هواجِس العِشق • 01 •

هواجِس العِشق || جُيون جونغكوك

تمََ التعديل على هذه الرِوايَة 

الرِواية خياليَّة بالكامل لا تمد للواقع بِصلَة لذا يا عزيزي القارئ فَقط تَخيَّل

لستُ مُذنبَة ان حَركَّت المَشاهد جُزءًا من شَهواتِكم

لِنبدأ ♥️

ڤوت و كومِنت لُطفا تَقديرا لِتعبي ⭐️
قِراءَة مُمتِعة 🌔

•••
أمواجٍ تَعلو و تَتسابَق الي الأفُقِ مُغترةٍ مُتكبِرَة عَلى أشقاءِها مِن البَحرِ المُستوي سُفلاها فَتُحدِثُ أنغامًا و هي تَتخبَطُ عَلى جُدرانِ السَفينَة التي يَقودُها قُبطانِ دَولةِ غوريو الأصيلَة

ذاكَ الصَوت الذي يَسترخِ عَليهِ الأبدان مَن كانَ يُريحُ سَمع السَيد ذِي الثَلاثةِ عُقودٍ مُسترخِيًا غَيرُ آبِه لِلضجةِ حَولِه عَدا ضَجيجُ الأمواج

أخذَ نَفسًا و زَفرهُ بأرتِياحٍ ثُمَّ فَتح مُقلتَيهِ بِمَلامِحَ راضِيَة ، كَيفَ لا ؟ و هو بِطريق عَودتِه الي بلدٍ رَعتهُ رافِعًا عَلمَ النَصرِ و رايةِ المَجدِ الي مَلكِ دَولتِه بِكُل فَخر

الإحتِفال يَضجُ مِن قِبل الفُرسانِ حَول السَفينَة و الشَراب و الأنغام تَثبِتُ وجودِها بَينهُم ، لَكِّن ، هُنالِكَ مَن لَم يَكُن راضِيًا ، هُنالِك مَن إستوطَنت الحِرقَةُ صَدره و غُرسِت كَغرسِ عَلم اليُونان في البَلدِ تُربةٍ المُحتَل

انهُ الآسير ، الأسرَة و قَد فاقَتهم النِساء عَددًا ، في الطَبقةِ السُفليَة تَمامًا كُنَّ الفَتيات بِجَميع مَراحِل عُمرهِن آسيرات مُقيدات وراء جُدران خَشبيَة غالِبات عَلى حالِهن

بَينهُم كانَت اُنثَى تَختلِفُ عَنهُنَّ ، لَيسَ لِكونِها تِلك الآميرَة التي قُتِل كُل أفراد عائلتِها تَحت أنظارِها بِهذِه الليلَة ، بَل لِكونِها عَروسٌ سُلِبت مِن يَومِ زِفافِها و جُرجِرت بَعيدًا عَن فَرحتِها و بَسمتِها

النَعيم تَحوَّل الي جَحيم

الأبشَع أنهُ بِيومٍ كُله تَميُّز عائلتِها قُتِلَت واحِد تِلو الآخر و شَهلَتيها تَنظُر مَغلوبَةٍ عَن آمرِها ، هَطلَت جُفونِها على عُيونِها كَهطولِ مُلوحَةِ دُموعِها علَى خُدودِها

" سِينيورا ، أرجوكِ لا تَفعلي هَذا بِنفسِك " ذاكَ الهَمسُ المُستاء صَدر مِن اُنثى وَصية هَذِه الآميرة بَعدما مَسكت بيدِ المَعنيَة التي تَنزِف بِشدَة بِسبب ضَغطها عَلى الصَليب وسطَ كَفِها

فتَحت الأميرَة شَهلَتيها و ناظَرت وَصيفَتِها فَنفت بِرأسِها بِبُطئ هامِسَة بِصوتٍ وُضِحت عَليه آثارُ الإختِناق كَروحِها " أنهُ يَحرِق ، أنا عاجِزَة عَن إيقافِ ذاكَ الحَريق ، إنهُ يأكلني "

ضَغطَت الوَصيفَة عَلى يَدِ الأميرَة المُتوجِعَة و هَمست لَها تُشارِكُها بُكاءِها و جُزءًا مِن حُزنِها " مَولاتي أرجوكِ تَماسكِ مِن أجلِنا ، كُلنا بِحاجَة الي القُوة مِنك ، ارجوكِ " ضَغطت على كَلمتِها الأخيرَة بينَما تَنظُر الي عُيونِ السينيورا الذابِلَة

نَظرت الأميرَة حَولِها و رأت جواري مَملكتِها مُترامون بِكل مكان في ذاكَ القَبو النَتِن و رائحة الأسماك المُتعفِنَة تَكتُم النَفس لِتنظُر مُجددا نَحو الثانِية التي أومأت إليها عِدة مَرات

قامَت بِمسحِ دُموعِها بِظاهِر يَدها السَليمَة و حركَت رأسِها بِنعم لِتفتح يدِها الثانِية تُبحلِق بالصَليب فقامَت بِتقبيلِه و أغلقَت عُيونِها تَدعي الي الرَب أن يَرحمهُم و يَفك أسرِهم

في تِلك اللَحظات فُتِح الباب بِعنفٍ مُصدِرًا ضَوضاءٍ عالِيَة بِسبب السَلاسِل الحَديديَة و الأقفال فَدخل رَجُلين و رَميا صينيَة مِن الطَعام فيها أسماكٍ نَية مَع رغيف خُبزٍ يابِس كالحَجر و صاح أحدهُما

" بَعد خَمسِ دَقائِق سَنعود و نأخذ الأكل ، كُلوا و اشبِعوا بُطونكن ، هذا و حَرامٌ فيكُن "

نَظرت الأميرة نَحوهُ و قَرنت حاجِبيها بِشكلٍ طَفيف مُعبِرة عَن عدمِ رِضاءِها فَرَدت قائلَة بعدما إلتَفتا لِلرَحيل " هو حَرامٌ صَحيح ، لأن أيديكُم القَذِرة مَن أعدَتهُ "

كِليهما تَوقفا عَن السَير و إلتَفت أحدهُما بِراسِه نَحوِها بِنظرة كُلها إخافَةٍ و حِدَة " مالذي قُلتِه ؟ " إستَدار إليها كُليًا و تَمشى نَحوها بِخُطًا بَطيئة و رُغم مَنظرِه المُرعب الأميرَة لَم تَخف و قالَت دون تَردد مَع إبتِسامَة جانِبيَة " الحَقيقَة حارِقة صَحيح ؟ "

ضَغط الرَجل قَبضتِه بِقوة و تَقدم مُسرِعًا حَتى يَضربها لَكِنَّ الوَصيفَة وَقفت بِطريقه بَعدما أخرجت خِنجرًا مُهدِدة إياه " إياك و أن تَتجرأ و تَقترِب مِن السينيوريتا إليزابيتا "

إليزابيتا نَظرت بإتجاه الوَصيفَة التي سَقطت على الأرض حينَما صَفعها الرَجل بِعنف على خَدها و أنتَشل مِنها الخِنجر " انتُن بِحاجة الي التَربيَةِ مِن جَديد " أشر عَليهُن جميعًا و نهضَت الأميرة مُسرعَة نَحو الوَصيفَة تُمسكِها و تَتفحصُها

رَمقت الرَجل بِحدَة و هَسهَست " انتَ مَن بِحاجة الي التَربيَة و إعادةِ تأهيلِك لِتصبح كَلبًا " نَهضت و إقتَربت مِن الذي يَحترِقُ مِن غَضبِه و هَمست بِجانِب وَجهِه " حَتى الحَيوانات تَتبرأ مِنكُم "

رَغِب الرَجل بِغرسِ الخِنجر بِمنتصفِ قَلبِها مَع صُراخِه العالٍ " أيتُها الـ .. " لَكِنَّ قَبضةّ قَوية أحكَمت إلتواءِها علَى مِعصمِه حَتى إرتَعش بَدنهُ ألمًا خُصوصًا حينَما سَمِع نَبرة القابِض عَليه الآجِشَة و الثَخينَة

" تَجلِدهُ مِئة جَلدة و يُرمى عَلى جَسدِه المِلح " نَطق آمِرًا الرّجل الثاني الذي كانَ مّع الأول فإنحنَى السامِع مُنحنِيًا بِطاعَة الي سَيدِه قائِلاً " آمرُك سِيادَة القائِد الأعظم جُيون "

إقتَرب و أخذ بِيد الأول ثُم جَذبهُ مَعهُ الي الخارِج تَحت أنظار شَهليتا إليزابيتا التي نَقلتهُما علَى جُيون الذي إلتفت نَحوها مُتفحِصًا هيئتُها و مَلابِسُها الفَخمة فَهي لازالت بِفُستانِ زِفافِها

" ما المُشكِلَة مّعك ؟ " إستَرسَل بِهدوء و شَعرت إليزابيتا بالغَضب مِن سُؤاله فَدنت مِنه أكثَر و أشرت بإصبَعِها عَليه قائِلة بإندفاعِية " أنتم ، أنتم هُم مُشكِلتي أيها الهَمج الغَجرِيون ، مَهما حُكيا لي عَن وَحشيتِكُم لَم أتوقعُها بِهذا الحَد "

أنخفَضت غُرابيتا جُيون إلي إصبَعِها الذي يُؤشِر عَليه فَقامَ فورًا بإمساكِه بَعدما نَظر إليها مُجددًا و ضَغط بِتروٍ عَليهِ حَتى إنكَمشَت مَلامِح السنيورا بِتوجُع مُنصِتَة إلي نَفثِه كَلمتَيه مَع أنفاسِه " غَجر ؟ هَمج ؟ "

تَقدم سائِر إلي الأمام و إليزابيتا تَراجَعت الي الوَراء بينَما تُحاوِل ألا تُظهِر تَوجعُها إليه فَبحلَقت الوَصيفَة بِهما و نَهضت مِن الأرَض و دَنت مِنهُما حَتى تُبعِدُه عَن مَولاتِها لَكِن جُيون أطلَق كَلمةٍ مُسيطِرة و أنظارُه على تِلك الشَهلِيَة " مَكانِك "

تَوقفت الثانِية عَن الحَركة و إلتَصق ظَهر إليزابيتا بِالجِدار قُرب النافِذَة التي تُدخِل الصَقيعُ البارِد فَنظرت وراءِها و عاوَدت النَظر الي مُعتِمتاه التي لا تَتزحزَح عَنها " ا..أجل ، أنتم كَذلِك ، أفلِت إصبَعي "

أخذَت تُحاوِل سَحب أصبعِها عَنهُ لَكِنه مُحكِم بِقبضتِه لِدرجة أنها كَمشت مُحياها آنة بِتألم تَحتَ عُيون جُيون الساكِن بِمراقَبتِه لَها تَتخبط تُحاوِل الفِرار بِدونِ جَدوى

" رُبما لَو كُنتِ قَد قُلتِ غَجري ، هَمجي كُنت قَد عَفوت " تَحدث بِصوتٍ ثَخين هامِس لا يَسمَعهُ سِواها لِتُبحلِق بِعيونِه القَريبَة حينَما إنحنَى إليها و قام بِغضونِ ثوانٍ قَليلَة بِكسر إصبعِها فهَربت مِنها صَرخة عاليَة و قَويَة جِدا بّكت عَليها أعيُن الجَواري

أغلَقت فَمِها بِيدِها الثانِيَة و إمتَلئت شَهليَتيها بالدُموعِ المُملَحة و تَجمعَت عِند أطرافِها و هي تَنظُر نَحو كُحليتا السَيد الذي افلتها قائِلاً بِهدوءٍ تام " لَكِنكِ أهنتِ الدَولة العَليّة ، و انا لا أغفِر "

سارَعت إليزابيتا بإمساك يَدِها التي تَرتجِف مِن الوَجع و نَظرت نَحو جُيون الذي تَراجع الي الوَراء ثُم إلتفَت و غادَر بِهدوء لِتقع الأميرَة علَى الأرضيَة مُجهِشَة بالبُكاء مِن الوَجع

ساَرعت الجارِية إليها و جَثت على رُكبتيها قُربها لِتُمسِك بِيدِها " دَعيني أرى ، لِتُكسر يَدِه هَذا الظالَم " هَمست بِبُكاء لِترتَعِش إليزابيتا بِشدة و عُيونِها تُقطِّر الدُموع " إصـ..إصبعـ..إصبعي "

عانَقتها الجارِية و قَد سُمِّيت إيلا لِيستَنِد رأسُ إليزابيتا علَى صَدر وَصيفَتِها التي مَسحَت على خُصلاتِها بِلُطِف تُشارِكها بُكاءِها " انا اسِفة لأنني لَم أحميك " نَطقَت بِغصَة و بَدن الأميرّة يَرتجِفُ ضِدها

" اُريدُ والِداي ، اُريدُ أوليفَر " تَمتمَت و يَدها لا تَتوقف عَن الإرتِجاف مُردِدَة هَمساتِها بِلا تَوقف و شَهليتَيها تُطالِعُ ذَراتِ الفَراغ

•••

أشرَقت شَمسُ الصَباحِ التالي و لَم يُغمَض إلي اليزابيتا جُفنٌ مِن الوَجع الذي نَهش خواطِرَها قَبل جُسمانِها ، بَدأت خُيوطِ الشَمس تَتسلل مِن النافِذَة و تُضايِق عُيونِها الشَهليَة التي اُغمَضت و أنكمَشت مَلامِحُها مُتجرِعة ريقِها

دَخلن بِضعةُ نِساء إلي مَجلِسها مَع جواريها و هُن يَحملن صِينية فيها ثِيابٌ تَخص الخَدم هُناك فَقالت إحداهُنَّ بينَما تَطرُق على الصينيَة الخاوِية بالمِلعقَة كَما لَو أنهُ جَرسٌ مُنبِه " إنهُ وَقت الإستيقاظ ، كَفاكُنّّ نَومًا "

كانَت إليزابيتا تَنظُر إليها مُنذ البِدايَة لَكِنها قَررت التَجاهُل و العِناد حينَما تَمددت علَى وَصيفَتِها التي بَدأت تَستيقِط مِن الضَجيج

نَهضن باقي الجَواري يَقِف بِصفٍ واحِد و هُنَّ يَتذّمرن بَينما المَرأة التي أمرت قَد فارَت حينَما تَلقت التَجاهُل مِنَ الأميرَة و أقدمَت مِنها بِبُطئ تَرمُقها بِحدة بِعَينيها المُكحَلتين " أولَم تَسمعي أنتِ ؟ "

" لَو كانَت لُغة الحَمير مَسموعَة لَكنُت سَمِعت " إستَرسَلت السنيورا هاتِفة بِتعب و شَهليتَيها مُغمَضة مِما إستَفز المرأة التي كانَت تَلبُس سِروال أسود شِبهُ واسِع مَع قميصّ أسود طويل و مَربوط مِن الخَصر بِحزام فيه سوط و خِنجر

شَعرُها كانَ طويلُ و كُله مَجدول جَدلاتِ رقيقَة و صَغيرَة ، قَد كانت مُخيفَة المَظهر لَكِن ذَلِك لَيسَ على إليزابيتا التي قَرنت حاجِبيها حينَما سَحبت المرأة السوط مِن حِزامِها مُهسهِسَة  " حَقيرَة "

رَفعت السوط عالِيًا و أخفضَتهُ تِجاه جِسم الأميرة حَتى تَجلِدُها لَكِن إيلا مَسكتهُ بِيدها مُكمشَة مَلامِحُها بِتوجُع لِتقوم بإبعاد جَسد إليزابيتا عَنها و النُهوض بينَما تُحكِم بإمساكِها على الإخير بِيدها

" لا تَقربي مَولاتي و إلا قَتلتُكِ " هَسهسَت قُبالة وَجه المرأة التي تَشتاطُ غَضبًا فَسحبت السوط بِعنف و صَفعت بِه الأرض بِعُنف قائلة بَعدما نادَتها زَميلتها " زامير ، السيد جُيون يُناديك "

" لَن تَسلمي مِني ، لا أنتِ و لا تِلك " هَمست بِحدة مُشيرة على كِليتهما فإلتفتت مُغادرة لِتقوم الثانِية بِرمي الثِياب على الأرض و رَحلت مَع زامير الي الأعلى

التفتت إيلا نَحو إليزابيتا التي إرتخت مَلامِحُها بِحُزن " هَذِه فقط البِداية إيلا ، انا لا أعلم مالذي سَيحدُث ما إن نَصل الي قَصرِهم " هَمست و دَنت الثانيَة تُزيل عَنها الإكسسوارات و تَرميهم على الأرض

مَسكت لَها الأميرة يَدِها قارِنة حاجِبيها " مالذي تَقومينَ بِفعله ؟ تَوقفي " نَفت الثانيَة برأسها و أبعدَت عنها التاج لِترميه على الأرض " لا يَجب عليهِم أن يَعرفوا انكِ سنيورا ، هُم سَيضعوك برؤسِهم و قَد يَفعلون بِك الكَثير "

نَظرت الأميرة الي الأرض تُبحلِق في الفَراغ و تُفكِر بِشرود بينَما إيلا تَنزِع لَها ثِيابها و تُلبسها الثانِيَة البَسيطة و العادِية

* كان عَلى اليَوم أن تكون صباحِية عُرسي مَع حُب حياتي *
* لِما على الأمور ان تَكون بِهذا السوء ؟ *
* قَلبي يَتمزق *

•••

" اؤمرني سَيدي " هَتفت راميز بَعدما وَقفت وراء جُيون الواقِف قُبالة البَحر بِيد يُدخِن فيها و الثانِيَة يَشرب بِها القَهوة شَديدَة المَرار و السَوداتان التي يَملِكُها يَنظرُ فيها تِجاه الأمواج التي يَعشقُها

" كَيف حالُ الآسرة النِساء ؟ " سأل و أخد رشفةً مِن قَهوتِه بِصوتٍ ثَخينٍ و رُجولي مِما جَعل راميز تَستغرِب سؤالِه لَكِنها أجابَت قائِلة " الأسرة النِساء ؟ إذًا سَيدي أهنالِكَ أسرةُ رِجال ؟ " نَبست مُتسائلة حينَما أشتَد بِنُطقه عَلى أخر قَولِه

إبتَسم جُيون بِجانِبيَة مُطلِقًا هَمهمةٍ خَفيفَة أحدَثت بَحة رُجوليَة " ذَكِيَة كمعنَى إسمِك ، دامكِ فَهمتي المَعنى ، هُنالك آسير بالدور الثالِث تعالي بِه الي السَقيفَة و اُربطيه هُناك جَيِدًا "

نَظرت راميز جانِبًا تُخمِن ثُمَّ أومأت إيجابًا مَع هَمهمَة " حاضِر سَيدي " إنحنَت و إلتَفتت رَغبةً بالرَحيل لَكِنَّ القائِد إستوقفها بِقولِه " شَئٌ أخَر " تَوقفت عَن السَير و إلتَفت إليه ما إن فَعل هو الثاني و قابَلها بِوجهِه

" الفَتاة التي في القَبو ، صاحِبة العُيونِ الشَهليَة حَريريها و دَعيها تَصعُد الي السَطح "

تَعجبَت زامير مِن أمرِه و قَرنت حاجِبيها بِخفَة لِتُهمهِم لَهُ و تَنحني مُتجِهة حَتى تُنفِذ الأوامِر بَينَما جُيون إستدار الي البَحر مِن جَديد مُستنشِقًا سِيجارتِه

•••

" كَيف حالُ إصبعكِ الآن ؟ " تَحدثت إيلا بِقلق بعدَما جَلست علَى طَرف هي و الأميرَة حينَما بَدلت ملابِسُها " أنهِ يَلسَع بِشدَة ، أنه كُله بِفعل ذاك الآسيوي الحَقير " هَسهست و نَظرت نَحو إصبعها المُررق بشدة و مَلفوف بِقماشةٍ بإحكام

" مَن يَكون ذاك الآسيوي يا تُرى ؟ يَبدون أنهم يَخافون مِنهُ رُغم أنهُ لَيسَ مِنهم " تسائلَت إيلا بِتعجُب و بَحلقَت في الفراغ تُخمن أما عَن إليزابيتا فَهي تَنهدت بِعُمق و يأس " إيلا أنا فَقط لا رَغبة لي بالبَقاءِ هُنا ثانِية اُخرى "

نَظرت إليها إيلا بِحُزن و طَبطبَت عَليها " دَعينا نتحَمل فقط و نَرى أخِرتهِم إلي أين سُموكِ " إختَتمت حَديثِها و فُتِح باب القَبو ذاك مَع ضَجيجِه المُصاحِب لهُ لِتدخُل زامير الي الداخِل مُبحلِقة في ألاميرة التي لَم تُعطها سِوا النَظرات البارِدة مَع إشاحَتِها لِوجهِها بَعيدًا

" انتِ ! " هَتفت قاصِدة الأميرَة و هي تَسيرُ صَوبِها فَقامت بإمساكِ مِعصمها مِن اليد التي تُؤلِمُها و يَد إيلا مَسكت يَد زامير بَعدما أنت اليزابيتا وَجعًا " أفلتيها " قالَت الصُغرى بِحدَة و سَخرت زامير لِتقوم بِركلها على بَطنِها بُعنف فإرتدت الي الوراء ساقِطة على ظَهرها

" هَذا الذي يَنقصني ، طِفلة لَم تُتِم الخامِسة عَشر عامًا " نَظرت مُجددا الي الأميرة التي حاوَلت إبعاد زامير عَنها بعدما نَظرت الي وصيفَتها بِقلق " إيلا ، انتِ بِخير ؟ "

مَسكت إيلا بَطنِها بتألم و حاولت الوقوف لَكِنها لم تَستَطِع فقامَت الأكبر بإيقافِ الأميرة التي صرخَت ما إن جرتها وراءها " اُتركيني إلي أين تأخُذينني ، دَعيني " حاوَلت سَحب نَفسِها لَكنها فَشلت

" دَعيها إلي أين تأخُذينيها ، عودي بِها الي هُنا ، تعالي " صَرخت إيلا بِقوة و زَحفت نَحو الباب لكِّن الأخي غادَرت و مَعها الأميرة حَيثُ قامَت بالصُعودِ بِها الي الأعلَى

" إلي أينَ تقومينَ بأخذي ، أفلتيني " تَحدثت الأميرة بِتوجُعٍ تُحاوِل الفِرار لَكِن ما مِن جَدوى حَيث تَوقفت زامير عَن السَير و إلتَفت بِراسها صَوب الصُغرى مَع إبتسامَةٍ مُخيفَة " أخذُكِ الي النَعيم يا جَميلَة "

كشَرت إليزابيتا مَلامِحُها ذات المَعالِم المَنحوتَة بِعدمِ رِضى بِينما تُناظِرُها بِصمت فَعاودت الأولى سَحبِها الي الأعلى مِن جَديد حَتى رأت الصُغرى البِحار مِن سَطحِ السَفينَة

أول شَئٍ وَقعت عَليهِ أنظارِها ذاكَ العَلم ، العَلم الذي يَمتلِكُ لَون البَحر ، رايَةُ العَدو ، الَعلمُ اليوناني 🇬🇷

قَرنت حاجِبيها بِشدَة و كُره يَنهشُ صَدرِها فَقامت زامير بإلقاءِها على الأرض تَحتَ أقدامِ جُيون الذي إستدار نَحو الأميرة التي ناظَرت حِذاءِه و بِبُطئٍ رَفعت شَهليتَيها الي وَجهِه

مَلامِحه الهادِئة و التي دَومًا ثابِتَة و لا تَتغَير ، شَدت قَبضتِها بِقوة و حَملت جَسدِها و نَهضت تُبحلِق في كُحليتاهُ التي تتَحركُ مَعها ، نَظر نَحو عَينيها الزَوقاوَتين نَظرًا لإنعِكاس البَحرِ عَليهِما

العُيون الشَهليَة يَتغيرُ لَونها حَسب الجَو المُحيطُ بِها ، تارَة تُصبح خَضراء و تارَة زَرقاء و مَرةُ اُخرَى فُضِيَة

" أنتَ ، الإسيوي الخَسيس " اشارَت عَليه مُهسهسَة بِدون تَفرِقةِ أسنانِها عَن بَعض و جُونغكوك لَم يُكلِف نَفسه إلا بالإشارَة أعلاها بِعُيونِه فَعقدَت حاجِبيها و رَفعت شَهليتيها بِبُطئٍ الي الأعلى و إتسَعت زَرقوتيها

كانَ بالأعلى حَبيبُها أوليڤر مَربوطٍ مكانَ عامود الرَاية و قَدماهُ مُعلقتانِ في الهَواء ، مُهدد بأية لَحظة بالوُقوعِ وسَط البَحراو بالأصح داخِل فَم القِرش الذي يَنتظرِه بِتلهُف أسفلُه

وَقفت زامير جانِبًا تَنظُر بِفضول نَحو قائدِها و ثُمَّ هي فَهمت ما يُحاوِل الوصول إليه حينَما تَبدلت مَلامِح إليزابيتا كُليًا و أخذ ذَقنُها يَرتِجف دَلالَة عَلى بُكاءِها القَريب " لـ.. لا ! لا أوليڤر "

نَفت بِراسها و نَظرت نَحو جونغكوك بِشَهليتين غَمت عَليها الدُموع و صَرخت " دَعه! لا تَفعل ذَلك بِه ، دَع زَوجي " رَفعت عُيونها مُجددا إلي زَوجِها الذي أخفض أنظارِه اليها و صَرخ بِدورِه " إليزابيتا ، مَولاتي انتِ بِخَير ؟ هل أذوكِ ؟ "

نَفت إليزابيتا بِرأسها و رَكضت نَحو الدَرج حَتى تَصعد إليه مُسرِعة لَكِّن زامير لَحقتِها و مَسكتها مِن عِضدِها و أعادتها الي الوَراء خُطوتين بَينما الأميرة لا تَكفُ عَن الصُراخ و البُكاء تُحاوِل الفِرار بينَما تَنظُر الي زوجِها

" أفلِتوني ، أوليڤر ، أوليڤر انا قادِمة إنتظرني حَبيبي " تَحدثت بالإيطالِيَة حَيثُ لا يَفهمُها أحد عَدا القائِد الذي دَرس اللُغة و تَعلمها فَرد الأخير قائِل بينَما يُناظِر القِرش أسَفلُه " لا ! لا تأتي ، إبقي مكانِك كي لا تتأذي ! ارجوكِ "

ضَربت إليزابيتا ذِراع زامير تُحاوِل الفِرار و هي تَبكي بِقوة " أتركيني ، دَعيني أذهب اُتركيني " صَرخت بِقوة لِدرجة أن صَوتها باح فَتقدمت و عَضت يَد المَرأة بِعُنف مِما جَعل الأخرى تَصرُخ و تُفلتها " مُتوحِشَة "

هَربت مِنها و هَرولت الي الدَرج بينَما تُمسِك بالفُستان حَتى لا يوقِعُها و صَعدت أول دَرجتين لَكِن خِنجرُ ألقي عَليها و اخترق فُستانها لِثبتَها عَبره على دُرجةِ السُلم فما إن حاولت الصُعود أكثر حَتى سَقطت على وَجهِها و إنضرب جَبهتها على حافَة الدرج

جُيون هو الذي رَمى ذاكَ الخِنجر و تَقدم مِنها بِضعة خُطوات بِهدوءٍ تام لِيقف وراءِها و يَنحني مُمسكًا بالخِنجر لِيلتَقِطه و يُخرِجه مِن الخَشب مُعيدا إياهُ داخِل حِزامِه الجِلدي المُثبَت عِند خَصرِه

رَفعت إليزابيتا رأسها و أدارتهُ نحو القائِد و الدَم تَسلل مِن جَبينها حَتى مُنتصف حاجِبيها لِتقوم بإلتِماسِه بأصابِعها التي تَرتَجِف " ا.. انت " تَمتمَت و شَفطت سائِل أنفها لِيقوم السَيد بإمساكِها مِن ذِراعها فأوقفها أمامِه و هَتف بِحدةٍ كَنظراتِه

" أنا جَلبتُ بكِ الي هُنا حَتى تَرينهُ ، حَتى تَرينَ و تَشهدين مَوتهُ كي تُودعينهُ لأخر مَرة ، لا لأن تَفتعلي كُل هذِه الضَجة ، إنني أفتَعل بِك مَعروفًا "

نَظرت إليزابيتا إليه بِعدم تَصديق و إتسعَت شَهليتيها الدامِعة بِتفاجُئ لِتهمس و هي قَريبةً جِدًا مِنهُ لِكونه يَدنوها إليه " انا لا اُصدِق ، كَيق لِقلب بَشر أن يَكون بِهذه القَساوة "

حَدت بَعد حين عَينيها تُبادِله ذات نَظراتِه فَهسهست و خَتمت القَول صارِخة " لَقد نَسيت أنكُم لَستُم بَشر ، بَل أنتُم مّجموعَة مِن الوحوش أتت مِن الجَحيم "

تَحديقات جُيون لا تَزالُ حادَة و هي تَنظُر داخِل شَهلتي الأميرَة الباكِيَة لَكِنها أبدًا لَيسَت ضَعيفَة ، إعتَصر عِضدها بِقوة و أمَر بِقسوَة أتباعِه قائِلاً و كُحليتاه لا تُفارِق الفَتاة

" إقطعوا الحَبل "

إنفَتحَت عَينانِ إليزابيتا عَلى وِسعِها و نَفت بِرأسها لِتنظُر نَحو الرَجل الذي على وشك الصُعود الي الأعلى فَصرخت بِقوة و أخذت تُحاوِل الإبتِعاد عَن جونغكوك بأية وَسيلَة مَهما كانت ، ضَربِه ، عَضِه ، رَكلِه لَكِنهُ لا يَتزحزَح

" لا تَفعل ، لا ارجوك لا تَفعل " نَظرت نَحو جونغكوك بَعدما بَح صَوتها و ضَربتهُ بيدها ذا الإصبَع المَسكور مُقاومة ألمِها و هي تَبكي بِحرقَة " ا..ارجـ..ارجوك لا تَـ.. لاتفعل " نَطقت بأكثر نَبرة ضَعيفَة تَمتلِكُها فَوقًا عن طاقَتِها

" تَوقف " نَبس جونغكوك بِصوتٍ عالٍ بينَما يُبحلِق في عُيون إليزابيتا التي لَمِعَت ما إن أصدَر أمرَه فَأكمل جُيون إليها هامِسًا فيما بينَهُما " سأعطيك فُرصة لإنقاذِه "

أومأت هي بِسُرعّة و تَلهُف " نَعم ، نَعم " مَسحت دُموعِها بيدِها الثانِيَة و سَمِعت صَوت صُراخ أوليڤر مِن الأعلى قائلاً " إليزابيتا ، انا بِخَير ، لا تَدعيهِم يُذيلونك مِن أجلي حَبيبتي "

رَفعت إليزابيتا رأسها إليه حَيثُ كانَ فوقِها مُباشَرة و نَسمات الهواء تُطاير خُصلات شَعرِها فَهتفت بِصوتٍ عالٍ " هِشش اُصمت انا قادِمة مِن أجلِك "

" هاتي حَبل " نَبس جونغكوك إلي زامير و مَد يَدِه إليها فأومأت الأخيرَة و ذَهبت لِتجلب الحَبل بينَما عُيون الأميرَة نَزلت الي جُيون مُجددا و طالَعتهُ " مالذي عَلي فِعله لانقِذه ؟ "

" سارفعُكِ إليه أولاً " تَحدث و أفلتها لِيقوم بأخذ الحَبل مِن زامير التي مَدتهُ له و أخذ يَلفه على خَصر الأميرة التي تَنظُر إليه عاقِدَة حاجِبيها بِخفَة و كُحليتاهُ علَى شَهليتَيها

* أول مَرة تُصادِفُني عُيون بِهكذا حُلي و جَمال ، بالأمسِ كانت فِضيَة و اليَوم هي زَرقاء *

" انتِ مُستعدة ؟ " نَبِس جونغكوك هامِسًا بَعدما رَبِط الحَبل جَيدًا على وَسطِها فأومأت هي مُسرِعَة " أجل ، انا جاهِزة " تَراجع القائِد الي الوراء و نَظر نَحو زامير فأشر بِعيونه " إرفعيها "

" أمرُك " إقتربت زامير مِن الحَبل المُلقى أرضا لِطوله و مَسكت بِطرفِه ثُم سارت بَعيدًا لِتقوم بِسحبِ الخَيط و سَحبه حَتى بَدأت قَدمان الأميرة تَرتفع عَن الأرض و تُحلق نَحو الأعلى لِتتشبث بالخَيط

نَظرت نَحو زَوجِها بِتلهُفٍ و هي تَصعَد نَحوه حَتى وَصلت الي مُستواه و وَقفت قَدميها على مِنصة القَفز لِتُسارع بالتُمسك بِحبيبها مِن كَتفيه تَتفحصُه بِلهفَة

" أنتَ بِخير ؟ " هَمِست بِحُزن و غَرقت شَهليتيها بِبحرٍ مِن الدُموع لِتُجهش باكِيَة بِحرقَة " كُلهم ماتوا ، عائلتي ، عائلتِك كُلهم كاتوا و لَم يَبقى لي أحد ، انت أيضًا سَيقتلوك "

بحلَق فيها أوليڤر و هو مُقيد بِتلك الحال بِلا حَول أو قُوة يُبحلِق في دُموع حَبيبته التي تَنزِل بِلا تَوقف لِيقضم شَفته و تَنزِل دُموعِه هو الأخر بِدون إذن " مَعكِ الرَب ، و سَتبقى روحي مَعكِ و تُرافقكِ طيلة الوَقت ، انا سأبقَى في قَلبُكِ و صَدرك و رائحتي سَتبقى عالِقة بِكِ "

حَدقت إليزابيتا بِه بِبُكاء و تَقدمت مِنه خُطوة و قَدميها واقِفة على حافَة المِنصَة فَمسكت بِخديه و إقتَربت تَدمِج شَفتيهما بِقوة بينَما تُغمِض عَينيها المُنتفِخَتين

قَرن جونغكوك حاجِبيه مِن ذاكَ المَشهد الدرامي الذي يَراه و دَلك أنفه بعظمةِ سبابتِه لِينظُر الي الرَجل الواقِف وراء أوليڤر فأشر إليه بِعيونِه أن يَقطع الحَبل

ثوانٍ و قُطِع ذَلِكَ الحَبل

•••

مرحبا 🥰

كيفكم مع التشابتر الاول ؟ كيف حسيتوا الرواية ؟

راقتكم ؟ حبيتوها ؟

الشخصيات كيف لقيتوها ؟

جونغكوك

إليزابيتا

إيلا

زامير

اراكم في القادِم قريبًا ❤️🌺

.
.
.


{ إليزابيتا }

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top