هواجِس العِشق • 09 •

هواجِس العِشق | جُيون جونغكوك

أهلاً بِكُم في الجُزء التاسِع مِن مُخاوِف الحُب ❤️💫

لا تنسوا مُكافئة جُهودي بإعجابٍ و تَعليق لطيف مِثل روحك 🥺✨

ڤوت و كومِنت لُطفًا ❤️

إستمتعوا 🐣🌿

•••

دَقاتِ القَلبِ تُسمَعُ ، قُبضانِ السِجن تُغلقُ على جُثمانِها الواقِف داخِل زِنزانةٍ مُظلمةٍ بارِدَة و الكَثير مِن الفِئرانِ تُحِيطُ فيها ، تَشعرُ بِصُعود الحَشرات على أقدامِها النَقيَة البَيضاء و بَدنها يَرتجِفُ دونَ تَوقف

لِوهلةٍ ذَلِك ما تَخيلتهُ إيليزا و هي تَقِفُ أمام جونغكوك بَعد أن رَمت ذلك الصَحنِ في وجهِه ، هي أدرَكت انهُ قد يتمِ عِقابها بأبشعِ طريقةٍ كانت في هذِه الثانِيَة

الحُراس وَقفوا مِن خلفِها مباشرةً و إنحنوا و هُم يَلهثون ، بعضًا مِن ملابِسهم يَكتسيها الماء أثر سُقوطِهم مِن فِعل الأميرة " سيدي ، نحنُ أسفون ، سنأخذها حالاً الي السِجن " قالَ أحدهم نِيابةً على الجَميع

أندرو و إخوتهِ كانوا مُتفاجِئين مِن صمتِ جونغكوك الطَويل و هو يَنظُر داخِل عينانِ إيليزا التي بدأت تَتوتر كُلما طال صَمتهِ و نظراتِه الثاقِبَة لَها

إبتلعت ريقِها و لَم تُرد أن تُظهِر أنهُ اخافَها بِنظرةٍ كَتِلك ، إلتفتت حَتى تُغادر لَكِنها إصطدمت بِعُرضِ صَدرِ الحَرس الذينَ حاصروها و عَزموا على رَميها في السِجن لا مُحالَة  لَكِنَّ رَدِ جونغكوك كانَ أسرع مِن مُحاولةِ إبعادِها لَهم حتى

" أفلِتوها " إستقام مِن مكانه و أخذَ مِنديلاً يَمسحُ به ما تَلطخ مِن ثوبِه و عُيونه على إيليزا التي تُبعِد قَبضة الحارِس عن عِضدها المُمتلِئ " سَيدي ا.. " الحارِس رَغِب بالتَدخل لَكِنهً تَمنى لو إبتلعَ لِسانه عَلى أن يَتلقى نظرةٍ قاتِلَة كالتي أهداها لهُ القائِد

نَظر جونغكوك نَحوأندرو و إخوته و رَمى المِنديل على الطاوِلَة لِيتحدَث " سُفرةٍ دائِمة ، إستمتعوا بالأكل " بَعثر شَعر الطِفل ذا الخمس سَنوات ثُمَّ خرج من الخيمَة مُقتربًا مِن إيليزا التي إلتفت إليه بعدما كانَ جانِبها ما يُلاقيه

وَقف أمامها مُباشرةً و عُيونِها إلتقت بِكُحليتيه ، لَم تُنكر انها كانت خائِفَة مِن هُدوءِه ، قَلبُها يَنبِضُ بِشدةٍ كَما لو أنها تَلقت عِقابًا لا تَعرِفُ أضرارهُ بَعد

تَخطاها و أتم سيرِه نَحو جَناحِه و هو يَشُّد قَبضتهُ قويًا تارِكًا إياها مُصفرةِ المَلامِح بِعُرضِ ساحةِ الحَديقة و أعيُن الكُل عَليها

أرجعَت خُصلات شعرها خَلف اُذنها و رَفعت عينيها لِتَقع على أندرو ، عَلِمت انهُ من رَمى السَهم صباحًا و لَم تَستلطِفهُ فَقرنت حاجِبيها مُكشرة مَلامِحُها لِتركُض مُبتعدَة عَن الأنحاء

كانَ الفُضول يَتداخِل مع الخوفِ و القَلق ، كُل ذلِكَ يَعبثُ في عَقلِها جيدًا

" مَن تكونُ تلكَ الجارِيَة ..؟ " تَحدثت أختُ المَلِك أنستازيا مُخاطِبَة جاريتِها بَعدما شَهدت على كُل شَئٍ مِن شِرفة جناحِها " إنها ضِمن الجاليَة الإيطاليَة مولاتي ، مُنذ مَجيئِها لم تَكف عن إحداثِ الضَرر " نَطقت الجارِية و هي تَقفً مِن خَلفِها و كِليهما تُراقبان ألاميرة تركضُ هربًا حتى دَخلت القَصر

" إجلبوها الي جَناحي حالاً " قالت أمِرَة و سارت مُغادرَة الشِرفة قارِنة حاجِبيها حَتى غادرت غُرفتها و إلتقت بِطريقها جونغكوك المُتجه الي حُجرته

كانَ واضِحًا على مَلامِحهُ الغَضب و عَدمِ الرِضى ، كانَ يَفكُ رَبطة عُنقه بِيدِه و هو يَسير مع عُقدة حاجِيبان مُثيرة تُزين جَبينهُ ، مَلامِحهُ المَرسومةِ بِدقةٍ و إنقانٍ تُربِكُ أي قلبٍ يَغوصُ في تَفاصيلِه

تَوقف عن السَير حينَما رأى أنستازيا تَقفُ بِمُنتصف المَمر كَما لو أنها تَنتظِرُ قُدومِه ، أحنَى رأسِه بِخفة و نَظر بِعينيها " مَولاتي "

إبتسمَت أنستازيا بِخفوتٍ و إقتربت مِنهُ أكثر " أردتُ مُقابلتكَ صباحًا ، كنتَ خارِج القَصر " تَحدثت مُحدقة داخُل كُحليتاه فَردَّ عليها بِدورِه مُختصِرًا الحَديث " كانَت امورِ الشَعب تَشغلُني "

" لولاك ، لأنهارَت الدولة مُنذُ زَمن " قالت مُعبِرَة عن إمتنانِها ، كانَ واضِحًا ان هُنالِك لَمعةٍ تَبرُق في عُيونِها عِند النَظرِ إليه ، هو إكتَفى بِبسمةٍ مُتكلِفةٍ و إستطردَ " حِملُها ثَقيل على عُمرٍ كَعمرِ المَلِك "

أرادَ أن يُغادِر خاتِمًا الحَديث عِند تِلك النُقطة لَكِن الأميرَة لَديها رأيٌ أخَر حينَما دَنت مِنهً و وَضعت يدًا على خَدِه الساخِن لِتنظُر بِداخل كُحليتاهُ و قَرنةِ حاجِباه إزدادَت " لا تُقسي قَلبك أكثَر " هَمِسَت

أمسكَ جونغكوك بيدِها و قَبلَّ ظاهِرها بِنُبلٍ لِينظُر داخِل عُيونها الخَضراء " استأذنكِ " تَرك أصابِعها و تَخطاها مُتمًا سيرِه بينَما يَضغطُ على قَبضتِه

ألفتت أنستازيا جَسدِها نَحو ظَهرِه تُراقبِه يَختفي مع ظُلمةِ المَمر و عُيونِها تًمتلئ بالدُموع ، نَستطيعُ أن نُدرِك أنها كانت تُحِّبُ جونغكوك ، أو لازالَت تَفعل لِحد هذِه اللَحظة ، رُغم فارِق العُمر بينَهُما

هي تَكبرهُ سِنًا ، لَكِن ذَلِك لم يَمنعها أن تَكُّن لهُ المَشاعِر إطلاقًا

•••

دَلف جونغكوك جناحِه و هو يَستشيطُ غضبًا و كأن نيرانًا تَحرِقُ صَدرِه و ما مِن مِياهٍ تُطفئُ ذاكَ اللَهيب ، ما إن أغلقَ الحَزس عليهِ باب جَناحِه حتى قامَ بِتمزيق قميصِه بِعنفٍ و صَرخ قويًا لِيقوم بِلكم الجِدارِ بِعنفٍ عدةِ مراتٍ حتى نَزِفت يَدِه

" مَن تعتقدُ نَفسها تِلك ؟ مَن تعتقدُ أنها تَكون ؟ " صرخ بِحدة و إبتعد عن الجِدارلِيقوم بإمساك الكُرسي خاصة مَكتبِه فَكسرهُ عَلى الأرضيَة بِعنفٍ ليَركُل الطاوِلة بِقدمِه عدة مراتٍ حتى إنكسرت قدمِها و إنهارت على الأرض مُوقِعة كاملة أوراقِه و الشُموع التي عَليها

جلسَ على السَرير مُمسِكًا بِشعرِه و يَدِه تُقطر الدَم على ساعدِه و تُشكل خُطىطًز عديدَة بِلا تَوقف ، عُيونَه كانت تَنظُر نحو تِلك النِيران التي تَشكلت حينَما إحترقت الستائِر بِفعل إضاءَة الشُموع " مِثل صَدريَ بالضَبط " هَمِس

جَسدِه كانَ يَرتجفُ بِشدَة ، العرقُ يَتصبب مِنهُ و هو يَرى وَجه إيليزابيث يَتشكل وسطَ تِلك النيران ، سوادَ عينيه كانَ يَعكسُ حُمرةَ اللَهب المُشتعل و حرارة الجناحِ تتزايد مَع الدُخان الذي عَمَّ الأنحاء " سَتندم ، سَتأكل أصابِعها العَشرة ندمًا ، لا تَعرِف مع مَن أوقعت نَفسِها " هَمِس مومئًا برأسِه

طُرِق باب جناحِه مَرة ، مَرتين ، الثالِثة جَعلتهُ يَصرخ قويًا " لا أسمحُ لأي لَعينٍ يَعتِبُ خُطوةٍ لِلداخِل " صرختهُ لم تُشكِلُّ خوفًا لأحد كونَّ الدُخان بدأ يتسربُ مِن أسفلِ الأبواب و الحَريقُ يزدادُ سُوءًا

زامير أسرعَت بِفتح الباب و دَلفت لِلداخل مُناظرة النيران لِتصرخ بشدَة و تخرُج مُنادية الخَدم و الحرَس أن يَجلبوا دِلاء الماء ، عاوَدت الدُخول و حدقت بِشكل جونغكوك ، كانَ عاري الصَدر مُتعرقٍ و شَعرهُ مبللٌ فوضاوي ، الدَم يملئ يدِه و البَعض على خدِه و جَبينهُ

هَرعت نحوهُ و مَسكت بيدِه تَهزهُ بِخفة " سيدي !! سيدي !! " هزتهُ مِن كتفِه المُتعرق مِن حرارةِ الغُرفة و لا إستجابةٍ تُذكر مِنهُ ، كُل الذي يراهُ هو وَجه إيليزابيتا مِن داخِل تلكَ النيران التي دَخل الخَدم يُطفِئونها بِدلاء المِياه

" جونغكوك؟ الهي لا اُصدق " هَسهست و امسكت بِخده لِترفع رأسهُ نحوِها فإنحنت اليه تَنظُر بِعينيه " اُنظر الي ..! جونغكوك! اين ذَهبت ؟ اتود قتل نفسك ؟؟ الجناح يحترِق بحق الجَحيم !!! " قالت بإنفِعال و عُيونه تأبى أن تتزحزحُ عن اللهبِ و هو يَنطفئ بِبُطئ

أطفئ الخَدم الحريق بالمِياه و جونغكوك إستدرك نَفسهُ خلال هذِه الثانيَة حينَما ذَهبت النيران و ذَهب وجه إيليزابيتا مَعهُ ، نَهض مُسرعًا و نَظر نحو الخَدم الذينَ كانوا على وشَك تَنظيف الزاويا التي نَشب فيها الحَريق

" اللعنَة من سَمح لَكُم بالدُخول ؟ غادروا حالاً ! حالاً الي الخارِج " صَرخ بِقوة مُشيرًا الي خارِج الجَناح و مِن رُعبتِهم حَمِلوا أنفسَهُم و هَرولوا سريعًا مُغادِرين الحُجرة عَدا زامير

إلتفت إليها القائِد و إقترب مِنها مُسرعًا لِيُمسك بِعضديها و يُثبتها عَلى عامودِ السرير مُطالِعًا عُيونها بِحدَة " مَن أذنَ لكِ بالدُخول ..؟ " هَسهسَ بِغضبٍ و قبضتاهُ تعتصِرانِ عضديها النحيلين

أنت زامير بتألمٍ و قَرنت حواجِبها لِتستطرِد قائِلَة " هل حَدث لك شئ جونغكوك ..؟ هل انتَ بِخير ؟ اتريدُ إنهاء حياتِك او ماشابه ؟ انتَ كِدت ان تموت هُنا و لا يَسمع بِك أحد !!! " تَحدثت مُنفعلة مُحاوِلة فَك نَفسها مِن قَبضته

أخر جُملةٍ أثارت غَضبهُ أكثر فَجعلت يَدهُ الدامِية تلتفُ حول عُنقها بِقوةٍ كَبتت أنفاسِها عند حُنجرتِها و كُحليتاهُ تَهلتهِمُها بِكُلِ ذرةٍ غَضبٍ في داخِلهِ " زِني كَلامكِ جَيدًا أيتها الحُثالَة ، الذي أمامكِ قائِد أسطول الجُيوش الحَربية بِعظمةِ قَدرِه ، انكِ تُخاطبين جُيون جونغكوك ، الذي بِتأشيرةٍ منهُ يُنهي تاريخكِ ، أسمعتِ ؟ " صَرخ بِها بِقوة و دَفعها نَحو السرير مُفلتًا إياها

أرجعَ شعرِه الي الخَلف مُتنفِسًا بِبطئ لِيُغلق عيونِه ساندًا يدِه الثانيَة على خَصرِه أما الأولى فهي تُمسك بِخُصلاتِه الأمامِيَة عِندَ مُنتصفِ رأسه

•••

إيليزا كانَت تسيرُ بالمَمر المُؤدي الي جناحِ النِسوة و عُيونها شارِدَة بالفَراغ ، تَستعيدُ تلكَ اللَحظة التي كَان يَمسحُ فيها قَميصه و عُيونه بِعُيونها ، كَانت مُرتعبة جِدًا مِن تلكَ النَظرة لِحدٍ كَبير

أمسكَت رأسِها و إنحنت جالِسَة القُرفصاء على الأرض ماسِكة رأسِها فَنفت بِشدَة مُحكمة إحناء وَجهها حتى قارَب على الإنغراسِ في فِخذيها

" لا اُريد التَفكير فيه ، لا اُريد التَفكير فيه " صاحَت ناقيَة برأسها لِيختل توازِنها و تَسقُط الي الخَلف حينما إستمعت الي صوتِ جاريتينِ أمامها " مولاتي الأميرة تَطلبُكِ في جناحِها حالاً " تَحدثت إحداهُنَّ و إيليزا ظَلت تناظرِهما لِبُرهةٍ تَرمِش على التوالي

" أقلت مولاتي الأميرة ..؟ " نظرت جانبًا تَتذكر ان كانَ هُنالكَ اميرةٌ غَيرُها هُنا ، لِتوها تَذكرت أن اؤلاءك الأولادُ لديهُنَّ أم و هي حتمًا اُخت جلالة المَلِك

إستدركت الوَضع و إستقامت قارنةً حاجِبيها فَفكرت أن تَهرب بدل أن تَلحقهُنَّ ، بِدون شئ أعصابِها تالفة بعد الذي حَدث في الحَمامِ مؤخرًا لِذل حَملت فُستانها و إلتفت حَتى تَركُض مُبتعدة بأسرع ما تَملِك

إنها إعتادت على جَعل كامل من في القَصر يَركُض خَلفها ، نَظرت وراءها تُحدق بالجاريتانِ تركُضان خلفها و هُنَّ تخبرن الحَرس أن يُمسكنها

إستغلت فُرصة تدافع الخَدم مِن أجل اطفاء الحَريق بِجناحِ السيد جُيون و إندلعت داخلة وَسطهُم حتى تلاشت مِن أنظارِهم ، بَحلقت في تلك الفوضى و رُكوضِهم بِدلاء المياه لِتتوقف عند نافِذة حُجرةِ القائِد قارِنة حاجِبيها

نَظرت داخِل تلكَ النافِذة و ما رأتهُ هو النيران تتأكل الستائِر و تَعكسُ ملامِحها على الزُجاج ، إرتعبت مِن ذلك المَشهد بِشدة ، إهتز كَيانها و جَسمها بدأ يَرتعِش لِتقومَ بإحاطة نَفسِها بيدِها و عُيونها إلتقت بخاصة القائِد مِن الداخِل

تَراجعت الي الخَلف بِضعة خُطوات و أنفاسُها بدأت تَثقل بِبُطئ ، لَن تشعر بوقوفِ رجلٍ خَلفها إلا عندما تَعرقلت و سَقطت بِحُضنه مُباشرةً ، عُيونها كانت لا تزالُ تناظِر اللهيب يَلتهِمُ ما يُحاوطهُ بدون رَحمة

ذلكَ المَنظر يُذكرِها بالكَثير ، نَبضاتِها لا تَتوقف عن الدَقِ بأسرعِ ما يُمكن ، أصواتُ فوضى الخَدم تزيدُ المَشهد رُعبًا ، العرقُ يَتصبب رويدًا رويدًا مِنها و ما جَعلها تَصرخ بِفزعةٍ هزةُ الرَجل التي كانَت طريحةُ أحضانِه

كانت واقعةً للخلفِ على صدرِه و أذرعهُ تحيطُها ، رَفعت رأسها نَحوه و تَعرفت عليه ، علِمت انهُ إبن الأخت الأكبر لِلملك ، الشابُ الوَسيم أندرو

" ما بكِ يا أنِسَة ؟ هل انتِ بخير ..؟ " أوقفها أمامهُ مباشرةً و إلتفت ايليزا نَحوهُ تناظرِه و تَمسحُ قطرات العرقِ عن جبينها " لا تسأل عن شئ لا يَخصُك " قالت مُتلبكة و تَخطتهُ صادِمة كَتفيهما حَتى تُغادِر مُسرعَة

نَظر هو نَحو جاريتا والدِته اللتان تَبحثان عنها وَسط تِلك الفوضى و لَعق وجنتهُ ليلتفت نحو الأميرة و يدنو ماسكًا مِعصمها " اُمي لن تترككِ و شأنِك ، دَعيني اُخبئكِ بمكانٍ آمن .. " نَطق و إلتفت ايليزا اليه مِن مسكتهِ لِرسغها

لَم يُعجبِها ما ألقى بِه و نَطقت مُستنكرَة " لا ثِقة باليُونانِيون " رَدفت بِغيضٍ و إبتسمَ أندرو قائِلاً " أنا تُركي " سَحبت رِسغها مُسرعة و مَسدتهُ " فقط خُذني لِمكان اكثرُ أمانًا " قالت بِتتالٍ و هي تَشعُر كما لو أنَّ أنفاسُها سَتنقطعُ في القَريب العاجِل ، عَينانِ أندرو لا تَكف عن التَحديق بِمُحياها الآسِر

رُبما هي أكثرُ فتاة أطال النَظر إليها في حَياتِه ..

•••

تَوضَّب جناحُ القائِد مِن جَديد و عادَ الي ما كانَ عليهِ بَعدما أقنَعت زامير الآسيوي أن يهدأ و يَدخل يأخُذ حمامًا دافئًا يُرخي أعصابَه ، دَنت هي تَجمعُ الأوراق التي سَقطت من المَكتب حينما قامَ بِكسره عِند فُقدانِه لأعصابِه سابِقًا

لَملمت المُستندات جَيدًا و اخذت تُرتِبهم فوقَ بَعضِهم حتى سَقطت مِن وَسطِهم صُورة إيليزابيتا و إستَقرت على الأرض ، عَقدت حاجِبيها و إنحنت تَحملُ الورقة التي كانت تَرى بياضَ ظهرِها لا غَير ، قَلبتها بيدِها و تفاجئَت حينما رأت مَلامِح الأميرة مَرسومةٍ بِدقة عليها

شَدت على الورقةِ بيدِها و قرأت إسمَ الأميرة مكتوب بِخطِ جونغكوك تحتَ الرَسمة لِتغلق عيونها بِغضب " ألم تمُت تِلك ..؟ " قالت مُعبرة عن إنزعاجها و بِسُرعةٍ خزنت الورقَة بداخل المُستندات حينَما سَمِعت أصوات خُروجِه من الحَمام ، كانَ يَجرُ قدماهُ الي الخارِج و يدًا تُنشفُ بالمِنشفة الصغيرَة خُصيلاتِه الغُرابيَة

إلتفت نَحوهُ و تركت يديها تَستندتانِ وراء ظهرها و إتكئَت عليهما فوق المَكتب بِمُؤخرتِها تُناظِر طِلتهُ المُثيرةِ سالِبَةِ الأنفاس ، تَفحصت جَسمهُ المُعضل مُتملك قَطراتِ المياه التي أبَت تَركهِ و الهُبوطَ سريعًا ، كَانت تُماطِلُ بالنُزول رويدًا رويدًا مُتحسسة كامِل اجزاء عُنقِه و صَدرِه العَريض الصَلب

إبتلعَت ريقِها بِبُطئ و إقتربت منهُ من الخلف بَعدما وقف امام خِزانتهِ يَبحثُ عن شَئٍ يَرتديهِ و يَستُر بِه جسدَه ، شَعر بِيداها تَلتفُ حول صَدرِه و تَتحسسُ ثَدييه المُتصلبين فَقرن حواجِبه و مَسك بِمعصمها لِيجذبها تَقِفُ أمامه

" عَقلي مَليئ بِعدة إشياء أهم مِن مُضاجعتكِ زامير " قالَ صريحًا و دَفع بِها بعيدًا عَن مَحطِ نظِره و أتمَّ إخراج ملابِسه ، كما لَو أنهُ كَسر كِبرياءِها بِتلك الثانيَة و جَعلها تَضغطُ قبضتها و تَقول " عَقلُكَ مليئ بالأميرة الإيطاليَة ؟ "

نَبست و الغَضب يَغلي في دواخِلِها ، ما قالتهُ جَعل جونغكوك يستديرُ لها بعدما سَلك طريقهُ الي الحمام حتى يَلبسُ ثيابِه ، تَوقف عن السيرِ و نَظر نَحوها فإبتسم بِجانبيَة ساخِرًا " ما رأيكِ ان تُحاسبيني ..؟ "

" تِلكَ ، لم تَمُت صحيح ؟ لم تَغرق و يأكلُها القِرش ؟ " إقتربت منهُ و نَظرت بِعُيون القائِد التي بِدورها تُناظِرُها بِجمودٍ فاقدة للأحاسيس " لا تَحشري أنفُكِ بِما لا يَعنيكِ " هَمِسَ بصوتٍ ضَئيل في المُقابل ثُمَّ دنى و إنحنى اليها " و إلا لَن تُطيلي البَقاء بِجانبي ، زامير "

تَركها و دَخل الي الحَمام يَرتدي مَلابسِه

•••

كانَت إيليزا جالِسَة بِجناح أندرو الذي قامَ بلف لُحافًا قُطنيًا من وراءِها بَعدما تركَ بيديها كوبًا ساخِنًا من الحَليب و الشوكولاتة ، رَفعت إيليزا عَينيها اليه بعدمَا جَلسَ أمامها و قَرنت حاجِبيها ناطِقَة " لِما تقومُ بِهذا ..؟ "

قامَ أندرو بإضافة حَطبتين الي المدفئة التي أمامِهما و طالَعها لِيقول " لانكِ ان وقعتِ بينَ يدانِ أمي سيكونُ مصيركِ بشعًا " إلتقط كوب الحليب بالشوكولا خاصتهُ و شرب منهُ مُناظرًا عيونُ الاميرة المُتعجبَة

" و إن ؟ ما شأنكِ انتِ ..؟ " قالَت بِشك مُقلصة زرقاوَتيها الفاتِنَة ، هي حتمًا تَشعرُ بالرَيبة لِوجودِها هُنا ، لكنهُ يَبقى أفضل مِن تواجِد جونغكوك حوَلها

نَظرت نَحو النيران خاصة المِدفئة و تَسارعت نَبضاتِها لِتنهض مُسرعة فَسقط اللحاف عن كَتفيها ، تَمشت مُبتعدة و جَلست فوق السَرير مُطالِعَة ظَهر أندرو الذي ادار راسهُ لَها بعدما أوشكَ على إجابتِها لَكِنها قاطعتهُ بِوقفتها

نَاظرها تَجلِسُ على سَريرُه و هي تُمسِك كوبها بِكلتا يديها البيضاوتين و تُناظره " هل جُلوسكِ فوق سريري تَعنينَ بِه شيئًا ..؟ " دَفع بِحاجبهِ الي الأعلى و إستقامت ألاميرة مُسرعة مشيرة عليه بِكوبها " سأتي اسكبهُ على وَجهِك " قالت مُهدِدَة قارنَة حاجِبيها

رَفع أندرو أيديه عاليًا " أبتلعُ لِساني ان نطقتُ مُجددًا ! " قالَ و رَمقتهُ إيليزا من الأسفل الي الأعلى بِسخط فَتمشت حول الجَناح بِقلق ، وَضعت كوب الحليب فوق الطاولَة لِتقوم بِقضمِ أظافِرها " علي إيجاد حَل ،، لا يُمكن لهذا الحال ان يَطول " هَمِست بقلق و فَركت شعرها باصابعها بتوتر

كُلما تُحاول بِرد فعل جونغكوك يزدادُ رُعبها أكثر

طالعها أندرو و لَحِقها بِعينيه لِينهض و يقترِب مِنها فقامَ بإمساكِ يديها و جَذبها الي الخارِج " اُنظري ، سيهدأ ذلك مِن هَلعكِ .. " أشارَ الي السَماء حيثُ كانت تُثلِج و حَديقة القَصر إمتلئت بالبَياض

إتسعت عُيون إيليزا بإعجاب و أفلتتهُ لتقترب مِن الحافة مُمسكة بِسورِ الشِرفة مُناظرة الحَديقة بحَدقيتا مُتوهِجَة فَضحكت بِخفة " مَرت مُدة لم أرى الثَلج ..! إشتقت لِهذا المَشهد " نَطقت بِنوعٍ مِن السَعادة و مَدت يدِها تَلتقطُ حبيبات الثلج وسط كَفيها

" ألم تكن تُثلِج عِندكم في إيطاليا ؟ " قالَ أندرو من وراءِها مُتسائِلاً و هو يُطالِع جانِب وَجهِها و السعادَة واضِحةٌ عَليها ، أدارت رأسِها اليه و قرنت حاجِبيها لِقُربه مِنها فهو تقريبًا مُلتصق فيها من الخَلف

" إبتعد الي الخَلف " قالت و دفعتهُ بيدها الي الوراء لتُعيد النَظر نحو الثلج الذي تراكم فوق كَفها فابتسمت بِسُرور لتقومُ بالنَفخ عَليه مُغمضَة مُقلتيها الزَرقاء

تَمنت بِهذه اللحظات لَو انها قُرب عائلِتها ، كَكُل عام تُثلِج فيه السَماء ، إنهمرت دُموعها على خَديها و فَتحت عُيونها الزُجاجيَة تُطالِع الثُلوج بِهمٍ لاحظهُ أندرو الذي قرن حواجِبه " هل نَدخل ..؟ "

إلتفت إيليزا نحوهُ و نَظرت بعينيه بِخاصتيها الدامِعة لِتهمس " لا تُحاوِل التَقرب مِني " مَسحت دُموعها بِخشونة و تَخطتهُ لِتُغادر جَناحهُ مُسرِعة

عقد أندرو حاجِبيه و إلتفت نحوها يَنظُر نحو ظهرها و هي تُغادر راكِضَة ، تفاجئ و لَحقها عند الباب يُطالِعها تُهاجر مَمر الأجنحة بأكملهِ

" مالذي تُفكر بفعله هذه الفتاة؟ اول مرة تُقابلني فتاة طباعها بهذا الشكل ؟ "

•••

إيليزا إستَطاعت التَسلُل الي جناحِ النسوة دونَ أن يلحظُها الحَرس فَبذلكَ رَكضت مُسرعَة نحو فِراشها و دَخلت وسطُه مُغمضة عيونها بِشدة

" علي الهَرب مِن هُنا و ألا ذَلِكَ الاسيوي سيقتلني " فَكرت و هي تحت الأغطيَة فقامت بإزالتِهم عَنها و جَلست تُناظر الفراغ مُتنهدَة بِثُقل

كُنَّ كُل الجواري نائِمون من حولِها كونهُ مُنتصفُ الليل ، ضَمت رُكبتيها الي صَدرها و حَطت يديها فوقهما لِتضع ذَقنها عليهما تُناظِر الفراغ بِشرود تَتذكر المواقِف التي جَمعتها بِجونغكوك مُنذ أول يومٍ تلاقَت فيه مَعهُ

هي تَذكرت اليَوم الذي قَفز بِه في البَحر لِيحميها من القِرش و حَملِه لَها لِيضعها بِذلك القارِب الصَغير ، تَذكرت ذلك المَشهد حينَما إعتلاها و تحَسس شِق صَدرها الواضِح بِدونِ أي خَجل

بِبُغتةٍ و دونَ أن تَلحظ نَفسها حَتى أحسَت بِالذي يَمكُث داخِل أضلُعها يَنبُض بِكُل قِوته ، اللونُ القُرمزي بَدأ يَستعمرُ مُحياها الفاتِن و يَزيدُه فِتنة ، عِند ذَلِكَ الحين إعتدلت مُسرعة بِجلستِها و تَركت يدِها تَتموضعُ على صَدرها مُبتلعة ريقِها

" ألهذِه الدرجة ..؟ هل أصابني مَرض القلب بِسببه ؟ " إتسعت عيونِها اللؤلؤيَة و أسرعت بالنُهوض مِن الفِراش مُمسكة رأسِها بِصدمة

جَلست مُجددًا و أخذت تُحاول التَنفس بِبطئ قارنة حاجِبيها بإنزِعاج " الأمر مُؤلِم ! انهُ مؤلم " دَلكت صدرِها بِتوجع و تَنفست لِتتسطح على فِراشها جاذِبة عليها الغِطاء حَتى أخفت كُل شِبرٍ مِنها

كانت تَستمعُ بوضوح الي نَبضاتِها و هي مُمدَة لِذا قضمَت سُفليتها و بدأت تُحاول أن تُنيم نَفسها بَدل التَفكير بأمور أمراضِ القَلب و عِلاجِها

•••

- صبيحة اليَومِ التالي -

إيليزا مُستيقطة مُنذ الفَجر ، نامَت فقط ساعتين إن لم تَكُن ساعَة و إستيقظت الأولى كَي تستطيع التَخفي جيدًا و الهَرب من السيدَة آن

ذَلك ما فَعلتهُ و هي تتداخل بيَن الجواري كي لا يَتمُّ كَشف أمرِها و إستدراجِها الي العِقاب ، في ذلك الحين على السابِعَة كانت تَقومُ بِتوزيعِ أطباقِ الإفطار مع إيلا على الطاوِلَة المَلكِيَة التي تَجمع المَلِك مع شقيقتِه و أولادها و بالطَبع لَم تَخلوا المائِدَة مِن جونغكوك

كانت تُوزع الطَعام و عيونِها على الارض حَتى لا تتجنب الشُبهات و النَظر لأي أحد خُصوصا أنستازيا التي عُيونها على الأميرة طيلة الوَقت ، جونغكوك كانَ جالسًا على يَمينِ المَلِك يًقطع البيض بالسِكين و يلتقطهُ بالشوكة ثُم يَتناوله

تارةً كانَ يرفعُ أنظارَهُ و يُطالع إيليزا التي إقتربت مِن خَلفهُ تَضع طبق الحَساء الساخِن أمامَهُ ، كَانت وراءهُ تمامًا و هي تَحملُ الطبق بِكلتا يَديها لِتنحني بِبطئ تَضعهُ بِمنتصف صَحنِ القائِد

أثناء ذَلِكَ كانَ شعرُها الطَويل المَفرود يُداعِب اطراف وجه جونغكوك بِفعل نَسماتِ الرِياح فَشعر بِخُصلاتها تَعبثُ بِملامحهُ و تُعكر سَكينتهُ ، أغلقَ عينيهِ بإنزعاج و إيليزا تُخفض ذلك الحَساء بِحذرٍ كي لا يَنسكِب لانهُ ممتلئ للأخر

الجَميع كانَ يُناظرِها مُندهِشًا لِوقفتها تلك ، بدت كما لو انها تُعانقهُ مِن الخَلف لِلوهلةِ الأولى ، أندرو ناظر اُمه التي تَحرقِها بِعيونِها و تَمنعُ نَفسها ألا تَنهضُ و تجذبِها من شعرِها ، قام الأصغر بوكزها بِخفة و تحمحم مُحتسيًا مِن طبقه

جونغكوك رَفع رأسهُ نحو الاميرة التي أخفضت بصرِها الي عُيونه الكُحلية التي تَلاقت مُباشرةً مع زُجاجتيها مِما أدى الي تَضارب نَبضاتِها و سُقوط صَحن الحساء مِن بين يديها و إنسكب القليلُ مِنه على المائدَة

جونغكوك شَكر الله انهُ لم يَنسكب عليه و هو ساخِن لِيقوم بإبعاد يَديها عنهُ و إستقام مُستديرًا اليها لِينظُر بعيونها بِحدَة ، تراجَعت هي الوراء و اخفضت رأسها و عيونها على الثَلج أسفلها أينما سَمعت صوت المَلِك يَنطِق " مَن قامَ بِجعلها من ضِمن قائمة جواري المَطبخ ؟ مِن الواضِح أنها جَديدة لا تُجيد شيئًا !! "

رَفعت إيليزا عيونها اليهِ تُناظرِه ثُمَّ نَطرت نحو جونغكوك الواقِف أمامِها يُطالِعها دونَ تَوقُف ، شَدت على مَلابِسها بِقوةٍ و تَفتلت داخِل أنظارِه

" مولاي ، هذِه أساسًا عليها عِدة شكاوي ، بالأمس قامَت بِـ .. " تَحدثت أنستازيا و أرادت أن تَحكِ أحداث ليلة البارِحة لِجلالتهُ لَكِنها سَكتت حينَما إلتفت جونغكوك نَحوها و نَظر نحو عينيها بِتحديقةٍ أرعبتها

سَكتت مُباشرةً و نَظرت نحو جلالتهُ الذي طالَع القائِد " مالذي فعلتهُ هذِه الجارِية سَيد جُيون ..؟ " نَطق المَلِك مُوجِهًا سُؤاله للذي عُيونهُ بِعيونِ انستازِيا ، أبعدهما عنها و طالع مولاهُ ناطِقًا " ما فعلتهُ أنها "

إلتف نحو ايليزا التي كانت تَقبِض بشدة على فُستانها بِكلتا يَديها و صَديقتها إيلا تُناظِرُها من بعيد بِقلق " ما فَعلتهُ أنها السَبب بإفتعال الحَريق في جناحي " قال جونغكوك و عُيون الاميرة إتسعت بِشدة و أوشكت على الصُراخ بِوجهه لَكِنها تمالكت نَفسها بِصعوبة

قَرن الملِك حاجِبيه و إستقام " ماذا ؟ هل فَعلت ذلكَ عمدًا ..؟ " قالَ و نَظر نحو إيليزا التي تتراجعُ لِلخلف نافِيَة لِلجهتين تَنكُر هذِه التُهمة " لم يَكُن مُتعمدًا ، نَست ترك الفانوس شغالاً و اوقعتهُ بدونِ قصد حتمًا قبل مُغادرتها لِلجناح " أتمَّ جونغكوك الحديث و إبتسم بجانبية ساخِرًا على رُعب ملامِح الصُغرى

نَظر نحو جَلالتهُ و إستَدار اليه " لَكِن ما مِن تُهمة مني نَحوها ، أنا واثِقُ ان الجارِيَة لم تَكُن تَقصِد " تَحدث مُصِرًا على لَفظِه الكَلِمة العاشِرَة حَتَّى يُشعِر المَعنيَة بالذُل و الإستنقاص مِن شأنِها

رَفعت إيليزا عُيونِها تُناظِر ظَهر جونغكوك ضاغِطَة على أيديها تكادُ تُمزِقُ فُستانِها ، المَلِك جَلس مكانهُ مُجددًا و نَظر نحو الإيطاليَة ذاتُ العُيون الزُحاجِيَة و تَذكر إغماءِها قَبل لَيلتَين فأطالَ النظرَ نحوها لِوقتٍ ليسَ بالقَصير

أنستازيا تركت الشوكَة على الطاوِلَة و نَطقت ساخِرَة " ظَهرت المُتسببَة بالحَريق أيضًا ..! " مَسحت شَفتيها بالمِنديل و أندرو كانَ يَمضغُ طعامِه مُتبسمًا بِخفوت " * أعتقِد انني الشاهِد الوَحيدُ هُنا * " رَفع بصريتاهُ الزرقاوتَين تِجاه إيليزا

" الأن عَن إذنكَ مولاي ، انا ساُغادِر الي المُعسكَر اواكِب تَدريبات الجَيش " نَطق جونغكوك بِهدوء و حَمل جاكيتهُ المُعلق على كُرسيه فَلفهُ على كَتفيه و إرتداءهُ مُعدِلاً هِندامهُ المُتواضِع ، كانَ يَلبسُ سِروالاً أسود عريضٌ بَعض الشَئ مَع قميصٍ أسود واسِع ذو ازرارٍ مَفتوحٍ أولها ، يُحيط خصرهُ النحيل حِزامٌ عَريض يَمتدُ مِن حوضه الي أعلى خصرِه ، كانَ ذا جسدٍ يُمزِقُ القَلب مِن رُجوليتِه

" بإمكانِك الذَهاب سَيد جُيون " نَطق جلالتهُ و هو يَتناول الزَيتون فإلتف جونغكوك و سَقطت عُيونهُ بِعيون إيليزا " أيضًا مَولاي ، إسمح ان تُرافقني هذِه الجارِيَة ، أعتقِد أنها ستكونُ مُناسبَة لِمساعدة جَرحى العساكِر "

نَظرَ المَلِك إتجاه ألاميرة التي تَتمالكُ نَفسها حتى لا تَنقض على جونغكوك و تَخنقهُ بِكلتا يَديها فكانت تُحافِظ على سُكونِها بِصعوبةٍ بالِغة ، تَطوعت أنستازيا بالحَديث سريعًا و نَطقت " أنني مِن رائي جونغكوك مَولاي ، سَتكونُ مُناسِبَة خصوصًا انهُ سيكونُ عِقابًا لَها على ما فَعلت و أخطاءِها كَي تَتعلم "

أراحَ جلالتهُ ظَهرهُ على الكُرسي واضِعًا قدمًا فوقَ اُختِها لِيمرر لسانهُ على اسنانهُ و يَنطق بَعدما شرب من العَصير " إن رأى السَيد جُيون ان ذلِك مُناسٍب ، فنحنُ دومًا نأخذ برأيه " أردفَ بإبتسامة بسيطَة

" ألحقيني إذًا " قالَ جونغكوك هامِسًا بنبرةٍ خافِتَة و نَبضات الإيطاليَة إنقبضَت و تَشتت أكثَر بَعدما تَخطاها حَضرتهُ و أمرها بِلحاقٍه ، إنحنَت بِخفَة لِجلالتهُ و إلتفتت لِتركضُ بِسُرعة خَلف جونغكوك حَتى غادرَ الحَديقة المَلكيَة

ما إن شَعرت أنهما أصبَحا بعيدان عَن أنظار الأسرة المَلكيَة رَكضت مُسرعة حَتى تَخطتهُ و إعترَضت طَريقهُ ، سُرعتها و عَدم توازِنُها جَعلها تَنزلِق و تَتمسكُ مُسرِعَة بِأكتافِه العَريضَة الصَلبة

جُونغكوك بِدوره وَضع يَديه القَوية الخَشِنة حولَ خَصرِها النَحيل الضَيق و إنقرَنت حواجِبه يَنظُر داخِل عًيونِها الكِرستالِيَة ، أحسَت الأميرَة أنها تَفقِد السيطرَة عَلى ما بِداخِل صَدرِها و أن الأمان يَندسُ بعيدًا عن مُحيطُها كُلما كانَت بِوضعٍ ضَيق مَع حَضرتِه

تَراجعت الأميرة بِسُرعة الي الوراء و فَكت يَديه عَنها مُحدِقَة بِه بِعيونٍ كِرستالِيَة تَشِعُ غضبًا " أنا أخبرتُكَ ان تبقى بعيدًا عَني " هَسهسَت و إقتربت خُطوتين منهُ و طالَعت عيونه الكُحليَة الهادِئَة " انا .. أرُد الأذى الذي أتلقاهُ بسبَبِكم " هَمِست و ضَغطت قَبضتها " انتَ دَمُ اليُونانيونَ يسيرُ بِعُروقِك "

جًونغكوك شابكَ يداهُ خَلف ظَهرِه مُخفضًا بصرهُ الي زُجاجَتيها ، كانت بَعضًا مِن خُصيلاتها الشَهباء تَنسدلُ على ملامِحها بِفعل الرِياح الذي لم يَتوقف عن التَحرشُ بِشعرِها قَط " لِلأن لازلتُ لَم أفعل لكِ شَئ " أردفَ بإبتسامةٍ خَفيفة

" المُشكلة أنها هُنا !! انتَ لا تَفعل شيئًا ! لِما تَجعلني أتمادى و لا تَرد عَلي ؟ لِما تقومُ بِفعل ذَلِك فَقط ..؟؟ " أردَفت مُنفعلَة و خَبطت صَدرهُ الصَلب بِقبضتها الناعِمَة فَشعرت بِأصابِعهُ تلتفُ حولَ مَعصمِها و تَضغطُ بِبطئٍ هُناك

لوَى يَدِها خَلفَ ظَهرِها و دَفع بِصدرِها نَحوهُ مُطالِعًا كِرستالَتيها المُنفعلَة و عُيونِها التي تَبرقُ فِتنة و جمالاً خُصوصًا مَع إنسدالِ خُيوطِ الشَمسِ عَليِهما

" فاتِنَةُ إيطالِيا ، عُيونِك ساحِرَة حَدُ الجَحيم " هَمِس مُتفتلاً داخِل شَهليتيها و إبتسامةٍ جانِبيَة تُرتسَمُ على مَلامِحهُ الوَسيمَة ، تَقوست حواجِب الأميرَة التي تَضارَبت دَقاتُها و زُجاجتيها لا تُفارِق بُنيتاه

دَفعتهُ بيدِها الثانِيَة مُسرِعَة و تَراجعَت الي الوَراء نافِيَة برأسِها فأشارت عليهِ بإصبَعِها " ا..انت تَجلِب لي أمراض القَلب " هَمِست و هي تَعودُ خُطوة وراء اُختها حتى إلتصقت بالعامود مُسندَة يَديها خَلف ظَهرِها

كانَ بِنهايَة المَمر زامير التي طَالعت كُل شئٍ مِن بَعيد و شَهدت على تِلك اللَحظات بينَ القائِد و الآسيرَة

•••

مرحبًا ❤️💫

عُدنا بِموعدِنا ، لم اُخيبكم ظَنكم صحيح 😁💫

الذين تابعوني على الانستقرام تحصلوا على بعض التسريبات ، ان لم تتابعوني بعد تابعوني هُناك ستجدون الرابط في واجهة صفحتي ❤️

المُهم ، حديثوني على رايكم في التشابتر ..؟

اعجبكم ..؟

توقعاتكم للقادم ؟

اكثر شئ اعجبكم به ..؟

لا تَنسوا دَعمي رجاءًا و شاركوا الرواية مَع اصدقاءكم لتسعدوني 🥺❤️

نلتقي في القادِم ان شاء الله

دُمتم في حفظ الله و رعايته ❤️✨




.
.
.









Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top