Chapter 6


بعد أن مرت ليلته دون نوم إضطر فيها إلي أخذ مهدئ و الذي لم يجدي نفعاً كذلك ، ها هو يقف مع رفيقه بالاضافة لحاتم و حسن بينما أولياء أمورهم يجلسون علي المقاعد أمام المدير .

أمجد رفع نظراته لفارس الذي أبعد عيناه عنه ، لاحظ ساهر الأمر لكنه فضل الصمت ليقاطعهما حديث والد حاتم بكل تكبر :
" سيد حامد ، إبني لا يمكنه فعل ذلك ، ربما هذان الاثنان من بدءا الشجار ."

رفع ساهر حاجبه في تهكم و هو يطالعه من الأعلى لأسفل ثم ينظر للمدير قائلاً :
" أستاذ حامد هل يمكنك جعل أحدهما يخبرك ما حدث بالتفصيل ؟ "

نظر له المدير و ابتسم :
" أجل ، لكن من رأيي أن أستمع للأربعة ."

إبتسم ساهر بينما نطق أمجد مؤيداً :
" ذلك سيكون جيد سيد حامد ."

كاد والد حاتم يعترض لكن والد حسن نظر له بنظرة رافضة ، طلب المدير من حسن أن يتقدم ، ففعل قائلاً بارتباك :
" نادر ، نادر من قام بالمشاجرة أولاً ، أنا فقط كنت أدافع عن صاحبي .."

" حاتم تعال لتتحدث ."
قاطع المدير يطلب من حاتم أن يكمل ففعل و هو ينظر لوالده :
" أمس حين كنت بدورة المياه قابلني نادر و فارس .. تجاهلتهما لكن نادر دفعني و سخر مني ... "

" تقدم يا نادر تحدث ."

تقدم المعني بهدوء بينما تراجع حاتم بغيظ من مقاطعة المدير لكلامه ، تنهد نادر بعد أن توقف يحدق بالمدير بهدوء :
" أول شيء أريد اخبارك به يا أستاذ أن فارس ليس له علاقة بما حدث أمس .."

ضيق حامد عينيه متهكماً :
" و كيف وصل إليكم ؟ "

نظر نادر لفارس ثم للمدير و قال بهدوء :
" لأنه وصل إليّ حين علم بما يحدث بيني و بين حاتم و حسن .. هو أراد حمايتي لكنه لم يؤذي أحد لأنه و كما يعلم الجميع بالمدرسة أن فارس يتجنب الضوضاء و الفوضى الا أنه جاء لأجلي ."

صمت للحظات ينتظر أن يتحدث المدير الذي حدق فيه بصمت و كأنه يدرسه ثم نظر لفارس و سأله :
" فارس هل هذا صحيح ؟ بكل صدق ."

أومأ فارس مجيباً بخفوت :
" أجل ."

نظر حامد لنادر :
" أكمل .."

" لكن سيدي هذا كذب! "
تدخل حاتم هاتفاً لينظر له المدير بحدة :
" لا تتجرأ و تقاطعني ."

تراجع حاتم بقلق بالغ بينما نظر المدير لنادر الذي أكمل :
" أخبرت فارس أني ذاهب لدورة المياه ، هناك حيث قابلت حاتم ، و كما أخبرك حاتم أني دفعته! .. ببساطة كلام حاتم ما حدث بالفعل لكن بالعكس ، ففارس لم يكن معي ، و حاتم من بدأ المشاجرة و حسن معه يساعده ."

أومأ المدير قائلاً :
" اذهبوا لفصلكم ، سنناقش الأمر مع أولياء الأمور ."

أومأ أربعتهم ثم غادروا بينما ظلوا يتناقشون بالأمر و انتهى بهم بأنه سيخصم من علامات حاتم و حسن لأنهم من بدأوا الشجار بينما نادر و فارس لا .

بعثر ساهر شعر أخاه مبتسماً :
" كن راضياً الآن فقد عاد حقك ."

اتسعت ابتسامة نادر و همَّ بمعانقه شقيقه الذي بادله بابتسامته ، كان فارس يحدق فيهما بصمت ، لما لا يجد من يعانقه و يدافع عنه كذلك؟

خرج من فكرته علي ساهر الذي ربت علي كتفيه قائلاً :
" شكراً لك يا فارس علي وجودك بحياة نادر ."

" هو أخي ."
همس ليفاجأ بعناق من ساهر لم يبادله فيه بل تركه حتي يبتعد عنه ، ما إن فعل حتى جلس فارس بمقعده منتظراً انتهاء اليوم .

عاد فارس لمنزله ، كان مراد خلفه تماماً ، ضيق الأصغر عيناه لملامح فارس المكفهرة ، أليس سعيداً أنه تمت تبرئته من ذلك الشجار ولم يعاقب؟

" فارس إنتظر ."

تجاهله فارس و هو يدلف لغرفته ، يصعد علي السلام بخطوات غاضبة ، لا يعلم سببها لكن هناك شيء خانق داخله يود افراغه ..

" فارس.؟"

تلك المرة توقف لا إرادياً ، تبعثرت أنفاسه ظناً أنه يتخيل ، لم يستطع سوى الالتفات ليعلم إن كان يهلوس!! ، توسعت حدقتاه بصدمة اجتاحت كيانه ، و أمام باب الدخول كانا يقفان بجانبهما حقائبهما ، كل من بالڤيلَّا إجتمعوا مصدومين كذلك لكن فرحين بالرجوع ! إلا هو ، فكان الغضب أكثر ما يملئه من الداخل لكن لم يظهره ملامح الصدمة المرسومة على وجهه ، مشاعر كثيرة إختلطت داخله ، هل هو يحلُم ؟ .. أقلة نومه لأكثر من أربع أيام السبب؟!

ابتسامة دافئة زينت وجه سالم و هو يحدق بصغيره ، يراه و هو قد كبر ، تركه طفلاً بالتاسعة و أتاه مراهقاً بالرابعة عشر ، كان سعيداً به!

لكن فارس لم يكن سعيداً أبداً ، كان يستحوذ عليه عدة أفكار مختلطة لا يفهمها ، حتي شعر بدموعه تبلل وجهه ، فقد كان يعلم أنهما والداه رغم تغيرهما البسيط !

تلك اللحظة أتته تلك الذكرى ، حين كان بالتاسعة ، كان يخاف من كل شئ ، منطويٍ علي نفسه في غرفته التي لا يدخلها سوى والداه ..قرر في لحظةٍ ما أن يغادر غرفته و كأن شعوراً يطلب ذلك ، و يا ليته لم يفعل إذ به يتفاجأ بوالديه يغادران بحقيبة كبيرة ، فنزل أول درجات السلم يسألهما ببراءة :
" أبي .. أمي .. أين تذهبان دوني؟ "

ناظراه بنظرات أسفٍ و ألم لم يفهمها الصغير الذي قرر الركض ليصل إليهما ، لكنه ما إن خطى أخر درجة سُلَّم حتي تفاجأ بعمه أمجد يحمله مانعاً إياه عن الوصول ، ثم رفعه ليعانقه بقوة متجاهلاً حركاته العنيفة ، شاهدهما يغادران دون النظر إليه رغم صراخه بكل قوته و بكاءه لم يتنازلا عن قرارهما لأجله !!

" فارس؟ "

خرج من تلك الذكرى علي صوت والدته ، رغم حنان صوتها الا أنه تراجع للخلف ، لم يلبث أن إلتفت ليهرول إلي غرفته ، تعثر فسقط علي الدرج لكنه عاد لينهض متجاهلاً صراخ والديه باسمه!

دخل غرفته و أغلق بابها من الداخل ، تراجع بثقل للخلف ، شعر بهاتفه بيده فرفعه ، كان انعكاس وجهه الغارق بدموعه علي شاشة هاتفه قبل أن تضيء .. لم يجد سوى أن يتصل بنادر .

" نادر ..."

سكت ، لم يستطع التحدث ، هاجمته غصة تمنعه عن الحديث مما جعل نادر يفزع لنبرة صوته ليسأله بقلق بينما يفكر أنه قد كان معه منذ دقائق فقط:
" فارس ! لتهدأ و أخبرني ماذا حدث؟"

" لقد عادا .."

لم يفهم نادر من عادا؟ .. حتى شهق فارس بانهيار :
" عادا بعدما تعودت علي عدم وجودهما .."

توسعت عين نادر حين فهم مقصد حديثه لينطق بقلق :
" فارس إن كنت واقف إجلس و حاول أن لا تبكي .. إهدأ ."

" نادر .. قلبي يؤلمني."

همس فارس بوهن و ألم مفاجيء و لم يستمع لطلب صاحبه الذي أجاب مترجياً :
" أعلم ، لكن أرجوك إهدأ ."

كان فارس قد هدأ لكنه أجاب بوهن بينما يعانق كفه وجهه:
" أنا دائخ .. "

فزع نادر ، لم يعلم ماذا يمكنه أن يفعل ، سمع لحظتها طرقات علي الباب فعلم أنهم أسرته تطلب منه فتح الباب ، فنطق مترجياً مرة أخري :
" فارس أرجوك إسمع الكلام ، حاول أن تصل للباب و تفتحـ..."

جفل حين سمع صوت رجة بالأرض بالطرف الأخر ، حينها علم أنه إنهار ، فقد كانت يعلم أن فارس ينهار إن إشتد الضغط عليه ، فترك هاتفه و خرج مسرعاً لشقيقه يطلب منه أن يذهب لفارس و قد أخبره ما حدث !

كسروا الباب و قد تفاجئوا جميعاً به مرمي أرضاً ، تقدم والده مسرعاً نحوه لينتشله عن الأرض ، حاول إيقاظه لكن دون جدوى فحمله واضعاً إياه علي السرير ليقول سالم مخاطباً زوجة ماجد :
" أميرة أعطني بعض الماء أرجوكِ ."

ذهبت لتفعل بينما اقتربت أميمة لتمسح علي خصلات صغيرها بألم قائلة :
" نحن السبب بما وصل إليه ابننا ."

نظر إليها سالم قائلاً بأسى :
" هوني عليكِ يا أميمة ، أعرف أنه غاضب منا لكن يوماً ما سوف يتفهم ما فعلناه ."

بعد ساعة كان قد جلس سالم بجانبِه أميمة التي كانت حزينة بشأن فارس الذي لم يستيقظ بعد ، تقدم منهما أمجد و جلس بجانب شقيقه الاصغر :
" سالم ، ألن تخبره عن السبب؟ "

نظر سالم لأمجد و تنهد بقلة حيلة .. ما فعلاه كان لأجله قبل أن يكون من أجلهم .. لكن هل فارس قد يتفهم الأمر ؟

" لا يا أخي ، فارس لن يصدق ذلك السبب ، لأن تلك السنوات كانت كفيلة بأن يحقد علينا .. هو الآن فقط يحتاج لأن نبقى إلى جانبه ."

قال و هو يمسك بيد فارس ، لحظات من الصمت أطبقت بقوتها علي الغرفة ، و قد لاذ الجميع بالصمت ليقاطعهم جلال قائلاً :
" سالم ، أود إخبارك بأمر مهم .."

نظر إليه سالم مهتماً ليردف أباه قائلاً بجدية :
" الطبيب عامر هو من يتولى أمر فارس ."

تغيرت نظرة سالم للضيق قائلاً :
" ألم تجدوا غيره؟ .. أبي تعلم ما بيننا صحيح؟ "

تنهد جلال يومئ بنعم ، فكشر سالم في حين أردف والده بضيق :
" يا سالم ، سبب فعلي ذلك لأنه قد يكون الوحيد من يستطيع التعامل مع إبنك ، أنت لا تعرف كم رفض من أطباء منذ أن غادرت!! .. عامر الوحيد من استطاع ترويض طفلك و التعامل معه!! .. حتى أن فارس فتح قلبه إليه ! ."

نهض سالم قاطعاً الكلام بغضب:
" إفعلوا ما تروه مناسباً ، لكني لست ملزماً بالتعامل معه ."

خرج من الغرفة و تبعته أميمة تحاول تهدئته ، ففتح فارس عينيه و إعتدل بجلسته مفاجئاً جده و عمه أمجد و ماجد الذي نطق مندهشاً :
" كنت مستيقظ؟! "

وضع فارس يده علي جبهته حين أحس بالصداع مستنشقاً الهوء بعمق يزفره براحه ثم نظر لعمه هامساً :
" ماذا بينه و بين دكتور عامر؟ "

نظر ماجد لأمجد ، يبدو أنه لم يستيقظ الا بعد ذكرهم عامر ، فتنهد ماجد و ابتسم و هو يقترب من الفتى يربت علي رأسه :
" ليس لك صلة بالأمر لذا إرتاح الآن و غداً نتكلم ."

" لا أريد .."

همس و هو يغادر السرير لكنه جلس علي الطرف ممسكاً برأسه ، فلمس أمجد جبهته بظاهر يده ثم قال :

" حرارتك مرتفعة .. ماجد أعطني دوائه ."

دخل سالم لحظتها ثم توقف حين لمحه مستيقظاً ، لكن ما إن رآه فارس حتي أبعد وجهه و همس لعمه بضيق :
" عمي أمجد ، لا أريد رؤيته "

نظر أمجد إليه ثم إلي سالم الذي فهم الأمر ليتنهد و يلتفت يغادر بصمت .

فقال أمجد مستاءً :
" فارس أنت تظلمهما .."

ناظره فارس بعبوس ، و لسان حاله يقول 'من ظلم من؟! '

بعثر أمجد شعره و هو يردف :
" أحياناً تصل إلينا الصورة عكس ما نراها ، ثم نكتشف الحقيقة و أننا كنا علي خطأ ."

" ماذا تعني؟ "

سأل فارس مضيقاً عينيه فأبعد أمجد خصلات الأصغر الداكنه خلف أذنه و هو يجيبه :
" حين تكبر ستفهم ما أقول "

أخفض فارس عينيه ، في حين إقتربت مريم منهما لتجلس إلي جانبه تقاطعهما بمرح و بيدها الدواء :
" لا وقت للحديث ، الدواء يا فارس ثم النوم ."

ابتسم أمجد فزوجته تستطيع التعامل معه ، زادت ابتسامته بقلة حيلة حين نفي فارس قائلاً بقرف :
" أنه مُرْ ، لا أريده! "

لكنها أمسكت أذنه و نطقت مصطنعة الحزم:
" ستأخذه أيها الشقي ، لا تناقشني! "

" أنا بخير عمتي! "

قال بخوف و هو يبعد نفسه عنها لكنها ردت باصرار :
" كي تشفى ، تناوله!! "

إلتفت أمجد يخرج ، رغم أنهم يحبونه الا أنه لا يرى الأمر بمنظور واضح!!

توقفت خطواته عند باب منزله و هو يغادر للشركة حين وجد ساهر و بيده نادر الذي أفلت يد شقيقه ليعبر من جانبه نحو غرفة فارس دون أن يلقى التحية! لكنه تجاهله فهو يعلم أن فارس كان يكلمه قبل أن يفقد وعيه ، رفع هاتف فارس بيده ثم نظر لساهر ملقياً الهاتف قائلاً و هو يهم بالمغادرة :
" أعطه لفارس ، لا تخبره أنه كان معي ."

ثم غادر مبتسماً تحت عقدة جبين الشاب الذي لا يفهم لما طلب ذلك منه؟!

أمران جعلا الابتسامة تملأ ثغر أمجد ، تلك الصور المسروقة من هاتفه عن سالم و أميمة بالاضافة لصور مرسومة بيد فارس تم إلتقاطها بكاميرة هاتفه ، ثم الأمر الاخر الذي جعله تحتله راحة بال حين رأي أنه حاول أن يتحدث مع عامر ، بل و قد بحث عنه حتي وجده و أرسل له أنه يحتاجه !!

*
*
*
يتبع..

فصل سريع 😃❤️

و ظهر والدا فارس، حبيبا قلبي 😂❤️
سالم و أميمة والله يتحطوا في برواز ❤️✨

لكن فارس منزعج منهم 🙂❤️

و التقييم لا تنسوا 😋❤️

و الي اللقااء ❤️

*****


صورة مقاربة لفارس ❤️✨


صورة مقاربة لسالم ❤️✨

صورة مقاربة لأميمة 😂❤️✨
لكنها محجبة و بما اني لم أجد فوضعت هذه حتى أجد محجبة تشببها 😂❤️

صورة مقاربة لملامح ساهر و نادر ❤️✨

دا نخليه فارس و هو صغير 😂❤️✨

......


مين فاكرهم؟!! 🙂❤️✨

.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top