هواجِس العِشق •07•

هواجِس العِشق || جُيون جونغكوك

مرحبًا بِكُم بالجُزء السابِع مِن مَخاوِف الحُب ✨👑

أتمنى أن تترك تعليقًا بينَ الفقرات و كَلِماتٍ لطيفة مِثلك عَزيزي القارئ ❤️

قِراءةٍ مُمتِعَة 👑✨

•••

سينيورا البُندقُيَة العاصِمَة الإيطاليَة كانَت في مُجابهةِ نَظراتٍ بينِها و بَينُ سيدَة الأشرافِ على الجَواري التي تَقِفُ أمامَهُنَّ تنظُر بإتجاهِهنَّ تَتفقدهُنَّ واحدة تِلو الأخرى

ذَلِكَ ما إنتهَى بٍها الأمر واقِعَة فيه ، وجدوها مُختبئة بأحد الأزقة الضَيقة و جَذبوها غصبًا عنها ، رُغمَّ أنها صرخَت كثيرًا ، لَكِن بِلا جَدوى

كانت مُميزةً جِدًا بين بَقيَة الجَواري ، جَمالُها مُلفت و جَذابُ لِلأنظرُ لِحدٍ كَبير ، خُصوصًا نظراتُها الحادَة ، عَينيها الزَرقاء لا تَزحمُ يوناني تَسقُط عليه ، تُبحلِقُ بِكُلِّ ذرةٍ حِقدٍ تَخزنت بِقلبِها الكارِهَة لِلمملكَة المُحتلَة لأرضها

المَملكة التي أخرجتها مِن قصرِها أميرةً و جَعلتها تَنضمُ لِصفِ الجَواري

السيدَة آن ، سيدةُ الجواري و المَسؤولةُ عَنهُنَّ إستطاعت لَمح مَدى كُره إيليزابيتا إليهم مِن نظراتِها ، تَقدمت إليها و وَقفت أمامها و إيليزا لم تُخفض بصرها بل بَقت تَنظُر إليها بِدونِ تَوقف

" أخفضِ بَصركِ " قالَت السيدَةُ آن ناهِيةً بِحدَة ، لكِّن مالا تَعلمهُ أن الأميرة لم تَعتد أن تتلقَى الأوامِر مِن أحدى ، و أنها عنيدةً كِفاية لِتنصاغُ إليها بِكُل سُهولة

" ألا تَسمعين ؟ " أتمت الرَدف و هَذِه المرة غَضِبت مِن إصرار ألاميرة و دَنت مِنها تُمسِكُ ذَقنها بِعنفٍ و تَضغطُ عليه " الجَواري ، يَنظُرنَّ دومًا للأقدام ، حَيثُ مُستواهُنَّ أسمعتِ ؟ " هَسهست بالقُرب مِن مسمَعِها

هي لَم تَتوقع الضِحكة العاليَة التي أطلَقتها ايليزابيتا أبدًا ، دَوا صوتُ تلكَ الضِحكة بِكامِل ذلكَ الجَناح بِممراتِه نَظرًا لِلهُدوء القائِم آنذاك

السيدةُ آن إبتعدت عَنها تَنظُر نحوها بِحدة و زَرقاءُ البُؤبُؤ تَوقفت عَنِ الضَحك و رَدفت بالإيطاليَة " لا سِيمَا يَتمنى ألخَدم أن يُعامِلوا كَما يُعامَلوا " قَصدت أن الخَدم يُعاملون الجَواري كَما يُعاملِوهم الأمراءُ و المُلوك

سيدةُ الجَواري لَم تَلقطُ مَعاني تِلكَ الكَلِمات نظرًا لِكونها لا تَفهمُ الإيطاليَة فَكُلُّ ما فَعلتهُ هو صَفعُ إيليزا بِكامل قوتِها حتى إنقلبَ وَجهِها لِلناحيَةِ الأخرى ، ضَربتها على ضِحكتها الساخِرة و لِتخمينها أنََ مَعنى كَلِماتِها كَقهقهتِها

شَدَّت إيليزا بِقوةٍ على فُستانها تَشعُر باللسَعِ ينتقل على مَدار خدِها الذي إحمَّر بالكامِل و تَزينَّ بأثارِ أصابِع السيدةِ آن ، مَسكتها الكُبرى مِن ذقنها من جديد و ألفتت رأس الأميرةِ نحوها و قالَت بِكُلِّ حِدةً " أنتِ تَجهرينَ بإعلانِ حربٍ لستِ قادِرَة على خَوضِها ، مِن الأفضل أن تكوني عاقِلة فلازلتِ بِبدايتُكِ "

رَمقتها إيليزا بِحدةٍ و غَضب و أوشكت على مَدِّ يدِها كي تَردُ لها الصَفعة لِكِّنها تَوقفت ما إن أتى أحد الخَدمُ يَركُض و وَقف عند بدايةِ المَمرِ قائِلاً بصوتٍ عالٍ

" إنتباه ، حَضرة القائِد الأعظَم جُيون سَيعبُر الجَناح الآن "

صَرخته تِلك جَعلت كامل الخَدم يصطفون قُرب بَعض مُنحنيين حَتى السيدةُ آن وَقفت بِجانب إيليزابيتا تُحني رأسها عَدا الأميرة التي نَظرت بِفُضول " انهُ ذلك الآسيوي اليسَ ؟ " رَدفت و قامت الكُبرى بِقرصها حتى تَنحني

مَرَّ جونغكوك مِن المَمر و خَلفه إثنين مِن الخَدم حَتى يَتجِهون الي البَلاط لِعقد إجتماعٍ مُهم لَكِن ما لَفت إنتباهه هو وُقوف إيليزابيتا مُتربصةً بين الجواري تَنظِر بإتجاهِه و السيدة آن تقومُ بِقرصِها بإستمرار كما لو أن الأمر لا يُؤثرُ بها إطلاقًا

تَوقف عن السير دافِعًا بِحاجبِه الي الأعلى يَتذكرُ جيدًا تلك الرَكلة التي تَلقتها رُجوليته و غَضبت مَلامُحهُ ، إيليزابيتا دَفعت يد السيدة آن عنها و سارعت بالتوجه اليه و وَقفت امامهُ مُباشرةً تَنظُر داخِل عَينيه

" انا لَم آتي الي هُنا لأكون جارِية ، هل سَمعتني؟ " قالَت مُهسهسةٍ بِغضب و الجَميعُ كان مُنصدِمًا مِن جُرأتها تِلك و سُكوت جونغكوك مع نَظراتِه الساكِنةِ لَها

خصوصًا أنهُ لم يَجرُأ أحد ان يَتكلم او يَتنفس حَتى بِوجودِه ، انهُ مَصدر رُهاب الجَميعِ بالقَصر ، فَقط الكُل يَخافُ منهُ بِسبب او بِدونِه ، عَدا إيليزابيتا

" و المَطلوب؟ هل نَتوجكِ بالتاجِ لِتكوني أميرة ؟ " قالَ بِهدوء و قد أخرج قُفازاتٍ من جَيبه سوداء جِلدية و بدأ يَرتديها و كُحليتاهُ تُبحلِقُ بِخاصتيها الزَرقاء

غَضِبت إيليزابيتا مِما قَال و طَريقتهُ الهادِئةِ بالحَديث و إنفعلَت كثيرًا و ذَلِك ما جَعلها تردِفُ و تَقول بِكلِ إندفاعيَة " أميرةُ إيطاليـ... " سَكتت تمامًا عِند إقدامِ جُيون لِذلكِ الفِعل الذي شَتت نظراتِها الغاضِبَة

جونغكوك كانَ قد رَكزَّ جيدًا على مُحياها التي بِكُلِّ ثانيةً يَفتعلُ رد فعلٍ جَديد ، لَمحَ الحُمرة الواضحةَ بِخدها و إرتفعَ حاجِبه ليمدَّ يدِه مُلتمسًا وَجنتها بابهامِه فَشعرت هي بِبُرودةِ أصبعهِ ضدَّ بشرتها الساخنة عِندَ تلك المِنطقةِ من الصَفعة

" مـ..مالذي تَفعله ؟ " هَمِست بصوتٍ مُتقطع عِند البِداية و مَسكت بِيده التي عِند خَدِه حَتى شَعرت بأصابِعه تقترب و تُصبِح خَلفَ عُنقِها فإذ بِه يَجذِبها نَحوهُ حتى كادَت أن تَلتصق مَلامِحهُما ، نَظرَ مُباشرةً بِداخِل عُيونها البَحريَة و قالَ بِصوتٍ هادئ رُجولي " إلزمِ حَدِك "

تَركها و أزال قُفاز يَدِه التي لَمس بِها وَجهها ثُمَّ رماهُ أرضًا ليدعَسُ عليهِ و يُتِم سيرِه مُتخطيًا إياها حتى تَصادم كَتِف كِليهِما ، تراجَعت خُطوتين الي الخَلف أوشكتها على السُقوط لكنها تَمسكت بالعامود و نَظرت نحو الفراغ لِبُرهة

ما إن إبتعد القائِد و تخفى عن الأنظار حَتى شَعرت الأميرة بِيد السيدةِ آن تُمسِكُ بِعضدها و تَعتصره بِقوةٍ " إيتها الوَقِحة ، و تجرؤين على الوقوفِ أمام حضرة القائِد " صاحَت بِها بِحدة و رَمتها تحت أقدام حَرسين

" خُذوها إرموها في السِجن ، دعوها تَتربى " صَرخت و مَسكت عصاتها توكِز بِها خصر إيليزابيتا الساقطة على الأرض " سَتتعلمين جيدًا كيفَ تُعاملين أسيادَكِ يا حُثالَة " هَسهست و إنخفض الحرس يُمسِكون بِأذرُعِ الأميرة

دَفعتهم إيليزابيتا عَنها بِعنف و إستقامت بِمفردها تَرمُق رئيسة الخَدم بِكُل حدَة فقالت بِهدوء " أين مكان السِجن ؟ " نَظرت حولها و رَفعت يدِها تَمنعُ الحارس من الإقتراب مِنها " أسيرُ بِمفردي إياكَ و لَمسي " نَبهت بِحدة و نَظرت صوب السيدةِ آن بِحقد

" و تتأمر ايضًا ؟ ارموها بالسِجن لِتعرف مقامِها جيدًا " قالَت الرئيسة بِغضب و هي تَنظُر نحو إيليزابيتا تسيرُ مع الخدم نحو السِجن دونَ النِبس بحرفٍ خِلاف ما قالتهُ سابِقًا

نَزلت نحو الزُنزانةِ البارِدة تلك التي تَمكُث أسفل القصر و أمسكت أحد الزاويا الفارِغة لِتجلس فيها تَنظُر نحو المَحبوسين مَعها هُناك ، رُبما كُنَّ خمس أو سِت جواري مَسجونات بِرفقتها

اُغلقت الزِنزانة عَليها و نَظرت نحو الأرض بِصمتٍ تُفكِر " * الكُل يعتقد أن الأميرَة ماتت ..؟ ذلك الآسيوي مَن إخترع تِلك الكِذبة؟ تُرى لِما؟ * " أخذها تَفكيرها لِلكثير من الأحداث صاغَتها بِدماغِها و هي صامتةٌ تمامًا لا يَصدِرُ حِسُها

جونغكوك كانَ قد دخل الي الإجتماع المُهم الذي عُقِد مع المَلِك و وُزراء الدَولة و أخدوا يَتفاهمونَ حولَ إحتلال باقي الأراضيِ التي بَقت في إيطاليا و لم يَصل جَيشهِم لَها بَعد

جونغكوك كانَ مُديرُ ذلك الإجتماع و هو يَعرِضُ خطَطهِ و يَرسِمُ على الخريطة و يَشرحُ وِجهات نَظرِه التي دومًا ما تُبهِر الجَميع بالقاعَة

إنتهى الإجتِماع بعد أربع ساعات و غادَر البلاط مع تَعبٍ شاق مِن المجهود الذي بذلهُ في التفكير ، كانَ يسيرُ بِمُحذاةِ المَلِك الصَغير الذي أردف قائِلاً بابتِسامة " جُيون ، قيلَ أنَّ جواريَ إيطاليا اللواتِنَّ وَصلن جَميلات " تَوقف عن السَير و إلتفت نحو جونغكوك الذي نَظر اليه

جونغكوك سَكت لِوهلةٍ يَتذكُر إيليزابيتا ، نَظراتُها إليه و مَلامِحُها الفَنيةِ المَتقونة جَعلتهُ يُجيب بِلا تَردُدٍ " أكيد ، ما قيلَ صَحيح " شابكَ يديه خلفَ ظهرِه و تبسمَ و هو يُطالِع جَلالته الذي نَطق " إختَر لي أذًا على ذَوقك ، فتاة لِسهريَة الليلة "

جونغكوك أهداهُ بسمةٍ أكثرَ هدوءًا و نَطق مُسترسِلاً " كما تأمر جَلالتك " حَركَ رأسهُ مُستجيبًا للأمر الذي ردفهُ صاحِب السُمو " أنا بإنتظارِ ذوقِكَ " نَطق بإبتسامة و رَبت على كِتف القائِد فأتمَّ طريقِه مُغادرًا الي الحَديقة

تَتبعهُ جونغكوك بِنظراتِه و دَلكَ جبينهُ " كُل ما يَعرفِه مُجامعة الجواري على فِراشه ، سَنرى كم سَيكونَ مُفيدًا لهُ العبثُ بالنِساء " إستدار و غادَر نحو جناحِه حتى يأخذ حمامًا بارِدًا يُوقِظ حواسِه جيدًا

•••

- مَساءُ ليلةِ ذَلِكَ اليَوم -

كانَ القائِدُ في جناحِ الجواري يُراقِبُهنَّ من خَلف النافِذَة و هُنَّ جالِسات يَتناولنَّ طعامَهُنَّ بعد أعمالٍ شاقة قُمنَّ بِهن مِن تَنظيف و طَبخ و الإعتناء بضواحي القَصر ، و خُصوصًا الجُدد مِنهُنَّ تم التركيز عليهِنَّ جيدًا

نَظر نحو فِئةٍ مِنهن و اللواتن كُنَّ مُميزاتٍ عن البَقيَة فَهُنَّ مُفضلاتِ المَلك فَفستاتينِهنَّ و مُجوهراتِهن أغلى سَومًا مِن الأخريات ، واضِح مِن ملامِحهن الغُرور و ذلكَ ما جَعله يَسخر داخِليًا و يُعيد كُحليتاهُ على الفِئةُ الأولى

ما لَفت إنتباهَه أن إيليزابيتا ليست موجودة مِن ضِمنهن ، ذلك جَعله يَقرِن حواجِبه مُتعجبًا و يَستمر بالبَحث عنها أكثرِ بعد بِناظرِبه لَكِنَّ عبثًا لِذا هو قالَ سائِلاً " الفتاةُ ، زرقاءُ الأعيُن أينَ هي ؟ " وجه سُؤاله الي السيدة آن التي تَعجبت و لم تَعلم بِما تُجيبه فَهُنالك الكَثيرات بعُيونٍ زرقاء

لَم يَكُن سؤاله واضِحًا و أدركَ ذَلِك فقال مُصحِحًا و إلتفت تِجاه رئيسَة الخَدم مُردِفًا " الفتاة ، التي جابَهتني صباحًا " نَظر بِعُيون المرأة التي أخفضت بصرِها سَريعًا و هَتفت " إنها بالسِجن سيدي ، هي تنالُ عِقابًا على تواقِحُها "

" عَظيم " إلتفت يَنظُر نحو الفتيات مُجددًا مشابِكًا يداهُ أمامه فأردف " أخرِجوها ، نالت عِقابًا ما يَكفي مُنذ الصَباح " قالَ بِهدوء و السيدة آن تفاجئت و رَفعت عينيها تَنظُر الي عُرضِ مَنكبيه بعدمِ تصديق " لَكِن سيـ.. "

" اُريدُ أن يتم التَركيز عليها جيدًا ، عَلِموها اللازِم و دَققوا عليها أكثر ، عامِلوها مُعاملة خاصة من بينِ الجَميع " إلتفت نَحوها بَعدما كانت قد سَقطت أنظارِه على فتاةٍ إختارها في عَقله الي خِلوة المَلِك

" أيضًا ، تِلك الفتاة صَهباءُ الشَعر ، جهزوها لِجلالة المَلك الليلة "

إنحَنت السيدةُ آن بإحتِرام " آمرُكَ سيدي "

تَخطاها جونغكوك مُغادِرًا جناحُ النِساء بَينما يرتدي قُفازاتِه الجِلديَة و هُو يَتذكر نَظرات إيليزابيتا صباحًا لهُ و إنفعالاتِها فإبتسم بِجانِبيَة " * سَأستمتِعُ و انا أرى أميرةُ إيطاليا تركعُ إلي بِنفسها * "

أمرَت السيدةُ آن بإخراج ألاميرة مِن الزِنزانة و ذَلِك ما حَدث حيثُ ذَهب خادِم أعطى اوامِر لِحارِس السِجن بإخراجِها و فِعلاً غادَرت الزِنزانة و صعدت الدَرج مُبتعدة عن السِجن

كانَت عَينيها مُمتلئة بالدُموع ، لَكِن لم يَرها أحدٌ سِواها ، هي لازالت تَتذكر مَشهد مَقتل والديها أمام ناظريها جيدًا كَما لو أنهُ حدثَ البارِحة

لازالَ موتُ زوجِها نِصفُ قَلبِها عالقًا بِمُخيلتِها بِشكلٍ يُضعِفُ حواسِها ، هي لَيست مُستعدة أن تَخوض تَجارب سيئَة أكثر بَعد ، لازالت لم تُغادِر الصَدمات الماضِيَة ، لَيست بِطوعِ إستقبال صدمةِ جديدة

لَكِن من الواضِح ان المُستقبل يُخبئ صَدماتٍ أكثر بَعد

إنسكَبت دُموعِها على خَديها و هي تسيرُ بالمَمرِ الخالٍ ، لا تُدرك أينَ وِجهتها و هي تَعرف أن احدًا ما سَيجِدُها بعدَ قليلٍ و يأخذِها لِجناحِ الجاريات

لَكِن أرادت ان تُعطي لِنفسها وقتٍ أكثر لِتتصالحَ مع روحِها المَجروحة و المُتأذية ، روحِها تَنزِف و تَستهلِكُ مُعظمِ قِواها إن لم تَكُن أكملِها

غَيرت وِجهتُها الي الحَديقة و خَرجت إليها لِتتخذَ مكانًا خاليًا مَجلِسًا لها تُخرِجُ فيه القَليل مِن طاقتِها السَلبيَة بالبُكاء ، الأمر مُؤلم أكثر مِما يَتصورهُ أي شَخص

المَكان الذي جَلست بِه كانَ مُحاصرًا بالأشجار مِن كُل النواحي ، لَم يَكُن يَستطيع أي شَخص النَظر إليها و ذَلِكَ جَعلها مُرتاحةً أكثر بالمُكوثِ مُتخفية عن الجَميع

حينَما أرادت البكاء بصوتٍ عالٍ لم تَستطع ، صوتِها عَلق عندَ أحبالها و دُموعها مَن إستمرت بالنُزول فَحسب ، شُعور يَصعبُ وَصفه او الحَديثُ عنهُ ، غَصة تَمكنت مِنها بِشكلِ بَشعٍ جَعلها تشدُ على العُشب تَبكي بِقهرٍ و صَمت

البُكاء الصامِت كانَ يَخنُقها ، الليلُ موحِش يُخيفُها لَكِنَّ مواجِعها كانت أكبر مِن مخاوِفِها ، مسحت دموعِها بِعنفٍ بعدما بَكت لِوقتٍ طويل و سَمِعت صوت الحَرس يبحثونَ عَنها و يَتجولونَ داخل الأشجار الكَثيفة

نَهضت من الأرض و نَفضت فُستانها فَخرجت لَهُم و قالت بِهدوء " انا هُنا "

سارت مَعهم عودةً الي القَصر فكانت تَسيرُ بِمُنتصفهما و هُما على جانِبيها يسيرانِ وراءِها ، كانَ الهمُّ واضحًا على مَلامِحها و ذَلكَ ما خَمنهُ كُل مَن مَرَّ و طالعَها تسيرُ مُقابلتهُ

قِلةُ أكلها لِعدةِ أيامٍ جَعل مِن الصُداعِ و الدُوار يكونانِ خَليليها ، كانَت ترى الأرض تَصعدُ أمام عينيها كالسَلالِم ، لَم تَكُن تُركز بشئٍ عدا أن رأسها يَلتفُ و يَلتفُ أكثرَ مِن مَرة كَما لو أنها في دَوامةٍ لا تَنتهي

ثانِيَة ، ثانِيتانِ و في الثالِثة سَقطت مُغمًا عليها بِمُنتصف المَمرِ و شعرها تَناثر على الأرض لِطولِه و كثافتهِ ، كانت قد سقطت على بَطنها و وجنتِها لامست الأرضيةَ البارِدَة بينَما يدًِا كانت أعلى رأسها و الثانيَة قُرب ملامِحُها الملائِكيَة

أقتربا الحارسين مُهرعينَ لها يُمسِكانِها و يَقومان بِهزها لَكِن بِلا جَدوى فَالإغماء تَمكنَّ مِنها بالكامِل ، كَما لو أنها غادرت الي عالمٍ أخر مُختلف

جلالة المَلِك كانَ لِتوه مُتجه نَحو سَهريتهِ التي سَتُقام الليلة فكانَ مُتأنِق بالكامِل و روائحِه تفوحُ منهُ بِكُلِّ الجِوار ، جونغكوك كان يسيرُ وراءَهُ و هو يُفكِّر بأحد مسائل الدولة التي لَم تُحلَّ و على صَوتِ المَلِك إستفاق ما إن أردف الأول قائِلاً " مالذي يَحدُث هُنا ..؟ "

ما لَفتهُ سُقوط الأميرة على الأرض و الحارِسان من حولِها يَقومانِ بِهزها عَلها تَستفيق ، كانا على وَشكِ حملِها لولا وصول المَلِك عند أخر لَحظة ، كِليهما نَهضا و أصطفا بِقُرب بَعضهما يَنحنيانِ بإحترامِ لِجلالتهِ

جونغكوك نَظر بإتجاهِ جِسمها المُلقى أرضًا و عقد حاجِبيه فَوجهِها لم يَكُن واضِحًا كفايةً نظرًا لِشعرها الطاغِي على كُل شئ من كثافتهِ حتى نالَ القليل مِن مِساحة مَلامِحها النَقيَة

كَرر سُوأل جلالتهِ " ماذا جَرى بالضَبط ..؟ "

" مولاي ، سَيدي ، هذه الفتاة التي كانت بالسِجن صباحًا .. اخرجوها و وجدناها بالحَديقة فأتينا بِها لنأخُذها الي جناحِ النِسوة فإذ بِها تقعُ قبل قليل "

ناظرهُ الملكُ بإهتمام و إقترب جالِسًا على رُكبته فَمسكَ بِكتفه إيليزا و قَلبها إليه يَنظرُ نحو وَجهِها فَتجافئ مِن جَمالها و أردف " ياللهول " هَمِس و نظراتِه على بشرتِها ناصِعةُ البَياض بِرفقةِ حمار خَديها و أنفِها المَنحوت

جونغكوك إقترب يَقِف مِن خَلفِه يَنظُر الي ما يُبحلِقُ فيه المَلِك بِذهول لِيِزيل قُفازًا مِن قُفازيه و يَقبُضُ عليه بيدِه الثانيَة ، عُرف بِغضبِه عِند إفتعالِه لِهذه الحَركة او إنزعاجِه " مَولاي ، بِرائي على الفتاة أن تَخضع لِفحص حَكيم "

أنبسَ بِهدوء و قامَ المَلِك بإمساك الفتاة مِن أسفلِ إبطيها كي يَحمِلها لَكِن ما تَفاجِئ بِه هو رُؤية سَماءِيَة الأميرة تُبحلِقُ فيه مُباشرةً ما إن فَتحت ناظريها و إستعادت وَعيها قليلاً و تَمكنت بالشُعور لِما يَحدُث حولها

سَقطت عُيونها بِعُيون المَلِك الذي يُناظِرها بإعجابٍ واضِح و موقِعها بينَ يديه جَعلها تَصرُخ و تَنتفض مُبعدة يَديه فَوقفت بِسُرعة تَنظُر إليه أسفلها

رَفعت بَصرِها تَنظُر الي جُونغكوك الذي يُحدِقُ بها بِحذر لِتشد على فُستانها و نَبضاتِها تَتسارعُ بِعُنف لِتُعيد بَحريتيها على جلالتهُ ما إن وَقف و غَطى على القائِد خَلفه " لا تَخافي ، انا لَن أؤذيك " قالَ جَلالتهُ بإبتسامة و دنى مِنها لَكِنها تراجَعت الي الوراء رافِضة إقترابه " لا تَقترب " هَمِست بصوتٍ مبحوح

تَوقف الإمبراطور مَكانهُ مُحترمًا رَغبتها فأطلقَ همهمةً مُستجيبًا لها " حسنًا ، ما هو إسمُكِ ..؟ " قالَ و هو يُناظرها بإهتمام لِتُعلي عَينيها مُطالِعة كُحليتانِ جونغكوك الظاهِرة مِن فوقِ رأس المَلك فهو يفوقهُ طولاً

" إسمي هُو .. إيليزا " قالت بِهدوء و أنزلت عينيها الي المَلِك الذي أوشكَ على الحديث لَكِن جونغكوك قاطَعهُ قائلاً " سُموك ، أترك لي أمر الإعتناء بالفتاة ، مِن العَيبِ ترك الضُيوف يَنتظرونَ بالقاعَة " إقترب يَقفُ قُرب جَلالته الذي ناظره مُهمهمًا " معك حَق جُيون "

إقترب المَلك مِن إيليزا و أمسكَ بيدِها لِيُقبل ظاهِرها بِنُبل بينَما يَنظر بِعينيها الزرقاء التي تُناظره بِنفور " أراكِ لاحِقًا يا جَميلة " هَمِس لَها و أفلتَ يدها لِيسير مُغادِرًا مُتخطيًا إياها الي سَهريته

تَتبعهُ جونغكوك بِعينيه و أشر لِلحارسين بالمُغادرة لِيقترب يَقِف أمام الأميرَة التي أمسكت رأسها بِصداعٍ و إسترخت حينَما غادَر جَلالته فأوشكت على السُقوط مُجددًا لولا إمساك جونغكوك لها بِحضنه

وَقعت بِمنتصف ذِراعيه القَويتين اللتان إلتويا حَولها و رأسها إصطدم بِصدرِه الرُجولي المُعضَّل فأغلقت عُيونها بإرهاق ، جونغكوك عقد حاجِبيه و قامَ بِحملها بِوضعيةٍ سَمحت لِيديه بالمُكوث تحت فِخذيها و يدِه الاخرى أسفل ظَهرها

رَفعها عن الأرض و سارَ مُغادرًا الي الجناح الطِبي فإرتاحَ رأسُ الأميرةِ على كَتِفه الأيسر مُطلِقة أنينًا مُتألمًا أنصَتَ إليهِ القائِد و هو يسيرُ بِكُلِّ هُدوء

بَعد ذلكَ الصمتِ الطَويل أردف " إحداهُنَّ إعتادت السُقوط بِحُضني "

سَمِعت الأميرة ما قال لَكِنها لم تُجِب في ذَلِكَ الحِين و بَقت صامِتَة لِوقتٍ تَجمعُ فيه قِوتها حَتى تُجادلِه بشكلٍ أفضل " ليسَت مُشكلتي أنكَ تَظهرُ أمامي في كُل الأوقات " هَمِست بصوتٍ مَبحوح و رَفعت رأسها مِن كَتِفه لِتنظُر الي مَلامِحه

" نَبضاتُكَ تَنبُض بشكلٍ عادي ، خمنتُ أنها ستكونُ أسرع" قالَت بِتَتالٍ بعد الذي نَبسته سابِقًا ، تَسببت بإنعقادِ حاجباهُ متسائِلاً مِما قالت فأخفض بصرَهُ إليها مُبحلِقًا داخِل ناظريها السَماءيَة بِعُيونه الكُحليَة " ماذا ..؟ "

" ظَننتُكَ واقِعٌ في حُبي "

•••

مرحبًا .. ❤️

عُدت بتشابتر جديد بعد غياب طويل كالعادَة

آمل ان يكونَ مُرضيًا لكم ❤️

هل اعجبكم ..؟

رأيكم به ؟

ايليزابيتا ..؟؟ اظهرنا جانبا جديد من شخصيتها اليوم

الملِك ؟

السيدة آن

دُمتُم بسعادة ❤️

نلتقي في القادِم ان شاء الله





...




Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top