هَواجِس العِشق • 29 •

هواجِس العِشق || جُيون جونغكوك

اهلاً بِكُم في الجُزء التاسِع و العِشرون مِن مَخاوِف الحُب 🌺✨

لا تَنسى ضَغط زِر التَصويت لُطفًا و اكتب تَعليقًا عن رأيِك بالتَشابتِر ❤️‍🩹

لِنَبدأ

•••

فَتحت ايليزابيتا عُيونِها بِبُطئ و أول ما أحسَّت بِه كَومةٌ من القَش تَحمِلُ جَسدِها المُرهَق ، أطلَقت تَنهيدَة مُتعبَة و رَفعت يدِها تُدلِك بِها جَبينها بِبُطئ " مالذي حَدث معي ..؟ اين انا ..؟ " هَمست و حاولت الجُلوس إلي انها لم تَتمكن مِن تَحريك عِضية واحِدَة بها

زَفرت بِتوجع و لَفت عينيها الشَهلية بإنحاء الحُجرَّة التي هي فيها ، كَما لو أنها بِحضيرَة بَقر ، قَرنت حواجِبها حينَما فُتح الباب و سُرعان ما إندفعت لِحمل عصاة بالقُرب مِنها لِتقف بشكلٍ جَعل مِن توازنها يَختل فعاوَدت الوقوع

دَلف لُويس الي الداخِل بينَما يحملُ صينيَة من الأكل و تقدَم ناحيتِها ليضعها بالقُرب منها " أعدت زَوجتي هَذا الطعام لكِ " نَطق مُطالِعًا الأميرَة التي تُطالِعه بِنظرات حارِقَة " انت مُتزوج ايضًا ..؟ و تَضع عينيك القَذرتين على فتاة بِعُمر ابنتك ! " صاحَت بِوجهه

قَرن الرَجل حواجِبه بغضب و قَرع رأسِها بحدَة ألا انها قامَت بخبطه بِعنف على يدِه " أبعِد مقذوراتِك عَني ايها الحُثالَة ! " هسهست و صَرخ هو بِتوجع ماسِكًا اصابِعه " ايتها الل ... من اين لكِ بِكل هذا العُنف " صاح بتألم حَتى أدمعت مُقلتيه

" مِن جونغكوك ، لا تَلمسني اقسم أقتلك " أشرَّت عَليه بسبابتها لِتنهض مُطالِعَة الصينية " لِما جلبتني الي هُنا ؟ اين جُيون ! " قَرنت حواجِبُها و قَبل ان تَخطو خُطوَة مسَك بيدِها ليوقعها بِمُنتصف حجره و يُقيدها بيدٍ واحِدَة فالأخرى تُؤلمه بشدَّة

" إنسي شَخص اسمه جُيون ، مات و التهمتهُ التُربَة و الديدان " هسهس بالقُرب من وجهها ليرميها بعنف ضِد الجِدار فقامَ بتقييد قدمِها و يدِها بالأصفاد " و ان تحركتِ صدقيني سَتتعفين هُنا " اشرَّ عَليها بِحدَّة

" بِحق الجَحيم أفلِت لعنتي و إلا " صَرخت و قَبل ان تُكمِل دَنى منها و مَسكها من ذقنها بِعنف " و إلا يا حُلوَّة ..؟ مالذي سَتفعلينه ..؟ " إبتسَم بجانبيَة لِيمسح على وَجنتها ببطئ يَتحسس نُعومة بشرتِها ، إرتعَش بَدن سُموِّها و أغمَضت مُقلتيها بِتقزز لِتقوم بالبَزق في مُنتصف وَجهه " سَتعرف بِمُفردك " هَمست

أغَلق لويس عَينيه بِغَضب و مسح وَجهه لِيرفع يَدِه عالِيًا كي يَصفعها لَكِن شَحص ما مَسكه و شَدَّ على معصمه ، حَركََت ايليزا عُيونِها ناحيته فَتلونََت ملامِحها بِأصبغَةِ الدَهشَّة مُبرِقََة شهليتيها " ا..انت ..؟ "

إلتف لويس ناحيةِ ابنه الذي لَفض بينَما يُطالع الأميرَّة " أبي ، امي بِحاجتكِ في الداخل ، تقولُ ان صاحِب الديَّة وَصل و عليك محادثته " تكلًّم حينَما قام والدِه بدفعه عنه بغضَب " حسنًا غديز ، ابقى انت هُنا معها و اجبرها على الأكل لا نُريدها ان تَموت " اشرًّ عليه ليومئ الفتى برأسِه " حاضِر "

أرتجل لويس الي الخارِج و لَحِقه غديز ليقوم بإغلاق الباب من خَلفه ثُمََ عاد مُهرولاً ناحيَة ايليزا المُنذهلَة " غديز ..؟ مالذي تَفعله هُنا ..؟ "

" انا في إجازَّة لِشهرٍ حتى اُقيم فيه حفل زِفافي " قالَ لها و هو يُفكُ عنها القُفل فَنظر اليها حينَما تَحدثت بحماس " اذًا ..؟ هل سَمحوا لك ان تَتزوج تِلك اليونانيَة ..؟ " ذَبلت مَلامِحها ما إن طالعها بِحُزن مُتنهدًا " كَلا "

مَسكت سُموها بكتفه و هزته " اذًا هل سَتتزوج اُخرى و انت تُحب تلك الجُندية ..؟ " هَتفت بِصدمَة ليومئ " والدي حينَما عَلم بقصة حُبنا غَضب و تواصل مع والِدها و بذلِك قد سَرحََها من العسكريَة و حاليًا سيقومُ بتزويجها لابن عَمها " تَحدث بِحُزن و جَلس بالقُرب من ايليزا

" ما هذا الذي أسمعه غديز ! و انت سَمحت لِهذا ان يَحدُث ..؟ لِما لم تُدافِع عن حُب حياتِك! هل سَتسمح لغيرك ان يأخذها ؟ " نَطقت بغضب و لكمتهُ على كَتِفه ليقوم بالتَحديق في عَينيها بِحُزن " و انا مُجبر أن اتزوج بإبنة خالتي يا ايليزا ، لقد أخطأت مع عشيقها و حينَما حملت هَرب و تركها فإضطرت ان تُخبرهم انهُ ابني و بالتالي سيعقد زواجُنا قَريبًا كي أستر عليها و إلا والدها سيقتلها "

عَقدت ايليزا حواجبها بشدَّة و مَسكت رأسها " ياللهول! ماهذا الحَظ السئ الذي لديك ! " تَمتمت ليمد لها غديز كأس الماء و يهز أكتافه بقلََة حيلة " والله بالتفكير بالأمر ليسَ اسوء منك فأبي يودُّ الزواج بك ! السُلطان باعكِ لهُ بالغعل " هَمس لِتُبحلق هي بِه بسرعَة " جونغكوك! لَقد قتلوا جونغكوك "

" ماذا ..؟ " صَرخ ليُسقط كأس الماء " قَتلوه القائِد..؟ من قتله؟ " تَوسَّعت مُقلتيه مُنتظِرًا ردًا من التي شَحِب وَجهُها و أصفرَّت معالِمُها مُتذكِّرة جُثة حَبيب فُؤادِها المَرميَّة أمامِها بِلا نَبضٍ او رُوح " ليو ، اللورد ليو قامَ بقتله " همست

" مُستحيل! المُلازم الأول يَعمل لِصالحه كَيف يقتله ..؟ " إندفع غديز قائِلاً بإنفعال فقامت سُموِّها بإمساك رأسها بكلتا يديها مُغمضة عَينيها " لا اعلم لا تسالني ، كُل ما أعلمهُ ان قَلبي مُطمئِن ، هل هذا يعني انهُ لم يَمت ؟ او اني لم اُحبه يومًا ! "

" هل رأيتِ جُثته ..؟ " سأل غديز بِفُضول لتومئ له ايليزا فإبتلع ريقه و إسترسل " هَذا يَعني انكِ لم تُحبيه ..؟ اعني لستِ قلقة دامكِ رايتيه ميت امام عَينيك ! ها انتِ بخير ذا ! " أشرّّ عليها لِترفع مُقلتيها له و تقرن حواجِبها " هاي ! اليسَ هذا استخفافًا بِمشاعري ..؟ " رَدفت بإنفعال

" أسِف " هَمس لِتنفي هي و تنطق " انا مُطمئنَّة و مُتاكدَّة كَتأكدي مِن حُبي لهُ انهُ بِخَير ، و انا أشك ايضًا ان ليسَ جونغكوك من قتل عائلتي " هَمست لهُ ليتربع غديز امامها و يُطالعها بفضول " و كَيف شككتِ بالأمر ..؟ "

" جونغكوك يُخفي الكَثير من الأسرار غديز ، لاحظتُ ايضًا انهُ يُحاول حمايتي بِطرق غَير مُباشرَة مُنذ ان جَلبني لليونان ، انهُ يعتني بي بالخَفاء دون ان أشعر به بينَما كنتُ افكر طيلَة الوَقت انهُ يقومً بإيذائي " هَمِست مُناظِرَّة الفراغ و هي تَتذكُر كل تِلك المَرات التي مدََ فيها جُيون يد العَون لها

حَمل الشاب صينيَة الطعام و تَركها في حجرِها فقام بِوضع كفِّ يدِه على كتفها حَتى إنتبهت لهُ فإذ به يردف بنبرةٍ لينََة " تناولي طعامكِ الان و سأخذك للداخِل تجلسين برفقة والدتي و اختي " حوَّلت شهليتيها الي الأكل لِتتنهد و تُنفي " أشعر اني سأستفرغ و مَعدتي تُؤلمني " مَسكت بَطنها بِتوجع

سَكب لها غديز كأسًا أخر من الماء و قدمهُ لها قائِلاً " و لو القَليل ، عليك ان تكتسبي القليل من القُوََة لِتقاومي " هَمِس لها فإنتَشلت منهُ الكوب و شربتهُ مومئة " مالذي سأفعله الان يا غديز ..؟ انا ضائِعَة " نَطقت بِحُزن

طَبطبَ الشاب على رأسِها ثُمَّ مَسح على خَدِها بِلُطف " سَنجدُ حَلاً أعِدُكِ ساساعدك بالذي أقدر عَليه ، سأذهب الان فورائي عمل ، سأعود لاتحدث معك بعد ان تُنهين طعامك " نَطق و إستقام ينفضً عنه الغُبار

اومأت لهُ ايليزا دونَ ان تَنطِقُ حَرفًا اضافيًا ، حَمل غذيز نفسهُ و غادَر لتستند هي برأسها على الجِدار مُناظِرَة القَمر الذي يِصوب بِشُعاعه عَليها من خَلال ثُقوب النافِذَة الصَغيرَّة " أينَ انت الان يا جونغكوك ..؟ " هَمِست بإنكِسار غَلََف نَبرتِها التي عَبََرت عن مَدى حاجتها إليه في الوقت الراهِن

•••

بينَ مُنتصِف تِلك الجِبال شَرارَةً من النيران كانَت تُوقَد من وَسط الصُخور و الأغصان مُدفئَة مَن إحتَمى بِها من بَرد الجَو القارِص ، عُيونٍ كُحليَة تَنعكِسُ عَليها شُعاع اللهبِ الأحمَرِ كَما لَو أنهُ يُعبِّر عن إحتراقِ ما في داخِله

" هَل سَتكون بِخَير ..؟ " نَطق بِصوتٍ مَبحوح تمكََن و لو بِشكلٍ بسيط شَرح عن ما يَمكُث في صَدرِه مِن وَجع " سَتكون طالَما انها بَعيدة عَنك جونغكوك " تَحدَّث أندرو و هو يَسكُب الخَمر للقائِد الماكِث الي جانِبه

رَفع القائِد مُقلتيه و لأول مرَّة يَرى المُلازِم رِقتهُما ، لَطالما إعتاد الرُهبَّة عِند النظَر الي تِلك النسريتين المُكحلتين بسوادِ القُوَّة و الصَلابة " المَوت أهون " هَمس جُيون لهُ ليشد قَبضته و يُغمض كُحليتيه مُبتلِعًا غصته

" أنا أعلم ، لَكِن ان كُنت تريد ان تَظَّل ايليزا على قيد الحَياة و ألا تُقتل انت عليك الإبتعاد عَنها جونغكوك ، انت تعلم جيدًا ان كُل المشاكِل تأتيها بسبب قُربها مِنك " نَطق أندرو و مدَّ بكأس الكُحول للقائِد الذي إنتشلهُ منه و إعتصره بِقبضته " و اُفرط فيها لِغَيري بِهذه السُهولَة ..؟ "

" في الاخِر انت مَن قتل عائلتها " نَبس أندرو و حوّّل زرقاوتيه للنار فقامَ بإحتساء الخَمر لينتفض ما إن سَمع صَوت إنكسار الزُجاج " انا لَم أقتل عائلتها " هسهسَ جُيون بِغَضب و دَنى ماسِكًا المُلازِم من عُنقه بِعُنف " إنتبِه جَيدًا على كَلامك مَعي ، انت بدأت تَنسى من اكون " أفلتهُ و أشرَّ عليه بسبابته

سَعل اندرو بِخفة و مسدَّ رقبتهُ ماسِحًا على وَجهه المُحمَّر بِتوتر " ا.اذا ..؟ مَن قامَ بِقتل عائلتها ..؟ " نَظر بِعينين جُيون الهادِئ " لا أعرِف ! انا في تلك المُهمَّة كنتُ متصاوِبًا و ما رَكزتُ على فِعله هو إنتشال ايليزا دونَ ان يتمَّ ايذاءِها " ملئ لِنفسه كوبًا ثانيًا و إحتسى منهُ بِبُطئ

" دَخلتُ عَليها في غُرفتها ، وَجدتهُ بِفُستان الزِفاف ذاك تَتجهزُ لِعُرسها و الفَتيات يُغازِلنها و يَمدحن جَمالِها ، خَرجَن آن ذاك و إنتبهت هي إلي بينَما كنتُ اختبئ خَلف السِتار ، دنت إلي و رأتني مُتصاوِبًا من كَتفي بطلقة نارِيَة ، أحسَّت بالخَوف و لم تُدرك ماذا تفعل ..؟ هل تَصرُخ ام .. تُساعدني ؟ " تحدث جونغكوك بِهدوء و هو يَتذكََر تفاصيل يَوم مَجزرة قَتل العائِلَة الايطاليَة

أنصَت اندرو اليهِ بإهتمام و نَظر بِمُنتصف عَينيه و قَد رأى نَحتًا من الألم يستوطِن سوادِهما " كنتُ مُلثمًا آنَ ذاك و قَد نَزفت كَثيرًا ، خممتُ انها حَتمًا سُتبلغ عَني لَكِن بطريقَة ما رأيتُ عَينيها الشَهلية تِلك تَرِقُ و تَذبُل مِن القَلق حينَما رأت مَدى عُمق جًرحي و الدِماء التي تَملئ ثيابي البَيضاء "

•••

" ا.. انت بِخير ..؟ " إستطردت الأميرَة الايطاليَة مُتحدثّة بِقلق ليُحرِك جونغكوك رأسُه نافيًا و هو يَلتقط أنفاسِه من خَلفِ اللِثام بِصعوبَة ، إرتَعشت سُموَِها بقلق و مَدت يدِها تُمسك بكتفه السليم بِتوتر " ح..حسنا واضِح انك لستَ بِخَير .. دعني اُساعدك انا لن اُبلغ عَنك " جَذبتهُ ببطئ نَحو سريرِها

أوقفها جونغكوك عن المُضي و أشار عليها " انتِ عَروس ..! " نَاظر ملابِسها و تَسريحَة شَعرِها " سَتتوسخين بالدَم ! " هَمِس لِتُبحلِق ايليزا لِنفسها ثُمََ رَفعت شهليتيها اليه " سأعود " أشرت لهُ بسبابتها و هَرولت نَحو الحَمام ، قامت بإزالة فُستانها الأبيض لِتبقى فقط بالثوب الداخِلي

" ان تركتهُ سيموت ! أخر شَئ افكر فيه ان يَموت أحد يوم زفافي " نَطقت و هي تقومُ برفع شَعرِها عاليًا مُتمتمة بِقلق ، عادَت نَاحيَة جونغكوك الذي وَجدته مرميًا على الأرض و خَمنَّت مُسرعَّة انهُ قد اُغمى عَليه

شَعرت بالهَلع و رَكضت ناحيَة خزانتِها ، فَتحتها و أخرجَت منها صُندوق يحملُ بداخِله ادوات بدائيَة لِمُداواة الجَريح ، لطالَما كانت سُموِّها مُهتمة لدراسَة الطب و العِلاج بالأعشاب ، فتحت العُلبة و تفقدت ما تستحِقه ثُمَّ عادَت اليه

جَلست الي جانبِه على رُكبتيها و أخذت المِقص تُقطِع به قميصه جِهَة جُرحه لِتقضم شفتيها الكَرزية " جُرحه عَميق ! " هَمِست و أخَذت سكينًا تقومُ بتسخينه على مَوقد الشُموع بالقُرب مِنها و هي تَستمع لاصوات موسيقى العُرس بالخارِج

تكادُ لا تُصدق ان اليَوم زفافِها و هاهي ذا في جناحِها مع جَريح أجنبي لا تَعلم من أين أتى حَتى ، لَكِّن قَلبها أرق من ان تَتركهُ بهذه الحالَة و تُغادِر

ما إن واشَكت على تَقريب السكين لِجُرحه حَتى مَسك جُيون معصمِها و حَرَّك رأسِه ناحيتِها لِينظُر في عَينيها بِخاصتيه الدامِعتين لِشدََة الألم " مالذي تَفعلينه ..؟ " نَطق بِنبرٍ مُتوجِع يَتأمُل شَهليتيها الهادِىَة " ان كنتَ ستضيع لي وقتي بأسئلة تافهة كَهذِه فَدعني أذهب اتم زِفافي أفضل لي ! " قالت هي بحدَّة ليبتسِم بالخَفاء و كُحليتيه لم تَتزحزح عن ناظريها

خَمن إن كانت تَعرِف من يَكون هو هَل سَتتمكن من التَحدُث معهُ بِهذه الطَريقة ..؟ لَكِنه علم الإجابّة بالفِعل لاحِقًا

أفلت مِعصمها بِبطئ لِتقوم هي بإخراج الطلقةِ النارِيَة بالسِكين بِحذر مِما جَعل يَد القائِد تلتفُ حَول ثَوبها الأبيض الخَفيف و تَعتصِرهُ بِقوَّة " كُن صَبورًا ، سَننتهي قَريبًا " هَمِست بينَما تستمِع لصوت طَرق الباب

" لا أحَد يَدخل حَتى اُعطي الأمر بِذلك ، انا مَشغولة " صَرخت و بَحلقت في عَينين القائِد المُتعجبَّة " هل انتِ بخير سُمو الأميرَّة ؟ " أتاها السُؤال من الخارِج فَسُرعان ما رَدت بِنَعم و واصَلت إخراج الرصاصَة من كَتف جُيون

هَسهس هو بِتألم و بدأ بالتَعرُق " مِن اين اتيت ؟ و مالذي تُريده ..؟ " تَحدثت بِهدوء و اخَذت تُنظف لهُ جُرحه بِحَذر تَنتظِر جَوابه " هل إجابتي سَتفرِقُ شيئًا ..؟ أعني رُبما ان اجبتُكِ سأموت بينَ يديك " نَطق جُيون من بينَ وَجعه و هو يَصِّر على أسنانِه مُعتصِرًا بقبضته فِخذها " لِما ..؟ هل بالصِدفة ستكون القائِد جُيون الوَحش ..؟ انهُ آسيوي ايضًا " قالَت ايليزا بِعفويَة لِيبتسم بجانبيَة

حَوَّل كُحليتيه اليها و قال بِصوتٍ مَبحوح " أيتَجول الوحوش بالقُرب من الجَميلات ..؟ " تَفتََل داخِل شهليتيها حينَما عَقدت مُقلتيها بِسوداوتيه ، عمََ الصَمت لِلحظات و شَخرت ساخِرَّة و هي تَلف الضِماد على كَتفه " يالهُ من سُؤال مُبتذل " وَضعت غُرزَة تَربِط الشاش بِبضعه

" ماهو إسمُكِ ؟ " نَطق جونغكوك لِتحوِّل عُيونِها اليه و هي تُبعِد الدِماء عن الأرضيَة " اليسَ واضِحًا علي اني أميرَة ؟ " قالَت و حَدقت بيديها الدامِيَة فقرنت حواجبها بخفة " انهُ فالٌ سَئ " هَمِست

•••

" هل حَقًا قامَت بِمُداواتِك يوم زفافِها ..؟ " تَحدث اندرو بِصدمَّة ليومئ جونغكوك و يبتسِم بخفة " لَقد عَجزت أن اجد اُنثى تُشبهها ، طيلَة حياتي لَم أرى مِثل طباعِها ، تَكرهُك و تُحبك بذات الوَقت ، هي تُحاول ان تَكره و تؤذي لَكِن طيبة قَلبها تَمنعها في كُل مرّّة تُصمم فيها عَلى ذلك " تَحدث جُيون و إحتَسى من المَشروب لِيتنهد و يحملُ مُقلتيه من النار الي المُلازِم

" بَعد ذَلِك حينَما دَخلت الي الحمام و خَرجت لم تَجِدني ، غادَرتُ و رأيتُ جَيشي على مَقربَة من الهُجوم على القَصر ، في ظِلال عقد قِرانها بدأ الهُجوم أبنما كنتُ انا آن ذاك في السِجن ابحثُ عن سَجين مُهم بالنسبَة للدولَة ، بدأت الفَوضى و أصواتُ صُراخ النِساء و البُكاء و هُروب الأطفال خَرجت مُسرِعًا و شارَكتُ في الحَملَة من الخَفاء و بينَما كنتُ أغرسُ سيفي في مُنتصف قَلب أحد العساكِر تَذكرتُ عَينيها "

" تَذكرتُ شَكلها و هي تُلملم دِمائي و تقولُ بينَ حيرتِها المَمزوج بالقلق و التوتر و الخَوف " اليسَ واضِحًا اني أميرَة ؟ " علمتُ انه سيتم استهدافُها و قَتلها لانها من العائِلَة الحاكِمة ، آن ذاك انا كنتُ متنكِرًا لانها من الحَملات الكُبرى و ان قُدت الجَيش بشكلٍ مُباشر سيتم استهدافي و مُحاولة اغتيالي لِذا عينت عسكريًا قويًا ليستلِم دَوري و يُمثٍّل انهُ انا ، كانَ يَضع رُتبة القائِد و ذاك ما رأتهُ ايليزا حينما قَتل عائلتها امامها "

رَمش المُلازِم بِصدَمة و فَرغ فاهه لِينظر للنيران يُحاول استيعاب ما قيل لهُ ، مسكَ رأسهُ ينتظِر من القائِد اتمام حَديثه " إنسحَبت مِن وَسط الجُنود و تَركت ذاك السَجين و تَوجهت مُسرِعًا نَحو الساحَة التي اُقيم في العُرس حيثُ تمَّ الهُجوم ، رأيتُ ايليزا تَبكي مُنهارَّة و العساكِر يُقيدون يَديها بينَما الاخر يَقطُع برؤوس افراد عائلتها رأسًا رأسًا حَتى كاد أن يَصِلُ لِخاصتها ، ركضت اليه و أزلت لِثامي لارفع يدي عاليًا أامره بالتوقف لكنهُ لم يُنصت الي و اراد قطع رأسِها ، دَنوت منها و ضربتها بِعنف على عنقها حتى سَقطت مُغشيَة عليها ثُمَّ قُمت بقطع رأس الثاني لانهُ و بكل وقاحَة عصى أمري ! "

" يَعني انت قَتلت الذي قَتل عائلتها ..؟ " نَطق اللورد مُستفهمًا فاومئ جُيون و احتسى من الخَمر " لم أقتلهُ لانهُ قتل عائلتها ! بَل لانهُ اراد قَتلها هي " هَمِس و دَلك رقبتهُ بِبُطئ يَسترجِع ذِكريات تِلك اللحظات

•••

الجُنود مَرميَّة بِكُل مَكان وَسط كَم هائِل من الدَم ، رؤوس اصحاب المُلك تُحمل من الشُعور و توضَع في صناديق حَتى تُرسل كَهدايا قيَّمة للملك بينَما العَلم اليوناني بدأ يرتفع على قِمَّة قَلعة البُندقيَة

ايليزا كانت مَرميَة على الأرض مُغشًا عَليها و حَولها كان جُيون يَحوم و هو يضع يَدِه في جَيبه يتأمل مَلامِحها الساكِنَة بِعينين خاليتين من الحَياة ، انهُ مُعجَب ! مُعجبٌ و بِشدََة بِها

إنحنَى اليها و جُندي أخر نَزل يَحمِلُ رأس أخيها بالقُرب مِنها و يُخزنه بالصُندوق ، مَدَّ ظاهِر يدِه و أخذ يَمسح بِه ببطئ على خَدِها الدافِئ " سُبحان مَن وَزع جَمال الكَون في مُحياك " هَمِس بإعجاب و بَرقت عَينيه فإستشعر حَركتها الخَفيفَة و عُيونِها التي أخَذت تُرفرِف بهما بتروٍ تُفصِح عن الكَنز الذي تُخفيه خَلف ستائِر جُفونِها

فَتحت جُفونِها بتروٍ و أول ما قابَلها وَجه جُونغكوك و مُناداة الجُندي لهُ بإسم القائِد ، إرتعبت و حاوَلت النُهوض ببطئ لِتسند يَديها على الأرض و تَجلس مُحوِّلة انظارِها على جُثث اقاربائِها المرميَة و المًتوزعَة حَول حديقَة قصرِها

شنَّ الرُعب حَربهُ عَليها و بدأ كامِل كيانِها يَرتعِش مُراقبَة جُثث والديها مَقطوعة الرأس فتصنمت مَحلَّها و نَقلت مُقلتيها الي جُيون الذي يُقابِلُها بِنظراتٍ مُعجبّّة " ا..اق..اقتلني " همست لهُ بترجٍ و حَملت السيف المرمي بالقُرب منها فَمدتهُ له

مَسك جونغكوك منها السَيف و نَظر اليه لِمُدََة ، نهض و مسَكها من عضدِها ليوقفها بالعُنف كَونها رَفضت التَحرًك و بَقت تُقلِّب عينيها بالجِوار تَحت تأثير من الصدَمة " هِششش ، الجَميل مِثلك لا يَموت "

نَظرت ايليزا في عُيونِه و شَهليتيها مًتشبعَّة بالدُموع " ا..انت الو..للوحش الذي ق..قتلت عا..عائلتي ..؟ " هَمِست و جَسدُها يَرتجف ضِد قبضتِه ، النَظرَّة التي أعطتهُ اياها لَم يتمكَّن من نسيانِها البتََة ، تلكَ العُيون الغَزاليَة حَمِلتُ لهُ كُلَّ مشاعِر الكًره في لَحظةٍ واحِدَة

رَفعت يَديها المُرتجفَة و مَسكتهُ من عُنقه تُحاول خَنقه " حُثالَة ، قَتلت عائلتي " صَرخت و هي تَعتصُر رقبته بين كَفيها المُرتعشين " سَتموتُ على يَداي " إرتفع صَوتها اكثَر مُختلِطًا بِدموعِها و غَصتُها التي تُذبِح صَدرها دون رَحمة

جونغكوك قامَ بدفعها بقسوةٍ للخلف حَتى سقطت على الأرض و أدار برأسه يُؤشر للعساكِر " خُذوها الي السَفينة ، سنأخذها أسيرَة "

•••

" هَذِه ملابِس من عندي ، بإمكانك ارتداءِها " نَطقت اُخت غديز سوسَن و هي تُقدِّم جُزءًا من ثيابِها للاميرَة ، أخذتها ايليزا منها و شَكرتها لِتدخل أحد الحُجر و تُبدِّل ملابِسها بينَما تُفكِّر بِمعشوقِ قَلبها

رَفعت شَعرها عاليًا و قامَت بِربطِه و خَرجت تُطالِع سوسن تَقومُ بإعداد الخُبز للغذاء ، جَلست الي جانِبها و رَفعت مُقلتيها للسماء " لِما والدك يريد ان يَتزوج على اُمك ؟ " سألت بينَما تتأمل الغُيوم و بالُها يَتجول بينَ ذِكريات جُيون

" اُمي مَريضة على فِراش المَوت ، و بدلاً ان يَبقى الي جانِبها نَظر بسرعة الي الخارِج يَبحث عن الجَديد " هَتفت سَوسن بِغَضب و نَظرت نحو ايليزا بِحدََة ، حَدقت الاميرَة بها بسرعَة و حركت رأسها نافيَة " اُنظري لا تعتقدي اني راضيَة على الزواج من والِدك حَسنًا ! " قالت بإنفعال

" واضِح انك لستِ راضيَة " نَطقت الفتاة بِسُخريَة و أنزلت نَظرها للعجين و هي تقومُ بفردِه بِغُل " انا هادِىَة فَحسب ، اُفكر كَيف اهرب مِن هُنا كي لا يعيد تقيدي في الحَضيرة مع البَقر " تَحدثت سُموِّها و تَنهدت ماسِكة رأسها " انا لَدي مَن هو في حياتي حَقًا " هَمِست

رَفعت سوسَن عيونِها ناحيتها و أحسَّت بالذَنب لانها أساءَت فهمها ، همهمت لها و قالت " ابي صَعب الطِباع حقًا ، فتاة بِجمالك لن تَتمكن من المُكوث معهُ كَثيرًا ، انهُ يطمعُ بك فقط و بِجسدك " بَحلقت في جَسم سُموِّها المُتناسِق و المُمتلئ " انهُ حتمًا يطمع في هَذا "

رَفعت ايليزا رأسِها و نَظرت نَحو جَسدِها ثُمََ حَدقت في الفَتاة لِتضع يديها على صَدرها و تَقول بصدمَة " ما اللعنَة ! مُستحيل! ان يَقربني أحد غير جونغكوك ، اُقسم اقتل نَفسي " صَرخت و هي تُوسِع مُقلتيها

" هَل هذا اسم حَبيبك ؟ " قالَت سوسن بإستفهام و وَضعت العجين فوق النار لِتطالِع سُموِّها التي اومأت و هي تُرخي من تشنج جَسدها " أشعُر بالغَثيان ، لا أعلم مابي بِحق الجَحيم " تمتمت بِخُمول و إستقامَت مُمسكة رأسِها

" أعتقِد انهُ عليك الدُخول و الراحَة ، لم تنامي طيلَة ليلة البارِحَة " تَحدثت الصبيَة و استقامَت تُمسك بِكتف الايطاليَة " هيا دَعيني اساعدِك " اومات ايليزا لها و سارَت معها الي الداخِل بِبطئ " مَعدتي تؤلمني كَثيرًا " قالَت بتألم و مَسكت بَطنها لِتشد عَليها

" ايليزا ..؟ " نَطق غديز حينما قابلتهُ شقيقتهُ و الاميرَة فقد كانَ يجلِس يُقشِّر البطاطا في الصالَة ، ناظرتهُ الاميرَة و ضَحكت على شَكله " سيد غَديز ! اتاريك ربة مَنزل شاطِرَة ! " قهقهت بِصخب على مَظهرِه و رَبطة الرأس التي يَضعها و يلفها حَول جبينه

رَمش غديز و رَفع يدِه يضعها على الربطَة فازالها و تَحمحم " المُهم ! دَعينا من هذا و تعالي " ربت بالقُرب منهُ فاومأت هي و ناظرت سوسن " الخُبز سيحترِق ، سأبقى مع اخيك "

همهمت لها الصبيَة و ربتت عَلى ظَهرِها ثُمَّ خَرجت لِتدنو ايليزا من التُركي و تَجلس بجانبه " إذًا يا صَبي يا شاطِر انت ، اخبِرني ؟ " رَفعت شهليتيها اليه " مالذي سأفعله ..؟ هل من حَل " أسندت ظَهرها عَلى الجِدار لِتشابك اصابِعها فوق بَطنها

غَسل غديز البطاطا المُقشرَّة في اناء الماء و ادار رأسِه ناحيتها " مارأيك بدل الجُلوس كالحوامِل و مُشاهدتي بِهذا الشَكل ان تَقتربي و تُساعديني بتقطيع البطاطس! " قال و وكزها بكوعه لتقهقه هي عليه و تمُد يديها لتأخذ السكين

" حوامل ..؟ " نَطقت بإستفهام و تَلاشت ضحكتها بِبُطئ لِتطالع الشاب الذي بِدوره ناظرها رامِشًا " مابِك ؟ " تَحدث باستغراب مِن اسوداد وَجهها المُفاجِئ

" غديز ! انا حامِل " صَرخت ليَسقط السكين من بين يدي الصَبي " م..ماذا ؟ " فَرق شَفتيه بصدمَة فاومات ايليزا و مسكته من كَتفيه " ا..انت تذكر ت..تلك الليلة في القَرية حينما اتفقنا سويًا على نَصب خُطة له و حَصل ما حَصل بيننا اتذكر ؟ " هزتهُ بقوّّة حَتى اختضت خلايا عَقله فحرك رأسه لها بسرعَة

" وقتها انا كنتُ اريد ان أحمَل عمدًا منهُ كي حينَما يأتي المَلك اركون و يأخذني و يَتزوجني اُخبره اني حامِل من جونغكوك و بتلك الطريقَة الصق فيه تهمة الاغتصاب و التحرش بزوجة المَلك و يقومُ صاحِب السُمو باعفاءه من منصبِه لانهُ زير نساء لعين ! " قالَت بإنفعال و عاود غديز الايماء مُجددًا " اجل أعلم و لكن خُطتك فَشلت فشلاً ذريعًا ! لَكِن حيوانات جيون المنويَة لم تَفشل بِجعلك حامِل " هَمِس لها لِتطالعه هي بِذُعر

" و الأن لا يوجد لا مَلك لا قصر و لا جونغكوك ! " تَحدثت بصدمَة و أنزَلت عَينيها لبطنِها الصَغير ، وَضعت كِلتا يديها فوقها لِتمسح عليها برفق " هل يُعقل اني حَملت حقًا ..؟ مالذي يَحدُث ؟ " هَمِست و تسارَعت نَبضات قَلبها بِعنف

" ايليزا ان عَلِم ابي بالأمر ، اعتقِد انهُ .. " تكلَّم غديز بِتوتر لِتُحول سموِّها عيونِها نَحوه و تنطق بانزعاج مُقاطعة اياه " ليذهب والِدك العَجوز للجحيم ! يَنقصني هو الان " قالَت بغضب و نَهضت فإختلََ توازُنها و شَعرت بالدُوار

عاوَدت الجُلوس و مَسكت برأسها " غديز انا بِحاجة الي جونغكوك الأن " هَمِست و هي تَلهث بَعدما إنقطع عنها النَفس ، ناظَرها الصَبي بقلق و نهض مُسرِعًا يسكب لها كأسًا من الماء ، عاد لها مُهرولاً و مدهُ نحوها

شَربتهُ من بين يَديه و زَفرت بِتعب " عَلي ايجاد حَل " نَطقت بِحُزن و مَسكت رأسِها بقلّّةِ حيلَة فامتلئت عيونِها بالدُموع " لِما حَظي عاثِر لِهذه الدرجة ..؟ انا مَن أوقعت نَفسي بالمَشاكل ، انا استحِق كُل هَذا " هَتفت و أخذت تَخبط رأسها بقبضتها بِغضب " استحِق استحِق استحق " هسهست

مَسك غديز يديها و أخفضها عن رأسها " تَوقفي أيتها الغبيَة ، هَكذا تُصبحين غبيَّة حقًا ، يَكفي سَنجد حَلاً لا تقلقي ، اُنظري انا ايضًا لا أقل حظًا عنك " اشرًّ على نَفسِه و أوقفها من عضديها ليمسح دُموعها و يُتمم " أدخلي الي الحُجرة و نامي قليلاً ثُمَّ بعد الغذاء نتحدث و نبحث عن حَل " هَمس لتنتفض سموِّها ما ان فُتح باب المَنزل و دخل لويس

طالعتهُ و أزالت دُموعها تُناظِره بِحقد و غُل " مالذي تَفعله هذِه هُنا معك ؟ " قال لويس مُقترِبًا من أبنه الذي استدار نحو ابيه و ناظره " انها مَريضة يا ابي ، ستدخُل ترتاح قليلاً " نَطق قائِلاً فإبتسم لويس قائِلاً بسخريَة " هَذِه مريضة ..؟ هه اُنظر اليها كَيف كالحِصان تَقف و تَنظُر الي " أشرَّ عليها

" إسمع ايها الحُثالَة ان لَم تُغلِق فَمك اُقسم سألتهم كَبدَك " هسهست ايليزا مُشيرَّة عليه بسبابتها بِحدَّة ،غَضِب لويس من جُملتها و رَغب بالتقدم منها و شَدها من شعرها ألا ان غديز منعه و وقف بين كليهما " ابي تَوقف ، لا تَلمسها انها لا تَعي الذي تَقوله " قال مُدافِعًا عنها و لَكِنها صَرخت قائِلَة " بَلى انا اعي ما اقوله بالحَرف الواحِد "

أدار غديز رأسُه اليها حينما زاد غضب والدِه و طالعها بِعتاب " ايليزا " هسهس ليطالِع ابيه الذي تقدَم اليها و شدَّها من ذراعها بعنف " يَبدوا انكِ لن تَتربي يا فَتاة ! اُقسم ان لم تَزني لِسانك سأقطعهُ لك و ارميه تَحليَة للكلاب " هَزها بقسوََة صارِخًا

زادَ شُعور الغَثيان لَدى سُموِّها لشدّّة هزِه لَها فقامَت بالاستفراغ عَليه بِمنتصف مَلابسه لِيرجع غديز لِلوراء بِسرعَة مُوسِعًا مُقلتيه بصدَمة " ااءءءء .. " نَظر نَحو ابيه الذي تَشنج مكانِه و أفلتها ببطئ لِتمسك رأسها بِصداع و تُغمض عيونِها بوجع " احسنت صُنعًا ياولدي " هَمست و سَقطت مًغمًا عَليها

نَظر الصَبي اليها بتوتر " ماهذِه المُصيبَة الان " تمتم و إقترب يَحملها و هَرول بها الي داخِل الحُجرة بَعيدًا عن أنظار أبيه

•••

" انا عَلي ان اراها يا أندرو أتسمع ..؟ " نَطق جونغكوك بِغَضب و هو يَسير بإتجاه بيت لويس بعد ان اخبرَهُ اللورد أنها هُناك " جونغكوك ان رأتك لن تَقبل البَقاء لَديه ثانيَة ! " قالَ اللورد و هو يَركض خَلف القائِد يُحاول الوصول لهُ لكنهُ سَريع بِحق

" لن تَراني ، المُهم انا أراها " تَحدث بإنفعال و زود من سُرعته " هل انت تَتسابق مَع الهواء ..؟ بِحق الجحيم انتظر قَليلاً " تَحدث الصبي بغضب وسط لُهاثِه و هو يُحاول مُجاراتِه " أسرِع قليلاً هل تَملِك قَدمي دَجاجة ؟ " تَوقف جونغكوك عن السَير و إستدار لهُ موبخًا اياه

" بَل انت من تَملك أقدام تنين " تمتم أندرو بِعبوس و بعثر خُصيلاته الشَقراء مُتنهدًا ، سبقهُ جونغكوك مُجددًا و هو يُفكِّر بالايطاليَة ، يَتلهف بشدََة لِرؤيتها و إلتماس شُعور قُربها منهُ ، تَوقف عن السير و قضم شَفته ليشد على سيفِه متخيلاً تلك اللحظَة ، زودَّ من سرعته و صَرخ " تَحرك بِسُرعَة "

" ألهي سيقتلني ، انقذوني " تذمََر و بدأ بالرَكض

•••

" ايليزا تعالي الي هُنا " تَحدث غديز و هو يقومُ بإطعام الحِصان ، خَرجت ايليزا من الحضيرَة بعدَما قام لويس بإجبارها ان تَحلب البَقر ، رَسمت على وَجهها مَلامِح التَقزز تكادُ ان تستفِرغ مُجددًا لَكن سُرعان ما رَكض اليها الاخر و مدَّ لها دلو فارِغ تتقيئ بِه

إستفرغت مُجددًا و جَثت على رُكبتيها ليجلِس غديز وراءِها و يَحملُ شعرِها يُبعده عن وَجهها و هو يَقرن حواجِبه و يشيح برأسه بعيدًا بتقرف " حسنًا هذا مُقرف هل انتهيتِ ..؟ " نَطق بتذمر لتمسَح سموِّها على شَفتيها و ترفع عينيها نَحوه بإرهاق " انا حَقًا لستُ بِخَير " هَمِست

" تَوقف لَحظة " نَطق جونغكوك بَعد ان وَقف بِضعة اميال عن مَنزل لويس ، كان قَد تمكَّن من رؤية مَعشوقته الجاثيَة تتقيئ و الصَبي يُمسك بِخُصيلاتها و يُربت على ظَهرها " مالذي يَحدُث ..؟ " حَدق بليو الذي يَلهث

" لابد ان..ها م..مري..يضة " قال و هو يُحاول إستجماع انفاسِه ، مسح على وَجهه و مسك ذِراع جونغكوك الذي رغب بالتقدم " يَكفي جونغكوك هاقد رأيتها ، دعنا نُغادر اقسم سيروننا و نقع بِمُشكلة " تَحدث بترجٍ فالذي امامه بالفِعل عَنيد و لن يُنصِت له

جَذب القائِد ذراعه عنهُ و رَمقه بِحدَّة " لا تَتدخّّل " وَكزهُ على صَدره و هَرول نازِلاً من الضِفّّة ببطئ حَتى يتمكَّن من سَماع الحَديث الجاري بينَ ايليزا و غديز

" ايليزا ، ان كانَ جونغكوك حَيًا هل سَتخبرينه بانكِ حامِل ..؟ " تَحدث غديز و هو يَسكب المياه بين كَفي الأميرة فتقومُ بتمرير تلك القَطرات على وَجهها حَتى تجمع شتاتِها ، سَكتت سُموِّها تُقلِّب سُؤالِه في رأسها و هي تُناظر ذرات الفَراغ " لا " هَمست

" لِما ..؟ أعني انهُ ابنه عليهِ ان يَعلم ! " تكلَّم الصبي بإستنكار و ترك الدلو جانبًا حينَما اعتدلت ايليزا بإستقامتها و ضَمت يديها الي حِجرها و عُيونِها لازالت مُعلقَّة باللاشَئ " انتَ لا تَعرف جونغكوك ، لا يَهمه "

" كَيف اب لا يهمه ابنه ..؟ " تحدَّث الثاني عاقِدًا حواجِبه بإستغراب فَسُرعان ما ردَّت و هي تَبتسِم ان كنتُ اعرِف جونغكوك جَيدًا فالذي أعرِفه انهُ لن يَقبل بِهذا الطِفل البتََة " هزَّت أكتافِها و حَدقت ببطنها " و لَكن ايليزا ..؟ ان كان الطِفل منك و ان كان يُحِبُك بالعَكس سيفرح بِه "

" غديز بِحق الجَحيم ، مالذي سأخبره بِه ..؟ " نَقلت مُقلتيها للتُركي الواقِف قُبللتها فَتخصَّرت و نَطقت بإنفعال " انا حامِل منك ؟ انا حامِل بإبنك تعالَى نتزوَج و نُربي ابننا بَعيدًا عن إختلاف كُل شَئ بيننا " هَتفت و رَفعت يَديها عاليًا تَشرح بِهما و تصيح بِصوتٍ عالٍ

لَحظاتٍ و صَوت صَدر مِن خَلف الحَضيرَة ، قَرن غديز حواجِبه ليلتفت و يَنظر وراءِه لَربما هو والِدُه و قد سَمع حديثهما ، ما رآه كانَ أسوء مِن أن يَكون أبيه أحسَّ الصَبي بِصدمَة و تَصلب جَسد الأميرَة الواقِفَة عَلى بُعد خُطوتين منهُ

" ج..جونغ..جونغكوك ..؟ " تَسللت أحرُف ذاكَ الإسم مِن بين شَفتين سُموِّها و يَديها التي ترفعهما عاليًا قَد أسقطتهما الي جانبيها تَرمِشُ بِعدم تَصديق ، دَفعت بِكتف غديز المُتجمد أمامها و هَرولت بِسُرعَة ناحيَة مَعشوقِها

الآسيوي كانَ يَقفً بالقُرب من الحَضيرَة  خافِيًا ملامِح وَجهه باللثام كي لا يَتعرَّف عَليه أحَد و يتم إبلاغ العساكِر عنهُ ، لَكنِّها و رُغم عُتمة الليل تَمكنَّت من التعرُّف عَليه جيدًا فإن كانَ بين مِليون رَجل مُثلَّم سَتميِّزه

قَلبُها من يَعرف صُورتِه جَيدًا

هَرولت نَحوهُ بِسُرعََة و قَفزت عَليه تُعانِقهُ بِكُّل قُوتِها كَما لو انهُ أخر عِناق بينهُما ، شَدََت عَلى أكتافِه و جَسدُها يَلتصِق بِجَسدِه " ك..كنت اعلَّم انك لم تَمُت " هَمِسَت بِنبرّّة مُتشبعَة بالأمَل و السعادَّة " كنتُ مطمئِنَّة "

غَديز تَوتَّر بشدّّة و تراجَع خُطوّّة للوراء مِن تِلك النَظرات الحارِقَة التي يَتلقََاها مِن الآسيوي تكادُ تَقسمِه نِصفين ، دلك خَلف عُنقه و نِسرية جونغكوك لَم تتزحزح عَنهُ لِثانيَة واحِدَة هو حَتى لَم يُبادِل سُموِّها الحُضن

تَنحت ايليزا عنهُ و كَوبت وَجنتيه بِكفيها تُخفض عنهُ ذاك الوِشاح حَتى تُمتِّع أبصارِها بالتطَّلع لِتلك المَلامِح المِثاليَة " ا..انت بِخَير ..؟ م..مابك ص..صامت ..؟ " نَبست بِصوتٍ مُنخفض مُرتجِف حينَما إنقبض خافِقها حالَ إلتقاء شَهليتيها بكُحليتاه

يداهُ الضَخمََة غَلفت نواعِمها التي عَلى خُدودِه و أخفضهما عَنهُ ليعتصِّر أصابِعُها بين خاصَتيه الخشِنَّة بِقوّّة فإنكمَشت مَعالِمُها بِتوجّع لِتقرن حواجِبها متأوهَّة بألم " م..مالذي ت..تفعله ..؟ "

تَنقَّل جونغكوك بالنَظر بين شَهليتيها ذاتِ حُبيبات الكِرستال عِند اطرافِها فَما كانت منهُ سِوا نَظرَّة القَسوةِ و الشِدًَة ، إنفظَر قَلبُها عِندما نَفض يَدِيها من خاصَتيه بِقوَّة و أخرَج من شَفتيه تِلك الأحُرف " عاهِرَة " هسهس

توسَّعت عَينان ايليزا على مِصراعيهما و تصنَّمت مُعتصِرَّة فُستانِها الخَفيف الذي تَرتديه غَير مُدرِكَة ما لَقطتهُ اُذنيها بِصوتِه الرُجولي ذاك " م..ماذا ..؟ "

رَفع جونغكوك يَدُه عاليًا راغِبًا و بإرادَةٍ عارِمَة أن يُسدد صَفعة حارِقَة لِخدها الذي يُقابِله لَكِنهُ قَبض على أصابِعه قَبل أن تَصل لِوجنتها المُحمرَّة

أغمَض عَينيه بِشدَّة و قَد تَصبغ بياضُها بالحَمار مَع بَريقٍ آتٍ من سائِل شَفاف حاوط بُؤبؤه الأسوَد " مالذي وَصفتني بِه ..؟ " نَطقت ايليزا بِصدمََة و طالَعت قَبضته القَريبة من وَجهها " و تمد يَدك عَلي ايضًا ..؟ "

فَتح جونغكوك عيونِه و تَلقت منهُ نَظرَّة لم تَعهدها مِنهُ البتََة ، ثانيَة تَمُّر و إذ بيدِه تُغلِّف عُنقها و تَدفعُ بٍجسدِها تَخبطه بجِدار الحضيرَة بِعُنف " سأقتلِك لن أمد يَدي فَحسب " هسهس و هو يَخنقها بِقوَّة بأصابِعه حَتى إرتفعت أقدامها عن الأرض

أندرو سَقطت عَيناهُ عليهما مِن بَعيد و هو يَنظُر عبر المِنظار الذي بِحوزتِه ، تَبرقَّت زرقاوَتيه و شَهق " مالذي يَفعله بِحق اللعَنة ؟ سيقتُل الفتاة " صَرخ و نَزل من فوق التلَّة لِيركض مُسرِعًا في إتجاهِهما

ايليزا حاوَطت يدانِ جونغكوك التي تُحيطُ رَقبتها تُحاول إبعادِه و هي ترتعِش و تُنظر وَسط عَينيه الدامِعَة بِخَاصَتيها التي لا تَقِّلُ حالاً عنه ، غَديز رَكض ناحيتهما و مَسك بِكتف الآسيوي يَقوم بِدفعه " مالذي تَفعله ، اترك الفتاة " هسهس بِغَضب فإلتفت جُيون برأسه نَحوه و ميَّلهُ ببطئ

أفلَّت ايليزا حَتى سَقطت رُكبتيها تَسعُل بشدَّة و دَنى لاكِمًا الصَبي في مُنتصف وَجهه حَتى تحَطم أنفه المُستقيم ذاك " عاهِر " أخرَج سيفه من غُمضه و قَربه من عُنقِه لِيضغط بِتلك الحافّّة المُسننَة على بَشرتِه وَسط إمساك غديز لإنفه و صُراخِه المُتألِم

اندرو أتى راكِضًا و حَدق بايليزا الواقِعَة على الأرض تُدلِك رقبتها و تَسعُل بِقوَّة فإنخفض اليها و مَسك بأكتافِها يَشُّد عليهما " انتِ بِخَير ..؟ " نَبس بِقلق لِتومئ لهُ و تَرفع رأسِها نَحو جُيون الذي تَحدَّث بأرعَب نَبرة صَوت سَمعتها مِنهُ

إرتَعشت كًلّّ عَظمَّة كَونت كيانِها ذاك حَتى رُوحِها إنخضَّت وَسط جِسمها و كانَّها سَتُسلبُ مِنها في أيةِ لَحظة قادِمَة حَتَّى المُلازِم لَم يَقِّلُ رُعبًا عَنها ما إن إختَرقت اُذناه ما نَطقهُ جُيون

" إذًا .. حامِلٌ مِنك ..؟ "

•••

مَرحبًا مرحبًا ♥️
احوالُكم ايها الرِفاق ..؟

اشتقتُ لكم ..
لكم لم تشتاقوا لي بطبيعة الحال 🥲

دعونا نُحدد يَومين في الاسبوع نُنزل فيه التشابتَر
اُرشِّح يوم الاثنين و الخَميس .. مارأيكم ..؟

اذًا دعونا مع الاحداث .. كيف وجدتموها ..؟

ايليزا و حَملها و ظنّ جونغكوك الخاطِئ ..؟
هل ستخبره انهُ ابنه ام تتستر على الامر ..؟

برأيكم جونغكوك سيقبل بالطفل ان علم ..؟ ام سيفعل كما فعل مع لورَنس ..؟

توقعاتكم للقادِم ..؟

اهتموا بأنفسكم جيدًا و ايضًا ان رغبتم بمتابعتي على الانستقرام هُناك اخذ آراكم حول الرواية الحالية و القادِمة و انشر خواطر و ما الي ذلك ♥️

نلتقي في القادِم ان شاء الله ❤️




.
.
.




Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top