هواجِس العِشق • 10 •
هواجِس العِشق || جُيون جونغكوك
اهلاً بِكم في الجُزء العاشِر مِن مخاوِف الحُب 💫
اُترك ڤوت ان رأيت ان هذا الجُزء يستحِق ❤️
دَعمي بتعليقٍ لَطيف كَروحِك سيترُك أثرًا جميلاً بي 🍀
قراءةً مُمتِعَة 💚
•••
مُعسكرٌ يُونانيُ تُدربُ فيهِ عَساكِر المَملكةِ العَلِيَة بِتمارينٍ تَكادُ تُمزِق أجسامِ الجنودِ لِحدتها و قَساوتِها ، ساعاتٍ عديدة تَمضي بدونِ راحة تحتَ إشرافِ قائِد الأساطيل الأعظَم جُيون جونغكوك
حيثُ يَنزِلُ الشَهمُ ذو العُيون الآسيويَة الساحِرَة مِن جوادِه حالِكُ السَواد و يَسيرُ الي داخِل المُعسَكر فتَنحني رؤوس الجُنود إحترامًا لِقدومِه ، تَتبعهُ من الورَاء بِضعة مُسعفاتٍ و جواري أتينَ لِمُساعدة العساكِر و إسعاف المُتضرِرون
كانت مِن ضِمنهن إيليزا التي تسيرُ الي الداخِل بعدما نَزلت من العربة و هي تَتمختر بِمشيتها كَما لو أنها تُفكر بطريقةٍ من الهُروب ، لَكِن ذلك يبدوا مُستحيلاً حتمًا ، سيتمُ تعليقُ رأسها على واجِهَة البَوابَة بدونِ شَفقة
توقفت عن السَير ناظِرة الي ذلك العلم اليُوناني و تَمنت لو أنها تَبزِقُ عليه ، تَنفست بِغيضٍ و أتمت سيرِها الي الداخِل مُحدِقة بالبَدلة اليُونانيَة الزرقاء القَبيحة ، ذلكَ حسب نَظرِها هي فَكُل شئ يتعلقُ بِهم تراهُ بشعًا
على الرُغمِ من ان تلكَ البَدلة تُلائم الأجساد المُعضلةِ المَمشوقَة ، كَجسد جونغكوك مَثلاً ، هي رأتهُ يسيرُ امامها و كَتفيه العريضَة تَتحركُ بمثاليَة مع بدلتهِ الزَرقاء التي لائمت بِشدة جِسمهُ المَنحوت بإحترافيَة
كانَ بِنطالهُ عريضًا بعض الشَئ ، سترتهُ المًعلقة عليها أوسمتهُ و مِيدالياتٍ و نُجومٍ عِدة بالإضافَة الي الحِزام الأسود مُنتصف خَصره و بِه العديد مِن الجُيوب حتى يَضع خِنجرهُ و مُسدسهِ و سيفِه ، حِذاءه الذي كانَ مُدببًا يَصلُ الي مُنتصف ساقيه و يُضيفُ شدة جمَيلة الي بِنطاله
تَجولت بِعيونها بأنحاء المُعسكر مُتجاهلَة إياه حَتى سَمِعت صوت الطَبيبة تَردِف بعدما غادَرت من الخَيمة " هل وَصلن فتياتُ الدَعم ..؟ اركضن الي الداخِل هُنالك حالات طارِءَة " رَدفت و مِن الواضِح كونَ نبرتها مُستعجلة و قًَلِقَة
زَميلاتِها رَكضن مُلتَحِقات بالحَكيمة و إيليزا لَم تَجد حلاً إلا ان تَلتحق بِهم و تَدخل الي تلك الخَيمة التي جَمعت الكَثير من الجُنود المُتصاوِبون ، لَم يلفت إنتياهِها اي عَسكري يُوناني بَل لم تَلتفت الي أوجاعِهم حَتى
كُل ما لَفتها هو عَسكري إيطالي مَرميٌ على الزاوِيَة و أصواتُ انينهُ الخَيفة تُغطي عليها صُراخات اليُونانيون ، وَجدت نفسها تَهرعُ الي إبن بلدِها و تَجثوا بِقربه ماسِكة لهُ يدِه قويًا " ما المُشكلة ..؟ مالذي يُؤلمك بالضبط ؟ " تَحدثت بِقلقٍ واضِح و الجُندي رفع بَصرِه اليها و إبتسَم بأمل
" هُنالكَ إصابة في كَتفي و اُخرى بفخذي و ساقي " تَحدث بصوتٍ مُتألمٍ و أغمضَ عيناهُ يتنفسُ بِصعوبة ، إستقامَت ايليزا مُسرعة و دَنت تُمسك بالمُعقمات و الأدوية اللازِمة حَتى تُعالِجه لَكِن الطبيبَة مَسكت يديها و ناظرت عيونِها بِجديَة " مَمنوع مُعالجة الأعداء حَتى نُنقذ الأبطال " هَمِست
" مالذي تَتحدثين عنهُ ..؟ انهُ على وشك المَوت الا ترينَ حالتهُ ..؟ " تَحدثت الأميرة بإنفعال و ناظرتها بِحدةٍ و غَضب لَكِن الحكيمة قالت بِدورها " هذِه المُستلزمات بالكاد تَكفي جُنودِنا ، لم تَصل الشُحنة الجديدَة بعد ، عساكِرنا أولى مِن اؤلاءك الاوغاد " تَحدثت بِحدة و إيليزا تكادُ تهجمُ عليها تَنهشُ وَجهِها
لم تَسمح لها الطبيبة بإتمام افكارِها الأجراميَة كونها سارعَت بالتوجه و مُساعدة احد الجُنود المُتضررون بإصاباتٍ بسيطة ، طالعتها بِحقدٍ و غُل ، إصابتهم لا تَأتي شيئًا امام تَضرُر الأيطالي ، عادَت راكضة الي إبن بلدِها و جَلست على رُكبتيها قُربه تُطالعهُ بِقلق " سيتمُ عِلاجك قريبًا ، تحمل " نَطقت بِخوف
ناظرها الجُندي و حَدق بعينيها الزَرقاوتين القَلِقة لِيردف " انتِ إيطاليَة صَحيح ..؟ " قالَ بصوتٍ خفيف و هو يُدخل يدهُ في جَيبه ، ايليزا سارعت بالإيماء برأسها عدة مرات " انا إيطاليَة ، نعم انا كَذلك "
اخرجَ الإيطالي علمٌ صَغير مِن جَيبه و كانَ علم إيطاليا ، كان مُلطخًا بالدِماء و مُمزق قليلاً ، من الواضِح انهُ حارب كثيرًا حَتى وصل الي هذه المَرحلة ، مدهُ الي الأميرة و وَضعهُ وسط كَفها فَنظر بِعينيها و هَمس " فَليحَيى الوَطن دائِمًا و أبدًا "
مَسكت إيليزابيتا ذلكَ العلمُ الهَش الصغير بينَ كَفيها و عُيونها امتلئت بالدُموع ، رَفعتهُ الي مُستوى شَفتيها و قَبلتهُ لِتُعانقهُ الي صَدرها مُطالعة العَسكري الذي بَدأت عُيونهُ تَذبل بِبُطئ و تَتخدر و كأن روحُه تُفارِقُه
إنتفضت و سارعت بإمساكه من كَتفه تَهزُه نافيَةً بِرأسها " ارجوك ، اصمُد ، ا..ارجوك " صاحت بِغصة و إنسالت دُموعها على خَديها بِغزارة حينَما فارق العَسكري الحَياة ، أغلقت عَينيها تَبكي بِحرقة ، البُكاء الذي كَبتتهُ لِموت عائِلتها أخرجتهُ بِهذه اللَحظة
حينما أدركت ان صوتها أصبحَ مسموعًا قامت بالعضِ على يدِها بقوَة و جَلست بزاوية الخيمة تناظِر العَلم بِعيونٍ تُنزل شالالاتٍ من الدُموع ، أنفاسها بدأت تَثقل و وَجهها إحمر لِلغاية ، مَسحت دُموعها بكف يدِها و رَفعت عيونها تَنظر نحو جونغكوك الذي يُطالعها من خارِج الخَيمة
غَلت الكَثيرُ من نيرانِ الحقد بِداخلها و عيونَهُما تَتناظَر ، قلبها يَحترِق و هي تَعلَمُ لِما جَلبها الي هُنا جَيدًا ، انهُ يُعلن الحربُ النفسية مَعها و حَتمًا هو المُنتصر فَما مِن شَئٍ تَستطيعُ فِعله أمامَ سِلطتهِ هذِه
إقتربت مِنها جُنديَة و دَلفت الي الخيمَة حينما لَمحت العلم بيديها فَقامت بإنتشالهُ منها و طالعتها بِحدة " ما هذا الذي تُمسكينه ؟؟ " صاحَت بِها و إستقامت ايليزا تقومُ بِجذبه منها بِعنف " لا يَحقُ لكِ التدخل بما لا يَعنيك ، هاتيه الي هُنا " نَطقت بِغضب و هي تُصارِع لِتنتشلهُ من قبضة العَسكرية القَوية
لَكِن في الواقِع الأميرة بَملامِحها الناعِمة و جَسدِها النَحيل الأنثَوي تكادُ تَظهر أمام الجُندية ذاتُ الجَسد الصَلب بِعضلاتٍ تَكسو جَسدِها ، لَم تستطع أخذهُ منها و تراجَعت الي الوراء حينَما دفعتها العسَكرية و أخرجت حَداقة تقومُ بِحرق العَلم أمام عُيون شَهليَة الحَدقتين
إتسعت عُيون ايليزا بِشدة و شَدت قَبضتيها بِشدة و شَعرت أن صدرها امتلئ و لَم تعُد تَتحمل ، أسرعت بالقَفزِ عَلى تلك الجُندية و مسكتها من شعرِها لِتجذبها بِعنفٍ نحوها فعضتها على رقبَتها مُصرَة على جلدها جيدًا بأسنانها الحادَة حتى غادرَت الدِماء لَحم العَسكرية
صَرخت العَسكرية بِتألم و مَسكت بِخصر الاميرة تُحاوِل ردعها عنها بكتمِا قِواها إلي انها لَم تَستطع فالأولى تَتشبثُ بها جيدًا و كأن كامِل ضُغوطَاتها أخرجت بِهذه العَضة المُفترِسَة
" اللعنة أنقِذوني ، أبعيدوها عَني " صَرخت الجُندية بِوجع و الدِماء تَسيلُ من عنقها تكادُ شرايينها تَتمزق ، جونغكوك أسرعَ بالتَقدم و مَسك بِوسطِ إيليزا لِيسحبها بِعنفٍ و قَوة بِقبضتيه القَويتين فَحملها عاليًا مُطلِعًا على أسنانها و شَفتيها الدامِيَة
كانَ عُنق الجُندية مُمزق و دامٍ لحدٍ مُؤلمٍ و مُخيف ، الجَميعُ كانَ مصدومًا و مَذهولاً و الهَمساتُ لا تَتوقف بينَ كُل مَجمع ، جونغكوك أنزل ايليزا امامهُ و طالعها بِحدة و هي تَمسحُ عن شَفتيها الدِماء لِيصرخ بِها " ء انتِ أكلِةُ لُحومٍ البَشر أم ماذا ...؟؟ "
بَزقت الاميرة الدَم عن شَفتيها و نَظرت نحو الجُندية خَلفه لِتضغط قَبضتيها بِغضب و تقترب راكِضة حَتى تَضربها لَكِن جونغكوك مسكها مِن خَصرها مُسرعًا و دَفعها الي الوراء مُناظرة عيونِها بِحدَة " ألزَمي حُدودِك " هسهس و دَفعها حَتى سَقطت عِند قَدمين إثنيَنِ مِن العساكِر
" خُدوها الي السِجن و دَعوها تَتربَى " هَسهس أمِرًا العساكر الذين أمسكوها مِن عِضديها و أوقفوها من الارض لِتُحاول هي إبعادَهُم عنها صارِخة " أفلتوني لم اُنهي حسابي مَعها بَعد دَعوني " دَفعتهم بِكوعيها لَكِنهم إكتفوا بِحملها عن الأرض و جَرها الي السِجن
نَاظر جونغكوك ظهرها و هُم يَجرونها مَعهم مَع صُراخِها و رَفضها الرَحيل لِتُدير رَأسها اليهِ تُناظِرهُ بِحقدٍ و غَضب " سأنتقم منك ايها الأسيوي ذا العُيون المُدورة المَسحوبَة " صَرخت بِقوة و هي تُحرك أقدامها في الهَواء كما لو أنها تَتصارعُ مع الرِياح
قرَن جونغكوك حاجِبيه بِرجوليَة و هو يُناظرها تَغيبُ عن نَظره أينما احنى رأسه و دَلك جبينهُ لِيقول بنبرةٍ هادِئة " الجَميع يُركز بِعمله " حينَما رَفع رأسهُ و وَجد ان الكُل لازالوا يَتهامسونُ حَول الذي حَدث أعطاهُم نظرة زَلزلت قُلوبهم و صَرفت كُلَّ عَسكري الي عَملِه
إيليزا أنزلوها الي السِجن و هي تُقاوِم بِكُل ما تَملكهُ مِن قُوَة ، أصواتها بَدات تَقل و مُقاومتِها كَذلِك حينَما بدأت تَستمع الي صوت أنين و صُراخ السُجناء و هُم يُعَذبون ، إتسعَت عَينيها و نَظرت حَولها تُراقب تلك الدِماء التي تُغطي الجُدران و الأرضيات مَع الكَثير مِن الجَرحى و المُتصاوِبين
إرتجفَ كيانُها و نظَرت حولها بِخوفٍ و هَلع " مـ..ما ماهذا " نَطقت بِرُهبَة و القَشعريرَة سَرت بِكامل جِسمها عندما بدأت اُذنيها تَلنقِطُ أصوات الصَفع بالسُوط ، إبتلعت ريقها بذُعر و رموا بِجسمها داخِل أحد الزِنزات المُجاورة الي حَبيس كوري " يُفضل ان تبقي عاقِلة كي لا يَتشوه وجهُكِ الجَميل هذا "
ذَلِكَ ما سَمِعت الجُندي يَقولُه ثُمَّ إنصرف عنها و تركها واقِعَة فوقَ الارضيَة البارِدَة التي عليها أثارٌ مِن الدِماء ، أغمَضت عينيها و الدُموع تَتجمعُ بِداخلِهما لَكِنها مُستحيل أن تَخضع لِلضُعف ابدًا ، مَسحت دُموعها و إقتربت لِتقف تَتمسك بِقضبان الزنزانة تَنظُر حَولها
كانت تُقابلها زَنازِن فارِغَة بِها جَماجِم و عَقارِب و سَلاتٍ ، خَمنت ان بِداخل تِلك السَلات أفاعي حَتمًا ، ما فَكرت بِه كانَ صحيحًا حينما جَربت ان تُصفر فَخرجَ رأسُ أفعى مِن إحداهُنَّ لِتصرُخ و تعودُ الي الوراءِ بِذُعر
" إن لم تُحاربيها ما كانت لِتخرُجَ لكِ " تَحدث الجارُ الكوري و هو يَقومُ بالرسمِ على الجِدار خاصة زِنزانتهُ بالحِجارة ، ما كانَ يَفصل زنزانتيهما قُضبان حَديدِيَة كانت تُتيح لِلطَرفِ الأخر رؤية الأول
أدارت رأسِها نَحو الكوري و قَرنت حاجِبيها لِتدخل الي الداخِل و تَبحث عن شَئ تُبعد به الأفعى التي بدأت تزحفُ الي زِنزانتها " إنها تقترِب ، انها تَفعل ماذا علي العَمل ، ماذا سأفعل ، ماذا سأفعَل " قَفزت مكانِها بِخوف و عُيونها أصبحَت بِحارٌ مِن الدُموع
دَخلت الأفعى مِن بين فراغات القُبضان و بدأت تزحفُ رويدًا رويدًا تجاه الأميرة التي رَكضت لِزاوية الزِنزانة تَنظُر اليها بِخوف " ا..ابتـ.ابتعدي عني ، ا..اذهبي اذهبي بعيدًا " نَطقت بصوتٍ باكٍ مُرتجِف و هي تُنفي بِرأسها الي الجِهتين و قَد بدأ العرقُ يَتصببُ مِنها
إلتفت الكوري اليها و نَظرَ نحو الأفعى التي تسيرُ ببطئ تِجاه الأميرة التي تكادُ تقعُ مُغمًا عليها بأقربِ فُرصَة ، إستقام من مكانهِ و إقترب لِيجلس قُرب الجدار المَصنوع مِن القُبضان الفاصِل بين زنزانتيهما و حَمل عصاة حَديدية كانت موضوعة عِنده
ناظرتهُ ايليزا بِعيونٍ ذابِلَة و هي بالكاد تَلتقطُ أنفاسِها فعادَت عُيونها على الأفعى التي تَستمرُ بالإقتراب مِنها و هي تُخرج لسانِها المَسموم ، الآسيوي قامَ بمد العصاةٍ تِلك و ثبتها عِند عُنق الأفعى فَسحبها بواسطِها نَحو زنزانته و أدخلها من وَسط القُضبان لِيقوم بإمساك عُنقها بِقوة و حملها مُقربًا اياها مِن وَجهِه
" ها أنتِ ذا ، تُجيدين العَبث فقط مع الجَميلات هِمم ..؟؟ " مَسح على رأسها فقامَ بِقطعه لها بإستخدام خَنجر لِيرميهِ بطرف الزاويَة و يَرفع عيونِه الي الأميرة " لا تُصفري مُجددًا ، هُنالك غيرُها الكَثير " هَمِس
لم تَستطِع ايليزا إستيعاب كَلِماتِه بَعد و إلا بِجسدِها يَسقُط على الأرض مُغشِيًا عليها مِن هَولِ الصَدمة و الرُعب كَما لو أن شراينِها إمتلئت بالخَوفِ لِدرجة الإغماء فَمِن المُتعارِف عليها أنها تُعاني من فوبيا الأفاعي و العَقارِب
•••
القائِد كانَ جالسًا بِخيمتِه يُدخن الأرقيلَة و هو يُراجِع ذاكرتهُ على أخر ما حَدث بِفعل إيليزا ، إبتسَم بِجانبية و مَسح على سُفليتهُ بإبهامِه " أكثر ما يُعجبني فيها أنها لا تَستسلِم ، لا يُمكن تَوقع رداتِ فِعلها ، مُثيرة للإهتِمام " لَعق شِفاهه و شَفط مِن أنبوب الارقيلة الدُخان لِيقوم بِنفخهِ عاليًا مُغمضًا نِسريتيه
أرجع رأسِه الي الوراء كاشِفًا عن كُحليتاهُ فَهمهم أذِنًا للجُندي بالدُخول لِيردف بِجُمود " قُل " دَلف العَسكري الي الداخِل و إنحنى لِيقف عند رأس قائدِه حانِيًا لرأسه و مُشابِكًا يَديهِ أمامهُ فقال " لَقد اُغميَ عليها سيَدي ، كادت الأفعى أن تَلدغها لَولا تَدخل الفَتى الكوري "
هَمهم جونغكوك و اشر بأصبعه للخادِمة التي كانت تُرتب مكتبه ، دَنت و قامت بٍزيادة الجَمر فوقَ الارقيلة لِتضيف ورقَ النعناع إينما إلتف القائِد بِكُرسيه نحو الجُندي و أردف بإبتسامَة " عَظيم ! ذَلِك ما اردتُ سماعه "
إبتسَم و هو يَنظُر نحو الفَراغ لِوقتٍ طويل ثُمَّ نَطق " دَعوها تَتعشى أرزٌ مَع دجاجةٍ مَشوية ، اجعلوا حَشوة الدَجاج مُميزَة " هَمِس بِخُبث لِيُدخل أنبوب الارجيلَة بِفمه شافِطًا مِنَ الدُخان
•••
بَعدما إستيَقظت إيليزا مِن إغماءِها اول ما رأتهُ هو جُثة مُعلقَة بالمَمر أمام زِنزانتها ، كانت مَقطوعة الرأس ، ذَلك المَظهر جَعلها تَصرُخ بِشدة و تَجلِس مُسرَعة مُلتصقة بالجِدار خَلفها ، نَبضاتِها أخذت تَتسارعُ بِعُنف و عيونِها تكادُ تتمزق مِن توسُعِها الشَديد
أنفاسِها كانت في سِباقٍ تعدَت سُرعتهُ الالاف ، إرتجفت كُل عِضية مِن جسمها و هي تُنفي بِرأسها الي الجِهتين ، كانت تَتمنى لو أن بالجِدار شُق يَبتَلِعُها على أن تَرى ذَلِك المَشهد أمامها مُباشرةً
إنهمَرت دُموعها بِغزارَة و أخذت تَزحف الي نِهاية الزِنزانَة و كُل تِلك المَشاعر السيئَة تَحتجِزُها و الخَوفُ يَصفعها بإستِمرار ، تَكورت حولَ نفسها مُحتضنة جِسمها الصَغير و اُذنيها تَستمعُ لأصواتٍ قادِمة من نِهاية المَمر ، فُتحت زِنزانتها حينَما وَقف جُندي و بيدِه صينية الأكل
رمى الصينية قُربها و عاود إغلاق الزِنزانة لِيُغادر فأتى أخرَين مِن العَساكر و بدئوا يُزيلون الجُثة المُعلقة ، ناظرتهما الأميرة بِعُيونٍ جاحِظَة مُمتلئة بالرُعب و لَحقتهُما و هُما يَجرونها بعيدًا و الدِماء تُقطِر مِن السلاسل التي بالسَقف حيثُ ما كانت مُعلقة سابِقًا
لَم تَتحمل تِلك المَشاهد و غَطت وَجهها بِكفيها لِتُجهش باكِيَة بِشدَة و أعضاءِها ترتجفُ مِن الخَوف ، أصواتِها كانت مَكتومَة نظرًا لِيديها اللتانِ تَكبوتانِ نَحيبِها و حِرقتها الواضِحَة في بُكاءِها
مَسحت دُموعها و كَبتت بُكاءِها لِتُنفي برأسِها " كَلا ايليزا ، انتِ قَويَة ، انتِ تَستطيعين التَحمُل أكثر " زَحفت بإتجاه صينية الطَعام ، ما تراهُ هو وجبتها المُفضلة ، الأرز مع المُكسرات بالأضافة الي الدَجاج المَشوي
كانت تُقنع نَفسها ان تأكل و تَدعي القُوة ، إبتسامتها التي تُشكلها دُموعِها كانت تَكشفُ الحقائِق فهي لَم تَتوقف عن النُزول لِثانِيَة ، دَنت لِتقوم بِمسك فِخذَة الدَجاج و كانت سَتقومُ بِتقطيعه حَتى تُقنع نفسها بالأكل و إكتِساب القُوة
لَكِن ما لَم تَكُن تَتوقعهُ هو .. قَفز فأر حالِك السواد مِن وَسط الدَجاج جَعلها تَفزع و تَصرُخ بِقوة لِتزحف الي الوراء بِسُرعة و تُمسِك بِشعرها نافيَة برأسِها
" مُـ..مـ..مستـ..مستحيل " صاحَت و رأسها يَتحركُ الي الجِهتين ، كانَ جارُها الكوري مُستلقٍ على الأرضية و نائِم و ما أيقظهُ هو صوتُ صَرختها ، جَلس و نَظر نحوها لِيُحدق بالفإر الأسود الذي يَحومُ حَولها " عَجبًا مِن اين اتى هَذا الصَغير ..؟ "
ايليزا عُيونها كانت تَتبعُ الفأر و هو يقتربُ منها و يَصعدُ فوقَ قَدمها اليُمنى ، قامت بالصُراخ بِقوة و مَسكت شعرها بِشدَة لِتُنفي برأسها أسرع و هي تَبكي " أبعِدوه عني ، ابعدوه عني ابعدوه عَني ، سأفقد صَوابي ابعدوه عَني "
تفاجَئ الكوري مِن ردةِ فعلها المُنفعلة و خوفِها الشَديد ، ارتجافِها و تعرُقِها المُفرَط لم يَكُن عادِيًا ، إزدادَت اصوات صُراخِها و هي تَتخبط مكانِها و تَبكي قويًا مع دُنو الفأر و دُخوله أسفل فُستانها زادَ مِن حالتها سُوءًا
اقتربَ لِيُنادي و يَطلب من الجُندي ان يَدخل و يَجِد حَلاً و لَكِن الأخر فقط تَجاهلهُ و تًَركها تَتخبطُ مكانِها و تُقطِع خُصلات شعرِها الشَهباء و شَهيليتها قد إحمرت و تَورمت مِن البُكاء ، تكادُ تَفقد أحبالُها الصَوتية مِن قُوةِ صَرخاتِها
إقترَبت لِتقوم بِضرب جبينِها بالجِدار بِقوة و بُكاء غَير مُستوعبَة ما هي عَليه بِهذِه اللحظَة و هي تُردد بإستِمرار " أبعِدوه عني حُبًا بالله أبعِدوه عَني " كانت ضَرباتُها لِرأسها قويَة لِدرجة النَزيف
ما لَم يَكُن يَعرفهُ أحد عَدا عائِلةُ الأميرة الحاكِمَة أنها تُعاني مِن إضطراباتٍ نَفسيَة حادَة تُؤدي بِها الي ايذاءِ نَفسها إن أشتدَّ عليها الخَوف او الهَلع
يُصبحُ جِسمُها خارِج عن سيطرتِها و قد يُؤدي بِها الأمر لِقتل نَفسِها إن لَم يَتدخل أحد و يَمنعُها فَورًا ، الشاب الكوري قَلِق بِشدة و لَم يَجِد ما يَفعل سِوا انهُ بدأ يُنادي عَليها و يُحاول مُساعدتها و لَفت إنتباهِها لَكِنها لم تَكُن تُنصِت
حينَما يأس أن تَستمعُ لَهُ قامَ بالوقوف و الدُنو مِن الزِنزانَة فَنادى أحد الحَرس و أخبرهُ ان يأتي يُساعِدها لَكِن لم يُجب عليهِ أحد و تَمَّ تَجاهُلهُ كُليًا
بَعد ثوانٍ سُمِع أصوات أقدامٍ تَقتربُ مِن نِهاية المَمر حيثُ زِنزانة كِليهما ، إستغل الأسيوي الفُرصَة و صَرخ بِسُرَعة " هل مِن أحد هُنا ؟؟ جارتي السَجينة بِحالةٍ حَرِجَة " صاحَ لَعلَّ أحد يَلتفتُ لهُ و ذَلِكَ ما حَدث فِعلاً حينما إستمعَ لِلخُطواتٍ تَعلو أكثر إتجاهَهُم
ظَهر امامهُ القائِد جونغكوك الذي كانَ قد نَزل الي السِجن يَتفقدُ حالَة الأميرة و رُبما .. يَستَفِزُها قَليلاً ، أقدَم على الإقتراب مِن زنزانتِها و سَقطت عيناهُ عَليها لِتَتسع بدِهشَة فَلم يَتوقع البَتة أن يراها بِهذا الوَضع
نَده مُسرِعًا على الحارِس حَتى يأتي و يَفتحُ باب الزِنزانة فإقترب المأمور مُسرِعًا و قامَ بِفتح القُضبان أينما دَلف جونغكوك الي الداخِل مُحدِقًا في حالِتها
اقترب مُسرِعًا و جثى على رُكبتيه لِيقوم بإمساكِ يَديها و أبعدهما عن شَعرها مُحاولاً أدارتها نَحوه كونها كَانت تَلتفتُ نحو الجِدار و تَخبط رأسِها بِه بينَما تَبكي بِهستيريَة " ايليزا! اللَعنة انظري الي هُنا " قالَ بِغضب و ألفتها نحوهُ لِينظِر الي جبينها الدامي
إتسعَت عينيه و قَرن حاجبيه بِشدَة و جَسد الأميرة يَرتجفُ بينَ يَديه بِلا تَوقف " أبعدهُ عني .. ابعدهُ عني " صَرخت بِقوة شاعِرة بالفأر يلتمسُ فِخذيها لِتختضُ نبضاتِها أكثَر مِما كانت عَليه ، يَكادُ قَلبها يَتوقف عن العَمل
" ساُزيله انتِ اهدئي " قالَ عاقِدًا حاجبيه و هو يُحاول إخراج الفأر من اسفل فُستانها فإقتربت ايليزا مُمسِكة بِياقته و شَدتهُ مِنها لِترفع رأسهُ نحوها و تُحدق بِعينيه و خاصتَيها مُمتلئة بالدُموع و مُتورمة بِشَدة
نَظر جونغكوك بِعَينيها و تَفتل داخِلهما و كأن مُؤقت الكُرة الأرضيَة تَعطل و الحياة تَوقفت لَحظتها ، عُيونِها الشَهليَة الخائِفَة لَمست شيئًا بِداخِلهُ ، شَئ عَميقٌ جِدًا لَطالما كانَ يَتهربُ مِنهُ ، لَكِن هاتانِ العَينين مَوقعِهما على داخِله خَطِر
" أنا لا اُجيدُ التَعامل مع الخَوف ، انا لا اُجيد مُصارعة هَذِه المُشاعر " صَرخت و أخذت تَخبط صَدرِه و تُحاول إبعاده و دَفعهُ عنها بينَما تَبكي بِشدة و جَسمها يَرتجف ، خَبطاتها لهُ افاقتهُ مِن شُروده لِينحني و يُمسِك الفأر من أسفلِها فقامَ بإخراجه و رماهُ بعيدًا عنهُ " هاقد أخرجناهُ اهدئي "
" ابتعد عني ، ابتعد عني ابتعد عني " صاحَت و هي تَضربهُ مِن كتفيه و تُبعدهُ عنها رافِضة إقترابهُ مِنها بينَما تُنفي برأسِها بِشدة و دُموع القَهرِ لا تُفارِقُ عَينيها الشَهليَة المُتأذِيَة ، هُنالك خُدش عَميق بِداخِلُها يُصعب إخاطتهُ
جونغكوك أغلق عَينيها بِغضب و إقترب مِنها لِيُمسك بِكلتا يَديها و يَقوم بِتقيدِهما على الجِدار أعلى رأسها و ألصقها بالحائِد مُحدِقًا بعينيها بِحدَة " إن لم تَصمتِ سأطعمكِ اياه " هسهسَ مُهدِدًا و كُحليتاهُ تَخترقُ زَرقاوتيها
قَطرات الدَم التي تَتسلل مِن جبينِها سَقطت علَى بِدلتهُ الزرقاء و لَطختها ، نَفت ايليزا بِشدة لِلجهتين و أغلقَت عينيها بينَما تَبكي بِشدة و صوتٍ عالٍ ، كان جسمِها يَنتفِض بِشدَة يُقاومهُ بأقسَى جُهدٍ تمتلكهُ ، كُل قِواها تَخور بِبطئ
جونغكوك شَعر انهُ تَورط ولا يَبدوا أن حَالتها تَسمحُ لها أن تهدأ ، شَد قبضته على مِعصميها بِقوة و أفلتها بِبُطئ لِيتراجع الي الوَراء بِبُطئ ثُمَّ إلتفت و غادَر الزِنزانة مُسرِعًا " سيدي ماذا نَفعل بالفَتاة ..؟ " نَطق الجُندي و هو يَلحق القائِد
جونغكوك ضَغط قَبضتيه بِقوة و هو يسيرُ مُغادرًا السِجن فَقال مُهسهسًا " دَعوها تَخرُج " صَعد مُرتَحِلاً المَطرح بينَما يَقبِضُ على يَديه قويًا
- كُل ما رأيتهُ بِعَينيها ، جونغكوك و هو يُصارِع خَوفهِ في أطلالٍ مِن الذِكريات ، حَرقتها مُنذ عَصر المَهد -
•••
مرحبًا .. 🤍
كيفكم ..؟ التشابتر اليوم متأخر بسبب تجهيزاتي لزفاف صديقتي اخذ مني وقت لانهي كتابته 💚
تعرفون تحضيرات الزفاف تاخذ وقتًا طويلاً و متعبًا بحق
انهيتهُ بشكل مُختصر ، كانت هنالك بضعة احداث تجاهلتُ كتابتها لاستطيع انهاءه و نشره اليَوم 🤷🏻♀️
لاباس ساعوضكم بالقادِم ان شاء الله 💚
اخبروني رأيكم 🤍
هل اعجبكم ..؟
اكثر حدث لفت انتباهكم ..؟
نلتقي يوم الجمعة القادمة ان شاء الله ❤️💫
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top