هواجِس العِشق • 13 •

هواجِس العِشق || جُيون جونغكوك

اهلاً بِكم في الجُزء الثالِث عَشر مِن رِوايَة مَخاوِف الحُب ❤️

لا تَنسوا دَعمي بِتصويت و تَعليق لطيف مِثلِكُم 🥺❤️

استمتعوا بالقراءة 🤍

•••

" اللورِد لِيو " خَرج صوتُ الأميرة هامِسًا و قامَت بِدفع القائِد عَنها بِكامل قِواها فَنهضَت من الفراش مُعدلة فُستانها و هيئَتِها ، جونغكوك قَرن حواجِبه بِخفة و مَسح على وَجهه بيدِه فأستقامَ و قال بِصوتٍ عالٍ " قادِم "

جَذب مِعطفهُ فوق الكُرسي خاصَة المَكتب و لَبِسه لِيسير الي باب الخَيمة يَفتحُها و يُناظِر أندرو الواقِف يَنتظِره ، طالَع عُيون الأصغر الزَرقاء فإذ باللورد يَنطِق بِابتسامةٍ خَفيفة " صباحُ الخَير سَيد جُيون "

" صَباح النور " رَدَّ جونغكوك بِهدوء و شابكَ يديهِ خلفَ ظَهرِه مُنتظِرًا أن يَختصِر الأخر كَلامهُ و يَذهب في أقرب وَقت " هُنالِك بِضعة امور عَلي مُناقَشتُها بِرفقتك سيد جُيون " إسترسل الأصغر قائِلاً و أنفاسهُ تخرجُ بيَضاء لِشدة البَرد الذي يُحيطُ بالمُعسكَرِ الجَبلي

" نُناقِشُها بِخيمتكِ لنكونَ أكثر خُصوصيَة " أتمَّ قائِلاً و واكَب على الدُخول لَكِن جونغكوك مَنعهُ حَتى لا يرى الأميرةَ عندهُ و نَطق " نُناقِشها بالمَكتب أحسن مِن خَيمتي " إستَطردَ بِهدوء لِيرفع ليو حاجِبه مُتعجِبًا

" صباحُ الخير اندرو " سَمَع ذلكَ الصوتُ الإنثوي يأتي مِن خلف جونغكوك فإذ بِها أميرَتُنا تَطٌِلُ على اللورد مِن خَلف جونغكوك الذي بِضاخمتهِ يُغطي كامِل مَدخل الخَيمة فَلم يَكُن يَظهر مِنها شيئًا سِوا عُيونها التي تَظهر مِن أكتاف القائِد

جونغكوك أدار رأسِه اليها يُطالِعُها بِحدَة فإبتَسمت هي بِبراءَة و أزاحَت يدِه التي كانَ يُمسِك بها مَدخل الخَيمة حينَما مَنع أندرو من الدُخول " أفسِح لي " قالَت و رَفعت يدِه عالِيًا لِتَدخُل مًِن تحتها و تَخرُج امام اللورد المُتفاجئ

مالذي تَفعلهُ الأميرة .. بِخَيمةِ القائِد ..؟

ناظَر عُيون الأميرة السماوِيَة و بِخُصيلاتِها المُبعثرةِ قَليلا فإسترَسل " انتِ قَضيتِ الليلَة هُنا ..؟ " مَيَّل رأسِه بِخفة فأدارت ايليزا عَينيها نَحو جونغكوك الذي يُكوِّر يداهُ خلف ظَهرِه لِتبتسم و تُناظر أندرو " آآه ؟ بشأنِ ذَلِك .. اليسَ سُوألاً مُحرِجًا تسألُني اياهُ مُنذ الصَبيحة ..؟ على العُموم ، سأذهب أفطر طاقَتي كُلها إستنفذت ليلةُ الأمس "

تَخطت اللورد و تَركتهُ واقِفًا بِمطرحهُ مُنصدِمًا مِما قالتهُ ، حالتهُ لَم تَقل صدمةً مِن جونغكوك الذي يَلحقُها بِكُحليتيه مُوسِعًا مُقلَتيه " بِنت الـ.. " لَم يُتم كَلامِه و تَحمحم مُدلِكًا أرنبةَ أنفِه تَحت أنظار اللورد الغَير راضِيَة بتاتًا " أيها اللورد إسبقني الي المَكتب ، سألحقُكَ في الحال " قالَ جُيون و هو موشِك على دلوفِه خيمتِه

أندرو تَقدَّم و مَسكهُ مِن عِضده لِيقُرِّب شِفاهه مِن أذن جونغكوك الذي يَنظُر أمامهُ بِسُكون تام " سَتفعُ قريبًا يا جُيون " هَمِس بصوتٍ خَفيف و إنتفَضت يَدِه حينما جَذب جونغكوك ذِراعهُ بِعُنفٍ مِنهُ و أتمَّ سيرهُ الي الداخِل دونَ إجابتِه

" إذًا المُتداول صَحيح ..؟ القائِد يَلمِس جواري المَلِك ..؟ " تَحدث لِيو و هو يُغادر خيمة جونغكوك و يسيرُ عاقِدًا حواجِبه بإنزِعاج " هَذِه خِيانَة عُظمَى ! حتمًا تَستحِقُ الإعدام " هَسهس ضاغِطًا قَبضتيه و هو يَمشي شارِدًا

" مالذي يَستحِقُ الإعدام ..؟ " قَفزت إيليزا أمامهُ و هي تَتناولُ تُفاحة حَمراء طازَجة دافِعَة بإحدى حواجِبها الي الأعلى ، أندرو إستفاقَ أثر صوتِها و ظُهورِها أمامهُ فإعتدَل بِوقفتهِ و تَحمحم " ألا تَعرفين أنهُ ممنوع أن تَكوني بِحُجرة القائِد لَيلاً ..؟ "

لاحَظت إيليزا نَظرتهُ الغَير راضِيَة و عَدلت خُصيلاتِها المُبتلةَ قليلاً بِفعل قَطرات المَطر التي تُنزلِها السَماء كَدُمَيعات صَغيرة " و إن ..؟ ما المَمنوع بِذلك إن كانَ هو مَن أصر مَثلاً ..؟ " مَثلَّت عدَم الإهتمام و هي تَأكُل مِن التُفاحَة مُدحرِجة زَرقاوَتيها

إقتربَ أندرو مِنها بِغَضب و مَسكها مِن عِضدها فَدناها منهُ و هسهَسَ بِحدَة " لا تَنسي جَيدًا انكِ مُلك لِلمَلِك الذي هو خالي .. الذي تَقولينهُ عِقابهُ هو سُؤالكِ الأول " إعتَصر ذِراعها المُملوئَة و جَعلها تإن بِخفة و تُناظرِه عاقِدَة الحاجِبين

" أوه .. أظهِر لَنا وَجهك هَذا مِن الأول مِستر أندرو " دَفعت حاجِبها الي الأعلى و أسقطَت التُفاحة لِتدفعهُ عنها الي الخَلف و تُشير عَليه قائِلة بِغضب " انا لستُ مُلكًا لأحد هَذا أولاً .. ثانِيًا لا شأن لَك أن تَحشر أنفك الجَميل هذا بِما لا يَعنيك ، ثالِثًا كُف عن النَظر الي بِعيونك الفاتِنة ، رابِعًا وداعًا " دَفعتهُ مِن طَريقها و رَكضت مُغادِرَة

جونغكوك دَخل الي خَيمتهُ و أغلقَ عينيه بِشدَة مُعتَصِرًا الكُرسي خاصَة المَكتب بِغُل " مالذي عَنتهُ تِلك الفأرَة بِحركتِها هَذِه ..؟ لاه؟ و كَلامِها التافِه؟ " حَمل الكُرسي بيديه و كَسرهُ بِعنف على الأرض لِيَصرُخ بِحدَة مُبعثرًا شعرهُ بِشدَة

" تحتاجُ أن تَتربى أكثَر بَعد " هَمِس و تَحمحم مُدلِكًا حُنجرتهُ بأصابِعه فأرجع رأسِه الي الوراء مُغمُضًا جُفونهُ بِتَعب " سَيد جُيون ؟ " أنصتَت اُذناهُ الي ذَلِك الصَوت الذي أتاهُ مِن خَلفهُ لِيُهمهِم " إقتَربي زامير إقتَربي "

دَنت مِنهُ زامير مِن الوراء و قامَت بِلف يَديها حَولهُ فعانَقتهُ مُسندَة رأسِها على ظَهرِه المُعضَل العَريض لِتلفُ يَديها حَول صَدرِه مُتحَسِسَة إياه " إقتَربت " هَمِست مُستشعِرَة يَديهِ تُلامس خاصتيها البَيضاء

إلتَّف إليها و فَتح مُقلَتيهِ مُبحلِقًا داخِل ناظِريها " انا ، لَن ، أسقُط يَومًا " هَمِس و مَسك بِذقنها بأصابِعه ماسِحًا عليهِ بلطِف " كَرري هَذا لأسمَع " مَيَّل رأسهُ قليلاً ضاغِطًا بإبهامِه على شَفتها السُفلى فإبتلعت زامير ريقِها و قالَت

" جُونغكوك لَن يَسقُط يَومًا " هَمِسَت لِيبتَسِم جونغكوك و يُعانِقُها اليه مُرَبِتًا على رأسها فأخذ يمسحُ على ذراعِيها و ظَهرِها هامِسًا " أحسنتِ ، انتِ تُعجبيني لانكِ مُطيعَة " خلل أناملهُ بِشعرِها يُدلِكُ فَروتِها

" تَلعبُ على ذَيليَن جُونغكوك " هَمِست ايليزا الي نَفسِها و هي واقِفَة عَن بُعد تُطالِع القائِد و زامير مُنغمِرَة في حُضنهُ بِعُمق ، أخفَضت بَصرِها الي الأرَض و شَعرَت بالحُزن لِسبب تَجهلهُ فإلتَفتت و تَمشت بعيدًا و جَلست بِمُفردِها مُناظِرة العساكِر يَتدربون

" هَذا لكِ .. " سَمِعت صوت أتاها مِن أعلى رأسها فَرفعت أنظارِها الي مَصدرِه فإذ بِها تَرى الفتاةُ الأسيويَة خاصَة الأمس و هي تَحمِلُ صينيَة طَعام و تَنحني اليها حَتى تُقدِمهُ لَها " ا..اوه ..؟ انها انتِ !! " إستَقامت بِسُرعة و تَفحصتها بِقلق " هل انتِ بِخير ..؟ " إلتَمست جُرح جَبينِها

تَبسمت الفتاةُ و حَركت رأسِها بالإيجاب و نَطقت بِصىتٍ هادئ و هي تُزيلُ يَد ايليزابيتا بِلُطف " رايتُ بِكِ قُوة أميرَة بالأمس " هَتفت بإبتسامةٍ خافِتة لِتسحب شَهليَة العُيون يدِها و تَبتسِم بخفة " حمدًا لله عَلى سَلامتِك إذًا ، إن كنتِ بخير سأذهبُ الأن .. " إلتفت حتى تُغادِر لَكِن صوتُ الفتاة مَنعها

" انا اِسمي يوجين بالمُناسبَة " قالَت و إبتسمت الأميرة لِتُتم سيرِها دونَ النُطق بِكلمة ، بعَثرت يوجين شَعرِها بِخفة " تبدوا مُنغلِقة على نَفسها ، لَكِنها قريبَة من السيد جُيون حتمًا! عَلي التقربُ مِنها لأعرف كيفَ اكونُ قريبةٍ منهُ "

خَرجت زامير مِن خيمة القائِد و عَينيها راحت تَبحثُ عن هَيكل ايليزا لَعلها تَلمحُها بالجِوار " تَبحثينَ عني ..؟ " نَطقت الأميرَة مِن وراءِها فإستدارت الأولى مُسرِعة و طالَعتها بِدهشَة لَكِنها سُرعان ما تَحكمت بِملامِحها و قالت بِهدوء " مَن تكونين حَتى ابحثُ عَنكِ ..؟ "

" اكونُ تلك التي مَزقت عَلم بلدِك مَثلاً " قالت ايليزا بإبتسامَة ثُم أصدَرت قهقهةٍ مُستفزَة و أتمَّت " تِلك التي لم تَنجحي بِقتلها و حماها حَبيبُ قلبُكِ ، الستُ ..؟ " مَيلت رأسِها مُقوسَة حاجِبيها بِتساؤول فَضغطت زامير على قَبضتها و إقتربت مُسرِعة تُمسِكُ بِعضدها و تَسحبها الي مكانٍ خالٍ

" أنصَحُكِ لا تُثيري تَلف أعصابي ، انتِ لستِ كافيَة لِتقفي في وَجهي " هَمست مُهدِدة قُرب وَجه شَهليةُ الأعيُن التي جَذبت يدِها بِعنفٍ و رَدِفت بالمًقابل " هل أزعجُكِ حبيبُ قَلبُك ..؟ " قَوِسَت شِفاهها بِعُبوس و دَفعت زامير الي الخلف حتى أوشكت على السُقوط

" لا يَعني أني أميرة ، اني رَقيقة و انثويَة فوقَ اللازم ، هو صَحيح كذلِك انا ..؟ " أرجعت شعرِها الي الوراء بِغُرور و أتمت قائِلَة بُجمود " لَكِن طاقَمٌ مِن خُبراء فُنون القِتال أشرف على تَدريبي جيدًا بالفِعل " تَكتفت مُطالِعَة أعيُن المُحارِبَة الغاضِبَة

زامير أخرَجت مِن خصرِها خِنجر و إقتَربت مِنها بتَهجم حتى تَحاصر جَسد ايليزا بالصخرة خَلفها و إستقر السكين عِند عُنقِها فإذ بالأولى تُهسهِس " أقتلُكِ و لا أسأل حَتى هل سَمعتِ ..؟ إلزمي حُدودكِ جيدًا " ضَغطت بالخِنجر على رَقبة الأميرة حَتى جُرحت بشرتِها الناعِمَة و نَزِفَت

أغمَضت ايليزا عُيونها بِتألمٍ و فَتحتهما سريعًا لِتمثٌِل الخَوف و الرُهبَة " ج..جونعكوك " هَمِست مُطالِعة خَلف زامير التي بِسُرعَة إلتفت برأسها تَنظُر خلفِها ، ايليزا إستغلت الفُرصة و مَسكت بِخنجَر الأولى جاذِبَة سريعًا فَخدشت عِضدها بِه و رمتهً أرضًا لِتهرب بعيدًا عائِدة الي المُعسكَر

زامير هَسهست مُمسِكة ذِراعها الدامي بِتوجع لِتنظُر الي ظَهر الأميرة التي تَفُر هربًا " ايتُها اللعينَة " إستقامت ضاغِطَة على جُرحِها قارِنة حواجِبِها

ايليزا عادَت الي المُعسكر و أخذت تَتفقد جُرح عُنقِها بِعُبوس " لقد تَلطخ بياض بشرتي بالأحمر " تَوقفت عن السير تدريجيًا و ناظرت الفَراغ هامِسَة و هي تَمشي بِبطئ " كَما توسَّخ فُستانُ فَرحي بالدِماء "

تَوقفت عن السَير و نظرت الي اصابِعها الملونَة بِدماء عُنقِها لتمسح بإبهامِها بِبُطئ على سبابتها و أوسطِها شارِدة الذِهن ، هي لَم تلبث حينَما مَسكتها يدٌ مِن ذِراعِها و سَحبتها بِشكلٍ خاطِفٍ و سَريع الي خَلف أحد الغيران و أسندتها على الجِدار فَتحاصر جِسمها الضَئيل الذي تَقارن بِبُنيةٍ ضخمَة حَربيَة

كانَت على وَشكِ الصُراخ و صَرختها خَرجت على شَكلِ شَهقةٍ حينما شَعرت بِشفاهٍ تُدفن بِعنقها و تَمتصُ جُرحِها بِعُمقٍ ، تَصلبت مَكانِها كُليًا خُصوصًا حينَما عَلِمت شِفاهٌ مَن هذِه ، تَسللت القِشعريرَة جِسمها و رائحتهُ تَطرقُ أبوابَ أنفِها و تَقتحِمهُ بِدون إستِقبال

رَفعت يدِها و مَسكت بِها كَتفِه فَضغطت عليِه بِقوَة و هَمِست بِصوتٍ مُرتِجف " ج..جونغكو.. " إعتصَرت ثَوبهُ و شَعرت بِرأسِه يُغادر فَوهة رقبتِها و يَرتفع بِبُطئ نَحوها فأول ما سَقطت عُيونِها عَليه هو سَوداوِيتاهُ الآسِرَة

زَادت مِن ضَغطِها عَلى قَميصِه أكثَر حينَما لَمِحت تَصبغُ شِفاهه بالأحمر بِفعل دِماءِها فَرفعت شَهليتيها الي كُحليتاهُ حينَما نَطق بِصوتٍ خافِت " سَيتمزَق " إرتَجف بَدُنها بِخفة و تَبحلقت عُيونها مُتوَسِعَة فإذ بِها تَنطِق " م..ماذا ..؟ "

رأتهُ يَلعِق ما بِشفاهِه مِن بقايا دَمِها و يُمسِكُ بيدِها التي على كَتفِه فَشعر بإعتصارِها الشَديد لهُ أكثر حَتى أضحت يدِها تهتز " قَميصي.. " أتمَّ القَول لِتنظُر هي الي ثَوبهِ المُنكمش داخل قَبضتِها و تَقرِن حاجِبيها بِخفَة

تَحمحمت سريعًا و سَحبت يدِها اليها دافِعة اياهُ الي الخَلف و هي تُزيحُ انظارِها بعيدًا و تَنظِقُ بإنزِعاج " لا تَقترب مِني مُجددًا بِهذا الشَكل .. ا..انت تَجاوزت حُدودَك " رَفعت مُقلتيها الحادَة اليه حينَما دَنى مِنها حَتى خالطَت روائحهُ ثُقوب أنفها أكثَر و هَمِس بِبسمةٍ جانِبيَة " إحداهُنَّ تَعبت مِن ليلة الأمَس "

أخفَضت بَصرِها و إلتفَت حَتى يكونَ الحائِط مِن يُِقابِلها و لَيسَ صَدرِه العَريض ، جُونغكوك لَفت نظرُه ظَهرِها العاري فَشعرِها أخذتهُ الرِياح و راحَ يَتطايَر و عَليهِ قَطرات المَطر التي أغمقَت مِن لونهِ العَسلي

جَاءت خُصيلاتها على وَجهِه فأغلَق عينيهِ و مَسك بِشعرِها بِاصابِعه يُزيحهُ عَن ملامِحهُ و يُخفضِه بعيدًا عنهُ ، أحسَت بشعرِها يَعودُ اليها ناحِيَة صدرِها فَتبقت مِساحةُ ظهرِها عارِيَةٌ تمامًا فَقط خُيوط فُستانِها تَتدلى تكادُ خُيوطِه تَنفكُ و تَقع

تَقشعَر كَيانُها حينَما لامَس إصبِعه السَبابَة عُنقِها مِن الوراءِ مُنتَصِفًا تلكَ المِساحَة و راحَ بِبُطئ يَنزِل ناحيَة ظَهرِها مُتحسسًا الخَط الوَهمي الذي يَفصِل نِصفها الأيمن عَنِ الأيسَر و نِسريتِه تُناظِر تِلكَ الشامَة الخَفيفة عِند كَتِفها

أدارَت رأسِها الي الجانِب بِخفَة فَرأى نِصف وَجهِها و زرقاوَتيها التي بَدأت تَرتفعُ صَوبِه رويدًا رُويدًا و يَديها تَحتضِنُ صدرِها فَخالجَ ذَلِكَ المَشهد سُقوط قُطيرات المَطر مِن جَديد فإذ بِها تُبلِل خُصيلاتِه الكُحليَة و لَم تُقصِر كَذَلِكَ مع شُعيرات الأميرَة التي إغمَقت

مَشهدِه واقِف بِذلك القُرب مِنها و عُيونِهما التي تَتناظَر دِونَ تَباعُد مَع نِقاط المَطر التي تُلطِفُ الأجواء و تُحدِثُ لَحنًا يَسمعهُ كِليهما بِوضوحٍ مَع ترابَطِهما البَصري ، أصابِع جونغكوك إلتَفت حَول خُيوط فُستانها و لَم يُفلِح بإنهاء تواصِلهما البَتة بَل لِسببٍ مَا إنغمَس فيها أكثَر

إلتفت الخُيوط حوَل أصابِع كِلتا يداهُ فإذ بِه يَسحبهم نَحو الخارِج و هو يَقترِبُ مِنها بِبطئٍ حَتى إلتَصق جِسمها بالجِدار كُليًا ، أمال رأسِه بِخفَة و عَيناهُ لا تُفارِق خاصتَيها فإذ بأنينٍ خَفيف يُغادِرُها حينَما إنضغط الفُستانً عليها أثِر سَحبهِ الي خُيوطِه ، أخفَض رأسِه اليها و هو يَزيدُ مِن إعتصارِه لِتلك الحِبال التي تَمنحُ الثياب فُرصة مُعانقة خَصرِها

" لأقسِمنَّ أن عُيونِك قَد قَرأت عَلي السَلام " هَمِس و خَالجت أنفاسُه مَلامِحها التي تَصبغتُها الحُمرَة ، لَيس خَجلاً فَحسب ، إنما بُرودة الجَو لَعِبت دورًا مُهمًا كَذِلك ، هي أول مَن قَطِع ذَلِك العِراك البَصري و طَالعت الأرض هامِسة بِصوتٍ خَفيف " و عُيونَك لَيست "

إبتسَم بِجانبيَة و ضَغط أكثر عَلى الخُيوط فقامَ بِربطِها جيدًا و تَركِها مُمسِكًا عِضديها النَحيلة ماسِحًا عَليها بِبُطئ فإذ بِه يَنخِفض و يَترُك قُبلةٍ فوقَ شامتِها مَكان كَتِفها فَيتكاثَرُ إرتجافِها جَراء لَمساتِه و البَردُ القارِص آنذاك

أصبحَ كِلاهما مُبللاً بالكامِل و قَميصُ جونغكوك الأبيض أضحى شَفافًا ، شِفاه ايليزا تَحولت لِلزُرقة مِن البَرد و راحَت ترتعِشُ أكثَر بينَ يديِه مِما جَعلهُ يَقِظ على نَفسه و يَتراجع الي الوراء مُتحمحمًا " عليكِ الذهاب بِسُرعة الي الخيمة و التَبديل .. انتِ ستمرضين حتمًا " إستطردَ و هو يُدِلُك أنفِه

إلتفتَت ايليزا اليه و هي تَحتضنُ نَفسِها فأومأت و رَكضت مُغادِرة دونَ قوَل شئ أخر ، لَحِقتها أعيُن القائِد الذي بَقى مُتوقِفًا مَطرحهً يُطارِدُها بِكُحليتاهُ حتى تَلاشت مِن أنظارِه ، بَعثر شعرِه المُبلل و تَحدث مُنزَعِجًا " تمالَك نفسك جُيون " سارَ مُغادِرًا ذَلِكَ المَطرح الذي كانَت تُحيطِه الغيران

دَخلت ايليزا الي خيمة جونغكوك كَونِها لا تَعرِف الي أي خَيمة تُغادِر مِن الأساس ..؟ تَمشت نَحو صُندوق مَلابسِه و فَتحتهُ لِتبحث بين ثِيابه عَن شئ يُلائمها حَتى تَرتديه و ما أخرجتهُ هو بِنطالٌ عَريض أبيض مع قَميصٍ أسود فَضفاض حتمًا سيبتلعُ كُل إنشٍ مِن جِسمها إن لَبِستهُ

أرجعت يديها الي الخَلف تَفتحُ خُيوط الفُستان فَكشرت بِملامِحها " رَبطهُ بإحكام تَبًا " تمتمَت و تَذكرت ما جَرى بينِها و بينهُ قبل دقائِق فَتوقفت أعضاء جِسمها عن التَحرُك و شَردت بالفراغ تُفكِر بِهيئتهُ المُثيرة القاتِلَة آن ذَاك

قَطراتُ المَطر و هي تُعلِن سيطرتها عَليه بِشكلٍ خلابٍ أعجزُها عن التَحرُك ، أضَحت نبضاتِها تتزايَد أكثر دُونَ أن تُدرِك فإنتفَضت صارِخَة " لااا " نَظرت حولِها و لَمحت كوب الماء الموضوع على المَكتب فَركضت اليه و حَملتهُ ساكِبة اياهُ على نَفسها

أغلَقت عينيها مُرتعِشَة بِخفَة لِتضع الكأس فوق المَكتب و تمسحُ على وجهِها المُبلل و الذي يُقطٌِر مِن المِياه " لِهنا يَكفي " هَمِست و أخذت تُزيلُ فستانِها و تَرتدي ما وَجدتهُ مِن ملابِس جونغكوك ، حسنًا كانَ البِنطال كُلما تَرفعهُ يَسقُط الي ساقيها فَهو مِن الاساس بِتصميم واسِع و مُقارنة بِافخاذ جونغكوك هي لا شئ أمامهُ

شَعرت بالغَضب و إنحنت تقومُ بازاحة خيوط فُستانها فراحت تَربِطهُ عند خصرها و تَرتدي فوقهُ القميص الواسِع الذي كان يَتدلى دومًا علَى كتِفها و يِظهرِ كامل ذراعِها ناصِعُ البياض ، لَم تهتم كَثيرًا و إنحنت تَحملُ فستانها و تَطويه و هي تُفكر أنها جائِعَة

وَجدت الي جانِب الماء على طاوِلة المَكتب صينيَة طَعام فإقترَبت مِنها و أخذت ذلك السندويتش لِتقوم بِتناولِه و عُيونها تُطالع الكُرسي المُحطم على طَرف

لَم تَجد أين تَجلس سِوا على الأرض فَتربعت جالسَة و رَفعت عُيونِها تُناظر أدرُج المَكتب أمامها بينَما تَتناول مِن طَماعِها بِجوع ، لَمحت طَرف ورقة خارِجة مِن الدَرج و بدا لَها أنها كَرسمةٍ لإنسانٍ ما

لَم تَمنع فُضولها مِن السيطرَة عليها و إلتفت برأسها تَنظُر حوِلها فَلم تَجِد أحدًا لِتقوم بِسحب تِلك الورقَة بِبُطئ و تَفتحُها فقد كانت مَطويَة ، تفاجَئت حينَما رأت مَلامِحها الموضوعَة فوقَ تِلك الورقَة مَع تلاشي القليل مِنها فالحِبر كانَ مُسالاً

أخفَضت بَصرِها الي الكَلمات المَكتوبة باللُغة الكوريَة أسفل الرَسمة لَكِنها لَم تَفهمها و قَرنت حاجِبيها بِشدة " ماهذا ..؟؟ " هَمِست و ألفتت رأسِها بِسُرعَة نحو مَدخل الخَيمة حينَما سَمِعت صوت جُونغكوك يَقول بِغُلظَة

" مالذي تَفعلينه ..؟؟ "

•••

مرحبًا ❤️

تأخرتُ عليكم أعرف لكن كان ذلك لظروف أقوى مني للاسف

أمل ان يكون مال التشابتر اعجابكم ❤️

اكثر مشهد لفت انتباهكم ..؟

ما رايكم بشخصيات الأبطال ..؟

توقعاتكم للقادم ..؟

احبكم و دمتم في حفظ الله و رعايته 💫

نلتقي في التشابتر القادِم باذن الله

.
.
.










Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top