت عَليه بالأمس مِن بريق و لَمعان ، جونغكوك سَكت لِوقت ليس بالقَصير يتأملها بهدوء
" الذي بيني و بينَها لَن يُغير مِن مُستقبِلك شيئًا ! " نَطق بِهدوء و إبتسامَة مُستفزَة جَعلت نيران قَلبها تَشتعِل ، شَدَّت على يَديها و دَنت منهُ " انا لَم أكذِب عليك حينَما اخبرتَك انهُ إبنك ، انت اول من لَمستني و وَضعت يَدك علي " هَمِست بغضب و نَقرت صَدره بسبابتها
" انتَ تكذِب على نَفسك و تُصدقها ، انت مَريض جونغكوك ، مريض " قالَت بِغضب و إستدارت حَتى تُغادر لَكِن كَلامه أوقفها حينَما قال " أعلم انهُ إبني ، و انا فعلتُ ذلك عَمدًا ، انا أعلم من البدِاية انكِ سَتتزوجين السُلطان و أردت ان اُرسل لهُ وَلدي هَدية زواجَه "
تَجمدَّت السُلطانَة مكانِها بِصدمَة عَلى أخِر ما قاله ، تَوسعَت مُقلتيها و إستدارت لهُ بِدهشة مُفرقة شَفتيها " م..ماذا؟ " هَمِست و رأتهُ يتقدمُ نَحوها بِبُطئ و يًحاصِرها ضِد الباب واضِعًا يدِه بالقُرب من رأسِها
مَسك بيدِه الثانِيَة ذَقنها و رَفع لها رأسِها لِمُستواه يُطالع عَينيها العَسليتين " صَحيح أني أستعملتُكِ مُجرد طُعم لاصل لِمُرادي ، لَكِن سَبق و ان وَقعتُ بِغرامك يا سُلطانَة " هَمس ماسِحًا بِرفق على ذَقنها مُراقِبًا دَهشتها
" ه..هل ا..انت ب..بشري؟ " هَمِست بِصدمَة و أبعدت يده عَنها بَعد إن اجتمَعت الدُموع في مُقلتيها ، لِوهلة أحسَّت انها عاجِزَة عن الحَديث " ا..انهُ ابنك و لَم يَرِف لَك جُفن و انتَ تراه ، انهُ قِطعة مِنك! " قالَت بِغصَّة و خَذلتها المدامِع حينَما تَساقطت على خديها
" انا لَم اُربيه لأشعر بِشئ تِجاهه ، لا يَهمني بشئ سِوا انهُ من سيحكم سُلالة آلُ عُثمان مُستقبلاً ،آن ذاكَ سأكون فخورًا جِدًا بِه " تَحدث جُيون بِبرود و ابتعد عنها يُعطيها ظَهرِه مُشابِكًا يداه خَلف ظهره
رَفعت لورَنس عسليتيها مِن الأرض ناحيَة ظَهرِه مُطالِعَة إياه بِغَضب تَمكََن من غَزوها و إحتلال صَدرها ، شَدت قَبضتيها و قد لَمحت عيونِها خِنجرًا موضوعًا على الكُرسي بِقُرب المِرآه ، تَوجهت نحوه و حَملتهُ بيدٍ ترتَجِف من الذُعر
مَرت عليها كُل ذِكرى ألم عاشتها بِسببه ، إبتداءًا مُنذ مَجيئها للقصر اليوناني حَتى هذِه اللَحظة ، أغَلقت عَينيها تَبكي بِحرقَة و سَحبت ذاك الخِنجر لِتقترب منهُ مُسرعَة حَتى تَغرِسه في مُنتَصف ظَهرِه
جونغكوك كانَ يَنتظر منها الخُروج بعد أن أسمعها سُموم كَلِماتِه ، لَكِن هو لم يَكُن يَتوقع رَد فِعلها و لولَم تُمسِك أحد الأيادي بذاك الخِنجر قَبل أن يَطعن كَتف القائِد فإذ به كانَ مُصابًا مُنذ ثَوانٍ
نَظرت لورَنس نَحو تلك اليَد التي قامَت بِمنعها مِن طَعن الآسيوي ، لَم تَكُن سِوا ايليزا التي دَلفت مُنذ لَحظات وراتها سَتُقبل على قَتله " ماذا تَعتقدين نَفسك فاعِلَة ..؟ " نَطقت الأميرَة بِغَضب و جَذبت الخنجر مِن بين يد السُلطانَة بعنف و لم تُبالي بكفها الذي يُقطِّر دَمًا
لورَنس حَدقت في جونغكوك الذي إستدار اليها عاقِدًا حاجبيه بِتفاجئ ، حَدق بايليزا التي رَمت الخُنجر قابِضَة على جُرح يَدها " ا..انت ل..لما ت..تدخلين ، ان..انه لا يعنيك " هَتفت لورَنس من وَسط إرتجافِها و عُيونها لا تُفارق الآسيوي
جونغكوك سارَع بالتَوجه نحو الحَمام و جَلب منديلاً نقيًا ثُمََ عاد لِيُمسك بيد الايطاليَة لافًا اياها حَتى يوقف تَدفق الدَم " و تَتحدثين بِكُل وَقاحَة! غادري حالاً و إلا عقابُكِ سيكون قَطع الرأس ان علم السُلطان انكِ هنا " هَسهست الأميرة وَسط توجعها من جُرحها
جونغكوك رَفع عينيه ناحيَة السُلطانَة الواقِفَة بِصدمَة " ألم تَسمعيها ماذا قالَت ..؟ غادري فورًا ! " نَطق بِغَضب و أفلت يَد ايليزا ليدنوا ماسِكًا ذِراع لورنس بِعُنف جارًا بِها ناحيَة الباب ، ما إن واشَك على فَتحه حَتى قامت بإزاحة قبضتهُ و طالعته " سَتدفع ثَمن هَذا غالِيًا " هَمِست لهُ
ضَحِك جُيون بإستهزاء و أزاح مُقلتيه للناحيَة الأخرى " طيلَة حياتي أدفع ثَمن اخطاء اُناس اُخرى ، دَعيني على الأقل اجرب أن ادفع ثَمن اخطائي " هَمس لها بِهدوء بَعد ان عادَت ملامِحه للسُكون بِشكلٍ مُخيف ، فَتح الباب و أشار للخارج " لا تَحومي حَولي مُجددًا ، لا اُريد ان يَنفضِح أمرِك و إلا "
قَوس شَفتيه بأسَى " إبنك سَيقتُل " هَمِس بصوتٍ مُنخفض عَبث بأعصابِه جَيدًا ، إعتَصرت لورنس قَبضتيها بِغَضب و غادَرت مُسرعَة
أغلَق القائِد الباب لِيتنهد و يُسند رأسِه عليه بِتَعب ، إستدار و لَم يجد ايليزا بالجَناح ، عَقد حاجبيه باحِثًا عَنها بالجِوار " اينَ ذَهبت هذِه ..؟ " سار يَتفقد النافِذَة و إلتف حَول نَفسه " انا هُنا " قالَت و هي تُغادر الحَمام بعدما ضَمدت جُرح يدِها
رَفع كُحليتيه اليها و دَنى مِنها يُمسِك بيدها يَتفقدها " لِما مَسكته بِتلك الطريقة ؟ الجُرح عَميق! " تَحدث بِعتاب كَعِتاب نَظراتِه اللينَة نَحوها ، سُموِّها بَقت على صَمتِها و هي تُشاهِده يَقلق تِجاه جُرحها
" الجُرح الذي في قَلبي أعمق أيها الآسيوي " هَمِسَت لهُ و دَنت منهُ لِتضع يدها على كَتفه و تُسنِد جَبينها عَلى ذَقنه مُحدقَة بياقتِه " عَقلي لا يَكف عن لَوم فُؤادي ، انهُ يُؤذيه ، الجُزء العاقِل مِني يُعاتبني بإستِمرار " نَبست بِصوت مَبحوح ساكِن بَدا عَليه الهَم
رَفع القائِد يَديه و حاوَط بِها ظَهر سُموها يَجذبها اليه " ماذا يُخبِرُكِ عَقلُكِ ؟ " تَحدث و هو يُطالِع الشُموع التي تَحترِق و تَسيل بِبُطئ ، أغَمضت ايليزا عَينيها بِتروٍ و أطلقت تنهيدَة عميقَة مُداعِبَة حَضرته بِسخونَة أنفاسِها " يُخبرني ان عَلى النِهايَة أن تَنتهي بالمَوت "
رَفعت رأسِها اليه تزامُنًا مع إنخفاض خاصتهُ ، وَضعت يدِها وراء عُنقه و تَنقلت بالنَظر بين كُحليتيه التي حَوت بريقًا خَفيفًا كَخاصتِها " ما رأيُك انتَ ؟ " هَمِست و داعَبت خُصيلاتِه السوداء بأصابِعها بِرفق " هل انا السُم الحُلو بالنسبَةِ إليك ..؟ "
إبتَسم جونغكوك بِهدوء و إنخفَض اليها أكثَر حَتى تصادَم أنفيهما " و بَعد أن تَكون تلك هي النِهايَة ، ماذا بَعد ..؟ " هَمِس و أنفاسِه تُداعِب شَفتيها الوردِيَة مُدغدِغًا أسفل مَعدتِها ، سَكتت ايليزا لِوَقت طَويل تُفكِّر في سُؤالِه
" * ماذا بَعد مَوته ..؟ مالذي سَيُبقيني عَلى قَيدِ الحَياة * "
" جونغكوك ، الشَئ الذي يُبقيني على قَيد الحَياة ، هو رَغبتي بِموتِك ، و ان تَحققت تلك الرَغبَة ، مات الشَغفُ بداخلي " تَحدثت بَعد أن اخذَت وقتها بالتَجول وسط أفكارِها ، رَمشت رَمشتين مُتتاليتين و هي تِراقبه يُنصِت اليها بإهتمام " أتعلَم انكَ انسانٌ غَريب ..؟ "
حَرك رأسُه لَها كَي تُعطيه جوابًا لِما قالتهُ مِما جَعلها تبتسِم بِخفوت و بُهتان مُتكلمَّة " أنتَ تَحتوي المرأة التي تُخطط لِقتلك و تُحدثك عنهُ دونَ ان يرتف لكَ جُفن ، تَحتويها بينَ ذِراعيك كأنها المَلاذُ الآمِن " نَبست و اصابِعها تَعبثُ ببطئ بخصيلاتِه الغُرابيَة
جونغكوك سَكت لِوَقتٍ بَسيط يُفكِّر بِسبب هُدوءِه المُفاجِئ و كَيف أعصابِه لم ترتِجف مِن كَلامِها ، فَهو مُرتخٍ و ساكِن كأنَّ شيئًا لن يَحدُث او كأن حَياته ليسَت مُهددَة بالخَطر مَثلاً " لأني ، أثِقُ بِها ، لَم أثق بأحد في حَياتي ، حَتى بِنفسي ، لَكِن اعتقِد اني أثقُ بِهذه المَرأة "
قَطبت الإيطاليَة حواجِبُها بتعجُب و تَبرقََت عينيها بِخفَة " نَحن بِوقتٍ خَطأ فيه ان تَثق بي ، كُل الظُروف ضِدنا ، لِتنجو عَليك حِمايَة نَفسِك فَقط " هَمِست و أشاحَت ابصارِها بَعيدًا تتَذكَر فقامَت بإعادَة انظارِها نَحوهُ بِسُرعَة " لَكِنك قُمتَ بِحمايتي قَبل أن تَحمي نَفسِك "
أبعَد يَديه عَنها و تَنهد مُتمشيًا ناحيَة السَرير فَجلس عَليه و ضمََ يديه الي بَعضهما مُطالِعًا الفَراغ " هُنالك حقائِق انتِ لا تَعرفينها بَعد ايليزا " تَحدث بِهدوء مُتسببًا بِتشتيت أفكار سُموِّها التي ظَلت تُطالع الفراغ امامِها تُفكر
إستدارَت اليه و طالَعته " انتَ كنتَ تَحميني بِقصد ؟ أعني بدون ان تكونَ لك مَشاعِر نَحوي ؟ " دَنت منهُ قارِنَة حاجبيها " ماهي تِلك الحقائِق التي لا أعرِفُها أنا ؟ " هَمِست و إنحنت اليه ماسِكة كِلتا يَديه " قُل لي "
" لا ، لَم يَحِن الوَقت بَعد ، ليسَ انا من يقولها لكِ " تكلَّم نافِيًا و أسنَد يَدِه على وَجنتها ماسِحًا عليها بِرفق " ثُمََ انا لم أحميك ، كانت مُجرد صِدف لا أكثَر "
" ليسَت صِدف ، الكَثير من المَرات كنتَ تَضع نفسك بالخَطر كي تُنقذني ، انظر الي نَفسِك ، غامرت بِمكانتك و أتيت الي هُنا " قالَت ايليزا بإنفعال و ابعدَت يدِه لِتنهض مُبعثرّة شَعرِها بقلق " لم أعُد افهم هل انتَ في صَفي مُنذ البِدايَة ام ضِدي "
" هل انا فقط مُتسرعَة و لم اُحاول فَهم الحِكايَة ؟ " تَمتمت مُقوسَة حاجبيها و هي تُطالِع عُيون القائِد الهادِئة ، إبتسَم جونغكوك بسكون و إستقام من فراشِه " أخبرتُكِ انكِ مُتسرعَة ، انتِ ذات حُكم أولي على الناس دائِمًا "
" منذُ اليَوم الأول في تلك السَفينَة ، حينَما حيمتني مِن قتلِهم لي و رَفضت اخبار الجَميع بأني اميرَة ، لِما لم تَدعهم يَعلمون ؟ " حَدقت بِمُقلتيه بِتساؤل و فُضول جَعله يَقترب و يُحيط كِلتا خَديها بكَفيه " انا لستُ مَلاك حارِس كَما تعتقدين الأن ، كانت مُجرد صِدف ، انا سَئ و أذيتكِ لَكِن رغبتي لم تَكُن موتِك منذُ البِداية ، و هذا لا يَعني اني جَيد ايضًا ! انا لازلتُ سئ كما انا "
بَحلقت في كُحليتيه بِحيرَة و عَقلُها يُخبرها ان هذه الحِكايَة فيها الكَثير من النواقص ، حاوَطت وَجنتيه هي الأخرى و ارتَفعت نَحوه لِتمسح برفقٍ على بشرتِه بإبهاميها مُحركَة رأسها بالنَفي " لستَ سيئًا ، على الأقل بالنِسبة إلي انا ، ألم تَتعب مِن ارتداء هذا القِناع؟ " هَمِسَت
" فعلتُ الكَثير في حياتي ، كُلًّ ماهو سَئ قمتُ بِفعله " هَمس لها لِتبتسم بِحُزن و تَهز أكتافِها " على الأقل ، لولاك انت لَكنتُ ميتَة مُنذ زَمن ، أعني حَتى حينَما قتلتم أفراد عائلتي الحاكِمَة و إخوَتي ، لم اُقتل ، هل مُنذ البدايَة تَعمدت أخذي ؟ " نَبست و لازالت تَستمر بتَحريك اناملها بِدفئ تحت عَينه
" انتِ تَضعين لِنفسك شأنًا كبيرًا لَدي ألا تَعين؟ لِما قد اقصِدُكِ منذ البِداية و انا لا أعرِفك " تَكلََم جونغكوك مُراوِغًا لِيدفع بِحاجبه الي الأعلَى مُراقِبًا مَلامِحها الحَرينة ، هي ثوانٍ و قد قامَت بإحتضانِه بِقوَة لِتحشُر راسها بِعُنقه تُراجِع كُل الأحداث التي جَرت بينهُما مُنذ البِدايَة
قامَ بإحاطَتِها بِدورِه و رَبت بِرفق على ظَهرها " سينيوريتا ايليزابيتا ، ألم تشتاقي لِقصرك؟ " تَحدث بِسكون و بَحة خَفيفة ، أبعدها بِرفق عَنه و مَسك كَتفيها " إذهبي الأن الي جناحِك ، الوقت مُتأخِر و غدًا يَوم حافِل "
إبتعدَت ايليزا عنهُ و حَركت رأسها نَفيًا " لا اُريد العَودة لِمكان ، اودُّ البَقاء هُنا " عاوَدت الدُخول الي حُضنه و حَشرت نَفسها بداخِله أعمَق لِتدفن رأسها برقبته مُتمسكة بِملابِسه " لَم أعد أشعُر بالأمان بأي مَكان أكثَر من حُضنك "
أغلَق جونغكوك جُفونه مُتنفِسًا بِعُمق " ايليزا ، عليكِ العَودة! حالاً ، لا يُمكنك المَبيت لَدي " تَحدث بِصرامَة و دَفعها عنهُ الي الخَلف " هَيا إذهبي ، هيا " أشرًّ لها بأن تُغادر " اساسًا ورائي عَمل و انتِ عطلتني بِما يَكفي عنهُ "
قَطبت حواجِبها بِعدم رِضى و تَكتفت " و ما هو عَملِك هذا؟ " قالَت و هي تُراقبه يسير ناحيَة المَكتب الصغير هُناك ، جونغكوك وَقف عنده و أخذ ورقَة مِن فوقه لِيرفع رأسه نحَوها و يقول بجُمود " ليسَ لأني أعطيتكِ مِساحة مني تبدأين بِحَشر نَفسكِ بُكل شَئ "
تَغلغل الغَضب بِعُروق سُموَّها و أحسَّت بِرغبة بشتمِه لَكِنها سَكتت حينمَا أدرَكت شيئًا ، سُرعان ما عادَت ملامِحها للهدوء و اختفت عُقدة حاجبيها " جونغكوك ؟ انتَ تُصبِح قاسِيًا في كُلِّ مَرَّة تَضعف فيها أمامي " هَمِست
جَلس جونغكوك على الكُرسي هُناك و أخذ ريشَة ليقومَ بِغمرها في الحِبر مُلتزِمًا الصَمت ، مَسكت سُموِّها أطراف فُستانها و حملتهُ بِرفق لِتسير بإتجاه سَريره و تَجلسه بِمُنتصفه ، ضَمت رُكبتيها الي صدرها و أسندَت ذقنها فوقهما مُراقِبَة اياه
بدأ الآسيوي بِكتابة مِرسال بِمَلامح ساكِنَة و هادِئَة لَم تهتز البتَة ، كانت هُنالك بِضعة رياح اتت مِن النافِذَة لِكَون الجو عاصِف بالخارِج و تكادُ المَطر أن تَهطل ، تسَببت تلك النَسمات البارِدّة بَتحرك خُصيلاته الناعِمة و تطايرُها عن جَبينه مُظهرة جَمالِه على أكملِ وَجه
إبتسَمت بِخفَة و هي تتأملَه ، تَشعُر لأول مَرة أنها تُطالعه بِصفاء دونَ أن تَحمِل ضَغينة تِجاهه ، أشاحَت عَينيها بعيدًا و تَحمحمت حينَما لَفتت نظراتها انتباهه و رَفع رأسه اليها ، اماله و قالَ مُمثلاً التفاجُئ " لم أرى أعند مِنك في حياتي "
" لن تُجبرني على الرَحيل ان كانَ كلينا يُريدني ان ابقى " قالَت بإنزعاج و شَهقت بِخفَة حينما إندفع ريحٍ قوي إدى لاطفاء الشُموع بالجَناح ، جونغكوك نَهض و سار باتجاه النافذة يَطِل للخارج " إنها تُمطِر " قالَ بِهدوء و أخذ يقومُ بإغلاقها
إلتفتت ايليزا بٍجُزءها العُلوي تُناظِر ظَهرِه و هو يُغلق النوافِذ و يُعيد اشعال الفوانيس لِيضيئ الجَناح ، تَنهدت بعد ان جَلس مُجددًا على المَكتب فقامَت بإسناد ظَهرِها على السَرير و أغلقت عَينيها بِبُطئ
هي دقائِق و أنهى جونغكوك مِرساله ، ترك الحِبر يَنشف و رَفع رأسُه بإتجاه ايليزا فَوجدها قَد غَطست في النَوم ، نَهض من مكانه و تقدم مِنها لِيجلس بِجانبها و يُمسِك بِخصرها بِرفق حَتى يَجذبها منهُ و يُمددها بشكلٍ كامِل
فَتحت شَهليتيها بتروٍ و نَظرت نَحو الفَراغ حينَما أحَست يديه تَلتفُ حول خاصِرتها ، تَحركت مُندفعة اليه و أسندَت رأسها على صَدرِه لِتغمض جفونِها مُجددًا " إبقَى " هَمِست
أنزَل عينيه اليها و تَنهد مُهمهمًا ، أبعد الغِطاء من أسفلهما و رَفع قدميه ليضعهما فوق الفِراش ، تَمدد على ظَهرِه و أسندَها على صَدرِه لِيخلل أنامِله بُخصيلاتها الشَقراء مُطالِعًا سَقف الغُرفَة بِشُرود
" إن خَيروك ، ان تَكبر و تُصبح مَلِكًا لِمملكتك الأصليَة و هي غوريو أو ان تكونَ على ما أنتَ عليه الان؟ الورير الأعظم لأقوى مملكة بالعالَم ؟ " سألت سُموِّها بعد أن أخذ الصَمت وقته بينهما ، جونغكوك طال سُكوته و هو يُفكر بِسُؤالها يُحاول ايجاد جوابًا مَنطقيًا
" في الواقِع ، انا راضٍ أني من صَنعتُ مكانتي الأن و لَم تصنعها لي السُلالة ، لِذلك اختارُ مكانتي الحاليَة " قال و أنزَل رأسُه اليها حينَما رَفعت خاصتها لهُ " لكنكَ لم تَصلها بِطُرقٍ صَحيحة " نَطقت بهدوء و رَفعت جُزءها العُلوي عنهُ لتعتليه به و يَنسدل شعرها على وجهه
أبعد خُصيلاتها عن عَينيه و ضَحك مُتبسِمًا " اي شَئ بالعالَم بِه سُلطَة و جاه ، لا يُوصَل بطرق نَقية يا أميرَتي " هَمِس لها و جَعلها تُخمن في كَلامه و لَكِن بَدل ان تُجيب على حَديثه إسترسلت قائِلَة " انتَ تضحك كَثيرًا البارِحَة و اليَوم " عاوَدت التَمدد عليه و حَشرت رأسها بِصدره
" الا يُعجبك؟ الضَحك جَميل " قالَ و امسكها ليمددها و يَعتليها مُعلِقًا يديها أعلى رأسها فَنظر بشهليتيها المًوسعَة " انتَ انسان غَريب! إبتعِد عَني " صاحَت بإنفعال و دفعتهُ بصدرها لِتنهض من الفراش بسرعَة " سأذهب "
جَلس جونغكوك و ارجع شعره الي الوراء مُقهقهًا " كانَ علي فِعل ذلك من البِداية لِتهربي! " كَشَّر بملامحه على نَظرتها الغاضِبَة لهُ ، هَرولت ناحيَة الباب و قَبل ان تقومَ بِفتحه تَوقفت مَكانها لِلحظات و هي تُنصت لتسارع دقاتِ قَلبها ، عَضت شَفتيها و إستدارت اليه
رَجعت اليه راكِضَة و أمسكَت بخديه لِتجذبه نَحوها و تُقبلِه ، لٍشدة اندفاعها نحوه سَقط جَسده الي الوراء فقامَت بإعتلاءِه تارِكة لهُ المَجال بَتولي قيادَة ما بدأت بِه ، أسندَت يديها بجانب رأسها لترفَع جَسدها قليلاً عنهُ و تلتقِطُ أنفاسُها
نَظرت بداخِل عَينيه الشاحبِتين و هي تَلهث بَعد ان تركَ لها تورمًا بِشفتيها الوردِيَة " عَلي ان أذهب الأن " هَمِسَت و قَبل أن تَنهض مَسكها من عضدِها و جَذبها اليه " ليسَ بِهذه السُهولَة ! " نَبس بِنبرٍ خَفيف مَبحوح بثَّ قشعريرة بِجسدِها أينما قام بِدفعها للوراء و إعتلاها
إرتَجفت بِخفَة ما إن بدأت يداهُ بِفك الخُيوط التي تَجمع فُستانها عُند صَدرها فإرتخت الأطراف و تَسللت اناملِه لاسقاطِ كَتِف ثوبها مُنزلة اياه على عضدِها المُمتلئ ببطئ و هو يَتحسس بَشرتها
أصبَح تَنفُسِها أثقل و تَبعثرت وَسط ثاني قُبلَة فَلم تَتمكن من إكمال لَثمه و سَقطت عاجِزَة ، فصلتها بِبُطئ و رَفعت رأسِها عاليًا تتنفَس فإذ به يَغتنم الفُرصَة و يَحشر شَفتيه بِعُنقها مُقبلاً نَقاء جِلدِها مُشتمًا عِطرها المُخدِر
**
" هل انتِ مُتأكدة مما سَمعتيه..؟ كَبف سندخُل الي القَصر سيتم قَتلنا " تحدث تايهيونغ هامِسًا بالقُرب من اذن زامير و هو يقف خَلفها مُختبئان خَلف أحد الأشجار مُقابل القَلعة العُثمانيَة
" ان لَم نَدخل سَنخسر القائِد ، سيقتلونَه " هَمِست زامير و التفتت اليه " تايهيونغ انت و انا نَعرِف كم انََ جونغكوك من يَحكم الدَولة و لَيس المَلِك ، ان مات هل تَعلم ماذا سيحلُّ بِنا ..؟ سيحتلوننا و ينتهي أمرُنا جَميعًا " هَمست بقلق قارِنَة حاجبيها
إبتلع تايهيونغ ريقه بخَوف و حرك رأسِه نفيًا " لا اُريد تَخيل الموضوع ، لَكني اُفكر بالمِسكينة التي تركناها مُصابَة بتلك القَرية " نَطق بإنفعال مِما جَعل الفتاة تَضربه بكوعها على بطنه كَي يُغلق فمه " فضحتنا ، اغلق فَمك "
جذبتهُ من يده نَحو مَجموعَة الخَدم الداخِلون تجاه القصر مِن أجل تحضيرات الحَفل ، تمََ تفتيشهم قبل الدُخول و دلفت بِرفقته " انا لا أعتقِد ان الأميرة قد تَتعاون مع السُلطان لأجل قتل القائِد ، انها تُحبه " هَمس اليوناني للفتاة و هو يسيرُ خَلفها و يُحاول ايجاد تفسيرًا منطقيًا في عَقله
زامير غَضبت مِن كَلامه و إلتفتت لهُ " إن جَلبت سيرتها مُجددًا سأقوم بِقتلك قبل أن يُقتل اي أحد هُنا " أشارت لهُ بتهديد لِتقرن حاجبيها ما ان رأت ملامح اليوناني المَصدومة " ا..انظري ، انه ذاك المجنون حفيد تلك الجَدة ، الذي توعد بقتل القائِد " أشار على التُركي الذي يكون أخ تيسا
أنزلت لهُ زامير يدِه بغضب " تَوقف عن التأشير سَنفضح " إستدارَت تُناظِر ذاكَ الشاب الذي بالفِعل لَمح تايهيونغ حينما أشر نَحوه " انه هو! عَلينا به قبل ان يَفعل لنا فَضيحة " هسهست و أخذت تُحاول تَخطي الواقفون أمامها و دَفعهم
حَمل الشاب نَفسه و هَرب مُسرِعًا ليختبئ بينَ الحَشد بينَما راحَ كُل من تايهيونغ و زامير يبحثونَ عنهُ قبل ان يتمَّ ترتيبهم من قِبل المسؤولين
**
- اليومُ التالي -
كانَ القَصرُ العُثماني مليئ بالتَجهيزات للإحتفال بمولِد ولي العَهد ، السُلطانَة لورنَس كانت في جَناحِها تُراقِب إبنها و هُم يَقومون بِتجهيزِه فَهو أولى بالسُلطة من ابناء عمه السُلطان فقد كان أبيه الراحِل الحاكم و لِصغره سِنه فعمِه الان نائُبًا عنهُ
تَتذكر كَلِمات جونغكوك ليلَة البارِحَة و كَم بدَى مَهجورًا من مَشاعر الإنسانيَة جَميعها ، زَفرت بِحنق و دَنت من ابنها لِتمسك خَديه و تُقبل جبينه بِحُب " ابني يَكبرُ جَيدًا " هَمِست لِيبتسم الصَغير و يُنظر بعينيها " هَل سيكونُ أبي فخورًا بي؟ " نَطق بفضول
اومأت لهُ والدته و انحنت تُقبل وجنته برفق " سيكونُ يا حبيبي " قالت بابتسامَة و الدُموع تملئ عَينيها " لا تَبكي يا أمي ، انا سأقوم بِقطع رأس ذلك الذي قام بِقتل والدي أعدِك ! " نَطق الصَغير بِغَضب و قام بشد قَبضتيه
" * تُرى حينَما تُدرك انه والِدك ، هل سَتلموني يا بُني ؟ * " تَنهدت بِقهر و إحتضنته اليها تَمسحُ على شَعرِه " * جونغكوك لا يهمه سِوا نَفسه فحسب ، لا اعلم كَيف وقعتُ بحبه و سَلمتُ نفسي اليه بِتلك السُهولَة * "
•••
زامير و تايهيونغ كان كُل منهما يَهتمُ بأمور الترتيبات المختصَّة بالحَفل ، اليوناني كانَ يتهرب مِن غَزل الفَتيات بِه فقد كانَ بطبعِه جَذابًا و كُلَّما رأته امراة مارَّة من الضُيوف توقفِه و تَقترب تسأل عنهُ
" ماهذا المَوقف البَشع ، هل انا وسيم لِهذه الدرجة ؟ " تمتم بَعدما وَقف بالمَمر يتأمل نَفسه بالمرآه الموضوعة بالمنتصف هُناك ، لَمح طَيف زامير تقف خلفه و تَصفعه على مؤخرة رأسه " مالذي تقومُ بفعله ايها الغبي؟ شَوهت جوهر المرآه بشكلك القبيح "
تأوه بتألم و دلك عُنقه بِغضب ليستَدير لَها " اسمعي دَعينت نَحترم بَعضنا خلال هَذه الساعات ، قد نموت اليَوم و قد نفترق مجددًا حينما نعود لعملنا ، دعينا مُحترمين " أشرَّ عليها لِتدحرج عَينيها بملل و تدفعه عن المرآه مُعدلة خصيلاتها الشقراء الطَويلة
" بعد إذنك ..؟ هل انتَ أمير من احد الممالٍك ؟ " تَحدثت أحد أميرات الدُول المجاورَة بعد أن وَقفت خَلف تايهيونغ ، اليوناني أغلَق عينيه بإنزعاج و إلتفت ناحيتها " كلا! انا مُجرد خادٍم هُنا ! " قال بهدوء
تبرقَّت عيون الاميرَة بصدمَة " مُستحيل! أيعقُل؟ جَمال رُباني كَهذا مُجرد خادِم ؟ " إقترَبت حَتى تلمِس وَجهه و قَبل ان تَفعل جذبتهُ زامير معها بٍسُرعَة وراءِها " وراءنا عمل عُذرًا " دَفعته للسير امامها و همست له " ان بقيتَ تحوم حول الفتيات سيتزوجون بِك الليلَة "
تَنهد تايهيونغ متذمِرًا " انهُ ليس ذَنبي اني خُلقت وسيمًا و جذابًا ، جينات والداي لا تَمزح " تمتم لترفع زامير فستانها و تركله على ساقه " مدحناك قليلاً ستبدأ متكبرًا ، ليسَ هكذا يا رَجل " إستدار لها و ناظرها " بالمُناسبة ، انها اول مرة لي اراكِ فيها اُنثى! "
حَدق بها و بفستانها و ميََل راسه مُتعجبًا " اول مَرة تلبسين فُستان؟ لكنكِ جَميلة! " إبتسم بِلباقَة جَعلت مِن خَديها تتورد ، تَحمحمت و دفعتهُ من طريقها و تخطته " لنلتهي بعملنا فقط "
دلك تايهيونغ رأسه و لَمح امراة قادِمة نَحوه ، تَوسعت عَينيه و هرب مُسرِعًا قبل ان تُمسكه ، في حين أنَّ زامير توجهت نحو أروِقَة الأجنحة تُحاول هُنالك البَحث عن جناح جونغكوك
ايليزابيتا كانت في جناحِها تقومُ بإرتداء إكسسواراتِها بعد أن لَبست فُستانها و تَجهزت بالفِعل ، كانت تُفكِّر بإستمرار بالذي قَد يُقدم السُلطان عَلى فِعله بعد أخِر إتفاق بينهُما " كَيف اخبره أن يَتراجَع ..؟ " هَمِست
في طَريق زامير نحو جَناح جونغكوك تلقتها جارِيَة تَحمل زُجاجة عٍطر ، أعطتها ذلك العِطر و قالَت " هل يُمكنك ايصالٍه الي جناح الأميرة ايليزابيتا ؟ انهُ هَدية من السُلطان " قَرنت زامير حاجِبيها و مَسكت الزُجاجة " اين هو جناحُ الاميرَة ..؟ "
" سُموك سيتم إرسال زجاجة عِطر خاصَّة بك من السُلطان الليلَة " قالَت إحدى الجواري و هي تُعدِّل تاج الأميرَة المُبتسمَة " أتعرفين ان هُنالك الكَثير من ملوك و اُمراء الممالك الأخرى اتوا اليَوم للحفل فَقط لِيرونك "
دَخلت زامير بِتلك الأثناء للداخِل و إنحنَت فَلم تقم سُموِّها بِمُلاحظتها " لا أهتم حقًا بِهُم ! أعني هُم ليسوا مهمين بالنسبة لي " هَزت كَتفيها و إنتشلت الجارية العِطر من زامير التي مَدتهُ لَها
" أرى ان القائِد الوسيم جُيون مُهتم لأمرِك كذلك ، الجَميع يتهامس انهُ مُغرم بِك ، حيثُ انه قال للسُلطان انكِ تخصينه و لا تخصين الملك " تَحدثت الجارِيَة و هي تُوزع العِطر حول رَقبة الايطاليَة و صَدرها بينَما اليونانية خَلفها تستمِع و تعتصِر قَبضتها بِغَضب
" إنها مُجرد اشاعات ، تَعلمين لا يُمكن ان يضع مُجرد خادِم عيونه على أميرَة و الا عقابٍه سيكون القتل " قالَت ايليزابيتا و هي ترتدي خاتَمها ثُمَّ نَهضت من مَكانها مُطالعة طَلتها بإبتسامَة
إلتفتت و قَرنت حاجبيها حينَما رأت زامير ، رأت انها تَحملُ مَلامِحًا مألوفَة فإقتربَت منها " من أينَ انتِ ..؟ " تَحدثت بهدوء فقامت زامير بِتغيير نبرةَ صوتِها و نَطقت بصوتٍ مُنخفض إنثوي " من روسيا سُموك "
رَفعت ايليزا حاجِبها بتعجب و همهمت " انتِ جَميلة حَقًا! لم تَلفت انتباهي فتاة مِن قَبل " تجاوزَتها و غادرَت الجَناح تارِكة اليونانيَة خَلفها
أطلقت زامير انفاسِها التي كَتمتها مُطولاً و تَنهدت " هَذِه الشيطانَة! و تَقولُ عنه بكلِّ وقاحَة خادِم! من تَظُّن نَفسها " هَسهست و غادَرت الجَناح مُسرعة
" ليو ، انتَ تعرِف عملك صَحيح ..؟ " تَحدث جونغكوك و هو يَرتدي سُترته أمام المِرآه مُنتظِرًا جَواب المُلازم الواقِف خَلفه " نَعم ، لَكِن هل انت مُتأكد ؟ "
إستدار القائِد اليه و تقدَم منه " لا أحد أستطيع أن أئتمنهُ عَليها غَيرك " قال بَعدما وَضع يدِه على كَتِفه " خالي سَيصل قريبًا الي هُنا ، ألا تَرى انهُ من الأفضل أن تُبحر مَعنا ؟ " قال ليو و نظر نحو يَد جونغكوك
" انا لا يُمكن ان اتحرَك من هُنا ، كُل تحركاتي مُراقَبة ، ابتداءًا من افطار صباح اليَوم لأخر لَحظةِ بالحَفل " إستطرد القائِد قائِلاً و هو يَتجه نَحو المَكتب و يأخذ الخاتِم من عَليه ، قامَ بارتداءه و رَفع مُقلتيه تجاه المُلازِم
" هل انت مُتأكد ؟ الستَ خائِفًا ؟ " قالَ ليو و ازدادت عُقدة حواجِبه بينما يُطالع جونغكوك الذي تَبسم " ليو انتَ قَررت أن تترك مَملكتك الأم و بَدل ان تكون وليًا للعهد جئت لتتدرب لَدي بِمملكة خالِك ، لِما ..؟ "
سَكت المُلازم لِوقت طَويل ثُمََ رفع ابصارِه الي الآسيوي مُتحدثًا " في الواقِع ، أردتُ ان اتعلم الكَثير منك ، و لم أندم يومًا عن قراري " إبتسم و حرك رأسه ايجابًا " علمتُ أجابة سؤالي ، سَتكون بخير حتمًا "
سارَ جونغكوك ناحيَة المرآه و طالع نَفسه بِهدوء " سأكون إن اردت أن اكون ، لَكِن ان لَم اُرد ، فَذلك جوابٌ أخر " هَمس و وَضع يداهُ في جيوبِ بِنطاله
قَبل أن يَتحدث الملازِم سَمع كليهما صوت طرق الباب فأمر جونغكوك بالدُخول ، دَخل حارِسًا و قال " السُلطان يحتاج الامير في جناحِه ، و يُعلم حَضرة الوزير ان مراسِم الحَفل قد بدأت حتى تَتوجه نحو القاعَة "
اومئ جونغكوك برأسِه مُتفهمًا و غادَر ليو بِرفقة الحارس ناحيَة جناح السُلطان و هو يُفكر ، كانت ايليزا تُغادره فإلتقت بذا العَينين الزرقاوَتين مِما جَعلها تبتسِم حال رؤيته " ليو! "
بَحلق فيها أندرو بإنبهار مِن طَلتها و افرقَ بينَ شَفتيه بإعجاب " اوه .. ايليزا ؟ ماهذا الجَمالُ كله يا فَتاة ! سَيتعارمُ عليكِ الخُطاب " مَسك بيدِها و قبَّل ظاهرِها لِتقهقه هي بِخفة و تغمِز لهُ " كَما انهُ علينا ان نُزوجِك جَميلة من فتيات الليلَة " سُرعان ما إحمََرت وجنتان المُلازم الذي تحنحن " لأدخل ارى مالذي يُريده السُلطان "
أفسحَت لهُ المَجال بإبتسامَة و حال ان دَخل حَتى تَنهدت " أخبرني انهُ لن يَفعل شيئًا ، ذلك مُطمئن " هَمِست و سارَت تجاه القاعَة و هي تقوم بِحك رقبتها بإستمرار " تُرى مالذي علي فِعله الان ..؟ "
تَوقفت بالمَمر ما إن بدأت تَشعُر بالدُوار فَمسكت بالجِدار قارِنَة حاجِبيها ماسكة رأسها " مالذي يَحدُث؟ " هَمِست و رَفعت عُيونِها بِتروٍ تُراقِب الحَرس الواقِفون أمام جَناح جونغكوك
راقَبت ثيابِهم السَوداء و إنقبَض قلبُها مُبتلعة ريقها " * لستُ مُرتاحَة لِهذا * " شَدت قَبضتها و تتَبعت خُروج جونغكوك من جَناحه و وقوفه أمام الحَرس
إبتسَم بِجانبيَة " لِهذه الدرجَة انا اُخيف سُلطانِكم ..؟ ليسَ لدي سِلاح حَتى " رَمقهم بِسخط مِن الأسفل الي الأعلَى ثُمََ أعلى بَصيرتِه لِتسقُط عَلى سُموِّها التي تَبعًد عنهُ أمتار ، أقترنت حواجِبه بخفَة و إنزعَج من مَظهرها الذي بَدا جَميلاً خارِقًا للعادَة ، أي ان أعيُن الرِجال لن تَرحمها
وَضع يداه في جَيبه و حَرك رأسُه اليها كَتحيَة فبادلتهُ اياها بعدَما اعتدلت بوقفتها مُهديَة اياهُ بسمةٍ واثِقَة ، تايهيونغ كانَ سيمُر من امامهما لَكن زامير سَحبتهُ مُسرِعًا من ذراعه و أعادتهُ خَلف العامود بجانبها " انه القائِد هُناك "
حَدق اليوناني بالقائِد الذي تَحرك مُتمشيًا بِرفقة الحَرس ثُمََ طالع زامير " ماذا سَنفعل الان ، لَقد ذَهب معهم " هَمِس ليرفع بصرِه ناحية ايليزا " انها الاميرَة ! " تَوسعت عيناه فقرصتهُ الفتاة بغضب " قلت لا تَجلب سيرتها "
تَحركت زامير مُسرِعَة وراء الحَرس أما عن تايهيونغ فما ان رَغب بلحاقها حَتى رأى جَسد الأميرَة يَميل ناحيَة الأرض فأسرع مُهرولاً لها و مَسكها بينَ يديه قَبل ان تَسقُط مُغمًا عَليها
وَقعت بينَ يدانِ الجُندي الذي ناظَرها بِقلق فقامَت بالنَظر داخِل بُندقتيه و تَفتلت داخلهُما هامِسَة " السُم ، الوردي ، الحُلو " أغلَقت جفونِها بِبطئ و اغمى عَليها ، توَسعت عينانِ تايهيونغ و قام بِحملها بِسُرعَة " سُموك ، هل انتِ بخير ؟ " نَظر الي الجِوار و رَكض بها ناحيَة جناحِها
جونغكوك سارَ بِرفقة الحَرس و هو يُفكِّر بينَما يَتحسس الخنجر الذي يَغرسهُ أسفل ساعدِه و يربِطه بٍحزام هُناك " * سَنرى كَيف سَتنتقم مني أيها السُلطان ، جِئتُكَ بِمفُردي في مَملكتكَ و أرضِك * "
تَوقف عن السَير ببغتةً ما إن أحسَّ بأصوات خُطوات خَلفه ، إستدار و طالَع الحَرس فعقد حاجبيه و سار ناحيتهم فإبتعدوا عن طريقه و ظَهرت زامير التي وقفت بسرعَة عن الهرولَة و ناظرتهُ بِصدمَة
إزدادت عُقدة حاجِبيه و دَفع بإحدهما الي الأعلى لِيرمقها الي من الأسفلِ الي الأعلى مُندهِشًا مِن طَلتها ، لطالَما اعتاد على رؤيتها قاسيَة المَظهر ، بشكلٍ ما هي ناعِمَة و اُنثوية اليَوم " هل هُنالك خَطب ؟ " إسترسل بِهدوء فإبتلعت هي ريقها و تَقدمت منه
" لَ..لقد و..وصلت لك هذه الرِسالة " نَطقت بِصوت مُنخفض و هي تَتقدم منهُ فقام أحد الحَرس بِمنعها بسيفه الذي صَوبه على عنقها و اعادها الي الوراء
إبتلعت ريقها و ناظرت القائِد الذي انزل لهُ يده و قال " هَذِه وقاحَة ، ليسَ لديك الحَق برفع سيفِك على النِساء " إنحنَى الحارِس و نَطق " أسف حضرة القائِد " اشاحَ جونغكوك عَينيه عنهُ و طالع زاميز " إنتظروني هُنا "
سار على جَنب و أشرًّ لها أن تَقترِب فَقامت بِلحاقه ، لَحقتهُ و وقفت امامهُ " من الجَيد انك حَي ، الجَميع يعتقد انكَ ميت في البَلد " هَمست لهُ ليهمهم و يُجرك رأسه مومئًا " مالذي جلبكِ الي هُنا ؟ و ما هَذا الشَكل البَشع لا يليقُ عليك "
نَظرت الي نَفسها ثُمََ طالعته مُتحمحمة " ايًا كان ، اتيتُ لاخبرك انهم سيقومون بِمحاولة قتلكَ اليَوم ، علينا انقاذِك و الفِرار " همست لهُ و نَظرت للجوار تَبحث عن تايهيونغ " أتيتِ بِمفردكِ ؟ " سأل القائِد و رَفع ابصارِه يَتفقد الأنحاء
" أتيتُ و معي تايهيونغ ، لقد كان خَلفي لا أعلم اينَ ذَهب " هَمست لهُ و عاودَت النظر لهُ فاومئ لها " بأقرب فُرصة تَحملان أنفسكما و تُغادِران المكان ، حالاً كي لا أغضَب " هَمِس و رَبت على رأسها
قَبل أن تنطق بِحرف تخطاها و اتمَّ سيرهُ مع الحَرس للداخِل ، شدًّت قبضتيها بِغضب و ركلت الأرض شاتِمَة تحت انفاسها ، سَمعت صوت صُراخ تايهيونغ الذي يركض من خَلفها فقامت بالألتفات لهُ و صرَخت بوجهه " اينَ كنتَ ايها الغبي ؟؟؟؟؟ "
وَقف الجُندي امامها و هو يَلهث بِملامحه المُحمرًَة من الرَكض " الأميرَة اُغمى عَليها و بينَما انا اُمسكها قالت لي ، سُم ، وردي ، حُلو " قال و التقط نَفسه
قَرنت زامير حاجبيها بعدمِ فَهم و نطقت بغضب " ماهذا الهراء و الكَلام التاف... ل..لحظة! " صَمتت ما إن تَذكرت الكَعكة الوردية التي بالمَطبخ
تَوسعت عينيها و أشارَت عليه " سُم ! بالحَلويات! "
إبتلع تايهيونغ ريقه " هل سيسممون كامل من في الحَفل؟ هذا هُراء " قال نافيًا لتردف زامير و هي تسيرُ مبتعدة عنهُ " لَقد صُنعت الكعكة تلك خصيصًا لهُ هو " صاحَت و هَرولت تِجاه المَطبخ
" ان كُتب لي ان اموت هُنا الليلَة ، لِتمت يوجين ايضًا " تمتمت و قامَ بلحاق الأخرى مُتذمرًا
جَلس جونغكوك بِمكانه الذي خُصص لهُ بالحَفل بعدما ان قامَ بِتحية السُلطان ، كانَت أعيُن المُلوك و الامراء مِن الدُول الاخرى تراقِب تَحركاتِه ، أهذا هو الذي يُخيف كُل المماليك ؟ ألا يَبدوا أوسم و أصغر مِن كونِه وَحشًا مُخيفًا ..؟
تَفتل بِكحليتيه بينَ الحًضور يَبحث عن ايليزا لَعلَّها تَصِلُ قَريبًا لَكِنها لم تأتي بَعد ، إشتاقَ لرؤيتها رُغمََ انهُ ودعها فَقط صباحًا و رافقها الي جناحِها بعد ان تناولا الإفطار سَويًا بِرفقة العائلة الحاكِمَة
قُدِّم لهُ العَصير فقامَ بإنتشالِه بإبتسامَة بارِدَة و قَربهُ من شَفتيه بينَما يُطالع السُلطان بِعُيون نِسريَة ثاقِبَة ، الجَميع بدا مُتوتِرًا و خائِفًا لشدَة هُدوء القائِد ، كَما لو انهُ قُنبلةً موقوتَة على وَشكِ الإنفجار
حينَما أشاح السُلطان أعينهُ جانبًا قامَ جونغكوك بِسكب العَصير بمنتصف النبتة التي بِجانبه و تركَ الكأس على الطاولة مُبتسمًا " كَم سأنتظِر ، بدأت اشعُر بالمَلل " هَمِس و اخذ يُلاعب أصابِعه و يَتفقد الجَميع بنسريتيه
" اني لا أجِد ايليزا في أي مكان " أتاه هَمس من خَلفه جَعله يعقد حاجبيه فالتفت برأسه و رأى ليو واقِف و مَلامح القلق على وجهه " اليست بجناحِها ؟ " نَطق القائد بتساؤل لينفي أندرو للجهتين " لقد وَجدتُ زجاجة عِطر مُسممَة هناك و حتمًا لقد وَضعت منها "
تَوسعت عُيون جونغكوك " و هل بَحثت عنها جيدًا ؟ لا تَجعلني أفقد اعصابي و تفشل خُطتي " هسهس و نهض ليمسك الملازم من ذراعه و يقربه منه " بحثت جيدًا ؟ " اعتصر عِضده بغضب
حَرَّك ليو رأسه بالإيجاب مُبتلِعًا ريقَه " بحثتُ جيدًا و لم أجد لها أثرًا ، سألت الجواري قُلن انه اخر مَرََة رأوها كانت مُغما عَليها و أحد الخَدمة يَحملها و يَركض بها " همس لهُ و إبتسم بتكلف حينما ناظرهُ السُلطان
نَظر جونغكوك نَحو السُلطان و إبتسم بدوره ثُمََ طالع أندرو مُجددًا " و من يَكون هذا الخادِم ؟ " هسهس ليحرك الملازم رأسه نفيًا " صدقني لا أعلمُ شيئًا ، بحثتُ عنهُ و لم أجده " إعتصَر القائِد قبضتيه و قد بدأ يتعرق " و كيف وصل السُم لزجاجة العِطر ؟ " تَحدث بينما يَفتح زِرًا من قميصه
" العِطر كان هديةً من السُلطان " تَحدث الأمير و حَرك رأسه بابتسامَة للضيف الذي قامَ بتحيته " اذًا ، السُلطان لهُ يد بالأمر " هسهس و طالع المُلازم " انا لَن أسكُت عن هَذا ، صَدقني ان لُمست شَعرة مِنها سأهدم القَصر فَوق رأسِه "
مَسكه أندرو من ذراعه قَبل ان يتحرك و قال " انتظَر قليلاً ، انت سَتفسد الخُطة ، سأذهب انا للبحث عَنها انت ابق... " قَبل ان يُنهي حَديثَه جَذب جونغكوك عِضده عنهُ بعنف " وَصلتُ اخري اني انتظرت هاتان الثانيتين "
فَتحت ايليزا عُيونها بِبُطئ فإذ بِها تَشعُر بِكومٍ من القَش يُحيطُها و رائِحة غَير مُحببة تحومُ حَولها ، قَرنت حواجبها و مَسكت رأسها بِصداع " إلهي رأسي ، ماهذا؟ اين انا ؟ جونغكوك ؟ " نَظرت للجوار و انتفضت
كانت في عَربة يَتمُّ فيها نَقل الأحصنَة المُصابَة ، و تلكَ العَربة بدأت تتحرك بالفِعل ، نَظرت للجوار بفزع و دنت من باب العَربة تُحاول فَتحه الي أنهُ مُقفل بإحكام " ماهذا!!!! مالذي يَحدث ، اين انا ..؟؟؟؟ " طَرقت على الباب بقوة و هي تَصرُخ
إقتربت تُحاول النَظر مِن النافِذَة فَوجدت أنوار القَصر تبتعِد عنَها رويدًا رويدًا " ماهذا ..؟ ايعقل ان جونغكوك سيأخذني بعيدًا ؟ " هَمِست و دَنت لجهة السائق لتقوم بالطرق ضِده " من هُناك ؟ ماذا يَحدُث هنا ، اين انا اين جونغكوك ؟ " صَرخت
رُغم مُحاولاتِها العَديدة بالصُراخ لَم يأتِها جَواب ، تسارَعت نبضاتها بِعنف و إرتفع هُرمون الخَوف بِجسمِها فأخذت ترتجِف و تَركل الباب بِقدميها بعنف حَتى واشَكت على كَسرِه " إفتح لَعنة هَذا الباب " صاحَت
ببغتةٍ تَوقفت العَربة عن السَير و لَم تتوقف الأميرَة عن رَكل الباب بِقدميها تكادُ تَكسر القُفل ، ثوانٍ و يُفتح الباب و ظَهر من خَلفِه رَجل في مُنتصف الأربعين ذا لِحيَة مُتوسطَة الحَجم مُبيض مُنتصفها ، كانَ الظلام حالِك و يَحملُ في يَدِه فانوسًا يضيئ به العُتمة
" م..من من انت؟ " قالَت بقلق و نظرت خَلفه لتدلك رقبتها بتوتر " اين جونغكوك ..؟ اين هو؟ مالذي افعلهُ انا هنا !! " صرخت بِوجهه حينَما لم يُجبها و حاولت النزول فقام هو بوضع الفانوس فوق العربة و دنى يُمسكها من يديها " الي اين تخالين نَفسكِ ذاهِبَة ..؟ "
" هل تَعلم من أكون ايها السافِل ؟ بأي حَق تجرؤ على امساكي بِهذا الشَكل ؟ من تكون انت ؟؟؟ " صَرخت بِوجهه و ركلته على قضيبه بِعنف حَتى سَقط الي الخَلف مِن شِدة ضَربتها ، قفزت من العَربة و حَملت فُستانها لِتركض بِسرعة بعيدًا " لا اُصدِق من يكون هذا المجنون "
صَرخ الرَجُل بِتوجع و نَظر الي ظهرها و هو واقِعٌ أرضًا ، هسهس بِغَضب و نَهض لِيهروا خَلفها و يِمسكها من شعرها الطَويل فَجذبها منه بِعنف " يا قليلَة الأدب ، كَيف تَجرؤين عَلى ضَرب زَوجك بِتلك الطريقَة ؟؟ " صَاح بِوجهها و هي تتلوى بينَ يده التي تنتف خُصيلاتها بتألم " اُترك شَعري ايها الحُثالة ، التي أمامك أميرَة لستُ جارِيَة أتسمع "
حاوَلت ضَربه بيدِه لَكنهُ قام بإمساك يدِها و صفعها بِعنف على وجهها حَتى سَقطت على الأرض و أدمت شَفتها السُفلى " أعلم انكِ اميرَة ، و لم تعودي كَذلك ، السُلطان قامَ ببعيكِ لي و زوجني إياك " أشارَ عليها
عَقدت ايليزا حاجبيها تُحاول استيعاب ألم الضَربة أم كَلِماته التي أبت الدُخول الي عَقلِها ، رَمشت بِعدم فَهم و همست " جو..جونغكوك ؟ "
" جونغكوك خاصتك ذاك ، مات ، قَتلوه و انتهى أمرٍه و انتِ المُشاركة بالجَريمة " هسهس و إنحنى ماسِكًا اياها من ذراعها " و الأن ان اسمعتني صوتِك سَترين مالا يُعجبك ، تحركِ امامي " جَذبها مِن عضدها بِعنف
حَركت رأسِها نَفيًا " مات ؟ ما مَعنى مات هذه؟ اترك لعنتي " صرخت و إنحنت لِتحمل حَجرة و تضربه بها عَلى رأسِه حَتى أدمى ، أفلتها صارِخًا بِوجع فأنسحبت منهُ و هَربت مًبتعدَة تجاه القَصر " ما مَعنى ذلك ؟ ق..قتلوه؟ م..مات ؟ م..من مات؟ "
" جونغكوك انا برائي ان تتمهل " هَمس لهُ اندرو بقلق و تفتل بعينيه على الحَرس الذين يُحيطون القاعَة ، ضَغط القائِد قبضتهُ بغضب و سار مُبتعِدًا ناحيَة المَخرج مُهرولاً مِما جَعل الكُل يُحوِّل نَظراتهم اليه
قَبل ان يَخطوا خُطوَّة للخارِج قاموا الحَرس بِسحب أسيفِهم و توجيهها نَحوه ، أربَعة جنود أمامِه كُل منهم يُؤشر اليه بسيفه ، عَقد حاجبيه و ضَحك بإستهزاء ليستدير ناحية السُلطان " ماهذا الأن ؟ أتمزح معي ؟ أم انك تودُ اللعب على الطريقَة الوَعِرَة ؟ "
نَهض السُلطان مُراد مِن عَرشِه مُبتسِمًا و شابك يداهُ خَلف ظَهرِه " تعتقِد انكَ سَتُغادر بهذه السُهولَة ..؟ الخُروج ليسَ كالدُخول حَضرة الوزير الأعظم " نَطق بِهدوء و نَبرة صارِمَة ، أندرو توتر و أخذ يُدلك خلف عُنقه
" أينَ ايليزابيتا ..؟ " وَجه سُوأله مُباشرةً ناحيته و بِداخله شُعور بَشعٍ يتكاثَر كُلمَّا ازداد الوَقت عليه بعيدًا عن الإجابَة " عَشيقتِك ؟ " نَطق السُلطان ساخِرًا ليغلق القائِد اعيُنه بنفاذ صَبر و قد بدا جسدِه يَرتعش
دخلا زامير و تايهيونغ الي القاعَة من الباب الخَلفي و هما يَحملان صينية العَصير " مالذي يَحدُث ؟ " هَمِست ليهز الجندي أكتافه بِعدم عِلم " تعالي نَرى " تَقدما للأمام حَتى يُقدمون العَصير للضيوف
تَوقف كليهما عن السَير ما إن وجدا جونغكوك بالمُنتصف و الحَرس يُحيطونه بالأسيُف ، إتَسعت اعيُن كليهما و نظرا الي بعضهما سَريعًا
" أنت تَعرف جَيدًا أن مَصير دولتك بيدي ، إن مًسَّت شعرةً مِنها سَتنهدم دولتك فوقَ رأسِك ، و انتَ تَعرِف جَيدًا ان غَضبي لا يَرحم سواء ظالِم او مَظلوم ، صَدقني سَتندم ان كانت لك يد باختفاءها " هسهس جونغكوك بِنبرةٍ بثت الرُعب بقلوب الحاضِرين ليكوِّر يَديه بِغَضب
" تَعتقِد انك في وَضع يسمحُ لك بالتَهديد جُيون ؟ " تَحدث السُلطان مُستهزِئًا لِيُشير لبقية الحَرس ان يَدنوا منهُ " انتَ اتيتَ لِنهايتك بِقدميك ! " هسهس
أغمَض جونغكوك عيونِه يَتنفس بِهدوء ثُمًَ فتحهما ليضع يديه بِجيوبه و يَتحدث بهدوء " لأنك عَجزت عن هزيمتي في الحَرب ، عجزتَ عن مُبارزتي كَرجل تأتي تَتمرجل الأن بتاجِك ..؟ الأنثَى أرجل منك يا ذَكر " رَمقهُ بإستهزاء و سَخر ليشد السُلطان قبضتهُ بِغضب و يسحب سيفه فاقترب منهُ بسرعَة و وجهه على عُنقه " كيف تَجرؤ ؟ الذي امامك يكونُ السُلطان " هسهس
طالعهُ جونغكوك ببرود " ايليزا ، اينَ هي " صرَّ على لسانِه و رفع رأسه أثر ضَغط السُلطان على رقبته بالسيف حَتى أدمَت " برائي فَكر بكلماتٍك الأخيرَة بدلاً من التَفكير بإمرأة هَربت و تركتك تُصارِع موتك " نَطق السُلطان بجمود و جَذب سيفه الذي قطَّر بِدم القائِد
لعق جونغكوك شَفته و لَمس عنقه الدامي فَحدق باصابِعه " ارأيت هذا الدم..؟ ستدفع ثمنهُ غالِيًا " رَكل له يدهُ بعنف فارتفع سيفه عاليًا و انتشلهُ القائِد منهُ و حملهُ ليوجه به على السُلطان
إقترب منهُ الجنود مسرعين بأسيفهم و إجتمعوا من حَوله مُكونين دائِرَة عَليه فصرخ الوزير " أنزل السيف حالاً و ألا سنضطر لِقتلك " إبتسم جونغكوك بإستهزاء و ناظرهم " أروني كيف ستقتلوني! من قال اني خائِف من المَوت ؟ " طالع السُلطان و اعاد لهُ سيفه ليضع يده بجيبه مُجددًا " سَتُجيب او ..؟ "
ثوانٍ و إذ بسيفِ يُغرس بِمنتصف ظَهر القائِد كاد أن يَخترِق قَلبه
تَوسَعت كُحليتيه التي تُبحلق مُباشرةً بِعيون مُراد المُنصدِم
لَم يَكُن أي مِن المُتواجدين يَتوقع غارِس السيف البتََة ، كانَ صادِمًا
{ كُلَّما ضَحكَ قَلبي لكِ ، مالَت الدُنيا عَلي }
•••
مرحبًا ♥️✨
تشابتر طَويل تعويض عن الغياب
كيف حالكم ؟
تحبون التشابتر الطويل زي كده ؟
مارأيكم به ..؟
الاحداث ..؟
جونغكوك و ايليزا ..؟
شخصية جونغكوك المميزة مع ايليزا ..؟
حقارته مع لورنس ..؟
تتوقعوا مين اللي ضرب جونغكوك بالسيف ..؟
توقعاتكم للقادم ..؟؟
اهتموا بأنفسكم ، اراكم بالقادِم ♥️✨
•••
.
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top