هواجِس العِشق • 19 •

هواجِس العِشق || جُيون جونغكوك

اهلاً بِكُم في الجُزء التاسِع عَشر مِن مَخاوِف الحُب 💫🤍

التشابتر بِه 6100 كلِمَة اي انهُ طَويل جِدًا و اخذ ساعات مُتواصلة من الكِتابة لِذا اروني حُبكم و دعمكم بِه فإن اعجبتكم الاجزاء الطَويلة ساحرِص دومًا على كتابتُها
ام ان حدث العكس و قَلَّ تفاعلكم عليها ساكتفي بنقسيمها الي اجزاء و فصول فحسب من الفين كلمة 💫❤️

لُطفًا لا تَنسى وَضع تعليقٍ لَطيف يُسعِدُني مع التَصويت ❤️

قِراءَة مُمتِعَة يا رِفاق 🐣

•••

" تايهيونغ ما اللَعنة ..! مَن اخذ الفتَى!! " نَطق أندرو بِصدَمة و طالَع تايهيونغ الذي إنخَفض الي يوجين يُحاوِل ايقاظِها مِن سُباتِها ، أخرَج زُجاجَة عِطره الذي يُخفيه دائِمًا في جَيب سُترته و فَتحها ليُقرِبُها من أنفِها تشتمُها

" لا أعلمُ سيدي .. لَق..لقد كان هُنا قَبل دقائِق فقط " بَحلق في اللورد الذي راحَ يَتجول يمينًا يسارًا بداخِل الخَيمة " مُشكلَة انتَ تعرِف ان وَصل أحد قَبلُنا الي القائِد قد يتمُ قَتله فأعداءُه كُثر " نَظر صوب يوجين التي عَطست و جَلست مَفزوعَة مُوسعَة الأعيُن

اقتَرب واقِفًا عند رأسِها و تايهيونغ جالِس الي قُربها يُخبئ عِطره و يَقول بِسُرعَة " يوجين مالذي حَدث ..! لَقد أمنتُكِ على الشاب التُركي تذهبين تَنامين و تَدعينهُ يهرب ..؟ " قالَ العَسكري بإنفعال و رجَّ الاسيويَة من كَتِفها

" ابتعِد عَني دَعني اُصحصِح " صاحَت الفتاة و دَفعت يدِه لِتُمسِك رأسها بتألم فَرفعت عُيونها الي اللورد ليو و تَفرقت شَفتيها بإبنبهار " رُباه هَذا الجَمال " تمتمَت و هي تُدقِق في مَلامِح التُركي الغاضِب

مَسح تايهيونغ عَلى وجهِه و إلتقَط عِضدها يَعتصِره " انهُ ليسَ وقت تفاهَتُك الان ، أخبريني اينَ ذاكَ الشاب ..؟ " نَظرت يوجين اليه و دفعت يدِه عنها " صَحيح تذكرت الفَتى !! " نَهضت بسرعة بِقلق و أخذت تبحثُ عنهُ

ضَربت رأسِها عِدة مرات بِتوتُر و هي تسيرُ ذهابًا و إيابًا " ذَلِك الفتى ذلِكَ الفتى ل..لقد اتت الانِسَة زامير الي هُنا و اعطتني شرابًا .. ثُمَّ انا .. نـ..نمتُ و لا أعلم ماذا حَدث " نَظرت نحو اللورد ليو الذي تبادَل النظرات مع تايهيونغ

" حتمًا هي! " هَمِس كليهِما و غادرا الي الخارِج بِسُرعَة ، لحقت يوجين تايهيونغ و مَسكتهُ مِن ذراعه " هل يُمكنني المُساعدَة بشئ ..؟ " حَدقت بِعينيه و تَلقت رَفضًا مِن العَسكري الذي نَبس " ان إحتجنا ، سأعلُمك بِذلك "

" هَيا تَحرك امامي حالاً " صَدر صوتُ زامير و هي تقومُ بِدفع ذاكَ الشاب المُتصاوِب من كَتِفه الي الأمام و هي تُقيد لهُ يديه بالحَبل و تجرُه منه ، كانت يدُها الثانِيَة تَحمِلُ فانوسًا يُضيئ ظُلمَة التَفق الذي أخذتهُ من عَبرِه

" اخبرت..اخبرتك انا لا أعرِفُ شيئًا " تَحدث الشاب بِقلق و هو يسيرُ خَلف زامير بَعدما أجبرتهُ ان يأتي معها رُغمًا عنهُ فهو كانَ واقِفًا لِصف يوجين بالفِعل

إلتفتت لهُ زامير و أقتربَت منهُ دانِيّة بالفانوسِ من وَجهِه حتى يَتمكَّن مِن النَظر الي مَلامحها " أنت هَل تعرِف من يكون هذا الذي تُخفينه بالمَنزل ..! انهُ القائِد الأعظَم جُيون جونغكوك ! " هَمست بالقُرب مِن وَجهِه و لاحَظت إنِقِلاب تعابير وَجهِه كُليًا

شُحِبت ملامِح الفَتى و إصفَّرت بالكامِل دَليلاً على فَزعِه و بِذات الوقت إحساسِه بالغَضب و الكراهِيَة عِندما كوَّر يديه قويًا و هَسهس " جُيون جونغكوك ..؟ ألديهِ نُدبةً أسفل ظهرِه ..؟ ندبَةٍ عميقَة بالسِكين ؟ " نَظر بعينين زامير الخضراوتَين لِيلقى اجابَةً مُوافِقة لما قاله " اجل! تمامًا انهُ هو! "

إتَسعت عيونِ الشاب و قامَ بِنفض يداهُ مِن الحَبل بِعُنف لِيقوم بدفعها عنهُ و الركضُ بالنفق بِسُرعة " ذَلِك السافِل ، سأقتله على يداي " صَرخ و هو يَجري مُتجاوِزًا الفتاة التي لَم تَفهم شيئًا

" لل..لحظة ، عُد الي هُنا " صَرخت و رَكضت وراءَه تُحاول الإمساك بِه

•••

حُمِلَ ذاكَ الغِطاء بِواسِطَة يدَ جونغكوك الذي جَلسَ مُعتَدِلاً و بَحلق مُباشرَةً بِعيونِ الأميرَة الشَهليَة ، ايليزا كانَت مُنذهِلَة و بِذات الوَقت رَجفةُ سَعادَة خَبطت جَسدِها ، بَحلقت بداخِل عُيونه مُطولاً و هي تَبتسِمُ بلا تَوقف

تيسا قَلقت أكثر و هي تُطالِع جونغكوك و تَتناوب بالنَظرِ بينهُما هو و الاميرَة ، أفلت القائِد مِعصم الأميرَة مُتكلِمًا بِرفقة الصَبيَة " أجلبي لي كأسًا من الماء " نَظر تِجاه تيسا المُتوترَة و إبتَسم بِجانبيَة قائِلاً " يا زَوجتي "

نَهضت تيسا بِقلقٍ و هَمهمت و هي تُطالع الأميرَة " اذًا دَعني اُرافق الأميرة الي الخارِج و تَستريح أنت " نَطقت و مَسكت كَتِفان الأميرة تُوقفها فهي جالِسَة القُرفصاء " لَم أعلم ان الاميرات مُتطفلات بِهذا الشَكل " إستَرسل جونغكوك قائِلا و إستقامَ مِن مَجلسِه

نَهضت ايليزا و هي لا تُزيح عيونِها عنهُ البَتة ، تَنفحصُ كُل إنشٍ منهُ ، انهُ يبدوا بِخَير لِلغايَة و ذلك طمأنَها قليلاً " ءلأنكِ اميرَة يسمحُ لكِ الحق بِدخول غُرف الناس على مِزاجُكِ ، إفترضي وَجدتيني مع زوجتي بِموقف مُحرج مثلاً " تَكلَّم جونغكوك و شابكَ يديه خَلف ظَهرِه مُتعمِدًا إستفزاز الايطاليَة

تَوسعت عُيون كُل من تيسا و ايليزا التي صَرخت " مالذي تَقولُه انت مَوقِف ماذا مَثلاً ..! إسمَع احتَرم نَفسك انت تَعر.. " أخفَضت صوتِها تدريجيًا مُناظِرَة الصبيَة التي تُبحلِق فيهما بِشك و تتناوَب بالنَظر بينهُما

أحسَّت ايليزا ان الوَضع بدأ يُصبِح خَطِرًا على جونغكوك و تَحمحمت مُعدِلة شعرِها " زوجُكِ وَسيم جدًا أيُتها الصَبية ، وسيمٌ لِدرجة لا تسمحُ لي بازالة عيناي عَنه ، اختيارٌ مُوفق " نَطقت و هي تَصِر على أسنانِها و تَقبِض على فُستانِها بِقوة ، لِسبب ما لا يُعجبها نَعت جونغكوك زوج لامرأة ما

جونغكوك مَسك بِخصر تيسا و جَذبها نَحوه لِيقوم بإلصاقِها به و المَسحُ على وَسطها باصابِعه الخَشنَة و كُحليتاهُ لا تُفارِق شَهليتا الايطاليَة " و انا أعرِف كيفَ انتقي زوجتي بِعنايةٍ ايضًا ، اليس كَذِلك حبيبتي ..؟ " أخفَض انظارِه الي الصَبية المُتلاحِمَةِ بِه ، كانَت مَذهولة كُليًا و مَصدومَة بالكادِ تَعي ما يَجري

تيسا حَركت رأسِها عِدَة مرات مُوافِقَة و ذاكَ القُرب الذي يَكادُ ينتهي بِقُبلة أدلعَ نِيرانًا تَحرِقُ العالَم لِشُعلتِها داخِل صَدر ايليزا التي تُشاهِدُهم ، ضَغطت قَبضتيها بِغَضب عارِم و دَنت تُمسك بِعضدي تيسا تُبعدها عنهُ " ألم تَسمعي قال لكِ اجلبي لي الماء ، يالك مِن زوجةِ سيئَة " هَتفت بِعدم رِضى و جَرتها معها خارِجًا

دَفعت بالصبيَة خارِج الباب و وَقفت هي عِندُه لِتُدير رأسِها تُطالع جونغكوك لِبُرهَة ، كانَ مُبتَسِمًا كَإبتسامةِ نَصر فازَ فيها على أقوى حُروبِه ، إستفزها الأمر اكثَر فقامَت بِصفع الباب وراءِه و طالَعت تيسا

تيسا سارَت الي المَطبخ و هي تُفكِّر بِغرابَة تَصرفاتِ الأميرَة ، جَلبت كأس من الماء و عادَت حَتى تدخُل به الي جونغكوك " لا تُغلقي الباب خَلفكِ " نَبِست ايليزا و هي تَقِف بِمُنتصف الصالَة تُراقِبُها " ماذا ..؟ " رَفعت الفتاة حاجِبها عاليًا " ادخلي سَلميه الماء و عودي بِسُرعة ، ليسَ عليكِ اغلاقُ الباب قَد يُلهيك بِقُبلة او ماشابه ! " دَحرجت سُموها عَينيها بتململ و إنزِعاج

ضَحكت الصَبية بِعدم تَصديق و إستطردت " سُموِك هل اُذكرك انهُ زوجي! " ما قالتهُ أغضَب ايليزا أكثَر و جَعلها تَرغب بِسكب ذاكَ الماء عَلى وجه صاحِبة الشَعر الأسود " إسمَعي الذي تقولينَه لا يَجوز ، زوجُكِ حينما تكونانِ لوحدكما ليس و مَعكُما ضيوف! زوجكِ بصراحة لا يَخجل! اعني؟ كيف يُمسككِ هكذا امامي! اليسَ به ذرةُ حياء؟ عَرِفت انكم الاتراك لديكم العِفة ، من الاخِر اخبريه ألا يُعيدها الامر ضايقني ! ما ذَنبي تَتشوهُ ابصاري "

تَكلمَّت بِغيضٍ تُحاول إخفاءِه بَحركاتِ يديها و تعابيرِها ثُمَّ إستدارَت تُعطي الثانيَة ظهرِها و هي تَقضمُ شَفتيها ، مِن الواضٍح جدًا انها تَشعُر بالغيرَة

تيسا ناظَرت ظَهر الاميرَة مُطولاً بِغرابَة فقامَت بِدخول الغرفة و على غِرر أمر ايليزا هي أغلقَت الباب و بِقوةٍ ايضًا ، سَمِعت ايليزا صوت الإقفال و التفتت بِسُرعَة مُوسِعة عينيها " لَقد اغلقتهُ! فَعلتها!! " تَحركت مُسرعَة و وَقفت قُرب الباب " هل عَلي طَرقه ! لا لَحظة فلتمر دَقيقة و أفعل ، ليس عليه ان يُلاحِظ شيئًا " هَمِست

تيسا دَلفت الي الغُرفة و وَجدت جونغكوك جالسًا على الفِراش يُناظِر الفَراغ بِتفكير ، دَنت منهُ و انحَنت تُعطيه كأس الماء " تَفضل " إنتشلهُ منها و شَكرها لِيتجرع منهُ و يُطالعها " لِما كَذِبت ..؟ " نَظر بِعينيها

عَبثت تيسا بأصابِعها و طالَعتهُ قائِلَة " أنها اميرَة و مَعها الكَثير مِن الحَرس ، شعرتُ انكَ لا تُريد ان يعرِف احد من تَكون او لِما انت هُنا لِذلك اردتُ اخفاء الامر و حَتى جدتي أخبرتني ان أفعلَ ذَلِك "

إبتسَم جونغكوك و طبطب على كَتفها " أحسنتِ لقد فعلتِ الصواب " بالكادِ أنهى جُملتِه و إستَمع لِصوت طرق الباب بِرفقة قَولِ ايليزا بِنبرةٍ عالِيَة " هيا اُخرجي ايتُها الصَبية ، لقد شَعرتُ بالمَلل و الجَدة غادرت لِشراء الحَلويات "

تأفأفت تيسا بإنزعاج و نَهضت " انظُر هي حقًا جَميلة و فاتِنة! لَكن شَخصيتها مُزعِجة و مُتطفلة! تكادُ تلتهِمك الم تَراها ..؟ "

جونغكوك حَدق في الباب و إبتسَم لا اراديًا " * انتِ لم تَري من شخصيتِها شئ بَعد ، ان كانت هذِه ايليزا التي أعرِفُها فهي حتَمًا ستفتحُ الباب بعد ثلاثةِ ثوانٍ * اجل ، يَبدوا انها مَغرورَة لَكِنها جَميلة بِحَق! " نَظر الي تيسا المُنزَعِجة مِن تَعليق القائِد على جَمالُ الاميرَة

فُتِحَ الباب عَليهِما قَبل حَتى أن تُرتِب كلماتِها للرَد و دَخلت ايليزا بإندِفاع مُبحلِقَة في كليهِما " لَقد مرت دَقيقة و اربع و اربعونَ ثانِيَة منذُ دُخولك ، تأخرتِ هيا انا لَم تُضيفيني شيئًا منذُ اتيت! " أشرَت لها بيدِها ان تخرُج و ناظَرت جونغكوك بِغيض و بُغض

الأسيوي كانَ يَبتسِمُ فَحسب على شَكلِها اللطيفُ ذاكَ مع غَضبِها الغَير مُبرَر ، خرجت تيسا مَعها و أغلقت ايليزا الباب فإستَلقى هو الي الوراء و طالَع السَقف " كِذبةُ الزواج هذِه لن تُفيدَني بِشئ إلا النَيلُ مِن ايليزابيتا "

أقفلَت الاميرَة الباب و عادَت بِخُصلةٍ مِن شعرِها خَلف اُذنها " بِصراحة انا جائِعَة جِدًا ! " تَكلمََت و تَمشت تَجلِس فوق الكُرسي الذي سَبق و وُضِع لها

تيسا قَلبت عيونِها بملل و سارَت صوب المَطبخ " ساطبُخ العَشاء الان لَكِن أرجوكِ لا تُفكري انهُ سيكونَ مِثاليًا فنحنُ على قَدِ الحال " لَحِقتها الاميرة بِعَينيها حَتى دَخلت ثُمَّ عاودت النَظر الي باب غُرفة جونغكوك الذي فُتِح

الآسيوي فَتح الباب و خَرج من الغُرفَة مُطالِعًا الايطاليَة ذاتِ العُيون المُوسَعة ، مَثلَّ انهُ لا علاقَة تَربِطُه بِها من الاساس و تَمشى نَحو الحَمام ، ايليزا غَضِبت و تتبعتهُ فَمنعت عليه إغلاق الباب و دخلت خَلفهُ بسرعَة

جونغكوك نَظر اليها قارِنًا حاجِبيه بِعدمِ رِضى " مالذي تَفعلينه! لِما تدخُلين خَلفي بِحق الجَحيم ..؟ " تَكلَّم بِصوتٍ خافِت كي لا تَسمعهُ تيسا ، الأميرَة أسندَت ظَهرِها على الباب و هي تُطالعه " جونغكوك هَل انت بِخَير؟ هل فقدت ذاكرتَك ؟ الا تذكُرني ..؟ "

إقطُتِبَت حواجِب القائِد مُتعَجِبًا مِما تَدلِفُ بِه و سَكت مُكتِفًا يداهُ الي صَدرِه بَينما يُطالِعُها ، ايليزا إقترَبت منهُ و مَسكت بِعضده " جونغكوك هَذِه انا! ايليزا! السينيورا ايليزابيتا الا تذكُر همم؟؟ " قَوست حاجِبيها تُطالِعهُ بِقلق

هو لَم يُجِبُها و بَقى مُلازِمًا للِصمت و عُيونِه لا تُفارِقُها ، الوَضعُ أقلقَها اكثَر و جَعل جَبينها يَتعرق " ا..انت حقًا تَزوجتها او ماشابه ..؟ هل حَقًا فعلت جونغكوك ؟ هَل تخيلتَ عن كونكَ جونغكوكًا و اصبحَت ركانًا ..؟ "

أخفَض جونغكوك عَينيه الي يدِها الناعِمة التي تُمسِكه و قامَ بإزالَتِها عنهُ فَأعلى نسريتيه الي شَهليتيها " انا أذكُرُكِ ايليزا ، انتِ الشَخص الوَحيد الذي لا يُمكنني نِسيانهُ مَهما حَدث "

إجابتهُ البَسيطَةِ هَذِه لَم تَكُن كَذلِك علَى خافِقها ، لَقد أحدثت ذُعِرًا لأضلُعها و أرجَفت نابِضُها بِعُنف ، إبتَسمت بِخفوت و لازالَت تُبقي إتصال عَينيهما قائِمًا

" لَكِن ..! تَذكُري لكِ او نسياني لَن يُغير شيئًا فهمتِ .؟ سَتبقين ذِكرَى محطوطَة على رفوفٍ قديمَة مِن الأطلال ايليزابيتا " إتمامِه لِكلماتِه مَسحت ابتسامتِها و رَسمَت مَلامِح مَذعورَة و مُندهِشَة " مالذي تَقوله ..؟ "

أفلَت جونغكوك يدِها بِعُنف و دَنى مُحاصِرًا اياها ضِد الباب فأسند كِلتا يَديه بالفُرب مِن وَجهِها ، إنخَفض اليها و ألصقَ انف كِليهما بينَما يُطالِعُها بأشد نَظراتِه حِدَةً " لانهُ إختيارُكِ ، ألم تَختاري أن تَحتمي بأذرُعِ السُلطانِ مني ..؟ الم يَكُن خيارُكِ سينيورا ..؟ "

إرتَعبت مَلامِح الاميرَة و ضَغطت على فُستانِها تَتجولُ داخِل عيونِه الحادَة ، حَركت رأسِها ايجابًا و هَمِست بصوتٍ خَفيف " بَلى كانَ خِياري "

ضَرب جونغكوك بِقبضته بالقُرب من رأسِها و هَسهس بِغَضبِ تسبب بإنتفاضِ جَسدِها " اذًا ؟ مالذي تَنتظرينه ؟ لِما تحومين حَولي ؟ انتِ اخترتِ مصيرُك سينيورا لِذا ابقي بعيدَةً عَني فهمتِ ؟ ام أنكِ تودين جَرجرتي وراءِك كالكَلبِ الي ذاكَ السُلطان حَتى تنتقمي مِني أكثر ؟ "

أخفَضت ايليزا عَينيها الي الأرضِ تُناظِر قَدميه القريبَة من خاصتيها تَحجبُ عن نسريتيه دُموعِها التي تَشكّّلت لِلتو ، انهُ مُحِق في كُلِّ كَلمةٍ يَقولُها و هي لَن تَنكُر ذَلِك ، هي تَودُ الإنتقام فِعلاً لَكِن لِسبب ما ترغبُ بالبقاء قُربه دومًا

" انا مَن اخترتُ ذَلِك صحيح! " أعلَت شهليتيها اليه و حَدقت بِمُقلتيه الكُحليَة " و أردتُ الذهاب الي السُلطان و الإحتِماء به مِنك! و مِن ملِكك القَذِر " دَفعت بِجسدِه الي الخَلف و أعطتهُ ظَهرِها تُزيل قَطراتُ عيونِها المالِحَة

جونغكوك رآها بالفِعل حينَما طالعتهُ و كوَّر يَديه بِشدَة مُبحلِقًا في خُصيلاتِها العَسليَة التي تُقابِلُه " لَكِن.. انا لا اُريدُكَ أن تتأذى جونغكوك " هَمِست بِنبرٍ بِصعوبةٍ بالِغَة تمكَّن مِن سماعِه فأقبلَت عَلى فتحِ و المُغادَرة

أحسَّت بِتلكَ الأذرُع القَويَة تُحيطُها مِن الوراء و تُقيِّدُ جَسدِها بالكامِل ، أبقَت يدِها على المِقبَض و صَدرِه العَريض يَدنو رُويدًا رُويدا مِن الخَلف حتى إحتواها كُليًا مِما أنساها ذاكَ العناقُ الخَلفي العالَم بأسرِه

أنزَلت ستائِرَ جُفونِها و لَحقت الدُموع تَتسابقُ عَلى خَديها واحِدَة تِلو الأخرَى لِتنزل عَلى كَفِه الأيمن الذي يَحتوي بِه خصرِها و يُقرِبُها منهُ أكثَر ضاغِطًا عَليها كَما لو انهُ أرادَ إدخالِها وَسط أقفاصِ صَدرِه و الإقفالُ عَليها برفقةِ قَلبِه

سيتَجاورانِ بشكلٍ مِثالي ، رُبمَا سَتُعلِمُ ذاكَ النابِض الحُب

القائِد أحسَّ بِرغبةٍ ماسَة الي هَذا الحُضن و إزدادَت رغبتهُ أضعافًا عِندنا أقدَم عَليه ، أرجَعت ايليزا رأسِها الي الوراء و أسنَدتهُ على كَتِفه الأيمَن فقامَ هو بِرفع إحدَى يَداهُ و أبعَد بِها خُصيلاتِها العَسليَة التي تُعانِق عُنقِها لِيدنوا بِرأسِه سارِقًا مكانِها

حَشر رأسِه بِعمقٍ داخِل رَقبتها و أغلَق كُحليتيه مُتنفِسًا بِبُطئ كَما لو أنهُ يَشحن طاقتهُ مِن جَديد ، كِليهما لَم يَنبِسَا حَرفًا واحِدًا بَل إحتَضنا الصَمت طرفًا ثالِثًا بينهِما ، مَن طَرد ذاكَ الهُدوء صَوتُ ايليزا الخَفيف و هي تُناديه بَعد بِضعةِ دقائِق " جونغكوك ..؟ "

هَمهمَ لَها و هو على حالِه يَغرسُ رأسهُ أعمق بِرقبتها مُنتظِرًا كَلامِها لَكِنها لَم تَتحدث بَل سَكتت مُجددًا و فَتحت عُيونِها تُطالِع السَقف بينَما تَضغُط بيديها عَلى خاصتيه التي تَحتَضِنُها فقامَ بِرفع وَجهه المُخدَّر نحوِها من رائحتها و هَمِس " ماذا ..؟ "

أدارَت رأسِها اليه و بَحلقت بِعينيه الذابِلَة و الناعِسَة لِتبتسِم بِخفوت " ألا يُمكننا الذَهابُ الي كوريا ..؟ " تَحدثت بِنبرةٍ كَبسمتُها مِما جَعل جونغكوك يَتبسُم هو الأخر و يَبتعد عنها مُمسِكًا كَتفيها فأدارها اليه " تُريدين الذهاب الي كوريا ..؟ "

حَركت رأسِها بِنعم و جَذبت شَعرِها الي الأمام تُغطي بِه إحمِرار عُنقِها " نَعم اُريد ، ألا يُمكِنُنا ؟ " نَظرت بِعمقٍ في كُحليتيه التي تَتفحُصها بِلا تَوقف ، جونغكوك عاودَ الإمساك بِشُعيراتِها الذَهبيَة و أرَجعها وراء اذنِها لِينخفض و يَترُك قُبلة أسفل مَسمعها فَنفى " لا ، لا يُمكِنُنا " إرتَفع اليها

كانَت تَعرِفُ الاجابةُ مِن البِدايَة لَكِنها وَدت تَجرِبَةُ حَظِها و لَم يُفلِح الأمر ، جونغكوك حَتمًا لَن يَتخلى عن سُلطتهِ في اليونان مِن أجل اي شَخص خُصوصًا هي تَعرِف غايتهُ جيدًا و تَعلم أن نِيته الإستِلاء على العَرش

" إذًا ، انا ساُغادر الان ، سيكونُ السُلطان مُراد في انتظاري " هَمِست و أفلتَت يدِه التي سَبق و مَسكتها بإحكام ، إستدارَت مُتنفِسَة بِثقل لِتمروح أمام عَينيها حَتى يَخِف إحمرارِهما " ايليزا ..؟ "

إلتفتت بِرأسها اليه و نَظرت بِعيونِه لِتهُمهم ، جونغكوك بَحلق في شَهليتيها لِوقتٍ طَويل و هو ساكِت يُراجِع سُؤالِه في عَقلِه مِرارًا و تِكرارًا

" الحُب .. أمِ .. الإنتِقام ..؟ "

شَرِدت الأميرَة في سُؤالِه و هي تُطالِع كُحليتيه التي يَنتظِرُ صاحِبها الجواب بِفارِغ الصَبر ، بَللت شَفتيها بلسانِها و كوَّرت يَديها قويًا حينَما مرَّت مشاهِد مَقتل عائَلِتها أمامَ عُيونِها يَوم زِفافِها

إسوَدت نظراتِها و إحتَدت عينيها لِتنظُر داخِل كُحليتيه " الإنتِقام " فَتحت باب الحَمام و غادَرت صافٍعَة اياهُ وراءِها ، الآسيوي بَقى واقِفًا مَكانهُ يُفكِّر في اجابتُها مُطولاً فأخرَج مِن جَيبه ورقتها و مَسح عليها بإبهامِه " مَهما أعمى الإنتقام بَصيرتُكِ فانتِ ضَعيفة أمامي " هَمِس

خَرجت ايليزا مِن الحَمام و قابَلتها تيسا المُتفاجِئة مِن إحمِرار ملامِح الاميرَة و انتفاخِ عينيها " اءء سُموكِ هل انتِ بِخَير ..؟ " اقتَربت منها لُتشيح ايليزا شَهليتيها المَغمورة مِن الدُموع بعيدًا و تنبِس بصوتِ مكتوم " ساغادِر الان ، شكرًا على الضِيافة " دَنت مِن الباب و فَتحته حَتى تَخرُج

غادَرت البيت الي الأخر و ظَلَّت تيسا مصدومَة " ماذا بِها بدأت تبكِ فجاةً ..؟ هل ضايقَها أحد ؟ رُبما راكان فَعل! " إلتفتت حَولها و نَدهت على جرنغكوك الذي قَفز من نافِذة الحمام الي نافِذَة غُرفته و هَمهم لها من الداخِل

اقتربَت و فتحت عليهِ الباب لِتُطالِعهُ " هَل تحدثتَّ مع الاميرة ..؟ ذَهبتُ الي الجيران لاسأل ان كان لديهم طماطِم و عُدت وجدتها تَبكي! " سارَت الي الداخِل و دنت منهُ و هو جالسٌ على الفِراش يقرأ كتابًا

لا يقرأه فِعليًا لكنهُ يُمثِّل الإنشِغال

رَفع كُحليتيه الي التُركيَة و لوى شَفتيه بِعدمِ عِلم تزامُنًا مع قَوله " أجل جاءَت سألتني ان كنتُ شَخصًا ما ، لابُد انها شَبهتني بشخصٍ كانت تُحبه لِهذا بَكت " أغلقَ الكِتاب و وضعهُ الي جانِبه

بَقت تيسا صامِتَة تُراقِبهُ بِشك و هَمهمت " انتَ متأكِد انك لا تعرِفُها؟ بَدوتما تعرِفان بعض و جِدًا ..؟ " نَطقت مُتسائلة لينَهض جونغكوك مِن مكانه و يقترِب من الصُغرى مُخفِضًا ابصارُه اليها ، سَكت لِبُرهَة ثُمَّ إبتسَم " انا لستُ مُضطرًا لِتبريرِ شيئًا لكِ ، لانكِ لستِ مُهمَة "

تَوسعت عُيون الصُغرى مِن وقاحتهِ في الحَديث و شَعرت بالتَوتُر فغادَرت مُسرِعَة ليُغلِق جونغكوك من وراءِها الباب و عاد لِلجُلوس مكانهُ قُربَ النافِذَة

كانَ الليلُ قد حَلَّ فقامَ هو بِفتح النافِذَة و لم يَجِد حُراسًا من الجِهة الجانِبية ، رَفع كُحليتيه الي الشِرفَة التي رأى فيها الأميرَة سابِقًا فَلمحها مُجددًا و هي تَقِف تُمسِك بالسُور و تُغلِق شهليتيها رافِعة رأسِها الي السَماء

كانَت الرِياح تَعبثُ بِخُصيلاتِها العَسلية و تُراقِصها مع ألحانِ البَردِ و الهَواء ، فَتحت مُقلتيها حينَما أحسَّت بِوجودِه في الجِوار و أنزَلت انظارِها الي نافِذتهُ فَوجدتهُ يُبحلِقُ فيها دونَ تَوقف

حاوَطت ذِراعيها مِن البرَد و قَرنت حواجِبها و هي تُناظِره بِمُحياها المُحمَّر مِما تكاثَرت فِتنتُها أضعافًا مِما هي عَليه ، الإثنين لَم يَتنازلا عَن حَقِهما بالنَظر بِعين الثاني ، كِليهما مُصرَين على النَظر أطول فأطوَل

كَيف سَمحت لِنفسِك أن تُحدِث هَذِه الفوَضة بي ، ألا يَكفيك قَتلُ عائلتي ..؟

كَيف سَمحتِ لِنفسكِ ان تُحركينَ مشاعِرًا رَكِدت لِسنوات ، ألم تَكتفي مِن انتقامُكِ بَعد ..؟

لِنترك الأمر يَنتهي قَبل بِدايته جونغكوك

ما هي هواجِسُكِ ايليزا ..؟

العِشق

•••

" سَيدي لَقد أرسلتُ عساكِر يَبحثون عن زامير الان ، حتمًا لم تَبتعِد كَثيرًا " نَطق تايهيونغ بَعدما أرسل جنودًا و أمرهُم بإيجاد اللِصَة ، إستدار لهُ أندرو و هو قَلِق فإستنَد بيداهُ على كُرسي المَكتب و رَفع عينيه الي العَسكري " انا واثِق ان جونغكوك سيذهب الي قصرِ السُلطان تايهيونغ ، جونغكوك سيبدأ بالإنتِقام مِما فعلهُ عَمي به " هَمس

" لَكِنها قِصة قديمَة سيدي ، لا أعتقِد أنَّ القائِد لازالَ مُهتمًا بذاكَ الخِلاف ، أعني مرَّ عَشر سَنوات بالفِعل " نَظر بِعينين اللورد المُتوتر و الذي سَحب الكُرسي و جَلس " لا أعتَقِد انهُ نَسى ، لَقد قتل عَمي بالفِعل و لَم يَكفهِ الأمر ، جونغكوك شَخص يَكُن الضغينَة و لا يَنسى من ساءَ اليه حَتى و ان بالخطأ "

أرجعَ اللورد خُصيلاته الي الوراء و نَظر الي تايهيونغ " علينا الذهاب الي اسطنبول ، سأتحججُ لخالي بكامِل الحجج ، يجِب ان نَصِل الي القَصر قبل جونغكوك " اومئ لهُ العسكري و إنحنَى بِخفة " سأرتِب الي أمر تَحرُكنا سِرًا حضرة اللورد ، لا تَخف " إلتفَت و غادَر تارِكًا الأمير سارِح الذِهن

•••

- اليَوم الذي يَليه -

إستَيقظت ايليزا باكِرًا عَلى صوتِ طَرق الضابِط لباب غُرفتِها ، هي لَم تَحظى بنومٍ طيلَة الليل فَقط أغلَقت عينيها لِبرهَة و فتحتهُما للتو تزامُنا مع طرقِ الضابِط ، نَهضت من السَرير و سَحبت روب النوم الخارِجي لِترتديه و تسيرُ نحو الباب تقومُ بِفتحه

طالَعها الضابِط و تَعجَّب مِن جَمالِ ملامِحها المُنتفِخَة و المُحمرَة بِشكلٍ طَفيف ، كانَ عَلى شَعرِها نَفشةً خَفيفة اينَما كانت هي تقومُ بإخراجِه من اسفل الروب و تَسنُده على صَدرِها " هل سَنتحرَك الان ..؟ "

سُؤالها أخرجَ الضابِط مِن سرحانِه أينَما تَحمحمَ و أخفضَ بصرِه " سُموِك اتيتُ لأناقِشكِ بِذلك ، في الواقِع قيل ان اليوم سيقيمونَ احتفالاً بالقَرية و وَدَّ القرويون لو ان تَبقي و تَحضرين إحتفالَهُم "

كَتفت ايليزا يَديها الي صَدرِها و نَظرت بعيدًا تُفكِّر أن بقاءِها هُنا سَيدعُها تُخالط الآسيوي أكثَر دامَهُ لم يُغادر بعد ، طالَعت الضابِط و همهمت " حسنًا لنبقى ، لابأس معي اساسًا لم أرتح جيدًا بَعد " مَسدت رَقبتها بِتوجُع

" لكن سُموكِ هل انتِ بخير ..؟ منذُ ان عدتِ من منزل الجارِ و ملامِحُكِ ليست بِخَير ! هل فَعلوا لكِ شيئًا ..؟ "

" لا! فَقط مِزاجي سَئ مِن قلة النَوم ، ان أنهَيت سأدخُل استَحِم " أغلَقت الباب و إستنَدت عليه مُتنهدَة ، أرجَعت رأسِها الي الوراء تَستعيدُ ذِكريات ليلَة البارِحَة

إقتَربت من السرير و أزالَت الغِطاء تُطالِع تِلك البُقعَة الحَمراء عَلى فِراشِها و بَعض الخُصيلات السَوداء الواقِعَة عَلى الوِسادة المُجاورَة لِخاصتِها

جَلست على السَرير و مَدت إصبِعها السَبابة تَتحسسُ بِه بُقعةُ الدَم لِتتنهد بِعمق و تَستلقي على ظَهرِ السَرير مُطالِعَة الفَراغ " مالذي فَعلتُه ..؟ " هَمِست

نَهضت مِن الفراش بَعدما فَكرَّت مُطولاً و إستَرجعت كامِل لَحظات ليلَةُ الأمس ، لَم تَكُن ليلَةٌ عادِيَة البَتة ، حَدث فيها الكَثير ، تَمشت نَحو الشِرفة و قامت بِفتحها لِتطل بِعينيها على نافِذة جونغكوك و لَم يَكُن موجودًا

تَقوست حواجِبها بِخفَة " هَل غادَر و عاد الي اليونان ..؟ " تسائَلت و أطلَقت تنهيدَة عميقَة " انا فقط مُشوشَة ! و غَيرُ قادِرَة على التَفكير بِعُقلانِيَة حتى ، ما بي أصبحتُ ضعيفَة بِهذا الشَكل ..؟ اين ايليزابيتا التي كانَ أبي يتباهى بِها أكثر من اخوانِها الشَباب ! "

واشَكت على الدُخول لَكِنها تَوقفت حينَما صَفعت مؤخرَة رأسها ورَقةً مُنكمِشَة حول بَعضِها البَعض ، عَقدت حاجِبيها و نَظرت الي من رماها فإذ بِه جونغكوك الواقِف عند نافِذته يَحتسي قَهوته الساخِنَة

لَوت شَفتيها بِعدمِ رِضى فَهي عَلِمت ان نظرتهُ تِلك نَظرةُ إنتِصار ، هي سَمِحت لهُ ان يُعلن سَيطرتهُ عَليها و يَكسِب اللُعبة ، إنحنَت و حَمِلت الورقَة لِتقوم بِفتحها

قرأت ما بِداخلها و إذ بِه كالآتي
هيهاتٍ قَد ذاقَت الأحاسيسُ المُرَّ حَتى المَمات ، الحُبُّ غُرِسَ في الصَدرِ دونَ أدنَى إثبات ، خُِّدرَ العَقلُ مُتغيبًا كالنائِمُ في السُبات ، الجانيَ يَضخُ الدمَ في العُروقِ مُنتَصِرًا بالآهات ، آهاتٍ تُغادِرَ فمٍ يَهابُ التراهات

{ أهوُ الحُبُّ مَن يُغرَسُ ام الإنتِقام ..؟
أثبتِ لي عَكس اجابِتُكِ ليلة الأمس سينيورا
انا اُنصت للأفعال لا للأقوال
بالمُناسِبَة ، انتِ كاتبَة ماهِرَة }

دَفعت بِحاجبها الي الأعلَى و هي تَقرأ ما كَتبهُ و ذاك الخَط الذي وَضعهُ فوقَ كَلِمتها السابِقَة - الوَجع - و إستبدلَها بِخطِه الجَميل بِـ - الحُب -

لَوت فَمِها بعدمِ رِضى و ما إن أتت حَتى تُحدٍثه عن الذي فَعلهُ وجدتهُ ذَهب و أغلقَ النافذة ، تأفأفت بِضجر و دخلت الي الحُجرة لِتصفع باب الشِرفة

" ذَلِكَ الغَبي ..!! حسنًا على الأقل انا اعلمُ نيتي ماهي ، هو لا يَعرِف ما اُجهز لهُ و لِما سمحتُ له بِفعل ذَلِك مَعي " جَلست على السَرير تقرأ الورقة و الخاطِرَة فتَبسمت لا اراديًا " يَملِكُ خَطًا جَميلاً .. جِدًا "

تَحسست تلكَ الأحرُف التي نَقشها بنفسِه فَوعت على نَفسِها حينما طُرِق الباب لِتنتفِض و تَتحمحم " اُدخل " طَوت الورقَة و خبئتها في صَدرِها مُطالِعة الباب بإهتِمام ، فُتِح الباب و دَخلت إبنة صاحِبة المنزِل و هي تَحملُ صُندوقًا

" سُموِك لقد أتيتُ كي اُجهزَكِ للإحتِفال الليلَة " إقتَربت مِن الأميرة التي إعتَدلت بٍجلستها و همهمت مُتفهمَة " حقًا ..؟ هِمم ما هو هذا الإحتِفال اعني لِما تقومون بِفعله ..؟ " طالَعت الصَبية التي وَقفت عِند رأسِ ايليزا و اخذَت تفتحُ الصُندوق و تُخرِج منهُ الفُستان

" اُنظري سُموِك ، اليومَ يُصادِف 14/2 و الذي يُسمّّى بِيومِ الحُب لَدينا " جَلست الصَبية خَلف ايليزا و أخذَت تُزيل عنها فُستانِ نومِها بِحذَر فكانت الأميرَة تَستمِعُ لها بإهتِمام بالِغ " يومُ الحُب ..؟ اه! حقًا؟؟ " إستدارَت لها بِسُرعَة " انهُ مِثل الأمريكيُّون! كانَ السفير الامريكي كُل عامٍ في هذا اليوم يُرسِلُ لي فيه هدايا! " ضَحِكت بِخفة مُتذكرَة ذَلِك

إبتَسمت الفتاة على عَفويتها و حماسِها و همهمت لها " صحيح ، لقَد نُقِلت ثقافَتهُم لنا مؤخَرا ، لَكِن حَدث ذلِك بِسبب أن بِمثل هذا اليَوم قَبل عِشرونَ عامًا تمََ قَتل إثنين مُحبينَ رجمًا بالحِجارَة بَعد أن هَربا سويًا حينَما رفضَ الأهل تزويجهُما ، قُتل كليهما في قَريتنا ظُلمًا و ذنبهُما كان فقط الحُب "

مَسكت المِشط و بدأت تُمشط للأميرَة شعرِها بعدَما فَتحت لها خُيوط فُستانها و تركتهُ متدلٍ ، ايليزا ذَبُلت ملامِحُها بأسى و نَظرت الي اصابِعُها بِحُزن " لا أعتقِد ان الحُب عادِل ، أنهُ فَقط يَعبثُ في قلوبِنا و بِذات الوَقت لا يُهدينا من نُحِب "

لملمَت الصبيَة شعرَ الايطالِيَة عالِيًا و ربطتهُ لها بعدمَا قامت بظفرِه ، طَلَّت على وجه الاميرَة الحَزين و إبتَسمت " سُموِك من الواضِح انكِ واقِعة بالحُب! " إلتفتت لها الاميرَة بِسُرعَة و هَزت رأسِها نفيًا " كَلا ، فعلتُ بالسابِق و توفيَ زوجي " هَمِست

نَهضت الفتاة و أخذَت تُجهِز حاجيات الحَمام الخاصَة بِسُموِها و نَبِست بعدما إنحنَت لها و مَسكت بِذقنها تُطالِع إحمِرار خَديها و النورِ المُنبثِق مِن وَجهِها " لَكِن الحُب الذي اراهُ على وَجهِك جَديد مَولاتي ، انهُ بالقُربِ منكِ هُنا " هَمِست و نَقرت أنف الاميرة " دعيني اتمَّ لكِ القصة بالحَمام كي نكَتسِب الوَقت "

غادرتا سويًا الي الحَمام و ازالتا كليهِما ثيابِهما مَع لفِّ مِنشفةٍ تُغطي عورتِهما عن الأخرى أينما راحَت الصبيَة تُحمِم الاميرَة الشارِدَة " إذًا كَما اخبرتُكِ انهُ كلَّ عامٍ في هذا اليوم نَقومُ بإحياء ذِكرى وفاتِهما بالإحتِفال و تَزويج كُلَّ مُتحابين عَقدا خُطوبتِهما في السابِق ، و ايضًا يَعتِفُ الكَثيرون لِبعضهِم في هذِه الأمسيَة " تَكلمَّت الفتاة و قَد بدا عَليها الحماسُ الشَديد

ألفتت ايليزا رأسُها اليها و ابتسَمت " هَل حقًا تَفعلون ..؟ الأمر لَطيف حقًا ! لابد انهُ يوم مُميز كَثيرًا لديكُم ، أحببته " شَطفت الفتاة الصابون عن جَسد الأميرَة و إقترَبت تنظُر الي عُنقِها من الخَلف " سُموِك هل لَسعتكِ حشرةً سامَة ..؟ " إلتَمست تلكَ البُقعَة الزرقاء في رَقبةِ الإيطاليَة التي تسمَّر جَسمها بالكامِل و تَفرقت شَفتيها " ءءء ح.حشرة .. اهه . لابد انها كَذِلك "

ضَحِكت الفتاة و طالَعتها ايليزا بإحراج لِتهمس الصبيَة " لا عليكِ كنتُ امازِحُكِ ، لقَد فهمتُ الأمر " سَكبت عليها الماء لِتقضم الاميرَة شَفتيها مُعتصرَة مَنشفتها المُمتلئة بالمياه و الصابون

غادَرت الفتاة و تَركتها تَغسلُ مناطِقها بِمُفردِها فإستَحمت بالكامِل و جَففت نَفسها بِمنشفةٍ غيرُ مبللَة مُرتديَة ملابِسها الداخِليَة ، أقدَمت الصبيَة بعد ذَلِك على إلباسِها فُستانِها ثُمَّ تَسريحِ شعرِها العَسلي مَع تَسريحةٍ خَفيفَة حيثُ جعلتهُ مُجعدًا لها من الأسفَل بِرفقة القليل مِن مساحيق التَجميل البسيطَة

كحلَّت لها عَينيها مَع وَضع أحمرِ الخُدود بإستِعمال أدواتِهم البِدائيَة ، وَضعت لهت مُحمِّر الشِفاه الزَهري و أخيرًا أضافَت على شَعرِ سُموِها تِلكَ القُبعَة الإيطالِيَة الخاصَة بالطبقةِ المُخملِيَة

" سُموِك في هذا الحَفل نحنُ نرتدي الأقنِعَة ، لذلَك سترتدين هذا القِناع الأبيض الذي يَحتوي على الريش " قدَّمت لها القناعُ الذي مَسكتهُ ايليزا بينَ يديها بِذهول " ياه! جَميلٌ لِلغايَة " هَمِست و أزالَت القُبعة لِتقوم بإرتداءِه

إبتَسمت بأعجاب مُتفِحصة ذاك الريش بأصابِعها " أحببتهُ " هَمِست

كانَ القِناعُ مُتماشِيًا مَع لِباسُها الأبيض و خُصيلاتِها العَسلية المُموجَة بشكلِ طبيعي خَفيف ، القناعُ اخفَى عينيها و نِصف وَجهِها لَكِنَّ بِطريقَة ما قَدَّ أضحَت الفِتنَة تَشتعِلُ غيرةً مِن طِلتها

•••

" ما مَعنى هذا ..؟ " تكلمَّ جونغكوك بِملل و هو يتناول مِن التفاحَة مُشاهِدًا تيسا أمامهُ تَطوي المَلابِس و تشرحُ لهُ عن أمر الإحتِفال بِحماس " انت ستأتي معي صحيح ..؟ " قالَت خاتِمَة حوارِها لَكِنها تَلقت اجابةً لا مُباليَة من الآسيوي الذي ردَّ بِبساطَة " لا "

تَوسعت عينانِ تيسا و قفزت من مكانِها حَتى أصبَحت امامهُ مباشرّة و هي تَحمل ذاكَ القِناع الأسوَد بينَ يديها " اُنظر سَترتدي هذا القِناع و لن يَعرفك أحد اُقسم !! " تَحدثت بِترجي و هي تُحاول تَشكيل ملامِح طُفوليَة لعلَّها تُؤثِر بِه

مَسك جونغكوك القِناع الأسود مُتفقِدًا اياهُ بينَ يديه ثُمَّ نَظر بِعينين تيسا اللامِعَة " لا يَهمُني ان عَرفني أحد ام لا! انا لا اُريد الذهاب بالمُختَصرِ المُفيد هذِه ليست اجوائي ثُمَّ قد حانَ موعد مُغادرتي لقد تَحسنتُ الان " رَمى القناع جانِبًا و إستقامَ مُتجهًا خارِج الغُرفَة

" لَكِن الاميرَة الايطالِيَة ايضًا سَتحضُر " نَهضت تيسا و هي تُمسِك القِناع بينَ يديها مُحدِقة في ظهرِه ما إن تَوقف عن السَير ، إبتَسم بجانِبية و إلتفت عائِدًا صَوب الصَبية العشرينيَة و حَدق بعينيها " ان كنتِ تعتقدين ان الأميرَة تَهُمني فانتِ مُخطِئَة ، إن ذَهبت سأذهب فقط كي لا أكسر بِخاطِرك " طبطب على رأسِها و انتَشل منها القِناع " هيا إذهبي لِتُجهزي نَفسُكِ "

قفَزت تيسا بِسعادَة و نَطَّت عَليه تُعانِقه بِقوة حَتى إرتَفعت قَدميها عن الأرض " ياااااي ، انتَ الافضَل " هَتفت بِسعادَة و تنحَنت عنهُ راكِضَة الي الخارِج بِخجل

قَضِم جونغكوك من التُفاحة بلامُبالاة و تنَهد مُطأطأ بِرأسِه " حقًا النِساء!" إلتفت الي المرإه و اقترَب يتفحصُ وَجهه " احقًا انا وَسيم ؟ " لَفَّ ملامِحه يتفقدُها جيدًا ثُمََ إبتسَم بِرضى " بَل الأوسمُ على الإطلاق! " غَمز لِنفسه و غادَر الي المَطبخ يُحادِث الجَدة

•••

حينَما حلََ قَمرُ المَساء مُعلِنًا عَن بدأ غفوةِ الشَمس بدأت تَرتيباتُ الحَفلِ تزدادُ صَخبًا بإرجاءِ تلك القَريَة الجَبليَة ، الزينةُ كانت تُحيطُ البَلدَة بِرفقة الشُموعٍ و الزُهور و الفوانيس الزيتيَة تُنير الطُرقات المُؤدِيَة لِلحفل

العِرسان المُستعِدون لِزفافِهم كانوا مُتراصين الي جانِب بَعضِهم البَعض بِثيابِهم التَقليديَة لِبدأ عقدِ الكِتاب و جَمعِ أقدارِهما سَويًا ، ايليزا كانت عِند نافِذَة الغُرفة تُطالٍع العَربات التي تَسيرُ بإستِمرار صَوب الحَفل و تَمُّر مِن أمام البيت الذي تَمكُث بِه

إبتَسمت بِخفَة و سارَت الي الداخِل بعدمَا نَظرت الي نافِذة الآسيوي و لَم تَجِده ، تَمشت نَحو المِنضدَة و أخذَت منهُ القِناع لِتضعهُ عَلى عينيها و تَربِطهُ أسفَل شعرِها مُرتِبَة هيئتِها ، مَسكت زُجاجةُ العِطر و تَركت لَمساتٍ منهُ على أماكِن نَبضِها كَعُنقِها و مِعصميها

أخذَت عودًا و غَمستهُ داخِل العِطر لِتقوم بِتمريرِه بينَ ثدييها البارزِين بِفعل فُستانِها ثُمَّ مَررت العود ذاتُه خَلف اُذنِيها لِتبتسم بِرضى و تَترُك العِطر مَكانه

دَخلت الصبيَة عليها و ناظرتها بإبتِسامَة " انتِ جاهزَة..؟ سَنذهب الان " إستدارَت لها ايليزا و حَدقت فيها " اوه تَبدين جَميلةً جِدًا! " أطرَت عليها و هي تَدنو منها بعدَما لبست قُفازاتِها البيضاء التي تَملئ كامِل ساعِدها

" طِلتُكِ تُميزُكِ انكِ ايطالِيَة " تَكلمََت الصبيَة بإعجاب و حَدقت في قفازات الاميرَة التي إحتَضنت يديها بِمثالِيَة " اُحِب ان أتميَّز " تَكلمَّت ايليزا بابتسامَة و تَخطت الفتاة تَنزِلُ قَبلها الي الأسفل

نَظرت الي أخ الثانِيَة الواقِف عند الباب بِرفقة حَرسِ سُموِها لِتقترِب مُغادِرة المنزل ، حَدقت بالضابِط الذي فَغر فاهه بِخفَة و قالت " نَذهب ..! "

" سُموِك ألا تَحتاجين شريكًا ..؟ " أنصَتت الي صَوت الرَجُل الواقِفُ الي جانِبها لِتستدير اليه تُحدِق بعينيه " اوه ..؟ انت أخ يلديز صحيح؟ همم " ناظرت يلديز خَلفِها و هي تُغلِق باب المَنزل ثُمَّ عاوَدت النَظر الي أخيها

كانَت سَترفُض لَولا أن عُيونِها سَقطت علَى الآسيوي و هو يُغادِر باب المنزل المُجاور بِرفقة تيسا حيثُ كانت الثانِية تُحاوِط ذِراعه ، الكوري إحتَضن جَسدُه السوادُ مِن الأثواب ، بِنطالٌ أسود مَع قَميصٍ يُمثالِه ، خَصرُه يُحتضَن بِحزامٍ يكادُ يَصلُ الي صَدرِه مَع ذاكَ القِناع الذي يُغطي نِصفَ وَجهِه و تِلك القِلادة المُتدليَة على صَدر

كانَ سامِحًا لِنفسِه ان يَترُك أول ازرارِه مَفتوحَةً مِما يُظهِر تَصلُب ثَدييه ، لِبُرهَةٍ الأميرَة تَصلبت مَطرحِها و لَم تَجد اُكسجينًا تَملُئ بِه رئتيها ، تَفحصتهُ بِشهليتيها جيدًا لَكِنهُ لَم يَكُن مُنتبِهًا لَها بَل كانَ يَضعُ تِلك السيجارَة بينَ شَفتيه يُحاولُ اشعالِها

" إنها الأميرَة ! " سَمِعَ صوت تيسا بعدَما إنتبهت الي ايليزا فقامَت بالإنحاءِ لَها بإحتِرام ، كانت الفتاةُ تلبسُ فُستانًا قُرمزي يَصلُ الي مُنتصفِ ساقيها مَع قِناعٌ بذاتِ لونِ لباسِها يَحتوي على فُصوصٍ سَوداء

كانَ الريشُ يَدلُّ على الطَبقة المُخمليَة و الراقيَة فَحسب لِذا الأميرَة مَن كانت تَرتديه و كَذلِك يلديز نَظرًا لإمتلاكِ والدِها مَنصبًا كَبيرًا في الدَولة العُثمانِيَة

جونغكوك حَمّّل عيناهُ من الأرض و أوقَعهُما على سُموِها التي سُرعان ما تَحمحمَت و مَدت ذراعِها تُدخلها بِخاصَة الشاب الذي سُميَّ بِـ جاد " انا موافقة ، لِتكُن شريكي " إنحنى الرَجُل يُمسِك بِفستانِ الايطاليَة و يُنزِلها بِحذرٍ من الدِرجتين عند مَدخل المنزل

الآسيوي لَحِق سُموِها بِكحليتيه مَُغرَمًا بإطلالِتها المُتشبِعَة بالأنوثَة و الرِقَة ، رأى جاد يَفتح لها باب العرَبة و يُساعِدها بالركوب ثُمَّ صَعِد الي جانِبها و أغلَقهُ وراءِهما واضِعًا الستائِر حَتى اَختفى كُل شئٍ منهمُا

لَم يَروقُه الأمر مِما أدى الي إنعقاد حاجِبيه و حوَّل نظراتِه الي اؤلاءِك الحَرس الذين تَحركوا حَول العرَبة ، إبتسم بِجانبية و تَمشى بِجانب تيسا " * أغبياء ، حَتمًا لَن يتعرَفوا عَلي * " حَدق بالصُغرى التي رَدفت " ألم تَكُن جَميلة ..؟ هل تَعتقِد ان السُلطان إن رآها سيُعجب بها ..؟ "

تَحمحم و اخرَج السيجارة مِن شَفتيه و نَظر أمامِه " لا لَن يتزوجها ، لِما قَد يفعل مَثلا ..؟ اعني انها صَعبة الطِباع لن يَتحملها " حَدق بالعرَبة أمامِه وبَحلق في تِلك اليد التي خَرجت من السِتار يَليه رأسُ الاميرَة تَطِّل عليهِما

ما إن رأتهُ يَنظُر اليها دَخلت بِسُرعَة و تَوسعت عينيها بِدهشة " لَقد رآني تبا " تمتمَت و تَنفست بِتضايق ، ناظَرها جاد و هو يُشعل سيجارَتهُ " سُموِك هل يُضايقكِ شئ ؟ " حَدق بإختِه التي تَكتُب خِطابًا لِعشيقِها و رَفع حاجِبه

" انا بِخَير ، فقط لا أعلَّم اشعُر بالضيق مِن صُغر العَربة " مَروحت امام وَجهها و فَتحت الستار تَنظُر الي الخارِج و هي تَقضمُ شَفتها

" و من أخبَرك انتَ ان طباعِها صَعبة ..؟ " سألت تيسا مُحدِقة به بينَما تَقرِن حاجبيها بخفة " كنتُ أعملُ بالقَصر اليوناني كَعاملُ تَنظيف و هُناك كنتُ اراها دومًا تُحدِث المَشاكِل مع الجَميع " تَحدث جونغكوك بِبساطَة و ناظر الفتاة

" حقًا ..؟ هل رأيتَ القائِد جيون جونغكوك ..؟ " تَوقفت تيسا عن السير و أوقفتهُ من ذِراعه تُحدِق بعينيه ، جونغكوك نَظر جانِبًا و أدخل يديهِ بِجُيوب بِنطاله " اراهُ احيانًا فقط ، يَمر من الممرات التي اُنظفها ، لِما تسألين عنهُ ..؟ "

أخفَضت تيسا عينيها الي الأرَض " انهُ من قَتل أبي " جونغكوك قَضم وجنتهُ من الداخِل و إنخفض اليها ليُمسك بِذقنها و يرفع رأسِها مُحدقًا بعينيها " اُنظري يا صَغيرة ، هَذِه حَرب و النَصرُ للأقوى ، لَو لَم يُقتل والدِك كان أباكِ من قتلهُ هل فهمتِ ..؟ الحَرب تَقتُل الجَميل بداخِلنا جَميعًا لَكِن علينا التأقلُم فَحسب "

" لَكِن .. " تَنهدت و نَظرت الي يديها " ا..انا اعلم انكَ هو " رَفعت عينيها اليه " أعرِف انكَ انت جيون جونغكوك بِنفسه " هَمِست مِما أدى لإنقلاب ملامِح جونغكوك كُليًا خُصوصًا بعدمَا أردفَت " و انكَ على علاقةً مع تِلك الاميرَة الايطالِيَة .. سَمعتكما في الحَمام حينَما كنتما تتَحدثان "

الأسيوي نَظر حَولهُ و مَسك بِعضد تيسا لِيخفيها بأحد الأزقة و يُلصقها بالجِدار مُحدِقًا في عَينيها " ان كانَ صحيحًا ، و تعرفين انهُ انا .. لِما لم تقتلُيني ..؟ كانَت لديكِ الفُرصة "

رَفعت تيسا القِناع من عينيه الي شَعرِه و نَظرت الي ملامِح وَجهه المَنحوتَة بإتقانٍ فاتِن " حاولتُ قتلك .. لكِن لم أستطِع ، لدي غَضبٌ شَديد بداخِلي لانه بِسببك انا و اخي أصبحَنا وحيدين و بِدون مأوى لَكِن بذاتِ الوَقت لن أستفيد شَئ ان قتلتُكَ ، سأكون مُجرمة و سَتحزن تلك الاميرَة كثيرًا كَما حزنت امي على موتِ ابي و قتلَت نفسها "

إنقرنت حواجِب جونغكوك أكثر و ازالَ يدِها ليضع القِناع مُجددًا " و لِما انتِ مُتأكدَة انها سَتحزن ..؟ " نَظرت تيسا الي قَدميها ثُمَّ أعلت عسليتيها اليه و تَحدثت بإبتسامَة خَفيفة " لا أعلَمُ ما مَصيرُ كليكما في الأخر .. لَكِني مُتأكدَة ان بينكُما نوعٌ من المَشاعِر يَترُك حُزنًا عميقًا في كليكما ان تأذى الاخَر "

الأسيوي حَوَّل كُحليتيه نَحو الفَراغ و تَذكَّر كَلِماتُ ايليزا لهُ حينَما أتت اليهِ بالقَفص " * نحنُ هذا النوع مِن الأشخاص ، نؤذي بَعضنا و نتأذى ايضًا * " زُرِعَت بسمةٌ خَافِتَة على فاهِه و حَدق بالتُركيَة مومِئًا " صَحيح "

" هذا لا يَمنع اني اكنُّ لكَ الكَثير مِن الغَضب! " تَحدثت تيسا و أبعدتهُ عنها لِتسير مُغادِرَة الزُقاق " تيسا! انتظري " لَحِقها و تَوقفت التُركيَة عن السَير و عُيونِها مُمتلِئة بالدُموع " شُكرًا لكِ ، لانكِ لم تُخبري أحدًا "

رَفعت تيسا القِناع عَن عينيها و مَسحت دُموعِها لِتبتسم و تلتفت اليه مُحدِقَة به " عليكَ ان تُسدي لي مَعروفًا " إقترَبت و مَسكت بِيد جونغكوك و سَحبتهُ للسير " سأخبرِك لاحقًا ، لَقد تأخرنا و الأميرَة حتمًا في انتظارِك "

جَذبتهُ خَلفها و جونغكوك بَقى يَنظُر الي ظَهرِها و يَبتسم بِخفَة عَلى طِيبَةُ قَلبها ، حَسنًا هو يَعرِف جيدًا أنَّ تلك الجَدة رَبتها هي و أخيها على الحُب و التسامُحِ دومًا ، عَكس ما تَربى عليه هُو فمنذُ صِغره تَرعرع وَسط الأسلِحة و الحُروب

•••

فُتِحَت عَربةُ الأميرَة و كانَ جاد أوّّل من نَزل منها ، مَدَّ يدِه الي السينيورا حَتى مَسكتها بِخاصتها و نَزلت بِرفق مُتمسِكَة بِفُستانها ، لوحِظَت بشكلٍ مُلفت مِن جَميع الحاضِرين حَيثُ كلَّ الأبصار تُوِجَهت لها

وَقفت الي جانِب جاد و رأت شاب عِشريني حَسنُ المَظهر يَتقدم مِن العَربة و يُنزِل يلديز ، إبتَسمت حينما فَهمت انهُ عشيقها و تَمشت مع الرَجُل الذي يُمسِكها الي الداخِل مُتعمِقون في الحَفل

كانَ الحَفلُ بَريًا بِقُربِ بُحيرَة مُتزينَة بالشُموع و الزُهور ، أخذها جاد الي كُرسي وُضِع خصيصًا لَها و ساعدها بالجُلوس عَليه فقامَت بِمد يدِها و إمساكِ مروحتها الريشيَة و تَركتها في حُضنها مُبحلِقَة في الحُضور

لَم تَكُن تنَظُر سِوا لِمدخلِ الحَفل لَعلََ جونغكوك يَصِلُ قَريبًا

تَنفست الصَعداء و عَدلت إستقامَة ظَهرِها لِتنظر الي جاد الذي إنحنى و هَمِس باذنها " بَدوتِ كَعروس البَحر " طالعتهِ و ضَحكت بِخفَة لِتُشيح أبصارِها جانِبًا و تَشكرُه بالإيطالِيَة

جونغكوك دَخل بِرفقة تيسا الي الحَفل أينَما جالَ بِعُيونه هو الثاني بَحثًا عَن تِلك العَروس ، كانَ الوَضعُ مُزدحِمًا و الحُضور يُخفونَها بالفِعل حال تَجمعِهم عليها و هُم يُسَّلِمونَ عليها و يُصافِحونها فَلم يَرها

" لِنجلس هُناك " تَحدثت تيسا و سَحبتهُ الي الكراسي بِجانب البُحيرَة و طاوِلة الأكل " لا اُريد الجُلوس " نَطق جونغكوك رافِضًا و حدق بالعِرسان " ماهدا هل سيتَزوجون أو ماشابه ؟ " نَظر الي تيسا التي اومأت ايجابًا " أجل اخبرتُكَ صباحًا "

" لَم اكن مُنتبهًا عَلى أيةِ حال " قَلب عينيهِ بِملَل فَهذِه الاجواء لا تَروقُه البتَة ، بَحلق في عازِفوا الالأت المُوسيقَية و إبتَسم بِرضى لِيسير ناحِيَة مُوزعوا الشَراب و يأخُذ واحِدًا ثُمَّ عاد و وقف بالقُرب من تيسا

الفتاة طالعتهُ و هي تُعدِّلُ قناعها " لا تَقترِب من الاميرة ، بِجوارِها الكَثير من الحَرس " تَحدثت و إستطاعَت لَمح ايليزا بعدما خَفَّ الزِحامُ عَليها

" لا تَخافي ، ان اردتُ جَلبها سأفعل بِطريقتي " قالَ بإبتسامَة و جلسَ بالقُرب منها لِيحدق بِها " هل بإمكانُكِ تَسديد خِدمةٍ لي ..؟ " نَطرت تيسا اليه و حركَت رأسها نَفيًا " لا! " أدارَت وَجهها بعيدًا عنهُ لِيتنهد جونغكوك و يُطالِع ايليزا

الاميرَة كانت تُحادِث طفلةً ذاتُ الثلاثِ سنوات ، كانت الصَغيرة تَجلِسُ بِحضن ايليزا و تُغازِلُها ، انتشلت الكُبرى منها الوردَة الحمراء و شَكرتها لتِقهقه بلطافة و تُقبلها فَحملت عينيها و رَفعتهُما تُعيد البَحث عن جونغكوك مُجددًا

رأتهُ هَذِه المَرة واقِفًا قُربَّ البُحيرَة يُعطي الحَفل بِظهره و هو يُطالِع المياه المُزينَّة بالزُهور و الشُموع ، أنزلت الطِفلة و نَهضت ليُطالِعها جاد " الي اين مولاتي ..؟ " ناظرتهُ ايليزا و نفت بإبتسامة " سأذهب اجلبُ الشَراب " تَمشت بعيدًا عنهُ و هي تَحمِلُ فُستانِها بيديها

إنتَشلت شرابًا من الطاوِلَة و سارَت صَوب جونغكوك لِتقف وراءِه مُناظِرَة انعكاسِه عَبر صفاوَة مِياهُ البُحريَة " لِما اتيت ..؟ " سألت بِهدوء و إحتَست من المشروب فأحسَّت بإبتسامِته دونَ ان تراها لِكونها اشاحَت عُيونها بَعيدًا

عِطرُه الذي إنبثقَ منهُ ذكَّرها بِتفاصيل ليلةِ الأمس مِما أدى الي احراجِها و توَّرُد خَديها " لِما اليسَ مسموحًا لي بالقُدوم ..؟ " اجابَها و نَظر نحوها من إنعكاسِ المياه لِيشرب من كأسه مُتبسٍمًا بِجانبيَة

" انتَ لا تخاف على نَفسِك ..؟ عُد الي اليونان " شَدَّت على فُستانها قَويًا و رَفعت شهليتيها اليه حينَما إستدار اليها و تقدَّم منها ماسِكًا يدِها مُبعدًا عن كَفِها فُستانها الذي تَعتصرُه " انا أعرِف جيدًا ما أفعل ايليزا "

" بَلى انتَ لا تَعرِف " حَركت رأسِها نَفيًا و نَظرت الي يدِها بِداخل خاصتِه الضَخمة " عليكِ إدراك ان الذِراع التي إحتوتكِ بالأمَس قادِرَة ان تُمسك زِمام الأمور كُلها " هَمِس و قامَ بِتقبيل يدِها بِنُبل ثُمَّ أفلتها ليتخطاها و يسيرُ نحو تيسا

نَظرت نَحو يدِها و تَنهدت لِتستدير تُطالِع ظَهرِه بإنزِعاج ، إنحَنت صَوب البُحيرَة حينما رأت البَط الأبيض يَسبحُ صوبها و إبتَسمت بإعجاب لِتمد إصبِعها تلتمسُ رأس البَطة مِن خلف قفازِها " كَم انتِ جَميلة " هَمِست

جَلس جونغكوك بالقُرب من تيسا التي قالت " لِما لم تَدعُها الي الرَقص ؟ " ناظَرتهُ حينَما طالعها و قال بإبتسامَة " لانها ليسَت شريكتي " مَدَّ يدِه اليها " تَفضلي " إستَقام و مَسكت التُركيَة يدِه بِإحراج " حسنًا لم أتوَقع ذلِك " هَمِست

جَذبها بِرفقتهُ الي ساحَة الرَقص حيثُ يرقُص المُتحابون هُناك و كُلَّ رَجُلٍ مع شَريكُه ، حاوَطت كَتفيه بيديها و مَسك بدورِه خَصرها لِيُقربها منهُ و يَتمايل مَعها عَلى ألحانِ الموسيقَى التي يُنتِجُها العازِفون

ايليزا حَملت البَطة بينَ يديها و راحَت تمسحُ عليها بِحُزنٍ " انا مُستاءَة جِدًا ايتُها البَطة ، مُستاءَة لاني لا أستطيع تَخطي الماضي و أنهُ عَلي ان أتقدم بالعُمر للثلاثين بينَما لازلتُ فقط بالثامِنَة عَشر ، مُستاءَة اني لا أستطيع ان اعيشَ الحُب كَغيري مِن النِساء " هَمِست و قَربت البَطة منها لِتُقبل رأسِها و تَضعها وسط المياه

نَهضت و عَدلت فُستانها لِتسير نَحو كُرسيها ، تَوقفت عن المَشي حينَما رأت جونغكوك يَتبادل الرَقص بِرفقة تيسا لِتقوم بالضَغط على قَبضتيها قويًا حينَما إلتَقت أعيُن كليهِما و هو يَحتِضن الثانِيَة لهُ و يَمسحُ على ظَهرِها

حافَظت على هُدوءِها و سارَت جالِسَة على كُرسيها مُتجاهِلَة إياهُ كَما لو أنهُ ليسَ موجودًا " سُموِك أترقُصين معي ..؟ " نَطق جاد بعدما تَقدَّم نَحوها لَكِنه صُدِم من رَدِها الغاضِب و المُنفعِل " لا اُريد الرَقص ، اذهب ارقُص بِمُفردِك "

" اءء؟ حَسنا! " تَراجع الي الوراء مُتقاجِئًا مِن إنقلابِ مزاجِها المُفاجِئ ، إنتَهى عَزِف المُوسيقيون و قَد بدأت مراسِم الزِفاف للِعرسان ، جَلس كُل عريس و عروستِه في مَكانِهم المُخصص لهُ و قَد بدأ رَجُل الدين بعقد زواجِهم

نَهضت ايليزا بِرفقة يلديز و وَقفتا بِجوارِ الحُضور أمام العُرسان يُشاهِدونَ مراسِم الزَواج ، إبتَدت وُعود الزواج تُلقى مِن قَبلِهم و كُلَّ حَبيبٍ عُيونِه مُغرَمةً في حَبيبِه تَكادُ السَعادَة تَغُمر كُلََ عِضيةًَ بِهم ، بل هي غَمرت بالفِعل

هُنا أحسَّت ايليزا بِوقوفِ شَخصٍ وراءِها يُمسِك بيدِها و يَضغطُ عليها مِن الخَلف ، أدارت رأسِها ناحِيَتهُ و لَم يَكُن سِوا جونغكوك الذي حَدق بِعُيونِها الشَهليَة المُتفاجِئَة و هي تَسمعهُ يُردِد خَلف رجُل الدين

" تَعاهدنا أن اكونَ لكِ و تَكونين لي ، في السَراءِ و الضَراء "

•••

الخِتامُ الجَميل من جَديد 🥳
لَقد إستغرَق هذا التشابتر وقتًا يارِفاق عليكم الاعتناء بِه جيدًا

ما رأيكم ..؟ هل نال اعجباكم ..؟

ان حَصد هذا التشابتر تفاعلاً قويًا و فاجَئتي سأروي لكُم تفاصيل ليلة جونغكوك و ايليزابيتا 🥰

ام ان حدث العكس قد اكتئب لاني حَقًا تعبتُ عليه و كتبتهُ بعفةٍ و ضَمير 😂

عليكُم ابهاري يارفاق كي ابهرَكُم

مارأيكم بالاحداث لحد الان ..؟

نلتقي يومَ الثُلاثاء ان شاء الله 🥰

اعتنوا لي بأنفسكم في حِفظ الله و رعايته 🤍


.
.
.






Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top