هواجِس العِشق • 16 •

هواجِس العِشق || جُيون جونغكوك

اهلاً بِكُم في الجُزء السادِس عَشر مِن مخاوِف الحُب 🤍

في طَريقِك ضَع تصويتًا و تعليقًا لطيفًا يُثبت وجودِك ❤️

قِراءة مُمتِعَة 🥰

•••

" جـ..جونغ..جونغك .. كوك " تَتالت أحرُف إسمِه مِن جوفِ حُنجرةِ الأميرَة مُتمزِقًا كَتمزُقِ جِلد و لَحِم القائِد المُتسمِّر مَحلُه يُناظِر الفَراغ لِلحظات ، يَستوعِب ما غُرس في خَلفيَة كَتِفه

أدارَ رأسِه قليلاً الي الجانِب و لَم يَلبث إذ بِه يَركُض بأسرَع ما تَحمِلُه قَدماهُ مِن طاقَةٍ و قُوة سَالِكًا طريقَ الغابَة الواعِر ، كانَ مُمتلئ بالشَجرِ ضَخمةُ الأغصان و كَثيفَة الأوراقِ بِشكلٍ أدى لِتغطيَة السَماءِ عن الأنظار

كانت أسهُم العساكِر تُصيبُ الأشجار بَعدما كانَ جونغكوك يَتخطاها بِيراءة و إحترافِيَة مِما أدى لِصدمَة الأميرة التي حاوطت عُنقِه و شَدت عَليه بِقوة مُغلقَة جُفونِها " ج..جونغكوك "

نَطقت بِصوتٍ ضَعيف إسمِه و قَد بَدت رَجفةُ النَبرة تِلك قَلِقَة على المُنادَى عَليه ، جونغكوك كَان يَركُض بِكامل إستطاعتِه و أصواتِ لُهاثِه تَغرو مَسامِع صاحِبَة السُمو التي كانت تَحشُر رأسها بِعنقِه مُستشعرَة السَهم الذي يَخترِق كتف القائِد يَرتجُ للأعلى و الأسفل بفعل الَحركة التي يَفتعِلُها

جونغكوك تَوقف عن الرَكض حينَما شَعر أنهُما اختَفيا مِن تحتِ أنظار العَساكِر الأتراك فَجثى على رُكبتيه مُتعرِقًا فاقِدًا لِنصف قِواه و لُهاثِه يَعلو و هو يُخفف مِن شَدِه على جَسد الأميرة فَترك فخذيها و إستند بيديه على الأرض مُهسهسًا بألم

الأميرَة جَلست على مُؤخرتِها و هي تَنظُر صَوب كَتِفه الدامي لِتقضم سُفليتِها و تزحفُ صَوبِه حَتى تَلتقِط السَهم تُزيلُه لَكِنها فوجِئت بإستدارتِه لَها و تَمزيقِه الي جُزء مِن رِداءه دانِيًا من ساقِها المُتضرِرَة

" ا..انهُ لـ..ليس و..وقتها " قالت بِصوت مُتوجِع لاهِث فلاقت نَظرةً حادَة مِنهُ مِن وَسِط إحمرار مَلامِحه و تَعرُقِها ، لَفَّ لها ساقِها جيدًا فأتاهُ أنينُها و صوتَ تأوهِها العَميق مُتشبِثة بِقميصه جِهَة صَدرِه " ا..انهُ يؤلِ..يؤلم "

" سأقومُ بِلفِّ ساقِك كَي لا يَلتهب الجُرح أكثر .. و انتِ عَليكِ ان تُخرجي السَهم و تُداوي الجُرح بأي طريقَة ممكِنَة " رَفع عينيه اليها و صوتُه قد زادَ رُجوليَة و غُلظَة و اللُهاثُ خالَط حُروفِه بِطريقَة جَعلت سُموِها تَشرُد فيه

" .. ل.. لم افهم " قالَت و نَظرت الي ساقِها المُضمدَة لِترفع أنظارِه الي مَلامِح الآسيوي و عُيونه الذابِلَة و المُحمرَة ، أحست بالقَلق أكثر و زَحفت اليه لِتومئ عدة مَرات " سأقومُ بِفعلها "

حَرك جونغكوك رأسُه لَها بالإيجاب و إلتف مُتصارِعًا مع ألمَهُ فأعطاها ظَهرُه و ضمَّ رُكبتاهُ الي صَدرِه يلفُ عليهما ذراعيِه مِما سَنح للأميرة أن تَرى كَتِفه بوضوح ، قامت بِفتحِ ازرار قميصِها العَسكري و أزالتهُ فَبقت فَقط بحمالتِها الصَدرية البَيضاء

لَفت القَميص حَول بَعضِه و وَضعتهُ أسفل السَهم لِرتعِش بَدن القائِد بِتوجِع و تَسمع هَسهَسته الطَفيفة مِما جَعلها تَقذِمُ شَفتها مُمسكَة بالسَهم " ساُخرِجُه " هَمِست تُسمِعهُ و تُهيئهُ انهُ سَيستَقبِلُ وَجعًا مَهولاً قريبًا

" عُدي لِلثلاث و أفعلي " وَصلُها رَدِه و نِسريتاهُ تُناظِر طريقَ الغابَة أمامَهُ مُقلِصًا بَصريتيه و قَبضتيه تعتصرانِ بنطالِه ، أغَمضت ايليزا أعيُنِها و عَدت في سِرها لِلثلاث فقاَمت بإخراجِه سريعًا لِتسمَع صوتَ صَرختِه المَكتومَة عَبر عَضهِ لسفليته التي أدمَت

أخرَجت السهمَ مِن هُنا و رَفعت قميصها بِسُرعة على الجُرح العَميق تَضغطُ بِه بِقوَة حتى تُوقف النَزيف و هي تَلهثُ بشدَة " ن..نحن سَنموتُ هنا لا مُحال " نَطقت بِصوتٍ مَكتوم مُتألِم لِترفع لهُ عِضده و تَربط مِن أسفلها قميصِها حولَ جُرحِه

" لا اُحِب المُتشائِمون " نَبس جونغكوك و أغمَض عيونِه يَستجمِعُ شِتاتهُ فَمسح تَعرُقِه بظاهر يَدِه و التفت اليها يُناظِر مَلامِحها الدامِيَة " لَكِن رُبما سَنكون وَجبةً لأسد او نِمر ما هُنا ، كُل شئٍ وارِد " مَد يدِه و وَضعها على وَجنتِها حيثُ دَمهِ يُغطيها و راحَ بإبهامِه يَمسحُ عَنها بِرفق

مسحَ بإبهامهُ بُقيعاتِ الدَم التي لَطخت خَدِها نُزولاً الي اُذنِها و عُنقِها فَقال بِصوتٍ خَفيف " لَقد تَخالطَت دِمائي و دِماؤُك " بَحتهُ غَلبت نَبرتُه مُتغلِفَة بِصوتٍ رُجولي آسِر لِلغايَة مَع إمالَة رأسِه البَسيطَة و نَظرة كُحليتاه

رَفعت ايليزا شَهليتيها مِن عَلى الأرض مُستشعرَة لَمساتِه على خَدِها و إبهامِه الذي راحَ يعبثُ بالمَنطقةِ التي بينَ عُنقِها و اُذنِها حَيثُ كانَ هُنالِكَ شِريانٌ يَنبِض بالحياة ضِد إصبِعه

تَواصَدت نَظراتِهما و رُسِمت على مُحياهُ التفاجُئ و الدَهشَة و هو يُطالِع عَينيها " عَي..عيناك ..! " نَطق و إقترنَت حواجِبها بِخفة " عُيوني ..؟ " مَسكت بِيده التي عِند وجنتِها و شَدت عليها بِقوَة فَلمساتِه وَترتَها أكثَر

أرادَ النُطق و إتمام ما فاجئهُ بالحَديث لَكِن اذِنه راحَت تُنصت لاصواتِ تَتقدم نَحوهِما ، إنحنَى اليها بِسُرعَة و لَف يداهُ حَول خَصرِها فَضمها اليه و إستقامَ بِها مُغادِرًا تِلك البُقعَة بِسُرعَة ، الأميرَة لم تَلحَق أن تَستوعِبَ شيئًا فَبثوانٍ وَجدت نَفسها بِمنتصف حُضن الأسيوي

لَفت يَديها حَول عُنقِه و رأسُها إندفَن بِصدرِه و هو يَركُض بطاقةٍ إكتسبَها قليلاً من الجُلوس لِدقائِق مَعدودَة ، تَمسكت الاميرة بِثوبه مُقاومَة شُعورها بالإغماء لِتهمس بِنبرةٍ خفيفة " سَتم الإمساكُ بنا بِلا شَك ، نحنُ في أراضيهِم "

جونعكوك تجاهلها و تجاهل كُل حرفٍ نبسَت بِه و إستمَر بالركض بِها مُتخفيًا خلفَ الأشجار لِيتوقف عن الجَري و يستند بظهرِه ضد مُهسهسًا بِتألم من اصابته التي على كَتِفه

إلتَّف و أسنَد ظَهر ايليزا على الشجَرة و إرتَكز عَليها مُتنفسًا بِثقل ، اراحَت الاميرَة رأسِها الي الوراء و سَعلت بِخفَة لِيضع جونغكوك يدِه على فمها سريعًا و يُناظِرها بدهشة " سَتفضحين أمرُنا اُصمتِ " هَمِس

أبعدت ايليزا يدِه و هَمست بنفس نَبرته " نحنُ مفضوحان بِدونِ شَئ " وَضعت يدِها على جُرِحه و ضَغطت عَليه تُناظر إنكماش جبينِه دَلالة تَوجِعه فاقتربت تهمسُ باذنه " دماءُك التي تقطرُ على الأرض و دِمائي تَفضحُنا "

العَساكر الأتراك تَوقفوا بِمنتصف الغابَة يَنظرون حولِهم فرئوا دِماء جونغكوك و ايليزا تُغطي الأوراق المُتساقِطَة على الأرض ، انحنى أحداهُم و التمس الدَم بإصبِعه " انهُ جديد .. لقد كانوا هُنا حتمًا " هَمِس و رَفع بَصرِه يتتبعُ قُطيرات الدِماء فساروا وراءِها بِسُرعَة

أدار جونغكوك رأسِه يُطالع الدَم الذي على الأرض فَقرن حواجِبه بشدَة و شَتم تحَت أنفاسُه و نَظر بعينيها الخَضراء " سَننجو ، انا لستُ مِثلُكِ ايتها الإيطاليَة ، انا اُعطي الوعود و أوفيها " هَمِس باذنِها و ضَمها مُجددا اليه

غادَر تِلك البُقعَة و أتمَّ الرَكض مُتصارِعًا مع الدُوار الذي يُلازِمه مِن فقدان دِماءه الغَزير ، ايليزا كانت تَضغطُ اكثَر على قميصُها الذي يُغطي جُرحه و هي لا تَقِل وَجعًا مِن وَجعِه و غَثيانًا مِن غثيانِه ، كليهما بِحالة أصعب مِن الأخر

جونغكوك تَوقف أمامَ نَهرٍ يَفصل الغابَة نِصفين ، ادار رأسِه الي الوراء و العساكِر يَقترِبون مِنهما ، نَظر صَوب ايليزا و هَمِس " سَننزل الي النَهر ، تَمسكي بي جيدًا اياكِ و ان تُفلتيني " أنزلها لِلجُلوس على الأرض بِحذر

" ماذا ان كانَ عميقًا .. " قالَت بِتوتر فَهي لديها رُهاب مِن البَحر و الأنهار العَميقَة ، طالعها جونغكوك و هو يَنزل لِمنتصف النهر " انا قُبطان ايليزا ، أي أنَّ السِباحة لُعبتي " قالَ وسط لُهاثِه المُتواصِل و تَعرُقه المُفرَط

مَد يديه اليها " أمسكيني " بَحلقت ايليزا بيديِه و نَظرت لخاصتيها المُبتلة بِدمه ، نَظرت اليه لِوقتٍ طَويل و كأنَّ كُل شريط أفعالِه البَشعةِ مَعها مَرَّ أمام عَينيها ، سَكتت لِدقيقَة مَرت كالساعات على جونغكوك الذي يُجاهِد داخِل النَهر

أدارت ايليزا رأسِها تَستمعُ الي صَوت ركضِ العساكِر الذي يَزدادُ قُربًا مِنهُما و عاوَدت النَظر الي الآسيوي مُجددًا " ايليزا ..!! انا اُحادِثك ! " إستفاقت مِن شُرودها على نَبرته العالِيَة و هو يُناديها

حَركت رأسِها نافِيَة و زَحفت الي الخَلف بعيدًا عنهُ " ل..لا! انا لَن أخضع لَك أكثر " هَمِست و تَجمَّدت مَلامِح جونغكوك الذي كان النهرُ يَدفعُ بِه نحو الحافَة خاصَة الشلال لَكنهُ يتمسُك بِغصن شَجرة جيدًا كي لا يَنجرِف

" ايليزا ، ليس لدينا وَقت ، قُلت تعالي ! " نَطق بِحدَة و صرامَة و ضَغط على قَبضتهُ أعنَف ضِد الغُصن ، مَد يدِه أطول اليها و نَظر بداخِل عينيها الخَضراء بأمل " إدني مِني هَيا ..! "

الأميرَة حَدقت بيدِه و نَظرت صَوب عُيونِه المُتأمِلَة ، حَدقت بِلمعتِهما لِوقتٍ ضَئيل و شَعرت بِشئ يُحرِكُها صَوبهُ و لانَت قليلاً فأخذت تَمُد يدِها بِبطئ اليه لَكِن سَماعها الي صَوت العساكِر مِن خلفِها جَعلها تلفُ برأسها نَحوهم

جونغكوك نَظر الي العساكِر و أغلقَ عينيه بِشدَة شاتِمًا لِيقبض على يدِه بِعنف لاكِما المياه بِقبضته ، سَمِع صوت العسكري و هو يَقترب و يَصرُخ بينَما يمُد بندقيته نَحو ايليزا " مكانَكُما .. من انتما ..؟ مالذي تفعلانَه هُنا ؟ "

ايليزا رَفعت رأسها اليه و قالت بِلُغتها الأم " مرحبًا ، انا الأميرة الإيطاليَة السنيورا ايليزابيتا ، لقد تمَّ احتجازي عند اليونانيون و هَذا كانَ مِن ضِمن المُختفطون لي " تَحدثت و أشارت بيدِها على جونغكوك الذي فَتح عيونِه بِسُرعَة و ناظرها بِصدمَة

وَصل بقيَة العساكر و تَمركزوا خَلف قائدِهم مُوجهين أسلحِتهم صَوب جونغكوك فقال الذي يُخاطب الأميرة " و ما الذي يُبرهِن لنا انكِ فعلاً السينيورا ايليزابيتا ..؟ " نَبس و لازال لم يُخفِض بندقيته عَنها

ايليزا إستدارت و أعطتهُ ظهرِها لِترفع شعرِها للأعلى فَرأى العَسكري الوَشم المَلكي التابِع للعائلة الإيطاليَة الحاكِمَة ، أنزل بُندقيتِه سريعًا و إنحنَى لها بإحترام " سينيورا ، نأسف عَلى سوء المُعاملَة ، نرجوا مِنك العَفو مولاتي "

نَظرت ايليزا نَحو عُيون جونغكوك مُباشَرةً و هي تُمسِك بِشعرها بِيدِها مُبقية ظهرِها عاريًا للأخر ، إبتَسمت بِخفَة فَمضى وقتًا على هَذا الإحترام الذي تَلقتهُ للتَو و خَضراوَتيها لا تُفصَل عن مُحيا الأسيوي المُتسمِر

" لِنُغادر مِن هُنا ، انا أنزِف الكثير من الدِماء " نَطقت و أدارت رأسِها نَحو العساكِر فَمدت يدِها إليهم، إقترب الضابِط و مَسك بيدِها ليوقفِها و يَحملها بِحرص بينما العَسكريان المُتبقيان اقتربَا مِن جونغكوك يُمسِكان بِعضديه

" أفلِتوا لَعنتي ، دعوني " قال جونغكوك بِحدَة مُهسهِسًا و هو يَدفعهم عَنه بقِوةٍ خائرَة لَكنها أدت الي وقوعِهم الي الخَلف بالفِعل ، صَعِد جونغكوك على اليابِسَة و عُيونه لا تُفارِق الأميرة التي تفاجئت مِن قوتِه رُغم سوء صحتِه

حاوَطت كِتف العَسكري الذي يَحملِها و عُيونِها لازالت مَع كُحليتا القائِد على الخَط ، جونغكوك إبتسَم بِسُخريَة و نَظر صوب العسَكريان الذان نَهضا و مَسكاهُ بسُرعة مِن عِضديه " انا أسيرُ لوحدي دَعوني " قالَ بِغضبٍ و قَبض على يداه ما إن لفا اياهِما الي الوراء و رَبطوها بالأصفاد خلف ظَهرِه

هَسهسةٍ مُتوجعة صَدرت مِنهُ لأصابَة كَتِفه و إنحنى ظَهرِه الي الأمام مُغمضًا جُفنيه " أمَسكوه جيدًا لنأخذه الي المُعسكر و نُداويه قَبل ان نتوجه بالأميرة الي قصرِ السُلطان " قالَ القائِد و سَلك الطريق عائِدًا الي مُعسكرِهم الذي كانَ على الحُدود

•••

" ماذا يَعني هذا ..؟ انتم لم تَجدوا لا جسديهما احياء و لا جُثتيهما اموات ! اذًا اينَ اختفيا ..؟ اين ذهبا !!!! " نَطق المَلِك اليوناني أركون بِغضبٍ عارِم و أسقط كُل ما على مكتبِه على الأرض صارِخًا في عساكِره

" انا أخبرتُكم ادخلوا خَلف القائِد جُيون و اجلِبوه لي حيًا يُرزق ، لم اُخبركم عودوا بفشلٍ ذريع كالذي تأتون بِه لي الأن " هَمِس بحدَة و أشار على عساكرِه و هُم يُخفضون رأسِهم الي الأرض فَركعوا على الأرض و قالوا بِصوتٍ واحِد " سَنجِدُه مولاي ، سنبحثُ بعمقٍ أكثر نعِدُك "

أعاد جلالتهُ شعره الي الوراء مُتنفِسًا بعمق " لا اُريد ان يسمع أحد هذا الخَبر فهمتُم ! لا اُريد ان يعلم اي مَخلوق يُذكر أخر ان القائِد جُيون مُختفي و الا مُصيبَة سَتحل على رأسِنا " اشارَ على جُنوده الذين نَطقوا بصوتٍ واحِد " اوامِرُكَ سيدي "

في الخارِج حيثُ كانَ العسَكري تايهيونغ واقِف وراء خَيمتِه بِرفقة يوجين الفتاةُ الأسيويَة تَنظُر صوب الأرض و الدُموع تملئ خَديها " انا لم أفهَم ما دَخل القائِد جُيون في عائلتِك ..؟ أعني صحيح هو كوري و انا والدتي كوريَة ايضًا .. لَكِن ما دَخل السيد جُونغكوك ..؟ "

مَسحت يوجين دُموعها و رَفعت عينيها اليه لِتقول و هي تدنو لِلجلوس الي جانِبه " لا أستطيعُ اخبارَك .. انا لا أثِق بك " نَظرت اليه حينَما انقرنت حواجِبه و رَغع أحدِهما " ان كنتِ لا تفعلين اذًا لا تُحادثيني! انا ورائي اعمال أهم مِن محادثتكِ لِعلمك " إنخفض يَحمِلُ قبعتهُ العسكريَة

امسَكت يوجين يدِه قبل أن يَرتفع و نَظرت بعينيه " احتاجُ مُساعدَة ! " هَمِست بِصوتٍ لا يسمعهُ عَداه ، تايهيونغ نَظر داخل عسليتيها بِبُندقيتيه و إستَمع الي صَوت قائدِه يُناديه " نلتقي ليلاً .. عِند حُدود المُعسكر خَلف الصَخرة الكَبيرة " قال بهمسٍ خَفيف و إعتدل بوقفته لِيلبس قُبعته و يَصرُخ " قادِم سيدي "

ناظَر يوجين نَظرةً أخيرَة و غادَر الي خيمَة قائِده ، دَخل و إنحنى باحتِرام بعدما ازال قُبعته ليضعها أسفل ابطِه مُحدِقًا بالأخر بإهتِمام " أمرُك سيدي ، بِما أمرتَني ..؟ " إلتفت الجِنرال اليهِ و هو يُدلِك جبينهُ بِقلق " القائِد الأعظَم جُيون ، إختفَى بعدما دخل الي الغار الذي إنهار قبل ساعات "

إتَسعت عينانِ تايهيونغ و قالَ بنبرةٍ عالٍيَة " ماذا ..!! كَيف جرى ذَلٍك ..! أعني سيدي ؟ هل يُعقل انهُ أنهار عليه! لَقد تدمر الغار بالكامِل ! " تَحدث العَسكري بِصدمة يُحاول إستيعاب فِكرة إختفاء جونغكوك من الوَسط

الوضعُ بدأ يُصبِح مُوتِرًا كُليًا

" أنظر ضابِط تايهيونغ ، انا لم أجلِبك الي هِنا كي تنصدِم ! نحنُ بحاحة لايجادِه حالاً! لذلِك اريدك أن تجمِع جنودِك و تذهبون للبحثِ عنهُ باقربِ فُرصة ! " نَطق الجِنرال و هو يَفرُد خريطة المُعسكر على الطاوِلة

اقترب تايهيونغ و وَضع قُبعته على الطاوِلَة يَنظُر الي الخريطَة فإنحنى يُحدِق بمداخِل و مخارِج الغار ، التمس بإصبَعِه أحد المنافِذ و طالَع قائِده هامِسًا " حُدود الدولَةُ العُثمانِيَة ..! "

ناظرهُ الجنرال و إقترنت حواجِبه بشدَة فإصفَرت ملامِحه " يَستحيل ان يكونَ خرَج هُناك ..! جونغكوك يعرِف كل إنشٍ جيدًا بهذا المُعسكر " نَطق القائِدُ نافيًا وجَلس على الكُرسي ماسِحًا تعرقه بالمِنديل

" كُل شئٍ وارِد سيدي ..! لا يُمكننا إستبعادُ الأمر ايضًا " حملَ قُبعتهُ و إرتداها ليعود الي الوراء و يَنحني بإحترام " عن إذنِك سأذهب اُنظم رِجالي لنبدأ عمليَة البَحثِ فورًا " إلتفت و غادَر بعدما أخذ الإذن

•••

وَصل الثلاثةُ عساكِر بِرفقة السينيورا و القائِد الي المُعسكر التُركي ، ايليزا كانت تُقاوُم ألا يُغمَى عَليها حَتى يَتِم إسعافِها بأقربِ فُرصَة في حال ان جونغكوك كانَ يسيرُ بِكُل ثباتٍ و أعينه علَيها من الخَلف

كانَ يسيرُ و في عَقلِه ألفُ فِكرَة ، رأها تُدير رأسها اليه و تُناظِره بِعيونها الذابِلَة التي عادَت الي زرقاءِها حينما غادروا الغابَة ، إلتفت الضابِط الذي يَحملها نحو جونغكوك و العسكريان و قال آمِرًا " خذوه الي السِجن و ارموه في الزنزانة و قيدوه بالأصفاد و السلاسِل جيدًا "

" أمرُك سيدي " نَطق العسكريان و هو على وَشِك أخذِه لَكِن الضابِط لَمح ابتسامَة جونغكوك الذي يُخفِض راسِه و يَتبسَم بِشكلٍ عريض وواسِع " ا..انت تبتسِم ..؟ " إستطرد قائِلاً بِغضب و شَد على ايليزا التي بِحُضنه

جونغكوك رَفع رأسِه و قد بدأ يَضحَك قائِلاً " عجبًا ..! الي هذِه الدرجة أخفتكُم حتى تُقيدوني بالسلاسِل ..! انا للأن لم اُخبركم من أكونُ حَتى " إبتسمَ بِجانبية ختامَ كَلِماتِه و حَدق بايليزا التي تُطالِعه بِعيونٍ هادِئة

" انت تَسخر ..! سَنُعلمك السُخرية على اوصولِها في السِجن أيها العاهَة " هَسهس العسكري و إلتفت مُغادِرًا نحو خيمةِ التمريض لَكِن صَوت الأميرة الضعيف أوقفه " لَحظة واحِدَة ..! قَبل ان تأخذوه الي السِجن انتم عليكم مُداواتِه " قالَت و نَظرت ناحيَة الأسيوي

جونغكوك كوَّر يديه أكثَر و داخِلهُ يشتَعِل مِن نظراتِها لهُ ، نَظرات لا تَحملُ أية مَشاعِر أو أحاسيس ، و ما زادهُ حِرقةً ردُها على الضابِط حينما سألها بالسَبب الذي قد يَجعلهم يُداوونَه " ما أعرِفه ان هَذا الشخص مُهِم في الدولةِ اليونانِيَة ! انتم حتمًا تحتاجونه و لَم ترغبوا بَموته "

أعلَت أبصارِها اليهِ و أحسَّت انهُ بِلا مُنازِع يرغبُ بِحرقها حيَة في الوَقتِ الراهِن ، إبتَسمت لهُ بسمةً بارِدَة و اتمَّ الضابِط السير بِها الي الخيمَة

وَضعها على السَرير هُناك و أدخلوا جونغكوك بَعدِها بأمرٍ من القائِد حتى يُداوونَه ، أسندَت الأميرَة ظهرِها علَى العامود خَلفها و مَدت قدمِها بِحذر و توجُع الي الطبيبَة حَتى تُعالِجُها " مالذي حَدث لِقدمك ..؟ " قالت الحَكيمة و هي ترتدي قفازاتِها

" لَقد سقطت علي صَخرة " هَنفت ايليزا بتوجُع و رَفعت ابصارِها الي جونغكوك الجالِس بالسرير الذي يُقابِلُها يقومون بإزالَة قميصها الذي سبق و لفتهُ هي على جُرحِه

" سَتتحملين الألَم سُموِك ، لَن يكونَ سهلاً " قالت الطبيبَة و اخذت تُقطع بالمِقص بِنطالها و كَشفت عن جُرح ساقِها أكثر ، تَوجعت الأميرَة و هسهست مُعتصرة فخذيها بيديها لِتغلق زرقاوتيها بألم

نَظر جونغكوك اليها و كوَّر يديِه بِشدة " عقِمي الادوات اولاً يا حضرة الطَبيبة ! لا نُريد ان تتأذى اميرتِنا " قالَ بنبرة غليظَة صارًا فيها على أسنانه و كُحليتيه تخترقُ كُل إنشٍ بسُموِها

قامَت المُمرضة المسؤولة عن القائِد بتَسخين الأدوات اللازِمة لخياطة جُرحه ثم دَنت و غرستها بِه أينما إهتَّز جَسدِه من الوَجع و إحمرَّت ملامِحه بشدَة مَع إزدياد قُطيرات تعرُقِه

ناظرتهُ الأميرَة بِتوتُر و حَدقت بيدِ المُمرضة و هي تُخيط لهُ الجُرح لتشد على فخذيها أكثَّر فَمن شدة تركيزها على الآسيوي لم تَشعر بتاتًا بجُحرها و هُم يضمِدونَه ، كانت تَنظُر الي عُيون القائِد المُحمرَّة و على حوافِها القليلُ من الدُموع بسببِ قُوةِ الألم

لَفت لها الطبيبة جُرحها بالضِماد و جَبست لها قدمِها بأداواتِهم القَديمَة تِلك فابتعدت عنَها و عقدَت حاجِبيها مُتعجِبَة " كَيف لَم .. " أرجعت رأسها الي الخلف تنظُر صَوب الأسيوي الذي كانت فِضيتا سُموها عليهِ طيلَة الوَقت

إبتعدت عَنها و تَمشت نحو جونغكوك تتفقدُ جُرحه و خياطَة المُمرضة فَهمهمَت " أحسنتِ انهُ نَظيف و سَليم " طالعت جونغكوك و اخذَت منديلاً تمسحُ له تعرقُه و الدِماء عن وجهِه " هل انتَ عسكري عند اليونانيون ..؟ غريب يُوظفون الأجانِب ..؟ " قالت مُتعجبَة و مسكت ذَقنهُ لترفع رأسُه اليها

قابَلتها نظرةً أرعبت كُل ضُلعٍ في جِسدها من بَصريتيه مِما جَعلها تُفلتهُ و تعود الي الوراء مُتحمحمَة ، حوَّل أبصارِه تجاه ايليزا التي ناظرت الحَكيمة و تمددتَ على السرير مُغمَضة عيونِها بإرهاق

قاموا العساكِر بِربط ذِراع جونغكوك على العامود و سطحتهُ الممرضة بِمُساعدة الطبيبة على بطنِه فوق السرير فقاموا بتغطيتهِ بعدما ناولوه الدواء المُسكِن كما الحال مع ايليزا أينما مرروا عليها اللُحاف هي الأخرى

غادرت الطبيبَة مع المُمرضة و وَقف عسكريانِ أمام باب الخَيمة لِلحراسَة فإذ بالجَو يَهدأ تمامًا بالقُرب من الآسيوي و الإيطالِيَة ، كانت أصوات تَنفُس كليهِما تُسمَع مَع تَنهيدات الأميرة مِن فترةٍ لأخرَى

سُمِعَ صوتُ جونغكوك بَعد طيل ذاكَ الصَمت " لِما فعلتِ ذَلِك ..؟ "

دامَ سُكوت ايليزا و هي تُطلِقُ تنهداتٍ مُتألِمَة و فضيتيها مُغلقَة تَساجمِعُ شِتات نَفسِها المَهلوكَة ، إبتَسمت بِخفوتٍ و غادرتها قهقهةٍ خَفيفَة لِترفرف بِجفونِها و تَكشِف عن عيونِها هامِسَة " الجوابُ واضِح للأعمى جونغكوك "

غادَرت صَدر القائِد تنهيدَة عميقَة و مَسك ذلك العامود الذي رُبطت فيه يَدِه فَجلس بِصعوبَة و طالعها مُتمددَة مُقابلَة اياه " انتِ تعرفين انكِ ستندمين لاحِقًا ام اُخبِرُكِ ..؟ " نَطق بنبرةٍ هادئة جَعلت من رأسها يلتفتُ اليه

بَحلقت بملامِحه المُنهكَة و إكتَفت بابتسامَة خفيفَة " لا أجِدُ سببًا يَجعلُني أندم ..! انت أذقتَني الكَثيرُ من المُر " جَلست مُسندَة جِسمها بيديها و قَربت وَجهها مِن خاصتِه فكانَ العامودُ من يَفصِل بينهُما " و الأن حانَ دورُك ، حانَ دورُك ان تَعرِف معنى أن تكونَ ذليلاً أسيرًا بعد كُل تلك السُلطَةِ و الجاه "

إبتَسم جونغكوك بِجانبيَة و بِحركةٍ خاطِفَة شعرت بيدِه الحُرَّة تلتفُ حول عُنقِها و تَجذبها اليه بِعنفٍ فتلاحمَت جبينُ كليهِما بِقوَة و أصبَحت أبصارَهُما أشدُ قُربًا

" إنتَظري اللحَظة التي يُعرفُ فيها إسمي و سَترتعِشُ أبدانُهم رُعبًا ، انتِ لا تعرفين حَقيقتي الكامِلَة بعد يا سنيورا ايليزابيتا " إسترسَل بِنبرةٍ تحمِلُ قوةً مُخضِعَة في كَلماتِه ، نَفضت ايليزا يدِه عنها بِغضب و صَرخت بِصوتٍ عالٍ " حُراس "

دَخل عسكريين الي الخَيمة و أنحنيا كِليهما " تأمُرينا سُموك "

" خُذوا هَذا العَسكري !! لَقد قامَ بالتحرُش بي للتو " نَطقت بنبرةٍ غاضِبَة و حادَة و هي تُناظر عيونَ القائِد المُبتسمَة بِمُكر ، شَدت قبضتيها أكثر و دَنى أحدى العسكريان حَتى يَصفع جونغكوك لكن الآسيوي تَدارك حجم تلك الإهانة التي سيتلقاها و حَمل مِشرطًا طبيًا من قُربه ليغرسهُ بِعنف بمنتصف صَدر الجُندي

تَناثرت دماءه على وجهِ القائِد الذي أغلق ابصارِه و مسح بظاهِر يدِه مُحياه ، شَهِق العسكري الثاني كَما الحال مع ايليزا التي وَضعت يديها على فمها تُطالعه بعدمِ تَصديق ، رَكض الجندي الي الخارِج ما إن سَقط الأول على الارض فاقِدًا للوعي

" ا..انت ادعي ألا يَموت جونغكوك ، ادعي ألا يَفعل و إلا سَتُقتلُ حتمًا " نَطقت ايليزا بِفزع و طالعت العَسكري فابعدت عَنها الغطاء و نزلت اليه تَتفقدُ نبضه ، جونغكوك مسكها من عضدها و اجلسها على سريرها مُناظرًا اياها بِحدَة " انتِ شرفينا بسكوتِك و هدوءِك فبِفضلكِ نحنُ هنا الان "

ناظرتهُ بِحدَة و نَظرت الي يدِه التي تُمسِك عِضدُها مُستِمعة لِصوت خُطوات العساكِر ، دَخل الضابِط مع ثلاثَة جُنود الي الخَيمة و حَدقوا بجونغكوك يُطالِع ايليزا و يحتفِظ بِذراعها وَسط قبضتِه

" انتَ ايها الآسيوي! " صاحَ بِه و أخرج سيفِه ليقترب من الكوري و يَضعهُ على عُنقِه جاذِبًا إهتمام جونغكوك اليه " أفلِت الأميرَة حالاً ..! " هسهَس و تَبسمت شِفاه القائِد بِجانبيَة ، ترك جونغكوك ذراعها و رَفع يدِه عاليًا " و مالذي سيحدُث حينما أترُكها ..؟ " إستقامَ و فاقَ الضابِط طولاً فقال بِنبرةٍ مُخيفَة " سأمسِكُكَ أنت "

الضابِط ضَغط بسيفِه ضِد عُنقِ جونغكوك حَتى خرج القليلُ من الدَم مِما جَعل ايليزا تَتوترُ أكثر و تَستند على العامود حَتى تَقف قائِلَة " خذوه الي السِجن ، هناك سَيتربى برائي ، انهُ هَمجي و غَجري لَن تتغلبوا عَليه صَدِقوني "

أدار جونغكوك رأسُه اليها و ضَحِك ساخِرًا " برائي إستَمِع الي كَلام الأميرَة ، انها تقولُ الصَواب " بَحلق في الضابِط الذي أمر عساكِره بتقييد يدانِ جونغكوك معًا مُجددًا و أخذِه الي السِجن

اخذوهُ الي الخارِج بالفِعل فإلتفت الأسيوي برأسِه و هو يُغادِر مَعهُم مُناظِرًا عُيون الإيطاليَة القَلِقَة ، إبتسَم ساخِرًا و غادَر معهُم الي السِجن

" سُموِك انتِ بِخير ..؟ " سأل الضابِط و دَنى من الأميرة مُمسِكًا ذراعِها ، طالعتهُ ايليزا بعدَما رَحل جونغكوك عن فِضيتيها و نَطقت بِسُرعَة " أرجوكم أسعِفوا الجُندي بسرعَة قبل أن يفقِد حياتِه ..! " قالَت و دَلكت عُنقِها بِتوتر

" لا تَقلقي مولاتي ، سنهتُم بِوضعه " حَملهُ و أجلسهُ على سَرير جونغكوك السابِق ليندَه على الطبيبة و المُمرضات ، إقترَب منها بعدَما أتى الطاقَمُ الطِبي و تَحدث و هو يَشبِك يديه خَلف ظَهرِه " أرسلَنا رِسالةً الي السُلطان الأعظَم و أخبرناهُ اننا نَستضيفُكِ عِندنا ، ما ان يأتينا الرَد سَنُغادر الي العاصَمة سويًا "

مَدت ايليزا يدِها اليه حتى بُساعِدُها بالتمدُد و هَمهمَت مُطالِعَة الفراغ دونَ ان تُضيفَ شيئًا " حَزِنتُ كثيرًا لما حَدث مع عائلتكِ المَلكية بيومِ زِفافكِ سينيورا ! هُم اليونانيون كَما نَعهدهم لا يَتركون أحدًا في حالِه " إستَكمل الضابِط قائِلاً و تَلقى نَظرةً غيرُ راضِيَة من الأميرة لَكِنهُ لم يَسكُت و إتمَّ

" انهُ الواقِف على رأسِهم ذَلِك الكوري ! جُيون جونغكوك ! لو فَقط نتخلصُ منه ستسقُط دولتِهم على رؤوسِهم جَميعًا "

" أتعتَقِدُ ذلك ..؟ اتعتقد ان كوري يستطيع ادارَة دولةً كامِلة على مِزاجه ..؟ " هَمِست الاميرَة و هي تَتذكَرُ السُلطَة التي كانَ فيها جونغكوك قبلَ يومٍ مَضى

" بِكُل تأكيد .. أعني ذَلك المُستحيل الذي طَبقهُ القائِد جُيون ، يَنخافُ منه بِصراحَة ، هل يَسبق و أن رأيتيهِ مولاتي ..؟ " تَكلَّم التُركي و هو يشرَحُ بيديه مُحاوِلاً تخَّيل شَكل جونغكوك و هيئتهُ لَكِن عبثًا فَمِن الصَعب الإلتقاءُ بشخصٍ مُهِم مِثله ، لَكِنهُ لا يَعرِف انهُ كانَ يتنازعُ معهُ قبل قليل

" لا .. لم ارَه . كما قلت انت انهُ شخص مُهم يصعب الوصول لهُ " نَفت برأسِها و رَفعتهُ تجاه الضابِط " هل يُمكنك تركي ارتاحُ قليلاً ..؟ انا مُتعبَة رجاءًا ! " هَمِسَت فإنحنى لها و غادَر مُسرِعًا

أغلَقت ايليزا فضيتيها عابِثَة بشعرِها بيدِها اليُمنى لِتُطلِق تنهيدَة مُتألِمَة " هل ما أفعلهُ صائِب ..؟ انا فقط مُتأذِيَة منك كثيرًا جونغكوك ، لا تَعرِف مَدى عُمقُ جُرحي " هَمِست لِنفسها و إنهمرَت دُموعِها

جَلس جونغكوك في الزِنزانَة بعدما قاموا بِربطه بالأصفاد و السلاسِل فأجلسوهُ على الأرض و تركوهُ مَسجونًا هُناك مع الفِئران و الكَثير مِن الحَشرات و الأوساخ ، اراحَ رأسِه الي الوراء و تَبسم بِسُخريَة " سَنرى الي اين ستصلُ بِك أميرَتي ، هل انتِ نِد الوَضع الذي وَضعتِنا بِه ..؟ ام لا! "

•••

يُطرَقُ باب السُلطانِ العُثماني مُراد الخامِس الجالِس على سريرِه يَقُمن الجواري بِتجهيزِه الي حَفل تَتويجِه الليلَة " اُدخل " صاحَ أذِنًا للحرسِ بالدلوف ، دَلف أحدِ حُراسِه و إنحنَى قائِلاً بإحترام " مولاي . وَصلنا مِرسال مِن الحُدود اليونانيَة "

إقترنت حواجِب مُراد و أستقامَ من فراشِه آذِنًا للجواري بالخُروج " أدخِله "

دَخل المِرسال و خَرج الحارِس مُغلقًا الباب وراءِه ، إنحنى اليه بإحترام و نَطق بينَما أعيُنه لم تَرتفع عن الأرض " مولاي السُلطان ، لَقد أرسلني اكبرُ الضُباط على الحُدود لِنُعلمك اننا وَجدنا الأميرَة الايطاليَة مع جُندي كوري أتوا مِن الحدود اليونانِيَة "

زاد إنعقاد حواجب السُلطان أكثر و اتسعت مُقلتيه " الاميرة الايطاليَة ..؟ اليست السينيورا ايليزابيتا ..؟ الم تُقتَل ..! " تَحدث مُتفاجِئًا فَحرك المِرسال رأسهُ بالنفي و أضاف " إنها في إستضافتُنا في المُعسكر مولاي ، بِما تامرنا حَضرتك ..؟ "

أعطاهُ السُلطان ظَهرَهُ و نَظر الي شِرفته التي تَطِّلُ على البَحر و المُحيط ، شابَك يديه خَلف ظَهرِه و دَفع بصدرِه الي الأمام قائِلاً بِهدوء

" إجلبوا السينيورا الي العاصِمَة حالاً ..! "

•••

مرحبًا ^^

كيفَ كانت احداث التشابتر معكم ..؟ دخلتُم في بعضكم صحيح ..؟

توقعتم ان يحدُث هذا ..؟
لا اعتقد

هل عبث بأعصابكم جيدًا ..؟

رأيكم في التشابتر ؟ و الاحداث الحاليَة

رد فعل ايليزابيتا ..؟

جونغكوك ؟ لا تقولوا انه اصبح مسكين الان اعرف قلبكم يحن بسرعة

ستلعبُ الدولة العُثمانية الكثير في تغير مجرى القصة الان كونوا مُتحمسين رجاءًا للقادِم لانهُ حتمًا خطير 🔥

دُمتم سالمين ❤️

نلتقي في القادِم ان شاء الله


.
.










Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top