هواجِس العِشق • 17 •
هواجِس العِشق. || جُيون جونغكوك
اهلاً بِكُم في الجُزء السابِع عَشر من مخاوِف الحُب 🤍
لا تَنسوا وَضع التصويت و التعليق اللطيف كأرواحِكُم الاشد لُطفًا 💫
قِراءة مُمتِعَة أحبائِي
•••
" مالذي حَلَّ بالقائِد جُيون ..!! " صُدِرَ صَوت الأميرة شَقيقة المَلِك اليوناني و هَي تُغادِر مِن جناحِ إبنها الأكبَر لِيو ، تَقدمت صَوب زامير التي كانت أولََ من أوصَل لها خَبر إختفاءِه
" سُموِك لا تَنفعلي ارجوكِ ، ليسَ على أحد ان يَعلم " هَمِست زامير بِصوتٍ خَفيف و نَظرت حولِها حَتى تَضمن خَلاء الرِواق " نتكلَّمُ في جناحي " إستطردت الأميرة و سَبِقَت المُحارِبة الي مَخضعِها
دَلفتا كليهِما و جَلست أنستازيا على الكُرسي قُبالَة زامير و أشارَت لها بيدِها " تَكلمي لأسمَع " وَجهت كامِل إهتمامِها الي ما تَنبِسُ بِه الفتاة " مولاتي في الغار الذي إنهار على الأمير لِيو كانت بِرفقته تِلك الفتاة .. التي سَبق و اخبرتكِ عنها ايليزا ، وَقع النفقُ عليها هي و الأمير لَكِن إستطاعوا بالفِعل إخراجهُ و هاهو ذا بِصحةٍ و سَلامة و لَكِن بَقت بالداخل الجارِيَة ايليزا "
صَغَّرت انستازيا عَينيها و كَوَّرت يدها بِشدَة " أفهم ان جُيون دَخل وراءِها ..؟؟ " هَمِسَت فَطلقت ايماءَة من زامير التي أتمََت القول " بالرُغم من أوامِر المَلِك ألا يَدخُل لَكِنهُ عَصاه و دَلف الي الغار .. و بعد بِضعة دقائِق انهدم كُليًا و لَم نجِد كليهما للأن " شَرحت الفتاةُ بيديها لِتُكمل " في الواقِع نحنُ نشُك انهما دَخلا الي حُدود الدولة العُثمانِيَة "
طالَعتها انستازيا بِسُرعَة و إتسَعت عيونِها " يَستحيل ..! علاقَة السُلطان الراحِل ليسَت جيدَة مع جونغكوك ..! هُنالك خِلافات كبيرَة بينهما " إستقامَت و أعطَتها ظَهرِها تُناظِر النافِذَة " جونغكوك إن وَصل القصر العُثماني لن يَسكُت خُصوصًا بعد الذي فَعلوه مَعه سابقًا " هَمِست
" لَكِن مولاتي لِما السَيد جُيون لا يُحب العُثمانيون ..؟ الي جانِب الخِلافات السياسيَة أعني يَتعامل مع السُلطان السابِق بِكل عُنف كما لو أنهُ خِلافٌ على الصَعيد الشَخصي بينَهُما ..! "
" هُنالك خِلاف شخصي بينهُما ايضًا زامير ، خِلافٌ كَبير " إستدارَت الي زامير و جَلست على الكُرسي الهزاز مُجددًا لِتُناظِرُها " و بِسبب ذَلِكَ الخِلاف اًقيمت الحَرب الطاحِنَة بينَنا و خَسِر الجَيش العُثماني الكَثير مِن أبناءِه و هُم لِلتو بدئوا يُلملِمون شِتاتِهم "
هَمهمت لَها زامير رُغم انها لم تَفهم التفاصِيل أو حتى ما هو ذَلِك الخِلاف " ساتحدث مع زوجي ان يَبحث بأمر جونغكوك هُنالك في الحُدود و يأخذه عنده قبل ان يَصل الي السُلطان و الا لا أضمن لك ما يَحدُث ان وَصل الي القَصر " هَمِست و أشرت لَها بالرَحيل
•••
مَرَّت عِدَةُ أسابيع أيامُها كانت طَويلةً لِلغايَة على القائِد الآسيوي الذي عاشَر الحَشرات و الجِرذان في السُجون ، تَلقى تَعذيبًا جَسديًا شَديدًا لَعلهم يأخذونَ منهُ بِضعة كَلِمات تُفيد دَولتِهم لَكِن عبثًا
لَم يُرِد إخبارِهم حَقيقتهُ أو مَن يَكون حَتى لا يَتِّم إعادتهُ مُباشرةً الي اليونان بَل غايتهُ الدُخول الي القصرِ العُثماني في العاصِمَة ، كانَ يدرُس خُطتهُ في رأسِه بِعنايَة و هو مُعلقٌ مِن السلاسِل على ذَلِكَ الجِدارُ و يَنزِفُ دَمًا
" تُرى هل أنتِ راضِيَة عَن الذي وَصلتِ لهُ ايليزا ..؟ " هَمِسَ و فَتح عيونِه المُتورِمَة يُطالِع السَقِف بِشرود " انا راضِيَة " أتاهُ ذَلِكَ الجواب مِن خَلفِ قُضبانِ الزِنزانَة فَنقل عُيونِه المُزرقَة مِن الضَرب و نَظر الي ذَلِك الجَسد الأنثوي المُزين بالثوَبِ الأنيق المَلكي
الاميرَة شَهليةُ الأعيُن بَعد أن إكتَسبت صِحتها إنتباتُها رَغبةُ رؤيتهُ و التَمعُن في الحالَة التي وَصل اليها ، كانت تَرى نَفسِها قبل شَهر بِذلك الوَضع مكانهُ تحديدًا حينَما رماها بالسِجن دونَ أدنى رَحمة
وَقفتُها المُستقيمَة و يَديها التي تُشابِكًها أمامها مَع مَظهرِ الفُستان الأسود ذا أكتافٍ مَنفوخَة و أكمامٍ شفافةٍ تُفصِلُ عضديها المُمتلئين ، كانَ صَدرُ الفُستان يُشكِلُ رَقم سَبعة عَربيًا مَع شُق يُطهِر جُزءًا من ثَدييها و قِلادةٍ فِضيَة تَغرقُ وَسطهُما ، مُخصرٌ يُظهِرُ نحالَة وَسطِها بِرفقة فُتحتين مِن الجوانِب مُبرِزَة بَياض بشرتِها مَع نَفخمةٍ مُحترمَة مِن الحَوضِ حتى قَدميها
كانَ شَعرُها مَسدولاً نٍصفهِ الي الأمام عَلى كَتِفها الأيسَر و النِصف الأخر على ظَهرِها ، تأخُذ خُصلتين أمامِيتين و تَربِطُهما أعلى رأسِها بِـ بُرَش انثوي يَأخُذ شَكل الفراشَة فِضي اللون كَلمعةُ فُستانِها
" إتركوني مع الآسيوي لِوحدنا " تَحدثت و طالَعت الحُراس مِن حولِها ، إنحنوا لَها و غادَروا بِإنصياع ، عاوَدت النَظر صَوب جونغكوك بِفضيتَيها وأنصَتت الي ضِحكتهُ الخَفيفة ما إن رآها بِذلك المَظهر الخاطِف للأنفاس
" أرَى أنََ العُثمانيون أكرَموك " إسترَسل بِنبرةٍ ساخِرَة وَضحتها مَلامِحه الدامِيَة التي تَبدلَّت و أضحَت ساكِنَة خالِيَة من المَشاعِر " لا شَئ بِدون مُقابل سيد جُيون " هَتِفت هي في المُقابل و أخرجت مُفتاحًا مِن صَدرِها لتفتح الزِنزانَة و تَدخُل اليه مُغلِقة اياها مِن خَلفِها
دَنت منهُ بِضعة خُطوات تَحت تَتبُعاتِه لَها بِكُحليتيه التي اُغرِمَت بِلا أدنى شَك بإطلالتِها تُذهِبُ العَقل و تَروي الأنظار ، وَقفت قُبالتهُ و دَنت منهُ تقومُ بِفتح قيود يديه بالمفاتيح التي بينَ يَديها " و ما هو مُقابِلك لَهُم ..؟ " تَحدث و عَينيه تِراقب ما تَفعلهُ لهُ
رَفعت فِضيتيها لَهُ و نَظرت الي أعمَق نُقطَة في عُيونه ، إبتَسمت و قالت بِكُل بَساطَة بَعدما فَكت قيد يدِه اليُمنى و إنتَقلت الي اليُسرى " أنت " تراجَعت الي الوراء حينَما إنتهَت مِن حَلِّ سَلاسِله و طالعتهُ
" انا ..؟ انتِ أخبرتيهم مَن أكون ؟ " إنقرنت حواجِبه بِشدَة و أضحَك يَفرُك معصَميه المَجروحين " لَيس بَعد ، لَكِن يَكفي انكَ عُضو بالجيش اليوناني ، تُعتبَر آسير " أشارَت بإصبعها عَليه و أتمَّت " ما هو شُعورِك بعدما إنقلبت الأدوار ..؟ مَن أصبح آسِر مَن ..؟ "
لَفت يديها خَلف ظَهرِها و شابَكتهما لِتبتسم بِخُفوت مُتفتلة بِعينيها وَسط جُروح جَسدِه و غُروسات الخِنجر العَميقة بِصدره ، جونغكوك بَقى صامِتًا لِوقت طَويل و أصابِع يدِه اليُمنى تُدلِك مِعصمه الأيسر
" فاجِئتني ، انتِ أذكى مِما تَصورت سينيورا ، ظَننتُكِ عاطِفيَة لَكنك أثبتِ العَكس " نَطق و هو يَتأمل عَينيها الفضيتين و الساحِرتين خُصوصًا بعدَما أضافَت عليهِما بَعضًا مِن الكُحل و أبرزت جَمالهُما أكثَر، كَانت لا تزالُ على إبتسامتُها الخَفيفة فَدنت مِنهً و كادَت أن تَعدِم المَسافة بينهُما
رَفعت يدِها لِتضعها فَوق خَدِه الذي جَفت عليهِ الدِماء و مَسحت بِلُطفٍ بابهامِها أسفل عينِه اليُمنى لِتقف على أصابِع قَدميها و تَرتفِع صَوبِه تارِكَة قُبلَةً خَفيفَة فوقَ صُغِر شِفاهِه ، تَنحت بِخفة و نَبست بِهمس " انا عاطِفيَة ، لَكِنك لم تَستغِل عاطِفيتي جيدًا جونغكوك "
جونغكوك إنقرنَت حواجِبهُ مُتسمِّرًا مِن قُبلتِها التي أحدَثت فَوضى عارِمة بِدواخِله ، مَرَّت سَنواتٍ عَلى هَكذا أحاسيس ، كانَ تائِهًا في بَحرِ عَينيها و لأول مَرة أدرَك انهُ ليسَ سَباحًا و سُيلازٍم الغَرق قريبًا
لَيست هُنالِك فُرصَة لأنقاذِ نَفسِه
إبتَعدت ايليزا عنهُ و إلتَفتت لِتُغادر زِنزانتِه مُبحلِقَة بالجِدار أمامِها و هي تُعطيه ظَهرِها ، أحسَّت بِقوارِب مِن الدُموع تَرسوا عَلى ميناء عُيونِها و تُوزِع تلك القُطيراتِ مالِحَة الطَعم شَفافةُ اللون عَلى شَطِّ خَديها المُحترقانِ مِن الشَمس
ضَغطت على قَبضتها بِقوَة و نَدهت على الحَرس ماسِحَة دُموعِ وَجنتيها ، أتوا الحُراس و إنحنوا بإحتِرام لِتطالعهم ايليزا و تَنطق بِصوتٍ بارِد " جَهزوه ، نكادُ نواشِك الرَحيل الي العاصِمَة " ألفتت رأسِها الي جونغكوك
جونغكوك نَظر صَوبِها و لَحقِها بأبصارِه و هي تَصعدُ الدرج مُغادِرَة ، جَلس على الكُرسي و مَسك رأسهُ بِكلتا يَديه " انتِ تَدعُسين علَى قلب الحوت ايليزابيتا مُتناسيَة تمامًا أن انفجارِه قُنبلةً موقوتَة " هَمِس و رَفع عيونِه الي الحَرس الذين عادُوا الي تقييدِه من جديد
لَكِن ليس بالجُدران بَل ليأخذوهُ في القَفص حَتى يُؤخَذ بالمَوكب المُتجه الي العاصِمَة ، ايليزا صَعِدت الي المُعسكَر و تَمشت بِشرود مُتذكرَة كُل تلك الجُروح التي إلتبَست جَسدِه بالكامِل و لَم تَتُركَ بُقعَةً سَليمَة
إحتَلت مِيناءِها تِلك السُفن مِن جَديد و سَكبت آلافًا مِن الدُموع على وَجنتيها المُحمرَتين ، شَعرت بالخُنقَة تغزو صَدرِها و تَستعمِرُها الضيقَة ، إرتَجف ذَقنُها و تَوقفت عن السَير مُمسِكَة صَدرِها " لا أعلمُ حَتى لِما انا أبكي بِسببه ، اليس هو السَبب لِما انا بِهذه الحالة البَشِعَة " هَمست بِضيقٍ و راحَت تُدلِكُ عُنقِها
سَمِعت أصوات ارتطام السَلاسِل بالحَديد فإلتفتَت و نَظرت الي الجُنود يَدفعون بِه لِلجُلوس بِداخل القَفص الضَخم و يَربِطونهُ بداخِله ، تَفرقت شَفتيها بِخفَة تأخُذ نَفسًا و إبتَسمت مِن بينَ دُموعِها " ها انتَ ذا ايها الرئيس العَظيم ، ذليلاً للغايَة " هَمِست
جونغكوك صَعد بِداخل ذَلِك القَفص و جَلس بِمنتصفِه و هُم يُقيدونَ لُه يديه و يَربطونهُ بِداخِله ، كانت ثِيابهُ مُمزقَة بالكامِل و مُمتلئة بالدَمِ و الأوساخ ، لَم يَصِل في حياتِه الي مَرحلةٍ كَهذِه مِن الذُل و الإهانَة
أحسَّ بِنظرات الأميرَة عَليه فَرفع بَصريتيه اليها و راقَب دُموعِها التي تَنهمِرُ على وَجنتيها ، إقترنت حواجِبه أكثَر " * اليسَ هذا ما كانت تُريده ..؟ لِما تَبكي الأن ..؟ * " أراحَ رأسِه الي الوراء و أغمَض عَينيه بإرهاق
" *ليتني بقيتُ في الخيمَة و لم أرهُ بهذه الحالَة * " دَلكت عُنقها و كأنَّ أنفاسُها مَكبوتَة ، تَنفست بِصورةٍ أعمق و إستدارَت تُبعد دُموعِها ، ناظرَت الضابِط الذي يقتربُ منها و يَنحني " سُموِك ، وَصلت العربَة المُخصصة لكِ ، تَفضلي معنا حَتى نَنطلق الي العاصِمَة " حَركت ايليزا راسها ايجابًا
فِضيتيها راحَت صوبَ جونغكوك مُغمض العَينين و ناظرتهُ لأخر مَرة قَبل ان تَتوجه الي العَربة و تَصعد مُسندَة رأسِها على النافِذة ما إن اُغلق الباب " إنتقامُكِ أهم مِن كُل ما تَشعُرين بِه ايليزا ..! تداركِ نَفسُكِ " فَتحت الباب و طَلبت مِن العسكري كأسًا مِن الماء
•••
" كَيف هَذِه لَم تَجدوه ..! فَهموني كَيف إختَفى " صَدر صَوت صُراخ المَلِك اليوناني عَلى عساكِره بِغَضب و إنفعاليَة قالِبًا مَكتبهُ راسًا على عَقب " تُريدون مِني ان اعود بِدونه الي القَصر ؟ انتُم تُدركون ان رئيس مَجلس الوزراء و قائِد اسطول الجيوش البَحرية و البَرية اختفى ..! انتم تُدركون حجم المُصيبة التي حَلت على رأسنا ..؟؟ " صرخ مُجددًا و هو يُحطم كُل شئ يُقابِله
تايهيونغ شَعر بالتوتُر و هو يُطالِع جلالتهُ بِكُل تلك العصبيَة فَهو لم يَنم لأيام و حتمًا فَقد صوابه ، حسنًا الجَميعُ بالفِعل يَعلم ان جونغكوك من يُسير الدَولة و ليس المَلِك و اختفاءِه يُشكِّل خطرًا ضخمًا على المَملكة
" مولاي انا برائي ان تايهيونغ مُحِق " تَحدث الجِنرال بِتوتر لا يَقِل عن الضابِط كيم ، بُندقي العَينين طالع قائدِه ثُمَّ المَلِك أركون الذي إلتفت اليهِما و أسند يَديه على مَكتبِه الذي رَفعهُ العساكِر ما ان أسقطهُ هو " إذًا صَحيح ..! ذَلِك أخر الحُلول ، دَخل الي الدولةِ العُثمانِيَة ! " هَمِس
" انا اقترِح مولاي أن تُنظم لقاءًا مع زوج صاحِبك السُمو انستازيا الحاكِم للسنجق و مِن هُناك تستطيع السُؤال عن القائِد بِطريقةً غَير مُباشرَة " تَحدث تايهيونغ مُقترِحًا و تَلقى اهتمامًا مِن مولاه الذي طالعهُ و همهم مُتفاعلاً مع فِكرته " إن تَحسن حال اللورد ليو ، إستدعوه الي المُعسكر حالاً "
•••
تَحرك المَوكِب الذي بِه كانت مَاكِثَة صاحِبَة السُمو الأميرة الايطاليَة ، مالِكَة أفتن عُيونٍ وُجدَت إنتسابًا الي وِجهةِ نَظر القائِد الكوري ، كانت طيلَة الطريق تُفكِّر بِحال جونغكوك وَسط ذَلك القَفص و هُم يَجرونه تحت أشعة الشَمسِ كحيوانٍ شَرس يَهابهُ الجَميع
أخرَجت مِن حَقيبتها وَرقةً و قَلم فَرفعت رُكبتيها الي صَدرها و أسندت الورقَة عليهِما لِتبدأ بالكِتابَة على ذَلِكَ البياض مُلطِخة اياهُ بالحِبر
" آهٍ يا بَيضاء ، لَطختُكِ كَما لُطِخت روحي النَقيةُ بالدِماء ، الألمُ يَنهشُ الفِكر مُتغذِيًا عَليَّ و المَشاعِرُ بَكماء ، القَلبُ أسكتهُ الوَجع و الرُوحُ اُحتلَّت و لَم يّكُن مُجرَّدُ كِراء ، بَل هو جارُ الوريدِ مُتربِصًا كَتربُصِ الجَنينِ في الأحشاء ، سِياقٌ مِن الكَلِماتِ تَرسُمُ مَعابِرًا مِن الفُنون عَلى وَجنتينِ أحرقَتهُما مُلوحَة الدُموع و حِرقَةُ البُكاء ، أنصتِ اليَّ و أمسحي وَجعي كُلَّهُ رِفقًا بي واشكَ الشيبُ طرقَ ابوابي مِن كُل ذاكَ العَناء "
ناسَب الحِبر نِقاطٌ مِن الدُموع اَدخل أحرُف الكَلِمات بِبعضهما مِما سَبب تلفًا باهِضًا للجُمل ، ايليزا كَورت تِلك الورقَة و مَسحت دُموعِها لِتفتح النافِذَة و تَرميها مِنه " كانَت مُجرد وسيلة لأخراج الألم " هَمِست
تِلكَ الوَرقة التي رُمت من بينَ يديهَا بِفعل الرياحِ تَربصت وَسط قفصِ الآسيوي الماكِث اخرِ المكوبِ و العساكِر يَجرونهُ ، أحسَّ بِدلوف شئٍ مِن وَسطِ مُكعباتِ حاجِزه فقامَ بِفتح عينيه و نَظر صوب تلك البَيضاء
مَد يدِه المَربوطة بالقفصِ بصعوبَة و إنتَشل بِها الورَقة فقاَم بِفتحها و إزالةِ عَكرشتها حَتى يستطيع قراءَة ما كُتِبَ بِداخلها ، لَمح ذَلِك الحِبر السائِل و ابتلالِها دلالةً على دُموعٍ سَقت تِلكَ الكَلِمات مُعطيَة معانٍ أكثر عُمقًا
كُحليتيه تَسيرُ كلمةً كَلِمَة بينَ تلكَ الحُروف مُستشِعرًا أحاسيسَ كاتِبها و كَم عَنى ما رَسخهُ في هذِه البيضاء ، أمال رأسِه بِخفَة و عُيونِه تقرأ ذاتُ الجُملَة مِرارًا " جارُ الوَريدُ مُتربِصًا كَتربُصِ الجَنين في الأحشاء " هَمِس و طَوى الورقةِ بيدِه مُخبئًا اياهًا داخِل كَفِه
" تُرى من هو جارُ وريدُكِ ايتها السينيورا ..؟ ألازال وَجع فُقدان زوجكِ من يَتحدث ..؟ "
•••
مساءًا
إستَقرَّ مَوكِبُ الأميرَة في مَكانٍ آمِن بالقُربِ من بُحيرةٍ يَستقونَ فيها و يَرتاحون ، نَصبوا العساكِر الخِيَم حَتى يَرتاحون و يُتِّمونَ مِشوارِهم بالغدِ الباكِر
ايليزا كانت في خَيمتِها التي اُعِدَّت لها ، كانت واقِفَة عندَ البابِ تُطالِعُ السَماء و النُجومِ و هي تَحتضِنُ جِسمها مِن البَرد ، مَسحت بِرفقٍ على عِضديها و أغلَقت عينيها مُتنفسَة " انهُ عارٍ ماكِث بِجروحه داخِل ذلك القفص..! لِما لم تُخبرهم حَقيقتك جونغكوك ..؟ ماهي غايتُكَ "
فَتحت شهليتيها و دَخلت الي الخَيمة لِتقومَ بِتبديل فُستانها الي أخَر إستَقطن الزَهر في لونِه ، كانَ زهريًا اُنثوي ناعِم ، لَبست عَليه مِعطفٌ مِن الفَرو الأبيض دَفئت بِه جِسمُها و تَركت شعرِها مسدولاً على كَتفيها
كُلَّ تِلك الثِياب جُلبَت لها مِن قصرِ السُلطان حالَ مَعرفِتهم بِتواجِدُها
خَرجت من الخَيمة و طالعت الحارِس الذي إنحنَى رَدف " سُموك يُحضَرُ التِجوال ليلاً ، لا نَضمن أمن المَكان يُفصل ان تعودي الي خَيمتك "
لم يُعجِب ايليزا ما قِيل لَها فقد شَعرت بالتَقيُّد ، لَوت شفتيها بِعدم رِضى و تَحدثت و هي تَمسحُ على مِعطفها الناعِم بيديها " حسنًا ، لَكِن هل بإمكانِك إعلامُ المسؤولون عن الطَبيخ اني جائِعَة ..؟ "
" حسنًا سُموك سَنُعلِمُهم حالاً " نَطق و رَفع عينيه يُطالِع الأميرَة التي دَخلت الي خَيمتها و جَلست على السرير ، نَظرت نحو الفواكِه الموجودَة فوق الطاوِلَة فقامَت بَحملها و تَخبئتها أسفل مِعطفِها
ما إن أحسَّت بِرحيل الحارِس تَسللت مِن الخَيمة و غادَرت بِسُرعَة نَحو نِهايَة المُخيَّم أينَما يَضعونَ جونغكوك هُناك يَربطون قَفصهُ بالأشجار و يَحرُسونَه ثَلاثةُ عساكِر
إختبُىت خَلف أحدِ الأشجار تُناظرِهم جالِسون قُرب الحَطب المُولعِ بالنيران و يشوون اللَحم و هُم يُقهقهِون ، قَلصت عينيها و وَقفت على أصابِع أقدامِها تُحاول النَظر الي جُيون الماكِث خَلفهم
" كَيف سأبعدَهُم الان ..؟ " قالَت مُتنهدَة و نَظرت حولِها تُفكِر " اتتني فِكرَة " هَمِست و إنحنَت تَحمِلُ صَخرةً فقامَت بِرميها على الشَجرة المُقابلة لها و صَرخت بِصوتٍ عالٍ
جونغكوك كانَ غافِيًا و فَطن على صَوتِ صَرختِها لِيعقد حاجِبيه و يَفتح مُقلتيه مُعتدلاً بِجلسته " مالذي يَحدُث ..؟ " رَفع رأسِه نحو مَصدرِ الصَوت و لَمح فرو الأميرَة الأبيض مِن خلفِ تلك الشُجيرَة " ايليزا ..! "
" مالذي يَحدُث ..؟ اليسَ هذا صوتُ الاميرة ..؟ " نَطق أحد العساكَر و وَقف إثنين منهُما " غديز ، نحنُ سنذهب نرى ما الخطأ و انتَ ابقى تَحرُس هنا " تَحدثا و رَكض كليهُما بِسُرعَة نحو مَصدر صَوت الأميرَة
" سُموِك هل انتِ بخير ..؟ لما تَصرُخين ؟ " قالَ عَسكري و هو يَاهث من رَكضِه بِرفقة زميله فَناظرتهما ايليزا و نظراتُ الخَوف تملئ عينيها " لَقد كان هنالِك رجلٌ مُلثَم كان هُنا حاول الإعتداء عَلي و حينما صَرخت هرب "
" من اي اتجاه ذَهب ..؟ " تَحدث العسكري الثاني و نَظر للِجوار لِتُشير ايليزا أمامِها " مِن هُناك " هَتفت بِصوتٍ مُهتز فَركض كليهما بنفسِ الإتجاه و تَفرقا عِند البِحيرة حَتى يَجيدونَه
" يا لَكما من اغبياء " تَمتمت و إستدارَت تُناظر العسكري الثالِث الواقِف عند جونغكوك ، كَشَّرت ملامِحها و نَظرت الي الأرض تبحثُ عن شَئ
بَقى غديز واقِفًا أمام قَفص جونغكوك و إلتَّف اليه يُناظره " يا لكَ مِن قبيح ، لِما تنظُر ؟؟ " قالَ ساخِرًا و الكوري دَفع بحاجِبه الي الأعلى لِيبتسم بجانبيَة " لا شَئ فقط أعجبتني ، جمالُكَ فاتِن كالنِساء " رَمقهُ من الأسفل الي الأعلى ساخِرًا
" أيها الخُنثى كَيف تجرؤ " صاحَ غديز بِغضب و إقتَرب مِن جونغكوك راكِلاً القفص بِعنف فإهتزَّ بالآسيوي مُسببًا ألمًا لهُ بِفعل جروحه ، القائِد فَتح مُقلتيه و وَجد العسكري ساقِطًا بالقُرب من قفصه مُغمًا عليه
رَفع حاجِبه و أعلى مِن كُحليتيه مُطالِعًا ايليزا التي ضَربت غديز على عنقه بالعاصاة قَبل قَليل " ايليزا ..؟؟ " رَمت السينيورا العاصاة جانِبًا و إقتربت مُنحنيَة عَلى رُكبتيها فادخلت أصابِعها داخِل مُربعات القفص مُمسكَة إياه
نَظرت داخِل عَينين جونغكوك الهادِئَة و التي كانت تَحوي لَمعةً بِفعل عَكس القَمر عليهًُما " أنتَ بِخَير ..؟ " تَحدثت بِسُرعَة و قَلق مُتفحصَة اياهُ بِشهليتيها الواسِعَة ، الآسيوي بَحلقَ في أصابِعها داخِل قفصه و مدَّ يدِه الحُرَّة مُتحسسًا بياض اناملِها و نعومتها " الستِ السَبب ؟ لِما تسألين اذًا ..؟ "
أخفَضت ايليزا أبصارِها الي يَده التي تتحسس بشرة أصابِعها فقالَت " و انت ايضًا كنتَ توقعني في المشاكِل و حينَما أتاذى تَقلق ، نحنُ هذا النوع مِن الأشخاص ، نؤذي بَعضنا و نتأذى ايضًا " نَقلت شَهليتيها اليه مُتفتلَة داخِل عُيونِه حالِكَة السَواد
رأت شَبح إبتسامَة تَنمو على فاهِه و نَطق " أحقًا نحنُ من هذا النَوع ..؟ لَكنك تتأذين بِسبب عِنادُكِ " تَقلصَّت عيونِه مُستشعرًا أصابِعها تَنسحب الي خارِج القَفص ، قامَت بإخراج الموز مِن أسفل مِعطفها و مَدتها اليه " خُذ "
جونغكوك طالَع الموزَة و التُفاح المُتخفي أسفل ملابِسها " القفصُ أضيق مِن أن يُدخل الطَعام ايليزا " نَطق بهدوء و رَفع عينيه يَنظرُ خلفها " اذهبي مِن هُنا قبل ان تَقعي في مأزِق قريبًا " عاوَد التَحديق فيها فرأى انها بدات تُفتِش ملابس غديز تبحثُ عن المفاتيح
" لا تَبحثي عبثًا ، ليسَ معهُ شيئًا " إسترسلَ قائِلاً لِتلتفت ايليزا لهُ و تقرِن حواجِبها " حقًا ؟ اذًا مع الحارِسان ! " رَفعت رأسِها الي الغابَة التي رَكضا اليها " لا! " نَطق هو فَنهضت ايليزا مُستديرة اليه
وَجدت يدِه تَدخُل بِجيب بنطالِه المُمزق و تُخرِج سِلسلة المفاتيح تِلك ، إقترنت حواجِبها أكثر لِتجلِس بسُرعَة " كَيف ..؟؟ " تَوسعت مُقلتيها و هي تُراقبه يمدُ لها المفتاح مِن بين تِلك الثُقوب " قَبل ان اكونَ قائِدًا و رئيس الوزراء ، أنا جُندي ايليزا " بَحلق بشهليتيها
مَسكت بالمِفتاح و إقتربت بِسُرعَة تَفتحُ الباب لِتدخُل الي ااداخِل زاحِفَة ، إتسَعت عُيون جونغكوك و قام بِوضع قدمِه مُنتصف صَدرها يَدفعها نَحو الخارِج " مالذي تُحاولينَ فعله ، اُخرجي حالاً " نَطق قاطِبًا حاجبيه
تألمَت ايليزا مِن مَوقع قدمِه و قامت بأزالتها عَنها و حَشرت رُكبته بِحضنه لِتجلس بداخِل القفص معهُ و تناظِره " المكان أجمل مِما تَوقعت ! " نَطقت و نَظرت حولِها لِتبتسم و تُناظره " انت مَحظوظ تجلِس هُنا و تُناظر كُل شئ بِشكلٍ قَريب ! عكس العربَة تَغمُّ الصَدر "
" ايليزا اُخرجي! سيأتون الحَرس بعد قَليل " قال جونغكوك بإنفعال و أخذ يَدفعُها الي الخارِج بيدِه لَكِنها أبت الخُروج و ظَلَّت تتمسك بسقف القفص بيديِها " جونغكوك دَعني سأخرُة بعد قليل " صاحَت بإنزعاج
" المكان صَغير لا يَسعُ شخصين ، ألا ترينَ نفسكِ سمينة ؟ " إستطردَ و الإنفعال صاحَب جُملتِه لَكِنه لم يَنجح بإستفزازِها حَيثُ تقلصت أنظارِها و قامت بِتقشير المَوز و تناولت مِنه و هي تُطالِعه
غادرتهُ تَنهيدة مِن مُنتصف صَدرِه لِيُرخي رأسهُ الي الخَلف " لا تَنقُصني مُصيبةً اخرى بِسببك ..! " نَطق و إنتفَض جَسدُ ايليزا حينَما أغلِق باب القفص بِعُنف بسبب الرياح القَويَة و سَقط المِفتاح بداخِل التُراب
تَجمَّدت مكانِها فَهذا أخِر ما تَوقعته ، إشقعََر بدنُها و الرَجفةُ زارتها لِتُفرق بين شَفتيها و تُدير رأسها الي الباب " ا.. اغلق ! " هَمِسَت لِتسمع زَمجرة جونغكوك الغاضِبَة
" لابأس كُلها دقيقتين يأتون و يَرونكِ هُنا ، ماذا فيها ؟ "
" جونغكوك لا تَسخر ! انا هًنا لأجلك هل اُذكرك ؟ "
" لستُ أسخر لَكِن لا يُمكنك ان تكوني القاتِلَة و المُنقذَة بنفس الوَقت "
" بلى أكون الستَ انت تقتلني و تسير على جنازتي ؟ "
" هذا أنا ليسَ انتِ "
" لا يُمكنك التفريقُ بيننا بهذه العُنصرية! "
" بلى اُفرِق انا كوري و انتِ ايطالِيَة "
" إسمَع ايها الآسيوي انا لَن أخضَع لك ! "
جونغكوك كانَ سيتكلَّم و يُجادِل رُغمَّ تعبِه و قُدرته الصَعبة في الحَديث لَكِن راقهُ أمر مُجادلة الأيطالِيَة ، أغَلق شَفتيه حينَما فرقهُما للحديث و طالَعها لِيبتسم بِجانبيَة و يُمسِك بِعضدها مُقرِبًا إياها مِن حُضنِه
ايليزا شَعرت بِنفسها تَستقِرُ بينَ أفخاذِ الأسيوي و عِضدها أضحَى يُلامِسُ صَدرِه ، إرتفَع مُعدل دقاتِها مَع توتُرِها و سَكتت كُليًا و كانَّ الخوفَ تمكَّن مِنها و القِط هَرب بِلسانِها الطَويل بعيدًا
رَفعت زرقاوَتيها بِشكلٍ خاطِف الي عَينيه التي تُطالِعها فَشعرت بإنحناءِه اليها و هَمِسه بالقُرب مِن مُحياها المُلطخِ بالأحمَر كَخديها و أنفِها الأقربُ وَصفًا " لَكنكِ خَضعتِ " أضحَت بِصرتيها كُحليتين بِفعل سوادُ الليل كَخاصتيه
نَظر بداخِلهما دونَ رمشةٍ واحِدَة و كأنهُ قُبطانٌ عُيونِها سَفينتهُ الخاصَة ، يَجولُ أعماقِها على مَزاجِه دونَ أن تأذَن لهُ حَتى ، تَقوست حواجِب السينيورا و طَغت الزُهور الوردِيَة على خَديها أكَثر ، أحسَّت بالعَجز يَتمَكُن مِن أطرافِها كَما لو أن السلاسِل قيدتَها بِحُضنه و اُسِرَت بِعُيونِه
كانت تُمسِك بيديها مِعطفِها عِند صَدرِها و رأسِها مُستقِر عندَ خاصِته هو ، يَدِه الحُرّة كانَت عِند بَطنِها يُمسِكُها مِنها بينَما الأخرى فَهيَ مُقيدَة بالقَفص
جونغكوك أخفَض كُحليتيه الي شَفتيها المُمتلئَة يَعتريها لونَ الحُمرَة و يُغلِفُ إنتفاخِها ، أمالَ رأسِه بِخفة و إنحنَى إليها حَتى أحسَت بأنفاسِه تَدخُل جَوفها و إن نَطق سَتشعُر بِذاك الإحتِكاك بينَ فاه إثنينِهما
إعتَصرت مِعطفها بينَ قَبضتيهِ أكثَر و رَفعت عُيونها الي سوداوتيه حينَما سَمِعتهُ يَنطِق و مَع كُلِّ حَرفٍ شِفاهِه تُداعُب مُمتلئتَيها
" القَلبُ أسكتهُ الوَجع و الرُوحُ اُحتلَّت و لَم يّكُن مُجرَّدُ كِراء ، بَل هو جارُ الوريدِ مُتربِصًا كَتربُصِ الجَنينِ في الأحشاء "
•••
خِتامُها مِسك
الم يكُن الختامُ جميلاً
مرحبًا 💫
كيف حالُ اعزائي القُراء ..؟
يمُر الاسبوع بِبُطئ اكادُ لا انتظر حتى اراكم مجددًا 💫
إن تفاعلتُم جيدًا ساكفائكم بتشابتر اخر يوم الجُمعة 🥺
اخبار التشابتر معكم ..؟
مرَّ زمن على اخر مرة كتبتُ فيها شِعرًا ، منذُ ايامِ سمراء و ها قد كتبتهُ هنا مُجددًا عند هواجِس العشق
هل اعجبتكم ما كتبته ايليزا ..؟
بِخُصوص الخِلاف بينَ السُلطان الراحل و جونغكوك
ماذا تعتقدون السَبب ..؟
ما رايكم في التناقض الكبير في شخصية كليهما
يؤذيان بعض و بذات الوقت لا يهون عليهما بعض 😆
تروقني علاقتهما بِحَق
اراكم في القادِم ان شاء الله دُمتم سالمين .. 🤍
.
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top