هواجِس العِشق • 23 •
هواجِس العِشق || جُيون جونغكوك
اهلاً بكُم في الجُزء الثالِث و العِشرون من مَخاوِف الحُب 🤍💫
يُسعدني ان تُصوتوا للتشابتر و تُعطوه تعليقًا بَهيًا يُشبِهكم 🐣❤️
لِنبدأ 🤍
•••
وَعت أميرُتنا مِن نومِها عَلى صَوتِ فَتح النافِذَة بِعُنفٍ من قِبل الرِياح شَديدة السُرعَة عاليَة الصَوت ، إنتَفضت بِخفة و نَظرت حولِها تَسترجعُ ذكريات تواجُدها هُنا " نمتُ بالمَكتبة ! آه تبًا " نَهضت و حَملت تلك الرِوايَة فَوقعت عُيونِها علَى نَصٍ عَبث بِعقلِها
" هَلكَ قَلبي شَوقًا لِعَينيك لَكِن الكِبرياء يَنهشُ عَقلي أكَثر "
زَفرت نَفسًا ضاقَ في صَدرِها و اغلقت الكِتاب مُدحرجة عَينيها للرفوف ، سارَت تُرتِب الكُتب هُناك ثُمَّ غادَرت المَكتبة مُطالِعَة المَمر بِشرود و سَهوٍ إستَهلك أفكارًا كَثيرَة
تَذكرَّت لورَنس و حَديثِها بشأن ذَلِك الحُب .. تَوقفت عن السَير و دَلكت جبينِها " لِما اُفكِّر بِكلامِها كَثيرًا ..؟ مالذي يَهُمني انا ! لا أفهَم " خَللت اناملٍها في شَعرِها و بَعثرتهُ بإنزعاج " ساذهب اسألها .. "
شَقّّت طريقًا نَحو الأجنِحَة المَلكيَة و قَبل أن تَسلُكَ مَدخل جناحِ السُلطانَة لَفتها صَوتًا أتيًا من خَلف أحَد الممَرات ، كانَ تهامُسًا حَول شَئٍ ما لَم يَلفِت ايليزا مِن بين تِلك الكَلِمات إلا - آسيوي -
أدرَكت ان الحَديث يشمَل جونغكوك بِلا أدنَى شَك لِذا جَرت قَدميها بالخفاء و إختَبئت تَطِّل عَلى أصحابِ الحَديث ، ما رأتهُ رَجلٍ ضَخم البُنيَة يَلبسُ ثيابًا تَخُص الحَرس فَعلِمت انهُ مِن حَرسة القَصر
كانَ يُومئ لِحَديث فتاَة أمامهُ و بُنيته تُغطي عَليها فَلم تَتمكَّن من رؤيتها جَيدًا ، حاوَلت النَظر و التعرَّف عليها بشكلٍ أوضَح و أثناء تجارُبها بالتَجَسُس تَحدث الحارِس مُوضِحًا حديثِهما بشكلٍ أرعَب ايليزا
" حَسنًا سَيدتي ، حالَ ان يأخذوهُ الي السِجن سأقومُ بمداهمة الزنزانَة و شَنقه و هو نائِم دون ان يَعلم أحد .. "
إتكئت الاميرَة بظهرِها على الحائِط مُبرِّقة عَينيها الزَرقاوَتين " ي..يقتلونه! " هَمِست و إستداَرت لَعلها تَصدُف و ترى من تكون تِلك المرأة ، لِحُسن الحَظ الحارِس تَحرك مُغادِرًا و وَقعت مُقلتيها عليها فإزدادَت تَوسُعًا " مُستَحيل !! "
رَكضت بِقدميها مُغادِرَة بِسُرعَة و الأفكار تَتصارُع في مُخيلتها " مالذي يَحدُث ..؟ لِما ترغب في قَتلِه ! لَقد جُنّّت حتمًا ، اينَ هو الأن ..؟ جونغكوك " دَخلت الي الجَناح المَلكي مُجددًا تَسترجِع حَديثِما فَتوقفت عن السَير بالمُنتَصف " بعد ان يأخذوه للسِجن .. " هَمِست و رَجِع حَديث لورَنس الي اُذنيها
" أيمكِن ..؟ مُستحيل " نَفت و مَسكت أطراف فُستانِها تَركُض الي جناحِ لورَنس و الخَفقُ يَتكَاثُر في نابِضها ، حينَما واشَكت على دُخول جناحِ لورَنس وَجدت خادِمة قادِمة و هي تَحمِلُ كوبًا من العَصير
إنحَنت الجارِيَة حالَما رأت ايليزا التي حاوَلت تَرك تعابيرًا طبيعيَة " هل هَذا العَصير للسُلطانة لورَنس ..؟ " حَركت الثانِيَة رأسها فَتقدمت الأميرَة و انتشلتهُ مِنها الصينية " بإمكانِك المُغادرَة سأتولى امر ايصالِه لها " تَولَّت الحَديث بِنبرٍ هادئ عَكس الذي بدواخِلها
" حسنًا مولاتي .." إنحَنت و غادَرت بِهدوء لِتتنهد ايليزا و نبضاتِها تتعالَى كُلّّما أقدَمت على فَتح باب جناحِ السُلطانَة ، كانَ الباب بِه فتحٍ صَغير لابد ان جونغكوك تركهُ خَلفه دونَ ان يُدرِك فَوقفت عِنده و هي تُحاوِل نَفي كُلَّ تلك التَحليلات " ل..لن يكون هُنا ، انا فقط أتخيل " هَمِست
رَفعت يَدِها حَتى تَطرُق الباب لَكِنّّها رأت مِن بَين تِلَك الفَتحة الخَفيفَة ظَهر رَجُل يُحاصِر جَسد السُلطانَة ضِدَّ الجِدار ، كُلَّ تَوقع أتاها بدأ يُثبت صِحيَة حديثِه في عَقلها و خافِقها أضحَى يَرتجِف كَإهتزاز جَسدِها الخَفيف و إنسكاب القليل من العَصير على الصينيَة
دَفعت بالباب الي الداخِل و وَقفت عِنده تُنصِت الي كُل الحِوار الذي دارَ بينهُما و أكثَر ما ضَرب العِرق بالنار أخر جُزءيَة قيلَت ، إرتَجفت الصينيَة أكثر بينَ يديها المُتعرقَتين و تَزحلقَت ساقِطَة على الأرض مُلفتة إنتباه كِليهما اليها
رأت تِلك العُيون السَوداء تَنظُر اليها و قَد وُضِحت عليها الصَدمة ، أخَر ما توقعهُ ان تَحضر ايليزا في هَذا الوَقت " ا..ابن..ابنك ..؟ " إرتَحلت الحُروف مِن شَفتيها المُتفرِقَة مَذهولَة مِما رأت و أنصَتت ، جَسمُها فقد جاذبيتِه و إلتصق في الباب مُسندَةً ظَهرِها عَليه
لورَنس نَظرت نَاحيَة ايليزا و إقترنت حواجِبها بِخفَة " م..مهلاً ..؟ ك..كيف تدخلين دون إذن ..؟ " قالت بِعدمِ رِضى فهذا إنتهاكٌ لِخُصوصيتِها في المَقام الأول الي جانِب تواجُد رجلْ في جناحِها
نَظرت لورَنس ناحِيَة جونغكوك الذي تَقدّّم ناحِيَة ايليزا بِبطئ " م..مالذي سَمعتِه ..؟ " حَدق بِسماءَتيها المُبتلَة بمَطرِ الغُيوم و إقتَرب مِنها أكثَر يَودُّ ايجاد اجابَةً بينَ عَينيها المُضبَبة ، ايليزا حَدقت بِلورَنس و إستَندت بيدِها تَنظُر نَحو الصَبي النائِم على السَرير " مُثيرٌ لِلسُخريَة " هَمِست و إستدارت لِتُغادر بِسرعَة
" ايليزا !! " شَتم تحتَ أنفاسِه و التفت يَنظُر نحو لورَنس المُستغربَة لِلحظات قَبل ان يَخرُج راكِضًا خَلف الأميرَة التي تسيرُ مُسرِعَة في المَمر و تَكبُت قبضتيها كَشدِها دُموعِها في جُحورِها " كُل شَئ بهذا العالَم مُزيف "
احسَّت بالغَصة تَستوطِن حُنجرتِها و جَيشًا مِن سُوء الشُعورِ يَستعِمرُ كيانُها
" ايليزا انتَظري ..! " هَرول وراءِها و اراد امساكَ يدِها لَكِنها فاجئتهُ و التفتت ناحيتهُ بسرعَة مُتوقفة عن السَير مِنها جَعله يثبت هو الاخر مكانه على بُعد أمتارٍ منها " لا تُفسِر شَئ ! انتَ لست مُضطر " أزالَت تلك الدُموع بخشونَة بيدِها و دَنت منهُ خُطوتين
" كُل شَئ كانَ واضِحًا لِدرجة ان التَبرير يكونُ فقَط للأغبياء " هَمِست و رَفعت مُقلتيها للسَقف حَتى تَتحكم بسريانِ دُموعِها ، جونغكوك حَدق بِنظرةِ الخُذلان التي اهدَت لهُ مِن شَهليتيها و تَنهد مُغمضًا كُحليتيه " انظري انا لم أتي لابرر لكِ ، لا انا و لا انتِ بِحاجة لتبرير المَوقف "
أخفَضت ايليزا زرقاوتيها بِبطئ نَحوه و دَمجتهما مع كُحليتيه " ما مَعنى ذَلِك ؟ " هَتفت ساخِرَة و إعتَصرت فُستانها بقبضتيها تَنتظِر ردًا يُنافي توقعاتِها " انا لستُ بِحاجة لأبرر لكِ شَئ لانهُ بالأخر لن يُغيَّر المُستقَبل ، لن يتغير شئ ان رأيتني جيدًا ام سيئًا ! لن تَكونين لي او اكونَ لكِ ان أثبتُ لكِ اني مِثالي ، المُستقبل سيبَقى قاسِيًا على كِلينا في الحالَتين و انا لَم اتنازَل في الماضي لأتنازَل في المُستقبل لأجل مُجرد كومَة مَشاعِر تؤدي للتهلكة ، وُضِحت الرؤية ..؟ "
فَرقت ايليزا شَفتيها بِخفَة و لَم تستوعِب ما قالَه إلا حينَما خَتم حَديثه و إلتفت حَتى يُغادِر ، قامَت بإمساكِ يدِه قَبل ان يَرتحِل و اوقفته " انتَظر " دَنت لِتقف امامه مُعترِضَة طريقه فَرفعت عُيونِها الي خاصَتيها " انتَ تَجعل الحَرب تُصبِح حَقيقيَة جونغكوك "
جَذب القائِد معصمِه من قبضتِها و إختَرق مُقلتيها بخاصتيه " انا مُتشوق جِدًا لأرى أسلحَتُكِ ايليزا ! أبهريني " هَمس و تَخطاها بِشكلٍ لامَس كَتِف كليهما فعادَت هي خُطوة الي الوراء مُناظِرة الفراغ أمامِها بِعدم تَصديق
لِوهلَة أحسّّت ان شيئًا ما تَغيّّر ، لم تَكُن تَتوقع رُدودًا كَهذِه البَتة
جونغكوك سارَ بعيدًا عَنها و هو يَعتصر قَبضتيه بِغَضب فقامَ بِلكم العامود أمامِه حتى نَزِفت يدِه و جُرِحت لكنه لم يُبالي و وَاصل سيرِه عودةً لِجناح لورَنس
" ايليزا ..؟ " سَمِعت ذلك الصَوت الدافِئ يُناديها مِن جانِبها فألتفتت تَنظُر بِعينين مُضبَبتين نَحو أللورد لِيو يَقترِب منها و القَلق بادٍ على ملامِحه
مَسك بِذراعها و هزها بِخفَة مُتسببًا بِوقوع البلورات الثَمينَة مِن مُقلتيها لِتتسع زرقاوَتيه و يَسحبها الي حُضنه مُعانِقًا إياها بِقوة " مالذي حَدث ! لِما تبكين ؟ انتِ بخير ..؟؟ " نَطق بِصدمَة بينَما يَعتصِر جَسدها بِذراعيه فَوضع راحَة يدِه على رأسها أينما استُند على صَدرِه
كانت عَينيها مُعلقتين بالهَواء تُناظران اللاشَئ " أعتَقِد ان الحُب أبشع ما قَد يُصيب المَرء أندرو ، انهُ كالسُم ، يستهِدف مِنطقة القُوة ثُمَّ يبدا بالإنتشار حَتى يُعجز باقي الجَسد و يَتمكَّن منهُ " هَمِست و يَديها مُرتخيتانِ بالقُربِ منها فَلم تَقوى على عِناقه حَتى او مُبادلته
أعتصَرت عَينيها بِقوَة و أخذَت نفسًا عميقًا تستجمِعُ فيه قواها ، ابتعَدت عن أندرو و رَفعت رأسِها اليه " لِما تقولين ذلك الان ..؟ " هَتف مُتعجبًا و مَسك خَدِها الساخِن و المُبلل بِكفه " لا اقول اي شئ عَبثًا " هَمِست و دَلكت جَبينها مُستشعرة الصُداع يتغلغل في أعصاب مُخِها
" ايليزا هلَّ حَكيتِ ل.. " قَبل ان يُنهي مُراده هي رَفعت عيونِها اليه و قالت " تذكَرت ! احتاجك بعمل مُهم الحقني " أشرَّت لهُ و تخطتهُ مغادِرَة الأجنِحَة المَلكية " * سَتكون اخِر خِدمة افعلها تكونُ لمصلحتك جونغكوك * "
بَعثر اندرو شَعره و ناظَر حَرسه الواقفين عند باب جناحِ لورَنس ، أشار لَهم برأسه الا يَتحركوا و لَحِق ايليزا بِسُرعَة ، أخذتهُ ايليزا الي طَرف و مسكت عِضده " هُنالك من يُحاول قَتل جونغكوك " هَمِست له
إقترَنت حواجِب اللورد و ميَّل رأسِه مُتفاجِئًا " ماذا ..؟ مَن ؟ " برّّق عَينيه و إرتفعت ايليزا تَهمِس باذنِه " عَلينا استبدال هذا الشَخص بمكان زنزانةِ جونغكوك " هَمِست لهُ و حَرّّك رأسه تجاوبًا مع خُطتِها
دَخل حارسين الي جَناح لَورنس بَعدما كانَ جونغكوك بِمنتصفه واقِفًا عند سريرِها يُطالِع ذلك الطِفل النائِم " م..مولاتي ..!! هُنالك دَخيل انتِ بخير ؟؟ " رَكض كليهما نَحوه و مَسكته يُقيدانِ يداه وراء ظَهرِه لِتومئ لورَنس بِقلق
" ا..انه لم يقم بايذائي " قالَت و طالَعتهما و هُما يأخُذانِه الي الخارِج فردَّ احدهما و إستطرد " ممنوع دُخول الرِجال الي هُنا مولاتي ، لكنهُ تجرأ و دَخل الي حرملك السُلطان ، سيُعاقب حتمًا " دَفعوا بِه الي الخارِج و أخذوهُ الي السِجن
ناظَرهُ أندرو الواقِف عند باب السِجن بعدَما كانَ يُحادِث احد الحُراس ، تَبادل التَحديقات الهادِىَة مع القائِد الذي إبتسَم بِجانبيَة ثُمََ ادخلوهُ الي زنزانتِه التي كانت بأخِر السِجن ، أغلقوا عَليه جيدًا و تركوهُ يَجلِس على الأرض هُناك
إستنَد بِظهرِه على الجِدار يُناظِر الفَراغ بِعيونٍ تَذكُر جيدًا تفاصِيل مَلامِح ايليزا و الخَيبة تَعتريها ، إسترَجع عَينيها المليئة بالدُموع و قَد بدَت لأول مرَّة عاجِزَة عن الحَديث أمامهُ مِما جَعل شُعورًا بَشِعًا يُحطيه
قَبض على يدِه و أعاد رأسِه الي الوراء لاكِمًا الأرض بِعنف عِدَة مرات " * أتمنى لو أني استطعتُ إحتضانِها ، أتمنى لَو اني مَن عانَقتها بَدلاً عنهُ ، لَيتَ و لَيت لَكِنها لن تُغيّّر المُستقبل * " طالَع السَقف و عُلوِه لِيتنهد و يَمسح على وَجهِه فلاحَظ تبلل إصبِعه حالَما مررهُ على عَينيه
نَظر الي سبابتهُ و تلك القَطرة التي تَعتليها فَضحك بِعدم تَصديق " مُستحيل ! لَك تَنزلي حَتى عِندما تَزوجت لورَنس .. لِما تَفعلين الأن ..؟ " هَمِس و قَبض على يدِه لِيُغمض مُقلتيه زافِرًا بِضيق
في الزِنزانَة الرابِعَة و الثَلاثون حَيث هُناك كانَ جَسدُ مُقيد بالحِبال و مُمدد على جانِبه فوق ذلك الفِراش الخَفيف و عَليه هُنالك لُحافٌ خَشِن يُغطي كُلََ شِبرٍ منه
إستَمعت اذنانِ ذلك الجَسد الي فتح الزنزانَة و دُخول شَخص بِهدوء الي الداخِل فتزايَدت نبضاتِه و أعتصِرَت مُقلتا عَينيه مع إرتجافِ بدنِه الشَديد مِن شدة الخَوفِ و الهَلع و هو يُحرِك رأسهُ للجهتين
لَم يكُن بمقدورِه الصُراخ حَتى حيثُ تمَّ حَشر قطعة قُماش بِفمه
ثوانٍ و إذ بالوِسادة التي أسفل رأسِه تُزال مِن تحته ثُمَّ تُوضَع على وَجهِه بَعدما تمََ إعتلاءِه مِن فوق اللُحاف و بدأ الرَجُل بالضَغط بكامِل قُوتِه و الذي أسفله يُقاوِم بكامِل ضُعفه لَكِن ما مِن يدٍ تُساعِده
قَبل أن تُفارِق الرُوح الجَسد أدرَكت أنها وَقعَت بالحُفرَة التي حَفرتها
•••
" هَل تمَّ الأمر ..؟ " حَلَّق صَوتُ الأميرَة الهادِئ الي اُذنين اللورد الواقِف خَلفها ما ان دَلف جناحِها لِلتو فردَّ بهمهمةٍ خَفيفة مُطالِعًا ظَهر سُموِّها و هي تُمسك سور الشِرفَة و عيونِها الزرقاء تُطالِع ناظيرِها البَحر قُبالتها
إستدارَت ناحيَة أزرقُ العُيون و خَطت منهُ تُبحلق في عَينيه " شُكرًا أندرو ، لولاك لَقُتل القائِد الليلَة " اللورد حَرك رأسه بِمعنى لا داعي لِلشُكر و سَكت للحظات يُفكِّر ثُمَّ قال " لَكِن ينتابُني فُضول تِجاه شَئ ..؟ "
" ينتابُك الفُضول حَول لِما انا خائفة عليه من المَوت ..؟ " قالَت بإبتسامَة خَفيفة ، رُبما اكثر ما أضحت تُتقن تزيفَه الابتسامات مُؤخرًا " أعني ، قبل اسبوعين كنتِ تلومينه على كُل شئ .. كانت فُرصتك لتتخلصي منه و تنتقمي ..؟ " امال رأسُه مُتسائِلاً
" ليسَ لدي ما اُجيبُك بِه " نَطقت و إستدارَت تعودُ باتجاه السور لِتمسكه متأمِلّّة هُدوء الأمواج ، ليو اخفَض رأسِه و ابتسَم بِهدوء ثمََ قال " انتِ تُحبينه ايليزا " رَفع عَينيه الي ظَهرِها يَنتظِرُ ردًا قاطِعًا ، ما لَم يتوقعهُ جوابِها الذي رافقهُ بسمةٍ هادِئَة " لا أستطيعُ انكار ذَلِك "
" لكنكِ قلتِ انكِ تكرهينه ..؟ "
" لا أستطيع انكار ذَلِك ايضًا.. "
تنهَّد اللورد بِعمق و خلل اناملهُ بشعره " عَظيم ، انا ساغادر للنومِ الان ، تأخر الوَقت كثيرًا " إستدار و غادَر الجَناح تارِكًا سُموِّها تَغوصُ وَسط افكارِها لِدرجة الغَرقِ دونَ مُنقِذ
•••
" تايهيونغ هل تَشعر انكَ افضل ..؟ " نَطقت يوجين و هي تَضع الطعام بالقُرب من العَسكري الذي جَلس لتوه و بدأ يَتمالك شتاته " احسَن من ذي قَبل " حَرك رأسِه و اخذ فنجان الشاي يَحتسي منهُ
تبسمت الآسيويَة و اخذَت الكعك تَتناولُ منهُ و قالَت " كَم تحتاج الي يَوم و نُغادر ..؟ اعني من الواضِح اننا اطلنا البقاء و علينا العودَة الي المُعسكر " طالعتهُ باهتمام فناظرها تايهيونغ و هو يشربُ الشاي " يومين اخرين و نعود لا تستعجلي ظَهري لازال يؤلمني " مدَّ يدِه يتحسس ندبة ظهرِه فأغمض عيونِه بتوجع
تَنهدت يوجين و إحتَست الشاي مُهمهمة " حسنًا أمل ان تتحسَن بسرعَة ، لقد مللت من البقاء قربك و الإعتِناء بِك ، انهُ من غير المُوصف ازعاجك و انت مريض " قالَت بحزن و نظرت لفنجانِها ليرمش تايهيونغ بصدَمة " هاي ..؟ هل انتِ حزينَة فقط لأني مريض و لم تتمكني مِن ازعاجي ..؟ "
رَفعت عسليتيها اليه و تَحمحمت " حسنًا ليس هذا فقط ، بالطَبع اشعُر ببعض الشفقَة عليك .. تعرِف مسكين سَقطت و تأذيت ، احيانًا تُحرِك شعور الانسانِيَة الذي بداخِلي " قضمت من الكَعك و طالعتهُ بِيراءَة
مَسح العَسكري على وجهه و شَتم تحت انفاسِه " ما إن اعود سارسل طلبًا بنقلي الي مُعسكر أخَر ، انا مُتأكد ان بقائنا معًا سيؤدي لكارِثَة " أخذ الكعك و تناول منهُ بغيض فأبتسمت الأسيوية بالسِر و دَنت تجلس الي جانبِه
" لِما انت سريعُ الغَضب ..؟ كنتُ امازحك ، بالطبع انا حزينَة لانك تتألم ايضًا. انت صَديق جيد تايهيونغ " هَمِست لِيدير العسكري رأسهُ للطرفِ الأخر و يَبتسم بسريَة فَتحمحم و إلتفت اليها " لكنكِ لستِ .. من قال اني أراكِ صدي اساسًا ..؟ "
بَحلقت في جَوفِ بُندقيتيه و أحسَّ بِدقاتِها تَرتعِشُ لِوهلَة و تِلكَ الفِتنة تَهتمُ بالتحديقِ بها بشكلٍ آسِر ، لَم تَستطِع التحكُم بِملامِحها التي شَكلَّت تعابيرًا مُشوشَة فَلم تَرُد إلا و باب البيت يُطرق بِعنف
اتسعَت عيونِها و نَهضت مفزوعَة " مالذي يَحدُث ..؟ " حَدقت في باب الغُرفة و قَبل ان تَتحرك مسكها تايهيونغ من يدِها " لا تَتحركِ .. دعي صاحِبة المنزل تَفتح .. " قال نافيًا لتنظُر يوجين نَحوه " انها ليسَت بالمَنزل " جَذبت يدِها و هَرولت الي الخارِج
تَوجهت نَحو الباب و قامَت بِفتحه " مالذ.. " إتَسعت عيونِها و تراجَعت الي الخَلف حينَما رأت الطارِق ، كانَ ذاك الشاب الذي داوتهُ قبل اسابيع و قَد إختَفى بالفِعل بذات الليلَة ، و خَلفهُ تمامًا وَجدت الفتاةُ الشَقراء صاحِبة العُيون الحادَة
زامير
تَوترت و هي تنقُل عيونِها بينهما ليُدير الشاب راسُه نحو زامير بِغضب " لَقد قُلت لك ، وصلوا لهُ قبلنا " هسهس و سار للداخِل " اين جدتي ..؟ مالذي تفعلينهُ هنا بمنزلي! " مَسك يوجين من ذراعها و هَزها
الأسيويَة ازاحَت يدِه عنها و قَبل ان تُجيب خَرج تايهيونغ من الغُرفة و هو يَرتدي قَميصه الأسود مُقترِبًا منهما " مالذي يَحدُث هنا ..؟ " تَقدم من كليهما و دَفع بالصَبي الي الخَلف مُستطردًا " لا تَلمسها بذلك الشَكل ! " بَحلق في زامير التي دَخلت مُسرعَة تتفقد جونغكوك بغرف المنزل لينطِق بسخرية " انهُ ليسَ هنا لا تُتعبي نَفسك عَبثًا "
إقتربت زامير منهُ و ناظَرت يوجين " اذًا .. اين هو ..؟ " حَدقت بتايهيونغ الذي اغلقَ اخر زِر من قميصه و ردف بِهدوء " غادَر الي العاصِمَة ، مكرتِ و حاولتِ الوصول اولاً لكن على ما يَبدوا انكِ أخِر من يَصل " إبتسَم بجانبيَة و امال راسِه لِتدنو منهُ الثانيَة بهدوء " اُنظر تايهيونغ لا تستفزني لانكَ لستَ أهِلاً لِذلك " هَمِست و طالَعت الأسيويَة
" الجَميع يَعلم ان دوركِ قد انتهَى منذُ ان دَخلت الاميرَة حياة القائِد ! لذلِك لا تُرهقي نفسِك عَبثًا " قالَ بابتسامَة و شابَك يداهُ وراءِه لِتضغط زامير على قَبضتيها مُهسهسَة " عِلاقتهُ بالأميرَة مُستحيلَة ، المَلِك سيقطَع رأسُه انها احد حَريمه " صَرت على أسنانِها مُعتصرَة يديها
العَسكري إنحنَى اليها و هَمِس بالقُرب من وجهِها " لا شَئ مُستحيل على جونغكوك " كادَ ان يَتلقى صَفعة مِن زامير لولا إمساك يوجين ليدِها و دفعها الي الوراء " جُننتِ ..؟ ابتعدي ! " هَتفت الأسيويَة مُستنكرَة فِعلها و وقفت امام تايهيونغ حامِيَة اياهُ رُغم صُغر جَسدِها
إحتَرم تايهيونغ ردِ فعلِها و طالعها بإبتسامَة خَفيفَة لِينظر نَحو الجدَّة التي دَخلت البيت لِلتو ، نَظرت بإتجاه زامير مع تايهيونغ و يوجين ثمَّ حَدقت بحفيدِها لِتوسع مُقلتيها و تُسقط اكياس الطعام من بينِ يَديها مُهروِلَة لِعناقه " جاسبر ، بُني لقد عُدت ! لقد إعتقدت انهم قَتلوك " قالَت بسعادَة و هي تَضغط على احتضانِه
بادلَها جاسبر و شدَّ عليها ماسِحًا على ظَهرِها بلطف " انا بِخير جدتي " إبتعَد عنها و مسك كَتفيها " اينَ تيسا و ذلك الشاب الأسيوي ..؟ " نَظر بِعَينيها لِتنظر زامير اليها و تقترب منها تَنتظر جوابِها عَن جونغكوك
نَظرت الجدَة اليها ثُمَّ حَدقت بتايهيونغ و يوجين الواقفين خَلف جاسبر ، مَسكت يدان حفيدِها و ابعدتهما عن كَتفيها فشدَّت عليهما و بَحلقت بِعينيه " بُني اختك تيسا تَزوجت " هَمِست و تبرقَّت عيونِ الصَبي مَصدومًا " ت..تزوجت ؟ ك..كيف ؟ من ..؟؟ " ميَّل رأسِه و ضَغطت على أصابِع جدتِه
إبتلَعت الجدَة ما في جُعبتها و تَنهدت قائِلَة " تزوجت في يومِ الإحتِفال مِن ذَلِك الآسيوي .. و ذَهبت معهُ الي العاصِمة لبدأ حياتِهما هُناك " رَفعت رأسِها ناحيتِه حينَما تَرك يَديها و تراجَع الي الخَلف ضاحِكًا بِعدم تَصديق " ج..جدتي ..؟ ا..انت.. زوجتيها له ..؟ "
" الشاب خَدوم و لم أرى منهُ غَير الخَير كَما ان اختك أحبتهُ و ارادت الزواج منهُ و كانت سعيدَة جِدًا فَلِما ارفض ..؟ " طالعَت عينانِ حفيدِها ثمَّ نَظرت نحو زامير التي واشَكت على الهُجوم عليها لَولا إمساك تايهيونغ لها
" هل جننتِ انها كَبيرة في السِن ! " قالَ بُندقي العَينين بِحدَة و دَفع الفتاة الي الخَلف " ألم تَسمع ما قالتهُ ..؟ لَقد زوجتهُ حفيدتها !!! " قالت بإنفعال و أرجعت شعرِها الي الوراء بِغَضب " لا اُصدِق " هسهست لاكِمَة الأرض بِقدمِها
" ج..جاسبر مالذي يحدث ..؟ " قالَت كبيرَة السِن و قَد بدأت تَقلق مِن تصرفات حفيدِها و أنفعال اليونانِيَة " جَدتي ، ا.انتِ زوجتي اختي للرجل الذي قَتل والدي " هَسهس جاسبر و لَكم الجدار بِغَضب " تبًا ليتني لَم اذهب قَط " رَكض بإتجاه غُرفة جدِه و دخلها
" م..مالذي يقوله ..؟ ك..كيف كيف قتل والده ..؟ " نَبِست كبيرةُ السِن بِعدمِ استوعاب فَطالعتها زامير و قالَت بِغَضب " ابنتك الشريفَة هذه تَزوجت من القائِد جيون جونغكوك ! " أشارت عليها و هو تسيرُ ذهابًا و ايابًا بالصالَة
حَركت الجَدة رأسها نفيًا و قد بدأ الدم يَتجمد في عُروقِها " غ..غير ص..صحيح ، ك..كان اسمهُ ر..راكان " شَدّّت على فُستانِها لِتناظر حفيدِها الذي غادَر الغرفة حامِلاً مُسدسًا قديمًا بينَ يديه " ج..جاسبر ..؟ "
يوجين ناظرتهُ و شَهقت " م..مالذي ستفعله يا انت ..؟ دَع هذا الشئ " إقتربت منهُ حَتى تأخذهُ منهُ لَكنه قام بدفعها حَتى اصطدم رأسها بالجدار خَلفها و وَقعت على الارض بتألم " لا تَتدخلي بما لا يَعنيك ! انا سأستعيد حَق عائلتي " تَحدث مُهسهسًا من وراءِ اسنانِه ليسير مُغادِرًا المَنزل
" هاي انت ماذا تظُن نفسك فاعِلاً " هَرول تايهيونغ من وراءِه و مسكهُ من كَتِفه لَكِن جاسبر أبعد يدِه بعنف عنهُ و التفت اليه مِوجها سلاحهُ عليه " لا تَقف في وَجهي افضل لك ! " هَددهُ و دفعهُ من كتفه الي الخَلف
سَخر تايهيونغ " انت تُهدد عَسكري ؟ " إقترب منهُ حَتى ينتشل السلاح من بينَ يديه لَكِن الصَبي فاجئهُ حينَما أطلق رصاصَة أصابَت السَقف ما ان رَفع لهُ يدِه عاليًا " اللعنة هات هذا الي هُنا " هَسهس العسكري و أخذ يُحاول انتشاله منهُ
يوجين جَلست تُمسِك رأسِها بتألم فَرفعت مُقلتيها ناحيتهما بِعينانِ مشوشَة " ت..تاي..تايهيونغ د..دعه " أسنَدت يديها على الأرض و نَهضت بصعوبَة
" جا..جاسبر ..ب..بني اترك هذا م.من بين يديك " نَطقت الجَدة و جثت على الأرض بِصدمَة تُناظر الفَراغ مِما سمعتهُ قَبل قليل و مِما تَشهد على رؤيته الأن
دَوت لَحظةُ صَمت حينَما اُطلِقَت طلقةُ رصاصٍ أصابَت أحدِهم ..
•••
كانَ أقسَى فَجرٌ تَشرُق فيه الشَمس على أبطالُ حِكايتُنا ، الاميرَة تَتقلبُ في الفِراش مُتغطيَة بِلُحافِ خَيباتِها و انكسارِ خواطِرها أما عن بَطلُنا فهو يَتربصُ في السِجن و التَفكير نَهش ذاكرتهُ ، لَم يكُن يرى سِوا السَواد بأرجاءِ زنزانته الموحِشَة و عَقله يُقسِم ألا يَنسى عُيون ايليزابيتا المَملوءَة بالخِذلان
أغلق مُقلتيه و زفَر بِعُمق لينَهض من الأرض حينَما سَمع صوت أقدام تُقدِم على زنزانته ، فُتحت الأبواب و دَخل اللورد ليو الذي طالَع هيئة القائِد الطبيعيَة بدونِ تلك اللِحيَة و الشعرِ الصناعي ، إبتسَم على مَظهرِه الوَسيم و قال " اشتقت لكونك قائِدًا ..؟ يبدوا أنّّ دور الفَقير لَم يلائِمك "
" انا مُعتاد ان اُغيَّر جِلدي في كًل مرّّة احتجتُ فيها ، بأمكانك القول اني كالأفعى ! " نَبس جونغكوك بإبتسامَة جانِبية ليدنوا منهُ أندرو و يُمسِك كتفه " انا لستُ متأكد ان كان السُلطان سيُرحب بفكرة وجودِك ، قد يَتذكر ما فعلتهُ بأخيه و يأمر باعتقالِك "
" لا يَستطيع ، ان فَعل ستشُن حربٌ اخرى يُقطع فيها رأسُه هو " ردَف جونغكوك بإبتسامَة مُطبطبًا عَلى كَتِف أندرو الذي همهم " عَظيم ، انا إستبدلت مكانَك بشخصٍ أخر ، علينا المُغادرَة حالاً لِنجهزك " إبتعد عنهُ و أفسَح لهُ المَجال للخروج من الزنزانَة
غادَر جونغكوك الزِنزانَة بِرفقة أندرو بِشكلٍ خَفي كي لا يَنتبه أحد على تواجِده بَعد ، تَوجه كليهما الي خارِج القَصر فأخذهُ اللورد الي بَيته الذي أشتراهُ هناك مُنذ فَترة لِيُعطيه مِساحته بالإستحمام و تَجهيز نَفسه
•••
العائِلَة المَلكيَة العُثمانيَة تُلازِم كراسيها حَول مائِدة الافطار الصباحي في حَديقة القَصر ، كانت ايليزا أخِر من يَحضِر الي سُفرة الطَعام فحالَ وصولِها سَحبت الكُرسي و جَلست بِمَلامِح هادِىَة و هي تُطالِع الطَبق الذي اُعِّد امامها
ناظرها السُلطان بإبتسامَة ليُمسك يدِها كونِها تجلِس بِجوارِه فقامَ بتقبيل ظاهِرها و قال بِلباقَة " صباحُ الخَير سينيورا " رَفعت ايليزا مُقلتيها الذابِلَة اليه و زيَّفت بسمَة بارِدة لِتقول و هي تَجذب اصابِعها من وسط كَفه " صباحُ النور سُلطان مُراد " حَمِلت كأس الماء و نَظرت ناحِيَة لورَنس
السُلطانَة كانت مُتوترَة و خائفة من أن تقول ايليزا اي شئ لِلسُلطان بشأن ليلَة البارِحَة ، ما أن ادرَكت الاميرَة خوفِها تَبسمت ساخِرَة و شَرِبت من الماء لِتبدأ بتناوُل طعامِها و هي شارِدَة بتأمل طِفل لورَنس الجالِس بِحضن امه
" سُموك لا تَبدين على ما يُرام ..؟ " قالَ السُلطان مُتعجبًا من شُحوب بشرة ايليزا و مَلامِحها البارِدَة " ليلَة البارِحَة ! " نَقلت سُموِها عُيونِها من الطِفل الي امه التي اسقطت كأس العَصير من يدِها فَناظرها الجَميع
" ا..اسفة " نَطقت و ارجعت الكُرسي الي الوراء لِتقوم بإيقاف ابنِها و مَسح العصير بالمنديل عن ثَوبه " لابأس ، دعي الخَدم يأخذونه يُنظفون ثيابه " أشرَّ جلالتهُ على الجواري حَتى يأخذن الأمير
عاوَدت لورنس الجُلوس و يَديها ترتعِشان مِن الخَوف فَحتمًا ان على السُلطان شَئ سيتم اعدامِها فورًا ، بَحلقت في عُيون ايليزا بِترجٍ لَكِن سُموها لم تُعرها اي اهتمام و واصلت الحَديث و هي تتناول حباتِ الزيتون " ليلَة الأمس نمتُ امام النافِذة و هي مَفتوحة ، لهذا التقطتُ بردًا و لا أشعر اني بِخير "
حرّّك السُلطان رأسُه ايجابًا لِتقول زوجته " عليكِ الإهتمام بِصحتك أكثر ، رُبما نجد لكِ عريسًا مُناسبًا قريبًا ! فبالطبع لا تَنوين البقاء لَدينا للأبد ..؟ " نَبست السُلطانَة بإبتسامَة و هي تَتناول من الخيار لِتتلقى نَظرةً جامِدَة من ايليزا
" المرأة التي تَخاف ان تأخذ امراة اخرى زَوجها فَهي تأخذهُ فِعلاً " قالَت ايليزا بابتسامَة و شَربت من عصير البُرتقال لِتضغط جلالتها على قَبضتها بِغَيض ، السُلطان ارادَ التدخُل و الحَديث لَكِن قاطعهُ مجيئ ليو و اقترابِه من سُفرة الطَعام " مَولاي .. "
" اوه ليو ! اقترب تَعال لتأكل " رَفع جلالتهُ رأسهُ ناحية اللورد الذي حَرك رأسهُ نفيًا و ناظَر عينانِ ايليزا الساكِنَة ، إبتسم بِخفوت و قال " جئت لانقل لكَ خبرًا مُهمًا ..! "
" خَير ؟ " تَرك السُلطان الشَوكة و السِكين بالقُرب من طَبقه و طالع الامير بإهتمام " في الواقِع مَولاي ، لَقد عَثرنا على القائِد جُيون جونغكوك و هو في الخارِج يَنتظر الإذن من حَضرتكم للدخول و القاء التَحية " نَطق اندرو بابتسامَة جَعلت أبدان المُستمعين تَرتعِش عَدا إحداهنَّ ارتَجف قَلبها
" القائِد جُيون ..؟ هو بالخارِج ؟ " نَطق السُلطان بِتفاجئ و نَهض من السُفرَة مِما جَعل الجَميع يَقف بِرفقته عدا ايليزا التي واصَلت اكلِها كأنَّ شيئًا لم يَحدُث
" هل أسمح لهُ بالدُخول ..؟ "
" عادَة لا أستأذن ان دَخلت اي مَجمع " دَوا ذاكَ الصَوت الذي يَحمِلُ في ذبذباتِه مَعانٍ تَدُل على الرُجوليَة و غُلظةِ النَبرة مُتسببًا بِقشعرةِ بدنِ الحُضور أجمَع ، مِن بَعدِ صَوتِه ظَهر هو شَخصيًا مِن خَلف تِلك الشُجيرات مُتقدِمًا ناحِيَة السُلطان و قَدماهُ تَدعسانِ على العُشب بِكلٍ رُزنةٍ و وقار تؤكدانِ عَظمة منصبِه
وُجِّهت كُل الاعيُن عَليه و مِنهم عُيون ايليزا الزَرقاء ، واشَكت ان تَعلق حبة الزيتون في حَلقِها فقد مرَّ زمَن لَم ترهُ بِقمَة تأنقهِ و وسامتِه ، كانَ يرَتدي بِنطالاً أسوَد عَريض بِرفقَة قَميص بذاتِ اللَون و فَوقهما مِعطف يَحملُ ريشًا عند إكتافِه ، كانَ اقل ما يُقال عنهُ مَلِكُ السَواد
عَمامتهُ سوداء اللون بِجواهِر مُرصعَة عند مُنتصفها مع القليل مِن الريش وُضعت بِحذر فوق خُصيلات شَعرِه شَديدةُ السَواد ، عُيونه الغُرابيَة حُددت بالكُحل مُزودَة من مُعدل حدتهِما و خُضوع الناظِر لَهما
كانَ مِثاليًا مُرهِقًا لِقُلوب الإناث
ابتلعت ايليزا حبة الزيتون التي مررتها بالماء و من خلفِها سَمعت تهامُسات الجواري حِياله ، ادارت راسها لَهُنَّ و رَفعت حاجبها فَصمتن على الفور و غادَرن المَجمع ، نَهضت بِرفقة البَقية و دَنت تقف الي جانب السُلطان
جونغكوك تَوقف على بُعد مَسافة مِن السُلطان أمام اللورد بُخطوتين ، تَبسًَم مُحياه الرُجولي و لَم يُزحزح نسريتيه عن مَلامِح السُلطان الذي إعتدَل بوقفته و قال بنبرٍ هادئ " لَم ءأذن لك بالدُخول بَعد ، هُنالك نِساء هُنا "
" حَاشا ان يَنظُر جُيون لِنساء السُلطان " ردَّ جُونغكوك مُباشرَةً و قد بدأن النِساء يُغادِرن على الفَور مَع عيونِهن التي تَتبعن القائِد ، لَم تُقصِّر رائحته بان تَبخَل على ثُقوب انوفِ الجَميع بِعطرها المُذيب للحواس
كانَ أثرُ بصمتهِ قَويًا و فتاكًا
" مالذي جاءَ بِك جُيون ..؟ " سأل السُلطان مِن جَديد و تَتبع جونغكوك الذي سَحب كُرسيًا و جَلس عليه مُناظِرًا السُلطان الواقِف امامه " لا اُحبذ الحَديث واقِفًا ، لَكِن ساُجيبك ، لَقد أتيتُ لاستعادَة ما تمََ اخذُه " حَوّّل ابصارِه ناحيَة ايليزا الواقِفة بالقُرب من جلالته
مُراد حاوَل إدراك اعصابِه و عَدم فَقدانِها لِذا شكلَّ ابتسامَة و جَلس امام جونغكوك مُديرًا رأسه نحو الاميرَة " السنيورا ايليزابيتا ، إحتمَت بِنا مِنكُم ، اتعتقِد اننا نخذُل من يَحتمي بِنا ..؟ " رَفع حاجِبه مُناظِرًا عينانِ جونغكوك الداكِنَة
القائِد ازال عمامتهً و وَضعها بالقُرب منهُ فتبعثرت بِضعة خُصيلات على جَبينه لِيرجعها بسبابته الي الوراء و يقول بهدوء " الاميرة لم تُعامل على نَحوٍ سئ ، كانت جارِيَة للمَلِك و ذلك ما تنصُ عليه قوانين العُبودية ! "
" لَحظة ..؟ انت تقولُ ذلك بوجودي ..؟ " قاطعتهُ ايليزا مُتحدِثَة بِدهشَة فَشدت على كُرسي السُلطان و هي تَقف خَلفه " نقولُ امامك كي ان كَذبنا تَصدُقينا سينيورا " ردَّ بابتسامَة ماكِرَة و اخذ حبة الزيتون يَتناول منها
" سينيورا ايليزا ، بامكانك الذهاب الي جناحِك " قالَ السُلطان و ادار راسِه اليها ، نَفت الاميرَة و عُيونِها لا تُفارِق مَلامِح القائِد المُتبسمَة ، هو بارِع بالتَصرُف بطبيعيَة ، بارِع بِكسر القُلوب و السَير عَليها جَيدًا
" انا لستُ سلعة يتِم استعادتي ! فهمت ؟ " هَسهست مُشيرَة عليه بسبابتها ليُميل جونغكوك رأسِه بخفة قائِلاً " انا الذي نِلتُ الحَرب و جَلبتُكِ بيداي ، ان حبذتِ البقاء الخيار للسُلطان بأن يَدفع بِضعة عُمل ذَهبية مَثلاً ، لِنرى مدى غلاوتكِ لديه ! " اخذ حَبة المُكسرات و تناول منها لِيناظر السُلطان
ضَحِكت الأميرَة بعدمِ تصديق و كورَّت يديها أكثَر لِتهمس " لا اُصدق لأي مَدى ترتفعُ حقارتك في كُل مرة اراك فيها " همِست و استدارت مُغادرة بِسُرعَة فَبقى السُلطان بِرفقة جونغكوك لوحدِهما
تَوقفت عن السَير حينَما رأت ذلك الطِفل يَركُض ناحيَة سُفرة الطَعام و هو يَحمِلُ بينَ يديه خِنجرًا ، بَرقَّت عَينيها و التفتت تنظُر نحو ظَهرِه " م..ماذا ..؟ " هَرولت وراءِه و هي تُمسِك بفستانها كي لا تتعرقل به " مهلاً ايها الأمير ، الذي تحملهُ خَطِرًا عليك " صاحَت مُلفتة إنتباه القائِد لَها
جونغكوك حوَّل عَينيه من السُلطان الي ايليزا التي تُهرول ناحيتِهما ، أخفَض عَينيه قَليلاً و رأى ذاكَ الطِفل المُمسك للخنجِر و قد رُسم على وَجهه ملامِح الغَضب و التَعصُب و هو يسيرُ تجاهه
سرح في مَلامِح الصَغير الذي قد رآه قبل سُويعات نائِمًا و قد قيل انهُ إبنه
مَشاعِر مِن نوعٍ أخر تملكته
وَقف الامير امام جونغكوك مُباشرَة و وراءِه توقفت ايليزا التي تَلهث مِن ركضها ناحِيَة الصغير " دانيال .. مالذي تفعله ..؟ مالذي تحمله بين يديك ؟ " قال مُراد بِغَضب و مدَّ يده حَتى ياخذ الخنجر من بين يدين دانيال
" هذا هو الذي قَتل ابي! انهُ ذلك القائِد الاسيوي " قالَ الصَغير و عَينيه السوداء تُناظر عُيون جونغكوك الغُرابية ، السُلطان تفاجئ برفقة ايليزا التي تبادلت معهُ النظرات لثوانٍ " غيرُ صحيح ، هو لم يقتل والدك ، هات هذا الي هُنا دانيال " إنتَشل الخِنجر من يه الصَغيرَة و تنهد
جونغكوك نَهض من الكُرسي و تقدّّم لِيجلس على رُكبةٍ واحِدَة امامَ جَسد الصَغير ، نَظر داخِل عينيه الكُحليتين و قَد رأى بِهما نارًا تَشتعل فأحسَّ بِحرقة القلب تِلك جَيدًا ، وَضع يديه على أكتاف الطِفل يَتفقد كل انشٍ منهُ ثُمَّ قربهُ الي صَدرِه يقومُ بِعناقه بكامِل قُوتِه حتى واشَك الامير ان يَتلاشى داخِل اذرُعه
وَقعت عينانِ ايليزا عَليه وقد بدا عِناقُ القائِد للطفل عادِيًا للسُلطان لَكِن لَها هي لَم يَكُن ابدًا بالشئ العادي ، مَسكت فُستانها بأطرافِ اصابِعها حالَ ان نظَر جونغكوك بعينيها و هو يَضُمُّ الصغير لأحضانِه
تَكررتُ نَظرةُ الخِذلانِ تِلك و جَعلت منهُ ضعيفًا أمامَ ابصارِها لِذا اخفَض انظارِه و دفن رأسِه بظهر الصَغير هامِسًا بصوتٍ مَبحوح
" طِفلي "
•••
مرحبًا 🤍🫰🏻
كيف حالُكم ..؟
اروني حبكم و تفاعلكم 🥰
اخباركم مع التشابتر ..؟؟
من تعتقدون الذي قُتل بالزنزانة و من يريد قتل جونغكوك ..؟
جونغكوك ..؟
تحبون شخصيته .؟
شخصيته نرجسيَة و انانيَة لكنها تُعجبني ..
ايليزا ..؟
يوجين
تايهيونغ ..؟
اي شئ تودون اضافته ..؟
توقعاتكم للاحداث القادِمة ..؟
بالنسبة للتحديث فهو يكون يوم الجُمعة ان شاء الله لكن عليكم متابعتي على الانستقرام فربما احدث به الخميس ليلاً حينما اجدكم مستيقظون هناك و تقرأونه قبل غيركم 🤍
دُمتم على خير و سلامة نلتقي في القادِم ان شاء الله ❤️
.
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top