هَواجِس العِشق • 11 •

هواجِس العِشق || جُيون جونغكوك

اهلاً بِكم في الجُزء الحادي عَشر مِن رواية مَحاوِف الحُب

لا تَنسوا التَعليق بين الفَقرات ، أسعدوني لُطفًا لأقدم افضل مالدي ❤️

استمتعوا 🐣💚

•••

القائِد غادَر زِنزانة التي مَكثت فيها الأميرة و لازالَت هُناك تصارِع الوَجع الذي يَتخلل روحِها المُرهَقة ، أثناء مُغادرتهِ السِجن إلتقى بِطريقه أندرو الذي كانَ على وَشك النُزول الي ايليزا و يَرى وَضعها

هو كانَ قد سأل عَنها قَبل قليل و أخبروهُ بِضعة جُنود ماجَرى و أنهم القوها بالسِجن بأمرٍ من جونغكوك لِذا أراد فَهم مالذي حَدث تحديدًا مِنها و مُحاولة مُساعدِتها بِقدر إستِطاعَتِه

تَلاقى مع جونغكوك الذي تَوقف عن السَير و ناظَر عُيون أندرو الذي وَقف أمامهُ مباشرةً و قَال " قائِد جُيون " القائِد رُغم غَضبِه لَيسَ بإمكانهُ تَخطي أي شَخصٍ مِن العائلة الحاكِمَة فقال بِدوره مُحدِقًا بِعيون الإصغر الزَرقاء " اللورد لِيو "

إبتسم أندرو و شابكَ يديه خَلفهُ لِيومئ " عن اذنكَ ، سنتحدثُ بالخيمَة لاحِقًا " قالَ الأصغر بإبتسامتهِ الساحِرَة التي أسقطت قُلوب الجُنديات هُنا ، لا أحد يَستطيعُ إنكار وَسامة و جمال هذا اللورد الصَغير

" ساكونُ مُنشَغِلاً بِخيمتي ، نتحدثُ بالقَصر " تَلقى أندرو تِربيتَنين على كَتِفه مِن كَف القائِد الذي تَخطاهُ و أسرع بِدلوفِ خيمتهِ مُغلقًا الستائِر وراءِه

أندرو أدار رأسِه يُطالِع ظَهر جونغكوك فَقعد حاجِبيه بِخفة و أتم سيرِه نازِلاً نَحو الزِنزانَة ، حينَما كانَ يسيرُ نحو زِنزانةِ ايليزا ما رأهُ قادِم مِن نهايَة المَمر جَعلهُ يَقِف مَحلهُ مُتجمِدًا لِبضعة ثوانٍ

كَانت الأميرة و هي تسيرُ مُغادِرة البُقعَة التي رأت فيها أسوءُ كوابيسِها تَتحولُ الي واقِع أمام زَرقاوَتيها ، الدِماء كانت قَد كونت بُقعة جافة على جبينِها و ما بين حاجِبيها ، شعرِها مَنكوشًا و قَدميها بالكاد تَتحركُ و تَسير

كانَ واضِحًا انها بالكادِ تَعرِف أينَ تَسيرُ اساسًا ، عُيونها الشَهلية المُتورِمَة لا تَعرِف اينَ تَنظُر اساسًا ، شَكلُها صَدمهُ بِشدة و أول ما فَكَّر بِه انها تَعرضت الي التَعذيب ، أسرع بالرَكض نَحوِها و مَسكها مِن عِضدها لِينطِق بِسُرعة " م.. ما الذي يَحدُث معكِ ..؟ " وُضِحت نبرةً التفاجئ مِن صوتِه و الذُعر

سَمِعت ايليزا صوتهُ و رَفعت شَهليتيها التي خالَط بياضُها الأحمر ، ناظرت عُيونِه الزَرقاء و تَمسكت بِقبضَتها عَلى قَميصه لِتنبِس بصوتٍ مَليئ بالقَهر و الألم " كُل عِضيةٌ بي ، تودُ الإلتحاق بِعائلتي " هَمِست

قَرن أندرو حاجِبيه بِشدَة و قامَ بإسنادِها عَليه حينَما وَضع لها رأسِها على صَدرِه ، هو لَم يُدرك أنها قامَت بِلف يَديها حَول خَصرهُ و قامت بِعناقِه مُغلِقة شَهيلتيها المَجروحة كَروحِها و أعماقِها المَخدوشَة

أدركَ رَغبتها المُلِحَة بِعناقٍ يُشعرِها بالأمان فَلم يَكسِر نَفسِها و لَوى دِراعٍ حول كَتفيها و الأخرى أسندَها على رأسها يُطبطبُ عَليه مُطالِعًا الفَراغ خَلفِها

لِسببٍ ما كانَ يشعرُ بالتوتَر مِن هَكذا وَضع لِدرجة أن نَبضاتِه تَسارعَت بِشدَة ، ذَلِك أحست عَليه إيليزا التي قَرنت حاجِبيها بِخفة و رَفعت رأسها نَحوه تَنظُر بِعيونه فَقالت و دُموعها تَسلكُ مَعابِر خَديها " هَل انتَ ايضًا تُعاني مِن أمراضِ القَلب ..؟ " لِوهلةٍ كانَت نَبرتُها بريئة تَأسِرُ القَلب حتمًا

لَم يَتحكم بِضحكتهِ التي خَرجت مُتعِجبَة ثُمََ سَكنت مَلامِحه مُطالِعًا نَظراتِها البريئَة و مَلامِحها المُتسائِلَة تِلك فَقال مُتفتلاً داخِل حَدقتيها " لِما .. هل انتِ تُعانينَ مِنها ..؟ " امالَ رأسِه بِخفَة ماسِحًا على خُصيلاتها بِلُطف

" امم ، اعتقِد ان ذلكَ الآسيوي المُتخلِف السَبب ، مُنذ ان رايتهُ يَفتعلُ فقط الاشياء التي تَكادُ تُصيبني بِسكتةٍ قَلبية " هَتفت الأميرة قارِنَة حاجِبيها و عاوَدت إسناد رأسها على صَدرِ أندرو فَأتمت بِشرود " يُصبح الأمر مُؤلِمًا حينَ التَفكير بِبشاعتهِ مَعي "

اللورد ذا العُيون الزَرقاء بَقى صامِتًا يُخمِن إن كانَت الاميرة مُعجبةً بالقائِد الكوري ..؟ لَكنهُ نَفى ذَلِك تمامًا فالذي يَحدُث بينهُما مِن مُشاحنات لا يَتعلقُ كُليًا بالحُب و مُشتقاتِه ، بَعدَ صمتهِ إسترسلَ بالقَول " انهُ قاسٍ مع الجَميع "

أبعدها عنهُ مِن كَتفيها و أخرج مِنديلاً مِن جَيبه و إقتربَ مِنها يقومُ بِمسح الدِماء عَن جبينِها و ما وَسط عَينيها بينَما يعقدُ حاجِبيه فَنبس بِغضب " هَل قاموا بِتعذيبك ..؟ " أحس بايماءة الاميرة و عُيونها تُطالِع الفراغ دونَ غَيره

" لَم ارى في حَياتي عَذابًا أشدُ من الذي رأيتهُ ايها اللورد لِيو " هَمِست و رَفعت شَهليتيها اليهِ تُناظِر مَلامِحه الجَميلة " انا سيغمَى عَلي بعد قَليل .. هل يُمكن ان نواصِل الحَديث بعد الإغماء ..؟ " أتمت القَول و ما قالتهُ جَعل أندرو مُتعجبًا بشدَة حينَما اُغمى عليها فِعلاً و وَقعت بينَ يَديه

بَعد كُل حالةٍ هلعٍ او صَرع يَنتهي بِها الوَضع مُغمًا عَليها و ذَلِك الذي حَدث قبل ثوانٍ ، أندرو قامَ بِحملها بين ذِراعيهِ و غادَر بِها السِجن مُسرِعًا نحو خَيمة التَمريض حَتى يَتم عِلاجُ جُرحِ جَبينها قَبل أن يَلتهِب

جونغكوك بَعدما دلفَ الي خَيمتهُ قامَ بِفتح ازرار سُترتهِ العَسكرية و أزالها مُعلِقًا ايها حول كُرسيه خاصة مَكتبهُ ، أسند يَديه فوقَها و نَظر نَحو النافِذة الصغيرَة خاصة الخَيمة و ذاكرتهُ عادَت بِه الي الماضي

سَنواتٍ كَثيرَة عادَت بِه الي بُقعةٍ كانَ فيها مُواطِنًا في بَلدِه الحَقيقي ، حَيثُ كانَ وَليُ العَهد لِوالدِه المَلك جُيون جونغهيون مُترأسُ حُكم مَملكة غوريو العَريقَة

حيثُ كانَ بِعُمرٍ صَغير جِدًا ، رُبما كانَ يبلغُ العامين حينَها ..؟ كانَ لايزالُ في المَهد حينَما إستولَت اليونان عَلى مَملكتهِ و قُتِلَ والدِه في الحَرب ، إنهزمَت غوريو حينَها و أتوا اليُونانيون حَتى يَستولونَ على القَصر

كانَ جونغكوك ذا العامين مُلتفٌ بِحُضن أمه التي إختبئت بأحد زوايا جَناحِها تَضُم إبنها بِشدَة و دُموعها لا تَتوقف عن النُزول لِموت عَشيقُها و إنهزام إنبراطوريتِهم بِذلك الشَكلِ البَشع

إضافَة الي أنهُم حتمًا سَيقتُلونَ إبنها وليُ العَهد بِلا شَك ، بِقُربها كانت إبنتيها التوأم ذواتِ الخَمسِ سَنوات يَحتِضنانِ امهما و يَبكيانِ بِحرقةِ قَلب على مُغادرة أبيهِم بِلا عودتِه و نَحيبُ امهم و تَخبيطها على وَجهِها بإستمرار حَتى أدمَى

حينَها دَخل الأمير اليوناني الأكبر و قد كانَ وليُ العَهد و الي جِوارِه كانَ اخيهِ الأصغَر بالِغُ التاسِعَة مِن عُمرِه ، المَلِكة لَم تَرضى المَوت بسيفِ العدو بَل أكلت السُم و أطعمتهُ الي ابنَتيها لَكِن .. لم تَقبل قَتل ابنها الوَحيد و تركتهُ في المَهد لَعلهً تَحدثُ مُعجزَة تُنقِذهُ

وَجد الأميرَين المَلكة و أبنتيها مَيتَتين فوقَ السَرير فقامَ الأمير الأصغر بالدنو مِن مَهد وليُ العَهد فَوجدهُ جالسًا يُمسِكُ خِنجرًا بيدِه الذي وَضعتهُ امهُ لهُ قبل ان تُقبل على الإنتحار ، شَكل جونغكوك بِتلك الثانيَة ألانَت قلب الصَغير و إنحنى يقومُ بِحملِه و ضَمهُ لهُ

حينَها قَرر أخذِه مَعهُ الي اليونان و تَربية جونغكوك مَعهُ و ذَلك ما حَدث فِعلاً حيثُ تَربى جونغكوك مِن عُمر العامين مَع الجاليَة الكورية في اليونان ، كانَ يزورهُ الأمير الصَغير دومًا و يأخذهُ معهُ الي القَصر و يُعلمهُ أساليب القِتال

و كَبِر جونغكوك على ذَلِك النَحو ، تَربى بعائلةٍ بسيطَة بَعدما كانَ وليُ العَهد و حينَما بلغَ الخامِسَة عشَر عامًا غادَر الي الجَيش اليُوناني بِطلبٍ من الامير الأصغر و إنضمَّ ليكونَ جُزءًا مِن اليُونانيون

حينَها جونغكوك لَم يَكُن يَعلمُ سبب تواجِدُه بينَ اليونانيُون و كُل ما قيلَ لهُ أنَّ والديه قُتلا بالحَرب و هاجَروا بيه مع الجاليَة للحفاظ على حياتِه مع الكوريون

لَم تُحكى لهُ الحَقيقة الكامِلَة لكنهُ إكتشفها صِدفةً حينَما سَمِع الأمير الأصغر يَتناقشُ مع أخيه وليُ العَهد ، آن ذاكَ كان عُمرِه بالثامِنَة عَشر حينَما إرتَحل من الجَيش بِعُطلةٍ مُفاجِئة لِمدة يَومين مُكافئةً عَلى جُهودِه العاليَة

قَرر آن ذاك التَوجهُ الي صديقِه الأمير و قَضاء الوَقت سويًا ، كانَ الجَميع يَعرِف ان الأمير الصَغيرُ يُحِب و مُتعلِق بِصديقه الأسيوي جِدًا ، صَداقتهُما كانت تُضرَبُ فيها الأمثالُ دومًا

حينَما غادر جونغكوك الي القَصر و إقتربَ مِن جناحِ الأمير وَجد الباب مَفتوحًا قليلاً ، ما إستطاعُ رؤيتهُ هو وَليُ العَهد و صَديقهُ يَقفان قُبالة بَعضهِما و كانَ واضِحًا أن الأكبر غاضِب مِن أخيه الأصغر و هو يَصرُخ عليهِ

" انتَ عليكَ إخراجهُ من الجَيش إليكس ، مِن غير المُنصِف ادخاله بينَنا و انت و انا نَعلمُ جيدًا مَن يَكون ..! "

أليكس غَضِب مِن كلامِ أخيه و أرجع شَعرِه الي الوَراء لِيُشير على شَقيقهِ قائِلاً بإنزعاجٍ واضِح " انتَ تَعرِف جيدًا ان جونغكوك كانَ رضيعًا حينَما جَلبناهُ الي هُنا ! أي انهُ لا يَتذكر حَقيقة انهُ أمير اساسًا! انهُ لا يَذكُر شيئًا ..! "

جونغكوك بَدأت عُيونه تَتسِعُ بِبُطئ مِما سَمِع و شَعرَ بالدُنيا تَلتفُ عليهِ بِتلك اللَحظات ، ماذا يَقصد صَديقهِ بِكونهِ أمير .. اوليسَ هو مُواطِن ريفي كَما قيلَ لهُ دومًا ..؟ اليسَ ابن الفَلاح الذي غادر لِلكفاح و ماتَ بالحَرب ..؟

إبتلعَ ريقِه و إختبئ وراء الباب حَتى لا يَتمُّ رؤيتهُ و يَسترِق السَمع بشكلٍ أوضح و أقرب دامَ الأمر يَعنيهِ بالحَديث ، هو أنصَت لصوتِ وليُ العهد الغاضِب و صياحهُ على أخيه الأصغر " بَلى لا يَعرِف شيئًا لَكِن ما أدرانا انهُ لن يَعرِف ..؟ ما أدراني انهُ لن يَستدرجكَ بالحَديث و لَن تُخبرِه أنني قُمتُ بإغتصاب امهُ و هي مَيتة امامَ عَينيه ..! ها أخبرني ..؟ "

أليكس إبتسمَ ساخِرًا و نَبس هامِسًا " كُل ما في الأمر انكَ لا تَثِق بأخاك صَحيح ..؟ تَعتقد أن حُبي القوي لِجونغكوك يَغلبُ حُبي لكَ غابرييل ..؟ "

" ليسَ هذا ما اقولهُ .. لَكِن ما أعنيهُ انهُ .. انت تَعرِف ما أقصد ألكيس " قالَ غابرييل و عَقد حاجِبيه بِشدَة فسار جالِسًا على مَكتبِه و عَبث بِخُصيلاته الشَقراء مُغلِقًا عيناهُ بِقلق ، هو كُل ما يَرى جونغكوك أمامهُ يَتذكر أحداث تلكَ الليلَة

أما عن جونغكوك بِتلك اللحظَة ..؟
حَتمًا سَتُخطئ كُل الكَلِمات في وَصفِ شُعورِه عِند سَماعِه ما قيل ثانيتِها

دُموِعه لأول مَرة تَتسربُ بِغزارةٍ على وَجنتيه و كأنَّ جَمرٌ أخترقَ صدرِه و أشعَل مَشاعِره بِنيرانٍ لَم تُطفئِها حَتى مُرور الأزمان ..

ما حَدثَ حينَها أن أليكس مَن إستلَم عرشَ والدِه ، أما عن غابرييل ؟ فَهو مات بِطريقةٍ غامَضة و لا أحد يَعرِفُ عنها شَئ

جونغكوك كانَ اليدُ اليُمنى لِـ أليكس بِكُل شئ ، هو حتى لَم يُخِبره عَما سَمعهُ و إحتفظ بالحقيقَة بِصدرِه المُشتعل ، أصبحَ قائِد تلكَ الجُيوش و الأساطيل اليُونانيَة الضَخمة بَعدما أثبت ولاءِه و إخلاصِه الي المَملكةِ اليونانية عند الكَثير من المواقِف

و مِنها أن اليكس عَرض عليهِ أن يَحُكم كوريا لَكِنهُ رَفض و قَرر البَقاء الي جانِبه و مُساندتهِ ، وذَلِكَ الذي حَدث فِعلاً ، و للأن جونغكوك بعد موتِ أليكس و إستِلام ابنهِ العَرش لازالَ المُدبِر الأول لِهذِه الدَولة بعد رَحيل صَديقِه

حتى المَلِك لا يَستطيعُ النُطق بحرفٍ واحِد امامَ المَلئ لَو لم يَستشر جونغكوك

تِلك الذِكريات التي عادَت بِه بِفعل نَظرة ايليزا جَعلت عُيونهُ تَدمع للمَرةِ الاولى بَعد سَنوات او تَحديدًا بعدَ موتِ أليكس ، شَهليتيها بِتلك الأثناء ذَكرتهُ بِضعفهِ و هو يَستمِع لِكلام غابرييل القاسٍ و سُقوطِه المُؤلم على قَلبه

أصبحَ تنفسُه ضَيقًا بِشدَة ، تَعرُقِه بَدأ يتَكاثف وعُيونه الكُحلية تُمتلئُ بالمَدامِع ، لَطالما تَعمد الهُروب مِن تلكَ الحَقيقة المُؤلمَة ، تَمنى لَو انهُ فِعلاً ابنُ فَلاح على أن يكونَ ولي العَهد الذي قُتلت عائلتهُ على يَد الدولَة التي يَخدِمُها في الوقتِ الحالي

رُبما السبب الوَحيد الذي لم يَكُن يَلتمسهُ بنفسِه ، السَبب الذي يَجعلهُ يُبقي الاميرة على قَيدِ الحَياة لِحد هذِه الساعَة أنها تُذكرِه بِنفسه ، تُذكره بِجونغكوك الذي بِعُمر الثامِنة عَشر ، جونغكوك الذي كانَ بِعُمرها هي حالِيًا

نِسريتاهُ المُحملتانِ بأوجاعِ الماضي لَمحت مِن نافِذة الخَيمة أندرو و هو يُغادِرُ السِجن حامِلاً الأميرَة بين يَديه و يَدخُل بها خيمة التَمريض ، وَضع أصابعهُ بِشعره و خَلل أناملهُ بِخُصيلاتِه مُتنفسًا بِعُمق

سَحب كُرسي مَكتبهِ و جَلس عَليهِ سانِدًا مِرفَقيه على الطاوِلَة فأخذ يَفعل مساجًا لرأسِه بأصابِعه مُغلِقًا كُحليتاه فأنسابت الدُموع التي تَخزنت بِهما على صُورة ايليزا التي كانت فوقَ طاولتِه ، فَتح مُعتميتاهُ ببطئ و نَظر نحو ملامِح وَجهِها المُبتسمَة و الي ذَلِك الحِبر الذي سال و ذابت أعينُها بِفعل دَمعتِه

حَمل الصورة بينَ أصابِعه و نظَر الي مَلامِحُها تَسيلُ ببطئ و تَختلطُ الرسمة بِبعضها فَتبسم ساخِرًا و قام بالقبض عَليها بيده مُناظِرًا الفَراغ بِحدَة

•••

مساءًا

ايليزا بَدأت تَفتحُ عُيونِها رويدًا رُويدًا مُستفيقَة مِن إغماءِها الذي طالَ الي سَاعات ، لَم يَكُن بِقُربها أندرو الذي عادَ الي القَصر بأمرٍ مِن والدتِه ، كانت نائِمَة علَى الفِراش بأحد الخِيم و مصابيحٌ بِها الشُموع تُحاوِطُها

جَلست بِبُطئ مُزيحَة عنها الغِطاء لِتنظُر الي الجِوار و تُمسِك رأسها بيدِها بِتوجع فأغلقت شهليتيها " أكرهُ الصُداع " تَمتمَت و إستمعت لِصوت سحاب الخيمَة يُفتَح ، فَتحت مُقلتيها بسرعَة و نَظرت نحو الداخِل

اول ما إستظاعَت رؤيتهُ هو صينيَة بِها أصنافٌ مِن الأطباق و يدانِ قويتانِ تَحمِلان تلك الصينيَة ، إعتدلت بِجلستها و نَظرت صَوب وجهِ الداخِل لِتقون حواجِبها بشدَة ضاغِطَة بيديها على غِطاءِها

كانَ القائِد مَن دلفَ الخيمَة و معهُ الغِذاء لِجسدِ الأميرة المُنهك ، تَقريبًا منذُ ثلاثة ايام لم تأكُل إلا قَليلاً ، دلفَ الخيمَة و دَنى لِيجلس الي جانِبها مُناظِرًا شهليتيها التي تَلتهِمُ مُحياهُ بِحدَةٍ و غَضب

" و العياذُ بالله ، كانهُ غيرُ مُرحبٌ بي ..؟ " تَحدث دافِعًا بأحد حاجِبيهِ الي الأعلى و مُعتميتاهُ تنظُر تِجاه مَلامِحُها المُتجهِمَة " انهُ كَذلِكَ فِعلاً ..! " أجابَت بِكُل هُدوء و أبعدت عينيها عنهُ تُناظِرُ الفانوس أمامها

شعرت بالصينية توضعُ بِحجرها فَثقلت عليها أقدامها و فَردت ساقيها بعدما كانت تَثنيهما ، عَقدت حاجِبيها بِخفة و نَظرت نحو الأطباق لِتوسع زَرقاوتيها بشدَة و تُمسِك سريعًا بِقطعةِ الفُلفل المَحشية بالأرز و المفروم مُتناوِلَة اياها بِسعادَة ، حتمًا .. هي وجبتها المُفضلَة

تناوَلت واحدَة تِلو الأخرى لِتتمايل بِخصرها يمينًا شِمالاً و هي تُغلقُ عيونِها بإستِلذاذ مِن طُعمة الأكل الشَهيَة ، لِوهلَة نَست ان جونغكوك مُتواجِدًا قُربها و لَم تَلحظ نِسريتيه التي تَدخُل بِتفاصيل حركاتِها بِلا إستِأذان

جونغكوك كانَ مُتفاجِئًا مِن ردِّ فِعلها و سعادتِها الغَريبة بالأكل ..؟ هو راقَب وَسطُها النَحيلُ يتراقصُ لِلجهَتين و ما أبرزهُ أكثر ضيقِ ذاكَ الفُستان عَليها

أكلَت ايليزا كامِل الطَبق و حَملت المِلعقة لِتحتسي مِن الحَساء فَحينما تَبقى منهُ القليل مَسكت بالصَحن بِكلتا يَديها و رَفعتهُ لَها لتشرب مِنهُ و تَلعق شَفتيها و حوافِها مُصدرة اصواتُ إعجاب

وَضعت الطَبق بمنتصف الصينيَة و أخذت كأس العَصير لِتشرب منهُ و تَنظُر نَحو جونغكوك رامِشَة بِخفَة ، جونغكوك كانَ مذهولاً و لَم يَصدُر حِسهُ البتَة و كُحليتاهُ تتأمل كُل الذي يَبذُِر مِنها بِصمت

أنهت كوب العَصير و تركتهُ فوق الصينيَة لِتنظُر نَحوهُ قارِنة حاجِبيها مُجددًا " إعتقدت انكَ غادرت مُنذ زمن ..؟ لِما لازلتَ هُنا ..؟ " هَنفت بإنزعاج و مَسكت خُصيلات شعرها الذَهبيَة لِتجلبها الي الأمام تُغطي بها صدرِها

القائِد وَقعت أعينهُ على شَفتيها المُلطخةِ بِمَرقِ الطَعام ، مَررَ لِسانهُ على شِفاهه و قامَ بإبعاد الصينيَة عن حُضنها فَجلس الي جانِبها مُناظِرًا عيونِها الشهليَة " لكن نسيتُ اخبارِك انهُ مُعسكري ، كُل خيمةٍ هُنا هي لي " هَمِس لها

أزالت ايليزا الغِطاء عن قَدميها و إستعدت الي النُهوض قائِلَة " عَظيم و انا ساُغادر مُعسكرك اذًا " قالت قارِنة حاجِبيه و نَهضت مُتنحية مِن الفِراش ، ما لَم تَتوقعهُ هو إلتفافُ أصابِع القائِد على مِعصمها و جَذبه السَريع لَها الذي أدى الي وقوعِها بِمُنتصفِ حُضنه

جِسمها النَحيل تَموضعَ بِحجر جُيون الذي لَف عضدِه القوي على خصرِها المَنحوت ضاغِطًا بأصابِعه على نُحوله بينما اليد الثانيَة لازالت تُمسِك بِمعصمِها

" أنتِ لن تُفلتِ مني بِسهولة إيليزابيتا ، انا الوَحيدُ أعلمُ حقيقتكِ هُنا و إن عَلِم المَلِك هو حتمًا لن يَتركَكِ تَتنفسين " هَمس لها بِقُرب ملامِحها و هي تُحاول الإفلات منهُ مُتخبطة بِحُضنه

حينَما سَمعت ما قالهُ هدأ جِسمها عنِ الحَركة و ضَحكت ساخِرَة لِتُميل رأسها بِخفة و تقترب منهُ لِدرجة أن أنف كليهِما إلتَصق " ما رأيكَ أن اترجاك على أن لا تَفعل ..؟ " هَمسِت تُناظر كُحليتاهُ التي تَنعكِسُ عليها نيرانُ الشُموع

كانت أسِرة بِشدة ، جونغكوك إبتسم بِجانبية و نَظر نَحو شَفتيها القَريبة مِن خاصَتيه ثُمَّ رفع أنظارهُ الي عَينيها الشَهلية " حَتمًا انتِ تَتسابقينَ مع المشاكِل و المصائِب " هَمِس و أمسكَ بِكلتا مِعصميها لِيقوم بإرجاعهما الي الوراء

أزال ربطة شعرِه فقد كانَ شعرهُ طويلاً يربطهُ الي الأعلى بِشكل فوضوي جَعل مِن شَكلِه مُثيرًا لأقصى دَرجة قَد تَخطُر على عَقل بَشري ، قامَ بِربط مِعصميها خَلف ظهرِها بِربطتهِ و هو يَنظُر داخِل فاتِنتيها مُباشرةً

خافَت الأميرة و دَقاتُها تزايَدت مُقوِسة حاجِبيها لِتُحاول النفاذ مُحرِكة كَتفيها كَي تَفُّر مِنهُ لَكِنه الأقوى بِطبيعةِ الحَال

" ا..انت مالذي تَفعله ، دَ..دعني " قالَت بِقلق فَنظراته لا تُبشِّر بالخَير البَتة ، إنعقدت مَعدتِها عُقدًا يُصعب صهرُها بالنيران ، جونغكوك إكتَفى بالإبتسامِ بِهدوء و تَرك مِعصميها مربوطَتين لِيمسك بِخصرها ماسحًا عليهِ بإبهامِه

" لَكني .. لا اُريد " هَمِس و أرجع شَعرِها الي الوراء مُحدِقًا بِكتفها العاري ما إن انسدل خيطُ الفستان على عضدِها و برزت عَظمةُ تُرقوتِها ، التمس عُنقها باصابِعه البارِدَة فأقشعر بدنِها لِدفئ جِسمها مُقارنةً بِه

أغلقَت ايليزا عُيونها الشَهلية و ضَغطت على يَديها بأقوى ما تَملِك لِتصر على أسنانِها و تَهمِس بصوتٍ لَين " كُل ما أفعلهُ ليسَ عِنادًا بك و لا بِغيرك ، انهُ ردًا على ما فَعلتموهُ بي ، ما ذَنبي ..؟ ما ذَنبي انا جونغكوك " فَتحت زَرقاوتيها و نَظرت مُباشرةً داخِل كُحليتيه

لأول مرة القائِد اُذناهُ تَلقطُ حروف إسمِه مِن شَفتيها بِصوتِها الإنثوي ذَاك ، قَرن حاجِبيه بِخفة مُطالِعًا شَهليتيها التي تَتفتلُ داخِل حَدقيتيه و قَد كانَ الإنكسارُ واضِحًا داخِلهُما ، رُبما هذِه ثاني مَرة يَلتمسُ نَفسهُ مُنتصفِهما

" انا .. انا مُجردُ أميرة لَم أتعلَّم أن اكونَ ذَليلة بِحياتي ، طيلَة عُمري اُخطط لِليوم الذي ساُغادر فيه قصر ابي أميرة لأذهب لقصرٍ أخر " هَمِست بِضيقٍ و هي تَشعر بإنقبضاتٍ بِقلبها تُقطِعُها " لقصرٍ اكونُ انا مَلِكتهُ ، لا ان أجِد نفسي جارِيَة في مَكان الكُل يَتمنى فيه مَوتي و ذُلي و إهانتي ، انا مُنذ اتيت اُحاول النفاذ مِن شماتة الجَميع بي و مِنهن الجواري الذينَ كانوا يَخدموني اصبحت مِنهُن ، هل أصبحَ نَسبي مِن السُلالة المَلكيَة نُقمة ..؟ "

أحرُفها التي تُكوِّن كَلِماتها بدأت تُكوِّنُ دموعًا في جُحورِها ، كانت الخَنقة تَنحبِسُ في حلقِها لِتبتلعُ جُعبتها " لِما لم تَقتلوني مَع الجَميع ؟ لما لَم أمُت مع عائلتي ..؟ لما انا هُنا " هَمِست بِقهر و إنسدلت دُموعِها على خَديها ساخِنَةٍ كَسخونة صَدرِها المُتوجِع " إعتقدتُ انكَ ستكون أكثر رحمةً بي ، لانك مُغترب لَكِن الصدمَة ، انني عُنفت منك أكثر مِنهُم بالرُغم مِن أنهم اعداءُ بلدي "

جونغكوك كانَ صامِتًا و هو يُنصِت لأوجاعِها تارِكًا لها مِساحتِها في التَعبير عن ما بِخاطِرها ، كانت كَلِماتِها تَحفِرُ بِمكانٍ ما في صَدرِه و تَصل الي أعمقُ ما تُريد ، سودويتاهُ تَنظُر الي دموعِها التي تَتكونُ كُلما نَزلت الاولى تَلحقُها الثانِيَة

" لا أعلم كم مرَّ على وجودي هُنا ، لَكِن الذي أعلمهُ اني أختنِق يومًا بعد الأخر و أشعُر اني سأموتُ قريبًا على هَذا الحال ، أرجوك ابتعد عني! اتركني و شأني و انا لَن اظهر بِوجهك مُجددًا .. فقط سأبتعد لإني انكسرتُ اكثر مِما يَجب ، يَكفي موتُ عائلتي الذي كَسرني ، يَكفي قتلكَ الي حَبيبي و زَوجي أمام عُيوني بأبشعُ الطُرق! يَكفي هذا ثَقيل عَلي اُقسم انا لا أنامُ الليل مِن الكوابيس اقسمُ لكَ اني لا أنام ساعتين على بَعضهِما ، انا فَقط صغيرة لأتحمل كُل هَذا ، انهُ عبئ لن يَزول مهما مَرت السَنوات لا تَزدهُ علي أكثر "

نَطقت بِغصة و صوتٍ مُختنق و دُموعها تَستمر بتَبليل خَديها مُقطرة على يَد جونغكوك التي عند عُنقها ، القائِد إنتفض لِدمعتها التي وَقعت على إصبعه و قامَ بِجذب أصابِعه سريعًا مُطالِعًا عُيونها المُعاتِبَة ، شَهلتيها التي كانت تَلومَهُ بِكُل شَئ يَحدُث مَعها لِحد هذِه الثانِيَة

أخرج خِنجرهُ مِن خلفِ بِنطاله و طالَعت الأميرة ما بِيده اليَمين لِتقوس شَفتيها مُغمِضَة زَرقاوتَيها " على الأقل تَمنيتُ أن أرى طِفلاً لي .. قُلت اني سأموتُ قريبًا لَكِن لم أتوقعُ بِهذه السُرعة " هَمِست بصوتِ مُرتجفٍ باكٍ و هي تَرتعِش

جونغكوك ضَحك بِخفة على نَبرتها و قَد كُحليتاه بِها القَليلُ من الدُموع التي أخفاها عَنها ، لا يَعلَمُ لِما أثرت بِه الي هَذِه الدرجة التي دَمِعت لها عُيونِه فيها ، مَسح بظاهر يَده دُموعِها حتى لا تَلحظها و قَرب خِنجرهُ مِن ربطةِ شَعرِه فقامَ بِتقطعيها بِحذرٍ حتى لا يَجرحُها

فَتحت ايليزا عُيونها بِبُطئٍ و هي تَشعُر بِيديها تَنفك لِتُحرر مِعصميها مُدلِكة إياهُما بِتوجع فَنظرت الي القائِد " هَذا يَعني انكَ لن تَقتلني ..؟ " أمالت رأسها بِخفة و أزالت عنها الدُموع مُتنفسة بِعُمق لِتزفر تِلك التَنهيدة المُؤلمة التي عَلقت في صدرِها طَويلاً

" لَم أكُن أعلم انكِ باكِيَة " أردفَ جونغكوك و أبعدها عنهُ لِيستقيم نافِضًا ثِيابه فقامَ بتخبئةِ خنجره خلفَ بِنطاله ، رَفعت ايليزا رأسها اليه و هي جالِسَة على فِراشُها تُناظِر حَجمهُ الضَخمِ مُقارنةً بِها ، شَعرت بالخَجل مِن نَظرها الطَويل و أخفضت بَصرِها الي الأرض

القائِد وَقعت كُحليتاهُ على خَجلِها و إستمَّر واقِفًا مُستلطِفًا إياها ، إنحنى جالسًا القُرفصاء و نَظر بِملامِحها المُحمرَة مِن البُكاء ، مَدَّ يدِه و مَسك بِذقنها لِيرفع رأسُها المُخفض اليه و يُطالِع شَهليتيها اللامِعة بِفعل لؤلؤ دُموعِها

" لَكِني لَن أدعُها في خاطِري " هَمِس و نَظر نَحو شَفتيها المُنتفخة لِيُغمض عَينيه و يَقترِبُ مِنها بِبُطئٍ حَتى قامَ بالشُعور بِنسيجِ ضِدَّه

- لَم تَكُن الأولى لي .. لَكِنها الأولى لِقلبي -

•••

اهلاً اهلاً ايها الواتباديون 😀💓

تاخرتُ عليكم صحيح ..؟
لو كنتم معي في الانستقرام كنتم علمتم السبب :)

المُهم رايكم في التشابتر .. توقعتم ماضي جونغكوك ..؟

بداتم ترون جانب اخر من ايليزا صحيح ؟ ليست دومًا قوية و مُثابرة

اكثر جُزءية نالت اعجابكم ..؟

ماذا عن أندرو ..؟ 😀

صحيح مرت عدة تشابترز لم اتكلم فيها عن الذي جرى بين الفتاة و تايهيونغ بالمخيم .. ساتحدث عن ذلك قريبا لتفهموا اللغز

نلتقي يوم الجمعة ان شاء الله ❤️💫

.
.











Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top