هواجِس العِشق • 15 •
هواجِس العِشق || جُيون جونغكوك
اهلاً بِكُم في الجُزء الخامِس عَشر مِن مخاوِف الحُب 🤍
لُطفا لا تَنسوا التَصويت و التعليق ذَلِك يُشجعني أكثَر
رَمضان كَريم 🌙
استمتِعوا ❤️
•••
تَساقَطت نَظراتُ جونغكوك على تِلكَ اليَد التي تُشوِه بياضُها إحمِرار الدِماء و لِوهلةٍ أنفاسَهُ بدأت تَنقِطع مِن هولِ الذُعر ، مِن غَير المُمكِن ان تَكون تِلك .. الأميرَة ! قَدماهُ كانت بالكادِ تَحمِل جَسدِه و قَد زادَ عليه ثِقل أنفاسِه
جرَّ قَدميه بِسُرعة بإتجاه تِلك اليَد و إنحنَى بِبُطئ حتَى يُزيل عَنها ثِقلَ الصَخرة و لا رَغبة لهُ كُليًا بِتَخيل ما أسفلُها و كَم سيكونُ المَشهدُ قاسيًا ، إنها المَرة الأولى التي تَرتَجِفُ فيها يَداه
وَصلت يدهُ الي الصَخرة و قَبل أن يَلمِسها قَبض على يدِه بِسُرعَة و اُذناهُ إلتَقطت صَوتًا أتيًا مِن داخِل الغار مُغاثِيًا و مُستنجِدًا ، إتَسعت أعيُنه و نهَض راكِضًا بِسُرعَة الي الداخِل رُغم مُحاوَلة الحَرس بِمنعه فالمكان أشد خُطورة مِما يَتصوره القائِد
" سَيدي المَكان خَطِر بالداخِل ، لا يُمكنك الدِخول نحن نخافُ على سلامَتِك " نَطِق الحارِس و هو يُغلِق المَعبر لِلغار بِرفقة أربعة حَرس آخرون ، جونغكوك كانَ يَنظُر الي الداخِل و اُذنيه لازالت تَستمعُ الي ذلك الصَوت الضَعيف فَتزايدت رَغبتهُ بالدلوف أكثر و طالع الحارِس بِحدة " انتَ لَن تأمرُني " هسهس
الحارِس نَظر نَحو المَلِك الذي قالَ بِقلق و هو يُطالِع العساكِر يُخرِجون جُثث الجنود مِن الداخِل " قائِد جُيون لا يُمكنك الدُخول ، انا لستُ مُستعِدًا لِخسارتِك بَعد ..! " نَطِق جَلالتهُ و جونغكوك إلتفت ناحيتهُ يُطالِع أعيُن الأصغر مِنه
" جلالَتكَ ايليزابيتا في الداخِل ..! بِرفقة اللورد لِيو ، نحن لا يُمكننا التَضحِيَة بِهما علي إنقاذِهما فالجُنود لم يَعرفا الوصول لَهُما بالفِعل " تَحدث جونغكوك بِلهفة و هو يَشرُح بيديه و قد تَمكن العرق مِن جسدِه وراحَ يِقطِر مِن جبينه
" نَفقِد اللورد لِيو و لا نفقِد جُيون! لستُ مستعِد لِخسارة كِليكِما " تَحدث المَلِك بِصرامَة و ضَغط عَلى قَبضتهِ بِقوة حينَما صَرَّ جونغكوك على أسنانِه و نَطق بِحدَة " انا سأدخُل مَولاي .. سأدخُل " هَمِس بأقصَى ذرةِ جديَة يَمتلِكُها و إلتف حَتى يُبعِد يدانِ الحُراس
تَوقف لِبُرهَة حينَما نَطق المَلِكُ قائِلاً " أنا آمرُكَ بِعدمِ الدُلوف جيون جونغكوك " سَمِع أمر جلالتهُ الصارِم الذي جَعل يدانِ القائِد تتكور بِعنفٍ ضد معصمي الحارِسان فِيقوم بِنفضِهما بِقوة و الدُخول الي النَفق
إتسَعت اعين جلالتهُ بِصدَمة فَهذِه أول مَرة يُخالِف فيها أحد أوامِرهُ و بالأخص جونغكوك ..! كانَ جونغكوك يُجيد جيدًا التعامَل مع اوامرِه و قَلبها الي صالِحه لَكِن هُنا هو رَفض الأمَر بِأكثرِ الطُرق صراحَة
جونغكوك دَخل الي الغار و هو يُطالِع الصَخر يَتساقطُ صَخرةً صَخرة ، كان يَمتلكُ حساسيَة مِن الغُبار مِما سَنحت لهُ التُربة بالسُعال و أدت الي إختناقِه لَكِنه لم يأبه و أتمَّ السير الي الأعماق مُنادِيًا بإسم ايليزابيتا
" ايليزا .. ايليزابيتا .. سينيورا أتسمعيني " صاحَ بِصوتٍ مُتوسِط عُلوِه فالغار سينهارُ كُليًا ان صَرخ بأعلى جُهدِه ، كانَ مُحتارًا أي طريقٍ يَسلُك حينما وَصل الي مُفترقٌ فيه ثلاث مَمرات ، تَوقف و هو يُغطي أنفه و شِفاهه بِشالِه الذي يلفهُ حَول عُنقِه و طالَع جُثث الجُنود المَدهوسة
تَقوست حاجِبيه بِخفة و إستَمع الي صَوت جُندي يَقول " وَجدنا الأمير لِيو " تَوسعت عُيونِه و هو يُطالِع العَسكري يُسنِد اللورد عَلى ظَهرِه و يَخرُج بِه مُسرِعًا مِن النَفق " وَجدنا أندرو .. لَكن ايليزا ..؟ " هَمِس و هرول تِجاه ذاكَ الرِواق الذي اُخرِج مِنهُ الأمير
في نِهايتهُ وَجد جَسد الأميرَة مُلقًا على الأرَض و عَلى قَدمِها اليُمنى صَخرَة مُتوَسِطٌ حَجمُها ، كَانت تَستغيثُ ان يَتِم إخراجُها لَكِن الجَميع تجاهلُها و أهتم بإخراج اللورِد المُغشي عليهِ فَقط
ايليزا راحَت تُحاوِل إزاحَة تِلك الحَجرة عن قَدمِها و هي في أشِد حالاتِها سِوءًا فالوَجعُ و سوءِ المَظهر تَمكَّن مِنها ، كُل عِضيَة مِن جِسمها لَم تَكُن بِخَير ابدًا حتى عُيونِها الزُجاجِيَة تِلك تَملئُها الدُموع و تُفقد عَنها البَصر بِرفقة الأغبِرَة
" ساعِدوني انا أحتَضِ..احتضِر " نَطقت بِضُعف و إرتَخت بِبطئ لِلخلف و هي تَسعُل حينَما خارَت قِواها و تلاشَت كُلُّ طاقَتِها و لم يَبقى بِها شَئ
جونغكوك تَوقف مَطرحِه يُناظِرها بِعدمِ تَصديق و كأنَّ روحهُ عادَت لهُ و ألوانِ وَجهه ظَهرت بَعد تَلاشيها أخيرًا ، رَكض صوبِها بِسُرَعة و جَلس على رُكبتِه بِجانبِها يُناظِر عَينيها الذابِلَة و تِلك الدُمعيات التي تَعتلي أهذابِها الطَويلَة
كُل دَمعةٍ تَختبِئُ وراءِ رُمِشٍ مُتزينًا بالطولِ و شُهِبَ اللَون ، أجفُوِها كانت مُغمِضَة و قَد أعلَنت إستِسلامِها بَعد جُهد عَناءٍ طَويل ، أحسَت بِجُلوس أحدٍ قُربِها لَكِنها لم تَقدِر على التَحرُكِ رُبِع سِنَة
الآسيوي مَدَّ يدِه يقومُ بإلتماس عِضدها فَشعر بأنينِها الخَفيف و عَلِم انها خُدِشت بِلا شَك مِن إبتلالِ المَلمسِ ، الدُنيا مُعتِمَة من الأتربَة و إنغلاقِ مداخِل الضَوءِ بالصُخور " ايليزا ، سينيورا أتسمعيني ..؟ " إستبدل ذِراعها بَكتِفها و هو يَجذِبُها بِلُطفٍ ناحِيتهُ
السينيورا عَلِمَت هَوِيَة الجالِس مِن لَمستهِ فلا أحد يَمسُها بِتلك الطريقَة غيرُه ، رَفعت رأسِها بِصعوبَة نَاحيتهُ و راحَت تُحاوِل فَتح مُقلَتيها بِبُطئٍ و قَد نَجحت بَعد جِهادٍ إستهلَك جُهدٍ طَويل " ج..جونغ..جونغك "
" هِشششش لا تَتكلمي ، ساُخرِجُكِ من هُنا همم " وَضع يدِه المُلطخة بِدماءِها عَلى شَفتيها و أسكَتِها لِينظُر نحَو الصَخرة و يَنزلقُ نحوها بِسُرعَة ، سَقطت بِضعةً صُخور على رأسِه فالغار يكادُ يَنهارُ كُليًا لِيبتلع ريقهُ و يُناظِر الأميرَة
" قائِد جُيون ، الغارُ سينهار قريبًا اُخرُج " سَمِع صَوت صُراخ العساكِر و الضُباط مِن مَخرِج الغار يُنادونَ عليهِ لِيُدير راسهُ يُطالع معبر النور الخفيفِ جدًا حيثُ يأتي أصواتِهم " لقد أخرجنا الأمير أندرو .. جُيون اُخرُج " توالَت صرخاتِهم صَرخة المَلِك القَويَة التي أدت لإنهيار صَرخةٍ ضَخمة كادت ان تُغلِق المَخرج كُليًا
تَصوبت أنظارُ جونغكوك عَلى ايليزا التي كانت تُطالِعهُ و هي تَتنفس بِصُعوبَة ، حاوَلت إسناد جِسمها العُلوي بيديها و الإرتفاع نَحوهُ لِتهمِس بِصوتٍ مُتلاشٍ مِن القِوَة " اُخرُج ، انت سَتموت هُنا ، حتمًا لا مُنقذَ لي "
جونغكوك نَظر مُباشرةً داخِل أنظارِها دونَ التَحدُث بِاُمِّ كَلِمة ، يداهُ التي على الصَخرة ترتِجف و جَسدُه يَهتز ، يَتصببُ عرقًا و هو يُحاوِل السيطرَة على الحَرب التي بِداخِله ، المَعركة التي يُخبِرُه فيها عقلهُ انه سيَكون الخاسِر و يَفقِدُ حياتُه ، بينَما الذي يَضخُ في شِريانهُ الدِماء يُخبِره العَكس
" ا..انا .. مُرتاح ان مُت مَعك " ذَلِك ما نَطقهُ بعد ثوانٍ أدركَ فيها أن الطَرف الأخر منهُ من رَبِح العِراك ، نَظر لوقتٍ نحو يداهُ و حَمل عنها الصَخرة ليرميها بعيدًا و يُحدِق بساقِها المُتدمِرَة
ايليزا بَقت تَنظُر اليه بِذُبولٍ مُندمِج بالذُهول مِما سَمِعت مِنه .. ثَقُلت أنفاسِها حينما رُفع ذلك الثِقل عن قدمِها و صَرخت بِتألم مُتمسكَة بِكتفه ، جونغكوك سَعُل بقوة مِن كِمية التُربة التي تُحيط بِكليهما و إقترَب مُسرِعًا يُعانقِها و يَضمُها ناحيتهُ حاشِرًا رأسُه في عُنقها مُحاوِلاً إلتقاط أنفاسِه
ايليزا رَغِبت بِدفعهِ عَنها رُغم ضِعف قِواها لَكِن أحاطَتها غَيمةٌ مُشبَعة بالأمان بِفعل ذَلِك العِناق ، أغمَضت عينيها و أسندت رأسِها بِوجع ضِد رأسِه المُنحشِر في عُنقها لِتُغمض أبصارِها مُتنفسَة بِثقل
ثوانٍ و شَعرت بِجسمها يَرتفعُ عن الأرض حينَما إستقامَ الآسيوي و حَملها بِرفقته بِحذرٍ كي لا يزيدُ آلمِها الي الضُعف ، تَموضعت بين يداهُ كَأميرَةٍ أتى فارِسُها مُنقِذًا روحِها مِن الأذى ، حاوَطت عُنقه بِذراع و نَظرت داخِل كُحليتاهُ حينَما طالَعها بَعدما جالت أنظارُه بالجِوار
نَظرت الي شالِه الذي إنزلق مِن أنفِه و شَفتيه فقامت بإمساكِه و رفعهِ لهُ مجددًا و ما تَبقى لها أن تَراهُ هو تِلكَ الأعيُن الكُحليَة ، عُيونٍ خَالط بَياضُها بُؤبُؤ كُحلي يُوقِع القُلوب بِتعويذَةٍ سِحريَة ، راقَها النَظُر و أعلَنت وقوعِها ضَحِيَة
" عَلينا الخُروج أحياء " بالكاد سَمِعت ما نَبسهُ و هي تائِهَةٌ في أنظارِه ، القائِد سَلك ذلِك المَمر و تَمشى الي مُنتصف المَفرق يُطالِع الصُخور تُغطي المَخارِج ، وَقف مَحلهُ يُحاوِل الخُروج بِحلٍ و إلا سَيُحِب جدًا المَوت بِرفقة الأميرَة
" لَقد عَصى الأوامِر و دَخل ..! انها ليست أول مَرة يعصي فيها جيون أوامِرُكَ مَولاي " ضابِط العَساكِر البَرية نَطق و هو يَقِف بجانِب المَلِك القلِق على الآسيوي آمِرًا الجُنود بإزالَة الصُخور عن مخارِج الغار
" لا تُسمعني صَوتك مارك ، انا أعرِف جونغكوك جيدًا و بِما يُفكِر " نَطق المَلِك مُكورًا يَديه و هو يُناظِر الصَخرة شارِدًا فيها " * انا واثِق دَخل لأجل تِلك الفتاة لَيس لأجل لِيو * " مرر أصابِعهُ على شَعره و هو يَتنفسُ بِثقل و عاد لِلجلوس على الكُرسي الذي جُلب لهُ مِن الخَدم فأخذ يَهِز قدمهُ بِتوتر
يَتذكر جيدًا نظرات ايليزا لهُ و كَم بَدت صادِقَة في ذَلِك الحين ، لَكنه ابدًا ليسَ مُستعِدًا أن يَخسَر جونغكوك في الوَقت الراهِن و إلا دولتهُ سَتقع على رأسهُ لِكون جُيون هو وَحدهُ من يُديرَها " * سأتغاضى عن الكَثير جُيون ، لَكني لن أنسَى * " مَسح على وَجهه و أخذ كأس الماء مِن الخادِم يشربُ منهُ
في الداخِل كانَ جونغكوك قد سَلك أحد الأروِقَة و راحَ يسيرُ فيه على طُولِه مُفكِرًا بِشأن حِجته التي قَد يتَحدثُ فيها الي المَلِك الأن .. هو ذاتهُ لا يَعرِف لما قَد دَخل بِكُل ذلك الإندفاع ، تَوقف عن السَير و أخفَض بصرِه الي ايليزا التي راحَت تَتحركُ بين يَديه بِخفة حتى تُعدل وضعيَتها
شَعرت بِتوقفهُ و سَكُنت مَحلِها مُناظرَة عيونِه " ماذا ..؟ " هَمِست وأحسَت بإبتسامتهُ الخَفيفة من خَلِف الشال ، هو عَلِم الأن لِما دَخل مُنفِعلاً جيدًا
" قدمي تُؤلمني كثيرًا ، قد لا استطيع السير مُجددًا أو قَد تُبثَر " نَطقت هي بتوجِع و عُيونها تمتلئ بالمَدامِع مُبحلِقَة بِإرتخاءِ ساقِها " كانَ عليكِ ان تخافي مِن البِداية قَبل أن تخرُجي بِهذا اللباس أمام عِبادُ الله " سَمِعت هَسهسة جونغكوك الغاضِبَة حينَما تَذكر مَلابِسُها صباحًا
ناظرتهُ و دَفعت حاجِبها عاليًا " عَفوًا ..؟؟ " أنزل جونغكوك أبصارَهُ إليها و شَدّّ أعيُنها اليه بِتحديقاتِه الحادَة قائِلاً " يا كَلمتي لا تَخرُجي " أعلَى بَصرِه مِن جَديد يُحاوِل إستِدراك أين هُما بالضَبط ، انهُ يَجِد نفسهُ فقط يَتعمق بالدُخول وَسط ذاك الغار
" هاهو ذا المَخرج " هَمس حينَما وَجد نورًا قادِمًا مِن أحَد الفجوات ، إبتسم راضِيًا و إقترَب مُسرِعًا يَضعُها على الأرض هُناك بِكُل حَذرٍ و حِرص " إنتبهي على نَفسِك ، قَدمِك " هَمِس مُنبِهًا فاومأت هي بينما تَتمسك بِكتفيه
رَفع رأسُه اليها و عِند إذ أنوفُهما تصادَمت و إحتكَت مُلفتَة إنتباه أعينهُما الي بَعض ، كان كُل مِنهما قَريب لِدرجةٍ مُقشعرة للأبدانِ من الأخَر ، جونغكوك تارةٍ عُيونِه تواصُل عُيونِها و تارةٌ اُخرى تنزلِقُ لِشفاهِها
مَيّّل رأسِه بِخفَة و تَقدم رُويدًا رُويدًا وادًا بوَصلِ اللقاء بين فاهِهما كَالحالُ مع عُيونِهما فالفَمُ غارَ مِن العَين ، ايليزا نظرت صَوب شَفتيه التي تَدنو مِنها مِما أدت الي إنقباضاتٍ في مَعدتِها ، أوشَك فاهه أن يُلامِس فاهِها آن ذاك أدارت رأسِها للطرفِ الأخر مُفلتَة أكتافِه
ناظَر جونغكوك عُنقِها الذي قابلهُ و رَفع أعينهُ الي ملامِحها التي كُسِفَت و غزاها الحَياء ، إبتَعد عنها و اعتدَل بوقفتهِ و أبصارِه لا تُفارِقها لِلحظةٍ ، للمرةِ الثانِيَة يبتسمُ على رُؤياها و يلتفُ حَتى يُبعد تلكَ الصُخور عَن فوهةِ الخُروج
بدأ عَملِه بأبعاد الصُخور صَخرةٍ صَخرة مُتسابِقًا مع الوَقت
•••
الفتاة الآسيوِيَة كانَت واقِفَة عند رأسِ أندرو تَقومُ بتقطيع ملابسه بالمِقص و مُداوِيَة جُروحِه و هي شارِدَة تُفكِر بأمرِ جونغكوك " * هل يُعقل انهُ قد يَموت كما يَتداول .. لأجل الاميرة ..؟ هل حقًا هنالِك علاقة بينهُما ..؟ * "
قامت بِمُداواة جُروح الأمير بِرفقة الطَبيبَة ثُمَّ غادرَت الخَيمة لِتقع انظارُها على الجُندي الكوري اليوناني كيم تايهيونغ ، كانَ جالسًا أسفل خيمتهُ و يَكتُب مِرسالاً فَبدا على مُحياهُ الإنغِماسُ بِما يَفعل
تَذكرت ذَلِك اليوم حينَما إلتقطها عِندما تَنكرت بٍزي الرِجال و أخذ بِها الي السِجن ، ضَغطت على يَديها و إقتربَت منهُ لِتقوم بأهذ الورقة مِن بين يديه فقامت بتمزيقِها و رميها عَليه بٍغضب
تايهيونغ تَفاجئ مِما فَعلت و رَفع رأسُه نحوِها يُناظرِها بِعدم تصديقٍ مَمزوجًا بالغَضب ، إستقام و نَظر داخِل مُقلتيها الضيقَة و الغاضِبَة لِينبِس بِحدَة " انتِ كيف لازلتِ هُنا و لَم يَتِم إعدامُكِ للأن ..؟ " هسهَس مُتناوبًا في النظر بِعينيها
" لَم اُعدم بِفضل اُناس تمتلك الانسانِيَة أفضلُ مِنك .. انت لا اُصدق انك تمتلِكُ عروقًا من بَلدي حَتى ..! " قالَت بإنفعال و دعست على فُتات ورقتهِ على الأرض لِتستدير مُتمشيَة بعيدًا عنهُ
قامَ الفتى بإمساكِ مِعصميها و اوقَفها عن السَير لِيُعيدها ناحيتهُ و يَنظر بِمُقلتيها " لِما انتِ هُنا و مالذي تريدينهُ بالضَبط ..؟ " هَمِس مُتسائِلاً و لَم يُخفِض بتاتًا عيونِه الدائِريَة عَنها " ا.. انا اُريد عائلتي" نبست الفتاة بصوتٍ خفيف و ازالَت يدِه عن خاصتِها لِتعود خُطوةً الي الوراء
" و اينَ هي عائلتِك ؟؟ " مَيَّل رأسِه قارِنًا حواجِبه بِرجوليَة " انهم هُنا ، في مُخيم الأسرَة لقد جلبتموهم بِكُل عُدوانيَة و لم تَسمحوا لي حَتى أن اترعرع في حُضن بيتٍ أمن " هَمِست بِحُزن و نَظرت نحو الأرض بَعدما تَجمعت الدُموع بعينيها و هي تَتذكر أخر مرة رأت فيها والدتِها
تايهيونغ لانت نظرتهُ لَها و قامَ بإخراج مِنديل مِن جَيبه فَمدهُ اليها و نَطق " ل.. لما جلبوا عائِلتك الي هُنا..؟ انتم كُوريون! ليس لنا علاقةً بِكم " مَسكت يوجين المِحرمَة منهُ و أعلت عسليتيها نَحوه تَنظُر بِبندقيتيه " انهُ جُيون " هَمِست
•••
جونغكوك كانَ أخيرًا قَد أزاحَ أخِر صَخرةٍ أعاقَت طريقَ خُروجٍهما من النَفق ، كانت ايليزا تَتعرقُ بشدَة و تلهثُ أشَّد مَع تزايد مُستشعرات الألم لَديها كُلما تَمكنت النَظر الي قدمِها بِفعل النُور " جونغكوك أسرِع انا أحتَضِر " هَمِست
" ا..انهيت " تَحدث و هو يَرمي الصَخرة الي الخارِج لاهِثًا مِن هول التَعب و المَجهود الكَبير الذي قامَ بِه بدقائِق معدودَة ، كان الحَمار يَستعمرهُ بالكامِل بِرفقة العَرق و التَعب ، إقترب مِن ايليزا و انحنى مُعطيًا اياها ظَهره " اركبي "
نَظرت الاميرة نحو ظَهره بِعيونٍ بالكادِ تُفتَح فحاوَلت رَفع يديها و التمسُك بِه لَكِن بعد ان واشَكت احاطة عُنقه سَقطت يديها قُربها و قالَت بإنهاك "لا أستطيع المُقاومَة أكثر ، انا انتهيت " هَمِست و هي تُنفي براسها ببطئ
جونغكوك التَفت اليها و نَظر نحوها بِحدَة ليقتَرب مُكوِبًا وَجنتيها بِشدَة فَقرب رأسِها اليه و أستند جَبينهُ على جَبينُها مُوصِدًا النَظر بينَ عيونِهما " اُنظري الي ، هَذِه ليست ايليزابيتا السينيورا الإيطاليَة التي أعرِفُها ، أميرَة البُندقيَة حَتى حينما كاد القِرش إلتهامِها و نهش كَتِفها لَكنها صَمدت و تَحملت " هَمِس بِجديَة و كُحليتيه تغوصُ في بِحار عُيونِها
تَنظُر الاميرة اليهِ من تَحتِ جُفونِها فَتُطلِق ضِحكةٍ خَفيفة بالكادِ خَرجت فإذ هي قائِلَة " تِلكَ كانت سينيورا إيطاليَا ، لَكِن الأن ، هي جارِيَة اليونان " وَضعت يديها على خاصتيه التي على خَديها و ضَغطت عليهما بِبُطئ " أنتَ .. قتلتَ قِواها ، انتَ قتلت الأميرَة أيها الآسيوي " اتمت القَول بِصوتٍ راحَ يميلُ للبَحةِ و الإرهاق ، جونعكوك بِوضوحِ الضياء أضحَى يرى الخُدوش على ملامِحها جيدًا
انهُ لَشئٍ يَتفتتُ بداخِل قَفصٍ يُضَخُ فيه الدِماء ، شُعورٍ قاسٍ يَتمكَّن مِن جُيون الذي بِدون إحساس منهُ حَتى دَنى مُسرِعًا و قَبَّل شَفتيها بِكُل قُوةٍ ضاغِطًا بِفاهِه على فاهِها و يداهُ تعتَصِرُ وَجنتاها المَجروحَة
أغمَضت ايليزا زُجاجَتيها و أنخفضت يَديها مِن خاصتيه الي مِعصميه فقامَت بإعتصارِهما بِكُلِّ ما أوتَت مِن قُوةٍ آن ذاكَ ، لَم يَكُن لَثمًا عَميقًا ، لَثمَها بِقوةٍ سَطحيَة و أحسَّ بِدمعتها تُلامِس إبهامَهُ و هي تَسقطُ من زُجاجيتِها المَجروحَة
تَنحى عَنها بِتروٍ يُطالِعُ جُفونِها المُغلَقة و المُنهَكة " انهُ جُيون ، يَقتلُ الأرواح فَحسب " هَمِس و أمسكَ بيدِها ليلتَفت و يضعها على كَتفه من الوراء فقامَ بِحملها على ظَهرِه و إستقامَ بِها مُغادِرًا الغار
إستَند رأسُ الاميرة على كَتفِه تكادُ تَفقِدُ وَعيها كُليًا فَهي شِبه مُغيبَة عن العالَم ، تَمسك هو بِفخذيها و مَسكت هي يديها بالقُرب مِن عُنقه كي لا تَسقُط فأخذ يسيرُ بها للخارِج مُتنفِسًا بِثقل " و الأن اينَ نَحن ..؟ " هَمِس و وَقف مُناظِرًا الأنحاء
هي لَحظاتٍ فَقط و لَمِحَ فيها العَلم التُركي يُرفرِفُ مِن بَعيد حالَ أن تَقدَّم بِضعة خُطوات مِتبعِدًا عن ذَلِك النَفق ، تَجمَّدت أطرافَهُ و تَسمََر جِسمهُ و عُيونه لا تُزاح عَن ذَلِكَ العَلمُ الأحمَر " مُصيبَة .. " هَمِس
" مالذي حَدث ..؟ " تَمتمَت الأميرَة بِصوتٍ خَفيف مُرَهق فَسمِعت جُملَة جونغكوك لِترفع رأسِها بِسرعَة تَنظُر نحو العَلمُ التُركي " نحنُ عِند الأتراك "
أتسعت عُيونِها الشَهلية بِبُطئ و هَمِسَت " البَربَر " إلتَف جونغكوك برأسِه اليها و نَظر بعينيها السماءِيَة " بَربَر ..؟ " دَفع بحاجبهُ الي الأعلى مُتعجبًا مِن كلمتِها فَنطقت هازَة كَتفيها " إنهُم بَربر و غَجر "
" لَدينا خيارين .. نعود للنفق نموت بكرامِتنا أو يتم امساكنا من الأتراك و نُعدَم حالاً " قالَ و هو يَتراجعُ الي الوراء حَتى يَدخُل النَفق مُجددًا لِتقول ايليزا بِعدم رِضى و انزعاج " لَم أخلك جَبان هكذا ، أحقًا الجَميع يخافُ منك ؟ "
تَوقف عن السَير و أغلَق عينيه بإنزعاج و هو يَتذكَر مواقِفهُ البَشِعَة مع السُلطان العُثماني ، تَنفس بِبُطئ و غيَّر وِجهتهُ للطرف الأخر حتى يَلتفُ على الغار و يعودان الي الحُدود اليونانِيَة " أتعلمين ان أمسكونا سَتكونين جارِيَة للسُلطان العُثماني ..؟ " قالَ و هو يُحاول جاهِدًا التمُسك بِجسدها كي لا يَقع
" هِممم ، يَظلُ أفضل مِنك و مِن المَلِك اليوناني " هَمست ايليزا و هي تُسنِد رأسِها على كَتِف جونغكوك تركِشُ بعيونِها رُويدًا رويدًا تُحاوِل ألا تَفقد الوعي ، جونغكوك تَوقف عن السير و إلتفت براسه اليها يُناظرها بإنزعاج " ألم تقولي الان عَنهم غَجر و بَربَر ..؟ "
رَفعت يدها و أدارت لهُ وجنتهُ الي الأمام لِتنطق بِصوتٍ خفيف " لم أخلَك من قَبل ثرثارًا " هَمِست و قَبل أن تُغلِق عَينيها كُليًا أحسَت بِسهمٍ ناري يَخترِق كَتِف القائِد بِقُرب يدِها تمامًا مِما جَعل أبصارِها تَتفتحُ بشكلٍ أوسِع من ذي قَبل
رُميَ من العَساكِر الأتراك سَهم مُشتَعِل إختَرق كَتِف القائِد اليوناني مِما جَعل أقدامهُ تتسَّمرُ على الأرض و أبصارَهُ تتوسَع يَستدرِك مَوقفه ، إرتَجف بَدنُ الأميرة و كيانِها و دَمُ الآسيوي تناثَر على وَجهِها و سُخونَتِه تُلامِسُ يدِها
" ج..جو..جون..جونغك..جونغكوك "
•••
مرحبًا ❤️
رمضان كَريم لكم أيها الحُب 🤍
كيف كانت اجواء رمضان لديكم ؟؟
انزلتُ رواية رمضانيَة مدرسية يُرجى ان تطلعوا عليها لأجلي ❤️☁️
ما رأيكم في التشابتر ..؟
جونغكوك و تصرفه ..؟
تسلسل الاحداث ينالُ اعجابكم ..؟
ما رايكم بالرواية للآن.؟ ❤️
اتمنى ان تَغمر ايامكم السعادة و السُرور 🥰
احظوا بيوم جيد نلتقي في القادِم ان شاء الله 🤍🌙
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top