هواجِس العِشق • 08 •
هواجِس العِشق | جُيون جونغكوك
أهلاً بكم في الجُزء الثامِن من مَخاوِف الحُب 🧡
أبقوا لِتهاية التشابتر و اقرئوا ما سيُكتب مؤخرًا لتعرفوا مواعيد تنزيل كُل تشابتر 🧡
لُطفًا لا تنسى دَعمي و لو بِتصويت و تعليق لطيف لأتشجع للإستمرار ❤️
لا تقرأ و ترحل بِصَمت ✨
استمتعوا ✨🐣
•••
" ظَننتُ أنكَ واقِعٌ في حُبي " أردفت إيليزا بِدون سابِق إندار تزامُنًا مع رَفعها لِرأسها مِن كَتِف القائِد و نَظرت صوب عُيونه و حواجِبه إنعقدا حالَ سماعِها لِكلماتِها
عَدم إبداءه لِرد فعل تُذكر عدا التَحديق فيها بعدما رَفع حاجِب واحِد جَعلها تُكمل ساخِرة " نظرًا لِكونك تَظهر أمامي في كُل حِين ، ألا تَمِل مِن مُلاحقتي ؟ " نَظرت الي عيونه الكُحلية و صاحِبهما قام بإخفاضها حتى تَقف على قَدميها
" برائي أن تُراجعي السيناريوهات التي أراكِ فيها كُلها كانت تُنقض حياتِك مِن شئٍ ما انتِ السبب لإقحام نفسكِ به " تَحدث بِسُخريةٍ هو الأخير و ألاميرة لم تأبه و تَخطتهُ تسيرُ مبتعدةً عنهُ " أيًا يَكُن ، إني اُنبهك ان السير خَلفي كثيرًا سيجعلُكَ تسقط لا مُحالة "
أحسَّت بالتِفاف اصابِعه حَول عِضدها حيثُ ادارَها نَحوه و نَظر في مُنتصف عَينيها البحرِّية يَتطلَّع لِخوض حَرب امواجٍ شرِسَة برفقتها " يليقُ بكِ الغُرور يا اميرَة ايطاليا " هَمِس بصوتٍ خَفيض يترامَى بِعيونه على كُل ملامِح وجهِها
جَذبها مِن خَلفه الي داخِل الجَناح الطِبي حَيثُ رَفضت هي الحَراك لَكِن ضُعف قوتِها جَعلها ترتَخي و تنصاعُ اليه ، اجَلسها على الفِراش و نَظر في عُيونها بهدوء " سَتتلقين العِلاج ، كوني هادِئَة لتصحِّي اسرَع "
" لِما انت مُهتم لِصحتي ؟ " نَطقت ساخِرَة و سُرعان ما تَمددت على الفَرشة تبتسِم خِفيةً على نُعومته ، مرَّ وقتٍ لم يُلامس جِسمها شئ ناعِم ، القائِد شابَك يداهُ خَلف ظَهرِه يُراقِب عَلامات الراحَة على مَلامِحها و إكتَفى بالصَمت لوقتٍ وَجيز قَبل ان تَدخل الحكيمَة
" اعتني بِها ، هي بِحاجة الي الرِعاية " هَتف جُيون موجِهًا أمرهُ الي الطبيبَة التي تقدمَّت بدورها لِتفحص سموِّها التي سُرعان ما غَفت حينَما اغلقت عُيونِها
" حاضر سيدي " إنحنَت لهُ بإحتِرام قَبل ان تبدأ بتفقد حَرارة الاميرَة النائِمَة ، جُيون جَال بِكُحليتاهُ على مَلامِحها الساكِنَة لوقتٍ من الزَمن الي ان التَّف مُغادِرًا الحُجرَة
•••
تَثاقل جُفن سموِّها الذي راحَ يتعالَى عن عُيونِها بصعوبَة كاشِفًا عن بؤبؤها المُزرق ، قابَلها سَقفُ الحُجرة الطبيَّة المُنارَة بتلك الشُموع المُلتفة حَولها
جَلست بِبطئ مُمسِكة برأسِها بِصُداع " رُباه ، اين انا ..؟ " تمتمَت و لفَّت بعيونِها حَول المَكان تسترجِع اخر لحظاتِها قبل النَوم " هذه الحُجرة الطبيَّة " تمتمَت قَبل ان تَرفع عنها الغِطاء و تَنهض بِكسل
" لم اَرى احدًا من قَبل ينام ليومٍ كامِل مُتواصل "
سَمعت صَوت آتٍ من مَدخل الحُجرة و لَم يَكُن سِواه ، الآسيوي الذي تقدَّم منها حينَما نَظرت نَحوه و كشَّرت بِملامِحها بغيض " الاميرات يَنمن لساعاتٍ طَويلة ! " تكتَّفت مُعربة بينَما تلفُّ بوجهها الي الناحيَة الاخرى
ارتَفع طرف شِفاه القائِد مُتبسمًا على جَنب و اردف " عَدا الاميرَة ايليزابيتا ..! سَمعتُ ان ساعات نومِها تقلُّ عن السِت ساعات ! "
" غيرُ صحيح ! هي تنامُ لثمان ساعات حَتى تُحافظ على جَمال بشرتِها و نُعومتِها !! " هَتفت بانفعال و اندفاعِيَّة لِتنظر اليه مُترصدَّة تلك الابتسامَة الجانبيَة التي تَتربَّع على وجهِه " يالَك من خَبيث ! "
" لما تلعبُ معي ..؟ اليس قتلك لي أسهل من هذا ؟؟ " هَتفت بانزِعاج و خللَت اناملها في خُصيلاتِها الكَثيفة تُدلك فروة رأسها بارهاق " بدا لي امر استهلاكِ طاقتكِ حد الاستسلام مُمتِع ! " اتاها جوابِه الهادئ و بدأت تُنصت لِخُطواتِ اقترابِه البطيئ ما جَعلها تنتصِبُ يقظةً لحركته القادِمَة
نَظرت اليه حينَما انخَفض الي مُستواها و استقَرت يَداهُ على الفِراش ما جَعلها مُحاصرة بينَ ذِراعيه حيثُ انحشَر جسدها في المُنتَصف ، دقَّ جَرسُ الخَطر في قلبِها ما جَعل نبضاتها تتزايَد و هي تَنظُر في مُنتَصف عُيونِه القَريبَة
بدا الآسيوي وَسيمًا حدَّ هذا القُرب الذي صَنعهُ بِنفسه ، مَلامِحه الرُجوليَة تُداعِب بحرِيَّتا الايطاليَة التي راحَت تجولُ عَلى تقاسيم وجهه دون إدراكٍ مِنها ، ثوانٍ و اذ بكلماتِه تَخرُج مع انفاسِه الحارَّة تلفحُ بشرتِها النقيَّة
" اتوقُ لرؤيتكِ خاضِعَة ..! "
لَم يَكُن لِكلماتِه اثرٌ جَيِّد على سُموِّها التي قَرنت حواجِبها بعدمِ رِضى و أحسَّت بِوخز في صَدرِها ، هي فَقط تكرهه للحد الذي يَجعلها ترغبُ في صَفعه بقوَّة ، ارادَت السيطرَّة على ارتِجاف ذقنها لَكنها عَجزِت ، عُيونِها تلحُّ بالبُكاء
جُيون و اليونانيون كَثيرون عَليها ، مَن سَتُخاصم اولاً ..؟ الآسيوي ام الدولَة التي يَحكمُها ..!
زَمت شَفتيها تَحت نَظرات الآسيوي الثاقِبَة مُستجمِعَة شِتات نَفسها ، اخذَت نَفسًا و رَفعت يديها تَبسطهما على صَدره ثُمَّ تدفعُ به الي الوراء حتّّى تنحَى عَنها و نَهضت تضغطُ على قبضتيها " انا لن اخضَع لا لَك و لا للدولَة التي تُسيرُها حَضرتك ..! افهمت ؟ "
" سَنرى " تبسَّم ملمحُ الآسيوي و عقد ذِراعيه خَلف ظهرِه يِراقبها تستقيم و تنظُر اليه بهدوء " مهمَا فعلت انا لن اخضَع لك ، هل سَمعت ؟ انا افضِّل الموت و ألا احني رأسي لاحد ، حتى ابي و لَم اكُن انحني له فَمن انت و غَيرك لافعل ، مُغفَّل " رمقتهُ بسخريَة و ارجَعت شعرِها الي الوراء تُراقب هدوء الحُجرَة
" ساُعطيك خِيارين ، الأول لن يُعجبك حَتمًا أما الثاني ! فاظنهُ ممتِع لِكلينا " هَتف جُيون بهدوء بينَما يلتَّفُ حَول جَسد الاميرَة التي احتَضنت يديها الي صَدرها مُنصِتَة اليه " لِما لا تضعُ خيارًا ثالِثًا بناءًا على رغبتي انا ! " حَدقت به حالما انتَصب امامَها و أهدتهُ ابتسامَة صَفراء
سَتفكِّر بالتَفاوض مَعهُ ، رُبما ذلك يُجدي نَفعًا
رَفع جُيون حاجِبه ساخِرًا و ميَّل رأسِه يُجابِهُها بنظراتٍ جامِدَة ، زَفرت بضيق من تحديقاتِه و قالت بينَما تُعاود الجُلوس على الفِراش ، بدا لها امرُ البقاء مع جونغكوك أهون مِن اليونانيون ، حَتمًا هي اعتادَت على مُجاورته في السفينَة
" الاول ، ان تَكوني جارِيَة للملِك اركون " هَتف يُطالع شَهليتَيها التي اتسعَت و حَدقت به " و مالذي سافعلهُ حينَما اكون جاريَة له ..؟ " نبست بهمس تتفتَّل بين عُيون جُيون في هَلع من امرِها " تُطارحينَهُ الفِراش ..! " اجابَ الآسيوي بابتسامَة بسيطَة كأن ما نَطقه سَهلاً على سُموِّها
قَرنت ايليزابيتا حواجِبها بِعدم رضى و استقامَت من فوق الفِراش بِغضب " هل ابدوا لكَ من هذا الصِنف يا هَذا ! " أشرَّت على نَفسها بانفعال لِينفي جونغكوك و يَرفع سبابتهُ متحدِّثًا " لهذا ارشِّح الخيار الثاني "
" و ماهو ..؟ " تكتَّفت تُناظره بإستنكار ، هي تُمسك نَفسها بالكاد كي لا تنقضَّ عليه و تعضَّه " أن تكوني مُلكي " هَتف بِسُكون جَعل نَبضات الاميرَة تتضارَب بِهلع ، نَبرتهُ و نَظرتهُ حتمًا لا تَمزَح
" انت حَتمًا فقدت عَقلك ، لابد انكَ فعلاً اُغرمت بي " هَمست و اعتصَرت فُستانها بين قَبضتيها مُتراجِعَة الي الوراء " اتظُّن اني سأسمحُ لنفسي ان اكون لُعبة بين يَديك ..؟ حينَما تملُّ تَرميني و لا تسأل بعدها ..؟ انا لستُ خيارًا للتسليَّة حَضرة القائِد الموقَّر ..! انا خُلقت لاكون اميرَة ، سواءًا لمملكة أبي او لبيت زَوجي " هسهَست بحدَّة تَمنعُ رَغبتها العارِمة بالانهيار
هي لا تُصدق ان وَصل بها الحال ان تُساوم عَلى نَفسها و شَرفها ..!
القائِد طالَع عُيونِها لوقتٍ طَويل يَرى نَظرة الانكِسار و الذُبول تُخيَّم في مُنتصف شَهليتيها ، بَدا مَظهرها مُثيرًا للشفقَة بِحق ، قضم وجنتهُ من الداخل و هزَّ اكتافه ناطِقًا " اذًا ، لا دَخل لي بالذي سيحدُث لاحِقًا "
" ليحدُث ما يحدث ، انا لن ابقى هُنا ثانيَة ، و انت بغروركَ هذا سَتسقط صدقني" هسهست بِغضب و دفعتهُ من طريقها لِتسير مُغادرة الجناح الطِبي
نَظر جونغكوك نحو جِسمها و هي تبتعد عن المَكان بعدما وصل كليهما الي جناح النِسوة ، ادخَل يديه بِجُيوب بِنطاله و نَطقَ مُستطرِدًا " الشئ الوحيد الذي سَيسقُط هُنا ، هو رَقبتكِ " بسمةٌ جانِبية رُسمت بِفُرشاةٍ فَنيَة على مُحياه الرُجولي حِينما إلتفت إليه الأميرة و رَمقتهُ
إلتفت الي الأمام مُجددًا و شَدت قَبضتيها قويًا " انهُ ليس الوقت لألتهي فيه بكَ جُيون ، ليس الوَقت " هَمست بِدون إصدار حِسٍ مَسموع و تَمشت نحو الجَناح خاصة النِساء و الجَواري إينما إتجهت الي الجُزء البسيط الذي اُهديَ إليها من وُسع تلكَ الحُجرة التي تَحمِلُ عشرات الجواري
جَلست على الفراش و بِبُطئٍ تَمددت على ظهرها واضعة يَدِها على رأسِها مُغلِقَة عُيونها السماءِيَة و هي تَتنفسُ رويدًا رويدًا " رَباه ، الحياةُ هُنا من أولِها لا تُطاق " هَمست و اسندت يدِها على قَلبها الذي ينبضُ بقوةٍ نظرًا لأجهادِها الجَسدي
فَتحت عُيونها الزَرقاء و نظرت بإتجاهِ السَقفِ المُزخرفِ أعلاها تَتذكَرُ نظراتِ المَلِك لها ، أبقت على صَمتها لوقتٍ و هي تُفكِر بِعيونه التي اُعجبت بها فَجلست مُسرعة و صَرخت " رَباه ، مُستحيل !!!!!! "
كُل الجواري اللواتن كُنَّ هُناك جالِسات إلتفن نحوها و حَدقن فيها مُتعجبات من صَرختها المُفاجِئة تِلك ، حَدقت بِهن و تَحمحمت لِتمسح على عُنقها و تعود لِلتمدد فَجذبت عليها الغِطاء و أغلقت عينيها مِن جديد مُتنهدة بِعُمق
" يستَحيل ان اطارِحه الفِراش ! كيف ساسمحُ لنفسي ان اكون كَباقي النِساء ..؟ اداة للتسليَّة فحسب ! و ذلك المُغفل من يظنُّ نفسه لينسبني اليه كي اكونَ مُلكه ! تبًا لهم جميعًا "
•••
جونغكوك كانَ يسيرُ في المَمر عودةً نحو جَناحِه و خَلفهُ يَلحقهُ خادِمه الشَخصي الذي يركض تقريبًا لِسُرعة القائِد بالمَشي ، قال الخادِم مُسترسلاً و فِعلاً قد بدأت انفاسهُ تتَلاشى و هو يلحقُ قائدِه من مكانٍ لأخر و الأكبر لا يَتعب
" سيدي تأمرُني بشئ ؟ "
تَوقف جونغكوك عن السير و إصطدم الأخير بِظهره فعادَ خُطوتين الي الوراء مُواشِكًا على السُقوط لولا أنهُ أسند ظهرِه على العامود خَلفه ، عَدل قُبعته على رأسهُ بسرعة حينما إستدار اليه القائِد و إستقام مُعتدلاً ينظُر اليه بإهتمام
" لِيون ، احتاجُكَ أن تجمعَ لي كامِل مَعلومات أميرة البُندقية ، ايليزابيتا بأقرب وَقت ، بل ليلةُ الغَد اُريد كامل مَعلوماتها ، لا اعرف كيف؟ لكنك سَتفعل كُل شئ يَخُصها بالحرفِ الواحِد انا اُريدُه "
أشرَّ على لِيُون الذي مَلامحه تَجمدت و هو يَنظُر تِجاه قائدِه يُحاول أن يستوعِب ما يقولهُ لهُ " لَكِن سيدي ليلة الغَد .. هذا مُستحيل اعني انا بحاجة لاسبوع اسبوعين لاستطيع ان اجمع معلومات عَنها " قالَ مُبررًا مَوقفهُ الصَعب الذي وَضعهُ به
" قُلتُ ليلة الغَد لِيُون " أسترسل الأسيوي بِهدوء
" سيدي انهُ صَعـ... " لم يُتمم لِيون جُملته و إذ بِه يرى نفسهُ معلقًا على جِدار العامود مِن رقبتهُ بِفعل يد القائِد التي خَنقتهُ و ثببتهُ هُناك بِعنفٍ مُتحدِثًا بِغُلظة " إني لا اُكرر كَلامي أكثر مِن ثَلاث " هَمِس لهُ و إحمر وجهُ الخادِم و عيونهً تكادُ تغادر وَجهه
" حَـ..حاضر " قالَ الخادِم مُنصاعًا للأوامر الصارِمة التي تَلقاها و هو يُراقب أنفاسهُ تعلقُ في حنجرتهِ و ما باليدِ حيلة ، جونغكوك أفلتهُ حينما إزرقَ وجههُ ثُمَّ إلتفَ مُتِمًا سيرهُ الي جناحِه بينَما يُتمتم بِكلماتٍ غاضبةً غيرِ مفهومة
•••
رُسِمَت لوَحة السَماء بِلونينِ ثالثِهما ناقِص ، الأسودُ و الأبيض مُعلنَة إنتهاء النهار و بَدأ قِسط الليلِ فَيذهبُ كلِ عامِلٍ لِراحتهِ و يأخذ إجازتهِ اليَومية
كانَت الفتاةُ الكُورية لازالت أسفل جِذع تِلكَ الشَجرةِ القريبَة مِن مُخيمِ اللاجِئين تَنتظر فُرصةً تَتسلل بِها الي الداخِل ، مَرت عليها الكَثيرُ مِن الساعات و هي جالِسَة بِلا كَلل أو مَلل ، نَهشُها الجوعِ و البَرد لَكِنها لم تَستسلم
لَديها قَلبُ مُجاهِد لا مُحالَة
حينما شعرت انهُ وقت تَبديل تناوَب العَساكر خَمنت انهُ الوَقتُ الصَحيح لِلتسلل دونَ أن يشعر بِها أحد ، تَسللت دونَ أن يشعُر فيها أحد من خلفِ شجرةٍ الي اُختها تَتخفى وراءِهم حتى وَصلت الي البِوابة الخلفية التي كانت تَستمعُ فيها الي ضِحكات الجُنود الثَملة
لَقد كانوا يُخالفون الأوامر و يَجلِسونَ سُكارى دونَ عِلمٍ مِن قائِدهِم الذي كانَ بأحد الغُرف يُجامِع إحدى النِساء ، كُلهم على بَعضِهم فَريقٌ فاسِد مُفترقٌ للأخلاق ، على الأقل هَذا ما خَمنت فيه الفتاةُ الآسيويَة
حينَما إرتموا نائمين على الأرض مِن الثمالَة إستغلت الفُرصة و إقتربت مُسرعة تَسحب أحدهم مِن قَدميه و تُخفيه بعيدًا عن المُخيم فَراحت تُزيحُ عنهُ مَلابِسهُ و تَتركهُ عارٍ فقط ثيابِه الداخليَة تَستُر عَورتهُ
أما ثِيابه فهي إرتدتها و أخفت شَعرها بِتلك القُبعة ، لِوهلةٍ شعرت بالشَفقة على العَسكري و ألبستهُ ملابسها الكورية و التَقليدية ثُم تَمشت داخلة المُخيَّم
مِن ظَلام الليل لَم يَلحظ أو يَنتبه عليها أحد كونَ الكُل مُنشغل بِحراستهُ و مِنهم من جالِسٌ يتناقَشُ بلا فائدة مع بَعضه ، تَمشت داخِل المُخيم و نبضاتِها تَتسارعُ بِقوة ، نابِضُها يكادُ يكونُ في جوارِبها ، ليتهُ جوربها بل جَوربُ العسكري
تنفستُ بِعمقٍ و بدأت تَدخل الي الخَيمات الكَثيرة هُناك ، دَخلت الي أول خيمةٍ و قَلبها سَقط مُتألمًا لِحال الأسرى الشَنيع ، أصوات أنينهِم و هُم في أفرشتِهم يتألمون وجعًا لِلتعذيب الذي يَتلقونه
عُيونها بدأت تغرقُ بالدُموع و هي تشد على بِنطالها تَتخيَّلُ حالُ عائلتها كَحالِهم ، دلفت تسيرُ بينهُم علها تَلمحُ فردًا تَعرِفهُ و أعيُن الأسرى تُناظِرُها بِكُلِّ حِقدٍ و غُل ، قُلوبِهم تمتلئُ كُرهًا لِهذا الجَيش الدِكتوري الظالِم
انهُ لا يَعرِف مَعنى الرَحمة
خرجت مِن تلك الخيمة مُسرِعة و ركَضت تِجاه زاويةٍ بعيدة مِن الخِيم تَبكي بِقهرٍ على وَضعِهم و هي تَضعُ يدِها على شفاهِها و دُموعها تَنهمرُ دونَ تَوقف
" * أي قلبٍ يَملكِون ؟ يُعذبون الأطفال و كِبار السِن بلى أي رحمةٍ أو شَفقة ؟ رُحماه كَيف نُسميهم بشرًا ، أوليس الإنسان مُشتق من الإنسانِيَة ؟ * " إرتجفت يَداها التي راحت تمسحُ دموعها و عَدلت قُبعتها تلتقطُ أنفاسِها الضائِعَة
مَروحت أمامَ وجهِها قليلاً و بينَما هي تَلتفِت إصطدم رأسِها بِصدرٍ صلب أرجعها خُطوتين الي الوراء حَتى إصطدمَ ظَهرِها ضِد الشَجرة التي خَلفها
تَوسعت أنظارِها ما إن رَفعت عُيونِها بِبُطئٍ تِجاه ذَلِك العَسكري الذي أردفَ " دَخيلَة "
•••
إيليزا كانَت في الفَحص الطِبي الذي يَتِم أجراءُه مِن قِبل خَليلات الحكيمَة حتى يتأكدن مِن عُذريَة الجواري ، كانَت جالسَة وَسطِهن تُحكم الغَلق على ساقيها رافِضَة منعًا باتًا مِن إرغامِها على شَئ هي تَرفضُه
لَكِن بِطبيعة الحَال مَسكن جاريتانِ يديها أعلى رأسها و اخرتَين مَسكتا بساقيها يُفرقانِ كُل ساقٍ عن الأخرى تَحت صُراخِها و رَغبتها بِردعِهن
كُلَّ ذَلِك عبثًا ، إبتعدت الحَكيمة عنها و هي تَمسحُ يديها و تَنظُر بِوجهِ إيليزا التي تَتعرق و تَلهثُ لشدة مُقاومتها لَهُنَّ " الحَسناءُ العَذراء " قالَت مُتبسِمَة و رَمت المِنديلُ في القُمامة لِيتركنها الجَواري و يَبتعدن عَنها
ضَمت السينيورا قَدميها و جَلست تُمسِكُ بِشعرها مُحدِقَة في الفَراغ و دُموعِها تَنهمِرُ على خَديها " * من هُن لِيتجرأن على مَد أيديهن بِتلك الطريقة على سينيورا البُندقية ؟ * " مَسحت دُموعِها بِغزارة و نَهضت مُغادرة حُجرة الفَحص
" * كنتُ لأكون الأن بينَ أحضان اوليڤر ، رُبما كنتُ سأكونُ حامِل ايضًا * " مَسكت بَطنِها تَمسحُ عليها و تَوقفت عن السير " * وَعدٌ سأنتقِم لكَ اوليڤر و لكَ يا والدي * " إستمعت الي صَوتِ آتٍ من التَراس الذي بالمَمر
إنتباها الفُضول و مَسحت ما تَبقى مِن الدُموع بِعُيونها لِتُغادر نحوه و تَخرُج مُبحلِقة في الحَديقَة المَلكية و هُنالِكَ بِضعة فِتيان يُلقونَ بالسِهام على الشَجرة
هي فَهمت أنهُم قد يكونون أبناء تِلك المرأة الجالِسَة قُرب المَلك تَتناول العِنب مُراقبَة إياهِم بإبتسامَة ، سَتعرِفُ لاحقًا أنها شَقيقةُ الملِك الكُبرى و أنها مَن توجتهُ بِرفقة جُيون ملكًا بعدَ وفاة والدِه
إتسعت عينيها و شَهقت حينما إقترب سهمًا و إخترق العامود الواقِفة الي جانِبه ، هي سَهت بالفِتيان تَتذكر لَحظاتِها مع إخوتِها بِرمي السِهام
السَهمُ أفاقها مِن شُِرودِها و جَعلها تُركِز على الفَتى الذي ألقاهُ بالقُربِ مِنها ، قَرنت حاجِبيها بِخفة حينَما وجدتهُ يُطالِعها و نَظرت نحو السَهمِ لِتلتقِطه و تُزيل الورقةِ عنهُ فقرأت المَكتوب بداخِلها بالإيطاليَة
" إستِراق النَظر لِلجاليَة المَلكيَة يُدعى جَريمة "
قَرنت حاجِبيها بِعدم رِضى و خَمنت انهُ علم بِجنسيتها مِن شَكلِها ..؟ قامَت بِتكوير الورقة بِيدها وَرمتها على الأرض فَسارت الي الداخِل عابِسَة المَلامِح
تَوجهت الي الإستحمام رِفقة بقية الجواري و لَفت حولها المِنشفَة لِتدخل الي الحَمام و تَجلس بِزاويتِها تَسكُب المِياه الساخِن على جِسمِها و عَينيها مُغلقةٍ تائهةٍ في الذِكريات
بَقت هي أخِر الجارِيات كَونهن أنهينَ قَبلها و خَرجن ، هي أعتادت أن تأخُذ فترة السَاعات في حَمامِها فإستغَلت الفُرصة مِن مُغادرتِهن و أزالت المِنشفَة و تَركتها على جُزءها السُفلي فَبدأت تُدلك نَفسها جيدًا
لَم تَشعُر أبدًا حينَما بدأت تُغني تِلك الأنشودَة العَذِبَة التي تُسمعها إياها مُربيتها مُنذ صِغرها و حَتى عِندما كَبرِت فقَد تَعلقت بِها جِدًا
صَوتُها كانَ يُعاد مِن الصَدى المَوجود في الحَمام ، كانَ لحَنُها عَذِبًا مَع أحرِفها التي تُغادر حُنجرتِها كَموسيقى أنغامُها المِياه التي تُسكَب
هي لَم تَشعُر بِتلك الأيدي التي تَلمِسُ كَتِفها العاري و الساخِن مِن حَرارةِ المِياه ، كانت تُغلِق عُيونها و تُغني مُتعمقَة في خَيالها الذي يَجمعُها مع حَبيبُها الراحِل
لَم تَضع حِسابًا أن يَدخُل عليها أحد بعد رَحيل الفَتيات ، كانَت مُخطئَة !
تَسارعت نَبضاتِها بِعُنفٍ و قَد أحست بِربطةٍ سَوداء تُغطي عُيونِها و أذرعٍ قَوية تُحيطُها مِن الخَلف حَتى تُقيد حَركة يَديها
عَرِفت أنهُ رجلٍ مِن قِوتِه و زادَ شُعورها بالهَلع مِن عيونِها التي تَغطَت لِتَصرخ بِقوة مُحاولَة إبعادِه عَنها " مـ..م . من انت ، ا..ابتعـ..ابتعد عني " حَركت نَفسها و أدارت رأسها نحوهُ لِتراه لَكِن مِحرمة العُيون تُعتمُ بَصيرتِها
تَفكيرُها مُنهارٌ تمامًا مِن كَمية الخَوف التي تَنتابُها بِهذهِ الثانيَة
تَزايدت دَقاتُها و تَفكيرُها إزدادَ تشتُتًا مَع كُل لَمسةٍ تُخالِجُ جِسمها مِن الطرفِ الأخر ، شَعرت بِقبضةٍ قَوية تُمسِكُ بمعصميها الإثنين و يَده الثانيَة إرتفعت لِتوضع على شِفاهها تَمنعُها مِنَ الصُراخ
حَركت رأسها نفيًا مُعارِضة الذي يَحدُث ، لَم تَكُن قادرة على تَحريك يَديها حَتى فأخذت ترتجفُ بشدة و تَدعي أن يَنتهي هذا سريعًا
إنها لَحظاتٍ معدودَة حَتى إنفكت قُيودِها ، سَارعت بإبعاد الرِباط عن عُيونها و إلتفت برأسها حتى تَرى مَن الذي كانَ يتحرشُ بها ، لَكِنهُ إختفَى !
حَملت المِنشفة غَطت بِها نَفسها و إستقامَت و هي تَرتجِف و الدُموع تَتراكم بِجُحورها فَتمشت تبحثُ بين أنحاء الحمام لَعلها تَلمحُ ظِلهُ حَتى ، لَكِن كُلَّ المكان خالٍ كُليًا ، جَلست بإحدى الزَوايا و إنهارت باكِيَة بِشدة و هي تَحتضِنُ جِسمها
تَعهدت ألا تَبقى ثانيَةٍ أخرى أخِر النَاس ، سَتُصبِح أولِهُنَّ من تُغادر
•••
جونغكوك كانَ جالِسًا في مَكتبِه مساءًا يُراجِع تلكَ الأوراق التي جَلبها لهُ خادِمه قَبل ثوانٍ ، إنها الأوراق التي كَانت تَخصُّ الأميرة الإيطاليَة - إيـلـيزابـيـتـا -
أول ما لفتهُ هو صُورتها المَرسومة بإحدى الأوراق فَقامَ بِحملها بينَ يَديه و راحَت عُيونهُ تنتقِلُ بينَ تفاصيلِ الرَسمةِ تِلك " *الرَسامُ ظَلم عِدة زوايا عَظيمة مِن مَلامِحُها* " ذلكَ ما فَكر بِه أثناء تأملهُ الطَويل لَها
تَرك الورقةِ جانبًا و راحَ يَقرأ كامِل مَعلوماتِها التي ذُكرِت بِتلك الدفاتِر و هو يَبتسِمُ بسمةٍ خَفيفة ، أمضَى ساعَتين على ما أنهى كامِل المُستندات فَجمعها بملفٍ و رَبطهم بِخَيطٍ أحمَر لِيضعهم بالدُرج
قامَ بالنِداء على طَباخ القَصر و إنتظرهُ ريثما يَحضُر و هو يَبتسِمُ بِجانبية مُشابِكًا يداهُ فوقَ طاولةِ مَكتبِه الذي عليهِ الشُموع و الأوراقِ مع أقلامِ الحِبر
•••
إيليزا كانت جاالسَة مع بَقية الجواري في جناحِهن بَعدما لَبِست فُستانًا أعطوهُ لَها مَع البَقية ، كانَ بسيطًا جِدًا لَيست كَما أعتادت أن تَرتدي و هي أميرَة
كانَت تَنظُر نحو الصينية الكَبيرة التي أمامهًنَّ تَتذكرُ تفاصيل حَمامِ الصَباح ، كانَ الهَمُّ بارِزًا على مَلامِحُها الشاحِبَة و الكُلَّ يَتهامَسُ عَليها بالجِوار
إستمَعت لِهمسِ جارِيتها و صَديقتها إيلا ، التي كانت سابِقًا خليلتُها في البُندقيَة
" سينيورا ، مابكِ مَهمومَة ..؟ "
رَفعت ايليزابيتا عَينيها الزَرقاء إليها و سُرعان ما دَنت مِنها تُعانِقها و تَلفُ يَديها حولَ عُنقها تشدُ عليها " على الأقل لازالَ أحدهُم يَتذكر أني سينيورا ، كِلُهن اللواتِن أتين مَعنا باعوني " هَمِست بِغصة و إيلا بادلتها العناق بأسى تَمسحُ على ظَهرِها بإستِياء
" لَكِني لستُ كَكلُهن ، لَطالما كُنتِ صديقتي قَبل أميرتي " هَمِست لها و إبتعدت تُكوِب وَجنتيها و تمسحُ عليهِما بِبُطئ " سَنجتازُ هذه اللحظاتِ السيئَة " قالت بِحُزن و عَينانِ الأميرة الذابِلة تَتشبعُ بالقَهرِ كُلما أمضَت ثانيةً بِهذا القَصر
وَصل الطَعام لِلجواري بَعدما تَمَّ إطعام الجاليَةُ المَلكيَة أولاً ، بدئوا يُوزِعون الأصحُن على مَدارِ تلك الصواني الكَبيرة لِكُل مَجموعة ، فَكُل صينية تَجتمعُ عليها سِتة فَتيات
وَصلَ طَبقُ إيليزابيتا وَ وضعوا أمامِها صَحن مِن الأرز الأسمر مَع الجَمبري المَقلي ، قَرنت حاجبيها بشدة حينَما رأت الجَمبري و الأرز و بَحلقت في بَقية الأصحن المُختلفة عَنها " ما هَذا ..؟ لِما انا فَقط مَن لدي هذا الطَبق ؟ "
رَفعت رأسها لِمُساعِد الطَباخ الذي يُوزع الطَعام مع الخَدم " لَقد اُمِر أن يُعدُ لكِ طعامًا لِوحدكِ " أجابَ الخادِمُ بِهدوء و إزداد إنعقادُ حواجِب إيليزا أكثر " ماذا ؟ من هذا الأحمق الذي يأمر أن يوضعَ لي أكل بَحري ؟ "
قالَت بِغضبٍ بارِزٍ لَفت إنتباه الجَميع إليها و مِنهُم السيدةِ آن التي دَلفت الي الجناحِ تتفقدُ الجواري ، سَمِعت صيحةُ السينيورا الغاضِبة و إقتربت مِن وراءها لِتقومُ بِوكزِ كَتِفها بِعُكازِها حَتى لفتت إنتباه الأميرة
أدارت إيليزا رأسها نَحو رئيسة الخَدم و طالعتها بِحقدٍ و بُغض شادَة على قَبضتِها " الذي تَقولين عنهُ أحمَق ، هو قائِد الجَيشُ الأعظم لِأمبراطورية اليونانِ العُظمى " أرَدفت بعدما أسندت كِلتا يداها فوقَ عُكازِها
ضغَطت إيليزا على يَديها أكثر و حَدقت في طَبقِها بِغيضٍ و غَضب ، إستقامَت و حَملت الطَبق لِتُغادِر بِه الجَناح و عُيونِها تُطلِقُ الشَرار ، إلتفتت السيدَة آن تَنظُر الي ظَهرها و صَرخت " أمسِكوها تلكَ المَجنونة حالاً !! لا تدعوها تُغادِر الحَرم " أشارت وراءِها لِلحرس
كانَت الأميرة بالفِعل تَخطتهُم و بَدأت تُسرع مِن سيرِها كي لا يَلحقوها و يُمسِكون بِها ، بِداخلها الكَثير تَحملِه ضِد هَذا القائِد
وَقفت أمامَ جارِيَة أتيَة أمامها و سألتها " أينَ أجِد القائد جُيون ؟ " ناطرتها الجارية مُتعجِبَة فإنتفضت حينما صَرخت إيليزا بها " بِسُرعة أجيبي ! "
" انهُ بالحَديقَة يَتناولُ عشاءَه " رَدت بِرُعب
أدارت إيليزا رأسِها تَنظُر نحو الحَرس يَقتربون مِنها فَحدقت بالجِوار و رأت دلاء الماء و الصابون خاصة الَتنظيف لِتقترب تُمسِكُها و تَسكبُها على الأرضيَة ثُمَّ إستدارت تَركُض مُسرعة تجاهَ الحَديقة
الحَرس ما إن وَصلوا الي تِلك البُقعة إنزلقت أقدامِهم و سَقطوا على الأرض مِتتاليين و إستَطاعت الأميرة النفاذ و كَسب بِضعة ثوانٍ لِلهربِ نحو القائِد
خَرجت الي الحَديقة و تَوقفت تَبحثُ بِعينيها عَن القائِد ذاك ، وَجدتهُ جالسًا يَتناولُ العَشاء مَع أولادِ أخت المَلِك ، أكبرُ اؤلاءِكَ الفتيان كانَ عِشرونُ ربيعًا
إقتربت مُسرِعة و هي تَستمِع لِصوتِ قهقهاتِه مع الفَتى الكَبير يَحكِ لهُ عن إنجزاتِه العُظمى بِفتحِ الحُروب و يُعطيه بِضعة نصائِح مُهمة كَرجلٍ مُحارِب
هو لَم يَلحظ تلكَ الشُعلة النارِيَة القادِمة صَوبهُ بِكُلِّ سُرعةٍ حتى إستقرت أمامهُ مُباشرةً ، كانَ القائِدُ جالسًا تَحتَ خيمةٍ بَتصميمٍ راقِ و مَلكي مع طاوِلَة الطَعام الكَبيرة بِها ألذُ أصنافِ الطَعام و حَولها يَصطفُ هو و فِتيانُ الخالَة
وَقفت هي أمامهُ مباشرة و بينهُما حاجِز الطاوِلَة تِلك ، عُيونِه الهادِئة تَتلاقى مع خَاصتيها الزرقاء الهائِجَة ، تكادُ تُطلقً عليهِ أسهُم مُشتعلةٍ مِن اللَهبِ بأقربِ فُرصَة " إيليزا ؟ " أردفَ دافِعًا بِحاجِبه الي الأعلى
أخفضَ بَصرِه الي الطبق الذي تَحملِهُ كَفِ يدِها ثُمَّ عاود النَظرالي مَلامِحها الغاضِبة ، رَمت الأميرة طَبق الجَمبري و الأرز بِمنتصف سُفرة الطعامِ الفاخِر حتَى إنسكَب عصيرُ العِنب على رِداءِ القائِد الأبيض لِكونِ الصَحنِ إصطدمَ بِه
أعيُن الفِتيان الثلاث تَوسَعت لِحدٍ كَبير مِن جُرأةِ هَذِه الجارِية ، أو أقل ما يُقال عَنها وَقاحة ، الكُل مُنصدِم حَتى جونغكوك لَم يَتوقع ردَّ فِعل كَهذا مِنها بَتاتًا
" أنت كيفَ تَجرا أن تأمر بإعداد طَبق كَهذا لي ؟ " قالَت بِغضبٍ كَما لو أنها صَرخت بِوجهه و رأسُ جونغكوك مُنخفِض نحو قَميصِه يُطالِع تلك البُقعة التي تُزينُ رِداءه ، لازالَ مُندهِشًا لِدرجة انهُ لم يَسمع ما قالَت
رَفع رأسهُ نحوها و طالَعها فَسِمع الفَتى الأكبرُ سِنًا مِن أولادِ الخالة يَردِفُ بِغضبٍ " مَن انتِ ؟ و كيفَ تجرؤينَ أن تَتقدمي بِتصرفٍ وقحٍ كَهذا أمام حَضرة القائِد الأكبر !!! "
- آندرو -
" أنت اُصمت ، حَديثي ليس موجه اليك " قالت مُشيرة على أندرو و نَظرت مُجددًا الي جُونغكوك و هي تَرتجفُ مِنَ الغَضب لِتقتربُ تَضعُ يَديها على أطراف الطاوِلَة فإنحنت تَقتربُ مِن جونغكوك الذي لازالَ مًندهِشًا
صِدقًا في كامِل تاريخ السُلالة الحاكُمة ، لَم يُفتعل فِعلاً كَهذا مِن قِبل أي جارِيَة مع أي ذو شأنٍ مِن قَبل ، لان العِقابُ واضِح بالفِعل
لَكِنهُ يَنسى انهُ يواجِه إنسانَة يَستصعِب تَوقِعُها دومًا
" اسمعني جُيون جُونغكوك ، أنا الأميرة إيليزابيتا ، اُقسمُ بِجاهي و عِزتي في الماضِي ، انهُ إن وَضعت رأسكَ برأسي سَتسقُط خاضِعًا منقوصِ الأيادي و الأرجل ، أيها الآسيوي الكُوري " ما هَمست بِه لم يَسمعهُ سِوا جونغكوك و عَينانِ كِليهِما تَنظِر داخِل حَدقيتا بَعض بِشكلٍ قَريبٍ جِدًا
جُيون جُونغكوك ، أولُ تَهديدٍ يُكتبُ في تاريخِ حياتِه
•••
هلاو 🐣
ما تأخرت عليكم صَح ؟
رأيكم بالتشابتر لليوم ؟ حبيتوه ؟
أحسه حِلو صراحة فيه أحداث صادِمة 😀👍🏻
رايكم بايليزابيتا و جُرأتها صراحةً ..؟
تعتقدون مين يلي تحرش فيها بالحَمام ..؟
آندرو ..؟ لسا جديد بالرواية !
احداث الرواية للحين عاجبتكم ؟ 🥺
طيب خلونا نتفق على مواعيد التنزيل ❤️
كُل جمعة ان شاء الله رح انزل لكم تشابتر على الساعة التاسعة بتوقيت السعودية ، اعتقد مناسب للجميع لان الجمعة راحة ❤️✨
توقعاتكم للجاي ..؟
في حفظ الله و رعايته ❤️
نلتقي في القادِم قريبا ان شاء الله ❤️✨
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top