هواجِس العِشق • 22 •

هواجِس العِشق || جُيون جونغكوك

اهلاً بِكُم في الجُزء الثاني و العِشرون مِن مَخاوِف الحُب 🤍💫

إدعَموني بِتصويتٍ لطيف و تَعليق ألطِف لادرِك اعجابكم بالتشابتر 🥰

قِراءة مُمتِعَة 🐣

•••

" لَكِنك نَوعي المُفضَل يا جونغكوك "

هَمِست بالقُرب مِن وَجهِه و تَركَتهُ مُتخبِطًا بِرفقة تِلك الأحاسيس التي راوَدتهُ بِمُجرد ان نَظرت بداخِل كُحليتيه بِكُّل تلك الثِقَة و الإتِزان ، تَبسَّم وَجهها ما إن تَعرفَّت شهليتيها على سوداوَتيه و نَهضت من الأرض مُخفِضَة ابصارِها ناحيتهُ فهو جاثٍ

" لَم أرى احدًا بارِع في التنكُّر مِثلك من قَبل "

مَسك جونغكوك العَصاة بِقربِه و نَهض بالإستنادِ عَليها يُطالِع شهليتيها المُتبسِّمَة " تُذكرني بِشخصٍ ما .. " دَنت منهُ تَلتمِسُ خُصلاتِ شعرِه التي خالَطُها البياض ، كانَت مُجرَّد خُصيلاتٍ مُستعارَة " كانَ انت .. صَحيح ؟ " حَوَّلت زرقاوَتيها الي كُحليتيه الساكِنَة

جونغكوك كانَ شديدَ الهُدوء يَحلِّقُ في سَماءِ عَينيها بِجناحَيه السَوداوَين ، أما عَنها فهي غاصَت في سَربِ الذِكريات قَبل أشهُرٍ مِن يومِهما هَذا ، تَحديدًا قَبل المَجزرة التي حلَّت بيومِ عِرسُها

•••

سُموّ الأميرَة الايطالِيَة كانَت في طريقِها الي جناحِها بَعدما حَظت بِلَحظاتٍ رومَنسيَة مِثاليَة برفقَة خَطيبُها ولي العَهد الألماني ، الأمير أوليڤر ، كانت تَسيرُ الي غُرفتها مُتغنِجَة في المَمرات بِسيرها و السعادَة تَغمُرها

تَتذكر هَمسِهما و تبادَل الغَزل أسفَل شَجرةِ التوت العِملاقَة التي تَقبع بأحد ضواحي مُدن ايطاليا ، قَضمت سُفليتها حينَما أحسَّت بِقُبلتهما كَما لو أنها تُعاد من جَديد و إرتَعش بدنُها حُبًا لِتدخل الي جناحِها و تأمُر الخدم بالمُغادَرة

إلتَفت حَول نَفسِها بِسعادَة بِجناحِها الواسِع و إستمَّرت بالدورانِ حتى كادَت ان تَسقُط على سَريرها لَكِنها تَمالكت نَفسِها و تَمسكَّت بأعمدتِه قَبل ان تَقع لَكِنها تَسببت بِسُقوط أثمَن مزهارياتِها التي هداها لها والدِها

عَبسَّت ملامِحها و جَثت على رُكبتها تَتفقدُها بِحُزن " هَذِه اخرة طُفوليتكِ يا ليزا! " تَنهدت و نَهضت تندهُ على وصيفتها إيلا ، دَخلت مُباشرةً و ناظرتها تُمسِك بِبقايا المِزهرية فَشهقت " كَسرتيها سُموك ! "

" جِدي لي شَخصًا يُصلِحُها ، سيحزَن ابي كثيرًا " قالَت ايليزا بإستياء و نَظرت نحو ايلا التي دنت منها و احاطَت خدها " حسنًا لا تَحزني ، ادخلي تَحممي رائحة رَوث البقر علِقت بك ! "

إشتَمت ايليزا نَفسها مُتعجِّبَة " حقًا ..؟ غَريب .. لم اُلاحِظ رِبما لبقائي كثيرًا بالمَزرعة مع اوليڤر " هَزت كَتفيها و مَدت قِطعة المزهرية الي صديقتِها

ابتَسمت ايلا بِخبث و وَكزتها " سَتحكين لي كُل شَئ بالتَفصيل حَسنًا ..؟ " هَمِست غامِزَة للأميرَة التي سارَت الي الحَمام بِدورها و هي تَضحك " حسنًا فقط اودُّ ايجاد مزهريتي جَديدَة ! "

غادَرت ايلا لِتسأل الحَرس عن إمكانِيَة احدهم بإصلاح ضَرر المزهرِيَة لَكِنها لَم تَجِد رَدًا سِوا مِن شَخصٍ واحِد تَقدَّم الي الأمام و إستَرسل " انا سأقوم بِذلك " وَجهت الخادِمَة عُيونها البُنيَة اليه و طالَعت هيئتهُ و مَلامِحه الغَريبَة عليهم

" انتَ لستَ ايطالي ..؟ اول مَرة اراك هُنا ؟ " رَفعت حاجِبها و تَقدمَت منهُ تَنظُر الي عينيه المُجحضدتين ، رُفعت سوداوَتيه اليها و حَدق فيها بِنظراتٍ خاطِفَة ثُمَّ قال " نَعم ، أنا من اليابان و أتيتُ الي ايطاليا مُنذ زَمن ، ثمَّ هل علي شَرح هويتي لكِ عُذرًا ..؟ " رَفع حاجبه نهايَة حديثِه

تَحمحمت ايلا و لَم تُشكِك فيما قال فَقد بدا مُتقِنًا للإيطالِيَة كالسُكان الأصليون تمامًا " حسنًا لِسلامة الاميرَة عَلي رؤية وشَم الجنود في يَدِك لأستطيع ادخالِك " قالَت و نَظرت نَحو يدِه اليُمنى

بإمكانِكم إدراك ان هَذا الرَجُل الان هو جونغكوك مُتنكِرًا بِزي عَسكري ايطالي ، الآسيوي طالَع يدِه اليَمين و فَكَّر مُطولاً قَبل ان يَرفع قَميصه و يُريها الوَشم الدال على إعتناقِه الجَيش ، كان واضِحًا و بدا قَديمًا مِما جَعلها تُصدقِه و تأخذُه الي جَناحِ الأميرَة و تَقف بِقُربه و هو يَتفحص اجزاء المزهارِيَة

تَكتفت و هي عِند رأسِها تراقِبُه بِحرص و لَم تَلحظ عُيونِه التي تَتفحصُ كُلَّ شِبرٍ بالغُرفَة و تَحفُظها جيدًا ، جَلس يقومُ بَتركيب الاجزاء المُحطمَة بِبعضها البَعض و هو يَستمِع الي أصوات الاميرَة من داخِل الحَمام

كانت تُغني و هي تُمرِر المَاء الدافِئ على جِسمها فَرفع كُحليتيه الي الباب الأبيض أمامَه لِيُدير رأسِه نَحو ايلا التي قالَت " انها الأميرَة ! لا تَهتم و اتم عَملِك ، سأراها " قالَت و تَوجهَت الي الداخِل لَدى ايليزا

دَخلت لَها و أغلَقت الباب وراءِها و قَد كانَ تَصرُفًا غَبيًا مِنها ، جونغكوك قامَ بِتركيب المزهارِيَة بِسُرعَة قياسِيَة و هو يَعُد الدقائِق مُتوقِعًا خُروجِها فيها ، تَوجه الي مَكتب الأميرَة و بدأ بالبَحث فيه عَن مُستندات مُهِمَة تُفيدِه للخطَة الحَربية التي يَضعُها

أثناء تَجسُسِه ليلَة البارِحَة عَلى المَلِك سَمِع صوت الأميرَة من الداخِل و هي تُحدِثُه عن سُفراء الغَرب الذينَ أقدَموا على إرسالِ الحِمايَة لَهُم في القَريب العاجِل و التَفاوض مع اليونان كَي تَخمُد الحَرب المُقدِمَة بينهُما

و تِلك المكاتيب التي اُرسِلت للأميرَة في غياب والدِها الذي كانَ في ألمانيا أوضَحت بِضعة خُطط يَحشرونَ بها اليونان في الزاوِيَة ، لِذلك هو بدأ يُفتِش كامِل الأدرُج و يَبحَث خَلف الرُسومات الجِدرايَة المُعلقَة

تَوجه نَحو خِرانتها و فَتحها يَنظُر الي فَساتينِها و ادخل يَديه يبحث بالداخِل حَتى وَجد الرسائِل مُتخفيَة هُناك ، إبتَسم بِنَصر و سَمِع صوت خُطوات ايلا تَقترب مِن الباب ، نَظر حولِه و إختبَئ بِسُرعَة أسفلِ السَرير لِيغُطي الأطراف بالشِرشاف الذي كانَ طويلاً

خَرجت ايلا و حَدقت في المزهرية " اوه جَيد .. لَقد اصلحها جيدًا " إبتَسمت و غادَرت الجناح مُغلِقَة اياه وراءِها ، تَنفس الآسيوي و رَغب بالخُروج لَكِن الحمام فُتح مُجدَدًا و خَرجت هذِه المَرة الأميرَة و هي تُدندِن بإغنيتها المُفضلَة

ما إن فُتح الباب تَسللت رائِحَة وردِ الياسمين الي ثُقوبِ أنفه بِرفقة البُخار الذي عمََ ارجاء الجَناح بِفعل المياه الساخِنَة ، رَفع الشرشفِ قليلاً بيدِه و رَغب بالإطلاع الي الخارِج و ما رآه سيقان ايليزا العارِيَة المُبللة و هي تَمُر من قُرب السَرير مُتجهة الي الخِزانَة

لَعِق شِفاهه بِبُطئ " تَبًا اهذِه سيقان ام .. " صَمت قَبل أن تَبدأ افكارُه تَغوصُ عميقًا و ذَلِك لن يُساعِد صَغيرُه ابدًا ، أنزَل الشَرشف و أرخَى رأسِه على الارض مُغلُقًا عُيونِه الكُحليَة

ايليزا أخذَت مَلابِسها من الخِزانَة و رَمتها على السَرير لِتقترب مِنهُ و تَبدأ بإزالَة مَنشفتها فَسقطت بالقُرب من جونغكوك الذي أدار رأسِه و رَفع الشَرشف يُناظِر تلك القِطعة البيَضاء التي إنهارَت من عَلى جَسدِها

سوداوِتيه عاوَدت النظر الي ساقيها البَيضاوَين و أحسَّ بإنخفاض فرشةِ السرير عَليها حالَ جُلوسها فَوقِه و إنحناءِها لِتدخِل ملابِسها الداخِليَة من بين قَدميها ، رَمش على التوالي و تَقلَّب على بَطنه و هو يَحتضِن المكاتيب الي صَدرِه " * لستُ بوضعٍ يسمح ان تَحدُث هذِه الاحداث الان * " شتَم تحت أنفاسِه

إرتَدت الاميرَة مَلابِسها و طالعَت مزهريتها لِتبتسم " شُكرًا للذي أصلَحها! كانَ حقا علي رؤيته قبل مُغادرته " نَبست بِإستياء و حَملت من مكتبِها كتابًا ثُمَّ عادَت لِلُجلوس بِمنتصف السَرير حيثُ ضَغطت عَلى رأسِ جونغكوك تحديدًا

تَربعت على فِراشها و جَذبت الي حُضنها وسادَة تَسنُد عليها الكِتاب فبدأت بِقراءِته لِوقتٍ طَويل جِدًا ، جونغكوك طَغى عليه العَذاب و المَلل فَهي تَكبُت عليه نَفسُه بالفِعل و هو يُعاني من ضِيقٍ في صَدرِه

مرّّت ثَلاثُ ساعات و هُنا قَررت الأميرَة ان تَذهب تُنادي ايلا و تَروي لَها عما فَعلتهُ مع اوليڤر ، نَهضت و سارَت الي باب الجَناح و خَرجت تُنادي الحارِس ، جونغكوك أحسَّ بالفَرج اخيرًا و أخرج رأسِه يَأخُذ نَفسًا عميقًا و قَبل ان يَتمكن من زَفرِه عادَت ايليزا مُباشرَةً

عاوَد ادخال رأسِه و تَمدد بِهدوء يَستمِع ما تَحكيه سُموِّها الي وصيفتِها بعدما جَلستا اثنتيهما فَوقه ، زادَ تضايقهُ لَكِنهُ بٍطريقةً ما وَجد انهُ يَتماشى مع حِكايات الأميرَة و صَوت ضَحكاتِها العَفويَة ، أبتسم دونَ ان يَعي

بَعد أربع ساعات غادَرت ايلا من الجَناح و هُنا إتكأت ايليزا على الفِراش و ناظَرت النافِذَة و الثُلوج التي تُغطيها " صَحيح اني سَعيدة بوجودي مَع اوليڤر ، لَكِن لا أشعر ان هَذِه السَعادة سَتكتمِل " هَمِست و تمكَّن جونغكوك من سماعِها بوضوح لِسكون و هدوء الغُرفَة كُليًا

" * يؤسفني اخبارِك انهُ يستَغلِلك فَحسب ، يُعطيك حُبًا مُزيفًا ، لَكِن ما فائدة ذَلك كليكما سَتُقتلان لِذا لابأس ان مُتِ بَواقِع أجمَل * " ذَلِك ما فكَّر بِه الآسيوي و هو يُغلِق عَينيه يكادُ النَوم يَسرقِه من التَعب

أحسََ بَعد دقائِق بإزدياد غَوص الفرشة الي الأسفل فَعلم إنها ارتَخت كُليًا و نامَت ، إبتسَم بِسعادَة لم يَشعُر بها مِن قَبل ، اخيرًا سيتَحرر مِن هَذا العَذاب ، خَرج زاحِفًا من أسفل السَرير و نَهض بِحذر يُخبئ الرسائِل بِصدرِه

قَبل ان يَرحل أراد القاء نَظرةً على ايليزا لِذلك إستدارَ اليها بِبطئ و طالَعها تنامُ على جانِبها بِفُستانها الأبيض ، لَطالما عُرِفت سُموها عن حُبها لإرتداء الفواتِح و الأبيض تَحديدًا يُشعرِها بالنقاء حال ارتداءِه

كانت تَضعُ يدِيها أسفل وَجنتِها و تُفرِق شَفتيها الوردية بِخفَة ، لابد انها كانت نومة بَعد تَعبٍ شاق مِن الرَكض و اللعب في الضواحي ، اقترَب جونغكوك بتروٍ و اسنَد رُكبته على السَرير لِينخفض الي مَلامِحها يُطالِعها بشكلٍ أقرَب و اوضَح ، نَقاء تلك البَشرة و بياضِها مع إحمرارِ خُدودِها أشعرُه بالسَلام

لِوهلةٍ فَكر أنََ قَتلها يُعد أكبر الذِنوبِ و أعظَمها ، خَمن لو أنهُ يَستطيع إختِطافِها و الهَرب بِها بَعيدًا و نَظر جانِبًا يُحارِل دَرس خُطةٍ ما لَكنهُ سُرعان ما نَفض رأسِه مُزيلاً تلك الأفكار لانها بِطريقة ما مُستحيلَة

ان خَطفها مالذي سيفعلهُ بِها مَثلاً ..؟
تمرُ عليه لَحظات تَجعلهُ يفقدُ العِقلانِيَة

لَكِنها شَدتهُ و لأول مَرة بَعد سَنواتٍ تَفعل إحداهُنَّ ، ايليزا أحسَّت بانفاسٍ تَلفحُ بشرتِها كَما لو انَّ أحدهُم يكادُ يلتصقُ فيها ، فَتحت مُقلتيها بِبُطئ و ما قابلُها هو وَجه جونغكوك الشارِد فيها ، لَم يَكُن بِمَظهرٍه المُتعارِف عَليه بَل كانَ مُتنكِرًا

أحسَّ انها سَتصرُخ حينَما وَعى من شُرودِه على عُيونها المُوسعَة ليقترب يَضع يده على فَمِها بِسُرعة يَنظر بشهليتيها المَذعورَتين " هشش !! واشكتُ على الرَحيل ، كنتُ أمل الا تكوني مِن افرادِ المجزرة القادِمَة ، لَكِن ما باليد حيلَة ، انا أسِف لِجمالِك رُبما سَتنعتني به الملائِكة في السَماء افضَل " سَقطت كَلِماتِه على اُذنيها بِرُعب و نسريتيه تَلتهِمُها جَيدًا

رَفستهُ بِقدَميها مُحاوِلَة الفِرارلِتدخل يَديها أسفل وسادِتها و تُخرِج خنجرها و تَغرِسه بِكتفه بِعنف ، هَسهس جونغكوك بتألم و كَبت صرخته لٍيقوم بإمساك رأسِه و خبطِه بالسَرير بعنفٍ حَتى اُغمى عليها و سَقطت بِمنتصف الفِراش و بَعض الدماء تَسللت على بياض وسادِتها

نَظر الي كَتِفه و خنجرِها و نَهض يُطالِعها " لا يَهون عَلي قَتلُكِ .. ابدًا " فَكَّر لاخر مَرة لو يَستطيع أخذِها مَعهُ ، أبتسَم بِجانبيَة و التفت يُغادٍر من النافِذَة بِسُرعَة ، كانت دِماء قد أبقت اثرًا على الثُلوج المُتبقيَة هُناك

•••

أستعاَدت ايليزا وَعيها بَعد سهيها بِذلك المَوقف الذي لا تَذكُر الا ما جَرى على الفِراش بينهُما بينَما الباقي بأسرِه يُدركه جونغكوك جَيدًا ، رُسِمَت بسمَة على شِفاه القائِد و نِسريتاهُ تَتنقل بينَ ملامِحها الحائِرَة " ا..انهُ انت .. اتيت و سَرقت تلك الرسائِل " هَمِست و رَفعت عيونِها تَنظُر داخِل كُحليتيه

ايليزا كانَت بالفِعل أذكَى منهُ و عَلِمت عن كونِه جاسوسًا حينَما رأتهُ لاول مَرة و هي تدخل القَصر مُتسلِلَة بالليَل بَعدما قَضت وقتًا بالتفتل بالمَدينة ، رأتهُ يقومُ بِوشم ذلك الرَمز وراء أحد الجُسور القَريبة من القَصر و ثاني يَوم لمحتهُ بالقُرب من حَرسِ ابيها

لذلك حينَها إختلَقت أمر المكاتيب و الرسائِل مع والدِها كي توقِعه بالفَخ و تِلك ما كانت إلا مُراسلاتِها هي و خَطيبها و لِحُسن حَظ جونغكوك هو جَيد جِدًا بالإختفاء و مُنذ تلك الليلَة لم يَظهر ألا بيومِ الحَرب

" شَوهت عَيناي بِقراءة تلك الكَلِمات المُقرفة بينكُما " وَضح عدم الرِضى من كلماتِه المُتضايقَة و نَظراتِها المُنزعِجَة منهُ " ان..انت حقًا! احقًا تسللت الي غُرفتي ؟ انت تَعرفني قبل ان أعرِفك انا ! " هَمِست بذهول و ضَحكت بِعدم تَصديق لِتدلك جَبينها " إنهُ لَيسَ موضوعًا شيقًا لذكره الأن ، غادِري قَبل ان يراكِ السُلطانُ هُنا بِرفقتي "

" كُنتُ على وَشك الذهاب قَبل ان تَنطِق ، رؤيتُك تُصيبُني بِخيبة أمل " هَمِسَت و إالتفَت لِتُغادِر الحَديقَة المَلكِيَّة و هي تَجُر خَلفِها الكَثير مِن خَيباتِ الأمل ، جونغكوك راقَب ظَهرِها حَتى رحيلِها و أطلقَ نفسًا عميقًا يُجمٌِع بِه شِتاتِه ثُمَّ عاد الي عَملِه

أتتهُ زوجتِه تيسا و هي تَجمِلُ كوبًا مِنَ الماءِ و ناولتهُ إياهُ ، شَكرها بِحركةِ رأسِه و إحتساهُ تارِكًا الساقِيَة من بينَ يداه

•••

بَعد ان سَقط تايهيونغ من على المُهرَة سارَع الناس بإسعافِه و أدخلوهُ منازِل أحَد المواطِنون ، دَخلت الصبيَة برفقته و جَلست الي جانِبه بعدما أخذت امراة كبيرَة في السِن تُعالِجه بالأعشاب " يا ألهي ، هل هو مُتضرر كثيرًا ..؟ " نَطقت بقلق مُحدقة بالبُقعة الزرقاء عند أسفل ظَهرِه

" لا ليس كَثيرًا لكنهُ يحتاج ليومين يرتاحُ فيهما " قالَت المراة نافيَة وضغطت على ظَهرِه فصرَخ تايهيونغ بصوتٍ مكتوم بعدما حشر راسهُ بالوسادَة ، يوجين لَمحت الوَشم خاصَة الدولة اليونانيَة اعلى كَتِف تايهيونغ و تَحمحمت مُقتربَة من رأسِه و عانقتهُ اليها مُخفيَة بِذراعها كَتِفه

" م..مالذي ت..تفعلينه ..؟؟ " قالَ تايهيونغ بنبرِ متألمَة فَبشكلٍ ما وجَد راسُه يُدفن بِصدر الإسيويَة ، رَبتت يوجين عَلى رأسِه بلطف " هشش حبيبي المسكين ، انا اسفَة ما كان علي تجاهُلك ، و ما كان عليك رمي نَفسك من الحصان لِتثبت لي انك تُحبني " طبطبت عليه وَسط صدمته من كلامِها

" هل انتُما زوجين ..؟ " قالَت المرأة بابتسامة وهي تَفعلُ مساجًا لظهره بالزيت الدافئ " بَلى ، عروسين أتينا لِشهر العَسل " قالَت يوجين بذات البَسمة و أخفضت رأسها الي تايهيونغ الذي يشتعلُ غضبًا " هل فقدتِ عقلك ؟ " تجدث بالكورية و هو يُطالع الصبية تمسحُ على شعرِه الكستنائي بلطف

" يبدوا ان زوجك لا يُجيد الا التحدُث بلغته " هَتفت المراة بابتسامَة مُتعجبَّة فهي لم تَفهم حرفًا مما يقولهُ " في الواقِع اجل ، زوجي انطوائي لا يحب تعلُّم اللغات عَكسي فانا مُدرسة ، ادرس الاطفال بالمَنزل " قالَت يوجين بابتسامة " لكنهُ يقول انهُ أسِف لي كَثيرًا و مُحرج مني لانهُ سقط بتلك الطريقَة بدلاً من تمضية شَهر عَسل مثالي اضطررنا للمكوث بمكان لا نعرِفه "

قَبل ان يَتحدث تايهيونغ بإنفعال سارعَت بدفن رأسِه بصدرها و ضغطت عليه بقوة قَبل أن يَتكلَّم ، ضَغطت المراة على مكانٍ ألمهُ بشدَة فَتجمع عليه الوَجعُ مع الغَضب و لَم يقُم الا بِعض صَدر يوجين بِقوَة

صَرخت يوجين بصدَمة و شدتهُ من شعرهُ قويًا لِتوسع مُقلتيها و تُناظرها السيدَة بتفاجئ " م..مابك ..؟ " هَتفت بصدمَة فَضِحكت الاسيوية ضِحكةٍ صَفراء و هي تَغرس اظافِرها بفروةِ رأسِ الجُندي " لا ابدًا .. فقط زوجي اختلَطت عليه الأمور ، عضني هههه ، رُبما يعتقدني انني من اُمسدِه "

ضَحِكت المراة و هَزت رأسها لتسحب الغِطاء تَضعهُ على تايهيونغ " الهي لازلتما عرسانِ حَقًا " أنزَلت يوجين رأسِها اليه و حَدقت بعينانِ العسكري البُندقيَة فَمسحت على شَعرِه ببطئ و خُشونيَة مُعبِّرَة عن غَضبها " لسنا وحدنا حَبيبي ، احترم نَفسك أحسن همم ..؟ " هَمِست ضاغطة على اسنانِها

تايهيونغ بَحلق فيها بِغيضٍ يكادُ ينقضُ عليها لكن وجع ظهره يمنعهُ من الحَراك ، إستسلم للأمر الواقِع و تَنهد مُسندًا رأسه عليها و طالَع الفراغ

•••

ايليزا شَقت طريقِها الي داخِل القَصر قاصِدَة الذهاب الي المَكتبةِ حَتى تلتقِطُ القليل مِن الوَقت مع الكُتب

تَلاقت في طريقِها لورنَس و هي واقِفَة عند التَراس تُناظِر الحَديقة بِشرود ، إنتابَها الفُضول للتعرفِ عَليها فمنذُ مجيئ ايليزا منذُ اسبوعَين لم تَتكلم مَعها البتَة تلتزِمُ الصَمت و الهدوء طيلَة الوَقت ، لَم تترد الاميرة بالإقتراب و قالَت من الخلف بِصوتٍ لين " مرحبًا سُلطانة لورنس "

أفاقَت السُلطانة من سَهوتِها و استدارَت ناحِيَة ايليزا مُتبسمَة الهيئَة " ا..اوه حضرة الأميرَة " بادَلتها ابتسامَة صغيرَة بَدت انها مُتكلِفَة بوضوح ، سُموِّها لم تَكترِث و قالت " هل تُمانعين ان إحتَسينا بَعض القهوة مَعًا ..؟ "

جَلست كِلتيهما في ذَلِك التراس و قَد جَلب الخادِم القهوة مَع بعض الحَلويات ، إبتدت ايليزا بالإحتِساء مِن فنجانِها و لَحقتها لورنَس " اذًا انتِ اصلكِ يوناني ..؟ كنتِ في القصر هناك جارِية ؟ " تَحدثت مُناظرة ملامِح السُلطانَة

" ن..نعم ، كنتُ هناك قبل ان ألتقي بالسُلطان " تَعجبت لورنس مِن سُؤال ايليزا و رَفعت مُقلتيها الساكِنَة نحوِها " انتِ مَحظوظَة من بين كُلِّ الجواري تمَّ اختيارُكِ من قبل السُلطان! لابد انهُ اغرم بك حقًا " هَتفت ايليزا و اخذت قِطعة الحلويات تتناول مِنها فَتحولَّت عينيها الي الحديقَة

رأت جونغكوك جالِس بِرفقة تيسا يَتناولان القَليل من الطَعام ، تَضايقَت و عدلَّت جَلستها لِتجوِّل اعيُنها الي لورنس التي قالت " أعتقِد ذلك ..؟ لَكني لم ارغَب في قَلبِه على أيةِ حال ، قلبي تركتهُ في اليونان " حَدقت بعيون السينيورا المُتعجِّبَة و أتمَّت " تركتهُ وَسط عُيونٍ لَم تَعرِف سوى المُعاناة مِما انعكس ذلك و أعتمَ سوادِها "

زادَ إستغراب ايليزا أكثَر و همهمَت " تقصدين انكِ لم تُحبين السُلطان ..؟ لِما قبلتِ اذًا و لم تَهربي مع حبيبك ؟ " امالَت رأسِها بِخفة و رأت ضِحكة خفيفة من لورنس مخفضَة الرأس ، مَسحت بطرف أصبعها الدمعة التي واشَكت الهُطول و قالَت " الذي اُحِبُه أحبَّ منصِبه اكثر مِن حُبه "

وَسط سَرحانِ ايليزابيتا في وَجه لورنَس أتى إبن السُلطانَة يَركض و إستقر بين قَدميها يمُسك بفستانِها " ماما تعالي مَعي لِنلعب لقد مللت " حَدق بالاميرَة و ابتسم " انها الأميرَة ! هل تنضمُ للعب معنا ايضًا ؟ " رَفع رأسه لأمه

" سنلعب مع اختك حَبيبي ، هيا دعنا نَذهب " قالت لورنس و تركت الفنجان ثمَّ نَهضت و نظرت نَحو ايليزا " عن اذنك .. استمتعت بالحديث معك " سَحبت يد طِفلها و أخذتهُ معها بَعيدًا

السنيورا ميَّلت رأسِها بخفَة و طالَعت جونغكوك من بَعيد بِشرود " مَن هذا الذي يُحِّب منصبهُ اكثر من حُبه ..؟؟ " هَمِست و أبعدت فنجان القهَوة

غادَرت بعد ذلك الي المَكتبة و إلتقت بأندرو هُناك ، جَلست الي مُحذاتِه و حَصلت على دَردشةٍ مُسليّّة بِرفقته مَع تلك الكُتب المُختلفة الي أن غَربت الشَمس ، إستاذن ليو أولاً و رَحل تارِكًا اياها تَستعيد مُحادَثتِها مَع لورنس

" الفُضول ينهشُني نَهشًا ! حتمًا علي سؤالها ، ايجوز ؟ " تَنهدت و ادخلت راسِها بين الكُتب مُغمضَة مُقلَتيها الشَهليتين " جونغكوك " هَمِسَت و غَفت بين أوراقِ رِوايةِ روميو و جولييت

حينَما نامَ الجَميع و بَعد أن انتَصف الليَّل تَحديدًا سَمِع حُراس جناحِ لورَنس صَوت صَرخةٍ قَوية أتَت من مصدرٍ ليس بالبَعيد ، غادَر اول حارٍس مُستغرب ليرى مالذي يَحدُث و لم تَكُن تلك سِوا صَرخة تيسا الواقِعَة قُرب النافورة

" هاي ايتُها المرأة ، مالذي تَفعلينهُ عندك ..؟ مَمنوع الاقتراب من الجناح المَلكي " نَطق الحارِس بِصوتٍ غَليظ غيرُ راضٍ و اشار لها بِسيفه ، تيسا كانت واقِعة على الأرض تًمسك قدمِها " ل..لقد كنت ذاهبة الي الغرفة و سقطت اذيتُ كاحلي " نبست بتألم و رفعت عينيها اليه

ما ان واشَك الرجُل على الحَديث تلَقى ضَربة على رأسِه من الخلف أدت الي فُقدانِه الوَعي ، الفتاةُ نهضَت مُحدقة في زوجِها الذي قامَ بحمل جَسد الحارِس و رميه في النافورة و إختبئ مُسرعًا قبل مجيئ الأخَر

حينَما رأى الحارِس الثاني أنَّ صديقهُ تأخر نَظر حولِه و وَجد ليو يَتقدم مُتجهًا الي جناحِه ، إنحنَى لهُ بخفَة حينَما توقف أندرو عنده و قال " لِما يوجد فقط حارِس واحِد هنا ..؟ " رفعَ حاجِبه مُتسائِلاً و سُرعان ما أتاهُ الرد " سيدي لَقد سَمعنا صوت امراة تَصرُخ و قد ذهب ليتفقدها ، لكنهُ تأخر "

همهمَ ليو و حركَ رأسه " دامهُ كَذلك بإمكانك الذهاب و تفقد صديقِك ، سأقف هُنا ريثما تَعود " وَضع يديه في جُيوبِه و تَحرك الحارِس مغادِرًا ، ما إن اختفَى  ظهرُهعن أعيُن الصَبي الزرقاوَتين إلتفت بهما يمينًا يسارًا ثُمَّ تحرك مُرتحِلاً

" جونغكوك .. كن حذِرًا " هَمِست تيسا و هي تراقِب جونغكوك يرمي الجَسد الثاني بداخِل النافورة ، رَفع كُحليتيه اليها و نَفى برأسه كي لا تَقلق عَليه " اذهبي نامي ، بِحُلول الغَد سَتكونين زَوجة القائِد جُيون جونغكوك " هَمِس لها

أغمَضت مُقلتَيها بِتنهدٍ و حَركت رأسها ايجابًا ، راقبتهُ يُغادِر نَحو ممر الأجنِحة المَلكيَة لِتجلس هي قُرب النافورة تُسند وجنتها على يدِها " ماهذِه المُصيبة التي أقحمتُ نفسي بِها الان .. " هَمِست

لورَنس كانت قَد نيَّمت طِفليها بالقُرب من بعضهما على سَريرِها و أعطَت الجاريتان راحتهما بالخُلود للي النَوم ، تَوجهَّت هي الي الإستحمام و حينَما خَرجت و بينَ يديها منشفة تُجفف بها شَعرِها رأت جَسد رَجُلٍ يَجلِس على فراشِها يُداعب وَجنة طِفلها النائِم

تَسمَّر بدنُها بالكامِل و سَقطت من بينِ يَديها المِنشفَة ، شَعرت انَّ البرودَة تَتسلل مِن قدميها الي أعلى رأسِها حتى إختَفى اللون مِن وَجهِها خُصوصًا عِندما أنصَتت اُذنيها الي ذَلِك الصَوت " أصبَح لديكِ طِفلين ، رائِع "

" ك..كيف دخ..دخلت " ذاكَ ما غادرُها و هي راجِفَة البَدنِ مُرتعشة الروح و الكَيان " انا .. ادخل اينَما اُريد .. لورنَس " أتاها الردُّ بِنبرته الغليظَة تُعبِّر مَعنًا تامًا عن رُجوليتِه و سيطرتِه ، نَهض من الفِراش و إقتَرب مِنها و هي تَراجَعت نافيَة " ل..لا ، لا ت..تقترب " هَمست

إلتَصقت بالجِدار و ذاكَ الجَسدِ الضَخمِ حاصَرها يَنظُر داخِل عسليتيها الخائِفَة " ظننتكِ ستفرحين بِرؤيتي ..؟ مابِك هل رايتِ إبليس ؟ " ميَّل رأسِه بِخفَة و عُيونِها تَجمعت فيهما الدُموع " ا..ارجوك "

أحسَّت بظاهِر اصابِعه تلتمسُ وجنتها البارِدَة " هِشششش ، أرجوك ماذا ؟ " إقتَرب مِنها ببطئ و إشتَّم رائحة شَعرِها فإنغلَقت عيناهُ بِخَدرٍ تام " لازالَت تلكَ الرائِحَة تؤثِر قَويًا .. " هَمِس و السُلطانَة تزيدُ ضَغطاتِها على فُستانِ نومِها

" غ..غادر ق..قبل ا..ان ي..يراك ا..اح..احد " خَرجت تِلك الكَلِمات مُرتجِفَة و قَد هطلت دُموعها على خَدِها مُظهِرَة ضُعفِها " ا..ارجوك ج..جونغ..جونغكوك " أحسَّت بِشعرها يُلوَى على يَد الآسيوي الذي إبتسَم بِهدوء " لِما .؟ اشتقتُ لكِ ! اشتقتُ لشعركِ و عَينيك ، اشتقتُ لتفاصيلُكِ القَريبة هذه " تَتالت هَمساتِه مع أزديادِ تكوريها ليديها

" ا..انا س..سلطانة الان ، لستُ حَبيبتك " هَمِست لهُ و نظرت داخِل كُحليتيه ، إزدادت عيونِه سوادًا و شَد على شعرِها الذي بِيدِه فقبض عَليه و جَذبها منهُ مُلصقًا أنف كليهما " يُعجبك همم ؟ يعجبك انك سُلطانة و انجبتِ منهُ طِفلين ؟ " هَسهس مُعتصِرًا خصيلاتها بِقسوةٍ ألمتها

" آآآهه ، ج..جونغكوك ا..انت انت تعرف انهُ بسببك انا تزوجته " نَطقت بوجعٍ و أعتَصرت مُقلتيها مُسقطة المَزيد مِن الدموع " اتيتُ اليك و ترجيتُك ان نَهرب معًا ، نعودُ الي بلدك و نعيش بسلام ، ترجيتك اني سأموت حية ان تزوجته " هَمِست و فَتحت بصريتيها مناظرة كُحليتيه المُترقبة

" ل..لكنك ؟ اخترت مَنصبك و كنتَ انانيًا ! "

جونغكوك أمال راسهُ بخفة و هو يُناظر شفتيها تَلفظ تلك الكَلمات ، سَكت لكثير من الوَقت و رَفع سوداوتيه الي عينيها الباكِيَة " انا اعطيتكِ حَلاً أخر بدلاً من الزواجِ منهُ ! لكنكِ اخترت ان تكوني لهُ " هَمِس

ضَحِكت لورنَس وسط دُموعِها و حاولت دَفعهُ عنها بضعف من صدرِها لَكن شدِه على شعرِها زاد " حَ..حل ..؟ ا..انت اعطيتني سُمًا و أخبرتني اقتلي نَفسِك ! هل هذا حَل ؟ " تفتلت داخِل كحليتيه الهادِىَة " انا اموت و انت تحيا سعيدًا ؟ هل هذا يُرضيك؟ هل انت احببتني حَتى لتعطني خيارًا اقتل فيه نفسي ؟ "

جونغكوك أفلت شعرِها و مسك كَتفيها ليصطدم لها جَسدها بالجدار بِغضب " انتِ طَمعتِ بسلطتهِ لا غَير ، لو كنتِ فعلاً تُحبيني ما كنتِ ترددتِ لحظة بقتل نَفسك " هَسهس و خَنقها بقبضته مُعتصِرًا مجرى انفاسِها

مَسكت يدِه بضعف تُحاوِل ابعادِها عنها بقواها الضئيلَة " ا..انت م..مجنون ، م..مختل ، انتَ لستَ سل..ليمًا " نَطقت بِصعوبة مُحاوِلَة فك يدِه عنها و هي تُحرِك قَدميها بالهَواء بعدَما حَملها عاليًا " اجل ، انا مَجنون و انتِ اكثر جنونًا لانكِ جَعلتني اُحبك و تَزوجته " خبط لها رأسها بِعنفٍ بالجدار مُهسهسًا

انزَلت عينيها اليه و تسللت دموعها الي يدِه فهمَست بصوتٍ نَحيل " ا..انا مستعدة الموت على يَديك ، لقد كُنت ميتَة طيلة الوَقت و انا بعيدَة عنك " هَمِست بشكلٍ جَعل جونغكوك يَفُك ضغطه على عنقِها حَتى تركها و سَقطت على الارض تَسعُل بِقوَة " ا..انت " هَمِس و مسك رأسِه " لم تعودي تَعنين لي شيئًا بعد اليوم الذي غادرتِ به حُجرتي بفستانِ العِرس "

أجهَشت لورنَس باكِيَة و أزدادت ارتعاشًا " ما ذَنبي انهُ ارادني ..؟ ما ذنبي انه سُلطان ماذنبي انا انني احببتُك ؟ لما جعلتني احبك و اتعلق بك و في الأخر تخليت عني كاني لا اعني لك شئ " ردفَت بِبكاء و دنت تضرِب صَدرِه و تُمسك بقميصه مُعتصرة اياه " ا..انت دمرت شَبابي ، د..دمرتني و ج..جعلتني .. "

سَكتت و نَظرت ناحِيَة إبنِها النائِم ، إقترنت حواجِب جونغكوك الذي ميَّل رأسه و أبعَد يديها مُطالِعًا ملامِحها الساكِنَة " جعلتك ماذا ..؟ "

هَزت رأسِها اليه و حَدقت بِنسريتيه المُطلِمَة " ج..جعلتني " هَمِست و تثاقلت انفاسِها لِيمسك جونغكرك كَتفيها النحيلتين " تَكلمي جَعلتكِ ماذا ..؟ " صَرخ

نظَرت اليه بَعدما طالَعت الأرض مُطوَّلاً و دقاتُ قَلبِها تتعارَك
" جَعلتني .. ح..حامِل "

قَبل أن يُصدر جونغكوك أي ردِّ فِعلٍ او يَستوعِب ما قيلَ لهُ سَمِع كليهما صَوتُ كُسرٍ آتٍ من قرب الباب ، إلتفت القائِد برأسِه لينظُر و لَم يَجِد سِوا ايليزا تَقِفُ هُناك و تُمسٍك بِفمها بِصدَمة و قَد سَقط مِنها كأسُ العَصير

تَلاقت سَماءُ الشَمسِ بِسماءِ القَمر و تَدخلت الغُيوم مُخيفَة نورَ الشَمس بالمَطرِ لِتهمِس الأميرَة بِذهلةٍ أخارَت قواها لَكنَّ الباب مَسكَ جسدِها بإستنادِها عليه

" ا..ابن..ابنك ..؟ "

•••

مرحبًا ايها الرِفاق 🤍💫
تأخرتُ عليكم اعلم لكني كنتُ ارتاحُ قليلاً و ارتب افكاري للروايَة 🫰🏻

اخبروني ماذا فعلتم بدوني هذان الاسبوعان ..؟
اشتقتم لي حتمًا كما فعلتُ انا 🤍

ما رأيكم بالاحداث ..؟
لورنس ..؟

جونغكوك ..؟

يوجين و تايهيونغ ..؟

دُمتم في حِفظ الله و رعايته 🤍💫
نلتقي في القادِم ان شاء الله



.
.
.




Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top