Chapter 23
ما زال الأمر يرهق عقلي ، كيف لأمر واحد فقط أن يرهق العقل و القلب بتلك الطريقة ، كانت تحيطني الكثير من المشاعر المؤلمة التي تسعي لإتلاف قلبي .. أمس حين جاء عامر طلبت منه الذهاب لنادر ، هو وافق مما جعلني أطلب قبل ذلك أن أذهب لأحد المتاجر التي نزورها انا و نادر إذا إحتجنا شئ فوافق كذلك مما جعلني سعيداً ، سعيداً لاني سأراه و حزيناً لأني سأري تلك الجروح التي تسببتها له بسبب إهمالي !!
كم أنا نادم ! ينهشني شعور الندم بقوة ، فأنا سبب ما حدث له ! لأنه أنقذني!
كطفل صغير نزلت من السيارة أركض نحو المشفى ، وصلت للرواق و لم أهتم لأحد و أنا أتجه ناحية غرفته و حين وصلت انقبض قلبي و اختفت ابتسامتي ، صوت انذارات الأجهزة أعلنت مدى سوء حالته ، لم أشعر بكم من الوقت مضى حتى خذلتني قدماي و أنا أنتظر منهم أن ينتهوا و يخبرني أحدهم بـ أنه بخير!!
لم أشعر بقدوم عامر الذي انحني نحوي يرفعني لأقف ، ثم حاول سحبي معه لكني انتبهت إليه فحاولت سحب يدي من يده لكنه نظر إلي غاضبًا محذرًا إياي بنظرته ; تلك التي لم أرها منه أبدًا من قبل بينما يخاطبني :
" لنأتي في وقت أخر ."
هززت رأسي بقوة و سحبت يدي منه هامسًا بينما أتراجع بعيدًا عنه ، فلا يمكنني ترك أقرب شخص لي في أزمته :
" لا تقلق لن أنهار ."
و رغم قولي ما يفكر به الا أن دموعي إنزلقت و أنا أسمع ضجيجهم بالداخل ، إلتفت تاركاً إياه يحدق بي دون أن يفعل أي شئ ، وقفت أمام النافذة ، لمستها و كأني أحاول إختراقها ، لا يمكنه رؤيتي ضعيفاً ، هو يحتاجني ! أنا واثق أنه يسمعني! .. إقتربت بوجهي و حدقت به بحزن لأهمس :
" أعرف أنك لن تتركني ، ليس بعدما تعلقت بك .. نادر لا تتركني .. لا تترك صديقك وحيدًا يا نادر فمازلت أحتاجك! "
سمعت ضجة خلفي لكني لم أهتم ، ثم صوت ساهر لأبتعد عن النافذة و ألتفت نحوه ، كان يجلس على إحدى المقاعد يحدق بما خلف النافذة حيث الغرفة ، أدركت من ملامحه كم هو فزعًا و خائفًا .. ربما لأن هذه تشبه ملامحي ، لهذا إقتربت منه ووقفت بينه و بين رؤية أخاه لأقول بخفوت متكلفًا إبتسامة مزيفة :
" لا تقلق .. متأكد أنه.."
وجدته قد جذبني برفق و قد أجلسني إلى جانبه ثم عانقني فاختفت ابتسامتي ، لقد ظننته سيقتلني لأني سبب ما حدث لأخيه ، فخابت ظنوني أكثر و أنا أسمعه يهمس بأذني بارتياح :
" الحمدلله ، لقد عاد ! "
دون أن أتركه حولت نظري نحو الغرفة و خلال النافذة الزجاجية وجدت الهدوء طاغياً على الجميع و الابتسامة تعلوا وجوههم ! قبل أن يخرج أحد الأطباء يوجه كلامه لساهر :
" لقد عادت حالته للإستقرار لكن ليومين إضافيين سنبقيه بالعناية و لن ننقله لغرفة عادية الا حينما تصبح علاماته بأحسن حال."
ما إن سمعت ما قاله حتى ابتعدت عن ساهر و اتجهت ناحية الغرفة ، لم أهتم بأحد الموجودين بالغرفة بينما أتجه نحو نادر لأجلس إلى جانبه ، لم يوقفني أحد ، تركوني .. حدقت بوجهه و قد كان هناك شاش ملفوف حول رأسه بينما خصلاته الشقراء الغامقة تغطي جبينه فأمسكت يده ثم فتحتها ووضعت فيها شئٍ ما لأغلقها ثم تفاجأت به قد حرك إصبعه ثم بدأ بفتح عينيه ليحدق بالسقف .. لم أتحرك كنت مصدومًا .. هل أنا أتوهم؟
حولت نظري للأخرين ، مهلاً لقد تركونا بمفردنا ، فحولت عيناي لأجده يحدق بي فتسارعت أنفاسي بصدمة ، غير مصدق !
حرك شفاهه بابتسامة ضعيفة دون أن يصدر صوتاً لكني فهمته ، فابتسمت ، أنه يخبرني أنها جميلة ، لم أتمالك نفسي و أنا أقترب منه لأعانقه بقوة ، بدموعٍ تنزلق بصمت ملئ بالسعادة ، هو هدأ بعدها فابتعدت لأجده قد عاد للنوم ، فنظرت إلى يده ، كانت مغلقة .. تحتوي ما بداخلها ، فنهضت و ابتعدت خطوات عنه دون أن ..
" فارس أنت بخير؟ "
انتبه على صوت عامر الذي ربت على رأسه بقلق حين رأي دموعه و هو جالس على طرف السرير ، رمش فارس و حدق بوجه صاحبه !! لتزداد ملامحه تجعدًا فيقول بتعجب :
" لقد استيقظ! "
ناظره عامر بصمت مستغرباً جملته ، لقد كان معه منذ أن دخل للغرفة ، فرد عليه :
" متي فعل ؟ أنا هنا منذ دخلت الغرفة ! "
هل كان يتوهم؟! .. كان عقله الباطن من يخدعه؟! لكنه رآه! رأى ابتسامته! احتضنه!
أراد فارس أن يخبره لكنه قرر أن لا يتحدث الا أن عامر كان قد أدرك ما حدث حين حدق بملامح وجهه ، لكنه فضل أن يتجاهل الأمر و قال :
" فارس لنغادر ."
لم يلبي طلبه بل ظل شاردًا بوجه نادر ،و كأنه ينتظره أن يستيقظ مرة أخرى ، أن ينهض و يخبرهم أن ذلك كان حقيقي!!
أمسك عامر بكتفيه وجذبه لينهض معه ، لم يجادل فارس ، كان هادئاً و هو يغادر بصحبة عامر حتى إستقلا السيارة بينما بقى ساهر مع أخيه بالمشفى .
" ماذا رأيت هناك يا فارس؟ "
حين وجده شارد قرر سؤاله ذلك السؤال ، لحظات حتى أجابه شاردًا :
" كان ينظر لي ، ابتسم لي بعدها و أخبرني أن هديتي جميلة ."
احتكت السيارة بقوة إثر توقفها بشكل مفاجئ من قبل عامر الذي صُدم مما قاله للتو فنظر إلى فارس الذي انزعج من فعلته وهو يتابع تحديقه بالخارج دون النظر نحو عامر .. حل الصمت للحظات ، عامر يفكر و القلق لا يظهر على ملامحه حتى عاد ليشغل السيارة و يسير للمنزل ، بعد نصف ساعة كان أمام بوابة الفيلا ، ترجل من السيارة و نظر لفارس حيث كان لازال شاردًا فناداه قائلاً :
" فارس لقد وصلنا ."
انتبه فارس لصوته و للمكان ; فتنهد بتعب و هو يغادر السيارة بغير رضا ، لكنه ما إن أغلق الباب خلفه حتى استند عليه و هو يغمض عينيه بضيق، فاقترب منه عامر بقلق طفيف يسأله بهدوء :
" هل أنت بخير؟ "
ففتح عينيه بارهاق لتظهر هالاته السوداء أكثر وضوحًا قبل أن ينفي قائلاً :
" انا بخير ."
لم يجادل عامر بل أمسك بمعصمه و سار الاثنان لداخل الڤيلا ، و أثناء ذلك سأله :
" فارس هل أبقى معك؟ "
لكنه أجاب بتعب :
" أنا أريد النوم ."
لم يتكلم مجددًا ، سيتركه على راحته الا أنه توقف ليتوقف فارس تلقائياً بدوره، و الاخر يقول :
" فارس أرجوك ، لا تقبل أن يحدث ما هو أسوأ لك ، قاوم و انا هنا لمساعدتك ."
حدق فارس به للحظة حتى أومأ رغم عدم فهمه ما يريد بالضبط لكنه جاراه يعقب :
" حسناً ."
ثم تركه و رحل من أمامه ، مر من أمام أسرته إلى الأعلي لكن أوقفه أبيه يقول قبل أن يختفي عن ناظريه :
" حضر حاجياتك فغدًا صباحًا سنعود إلى منزلنا ."
تجمد في منتصف السلم و توسعت عينيه في صدمة ! .. كحال الجميع كان هو أكثرهم صدمة ، رفضًا ! .. حتى عاد للنظر نحو والده و قد عادت ذكرياته التي لازم فيها وحدته دون دعم منهما ، ترك تحديقه بعين والده و نظر لعامر ، و كأنه يترجاه أن يجعل والده يتراجع عن قراره لكن عامر لم يتحدث ، لم يتدخل بل ظل ساكنًا ،و كيف سيكون رد فعله إن علم أن عامر سبب ذلك القرار؟!
عاد للنظر لوالده ليقول برفض :
" أنا لا أريد ذلك يا أبي ."
إلتفت ليغادر هاربًا لكن والده نطق دون أن يغير قراره :
" الأمر ليس بيدك يا فارس .. نِم جيدًا حتى تستطيع مساعدتنا بتحضير المنزل غدًا ."
أنهي كلامه و غادر من المنزل قاصدًا الشركة ليجلس فارس على السلم مخفيًا وجهه أسفل كفيّ يده بصدمة ، بوجع ! لما كل شئ يسير عكس ما يريد؟! لما لا يلبَّى طلب واحد بسيط له؟! لما يجعل أبسط أموره أصعبها؟!!
جلس ماجد إلى جانبه و عانقه بطريقة جانبية بواسطة يسراه بينما يقول بابتسامة لطيفة :
" لا تتضايق يا فارس .. أنه منزل أبيك و يومًا ما كان يجب أن يعود إليه .. لما القلق و نحن أسرتك؟ نحن لن نتركك وحدك مهما ابتعدت! "
لكن فارس رد بضيق و خوف :
" لكن يا عمي لا أريد العودة وحدي مجددًا!! سأعود كما كنت ، وحيدًا ، دونهما! سينشغلان بأهدافهما و يتركاني لأني ببساطة .. لست هدفاً لهما! "
قرَّبه ماجد منه ليعانقه و يمسح على رأسه لتقترب أميمة تقول بدفء لأنها و أخيرًا ستكون معه و تعتني به :
" الماضي ليس كاليوم يا فارس ، لا تنسي أني قد ضحيت بـ..."
فقاطعها يبتعد عن عمه و يصرخ فيها بانفعال أمام الجميع :
" ضحيت ! ضحيت ! ضحيت!! .. و هو كذلك قدم تضحيات! كلاكما قدم تضحيات و تنازلات كثيرة لكنكما لم تضحيا بشئ سوى بي يا أمي! أنا من تنازلتما عن حقوقه كإبن لكما .. أنا فقط من قدمت تضحيات دون رغبة مني! أنا من تنازلتما عنه! أنا فقط من أخسر هنا دون أن تشعرا بـــي!!! "
ثم إلتفت يركض نحو غرفته ليغلق بابها بعنف خلفه ، أخذ أنفاسه بصعوبة و بشكل سريع ، لا يعرف كيف انفجر؟ لكن هذه هي الحقيقة ، منذ ولد يقدم التنازلات لهما دون أن يجد حقوقه المسلوبة! .. لم ينسى تلك الأيام التي عاني فيها وحده ، وسط الظلام يبكي وحيدًا و كلاهما يعملان دون أن يتصلا عليه أو يهتمان به .. و حين .. حين قررا إحضار له مربية تعتني به لأنهما ليسا متفرغان ...
اتسعت عينيه و هناك ذكري سريعة غامقة تمر بعقله! تشحنه شحنات من الطاقة السلبية المؤلمة ، حتى تذكر ذلك اليوم الذي كان مفقوداً من ذاكرته! تلك الذكرى المنسية! .. حين جاء نادر صاحب الستة أعوام ليستقبله بابتسامة متسعة قبل أن يغرقه بعناق مشتاق متحمس للبقاء معه ، سلم على كامل والد نادر قبل أن يغادر تاركاً نادر معه كما رغب فارس ليبقيا مع المربية التي كانت قد تركتهما لتحضر لهما بعض الأطعمة ، لحظتها أمال نادر على فارس ليسأله بخفوت :
" من هذه؟ "
ليجيبه فارس الصغير بضجر و هو ينظم المكعبات معاً مكونًا برجًا دون النظر لصديقه:
" أنها مربية أطفال .. هي هنا منذ أسبوع .. أجبرني بابا علي وجودها .. لأني أخاف الظلام .. و أمرني أن لا أزعجها لكنها مزعجة! "
همس نادر مجددًا بغرابة و لدغة ' لثغة ' بحرف السين و هو ينظر نحو المطبخ كي يتأكد أنها لا تسمعهما :
" كيف تزعجك يا فارس؟ "
أجابه فارس بانزعاج أكثر :
" تحاول الاقتراب مني كثيرًا .. لكني أهرب منها فأنا أخافها .. أمس حين رفضت أن أتناول الطعام .. صرخت بوجهي بغضب .. فبكيت، لكنها لم تهتم بي .. و دفعتني من كتفي .. و غادرت لتنام ! "
شهق نادر بصدمة ليهتف بغضب بلدغته :
" خبيثة! هل كانت كذلك منذ أسبوع؟ "
" لقد فعلت ذلك .. مرتين .. خلال الاسبوع ."
قال فارس بخفوت و تقطع ، فضيق نادر عينيه بغضب ليقول بلدغة حرف السين مجدداً :
" سوف أقتلها تلك الخبيثة!! "
نهض ليركض نحو المطبخ تحت دهشة فارس الذي لم ينهض بل عاد ليكمل المكعبات بهدوء و صمت الا أنه بعد اكثر من دقيقة شعر بتأخر نادر ، فقلق لينهض ممسكاً بدُبِّه البني و تحرك نحو المطبخ ينادي عليه و خاصةً حين شعر بهدوء المكان ، لكنه ما إن وصل المطبخ حتى وجد رجل غريب يحمل نادر نائمًا بين يديه ، فارتجف جسد فارس و نزلت دموعه بخوف لتبدأ شهقاته بالخروج و عيناه تدمع ، كان يدرك أن هذا الرجل دخل من الباب الخلفي ، و شعر أنه سئ حين رأى نادر بين يديه نائمًا !
تنهدت المربية لتخاطب الرجل الغريب بغضب :
" تبًا يا رامي لقد إكتشفنا ! "
فأجابها رامي بابتسامة جانبية ساخرًا :
" أنسيتي يا حمقاء ما سبب مجيئي؟ و يا لجمال الصدف لقد وجدنا طفلين بدل طفل ، و المال سوف يتضاعف! ."
إقتربت من فارس الذي كان يجلس بخوف شديد يبكي و هو يحتضن دُبِّه ملتصقًا بباب المطبخ بشكل جانبي لتجلس هي أمامه و أخرجت زجاجة صغيرة و منديل ، لم تكن تهتم للفتى و خوفه أو هروبه منها فهي تعلم أنه فتي مصاب بالتوحد و يخاف الغرباء و من المستحيل أن يفكر وقت خوفه ، ابتسمت و هي تقرِّب منه القماشة لكنه حين أحس بالخطر نهض بسرعة كي يهرب لكنها طالته و حاوطت معدته بذراعه الأيسر فحاول رفسها و بكاءه يزداد ليهتف رامي بقلق :
" أغلقي فمه قد يسمعه الجيران ! "
أومأت لتقيد ذراعيه القصيران أسفل يسراها و قد استطاعت أن تتحكم في جسده بقوة لتغلق فاهه بما في يدها ، حاول الصراخ ، الا أنه كان مرعوبًا فتسارعت أنفاسه بذعر مما تسبب باستنشاقه كمية كبيرة من المخدر ليغيب عن الوعي سريعًا و يرتمي بين يديها فحملته قائلة بشئ من قلة الحيلة :
" من السئ إخافة طفل كهذا اللطيف الجبان ."
ليجيبها الاخر بلا مبالاة :
" العمل أهم منه شخصيًا فلا تتحامقي كثيرًا كما و أننا سنجني ثروة من وراء هذين الطفلين! أنه يوم سعدنا ! "
همهمت بتأييد و هي تقترب لتعطيه الفتي قبل أن تؤَمِّن المكان كي يستطيعا الهرب دون أن يعلما أن هناك كاميرا صغيرة زرعها سالم قبل مجيئها اليوم بسبب شعوره بخوف فارس منها !
حين استيقظ فارس أصبح يسمع صرخات و بكاء عنيف بجانبه ، أراد سد أذنه لكن جسده كان ثقيلاً ، أدرك أنه مرتميٍ على أرضًا حجرية باردة مقيد الأيدي خلف ظهره ، زاد البكاء و الصراخ ليسمع سبِّه لهما بألم و خوف :
" سأجعل بابا يقتلكما يا خبثاء يا حقيرون! "
ضحكات ارتفعت و رامي يقترب يوقف رجاله عن ضرب الفتى بالعصى ليجلس قربه و يحدق به و هو يلمس وجنته بسخرية :
" حروفك أين أضعتها؟ .. لدغتك لطيفة لكنك وقح لهذا ستعاقب مجددًا ."
نهض ليصرخ نادر مجددًا و يزداد بكاءه حين أحس بمكان العصي يؤلم باطن قدميه فهمس بألم شديد :
" فارس أنقذني! "
" فا .. فارس.."
أغمض عينيه يُغمى عليه ، كان فارس يغمض عينيه بجسد يرتجف ، كان خائفًا لا يستطيع التحكم بخوفه! كان أجبن من أن يساعد نفسه فكيف بـ رفيقه!
شعر بيدًا على وجنته ففتح عينيه شاهقًا ببكاء ضعيف ليسرع رامي بالحديث ساخرًا :
" لا لا تبكي لا تبكي ، خذ كلم البابا يا صغير !"
قرب الهاتف منه و ما إن سمع صوت والده حتى زادت شهقاته ليهتف وسط شهقاته :
" بابا أنا خائف .. نادر يتألم .. مؤلم .. خائف.."
كانت تضعف نبرته مع زيادة سرعة تنفسه حتى أغمض عينيه يزداد تنفسه سوءًا ، كان يعاني من أعراض الخوف الشديد .
لم يهتم المعني و هو يرد على الهاتف و بين شفتيه سيجارة يستنشقها ببرود ليسمع صوت سالم يخاطبه بترجي و قلق :
" رجاءً لا تحاول الاقتراب منه ! هو ليس طبيعيًا كما و أنه لديه فوبيا من الغرباء و نادر كذلك لا تؤذيه و سأفعل لك كل شئ ."
أخرج السيجارة من فمه :
" سأطلب مالاً لكلاهما ! "
" لك ما تريد ."
همهم رامي بملل و أنهى حديثه معه بطلب ما يريده ليخرج هو و رجاله للخارج ، حينها فتح نادر عينيه و ابتسم بتعب و هو ينهض مبعدًا الحبل عن يده بعد أن خدعهم لكنه لم يستطع السير و التعب كان قد تمكن من قوته بسبب الضرب على باطن قدميه حتى تلونا بالاحمر بسبب الجروح !
زحف نحو فارس حتى انحنى نحوه يعانقه بتعب قائلاً :
" سنهرب يا صديقي ."
هدأ تنفس فارس و شعر بالطمأنينة تغمره قليلاً بسبب قرب نادر منه ، ما ان استطاع فارس الجلوس حتى فك نادر قيد يده من خلف ظهره فالتفت فارس يعانقه هامسًا :
" ظننتك مِت ."
ضحك نادر بخفوت و شقاوة ليهمس بلدغته اللطيفة :
" لقد خدعتهم و سوف أخدعهم دائماً لأنهم أغبياء ! "
"لدغتك هذه تجعلك لطيفاً! "
ابتسم فارس قائلاً ذلك لينهض و يساعده كذلك بالنهوض كي يبحثا عن مهرب .
*
*
*
يتبع..
أظن الماضي ظهر و لما فارس يخاف أن يذهب لمنزله القديم و لأنه كانت فيه تجربة سيئة له تكملتها في البارت القادم ❤️👌
و الان رأيكم؟
التقييم؟
رأيكم بشخصية فارس المتوحد أثناء طفولته؟❤️✨
و نادر الألدغ اللطيف، أحب اللدغة جدًا ❤️❤️✨
المشهد الذي عجبكم؟ ❤️✨
و الي اللقاء ❤️✨
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top